الالْتِفاعُ والتلَفُّعُ: الالتحاف بالثوب، وهو أَن يشتمل به حتى
يُجَلِّلَ جسده؛ قال الأَزهريّ: وهو اشتمال الصَّمَّاء عند العرب،
والتَفَع مثله؛ قال أَوس بن حجر:
وهَبَّتِ الشَّمْأَلُ البَلِيلُ، وإِذْ
باتَ كَمِيعُ الفَتاةِ مُلْتَفِعا
ولَفَّعَ رأْسه تَلْفِيعاً أَي غَطَّاه. وتَلَفَّعَ الرجلُ بالثوب
والشجرُ بالورق إِذا اشتملَ به وتَغَطَّى به؛ وقوله:
مَنَعَ الفِرارَ، فجئتُ نحوَكَ هارِباً،
جَيشٌ يَجُرُّ ومِقْنَبٌ يَتَلَفَّعُ
يعني يَتَلَفَّعُ بالقَتامِ. وتَلَفَّعَتِ المرأَةُ بِمِرْطِها أَي
التَحَفَت به. وفي الحديث: كُنَّ نساءُ المؤْمنين
(* في النهاية: كنَّ نساء من
المؤمنات. ومتلفّفات بدل متجللات واللِفّاع بدل والمرط. ) يَشْهَدْنَ مع
النبي، صلى الله عليه وسلم، الصبحَ ثم يَرْجِعْنَ مُتَلَفِّعاتٍ
بمُروطِهِن ما يُعْرَفْنَ من الغَلَسِ أَي مُتَجَلِّلاتٍ بأَكسِيَتِهنَّ،
والمِرْطُ كِساءٌ أَو مِطْرَفٌ يُشْتَمَلُ به كالملْحفةِ واللِّفاعُ
والمِلْفَعةُ: ما تُلُفِّعَ به من رِداءٍ أَو لِحاف أَو قِناعٍ، وقال الأَزهري:
يُجَلَّلُ به الجسدُ كله، كِساءً كان أَو غيرَه؛ ومنه حديث علي وفاطمة، رضوان
الله عليهما: وقد دخلنا في لِفاعِنا أَي لِحافِنا؛ ومنه حديث أُبَيٍّ:
كانت تُرَجِّلُني ولم يكن عليها إِلاَّ لِفاعٌ، يعني امرأَته؛ ومنه قول أَبي
كبير يصِفُ رِيشَ النَّصْل:
نُجُفٌ بَذَلْتُ لها خَوافي نَاهِضٍ،
حَشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاعِ الأَطْحَلِ
أَراد كالثوب الأَسْود؛ وقال جرير:
لم تَتلَفَّعْ، بفَضْلِ مِئْزَرِها،
دَعْدٌ، ولم تُغْذَ دَعْدُ بالعُلَبِ
وإِنه لحَسَنُ اللِّفْعةِ من التلَفُّعِ. ولَفَّعَ المرأَة: ضمها إِليه
مشتملاً عليها، مشتق من اللِّقاعِ؛ وأَما قول الحطيئة:
ونحنُ تَلَفَّعْنا على عَسْكَرَيْهِمُ
جِهاراً، وما طِبِّي ببَغْيٍ ولا فَخْرٍ
أَي اشتملنا عليهم؛ وأَما قول الراجز:
وعُلْبةٍ من قادِمِ اللِّفاعِ
فاللِّفاعُ: اسم ناقة بعينها، وقيل: هو الخِلْفُ المُقَدَّم. وابن
اللَّفَّاعة: ابن المُعانِقةِ للفُحولِ. ولَفَعَ الشيْبُ رأْسَه يَلْفَعُه
لَفْعاً ولَفَّعَه فَتلفَّعَ: شَمِلَه. وقيل: المُتَلَفِّعُ الأَشْيَبُ. وفي
الحديث: لَفَعَتْكَ النارُ أَي شَمِلَتْكَ من نواحِيكَ وأَصابَكَ
لَهِيبُها. قال ابن الأَثير: ويجوز أَن تكون العين بدلاً من حاء لَفَحَتْه
النارُ؛ وقول كعب:
وقد تَلفَّعَ بالقُورِ العَساقِيلُ
هو من المقلوب، المعنى أَراد تَلَفَّعَ القُورُ بالعَساقِيل فقلب
واستعار. ولَفَّع المَزادةَ: قبلها فجعل أَطِبَّتَها في وسطها، فهي مُلَفَّعةٌ،
وذلك تَلْفِيعُها.
والتَفَعتِ الأَرضُ: اسْتوتْ خُضْرَتُها ونباتُها.
وتلَفَّعَ المالُ: نفَعَه الرَّعْيُ. قال الليث: إِذا اخضرَّت الأَرضُ
وانتفع المالُ بما يُصِيبُ من الرَّعْيِ قيل: قد تَلَفَّعَتِ الإِبل
والغنم. وحكى الأَزهري في ترجمة لَقَعَ قال: واللِّقاعُ الكِساءُ الغليظ، قال:
وهذا تصحيف والذي أَراه اللِّفاعُ، بالفاء، وهو كساءٌ يُتَلَفَّعُ به
أَي يشتمل به؛ وأَنشد بيت أَبي كبير يصف ريش النصل.