قال الله تعالى :ـ
اٍنا أعطيناك الكوثر ، فصل لربك و انحر ، اٍن شانئك هو الأبتر
فالصلاة صلاة العيد و النحر هو الأضحية كما فسره عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقال : يعني بذلك نحر البدن و نحوهما.ـ
و لهذا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي العيد ، ثم ينحر نسكه . و يقول : ـ
من صلى صلاتنا و نسك نسكنا فقد أصاب النسك و من نسك قبل الصلاة فلا نسك له .ـ
و الأضحية هي الشاة التي تذبح بعد صلاة عيد الأضحى تقربا الى الله ، تخليدا لسنة الخليل اٍبراهيم عليه السلام لما صدق الرؤيا التي أمره الله فيها بأن يذبح اسماعيل عليه السلام ، فقص الخليل للذبيح ما رأى فتلقى الولد البار الأمر بالتسليم ففداه ربه بذبح عظيم و جعلها سنة في عقبه الى يوم الدين .ـ
هذه السنة المباركة أكد عليها نبينا عليه السلام لما قال للصديق رضي الله عنه :ـ
يا أبا بكر اٍن لكل قوم عيد ، و اٍن اليوم عيدنا
و هي سنة مؤكدة تجب على من رزقه الله اليسار مرة في كل عام و من يعظم شعائر الله فاٍنها من تقوى القلوب .ـ
ثم اذا تبين وجوبها و اتضح فلها شروط منها:ـ
ـ انها لا تصح قبل صلاة العيد فمن ذبح قبل الصلاة فانما هو لحم يهديه لأهله لا غير ، و يتم الذبح بعد صلاة عيد الأضحى اٍلى عصر اليوم الرابع من ايام العيد .ـ
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :ـ
أربع لا تجزئ في الأضاحي : ـ
العوراء البين عورها
و المريضة البين مرضها
و العرجاء البين عرجها
و الكسيرة و في رواية العجفاء التي لا تنقي
و من هذا الحديث الصحيح استنبط أئمتنا و استنتجوا هذا الشرط في الأضحية : ينبغي أن تكون الأضحية سالمة من العيوب الخلقية .ـ
فلا يجوز ذبح الشاة المريضة بمرض ظاهر كالعور أو العرج أو المجنونة أو مقطوعة الأذن او مسكورة القرن من أصله ...ـ
و قبل مراعاة سلامة الأضحية من العيوب يشترط في أصنافها الأربعة أن يناهز عمرها:ـ
- ستة أشهر فما فوق في ما تعلق بالضأن ـ الخروف ـ
- سنة فما فوق في ما تعلق بالمعز
- سنتان في ما فوق في ما تعلق بالبقر
- أربع سنوات فما فوق في ما تعلق بالإبل
و تجزئ الشاة الواحدة عن الرجل و أهل بيته كما تجزئ البقرة و الناقة عن سبعة أشخاص و عو ائلهم لقول أبي أيوب رضي الله عنه : ـ
كان الرجل في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يضحي بالشاة عنه و عن أهل بيته
و أيما امرء عجز عن ذبحها فليعلم أن الله رفع عنه الحرج و اراد به اليسر لا العسر فكتب له أجر المضحين و أزال عنه الحرج بفعل رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي ضحى بكبشين ثم قال : ـ
اللهم هذا عني و عمن لم يضح من أمتي
و يستحب عند ذبحها أن يحد المسلم سكينه أولا ليريح ذبيحته كما هو من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم يستقبل بها القبلة ثم يقول اذا باشر الذبح :ـ
بــسم الله و الله أكبر اللهم هذا منك و لك
فاٍذا عجز عن التذكية بنفسه أمكنه الإنابة ـ الوكالة ـ عن التضحية حتى و اٍن كان في بلد أخر و لا خلاف في هذا بين أهل العلم
نسأل الله أي يهدينا جميعا حتى نستن بسنة المصطفى عليه الصلاة و السلام الذي أمر الرسول صلى الله عليه و سلم فقال :ـ
كلوا و ادخروا و تصدقوا
فهلا تركنا البخل و الشح و قسمنا ما من الله به علينا من نعمته على الفقراء و المساكين و أهدينا الحب حتى يعود الى قلوب بعضنا البعض
تقبل الله منا و منكم و عيد مبارك سعيد
و كل عام و المسلمون بكل خير
كتبه الزاهد الورع
20210
370
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 27/05/2007 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 27/05/2007