هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ في باب النفقة على الأهل ، كلها تدل على فضيلة الإنفاق على الإنفاق على الأهل ، وأنه أفضل من الإنفاق في سبيل الله ، وأفضل من الإنفاق في الرقاب ، وأفضل من الإنفاق على المساكين ؛ وذلك لأن الأهل ممن ألزمك الله بهم ، وأوجب عليك نفقتهم ، فالإنفاق عليهم فرض عين ، والإنفاق على من سواهم فرض كفاية ، وفرض العين أفضل من فرض الكفاية .
وقد يكون الإنفاق على من سواهم على وجه التطوع ، والفرض أفضل من التطوع ؛ لقوله تعالى في الحديث القدسي : (( ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه )) (113) .
لكن الشيطان يرغب الإنسان في التطوع ويقلل رغبته في الواجب ، فتجده مثلاً يحرص على الصدقة ويدع الواجب ، يتصدق على مسكين أو ما أشبه ذلك ويدع الواجب لأهله ، يتصدق على مسكين أو نحوه ويدع الواجب لنفسه ؛ كقضاء الدين مثلاً ، تجده مديناً يطالبه صاحب الدين بدينه وهو لا يوفي ، ويذهب يتصدق على المساكين وربما يذهب للعمرة أو لحج التطوع وما أشبه ذلك ويدع الواجب ، وهذا خلاف الشرع وخلاف الحكمة ، فهو سفه في العقل وضلال في الشرع .
والواجب على المسلم أن يبدأ بالواجب الذي هو محتم عليه ، ثم بعد ذلك ما أراد من التطوع بشرط ألا تكون مسرفاً و لا مقطراً ، فتخرج عن سبيل الاعتدال ؛ لقول الله تعالى في وصف عباد الرحمن : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ) [الفرقان:67] .
يعني لا إقتار ولا إسراف ، بل قواماً ، ولم يقل بين ذلك فقط ، بل بين ذلك قواماً ، قد يكون الأفضل أن تزيد أو أن تنقص أو بين ذلك بالوسط .
على كل حال هذه الأحاديث كلها تدل على أنه يجب على الإنسان أن ينفق على من عليه نفقته ، وأن إنفاقه على من عليه نفقته أفضل من الإنفاق على الغير .
وفي هذه الأحاديث أيضاً التهديد والوعيد على من ضيع عمن يملك قوته ، وهو شامل للإنسان وغير الإنسان ، فالإنسان يملك الأرقة مثلاً ، ويملك المواشي من إبل وبقر وغنم فهو آثم إذا ضيع من يلزمه قوته من آدميين أو غير آدميين ، (( كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوتهم )) ، واللفظ الثاني في غير مسلم : (( كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت )) وفي هذا دليل على وجوب رعاية من ألزمك الله بالإنفاق عليه .
(104) رواه مسلم ، كتاب الزكاة ، باب فضل النفقة على العيال . . . ، رقم ( 995 ) .
(105) رواه مسلم ، كتاب الزكاة ، باب فضل النفقة على العيال . . . ، رقم ( 994 ) .
(106) رواه البخاري ، كتاب النفقات ، باب وعلى الوارث مثل ذلك ، رقم ( 5369 ) ، ومسلم ، كتاب الزكاة ، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين ،رقم (1001).
(107) رواه البخاري ، كتاب الجنائز ، باب رثاء النبي صلى الله عليه وسلم سعد ، رقم ( 1295 ) ، ومسلم ، كتاب الوصية ، باب الوصية بالثلث ، رقم ( 1628 ) .
(108) رواه البخاري ، كتاب الإيمان ، باب ما جاء إن الأعمال بالنية . . . ، رقم ( 55 ) ، ومسلم ، كتاب الزكاة ، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين . . . ، رقم (1002) .
(109) رواه أبو داود ، كتاب الزكاة ، باب فضل في صلة الرحم ، رقم ( 1692 ) .
(110) رواه مسلم ، كتاب الزكاة ، باب فضل النفقة على العيال . . ، رقم ( 996 ) .
(111) رواه البخاري ، كتاب الزكاة ، باب قول الله تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ) ، رقـم ( 1442 ) ، ومسلم ، كتاب ، الزكاة ، باب في المنفق والممسك ، رقـم ( 1010 ) .
(112) رواه البخاري ، كتاب الزكاة ، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى ، رقم ( 1428 ) .
(113) رواه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب التواضع ، رقم ( 6502 ) .
وقد يكون الإنفاق على من سواهم على وجه التطوع ، والفرض أفضل من التطوع ؛ لقوله تعالى في الحديث القدسي : (( ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه )) (113) .
لكن الشيطان يرغب الإنسان في التطوع ويقلل رغبته في الواجب ، فتجده مثلاً يحرص على الصدقة ويدع الواجب ، يتصدق على مسكين أو ما أشبه ذلك ويدع الواجب لأهله ، يتصدق على مسكين أو نحوه ويدع الواجب لنفسه ؛ كقضاء الدين مثلاً ، تجده مديناً يطالبه صاحب الدين بدينه وهو لا يوفي ، ويذهب يتصدق على المساكين وربما يذهب للعمرة أو لحج التطوع وما أشبه ذلك ويدع الواجب ، وهذا خلاف الشرع وخلاف الحكمة ، فهو سفه في العقل وضلال في الشرع .
والواجب على المسلم أن يبدأ بالواجب الذي هو محتم عليه ، ثم بعد ذلك ما أراد من التطوع بشرط ألا تكون مسرفاً و لا مقطراً ، فتخرج عن سبيل الاعتدال ؛ لقول الله تعالى في وصف عباد الرحمن : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ) [الفرقان:67] .
يعني لا إقتار ولا إسراف ، بل قواماً ، ولم يقل بين ذلك فقط ، بل بين ذلك قواماً ، قد يكون الأفضل أن تزيد أو أن تنقص أو بين ذلك بالوسط .
على كل حال هذه الأحاديث كلها تدل على أنه يجب على الإنسان أن ينفق على من عليه نفقته ، وأن إنفاقه على من عليه نفقته أفضل من الإنفاق على الغير .
وفي هذه الأحاديث أيضاً التهديد والوعيد على من ضيع عمن يملك قوته ، وهو شامل للإنسان وغير الإنسان ، فالإنسان يملك الأرقة مثلاً ، ويملك المواشي من إبل وبقر وغنم فهو آثم إذا ضيع من يلزمه قوته من آدميين أو غير آدميين ، (( كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوتهم )) ، واللفظ الثاني في غير مسلم : (( كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت )) وفي هذا دليل على وجوب رعاية من ألزمك الله بالإنفاق عليه .
(104) رواه مسلم ، كتاب الزكاة ، باب فضل النفقة على العيال . . . ، رقم ( 995 ) .
(105) رواه مسلم ، كتاب الزكاة ، باب فضل النفقة على العيال . . . ، رقم ( 994 ) .
(106) رواه البخاري ، كتاب النفقات ، باب وعلى الوارث مثل ذلك ، رقم ( 5369 ) ، ومسلم ، كتاب الزكاة ، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين ،رقم (1001).
(107) رواه البخاري ، كتاب الجنائز ، باب رثاء النبي صلى الله عليه وسلم سعد ، رقم ( 1295 ) ، ومسلم ، كتاب الوصية ، باب الوصية بالثلث ، رقم ( 1628 ) .
(108) رواه البخاري ، كتاب الإيمان ، باب ما جاء إن الأعمال بالنية . . . ، رقم ( 55 ) ، ومسلم ، كتاب الزكاة ، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين . . . ، رقم (1002) .
(109) رواه أبو داود ، كتاب الزكاة ، باب فضل في صلة الرحم ، رقم ( 1692 ) .
(110) رواه مسلم ، كتاب الزكاة ، باب فضل النفقة على العيال . . ، رقم ( 996 ) .
(111) رواه البخاري ، كتاب الزكاة ، باب قول الله تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ) ، رقـم ( 1442 ) ، ومسلم ، كتاب ، الزكاة ، باب في المنفق والممسك ، رقـم ( 1010 ) .
(112) رواه البخاري ، كتاب الزكاة ، باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى ، رقم ( 1428 ) .
(113) رواه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب التواضع ، رقم ( 6502 ) .
عدد المشاهدات *:
526099
526099
عدد مرات التنزيل *:
199309
199309
حجم الخط :
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 21 ماي 2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 19/04/2015