فصل
 
وروى الطبراني عن اسحاق ابن ابراهيم حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال اخبرني صالح بن كيسان قال اجتمعت انا والزهري ونحن نطلب العلم فقلنا نحن نكتب السنن فكتبنا ما جاء عن النبي ص ثم قال لي هلم فلنكتب ما جاء عن اصحابه فانه سنة فقلت انه ليس بسنة فلا نكتب قال فكتب ما جاء عنهم ولم اكتب فانجح وضيعت وروى الامام احمد عن عن معمر قال كنا نرى انا قد اكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد فاذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزانته يقول من علم الزهري وروى عن الليث بن سعد قال وضع الطست بين يدي ابن شهاب فتذكر حديثا فلم تزل يده في الطست حتى طلع الفجر وصححه وروى اصبغ بن الفرج عن ابن وهب عن يونس عن الزهري قال للعلم واد فاذا هبطت واديه فعليك بالتؤدة حتى تخرج منه فإنك لا تقطعه حتى يقطع بك وقال الطبراني حدثنا احمد بن يحيى تغلب حدثنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن الحسن بن زبالة عن مالك بن انس عن الزهري قال خدمت عبيد الله بن عتبة حتى ان كان خادمه ليخرج فيقول من بالباب فتقول الجارية غلامك الاعمش فتظن اني غلامه واني كنت لاخدمه
حتى استقى وضوءه وروى عبدالرحمن بن احمد عن محمد بن عباد عن الثوري عن مالك بن انس اراه عن الزهري قال تبعت سعيد بن المسيب ثلاثة ايام في طلب حديث وروى الاوزاعي عن الزهري قال كنا نأتي العالم فما نتعلم من ادبه احب الينا من علمه وقال سفيان كان الزهري يقول حدثني فلان وكان من اوعية العلم ولا يقول كان عالما وقال مالك اول من دون العلم ابن شهاب وقال ابو المليح كان هشام هو الذي اكره الزهري على كتابة الحديث فكان الناس يكتبون بعد ذلك وقال رشيد بن سعد قال الزهري العلم خزائن وتفتحها المسائل وقال الزهري كان يصطاد العلم بالمسألة كم يصطاد الوحش وكان ابن شهاب ينزل بالاعراب يعلمهم لئلا ينسى العلم وقال انما يذهب العلم النسيان وترك المذاكرة وقال ان هذاالعلم ان اخذته بالمكابرة غلبك ولم تظفر منه بشيء ولكن خذه مع الايام والليالي اخذا رفيقا تظفر به وقال ما احدث الناس مروءة اعجب الي من الفصاحة وقال العلم ذكر لا يحبه الا الذكور من الرجال ويكرهه مؤنثوهم ومر الزهري علي ابي حازم وهو يقول قال رسول الله ص فقال مالي ارى احاديث ليس لها خطم ولا ازمة وقال ما عبد الله بشيء افضل من العلم
وقال ابن مسلم ابي عاصم حدثنا دحيم حدثنا الوليد بن مسلم عن القاسم بن هزان انه سمع الزهري يقول لا يوثق الناس علم عالم لا يعمل به ولا يؤمن بقول عالم لا يرضى وقال ضمرة عن يونس عن الزهري قال اياك وغلول الكتب قلت وما غلولها قال حبسها عن اهلها وروى الشافعي عن الزهري قال حضور المجالس بلا نسخة ذل وروى الاصمعي هعن مالك بن انس عن ابن شهاب قال جلست الى ثعلبة بن ابي معين فقال اراك تحب العلم قلت نعم قال فعليك بذاك الشيخ يعني سعيد بن المسيب قال فلزمت سعيدا سبع سنين ثم تحولت عنه الى عروة ففجرت نبح بحره وقال الليث قال ابن شهاب ما صبر احد على علم صبري وما نشره احد قط تسرى فاما عروة بن الزبير فبئر لا تكدره الدلاء واما ابن المسيب فانتصب للناس فذهب اسمه كل مذهب وقال مكي بن عبدان حدثنا محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الاوسي حدثنا مالك بن انس ان ابن شهاب سأله بعض بني امية عن سعيد بن المسيب فذكر علمه بخير واخبره بحاله فبلغ ذلك سعيدا فلما قدم ابن شهاب المدينة جاء فسلم على سعيد فلم يرد عليه ولم يكلمه فلما انصرف سعيد مشى الزهري معه فقال مالي سلمت عليك فلم تكلمني ماذا بلغك عني وما قلت الا خيرا قال له ذكرتني لبني مروان قال ابو حاتم حدثنا مكي بن عبدان حدثنا محمد بن يحيى حدثنى عطاف ابن خالد المخزومي عن عبد الاعلى بن عبد الله بن ابي فروة عن ابي شهاب قال اصاب اهل المدينة حاجة زمان فتنة عبد الملك بن مروان فعمت اهل البلد وقد خيل الى انه قد اصابنا اهل
البيت من ذلك ما لم يصب احدا من اهل البلد وذلك لخبرتي باهلي فتذكرت هل من احد امت اليه برحم او مودة ارجو ان خرجت اليه ان اصيب عنده شيئا فما علمت من احد اخرج اليه ثم قلت ان الرزق بيد الله عزو وجل ثم خرجت حتى قدمت دمشق فوضعت رجلي ثم اتيت المسجد فنظرت الى اعظم حلقة رأيتها واكبرها فجلست فيها فبينا نحن على ذلك اذ خرج رجل من عند امير المؤمنين عبد الملك كأجسم الرجال واجملهم واحسنهم هيئة فجاء الى المجلس الذي انا فيه فتحثحثوا له اي اوسعوا فجلس فقال لقد جاءامير المؤمنين اليوم كتاب ما جاءه مثله منذ استخلفه الله قالوا ما هو قال كتب اليه عاملهعلى المدينة هشام بن إسماعيل يذكر ان ابن المصعب بن الزبير من ام ولد مات فأرادت أمه أن تأخذ ميرنا منه فمنعه عروة بن ا الزبير وزعم انه لا ميراثا لها فتوهم امير المؤمنين حديثا في ذلك سمعه من سعيد بن المسيب يذكر عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب في امهات الاولاد ولا يحفظه الان وقد شذ عنه ذلك الحديث قال ابن شهاب فقلت انا احدثه به فقام الى قبيصة حتى اخذ بيدي ثم خرج حتى دخل الدار على عبد الملك فقال السلام عليك فقال له عبد الملك مجيبا وعليك السلام فقال قبيصة اندخل فقال عبد الملك ادخل فدخل قبيصة على عبد الملك وهو اخذا بيدي وقال هذا يا امير المؤمنين يحدثك بالحديث الذي سمعته من ابن المسيب في امهات الاولاد فقال عبد الملك ايه قال الزهري فقلت سمعت سعيد بن المسيب يذكر ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه امر بامهات الاولاد ان يقومن في اموال ابنائهن بقيمة عدل ثم يعتقن فكتب عمر بذلك صدرا من خلافته ثم توفى رجل من قريش كان له ابن من ام ولد وقد كان عمر يعجب بذلك الغلام فمر لك الغلام على عمر في المسجد بعد وفاة ابيه بليال فقال له عمر ما فعلت يا ابن اخي في امك قال فعلت يا امير المؤمنين خيرا خيروني بين ان يسترقوا امي فقال عمر اولست انما امرت في ذلك بقيمة عدل ما ارى رأيا وما امرت بأمر الا قلتم فيه ثم قام فجلس على المنبر فاجتمع الناس اليه حتى إذا رضي من جماعتهم قال ايها الناس اني قد كنت امرت في امهات الاولاد بامر قد علمتموه ثم حدث رأي غيرذلك فايما امرئ كان عنده ام ولد فملكها بيمينه ما عاش فاذا مات فهي حرة لا سبيل له عليها
فقال لي عبد الملك من انت قلت انا محمد بن مسلم بن عبيد بن شهاب فقال اما والله ان كان ابوك لابا نعارا في الفتنة مؤذيا لنا فيها قال الزهري فقلت يا امير المؤمنين قل كما قال العبد الصالح لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم فقال اجل لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم قال فقلت يا امير المؤمنين افرض لي فاني منقطع من الديوان فقال ان بلدك ما فرضنا فيه
لأحد منذ كان هذا الأمر ثم نظر الى قبيصة وأنا وهو قائمان بين يديه فكأنه أومأ اليه أن افرض له فقال قد فرض إليك أمير المؤمنين فقلت إنى والله ما خرجت من عند أهلى إلا وهم في شدة وحاجة ما يعلمها إلا الله وقد عمت الحاجه أهل البلد قال قد وصلك أمير المؤمنين قال قلت يا أمير المؤمنين وخادم يخدمنا فان أهلى ليس لهم خادم إلا أختى فانها الآن تعجن وتخبز وتطحن قال قد أخدمك أمير المؤمنين
وروى الأوزاعى عن الزهرى أنه روى رسول الله ص قال لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن فقلت للزهرى ما هذا فقال من الله العلم وعلى رسوله البلاغ وعلينا التسليم أمروا أحاديث رسول الله ص كما جاءت وعن ابن أخى ابن شهاب عن عمه قال كان عمر بن الخطاب يأمر برواية قصيدة لبيد بن ربيعة التى يقول فيها
إن تقوى ربنا خير نفل * وبإذن الله ريثى والعجل
أحمد الله فلا ند له * بيديه الخير ما شاء فعل
من هداه سبل الخير اهتدى * ناعم البال ومن شاء أضل
وقال الزهرى دخلت على عبيد الله بن عبد الله بن عتبة منزله فاذا هو مفناط ينفخ فقلت مالى أراك هكذا فقال دخلت على أميركم آنفا يعنى عمر بن عبد العزيز ومعه عبد الله بن عمرو بن عثمان فسلمت عليها فلم يردا على السلام فقلت
لا تعجبا أن تؤتيا فتكلما * فما حشى الأقوام شرا من الكبر
ومسا تراب الأرض منه خلقتما * وفيها المعاد والمصير إلى الحشر
فقلت يرحمك الله مثلك في فقهك وفضلك وسنك تقول الشعر فقال إن المصدور وإذا نفث برأ وجاء شيخ إلى الزهرى فقال حدثنى فقال إنك لا تعرف اللغة فقال الشيخ لعلى أعرفها فقال فما تقول في قول الشاعر
صريع ندامى يرفع الشرب رأسه * وقد مات منه كل عضو ومفصل
ما المفصل قال اللسان قال عد على أحدثك وكان الزهرى يتمثل كثيرا بهذا
ذهب الشباب فلا يعود جمانا * وكان ما قد كان لم يك كانا
فطويت كفى يا جمان على العصا * وكفى جمان بطيها حدثانا
وكان نقش خاتم الزهرى محمد يسأل الله العافية وقيل لأبن أخى الزهرى هل كان عمك يتطيب قال كنت أشم ريح المسك من سوط دابة الزهرى وقال استكثروا من شىء لا تمسه النار قيل وما هو قال المعروف وامتدحه رجل مرة فأعطاه قميصه فقيل له أتعطى على كلام
الشيطان فقال أن من ابتغاء الخير اتقاء الشر وقال سفيان سئل الزهرى عن الزاهد فقال من لم يمنع الحلال شكره ولم يغلب الحرام صبره وقال سفيان قالوا للزهرى لو أنك لان في آخر عمرك أقمت بالمدينة فقعدت إلى مسجد رسول الله ص ودرجت وجلسنا إلى عمود من أعمدته فذكرت الناس وعلمتهم فقال لو أنى فعلت ذلك لوطىء عقبى و لا يبغى لى أن أفعل ذلك حتى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة وكان الزهرى يحدث أنه هلك في جبال بيت المقدس بضعة وعشرون نبيا ماتوا من الجوع والعمل كانوا لا يأكلون إلا ما عرفوا و لا يلبسون إلا ما عرفوا و لا يلبسون إلا ماعرفوا وكان يقول العبادة هى الورع والزهد والعلم هو الحسنة والصبر هو احتمال المكاره والدعوة إلى الله على العمل الصالح
وممن توفي في خلافة هشام بن عبد الملك كما أورده ابن عساكر

الموضوع التالي


بلال بن سعد

الموضوع السابق


الزهري