بسم الله الرحمن الرحيم
سوء الخاتمة أمرٌ شنيع وعاقبةٌ سيئة ، وذلك لأن الأعمال يكون الجزاء عليها بحسب الخاتمة ، وتكون حال العبد يوم القيامة بحسب ما مات عليه من تعاطي الخير أو تعاطي ضده ،وقد ثبت في "صحيح مسلم" عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " يبعث كل عبد على ما مات عليه " ـ
ومعنى سوء الخاتمة : أن يموت العبد يوم يموت وهو معرِضٌ عن ربه جلَّ وعلا ، مقيمٌ على مساخطه ، مُضيِّعٌ لما أوجبُ الله عليه ، ولا ريب أن تلك نهايةٌ بئيسة وخاتمةٌ مخيفة ، طالما خافها المتقون واستعاذ منها عباد الله الصالحون ، وسألوا الله ربهم أن يجنبهم الابتلاء بها ـ
أما كيف يتسبب التدخين في سوء الختام ؟ فبيان ذلك من جهتين : ـ
ـ 1 ــ أن المدخن في الغالب يجاهر بالتدخين ، ولا يستخفي به ، بل يعتاد ذلك من نفسه ويعتاده منه الناس ، وهذه مجاهرة بالمعصية ، وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ، ثم يصبح وقد ستره الله ، فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه " رواه البخاري ومسلم ـ
ـ 2 ــ أن المدخن يتكرر منه التدخين كل يوم ، بل في اليوم الواحد عدة مرات ، وهذا استمرارٌ وإصرارٌ على المعصية ، يجعل القلب يتعلق بها ولا يجد الأنس إلا باقترافها ، ومثل هذه الحال قد تخون الشخص أحوج ما يكون إلى التثبيت وذلك عند خروج الروح ومفارقة الدنيا ـ
وقد نصَّ أهل العلم على أن مثل هذا النوع من المعاصي تخذل صاحبها عند الموت مع خُذلان الشيطان له ، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان ، فيقع في سوء الخاتمة ، قال الله تعالى : وكان الشيطان للإنسان خذولاً ـ
ولهذا وجب على من أراد سعادة نفسه والختام الحسن من إخواننا المدخنين ، بل وعلى كل المكلفين أن يراجعوا أنفسهم وينظروا إلى عواقب الأمور ، ويأخذوا لأنفسهم طريق السلامة والنجاة ، جعلنا الله جميعاً من الناجين ـ
أخي المدخن إما التدخين أو ……… ؟!ـ حقائق وأرقام ناطقة ، لكن لا يسمعها المدخنون حرره خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع
13853
0
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 16/06/2007 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 16/06/2007