محمد بن سيرين
 
آبو بكر بن آبى عمرو الانصاري مولى انس بن مالك النضري كان أبوه من سبى عين التمر أسره في حملة السبى خالد بن الوليد فاشتراه انس ثم كاتبه وقد ولد له من خيار جماعة محمد هذا وانس بن سيرين ومعبد ويحي وحفصة وكريمة وكلهم تابعيون ثقات اجلاء رحمهم الله تعالى

مشيئتهم وأترك ما أشاء
قال البخاري ولد محمد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان وقال هشام بن حسان هو اصدق من أدركت من البشر وقد تقدم هذا كله فيما ذكره المؤلف
كان ابن سيرين إذا ذكر عنده رجل بسوء ذكره بأحسن ما يعلم وقال خلف بن هشام كان محمد بن سيرين قد أعطى هديا وسمتا وخشوعا وكان الناس إذا رواه ذكروا الله ولما مات انس بن مالك أوصى آن يغسله محمد بن سيرين وكان محمد محبوسا فقالوا له في ذلك فقال آنا محبوس فقالوا قد أستاذنا الأمير في إخراجك قال إن الأمير لم يحبسن إما حبسنى من له الحق فأذن له صاحب الحق فغسله وقال يونس ما عرض لمحمد بن سرين آمران إلا اخذ بأوثقهما في دنيه وقال أني لا علم الذنب الذي حملت بسببه أني قلت يوما لرجل يا مفلس فذكر هذا لآبي سليمان الداراني فقال قلت ذنوبهم فعرفوا من أين آتوا ومثلنا قد كثرت ذنوبنا فلم ندر من أين نؤتى ولا بأي ذنب نؤخذ وكان إذا أدعى إلى وليمة يدخل منزله فيقول آتوني بشربة سويق فيشربها ويقول أني اكره آن احمل جوعي إلى موائدهم وطعامهم وكان يدخل السوق نصف النهار فيكبر الله ويسبحه ويذكره ويقول إنها ساعة غفلة الناس وقال إذا أراد الله بعبد خيرا جعل له واعظ
من قلبه يأمره وينهاه وقال ظلم لأخيك آن تذكر منه آسوا ما تعلم منه وتكتم خيره
وقال العزلة عبادة وكان إذا ذكر الموت مات منه كل عضو على حدته وفي رواية كان يتغير لونه وينكر حاله حتى كأنه ليس بالذي كان وكان إذا سئل عن الرؤيا قال للسائل اتق الله في اليقظة ولا يغرك ما رأيت في المنام وقال له رجل رأيت كأني اصب الزيت في الزيتون فقال فتش على آمراتك فإنها أمك ففتش فإذا هي أمه وذلك آن الرجل اخذ من بلاده صغيرا سبيا ثم مكث في بلاد الإسلام إلى إن كبر ثم سبيت أمه فاشتراها جاهلا إنها أمه فلما رأى هذه الرؤيا وذكرها لابن سيرين فآمره آن يفتش على ذلك ففتش فوجد الآمر على ما ذكره وقال له آخر رأيت كأني دست آو قال وطئت تمرة فخرجت منها فارة فقال له تزوج امرأة آو قال تطأ امرأة صالحة تلد بنتا فاسقة فكان كما قال وقال له آخر رأيت كان على سطح بيتي حبات شعير فجاء ديك فلقطها فقال له آن سرق لك شيء في هذه الأيام فأتني فوضعوا بساطا على سطحهم فسرق فجاء إليه فاخبره فقال اذهب إلى مؤذن محلتك فخذه منه فجاء إلى المؤذن فاخذ البساط منه وقال له رجل رأيت الحمام تلقط الياسمين فقال مات علماء البصرة واتاه رجل فقال رأيت رجلا عريانا واقفا على مزبلة وبيده طنبور يضرب به فقال له ابن سيرين لا تصلح هذه الرؤيا في زماننا هذا إلا للحسن البصري فقال الحسن هو والله الذي رأيت فقال نعم لان المزبلة الدنيا وقد جعلها تحت رجليه وعريه تجرده عنها والطنبور يضرب به هي المواعظ التي يقرع بها آذان الناس وقال له آخر رأيت كأني استاك والدم يسيل فقال له أنت رجل تقع في أعراض الناس وتآكل لحومهم وتخرج في بابه وتأتيه
وقال له آخر رأيت كأني أرى اللؤلؤ في الحماة فقال له أنت رجل تضع القران والعلم عند غير أهله ومن لا ينتفع به وجاءته امرأة فقالت رأيت كان سنورا ادخل رأسه في بطن زوجي فاخذ منه قطعة فقال لها ابن سيرين سرق لزوجك ثلاثمائة درهم وستة عشر درهما فقالت صدقت من أين أخذته فقال من هجاء حروفه وهي حساب الجمل فالسين ستون والنون خمسون والواو ستة والراء مائتان وذلك ثلاثمائة وستة عشر وذكرت السنور اسود فقال هو عبد في جواركم فالزموا عبدا اسود كان في جوارهم وضرب فاقر بالمال المذكور وقال له رجل رأيت لحيتي قد طالت وأنا انظر إليها فقال له امؤذن أنت قال نعم قال له اتق الله ولا تنظر إلى دور الجيران وقال له أخر رأيت كان لحيتي قد طالت حتى جزرتها ونسجتها كساء وبعته في السوق فقال له اتق الله فانك شاهد زور وقال له أخر رأيت كأني أكل أصابعي فقال له تآكل من عمل يدك وقال لرجل
انظر هل ترى في المسجد أحدا فذهب فنظر ثم رجع إليه فقال ليس في المسجد أحد فقال أليس أمرتك أن تنظر هل ترى أحد قد يكون في المسجد من الأمراء وقال عن رجل ذكر له ذلك الأسود ثم قال استغفر الله ما أراني إلا قد اغتبت الرجل وكان الرجل اسود وقال اشترك سبعة في قتل امرأة فقتلهم عمر فقال لو آن آهل صنعاء اشتركوا في قتلها لا بدت خضرائهم

الموضوع التالي


وهيب بن منبه اليماني

الموضوع السابق


أما الحسن