بسم الله الرحمن الرحيم

:تعرف على البخاري

هو محمد بن اسماعيل (ابو عبدالله)ـ

أمير المؤمنين في الحديث ( 194- 256) ه

قال :ـ"أنا لا أذل العلم ولا أحمله الى ابواب السلاطين، كتبت عن ألف وثمانين نفسا ومشيت على نفسي زيادة على ألف فرسخ، وأحفظ سبعين ألف حديث، ولا أجيئك بحديث عن الصحابة والتابعين الا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي حديثا من أحاديث الصحابة والتابعين إلا وله أصل، أحفظ ذلك عن كتاب الله، وكل اسم في التاريخ له عندي قصة" ـ

حياته وصفاته

هو محمد بن اسماعيل

ولد في بخارى كبرى مدن ما وراء النهر عام 194 هجرية

بدأ البخاري رحلته في الرابعة عشرة من عمره واستمرت ستة عشر عاما، وشملت ما بين بخارى ومصر مارا بمدن بلخ ومرو ونيسابور والري وبغداد والبصرة والكوفة ومكة والمدينة ودمشق وقيسارية وعسقلان وحمص ومصر

صفاته

كان البخاري بطبيعة تكوينه انسانا ممتازا، يملك ذاكرة قوية ولديه قدرة عجيبة في الاستيعاب والحفظ، اضافة الى كونه صبورا جلدا لا يمل الرحلات والسفر بحثا عن العلم وكان غايته في السفر هو الحصول على النص من صاحبه ومكاه ومراجعة اهله والتاكد من صدقه ماصلا واستقامة كرهم ومطابقة ثقااتهم لحياتهم وذلك امر لا ينفصل في منهج البحث العلمي العربي الاسلامي.ـ

وفي مجال قوة الذاكرة لدى البخاري ترددت قصة رواها كل مؤرخي البخاري واجمعوا عليها وهي: روى ابو احمد بن عدي الحافظ عن الامام محمد بن اسماعيل البخاري صاحب الجامع الصحيح، قال: سمعت عدة مشايخ يقولون: ان محمد بن اسماعيل قدم بغداد فسمع به اصحاب الحديث فاجتمعوا وارادوا امتحان حفظه فعمدوا الى مائة حديث فقلبوا متونها واسانيدها وجعلوا متن هذا الاسناد لاسناد اخر واسناد هذا المتن لمتن اخر، ودفعوها الى عشرة انفس لكل رجل عشرة احاديث وامروهم اذا حضروا المجلس ان يلقوا ذلك على البخاري وأخذوا عليه الموعد للمجلس فحضروا وحضر جماعة من الغرباء م اهل خراسان وغيرم من البغداديين فلما اطمأن المجلس باهله انتدب رجل من العشرة فسأله عن حديث من تلك الاحاديث قال "البخاري" : لا اعرفه، فما زال يلقي عليه واحدا بعد واحد حتى فرغ والبخاري يقول لا اعرفه وكان العلماء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم الى بعض ويقولون: فهم الرجل، ومن كان لم يدر القصة يقضي على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الحفظ، ثم انتتدب رجل من العشرة ايضا فساله، حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول "لا اعرفه"، ثم انتدب الثالث والرابع الى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من القاء تلك الاحاديث المقلوبة والبخاري لا يزيدهم على ان "لا اعرفه" فلما علم انهم قد فرغوا التفت الى الاول فقال:اما حديثك الاول فقلت كذا وصوابه كذا وحديثك الثاني فقلت كذا وصوابه كذا والثالث والرابع على الولاء حتى اتى على تمام العشرة فرد كل متن الى اسناده وكل اسناد الى متنه وفعل بالاخرين مثل ذلك فاقر الناس له بالحفظ واذعنوا له بالفضل، قلت: هنا نخضغ للبخاري فما العجب في رده الخطا الى الصواب فانه كان حافظا، ولكن العجب هو حفظه للخطا على ترتيب ما الفوه عليه من مرة واحدة.ـ

يروي البخاري قصة حياته فيقول: "الهمت الحديث في المكتب ولي عشر سنين او اقل، ثم خرجت من المكتب بعد العشر فجعلت اختلف الى الداخلي وغيرها، وقال يوما فيما كان يقرأ للناس، عن ابي الزبير عن ابراهيم، فقلت ان ابا الزبير لم يرد عن ابراهيم، فانتهرني فقلت له: ارجع الى الاصل ان كان عندك، فدخل فنظر فيه ثم خرج فقال لي كيف هو يا غلام فقلت له الزبير بن عدي بن ابراهيم فأخذ القلم مني وأصلح كتابه وقال صدقت. وكنت إذ ذاك ابن احدى عشرة سنة، فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كتب ابن المبارك ووكيع، وعرفت كلام هؤلاء، يعني أصحاب الرأي ثم خرجت مع أخي أحمد وأمي الى مكة فلما حججت رجع اخي الى بخارى فمات بها ، وأقمت بمكة لطلب الحديث، وفي الثامنة عشرة صنفت كتاب قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم، ووضعت التاريخ الكبير عند قبر النبي في الليالي المقمرة، وكل اسم في التاريخ الا وله عندي قصة".ـ

تجديده:ـ

يبدو البخاري في نظر بعض الناس واحدا من اصحاب الموسوعات في الحديث النبوي الشريف المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير ان النظرة المتعمقة تكشف عن مجدد من اعرف مجددي الاسلام.

يعد واحدا ممن واجهوا حملات الهجوم على الاسلام.

الاعمال التي سبقته كانت تهدف لتصحيح مفهوم او رد خطأ.

واجه ظاهرة صاحبت الصراع السياسي وهي " وضع الحديث ونسبه الى ا لنبي صلى الله عليه وسلم" ـ

اضيف الكثير ما يخرج عن مفاهيم الاسلام وقيمه وما يؤيد قوما على قوم.

بنى قانون للتحقيق العلمي وانشا علم اصول الحديث، ووضع علم التحقيق العلم للنص

من خلال منهجه ظهر ما يسمى ب"علم اسماء الرجال" يقول الدكتور اسبرنجر: " لم تعرف امة في التاريخ ولا يوجد الان على ظهر الارض امة وفقت لاختراع فن مثل فن اسماء الرجال الذي نستطيع بفضله ان تقف على ترجمة نصف مليون من الرجال"ـ

اجمع الباحثون على ان البخاري كان له بادرة التمييز بين الحديث الصحيح وغيره، وكان الكتب والمحدثون قبله يجمعون ما يصل اليهم دون البحث عن رواته ومقدار الثقة. فكان أول من وضع أساسا علميا للحديث وخلق فن "تعرف صحرح الحديث من ضعيفه".ـ

منهجه:ـ

قاعدة البخاري في الحديث:ـ

الحديث الصحيح هو الحديث المسند الذي يتصل اسناده من الراوي الى النبي ويكون كل راو من رواته مسلما صادقا عادلا ضابطا غير مدلس ولا مختلط، متصفا بالعدالة، سليم الذهن قليل الوهم، سليم الاعضاء والاعتقاد، وأن يكون اصحاب راوي الحديث من الاساطين كالزهري ونافع والدرجة الاولى لاصحاب الراي من زامله في السفر ولازمه في الحضر.ـ

شروط البخاري في اخراج الحديث في كتابه:ـ

!أن يكون الراوي قد عاصر شيخه وثبت عنده سماعه، ان يكون الراوي قد لقي بنفسه من يتحدث عنه

لا بد ان يثبت بشهادة عدلين صادقين.

لا يذكر حديثا الا اذا رواه صحابي مشهور عن النبي

الحصول على النص من صاحبه ومكانه ومراجعة أهله والتاكد من صدقهم اصلا واستقامة فكرهم ومطابقة ثقافاتهم لحياتهم، وذلك لا ينفصل عن منهج البحث العلمي العربي الاسلامي.ـ

نقد على مستويين: النقد الخارجي: نقد الاحاديث وتنقيتها وتمييز الجيد والزائف ودراسة الرجال والرواة ومقدار سلامتهم وعرضهم على قواعد الجرح والتعديل.ـ

النقد الداخلي: معرفة ما اذا كان الحديث في معناه يصح او لا يصح وما هي اوجه الصحة وعدم الصحة.ـ

أهمية ومكانة العلم وبحثه عن الحقيقة:ـ

قال في جوابه لخالد بن محمد الذهلي نائب الخلافة العباسية الذي طلب منه قراءة الجامع الصحيح على ابناءه :ـ أنا لا أذل العلم ولا أحمله الى ابواب السلاطين، فمن كانت له حاجة الى شيء منه فليحضر الى مسجدي او داري فان لم يعجبك هذا فانت سلطان فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة وانني لا اكتم العلم" .ـ

بحثه عن الحقيقة:ـ

أول ما رحلت أقمت سبع سنين، ومشيت على قدمي ز يادة على ألف فرسخ، ثم تركت العدد ،وخرجت من البحرين الى مصر، ثم الى الرملة ماشيا ثم الى طرسوس ولي عشرون سنة، وكتبت عن الف وثمانين نفسا، مامن حديث الا اذكر اسناده، ولم تكن كتابتي للحديث كما كتب هؤلاء، كنت اذا كتبت عن رجل سالته عن اسمه وعن كنيته ونسبه وحمل الحديث، اذا كان الرجل فهيما، فإن لم يكن سالته ا ن يخرج لي اصله ونسخته اما الاخرون فلا يبالون مات يكتبون"ـ

ـ"سئل عن خبر فقال: " أتراني أدلس، تركت عشرة الاف حديث لرجل فيه نظر، وتركت مثله او اكثر منه لغيره لي فيه نظر."ـ

كان البخاري يختلف الى السماع، وهو غلام فلا يكتب حتى اتى على ذلك اياما، فكنا نقول له، فقال انكما اكثرتما علي فاعرضا علي ما كتبتما، فأخرجنا اليه ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر الف حديث، قرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه، ثم قال: اترون انني اختلف هذا او اضيع ايامي؟"ـ

الجامع الصحيح وكتبه الباقية:ـ

ضم الجامع الصحيح 97 كتابا فيها 3450 بابا وقد اصبح كتابه اجل كتاب واعلاه في الفكر الاسلامي وفي الحديث وافضلها بعد كتاب الله.ـ

عمل البخاري كان عملا موسوعيا غير عادي، وكان ردا على التحدي الذي وقفه خصوم الاسلام وخصوم الفكر الاسلامي العربي حين استشاطت موجة الاحاديث المكذوبة وما ادخله اليهود والنصارى والمجوس وأهل الديانات الاخرى من الاحاديث من دياناتهم واخبارهم.ـ

مؤلفاته:ـ

الجامع الصحيح، الاوسط والصغير، الادب المفرد، كتاب الاشربة كتاب الضعفاء الهبة، اسامي الصحابة

الاسماء والكنى

التاريخ الكبير

السنن في الفقه

الادب المفرد

كتبه الأخ عبد الله جزاه الله خيرا