ترجمة الجعد بن درهم
 
هو اول من قال بخلق القرآن وهو الذي ينسب اليه مروان الجعدي وهو مروان الحمار اخر خلفاء بني امية كان شيخه الجعد بمن درهم اصله من خراسان ويقال انه من موالى بني مروان سكن الجعد دمشق وكانت له بها دار بالقرب من القلاسيين الى جانب الكنيسة ذكره ابن عساكر قلت وهي محلة من الخواصين اليوم غربيها عند حمام القطانين الذي يقال له حمام قلنيس قال ابن عساكر وغيره وقد اخذ الجعد بدعته عن بيان بن سمعان واخذها بيان عن طالوت ابن اخت لبيد بن اعصم زوج ابنته واخذها لبيد بن اعصم الساحر الذي سحر الرسول ص عن يهودي باليمن واخذ عن الجعد الجهم بن صفوان الخزري وقيل الترمذي وقد اقام ببلخ وكان يصلي مع مقاتل بن سليمان في مسجده ويتناظران حتى نفي الى ترمذ ثم قتل الجهم باصبهان وقيل بمرو قتله نائبها سلم بن احوز رحمه الله وجزاه عن المسلمين خيرا واخذ بشر المريسى عن الجهم واخذ احمد بن ابي داود عن بشر واما الجعد فانه اقام بدمشق حتى اظهر القول بخلق القران قتطلبه بنو امية فهرب منهم فسكن الكوفة فلقيه فيها الجهم بن صفوان فتقلد هذا القول عنه ثم ان حالد بن عبد الله القسري قتل الجعد يوم عيد الاضحى بالكوفة وذلك ان خالدا خطب الناس فقال في خطبته تلك ايها الناس ضحوا يقبل الله ضحاياكم فاني مضح بالجعد بن درهم انه زعم ان الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا ثم نزل فذبحه في اصل المنبر
وقد ذكر هذا غير واحد من الحفاظ منهم البخاري وابن ابي حاتم والبيهقى وعبد الله بن احمد وذكره ابن عساكر في التاريخ وذكر انه كان يتردد الى وهب بن منبه وانه كان كلما راح الى وهب يغتسل ويقول اجمع للعقل وكان يسأل وهبا عن صفات اللله عز وجل فقال له وهب يوما ويلك يا جعد اقصرالمسألة عن ذلك اني لاظنك من الهالكين لو لم يخبرنا اله في كتابه ان له يدا ما قلنا ذلك وان له عينا ما قلنا ذلك وان له نفسا ما قلنا ذلك وان له سمعا ما قلنا ذلك وذكر الصفات من العلم والكلام وغير ذلك ثم لم يلبث الجعد ان صلب ثم قتل ذكره ابن عساكر وذكر في ترجمت انه قال للحجاج بن يوسف ويروى لعمران بن حطان
ليث علي وفي الحروب نعامة
هلا برزت الى غزالة في الوغى * فتخاء تجفل من صفير الصافر
بل كان قلبك في جناحي طائر