ذو الرمة الشاعر
 
واسمه غيلان بن عتية بن يهيس من بني عبد مناة بن اد بن طابخة بن الياس بن مضر ابو الحارث أحد فحول الشعراء وله ديوان مشهور وكان يتغزل في مي ينت مقاتل بن طلبة بن قيس ابن عاصم المنقري وكانت جميلة وكان هو دميم الحلق اسود اللون ولم يكن بينهما فحش ولا خنا ولم يكن رآها قط ولا رأته وانما كانت تسمع به ويسمع بها ويقال انها كانت تنذر ان هي رأته ان تذبح جزورا فلما رأته قالت واسوتاه ولم تبد له وجهها قط الا مرة واحدة فأنشأ يقول على وجه مي لمحة من حلاوة وتحت الثياب العار لو كان باديا
قال فانسخلت من ثيابها فقال
الم تر ان الماء يخبث طعمه * وان كان لون الماء ابيض صافيا
فقالت تريد ان تذوق طعمه فقال أي والله فقالت تذوق الموت قبل ان تذوقه فأنشأ يقول
فواضعيه الشعر الذي راح وانقضى * بمي ولم املك ضلال فؤاديا
قال ابن خلكان ومن شعره السسائر بين الناس ما انشده
اذا هبت الارياح من نحو جانب * به اهل مي هاج شوقي هبوبها
هوى تذرف العينان منه وانما * هوى كل نفس اين حل حبيبها
وانشد عن الموت * ياقابض الارواح في جسمي اذا احتضرت
وغافر الذنب زحزحنى عن النار