فصل
 
كان اللائق بالمؤلف أن يذكر تراجم هؤلاء العلماء الأخيار قبل تراجم الشعراء المتقدم ذكرهم فيبدأ بهم ثم يأتي بتراجم الشعراء وأيضا فأنه أطال القول في تراجم الشعراء وأختصر تراجم العلماء ولو كان فيها حسن وحكم ينتفع بها من وقف عليها ولعلها أفيد من مدحهم والثناء عليهم ولا سيم كلام الحسن وابن سيرين ووهب بن منبه كما ذكره بعد وكما سيأتي ذكر ترجمته في هذه الزيادة فانه قد اختصره جدا وان المؤلف اقدر أوسع علما فما ينبغي آن يخل ببعض كلامهم وحكمهم فان النفوس مستشرقة إلى معرفة ذلك والنظر فيه فان أقوال السلف لها موقع من القلوب والمؤلف غالبا في التراجم يحيل على ما ذكر في التكميل الذي صنفه في أسماء الرجال وهذا الكتاب لم نقف عليه نحن ولا من سألناه عكة من العلماء فآنا قد سألنا عنه جماعة من آهل الفن فلم يذكر غير واحد انه اطلع عليه فكيف حال غيرهم وقد ذكرت في غالب التراحم زيادات على ما ذكره المؤلف مما وصلت إليه معرفتي واطلعنا عليه ولو كان عندي كتب لاشبعت القول في ذلك إذا الحكمة هي ضالة المؤمن ولعل آن يقف على هذا راغب في الآخرة طالب ما عند الله عز وجل فينتفع به اعظم مما ينتفع به من تراجم الخلف والملوك والأمراء وان كانت تلك أيضا نافعة لمعتير ومزدجر فان ذكر أئمة العدل والجور بعد موتهم فيها افضل أولئك وغم هؤلاء ليعلم الظالم انه وان مات لم يمت ما كان متلبسا به من الفساد والظلم بل هو مدون في الكتب عند العلماء وكذلك آهل العدل والصلاح والخير فان الله قد قص في القران أخبار الملوك والفراعنة والكفار والمفسدين تحذيرا من أحوالهم وما كانوا يعملون وقص أيضا أخبار الأتقياء والمحسنين والأبرار والأخبار والمؤمنين للإقتداء والتأسي بهم والله سبحانه اعلم فنقول وبالله التوفيق

الموضوع التالي


أما الحسن

الموضوع السابق


وأما ابن سيرين