معنى السنة في اللغة
السنة في اللغة تطلق على :ـ السيرة و الطريقة حسنة كانت أو قبيحة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتبت له مثل أجر من عمل بها و لا ينقص من أجورهم شيء . و من سن في الإسلام سنة سيئة ، فعمل بها بعده : كتبت له مثل وزر من عمل بها و لا ينقص من أوزارهم شيء .ـ
و قال خالد بن عتبة الهذلي :ـ
فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها ... فأول راض سنة من يسيرها
و قال الأزهري : السنة الطريقة المحمودة المستقيمة .و لذلك قيل :فلان من أهل السنة .معناه من أهل الطريقة المستقيمة المحمودة .ا.هـ .و قال الخطابي : أصلها الطريقة المحمودة . فاذا أطلقت انصرفت اليها و قد تستعمل في غيرها مقيدة كقوله : من سن سنة سيئة . ا.هـ .ـ
و فيما ذكر كل من الأزهري و الخطابي شيء . أما قول الأزهري : و لذلك قيل فلان من أهل السنة . الخ .ـــ فلا دلالة فيه على أنها لا تطلق لغة حقيقة الا على الطريقة المحمودة ، فان قولهم : فلان من أهل السنة .استعمال عرفي لأهل الشرع ، لا لغوي ، و المرادبالسنة فيه : ما قابل البدعة و الإعتزال . و أما قول الخطابي : انها أطلقت ـ أي لغة ـ انصرفت الى المحمودة .ـ ففي محل المنع ، و استعمالها في السيئة مقيدة لا يدل على أنها فيها مجاز لغة ، و انما هو لبيان أن المراد نوع من المعنى الحقيقي و كيف يدل على ما ذكر : و قد استعملت في المحمودة مقيدة أيضا كما في الحديث المتقدم ؟ فان أراد أنها لا تستعمل في السية الا مقيدة ، بخلاف استعمالها في الحسنة : فانها تكون تارة تكون مقيدة و تارة مطلقة .ـ : منع هذا الحصر بيت خالد المتقدم .فالحق : ما عليه جمهور أهل اللغة.ـ
و قد استعملت السنة في القران بمعنى الطريقة . قال الراغب : و سنة الله قد تقال لطريقة حكمته، و طريقة طاعته .نحو : ـ سنة الله التي خلت من قبل و لن تجد لسنة الله تبديلا ـ سورة الفتح الأية 23 ـ و لن تجد لسنة الله تحويلا ـ سورة فاطر الأية 43 ـ فنبه على أن فروع الشرائع و ان اختلفت صورها ، فالغرض المقصود منها لا يختلف و لا يتبدل ، و هو: تطهير النفس و ترشيحها الى ثواب الله تعالى و جواره .ا.هـ . و اعلم أن المناسب لقوله : فنبه على أن فروع الشرائع ـ الخ .أن يستشهد بقوله تعالى : ـ يريد الله ليبين لكم و يهديكم سنن الذين من قبلكم و يتوب عليكم و الله عليم حكيم ـ سورة النساء الأية 26 ـ أو بقوله تعالى : ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل و كان أمر الله قدرا مقدورا ـ سورة الأحزاب الأية 38 ـ و أما الأيتان اللتان ذكرهما فالمراد من السنة فيهما : طريقة حكمته و عادته : من الإنتقام من مكذبي الرسل و انزال العذاب بهم كما سننقله عن الزمخشري فيما يأتي ...
كتاب حجية السنة للعلامة عبد الغني عبد الخالق
20218
370
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 27/05/2007 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 27/05/2007