مسلمة بن عبد الملك
 
ابن مروان القرشي الاموي ابو سعيد وابو الاصبغ الدمشقي قال ابن عساكر وداره بدمشق في حجلة القباب عند باب الجامع القبلي ولي الموسم ايام اخيه الوليد وغزا الروم غزوات وحاصر القسطنطينية وولاه اخوه يزيد امرة العراقيين ثم عزله وتولى ارمينية وروى الحديث عن عمر بن عبد العزيز وعنه عبد الملك بن ابي عثمان وعبيد الله بن قزعة وعيينة والد سفيان بن عينية وبن ابي عمران ومعاوية بن خديج بن يحيى الغساني قال الزبير بن بكار كان مسلمة من رجال بني امية وكان يلقب بالجرادة الصفراء وله آثار كثيرة وحروب ونكاية في العدو من الروم وغيرهم قلت وقد فتح حصونا كثيرة من بلاد الروم ولما ولى ارمينية غزا الترك فبلغ باب الابواب فهدم المدينة التي عنده ثم اعاد بناءها بعد تسع سنين وفي سنة ثمان وتسعين غزا القسطنطينية فحاصرها وافتتح مدينة الصقالبة وكسر ملكهم البرجان ثم عاد الى محاصرة القسطنطينية قال الاوزاعي فأخذه وهو يغازيهم صداع عظيم في رأسه فبعث ملك الروم اليه بقلنسوة وقال ضعها على رأسك يذهب صداعك فخشي ان تكون مكيدة فوضعها على رأس بهيمة فلم ير الا خيرا ثم وضعها على رأس بعض أصحابه فلم ير الا خيرا فوضعها على رأسه فذهب صداعه ففتقها فاذا فيها سبعون سطرا هذه الاية ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا الاية مكررة لا غير رواه ابن عساكر
وقد لقي مسلمة في حصاره القسطنطينية شدة عطيمة وجاع المسلمون عندها جوعا شديدا فلما ولى عمر بن عبد العزيز ارسل اليهم البريد يأمرهم بالرجوع الى الشام فحلف مسلمة ان لا يقلع عنهم حتى يبنوا له جامعا كبيرا بالقسطنطينية فبنوا له جامعا ومنارة فهو بها الى الان يصلى فيه المسلمون الجمعة والجماعة قلت وهي آخر ما يفتحه المسلمون قبل خروج الدجال في آخر الزمان كما ستورده في الملاحم والفتن من كتابنا هذا ان شاء الله ونذكر الاحاديث الواردة في ذلك هناك وبالجملة كانت لمسلمة مواقف مشهورة ومساعي مشكورة وغزوات متتالية منثورة وقد افتتح حصونا وقلاعا واحيا بعزمه قصوارا وبقاعا وكان في زمانه في الغزوات نظير خالد بن الوليد في ايامه في كثرة مغازيه وكثرة فتوحه وقوة عزمه وشدة بأسه وجودة تصرفه في نقصه وابرامه وهذا مع الكرم والفصاحة وقال يوما لنصيب الشاعر سلني قال لا قال ولم قال لان كفك بالجزيل اكثر من مسألتي باللسان فأعطاه الف دينار وقال ايضا الانبياء لا يتنابون كما يتناب الناس ما ناب نبي قط وقد اوصى بثلث ماله لاهل الادب وقال انها صنعة جحف اهلها وقال الوليد بن مسلم وغيره توفي يوم الاربعاء لسبع مضين من المحرم سنة احدى وعشرين ومائة وقيل في سنة عشرين ومائة وكانت وفاته بموضع يقال له الحانوت وقد رثاه بعضهم وهو ابن اخيه الوليد بن يريد بن عبد الملك فقال اقول وما البعد الا الردى
فقد كنت نورا لنا في البلاد
ونكتم موتك نخشى اليقين * امسلم لاتبعدن مسلمه
مضيئا فقد اصبحت مظلمة * فأبدى اليقين لنا الجمجة