اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الثلاثاء 9 رمضان 1445 هجرية
? ?????? ???????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ??????? ??? ????? ??? ??? ???? ????? ???????????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ??????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? ? ????? ?????? ????? ?????? ???? ??????????????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

زواج

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
الكتب العلمية
علوم القرآن الكريم
الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي
النوع السادس عشر في كيفية إنزاله : مسألة الأحرف السبعة
الكتب العلمية
قلت‏:‏ ورد حديث نزل القرآن على سبة أحرف من رواية جمع من الصحابة‏:‏ أبيّ بن كعب وأنس وحذيفة بن اليمان وزيد بن أرقم وسمرة بن جندب وسلمان ابن صرد وابن عباس وابن مسعود وعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وعمر بن الخطاب وعمروبن أبي سلمة وعمروبن العاص ومعاذ بن جبل وهشام بن حكيم وأبي بكرة وأبي جهم وأبي سعيد الخدري وأبي طلحة الأنصاري وأبي هريرة وأبي أيوب فهؤلاء أحد وعشرون صحابياً وقد نص أبو عبيد على تواتره‏.‏
وأخرج أبويعلى في مسنده أن عثمان قال على المنبر‏:‏ أذكر الله رجلاً سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف لما قام فقاموا حتى لم يحصدوا فشهدوا بذلك فقال‏:‏ وأنا أشهد معهم وسأسوق من رواتهم ما يحتاج إليه‏.‏
فأقول‏:‏ اختلف في معنى هذا الحديث على نحو أربعين قولاً‏.‏
أحدها‏:‏ أنه من المشكل الذي لا يدري معناه لأن الحرف يصدق لغة على حرف الهجاء وعلى الكلمة وعلى المعنى وعلى الجهة قال ابن سعدان النحوي‏.‏
الثاني‏:‏ أنه ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بل المراد التيسير والتسهيل والسعة ولفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة في الآحاد كما يطلق السبعون في العشرات والسبعمائة في المئين ولا يراد العدد المعين وإلى هذا جنح عياض ومن تبعه‏.‏
ويرده ما في حديث ابن عباس في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف وفي حديث أبيّ عند مسلم إن ربي أرسل إليّ أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي فأرسل إلي أن أقرأه على حرفين فرددت إليه أن هون على أمتي فأرسل إلي أن أقرأه على سبعة أحرف‏.‏
وفي لفظ عنه عند النسائي إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري فقال جبريل‏:‏ اقرأ القرآن على حرف فقال ميكائيل‏:‏ استزده حتى بلغ سبعة أحرف‏.‏
وفي حديث أبي بكرة اقرأه فنظرت إلى ميكائيل فسكت فعلمت أنه قد انتهت العدة فهذا يدل على إرادة حقيقية‏.‏
العدد وانحصاره‏.‏
الثالث‏:‏ أن النمراد بها سبع قراءات وتعقب بأنه لا يوجد في القرآن كلمة تقرأ على سبعة أوجه إلا القليل مثل‏:‏ ‏{‏عبد الطاغوت‏}‏ و‏{‏لا تقل لهما أف‏}‏ وأجيب بأن المراد أن كل كلمة تقرأ بوجه أووجهين أوثلاثة أوأكثر إلى سبعة‏.‏
ويشكل على هذا أن في الكلمات ما قرئ على أكثر وهذا يصلح أن يكون قولاً رابعاً‏.‏
الخامس‏:‏ أن المراد بها الأوجه التي يقع بها التغاير ذكره ابن قتيبة قال‏:‏ فأولها ما يتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل‏:‏ ولا يضار كاتب بالفتح والرفع وثانيهما‏:‏ ما يتغير بالفعل مثل بعد وباعد بلفظ الطلب والماضي وثالثها‏:‏ ما يتغير باللفظ مثل ننشرها ورابعها‏:‏ ما يتغير بإبدال حرف قريب المخرج مثل طلح منضود وطلع وخامسها‏:‏ ما يتغير بالتقديم والتأخير مثل وجاءت سكرة الموت بالحق وسكرة الحق بالموت وسادسها‏:‏ ما يتغير بزيادة أونقصان مثل الذكر والأنثى ‏{‏وما خلق الذكر والأنثى‏}‏ وسابعها‏:‏ ما يتغير بإبدال كلمة بأخرى مثل كالعهن المنقوش وكالصوف المنفوش‏.‏
وتعقب هذا قاسم بن ثابت بأن الرخصة وقعت وأكثرهم يومئذ لا يكتب ولا يعرف الرسم وإنما كانوا يعرفون الحروف ومخارجها‏.‏
وأجيب بأنه لا يلزم من ذلك توهين ما قاله ابن قتيبة لاحتمال أن يكون الانحصار المذكور في ذلك وقع اتفاقاً وإنما اطلع عليه بالاستقراء‏.‏
وقال أبو الفضل الرازي في اللوائح‏:‏ الكلام لا يخرج عن سبعة أوجه في الاختلاف‏.‏
الأول‏:‏ اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث‏.‏
والثاني‏:‏ اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر‏.‏
الثالث‏:‏ وجوه الإعراب‏.‏
الرابع‏:‏ النقص والزيادة‏.‏
الخامس‏:‏ التقديم والتأخير‏.‏
السادس‏:‏ الإبدال‏.‏
السابع‏:‏ اختلاف اللغات كالفتح والإمالة والترقيق والتفخيم والإدغام والإظهار ونحوذلك وهذا هو القول السادس‏.‏
وقال بعضهم‏:‏ المراد بها كيفية النطق بالتلاوة من إدغام وإظهار وتفخيم وترقيق وإمالة وإشباع ومد وقصر وتشديد وتخفيف وتليين وتحقيق وهذا هو القول السابع‏.‏
وقال ابن الجزري‏:‏ قد تتبع تصحيح القراءات وشاذها وضعيفها ومنكرها فإذا هي يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه لا يخرج عنها وذلك إما في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة نحوالبخل بأربعة ويحسب بوجهين أومتغير في المعنى فقط نحو فتلقى آدم من ربه كلمات وإما في الحروف بتغير المعنى لا الصورة نحوتبلووتتلو وعكس ذلك نحوالصراط والسراط أوبتغيرهما نحوفامضوا فاسعوا وإما في التقديم والتأخير نحوفيقتلون ويقتلون أوفي الزيادة والنقصان نحوأوصى ووصى فهذه سبعة لا يخرج الاختلاف عنها‏.‏
قال‏:‏ وأما نحواختلاف الإظهار والإدغام والروم والإشمال والتخفيف والتسهيل والنقل والإبدال فهذا ليس من الاختلاف الذي يتنوع في اللفظ والمعنى لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تخرجه عن أن يكون لفظاً واحداً انتهى‏.‏
وهذا هو القول الثامن‏.‏
قلت‏:‏ ومن أمثلة التقديم والتأخير قراءة الجمهور و ‏{‏كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار‏}‏ وقرأ ابن مسعود على قلب كل متكبر‏.‏
التاسع‏:‏ أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتفقة بألفاظ مختلفة نحوأقبل وتعالى وعلم وعجل وأسرع وإلى هذا ذهب سفيان بن عيينة وابن جرير وابن وهب وخلائق ونسبه ابن عبد البر لأكثر العلماء ويدل له ما أخرجه أحمد والطبراني من حديث أبي بكرة أن جبريل قال‏:‏ يا محمد اقرأ القرآن على حرف قال ميكائيل‏:‏ استزده حتى بلغ سبعة أحرف قال‏:‏ كل شاف كاف ما لم تخلط آية عذاب برحمة أورحمة بعذاب نحوقولك تعال وأقبل وهلم واذهب وأسرع وعجل هذا اللفظ رواية أحمد وإسناده جيد‏.‏
وأخرج أحمد والطبراني أيضاً عن ابن مسعود نحوه‏.‏
وعند أبي داود عن أبيّ قلت‏:‏ سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً ما لم تخلط آية عذاب برحمة أورحمة بعذاب‏.‏
وعند أحمد من حديث أبي هريرة أنزل القرآن على سبعة أحرف عليماً حكيماً غفوراً رحيماً وعنده أيضاً من حديث عمر بأن القرآن كله صواب ما لم تجعل مغفرة عذاباً وعذاباً مغفرة أسانيدها جياد‏.‏
قال ابن عبد البر‏:‏ إنما أراد بهذا ضرب المثل للحروف التي نزل القرآن عليها أنها معان متفق مفهومها مختلف مسموعها لا يكون في شيء منها معنى وضده ولا وجه يخالف معنى وجه خلافاً ينفيه ويضاده كالرحمة التي هي خلاف العذاب وضده‏.‏
ثم أسند عن أبيّ بن كعب أنه كان يقرأ‏:‏ كلما أضاءوا لهم مشوا فيه مروا فيه سمعوا فيه‏.‏
وكان ابن مسعود يقرأ‏:‏ للذين آمنوا انظرونا أمهلونا أخرونا‏.‏
قال الطحاوي‏:‏ وإنما كان ذلك رخصة لما كان يتعسر على كثير منهم التلاوة بلفظ واحد لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ ثم نسخ بزوال العذر وتيسر الكتابة والحفظ وكذا قال ابن عبد البر والباقلاني وآخرون‏.‏
وفي فضائل أبي عبيد من طريق عون بن عبد الله أن ابن مسعود اقرأ رجلاً‏:‏ إن شجرة الزقوم طعام الأثيم فقال الرجل‏:‏ طعام اليتيم فردها عليه فلم يستقم بها لسانه فقال‏:‏ أتستطيع أن تقول طعام الفاجر قال نعم قال‏:‏ ما فعل‏.‏
القول العاشر‏:‏ أن المراد سبع لغات وإلى هذا ذهب أبو عبيد وثعلب والزهري وآخرون واختاره ابن عطية وصححه البيهقي في الشعب‏.‏
وتعقب بأن لغات العرب أكثر من سبعة‏.‏
وأجيب بأن المراد أفصحها فجاء عن أبي صالح عن ابن عباس قال‏:‏ نزل القرآن على سبع لغات منها خمس بلغة العجز من الهوازن‏.‏
قال‏:‏ والعجز سعد بن بكر وجشم بن بكر ونصر بن معاوية وثقيف وهؤلاء كلهم من هوازن ويقال لهم عليا هوازن‏.‏
ولهذا قال أبو عمرو بن العلاء‏:‏ أفصح العرب علياً هوازن وسفلي تميم‏:‏ يعني بني دارم‏.‏
وأخرج أبو عبيد من وجه آخر عن ابن عباس قال‏:‏ نزل القرآن بلغة الكعبين‏:‏ كعب قريش وكعب خزاعة قيل‏:‏ وكيف ذاك قال‏:‏ لأن الدار واحدة‏:‏ يعني أن خزاعة كانوا جيران قريش فسهلت عليهم لغتهم‏.‏
وقال أبوحاتم السجستاني‏:‏ نزل بلغة قريش وهزيل وتميم والأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر
واستنكر ذلك ابن قتيبة وقال‏:‏ لم ينزل القرآن إلا بلغة قريش ورده بقوله تعالى ‏{‏وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه‏}‏ فعلى هذا تكون اللغات السبع في بطون قريش وبذلك جزم أبو علي الأهوازي‏.‏
وقال أبو عبيد‏:‏ ليس المراد أن كل كلمة تقرأ على سبع لغات بل اللغات السبع مفرقة فيه فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن وغيرهم‏.‏
قال‏:‏ وبعض اللغات أسعد به من بعض وأكثر نصيباً‏.‏
وقيل‏:‏ نزل بلغة مضر خاصة لقول عمر‏:‏ نزل القرآن بلغة مضر‏.‏
وعين بعضهم فيما حكاه ابن عبد البر السبع من مضر أنهم هذيل وكنانة وقيس وضبة وتيم الرباب وأسد بن خزيمة وقريش فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات‏.‏
ونقل أبو شامة عن بعض الشيوخ أنه قال‏:‏ أنزل القرآن أولاً بلسان قريش ومن جاورهم من العرب الفصحاء ثم أبيح للعرب أن يقرءوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها عن اختلافهم في الألفاظ والإعراب ولم يكلف أحداً منهم الانتقال عن لغته إلى لغة أخرى للمشقة ولما كان فيهم من الحمية ولطلب تسهيل فهم المراد‏.‏
وزاد غيره أن الإباحة المذكورة لم تقع بالتشهي بأن يغير كل أحد الكلمة بمرادفها في لغته بل المرعي في ذلك السماع من النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
واستشكل بعضهم هذا بأنه يلزم عليه أن جبريل كان يلفظ باللفظ الواحد سبع مرات‏.‏
وأجيب بأنه يلزم هذا لواجتمعت الأحرف السبعة في لفظ واحد ونحن قلنا‏:‏ كان جبريل يأتي في كل عرضة بحرف إلى أن تمت سبعة وبعد هذا كله رد القول بأن عمر بن الخطاب وهشام ابن حكيم كلاهما قرشي من لغة واحدة وقد اختلفت قراءتهما ومحال أن ينكر عليه عمر لغته فدل على أن المراد بالأحرف السبعة غير اللغات‏.‏
القول الحادي عشر‏:‏ أن المراد سبعة أصناف والأحاديث السابقة ترده والقائلون به اختلفوا في تعيين السبعة فقيل أمر ونهي وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال‏.‏
واحتجوا بما أخرجه الحاكم والبيهقي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان الكتاب الأول ينزل من باب وواحد وعلى حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب عن سبعة أحرف‏:‏ زجر وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال الحديث‏.‏
وقد أجاب عنه قوم بأنه ليس المراد بالأحرف السبعة التي تقدم ذكرها في الأحاديث الأخرى لأن سياق تلك الأحاديث يأبى حملها على هذا بل في ظاهره في أن المراد أن الكلمة تقرأ على وجهين وثلاثة إلى سبعة تيسيراً وتهويناً والشيء الواحد لا يكون حلالاً حراماً في آية واحدة‏.‏
قال البيهقي‏:‏ المراد بالسبعة الأحرف هنا‏:‏ الأنواع التي نزل عليها والمراد بها في تلك الأحاديث
اللغات التي يقرأ بها‏.‏
وقال غيره‏:‏ من أول السبعة الأحرف بهذا فهو فاسد لأنه محال أن يكون الحرف منها حراماً لا ما سواه وحلالاً ما سواه ولأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله أوحرام كله أو أمثال كله‏.‏
وقال ابن عطية‏:‏ هذا القول ضعيف لأن الإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا تحليل حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة‏.‏
وقال الماوردي‏:‏ هذا القول خطأ لأنه صلى الله عليه وسلم أشار إلى جواز القراءة بكل واحد من الحروف وإبدال حرف بحرف وقد أجمع المسلمون على تحريم إبدال آية أمثال بآية أحكام‏.‏
وقال أبو علي الأهوازي أبو العلاء والهمذاني‏:‏ قوله في الحديث زاجر وأمر إلى الخ استئناف كلام آخر‏:‏ أي هو زاجر‏:‏ أي القرآن ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة وإنما توهم ذلك من جهة الاتفاق في العدد‏.‏
ويؤيده أن في بعض طرقه زجراً وأمراً بالنصب‏:‏ أي نزل على هذه الصفة في الأبواب السبعة
وقال أبو شامة‏:‏ يحتمل أن يكون التفسير المذكور للأبواب لا للأحرف‏:‏ أي هي سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه‏:‏ أي أنزله الله على هذه الأصناف لم يقتصر منها على صنف واحد كغيره من الكتب‏.‏
وقيل المراد بها المطلق والمقيد والعام والخاص والنص والمؤول والناسخ والمنسوخ والمجمل والمفسر والاستثناء وأقسامه حكاه شيدلة عن الفقهاء‏.‏
وهذا هو القول الثاني عشر‏.‏
وقيل المراد بها الحذف والصلة والتقديم والتأخير والاستعارة والتكرار والكناية والحقيقة والمجاز والمجمل والمفسر والظاهر والغريب حكاه عن أهل اللغة‏.‏
وهذا هو القول الثلاث عشر‏.‏
وقيل المراد بها التذكير والتأنيث والشرط والجزاء والتصريف والإعراب والأقسام وجوابها والجمع والإفراد والتصغير والتعظيم واختلاف الأدوات حكاه عن النحاة‏.‏
وهذا هو الرابع عشر‏.‏
وقيل المراد بها سبعة أنواع من المعاملات‏:‏ الزهد والقناعة مع اليقين والجزم والخدمة مع الحياء والكرم والفتوة مع الفقر والمجاهدة والمراقبة مع الخوف والرجاء والتضرع والاستغفار مع الرضا والشكر والصبر مع المحاسبة والمحبة والشوق مع المشاهدة حكاه عن الصوفية‏.‏
وهذا هو الخامس عشر‏.‏
القول السادس عشر‏:‏ أن المراد بها سبعة علوم‏:‏ علم الإنشاء والإيجاد وعلم التوحيد والتنزيه وعلم صفات الذات وعلم صفات الفعل وعلم جميع القرآن قبلها وإن كان قد حضرها من لم يجمع غيرها الجمع الكثير‏.‏
الثامن‏:‏ أن المراد بجمعه السمع والطاعة له والعمل بموجبه‏.‏
وقد أخرج أحمد في الزهد من طريق أبي الزاهرية أن رجلاً أتى أبا الدرداء فقال‏:‏ إن ابني جمع القرآن فقال‏:‏ الهم غفراً إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع‏.‏
قال ابن حجر‏:‏ وفي غالب هذه الاحتمالات تكلف ولا سيما الأخير‏.‏
قال‏:‏ وقد ظهر لي احتمال آخر وهوأن المراد بإثبات ذلك للخزرج دون الأوس فقط فلا ينفي ذلك عن غير القبيلتين من المهاجرين لأنه قال ذلك في معرض المفاخرة بين الأوس والخزرج كما أخرجه ابن جرير من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال‏:‏ افتخر الحيان الأوس والخزرج فقال الأوس‏:‏ منا أربعة‏:‏ من اهتز له العرش سعد بن معاذ ومن عدلت شهادته شهادة رجلين خزيمة بن أبي ثابت ومن غسلته الملائكة حنظلة بن أبي عامر ومن حمته الدبر عاصم بن أبي ثابت‏:‏ أي ابن أبي الأفلح فقال الخزرج‏:‏ منا أربعة جمعوا القرآن لم يجمعه غيرهم فذكرهم‏.‏
قال‏:‏ والذي يظهر من كثير من الأحاديث أن أبا بكر كان يحفظ القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الصحيح أنه بنى مسجداً بفناء داره فكان يقرأ فيه القرآن‏.‏
وهومحمول على ما كان نزل منه إذ ذاك‏.‏
قال‏:‏ وهذا مما لا يرتاب فيه مع شدة حرص أبي بكر على تلقي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وفراغ باله له وهما بمكة وكثرة ملازمة كل منهما للآخر حتى قالت عائشة‏:‏ إنه صلى الله عليه وسلم كان يأتيهم بكرة وعشياً‏.‏
وقد صح حديث يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وقد قدمه صلى الله عليه وسلم في مرضه إماماً للمهاجرين والأنصار فدل على أنه كان أقرأهم اه‏.‏
وسبقه إلى نحوذلك ابن كثير‏.‏
قلت‏:‏ لكن أخرج ابن أشتة في المصاحف بسند صحيح عن محمد بن سيرين قال‏:‏ مات أبو بكر ولم يجمع القرآن وقتل عمر ولم يجمع القرآن‏.‏
قال ابن أشتة‏:‏ قال بعضهم‏:‏ يعني لم يقرأ جميع القرآن حفظاً‏.‏
وقال بعضهم‏:‏ هوجمع المصاحف‏.‏
قال ابن حجر‏:‏ وقد ورد عن عليّ أنه جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
أخرجه ابن أبي داود‏.‏
وأخرج النسائي بسند صحيح عن عبد الله بن عمر وقال جمعت القرآن فقرأت به كل ليلة فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ اقرأه في شهر الحديث‏.‏
وأخرج ابن أبي داود بسند حسن بن محمد بن كعب القرظي قال‏:‏ جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة من الأنصار‏:‏ معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأبيّ بن كعب وأبوالدرداء وأبوأيوب الأنصاري‏.‏
وأخرج البيهقي في المدخل عن ابن سيرين قال‏:‏ جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة لا يختلف فيهم‏:‏ معاذ بن جبل وأبيّ بن كعب وأبوزيد واختلفوا في رجلين من ثلاثة‏:‏ أبي الدرداء وعثمان وقيل عثمان وتميم الداري‏.‏
وأخرج هووابن أبي داود عن الشعبي قال‏:‏ جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ستة‏:‏ أبيّ ومعاذ وأبوالدرداء وسعيد بن عبيد وأبوزيد ومجمع بن جارية وقد أخذه إلا سورتين أوثلاثة‏.‏
وقد ذكر أبو عبيد في كتاب القراءات‏:‏ القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة وطلحة وسعد تعرب بسبعة أوجه حتى يكون المعنى واحداً وإن اختلف اللفظ فيها‏.‏
الثلاثون أمهات الهجاء الألف والباء والجيم والدال والراء والسين والعين لأن عليها تدور جوامع كلام العرب‏.‏
الحادي والثلاثون‏:‏ أنها في أسماء الرب مثل الغفور الرحيم السميع البصير العليم الحكيم‏.‏
الثاني والثلاثون‏:‏ هي آية في صفات الذات وآية تفسيرها في آية أخرى وآية بيانها في السنة الصحيحة وآية في قصة الأنبياء والرسل وآية في خلق الأشياء وآية في وصف الجنة وآية في وصف النار‏.‏
الثالث والثلاثون‏:‏ في وصف الصانع وآية في إثبات الوحدانية له وآية في إثبات صفاته‏:‏ وآية في إثبات رسله وآية في إثبات كتبه وآية في إثبات الإسلام وآية في نفي الكفر‏.‏
الرابع والثلاثون‏:‏ سبع جهات من صفات الذات لله التي لا يقع عليها التكييف‏.‏
الخامس والثلاثون‏:‏ الإيمان بالله ومجانبة الشرك وإثبات الأوامر ومجانبة الزواجر والثبات على الإيمان وتحريم ما حرم الله وطاعة رسوله‏.‏
قال ابن حبان‏:‏ فهذه خمسة وثلاثون قولاً لأهل العلم واللغة في معنى إنزال القرآن على سبعة أحرف وهي أقاويل يشبه بعضها بعضاً وكلها محتملة ويحتمل غيرها‏.‏
وقال المرسي‏:‏ هذه الوجوه أكثرها متداخلة ولا أدري مستندها ولا عمن نقلت ولا أدري لم خص كل واحد منهم هذه الأحرف السبعة بما ذكر مع أن كلها موجودة في القرآن فلا أدري معنى التخصص‏.‏
ومنها الأشياء لا أفهم معناها على الحقيقة وأكثرها معارضة حديث عمر وهشام بن حكيم الذي في الصحيح فإنهما لم يختلفا في تفسيره ولا أحكامه وإنما اختلفا في قراءة حروفه وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها القراءات السبعة وهوجهل قبيح‏.‏
تنبيه اختلف هل المصاحف العثمانية مشتملة على جميع الأحرف السبعة فذهب جماعة من الفقهاء والقراء والمتكلمين إلى غير ذلك وبنوا عليه أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء منها وقد أجمع الصحابة على نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها أبو بكر وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك‏.‏
وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أنها مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل متضمنة لها لم تترك حرفاً منها‏.‏
قال ابن الجزري‏:‏ وهذا هو الذي يظهر صوابه‏.‏
ويجاب عن الأول بما ذكره ابن جرير أن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبة على الأمة وإنما كان جائزاً لهم ومرخصاً لهم فيه فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف إذا لم يجمعوا على حرف واحد اجتمعوا على ذلك إجماعاً شائعاً وهم معصومون من الضلالة ولم يكن في ذلك ترك واجب ولا فعل حرام ولاشك أن القرآن نسخ منه العرضة الأخيرة بالفعل المبني للمجهول فاتفق رأي الصحابة على أن كتبوا ما تحققوا أنه قرآن مستقر في العرضة الأخيرة وتركوا ما سوى ذلك‏.‏
وأخرج ابن أشتة في المصاحف وابن أبي شيبة في فضائله من طريق ابن سيرين عن عبيدة السلماني قال‏:‏ القراءة التي عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه هي القراءة التي يقرؤها الناس اليوم‏.‏
وأخرج ابن أشتة عن ابن سيرين قال‏:‏ كان جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم كل سنة في شهر رمضان مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه مرتين قيكون أن تكون قراءتنا هذه على العرضة الأخيرة‏.‏
وقال البغوي في شرح السنة‏:‏ يقال إن زيد ابن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي وكتبها الرسول صلى الله عليه وسلم وقرأها عليه وكان يقرئ الناس بها حتى مات ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر وجمعه وولاه عثمان كتب المصاحف‏
*******************



عدد المشاهدات *:
448441
عدد مرات التنزيل *:
92802
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 25/06/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 25/06/2013

الكتب العلمية

روابط تنزيل : النوع السادس عشر في كيفية إنزاله : مسألة الأحرف السبعة
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  النوع السادس عشر في كيفية إنزاله : مسألة الأحرف السبعة لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
الكتب العلمية


@designer
1