اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الجمعة 18 شوال 1445 هجرية
? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????????????? ?????? ?????????? ??????? ?? ?????? ? ??????????? ????????? ? ??? ?????? ?????? ? ? ??? ??????? ?? ????? ? ???????? ?????? ? ???????? ????? ?? ????? ????? ? ?? ????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????????????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

لا اله الا الله

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
الكتب العلمية
العقيدة
فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد
حديث : لا عدوى ولا طيرة إلخ
الكتب العلمية

قال * : وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر " أخرجاه . زاد مسلم : " ولا نوء ولا غول " .
قال أبو السعادات : العدوى اسم من الإعداء . كالدعوى . يقال : أعداء الداء يعديه إعداد إذا أصابه مثل ما بصاحب الداء .
وقال غير : لا عدوى هو اسم من الإعداد ، وهو مجاوزة العلة من صاحبها إلى غيره والمنفي نفس سراية العلة أو إضافتها إلى العلة . والأول هو الظاهر .
وفي رواية لمسلم أن أبا هريرة كان يحدث بحديث لا عدوى ، ويحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يورد ممرض على مصح " ثم إن أبا هريرة اقتصر على حديث : لا يورد ممرض على مصح وأمسك عن حديث لا عدوى فراجعوه وقالوا : سمعناك تحدث به ، فأبى أن يعترف به . قال أبو مسلمة ـ الراوي عن أبي هريرة : فلا أدري أنسى أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الآخر ؟
وقد روى حديث لا عدوى جماعة من الصحابة : أنس بن مالك ، وجابر بن عبد الله ، والسائب بن يزيد ، وابن عمر ، وغيرهم ، وفي بعض روايات هذا الحديث وفر من المجذوم كما تفر من الأسد .
وقد اختلف العلماء في ذلك . وأحسن ما قيل فيه : قول البيهقي ، وتبعه ابن الصلاح وابن القيم ، وابن رجب ، وابن مفلح وغيرهم : أن قوله : لا عدوىعلى الوجه الذي يعتقده أهل الجاهلية من إضافة الفعل إلى غير الله تعالى ، وإن هذه الأمور تعدى بطبعها . وإلا فقد يجعل الله بمشيئته مخالطة الصحيح من به شئ من الأمراض سبباً لحدوث ذلك ، ولهذا قال : فر من المجذوم كما تفر من الأسد وقال : لا يورد ممرض على مصح وقال في الطاعون : من سمع به في أرض فلا يقدم عليه وكل ذلك بتقدير الله تعالى . ولأحمد والترمذي عن ابن مسعود مرفوعاً : " لا يعدي شئ قالها ثلاثاً فقال أعرابي يا رسول الله إن النقبة من الجرب تكون بمشفر البعير أو بذنبه في الإبل العظيمة فتجرب كلها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فمن أجرب الأول ؟ لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ، خلق الله كل نفس وكتب حياتها ومصائبها ورزقها " فأخبر صلى الله عليه وسلم أن ذلك كله قضاء الله وقدره ، والعبد مأمور باتقاء أسباب الشر إذا كان في عافية . فكما أنه يؤمر أن لا يلقى نفسه في الماء والنار ، مما جرت العادة أن يهلك أو يضر . فكذلك اجتنب مقاربة المريض كالمجذوم ، والقدوم على بلد الطاعون . فإن هذه كلها أسباب للمرض والتلف ، فالله سبحانه هو خالق الأسباب ومسبباتها . لا خالق غيره ولا مقدر غيره . وأما إذا قوى التوكل على الله والإيمان بقضاء الله وقدره فقويت النفس على مباشرة بعض هذه الأسباب اعتماداً على الله ورجاء منه أن لا يحصل به ضرر ، ففي هذه الحال تجوز مباشرة ذلك ، لاسيما إذا كانت مصلحة عامة أو خاصة ، وعلى هذا يحمل الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي : " أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم فأدخلها معه في القصعة ، ثم قال كل بسم الله ثقة بالله وتوكلاً عليه " وقد أخذ به الإمام أحمد . وروى ذلك عن ابن عمر وابنه وسلمان رضي الله عنهم . ونظير ذلك ما روى عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه أكل السم ومنه مشى سعد بن أبي وقاص وأبي مسلم الخولاني على متن البحر ، قاله ابن رجب رحمه الله .
قوله : ولا طيرة قال ابن القيم رحمه الله تعالى : يحتمل أن يكون نفياً أو نهياً أي لا تطيروا ، ولكن قوله في الحديث : لا عدوي ولا صفر ولا هامة يدل على أن المراد النفي وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تعانيها . والنفي في هذا أبلغ من النهي . لأن النفي يدل على بطلان ذلك وعدم تأثيره ، والنهي إنما يدل على المنع منه .
وفي صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم " ومنا أناس يتطيرون . قال : ذلك شئ يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم " فأخبر أن تأذيه وتشاؤمه بالطيرة إنما هو في نفسه وعقدته ، لا في المتطير به ، فوهمه وخوفه وإشراكه هو الذي يطيره ويصده لما رآه وسمعه ، فأوضح صلى الله عليه وسلم لأمته الأمر ، وبين لهم فساد الطيرة ليعلموا أن الله سبحانه لم يجعل لهم عليه علامة ، ولا فيها دلالة ، ولا نصبها سبباً لما يخافونه ويحذرونه ، ولتطمئن قلوبهم ، وتسكن نفوسهم إلى وحدانيته تعالى التي أرسل بها رسله ، وأنزل بها كتبه ، وخلق لأجلها السماوات والأرض ، وعمر الدارين الجنة والنار بسبب التوحيد فقطع صلى الله عليه وسلم علق الشرك في قلوبهم ، لئلا يبقى فيها علقة منها ، ولا يتلبسوا بعمل من أعمال أهل النار البتة .
فمن استمسك بعروة التوحيد الوثقى ، واعتصم بحبله المتين ، وتوكل على الله ، قطع هاجس الطيرة من قبل استقرارها ، وبادر خواطرها من قبل استكمانها . قال عكرمة : كنا جلوساً عند ابن عباس ، فمر طائر يصيح ، فقال رجل من القوم : خير خير . فقال له ابن عباس : لاخير ولا شر .فبادره بلإنكار عليه لئلا يعتقد تأثيره في الخير والشر . وخرج طاوس مع صاحب له في سفر ، فصاح غراب ، فقال الرجل : خير . فقال طاوس : وأي خير عند هذا ؟ لا تصحبي . ا هـ ملخصاً .
وقد جاءت أحاديث ظن بعض الناس أنها تدل على جواز الطيرة ، كقوله : الشؤم في ثلاث : في المرأة ، والدابة ، والدار ونحو هذا .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : إخباره صلى الله عليه وسلم بالشؤم في هذه الثلاثة ليس فيه إثبات الطيرة التي نفاها الله سبحانه ، وإنما غايته أن الله سبحانه قد يخلق منها أعياناً مشؤومة على من قاربها وساكنها ، وأعياناً مباركة لا يلحق من قاربها شؤم ولا شر ، وهذا كما يعطي سبحانه الوالدين ولداً مباركاً يريان الخير على وجهه ، ويعطى غيرهما ولداً مشؤوماً يريان الشر على وجهه ، وكذلك ما يعطاه العبد من ولاية وغيرها ، فكذلك الدار والمرأة والفرس . والله سبحانه خالق الخير والشر والسعود والنحوس ، فيخلق بعض هذه الأعيان سعوداً مباركة ، ويقضي بسعادة من قاربها وحصول اليمن والبركة له. ويخلق بعضها نحوساً يتنحس بها من قاربها . وكل ذلك بقضائه وقدره ، كما خلق سائر الأسباب وربطها بمسبباتها المتضادة والمختلفة . كما خلق المسك وغيره من الأرواح الطيبة ولذذ بها من قاربها من الناس . وخلق ضدها وجعلها سبباً لألم من قاربها من الناس ، والفرق بين هذين النوعين مدرك بالحس ، فكذلك الديار والنساء والخيل . فهذا لون والطيرة الشركية لون . انتهى .
قوله : ولا هامة بتخفيف الميم على الصحيح . قال الفراء : الهامة طير من طير الليل . كأنه يعني البومة . قال ابن الأعرابي : كانوا يتشاءمون بها إذا وقعت على بيت أحدهم ، يقول : نعت إلى نفسي أو أحداً من أهل داري ، فجاء الحديث بنفي ذلك وإبطاله .
قوله : ولا صفر بفتح الفاء ، روى أبو عبيدة في غريب الحديث عن رؤبة أنه قال : هي حية تكون في البطن تصيب الماشية والناس ، وهي أعدى من الجرب عند العرب . وعلى هذا فالمراد بنفيه ما كانوا يعتقدونه من العدوى وممن قال بهذا سفيان بن عيينة والإمام أحمد والبخاري وابن جرير .
وقال آخرون : المراد به شهر صفر ، والنفي لما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء وكانوا يحلون المحرم ويحرمون صفر مكانه، وهو قول مالك .
وروى أبو داود عن محمد بن راشد عمن سمعه يقول : إن أهل الجاهلية يتشاءمون بصفر ، ويقولون : إنه مشؤوم ، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك . قال ابن رجب : ولعل هذا القول أشبه الأقوال ، والتشاؤم بصفر هو من جنس الطيرة المنهي عنها ، وكذلك التشاؤم بيوم من الأيام كيوم الأربعاء وتشاؤم أهل الجاهلية بشوال في النكاح فية خاصة .

لا نوء ولا غول
قوله : ولا نواء النوء واحد الأنواء ، وسيأتي الكلام عليه في بابه إن شاء الله تعالى .
قوله : ولا غول هو بالضم اسم ، وجمعه أغوال وغيلان ، وهو المراد هنا .
قال أبو السعادات : الغول واحد الغيلان ، وهو جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس ، تتلون تلوناً في صور شتى وتغولهم ، أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم ، فنفاه النبي صلى الله عليه وأبطله .
فإن قيل : ما معنى النفي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان " .
أجيب عنه : بأن ذلك كان في الإبتداء ، ثم دفعها الله عن عباده . أو يقال : المنفى ليس وجود الغول ، بل ما يزعمه العرب من تصرفه في نفسه ، أو يكون المعنى بقوله لا غول أنها لا تستطيع أن تضل أحداً مع ذكر الله والتوكل عليه . ويشهد له الحديث الآخر " لا غول ولكن السعالى سحرة الجن " أي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل . ومنه الحديث " إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان " أي ادفعوا شرها بذلك بذكر الله .
وهذا يدل على أنه لم يرد بنفيها أو عدمه . ومنه حديث أبي أيوب " كان لي تمر في سهوة فكانت الغول تجي فتأخذ " .

أحسنها الفأل
قوله : " ولهما عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ، ويعجبني الفأل ، قالوا : وما الفأل ؟ قال : الكلمة الطيبة " .
قوله : ويعجبني الفأل قال أبو السعادات : الفأل ، مهموز فيما يسر ويسوء ، والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء ، وربما استعملت فيما يسر . يقال : تفاءلت بكذا وتفاولت ، على التحقيق والقلب ، وقد أولع الناس بترك الهمزة تخفيفاً ، وإنما أحب الفأل لأن الناس إذا أملوا فائدة الله ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قوى فهم على خير ، وإذا قطعوا آمالهم ورجاءهم من الله تعالى كان ذلك من الشر . وأما الطيرة فإن فيها سوء الظن بالله وتوقع البلاء ، والتفاؤل : أن يكون رجل مريض فيسمع آخر يقول : يا سالم ، أو يكون طالب ضالة فيسمع آخر يقول : يا واجد ، فيقع في ظنه أنه يبرأ من مرضه ويجد ضالته . ومنه الحديث : "قيل يا رسول الله ما الفأل ؟ قال : الكلمة الطيبة " .
قوله : قالوا : وما الفأل ؟ قال : الكلمة الطيبة بين صلى الله عليه وسلم أن الفأل يعجبه فدل على أنه ليس من الطيرة المنهى عنها .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : ليس في الإعجاب بالفأل ومحبته شئ من الشرك ، بل ذلك إبانة عن مقتضى الطبيعة وموجب الفطرة الإنسانية التي تميل إلى ما يوافقها ويلائمها ، كما أخبرهم صلى الله عليه وسلم أنه حبب إليه من الدنيا النساء والطيب ، وكان يحب الحلواء والعسل ، ويحب حسن الصوت بالقرآن والأذان ويستمع إليه ويحب معالي الأخلاق ومكارم الشيم . بالجملة يحب كل كمال وخير ما يفضي إليهما ، والله سبحانه قد جعل في غرائز الناس الإعجاب بسماع الإسم الحسن ومحبته ، وميل نفوسهم إليه ، وكذلك جعل فيها الارتياح والاستبشار والسرور باسم الفلاح والسلام والنجاح والتهنئة والبشرى والفوز والظفر ونحو ذلك ، فإذا قرعت هذه الأسماء الأسماع استشبرت بها النفوس وانشرح لها الصدر وقوى بها القلب ، وإذا سمعت أضدادها أوجب لها ضد هذه الحال . فأحزنها ذلك ، وأثار لها خوفاً وطيرة وانكماشاً وانقباضاً عما قصدت له وعزمت عليه ، فأورث لها ضرراً في الدنيا ونقصاً في الإيمان ومقارفة الشرك .
وقال الحليمي : وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق ، والتفاؤل حسن ظن به ، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال .
قوله : ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال : ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أحسنها الفأل ، ولا ترد مسلماً ، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ، ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك " .
قوله : عن عقبة بن عامر هكذا وقع في نسخ التوحيد ، وصوابه : عن عروة ابن عامر كذا أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما . وهو مكي اختلف في نسبه ، فقال أحمد : عن عروة بن عامر القرشي ، وقال غيره : الجهني . واختلف في صحبته ، فقال الماوردي : له صحبة ، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين ، وقال المزي : لا صحبة له تصح .
قوله : فقال أحسنها الفأل قد تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل . وروى الترمذي وصححه عن أنس رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج لحاجته يحب أن يسمع : يا نجيح ، يا راشد " وروى أبو داود عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطير من شئ ، وكان إذا بعث عاملاً سأله عن اسمه فإذا أعجبه فرح به ، وإن كره اسمه رؤي كراهية ذلك في وجهه وإسناده حسن . وهذا فيه استعمال الفأل .
قال ابن القيم : أخبر صلى الله عليه وسلم أن الفأل من الطيرة وهو خيرها ، فأبطل الطيرة وأخبر أن الفأل منها ولكنه خير منها ، ففصل بين الفأل والطيرة لما بينهما من الامتياز والتضاد ، ونفع أحدهما ومضرة الآخر ، ونظير هذا : منعه من الرقي بالشرك وإذنه في الرقية إذا لم يكن فيها شرك ، لما فيها من المنفعة الخالية من المفسدة .
قوله : ولا ترد مسلماً قال الطيبي : تعريض بأن الكافر بخلافه .
قوله : اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت أي لا تأتي الطيرة الحسنة ولا تدفع المكروهات ، بل أنت وحدك لا شريك لك الذي تأتي بالحسنات ، وتدفع السيئات ، و الحسنات هنا النعم ، و السيئات المصائب ، كقوله # 4 : 78 ، 79 # " وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا * ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك " ففيه نفي تعليق القلب بغير الله في جلب نفع أو دفع ضر ، وهذا هو التوحيد ، وهو دعاء مناسب لمن وقع في قلبه شئ من الطيرة وتصريح بأنها لا تجلب نفعاً ولا تدفع ضراً ، ويعد من اعتقدها سفيهاً مشركاً .
قوله : ولا حول ولا قوة إلا بك استعانة بالله تعالى على فعل التوكل وعدم الالتفات إلى الطيرة التي قد تكون سبباً لوقوع المكروه عقوبة لفاعلها . وذلك الدعاء إنما يصدر عن حقيقة التوكل الذي هو أقوى الأسباب في جلب الخيرات ودفع المكروهات .
و الحول التحول والإنتقال من حال إلى حال ، و القوة على ذلك بالله وحده لا شريك له . ففيه التبري من الحول والقوة والمشيئة بدون حول الله وقوته ومشيئته . وهذا هو التوحيد في الربوبية ، وهو الدليل على توحيد الإلهية الذي هو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة ، وهو توحيد القصد والإرادة ، وقد تقدم بيان ذلك بحمد الله .
قوله : وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً : " الطيرة شرك ، والطيرة شرك . وما منا إلا ، ولكن الله يذهبه بالتوكل " رواه أبو داود والترمذي وصححه . وجعل آخر من قول ابن مسعود .
ورواه ابن ماجه وابن حبان . ولفظ أبي داود الطيرة شرك ، الطيرة شرك ، الطيرة شرك . ثلاثاً وهذا صريح في تحريم الطيرة ، وأنها من الشرك لما فيها من تعلق القلب على غير الله تعالى .
قال ابن حمدان : تكره الطيرة ، وكذا قال غيره من أصحاب أحمد .
قال ابن مفلح : والأولى القطع بتحريمها لأنها شرك ، وكيف يكون الشرك مكروهاً الكراهية الإصطلاحية ؟
قال في شرح السنن: وإنما جعل الطيرة من الشرك لأنهم كانوا يعتقدون أن الطيرة تجلب لهم نفعاً أو تدفع عنهم ضراً إذا عملوا بموجبها ، فكأنهم أشركوا مع الله تعالى .
قوله : وما منا إلا قال أبو القاسم الأصبهاني ، والمنذري : في الحديث إضمار . التقدير : وما منا إلا وقد وقع في قلبه شئ من ذلك . ا هـ .
وقال الخلخاني : حذف المستثنى لما يتضمنه من الحالة المكروهة . وهذا من أدب الكلام .
قوله : ولكن الله يذهبه بالتوكل أي لكن لما توكلنا على الله في جلب النفع ودفع الضر أذهبه الله عنا بتوكلنا عليه وحده .
قوله : وجعل آخره من قول ابن مسعود قال ابن القيم : وهو من الصواب ، فإن الطيرة نوع من الشرك .


عدد المشاهدات *:
471736
عدد مرات التنزيل *:
94845
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 21 ماي 2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 01/03/2015

الكتب العلمية

روابط تنزيل : حديث : لا عدوى ولا طيرة إلخ
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  حديث : لا عدوى ولا طيرة إلخ لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
الكتب العلمية


@designer
1