هذا الحديثان اللذان نقلهما المؤلف ـ رحمه الله ـ عن أبي هريرة رضي اله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أما الأول : فهو أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( من غدا إلى المسجد أو راح ، أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح ) ، غدا : يعني ذهب غدوة ، أي ذهب أول النهار ، وذلك مثل أن يذهب إلى المسجد لصلاة الفجر . ( أو راح ) : الرواح يطلق على بعد الزوال ، مثل الذهاب إلى صلاة الظهر أو العصر ، وقد يطلق الرواح على مجرد الذهاب ، كما في قول النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في حديث أبي هريرة : ( من اغتسل يوم الجمعة ثم راح في الساعة الأولى .. ) إلى آخر الحديث(119) فإن معنى راح في الساعة الأولى : أي ذهب إلى المسجد في الساعة الأولى ، لكن إذا ذكرت الغدوة مع الرواح ، صارت الغدوة أو النهار ، والرواح آخر النهار .
وظاهر الحديث أن من غدا إلى المسجد أو راح ، سواء غداء للصلاة ، أو لطلب علم ، أو لغير ذلك من مقاصد الخير ، أن الله يكتب له الجنة نزلاً ، والنزل : ما يقدم للضيف من طعام ونحوه على وجه الإكرام ، أي أن الله تعالى يعد لهذا الرجل الذي ذهب إلى المسجد صباحاً أو مساءً ، يعد له في الجنة نزلاً إكراماً له .
ففي هذا الحديث إثبات هذا الجزاء العظيم لمن ذهب إلى المسجد أو النهار أو آخره . وفيه بيان فضل الله ـ عز وجل ـ على العبد ، حيث يعطيه على مثل هذه الأعمال اليسيرة هذا الثواب الجزيل .
وأما حديثه الثاني : فهو قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة ) ، يعني أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ في هذا الحديث حث على الهدية للجار ولو شيئاً قليلاً ، قال : ( ولو فرسن شاة ) الفرسن ما يكون في ظلف الشاة ، وهو شيء بسيط زهيد كأن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول : لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو قل .
وقد جاء عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال : ( إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك ) . حتى المرق إذا أعطيته جيرانك هدية ، فإنك تثاب على ذلك . كذلك أيضاً : ( لا تحقرن شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) فإن هذا من المعروف . إذا لم تلق أخاك بوجه عبوس مكفهر ، بل بوجه منطلق منشرح ، فإن هذا من الخير ومن المعروف ، لأن أخاك إذا واجهته بهذه المواجهة يدخل عليه السرور ويفرح ، وكل شيء يدخل السرور على أخيك المسلم ؛ فإنه خير وأجر ، كل شيء تغيظ به الكافر فإنه خير وأجر . قال الله تعالى : ( وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِح) (التوبة: 120) .
(117) أخرجه البخاري ، كتاب الأذان ، باب فضل من غدا إلى المسجد ومن راح ، (662) ومسلم ، كتاب المساجد ، باب المشي إلى الصلاة ، رقم (669) .
(118) أخرجه البخاري ، كتاب الهبة ، باب لا تحقرن جارة لجارتها ، رقم (6017) ومسلم كتاب الزكاة ، باب الحث على الصدقة ، ولو بالقليل رقم (1030) .
(119) أخرجه البخاري ، كتاب الجمعة ، باب فضل الجمعة ، رقم (881) مسلم ن كتاب الجمعة ، باب الطيب والسواك يوم الجمعة ، رقم (850) .
أما الأول : فهو أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( من غدا إلى المسجد أو راح ، أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح ) ، غدا : يعني ذهب غدوة ، أي ذهب أول النهار ، وذلك مثل أن يذهب إلى المسجد لصلاة الفجر . ( أو راح ) : الرواح يطلق على بعد الزوال ، مثل الذهاب إلى صلاة الظهر أو العصر ، وقد يطلق الرواح على مجرد الذهاب ، كما في قول النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في حديث أبي هريرة : ( من اغتسل يوم الجمعة ثم راح في الساعة الأولى .. ) إلى آخر الحديث(119) فإن معنى راح في الساعة الأولى : أي ذهب إلى المسجد في الساعة الأولى ، لكن إذا ذكرت الغدوة مع الرواح ، صارت الغدوة أو النهار ، والرواح آخر النهار .
وظاهر الحديث أن من غدا إلى المسجد أو راح ، سواء غداء للصلاة ، أو لطلب علم ، أو لغير ذلك من مقاصد الخير ، أن الله يكتب له الجنة نزلاً ، والنزل : ما يقدم للضيف من طعام ونحوه على وجه الإكرام ، أي أن الله تعالى يعد لهذا الرجل الذي ذهب إلى المسجد صباحاً أو مساءً ، يعد له في الجنة نزلاً إكراماً له .
ففي هذا الحديث إثبات هذا الجزاء العظيم لمن ذهب إلى المسجد أو النهار أو آخره . وفيه بيان فضل الله ـ عز وجل ـ على العبد ، حيث يعطيه على مثل هذه الأعمال اليسيرة هذا الثواب الجزيل .
وأما حديثه الثاني : فهو قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة ) ، يعني أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ في هذا الحديث حث على الهدية للجار ولو شيئاً قليلاً ، قال : ( ولو فرسن شاة ) الفرسن ما يكون في ظلف الشاة ، وهو شيء بسيط زهيد كأن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول : لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو قل .
وقد جاء عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال : ( إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك ) . حتى المرق إذا أعطيته جيرانك هدية ، فإنك تثاب على ذلك . كذلك أيضاً : ( لا تحقرن شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) فإن هذا من المعروف . إذا لم تلق أخاك بوجه عبوس مكفهر ، بل بوجه منطلق منشرح ، فإن هذا من الخير ومن المعروف ، لأن أخاك إذا واجهته بهذه المواجهة يدخل عليه السرور ويفرح ، وكل شيء يدخل السرور على أخيك المسلم ؛ فإنه خير وأجر ، كل شيء تغيظ به الكافر فإنه خير وأجر . قال الله تعالى : ( وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِح) (التوبة: 120) .
(117) أخرجه البخاري ، كتاب الأذان ، باب فضل من غدا إلى المسجد ومن راح ، (662) ومسلم ، كتاب المساجد ، باب المشي إلى الصلاة ، رقم (669) .
(118) أخرجه البخاري ، كتاب الهبة ، باب لا تحقرن جارة لجارتها ، رقم (6017) ومسلم كتاب الزكاة ، باب الحث على الصدقة ، ولو بالقليل رقم (1030) .
(119) أخرجه البخاري ، كتاب الجمعة ، باب فضل الجمعة ، رقم (881) مسلم ن كتاب الجمعة ، باب الطيب والسواك يوم الجمعة ، رقم (850) .
عدد المشاهدات *:
420678
420678
عدد مرات التنزيل *:
177376
177376
حجم الخط :
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 21 ماي 2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 14/04/2015