تحتوي هذه الصفحة على تلاوة الحمين للامية العجم لمؤيد الدين الحسين بن علي الطغرائي الأصبهاني ،
| |
أصـالةُ الرأي صانتني عن الخطلِ | وحليةُ الفضـلِ زانتني لدى العَطَلِ |
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شَـرعٌ | والشمسُ رَأدَ الضحى كالشمس في الطفـلِ |
فيم الإقامةُ بالزوراءِ لا سَـكنِي | بها ولا ناقـتي فيها ولا جملي |
ناءٍ عن الأهلِ صِـفر الكف مُنفـردٌ | كالسـيفِ عُرِّي مَتناه عن الخلل |
فلا صـديقَ إليه مشتكى حَزَني | ولا أنيسَ إليه مُنتهى جـذلي |
طـال اغترابي حتى حَنَّ راحلتي | وَرَحْلُها وَقَرَا العَسَّـالةَ الذُّبُلِ |
وضج من لغبٍ نضـوى وعج لما | ألقى ركابي ، ولج الركـب في عَذلي |
أريدُ بسـطـةَ كفٍ أسـتعين بها | على قـضـاء حـقـوقٍ للعـلى قِـبَـلـي |
والدهـر يعكـس آمالي ويُقنعني | من الغـنيمة بعد الكـدِّ بالقـفـلِ |
وذي شِطاطٍ كصـدر الرمحِ معتقل | بمثله غيرُ هـيَّابٍ ولا وكلِ |
حلو الفُـكـاهـةِ مرُّ الجـدِّ قد مـزجـت | بشـدةِ البأسِ منه رقَّةُ الغَزَلِ |
طردتُ سـرح الكرى عن ورد مقلته | والليل أغرى سـوام النوم بالمقلِ |
والركب ميل على الأكـوار من طربٍ | صـاح ، وآخـر من خمر الكرى ثملِ |
فقلتُ : أدعـوك للجلَّى لتنصرني | وأنت تخذلني في الحـادث الجللِ |
تنامُ عيني وعين النجم سـاهرةٌ | وتسـتحيل وصبغ الليل لم يحُلِ |
فـهـل تـعـيـنُ على غـيٍ هـمـتُ بـه | والغي يزجـر أحياناً عن الفشلِ |
إني أريدُ طـروقَ الحي من إضـمٍ | وقد حـمـاهُ رمـاةٌ من بني ثُـعـلِ |
يحـمون بالبيـض والسـمـر الِّلدان به | سـودُ الغدائرِ حمرُ الحلي والحللِ |
فسـر بنا في ذِمام الليل معتسِـفـاً | فنفخةُ الطيبِ تهـدينا إلى الحللِ |
فالحبُّ حيث العدا والأسـدُ رابضـةٌ | حول الكِناس لها غـابٌ من الأسـلِ |
تؤم ناشـئة بالجزم قد سُقيت | نِصـالها بمياه الغُـنـْـج والكَـحَـلِ |
قد زاد طـيبُ أحاديثِ الكـرام بها | مابالكـرائم من جـبن ومن بخلِ |
تبيتُ نار الهـوى منهن في كبدِ | حـرَّى ونار القـرى منهم على القُللِ |
يَقْتُلْنَ أنضـاءَ حُبِّ لا حِراك بهم | وينحـرون كِـرام الخيل والإبلِ |
يُشفى لديغُ العـوالي في بيُوتِهمُ | بِنَهلةٍ من غـدير الخـمـر والعـسـلِ |
لعـل إلـمـامـةً بالجـزع ثـانـيـةٌ | يدِبُّ منها نسـيمُ البُرْءِ في عللي |
لا أكـرهُ الطعنة النجلاء قد شفِعت | برشـقةٍ من نبال الأعين النُّجلِ |
ولا أهـاب الصـفـاح البيض تُسـعدني | باللمح من خلل الأسـتار والكللِ |
حبُّ السـلامةِ يثني هم صاحبهِ | عن المعالي ويغري المرء بالكسـلِ |
فإن جـنـحـتَ إليه فـاتـخـذ نـفـقـاً | في الأرض أو سـلماً في الجـوِّ فاعتزلِ |
ودع غمار العُـلا للمقـدمين عـلى | ركـوبـهـا واقـتـنـعْ مـنـهـن بالبللِ |
يرضى الذليلُ بخفض العيشِ مسـكنهُ | والعِـزُّ عند رسـيم الأينق الذّلُلِ |
فادرأ بها في نحـور البيد جـافِلةً | معارضـات مثاني اللُّجم بالجدلِ |
إن العـلا حـدثتني وهي صـادقةٌ | فيما تُحـدثُ أن العز في النقلِ |
لو أن في شـرف المأوى بلوغَ منىً | لم تبرح الشـمـسُ يومـاً دارة الحـمـلِ |
أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مسـتمعاً | والحظُ عني بالجـهـالِ في شُـغلِ |
لعله إن بدا فضـلي ونَقْصـهمُ | لِعـيـنـه نـام عـنـهـم أو تنبه لي |
أعـللُ النـفـس بالآمـال أرقـبـها | ما أضـيق العـيـش لولا فُسـحـة الأمل |
لم أرتضِ العـيـشَ والأيـام مـقـبـلـةٌ | فكيف أرضـى وقد ولت على عجلِ |
غالى بنفسـي عِرْفاني بقينتها | فصـنتها عن رخيص القدْرِ مبتذَلِ |
وعادة السـيف أن يزهى بجوهرهِ | وليس يعـمـلُ إلا فـي يديْ بـطـلِ |
ماكـنتُ أوثرُ أن يمتد بي زمـني | حتى أرى دولة الأوغاد والسـفلِ |
تـقـدمـتـنـي أناسٌ كان شـوطُهمُ | وراءَ خطوي لو أمشـي على مهلِ |
هذاء جـزاء امرىءٍ أقرانهُ درجـوا | من قبلهِ فتمنى فسـحةَ الأجَـلِ |
فإن عـلاني من دوني فلا عَجبٌ | لي أسـوةٌ بانحطـاط الشمسِ عن زُحلِ |
فاصـبر لها غير محتالٍ ولا ضَجِرِ | في حـادث الدهـر ما يُغني عن الحِـيلِ |
أعـدى عـدوك من وثِقـتْ به | فحاذر الناس واصـحـبهم على دخلِ |
فإنما رُجـل الدنيا وواحـدها | من لايعـولُ في الدنيا على رجـلِ |
وحُسـن ظنك بالأيام معجزَةٌ | فَظنَّ شـراً وكن منها على وجَلِ |
غاض الوفـاءُ وفاض الغـدر وانفرجت | مسـافة الخُلفِ بين القوْل والعملِ |
وشـان صدقكَ عند الناس كذبهم | وهلْ يُطـابق مِعْـوجٌ بمعتدلِ |
إن كان ينجـع شـيءٌ في ثباتهمُ | على العهود فسـبق السـيف للعذلِ |
يا وراداً سُـؤر عيش كلُّه كدرٌ | أنفـقـت صـفـوك في أيامـك الأول |
فيم اقتحـامك لجَّ البحـر تركبهُ | وأنت تكـفـيك مـنـهُ مـصـة الوشـلِ |
مُلكُ القـنـاعـةِ لا يُخـشـى عليه ولا | يُحتاجُ فيه إلى الأنصـار والخَولِ |
ترجـو البقـاء بدارٍ لاثبات بها | فهل سـمعـت بـظـلٍ غـير منتـقـلِ |
ويا خبيراً على الإسـرار مطلعاً | اصـمـتْ ففي الصـمـت منجاةٌ من الزلل |
قد رشـحـوك لأمـرٍ إن فطـٍـنتَ له | فاربأ بنفسـك أن ترعى مع الهملِ |
المتون العلمية
عدد المشاهدات *:
129615
129615
عدد مرات التنزيل *:
71271
71271
حجم الخط :
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 13/08/2009 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 13/08/2009