الأَخوَانِ الشَّاعِرَانِ المُحْسِنَانِ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدٌ، وَأَبُو عُثْمَانَ سَعِيْدٌ، ابنَا هَاشِمِ بنِ وَعْكَةَ بنِ عُرَامِ بنِ عُثْمَانَ بنِ بِلاَلٍ المَوْصِلِيَّانِ الخَالِدِيَّانِ، مِنْ أَهْلِ قريَةِ الخَالِدِيَّةِ.كَانَا كَفَرَسَيْ رِهَانٍ فِي قوَّةِ الذَّكَاءِ، وَسُرعَةِ النَّظْمِ وَجودَتِهِ، يتَشَاركَانَ فِي القَصِيدَةِ الوَاحِدَةِ.وَمُحَمَّدٌ هُوَ الأَكبرُ.قَدِمَ دِمَشْقَ فِي صُحْبَةِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ ابْنِ حَمْدَانَ.وَهُمَا مِنْ خَوَاصِّ شُعَرَائِهِ، اشْتَرَكَا فِي شيءٍ كَثِيْرٍ، وَكَانَ سَرِيٌّ الرَّفَّاءُ يَهْجُوهُمَا وَيَهْجُوَاَنِهِ.(16/387)وَلمُحَمَّدٍ:البَدْرُ مُنْتَقِبٌ بِغَيْمٍ أَبْيَض *هُوَ فِيْهِ بَيْنَ تَخَفُّرٍ وَتَبَرُّجِكَتَنَفُّسِ الحَسْنَاءِ فِي المِرْآةِ إِذْ *كَمُلَتْ مَحَاسِنُهَا وَلَمْ تَتَزَوَّجِوَلِسَعِيْدٍ:أَمَا تَرَى الغَيْمَ يَا مَنْ قَلْبُهُ قَاسِي *كَأَنَّهُ أَنَا مِقْيَاساً بِمِقْيَاسِقَطْرٌ كَدَمْعِي وَبَرْقٌ مِثْلُ نَارِ أَسَىً *فِي القَلْبِ مِنِّي وَرِيْحٌ مِثْلُ أَنْفَاسِيونَظَمَ فِيْهِمَا أَبُو إِسْحَاقَ الصَّابِيُّ:أَرَى الشَّاعِرَيْنِ الخَالِدِيَّيْنِ سَيَّرَا *قَصَائِدَ يَفْنَى الدَّهْرُ وَهْيَ تُخَلَّدُهُمَا لاِجْتِمَاعِ الفَضْلِ رُوْحٌ مُؤَلَّفٌ *وَمَعْنَاهُمَا مِنْ حَيْثُ مَا شِئْتَ مُفْرَدُقَالَ النَّدِيْمُ فِي كِتَابِ (الفهْرَسْتِ):كَانَا سَرِيْعَي البَدِيْهَةِ.قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ مِنْهُمَا:إِنِّي أَحْفَظُ أَلْفَ سمَرٍ، كُلُّ سمَرٍ فِي نَحْوِ مائَةِ وَرقَةٍ.قَالَ:وَكَانَا مَعَ ذَلِكَ إِذَا اسْتَحْسَنَا شَيْئاً غَصَبَاهُ صَاحِبَهُ حَيّاً كَانَ أَوْ مَيْتاً، كَذَا كَانَتْ طِبَاعُهُمَا.وَقَدْ رَتَّبَ أَبُو عُثْمَانَ شِعْرَهُ وَشِعْرَ أَخِيْهِ، وَأَحسبُ غُلاَمَهُمَا رَشَأ رَتَّبَ شِعْرَهُمَا، فَجَاءَ نَحْوَ أَلفِ وَرَقَةٍ، ثُمَّ قَالَ:تُوُفِّيَا وَبَيَّضَ فَدَلَّ عَلَى مَوْتِهِمَا قَبْلَ سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.وَلَهُمَا مِنَ الكُتُبِ كِتَابُ (أَخْبَارِ المَوْصِلِ)، وَ (أَخْبَارِ أَبِي تَمَّامٍ)وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَدَبيَّاتِ.(16/388)(31/457) عدد المشاهدات *: 494436 عدد مرات التنزيل *: 0 حجم الخط : 10 12 14 16 18 20 22 24 26 28 30 32 * : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 14/12/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة - تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 14/12/2013 سير أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي