ثم دخلت سنة سبع ومائة
 
فيها خرج باليمين رجل يقال له عباد الرعيني فدعا إلى مذهب الخوارج واتبعه فرقة من الناس وحلموا فقاتلهم يوسف بن عمر فقتله وقتل أصحابه وكانوا ثلاثمائة وفيها وقع بالشام طاعون شديد وفيها غزا معاوية بن هشام الصائفة وعلى جيش أهل الشام ميمون بن مهران فقطعوا البحر إلى قبرص وغزا مسلمة في البر في جيش آخر وفيها ظفر أسد بن عبد الله القسري بجماعة من دعاة بني العباس بخراسان فصلبهم وأشهرهم وفيها غزا أسد القسري جبال نمروذ ملك القرقيسيان مما يلي جبال الطالقان فصالحه نمروذ وأسلم على يديه وفيها غزا أسد الغور وهي جبال هراة فعمد أهلها إلى حواصلهم وأموالهم وأثقالهم فجعلوا ذلك كله في كهف منيع لا سبيل لأحد عليه وهو مستعل جدا فأمر اسد بالرجال فحملوا في توابيت ودلاهم إليه وأمر بوضع ما هنالك في التوابيت ورفعوهم فسلموا وغنموا وهذا رأي سديد وفيها أمر أسد يجمع ما حول بلخ إليها واستناب عليها برمك والد خالد بن برمك وبناها بناء جيدا جديدا محكما وحصنها وجعلها معقدا للمسلمين وفيها حج بالناس إبراهيم بن هشام أمير الحرمين وممن توفي فيها من الأعيان