اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الخميس 17 شوال 1445 هجرية
? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ?????? ???????? ??? ???????? ???? ??? ???? ????????? ?????????? ?????????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

سم الله

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمهم الله تعالى
المجلد الأول
الإخلاص وإحضار النية
باب التَّوبة
شرح حديث الثلاثة الذين خلفوا ـ 2 ـ
شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمهم الله تعالى

ومن فوائد الحديث: قوَّةُ كعب بن مالك- رضي الله عنه- في دين الله وأنه من المؤمنين الخُلَّص، وليس ممن قال الله فيهم ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ﴾ [العنكبوت:10]، فبعض الناس- والعياذ بالله- يقول: آمنا بالله، ولكن إيمانه ضعيف، إذا أوذيَ في الله ارتدَّ- والعياذ بالله- وفسق وترك الطاعة، وكعب بن مالك رضي الله عنه أُوذِيَ في الله إيذاءً أيما أيذاء، لكنه صَبَر واحتسب وانتظر الفرج، ففرَّج الله له تفريجاً لم يكن لأحد غيره وصاحبيه، أنزل الله فيهم ثناءً عليهم آيات تتلى إلى يوم القيامة.
نحن نقرأ قصتهم في القرآن في صلاتنا! وهذا فضل عظيم، قصَّتهم تُقرأ في الصلاة، في الصلوات الخمس، في صلاة النافلة، سرًّا وعلنًا.
ومن فوائد هذا الحديث أيضاً: أنه ينبغي للإنسان إذا رأى فتنة أو خوف فتنة أن يُتلِف هذا الذي يكون سبباً لفتنته.
فإن كعباً لما خاف على نفسه أن تميل فيما بعد إلى هذا الملك ويتَّخذ هذه الورقة وثيقة، حرقها رضي الله عنه.
ومن ذلك: - أيضاً - ما جرى لسيلمان بن داود- عليهما الصلاة والسلام- حينما عُرضت عليه الخيل الصَّافنات الجياد في وقت العصر، فغفل وذهلَ- بما عرض عليه- عن الصلاة حتى غابت الشمس، فلما غابت الشمس وهو لم يصلِّ العصر دَعَا بهذه الخيل الصافنات الجياد فجعل يضرب أعناقها وسوقها، يعني: جعل يقتلها ويعقرها انتقاماً من نفسه لنفسه؛ لأنه انتقم من نفسه التي لَهتْ بهذه الصافنات الجياد عن ذكر الله ﴿فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ﴾ [ص:32،33] . فالمهمُّ أنك إذا رأيت شيئاً من مالك يصدُّك عن ذكر الله فأبعِدهُ عنك بأي وسيلة تكون، حتى لا يكون سبباً لإلهائك عن ذكر الله.
فإن الذي يُلهي عن ذكر الله خسارة، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [المنافقون:9] .
يقول رضي الله عنه: ((فلما تمت لنا أربعون ليلة)) يعني شهر وعشرة أيام، وكان الوحي قد استلبث فلم ينزل كل هذه المدة، وهذه من حكمة الله عز وجل في الأمور الكبيرة العظيمة، يَسْتَلْبث الوحي ولا ينزل، كما في هذه القصة، وكما في قصة الإفك حين انقطع الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذا من حكمة الله عز وجل حتى يتشوَّف الناس إلى الوحي ويتشوفوا إليه: ماذا سيُنزل رب العالمين عز وجل؟ فبقي الوحي أربعين ليلة ما نزل، فلما تمت أربعون ليلة أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى كعب وصاحبيه هلال بن أمية ومرارة بن الربيع - رضي الله عنهم- أن يعتزلوا نساءهم.
وجاءت زوجةُ هلال بن أمية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرته بأنه في حاجة إليها لتَخدمه؛ لأنه ليس له خادم، فأذن لها النبي صلى الله عليه وسلم بشرط أن لا يقربها، فقالت: ((إنه والله ما به من حركة إلى شيء)) يعني أنه ليس له شهوة في النساء، وأنه مازال يبكي- رضي الله عنه- منذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرهم إلى يومه هذا، أربعون يوماً يبكي؛ لأنه ما يدري ماذا تكون النهاية.
يقول رضي الله عنه: ((فلما مضى عشر ليال بعد هذا، وكنت ذات يوم أصلي الصبح على سطح بيت من بيوتنا)) لأنه كما مرَّ كانوا- رضي الله عنهم- قد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وضاقت عليهم أنفسهم، واستنكروا الناس، يأتون إلى المسجد لا يكلمهم أحد، وإن سلَّموا لم يردَّ عليهم، وإن مرَّ بهم أحد لم يسلِّمْ عليهم، ضاقت عليهم الأرض. فصار ذات يوم يصلي الصبح في بيته على سطحه. يقول: ((فسمعت صارخاً يقول وهو على سلْعٍ- وهو جبل معروف في المدينة- أوفى عليه وصاح بأعلى صوته يقول: ((يا كعب بن مالك أبشر يا كعب بن مالك أبشر))!
يقول: ((فخررت ساجداً، وعرفت أنه قد جاء فرج)) وركب فارس من المسجد يؤم كعب بن مالك ليُبَشِّره، وذهب مُبَشِّرون إلى هلال بن أمية ومرارة بن الربيع يُبَشِّرونها بتوبة الله عليهما . فانظر إلى فرح المسلمين بعضهم مع بعض، كل يذهبُ يسعى ويركضُ من جهة.
يقول: فجاء الصَّارخ، وجاء صاحب الفرس، فكانت البُشرى للصارخ؛ لأن الصَّوت أسرعُ من الفرس، يقول: فأعطيته ثَوْبَيَّ الإزارَ والرِّداء، وليس يملك غيرهما، لكن استعار من أهله أو من جيرانه ثوبين فلبسهما، وأعطى ثوبيه هذا الذي بَشَّره.
أعطاه كل ما يملك، لا يملك غير الثوبين. لكنها والله بُشْرى عظيمة، بشرى من الله سبحانه وتعالى عظيمة، أن ينزل الله توبتهم ويَمُنَّ عليهم بالتوبة.
ثم نزل متوجهًا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجزاه الله عن أمته خيراً- قد بشَّر الناس بعد صلاة الصبح بأن الله أنزل توبته على هؤلاء الثلاثة؛ لأنه يُحِبُ من أصحابه وأمته أن يتوبوا ويرجعوا إلى الله.
يقول: فذهبت أتأمَّمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني أقصده، فجعل الناس يُلاقونني أفواجاً، يعني جماعات، يهنِّئونه بتوبة الله عليه. رضي الله عنه.
هؤلاء القوم يحبون لإخوانهم ما يحبون لأنفسهم، فلم يحسدوهم على ما أنعم الله به عليهم من إنزال القرآن العظيم بتوبتهم، بل جعلوا يهنِّئونهم حتى دخل المسجد.
وفي هذه القطعة من الحديث فوائد:
أولاً: شدَّةُ هجر النبي - عليه الصلاة والسلام- لهؤلاء الثلاثة، حتى إنه أمرهم أن يعتزلوا نساءهم، والتفريق بين الرجل وامرأته أمره عظيم.
ثانياً: وفيه أن قول الرجل لامرأته: الحقي بأهلك؛ ليس بطلاق، لأن كعب بن مالك- رضي الله عنه- فرَّق بين قوله: الحقي بأهلك، وبين الطلاق، فإذا قال الرجل لامرأته الحقي بأهلك ولم ينوِ الطلاق، فليس بطلاق.
أما إذا نوى الطلاق فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوي…)) الحديث(89).
فإذا نوى الإنسان بهذه الكلمة وأمثالها الطلاق فله ما نوى.
ثالثاً: شدَّةُ امتثال الصحابة- رضي الله عنهم- لأمر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه- رضي الله عنه- ما تردد، ولا قال: لعلي أراجعُ الرسول عليه الصلاة والسلام، أو قال للرسول الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم: ارجع إليه لعله يسمح، بل وافق بكل شيء.
رابعاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان رحيما بأمته، فإنه بعد أن أمرهم باعتزال النساء رخَّص لهلال بن أمية، لأنه يحتاج لخدمة امرأته.
خامساً: جواز حكاية الحال عند الاستفتاء أو الشهادة أو ما أشبه ذلك، وإن كان المحكيُّ عنه قد لا يحبُّ أن يطلع عليه الناس، لأن امرأة هلال بن أمية ذكرت من حَالِه أنه ليس فيه حاجة إلى شيء من النساء.
سادساً: أن الإنسان إذا حَصلَ له مثل هذه الحال وهجرَهُ الناس، وصار يتأذَّى من مشاهدتهم ولا يتحمَّل، فإنه له أن يتخلف عن صلاة الجماعة، وإن هذا عذر؛ لأنه إذا جاء إلى المسجد في هذه الحال سوف يكون مُتَشوِّشًا غير مطمئن في صلاته؛ ولهذا صلّى-كعب بن مالك- رضي الله عنه- صلاة الفجر على ظهر بيت من بيوته، وسبق لنا ذكرُ هذه الفائدة في قصة هلال بن أمية ومرارة بن الربيع.
سابعاً: حرص الصحابة - رضي الله عنهم- على التسابق إلى البُشرى؛ لأن البشرى فيها إدخال السرور على المسلم. وإدخال السرور على المسلم مما يقرِّب إلى الله عز وجل؛ لأنه إحسان والله- سبحانه وتعالى- يحب المحسنين ولا يُضيعُ أجرهم.
فلذلك ينبغي لك إذا رأيت من أخيك شيئا يَسَّرَهُ، كأن يكون خبرًا سارًا أو رؤيا سارَّة أو ما أشبه ذلك، أن تبشره بذلك، لأنك تدخل السرور عليه.
ثامناً: أنه ينبغي مُكافأةُ من بشَّرك بهديَّةٍ تكون مناسبة للحال، لأن كعب بن مالك- رضي الله عنه- أعطى الذي بشَّره ثوبيه، وهذا نظير ما صح به الخبر عن عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- وكان يأمر الناس إذا حجوا أن يتمتَّعوا بالعمرة إلى الحج، يعني أن يأتوا بالعمرة ويحلُّوا منها ثم يُحرموا بالحج في يوم التروية، وكان عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- ينهى عن المتعة؛ لأنه يحب أن يعتمر الناس في وقت، وأن يحجوا في وقت، حتى يكون البيت دائماً معموراً بالزُّوَّار، ما بين معتمرين وحجاج، فعل هذا اجتهاداً منه- رضي الله عنه- وهو من الاجتهاد المغفور، وإلا فلا شكَّ أن سنة الرسول - عليه الصلاة والسلام - أولى.
المهمُّ أن رجلاً استفتى عبد الله بن عباس في هذه المسألة، فأمره أن يتمتَّع وأن يُحرم بالعمرة ويُحل منها.
فرأى هذا الرجل في المنام شخصا يقول له: حج مبرور وعمرة متقبَّلة، فأخبر بذلك عبد الله بن عباس الذي أفتاه، ففرح بذاك ابن عباس وأمره أن يبقى حتى يُعطيه من عطائه، يعني يُعطيه هديَّةً على ما بشَّرَه به من هذه الرؤيا التي تدل على صواب ما أفتاه به عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
والمهمُّ أن من بشَّرك بشيء فأقلُّ الأحوال أن تدعو له بالبشارة، أو تُهْدي له ما تيسر، وكل إنسان بقدر حاله.
يقول رضي الله عنه: حتى دخلت المسجد وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحوله أصحابه، فقام إلى كعبٍ طلحةُ بن عبيد الله - رضي الله عنه- فصاحفه وهنَّأه بتوبة الله عليه.
يقول: والله ما قام إليَّ أحد من المهاجرين رجل غيرُ طلحة، فكان لا ينساها له، حيث قام ولاقاه وصافَحه وهنَّأه، حتى وقف على النبي صلى الله عليه وسلم وإذا وجههُ تبرقُ أسَاريره؛ لأنه- عليه الصلاة والسلام- سرَّه أن يتوب الله على هؤلاء الثلاثة الذين صَدَقوا الله ورسوله، وأخبروا بالصِّدق عن إيمان، وحَصَل عليهم ما جرى من الأمر العظيم، من هجر الناس لهم خمسين يوماً، حتى نسائهم بعد الأربعين أمر الرسول- عليه الصلاة والسلام- أن يعتزلوهنّ.
ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((أبشر بخيرِ يومٍ مرَّ عليك مُذ ولدتكَ أمُّك)).
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم خيرُ يوم مرَّ على كعب منذ ولدته أمه هو ذلك اليوم، لأن الله أنزل توبته عليه وعلى صاحبيه في قرآن يُتْلى، تكلَّم به ربُّ العالمين عز وجل وأنزله على محمد صلى الله عليه وسلم محفوظاً بواسطة جبريل، ومحفوظًا إلى يوم القيامة، ولا يوجد أحد سوى الأنبياء أو من ذَكَرَهم الله في القرآن حُفظت قصته كما حفظت قصة كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم.
بقيت هذه القصة تُتْلى في كتاب في المحاريب وعلى المنابر وفي كل مكان، ومن قرأ هذه القصة فله بكل حرف عشرُ حسنات، فهذا اليوم لا شك أنه خيرُ يومٍ مرَّ على كعب منذ ولدته أمه.(فقلتُ له: أمِنْ عندك يا رسول الله أومن عند الله ؟ قال ((لا، بل من عند الله عز وجل)) لأنه إذا كان من عند الله كان أشرف وأفضل وأعظم .فقال كعب: إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله، أي: يتخلى عنه ويجعله صدقة إلى الله ورسوله شأنه وتدبيره. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك)) فأمسكه رضي الله عنه.
ففي هذه القطعة من الحديث فوائد:
أولاً: فيها دليل على أن من السنة إذا أتى الإنسان ما يَسُرُّهُ أن يهنأ به ويُبشَّرَ به، سواء كان خير دين أو خير دنيا.
ولهذا بشَّرت الملائكة إبراهيم عليه السلام بغلام حليم وبغلام عليم، الغلام الحليم: إسماعيل . والغلام العليم: إسحاق . بشَّرت الملائكة إبراهيم بهذين الغلامين.
ثانياً: إنه لا بأس بالقيام إلى الرجل لمصافتحه وتهنئته بما يسُرُّه.
والقيام إلى الرجل لا بأس به قد جاءت به السنة، وكذلك القيام للرجل وأنت باقٍ في مكانك لا تتحرَّك إليه، فهذا أيضاً لا بأس به إذا اعتاده الناس، لأنه لم يرد النهي عنه؛ وإنما النهي والتحذير من الذي يقام له لا من القائم، فإن من يقام له قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام: ((من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوَّأ مقعده من النار))(90).
قال أهل العلم: والقيام ثلاثة أقسام:
الأول: قيام إلى الرجل.
الثاني: قيام للرجل.
والثالث: قيام على الرجل.
فالقيام إلى الرجل: لا بأس به، وقد جاءت به السنة أمرًا وإقراراً وفعلاً أيضاً.
أما الأمر : فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما أقبل سعد بن معاذ رضي الله عنه عند تحكيمه في بني قريظة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((قوموا إلى سيدكم))(91) وكان سعد بن معاذ رضي الله عنه قد أصيب في غزوة الأحزاب في أكحله، والأكحل عرقٌ في الإبهام إذا انفجر مات الإنسان، أصيب به - رضي الله عنه - فدعا الله أن لا يُميته حتى يقر عينه في بني قريظة، وكانوا حُلفاء للأوس، وخانوا عهد النبي - عليه الصلاة والسلام- وصاروا مع الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما طُعنَ سعد قال: اللهم لا تُمتني حتى تقر عيني ببني قريظة، وكان من عُلُوِّ منزلته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُضربَ له خباء في المسجد- أي خيمة صغيرة- لأجل أن يعوده من قريب فكان يعوده من قريب.
ولما حصلت غزوة بني قريظة ورضوا أن يحكم فيهم سعد بن معاذ، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يحضر سعد إلى بني قريظة، فجاء راكبا على حمار؛ لأنه قد أنهكه الجرح، فلما أقبل قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((قوموا إلى سيدكم)) فقاموا فأنزلوه، فقال النبي- عليه الصلاة والسلام - له: إن هؤلاء - يعني اليهود- من بني قريظة حكَّموك.فقال رضي الله عنه: حكمي نافذٌ فيهم؟
قال نعم! وأقَرُّوا هم به، وقالوا: نعم حكمك نافذ، قال: وفيمن ها هنا - يشير إلى الرسول- عليه الصلاة والسلام- والصحابة - قالوا: نعم، فقال: أحكُم فيهم أن تقتل مقاتلهم، وتسبى ذريتهم ونساؤهم، وتغنم أموالهم، حكم صارم، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ((لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات)) رضي الله عنه.
فنفَّذ النبي صلى الله عليه وسلم حكمه، وقتل منهم سبعمائة رجل، وسبى نساءهم وذرياتهم، وغنم أموالهم.
الشاهد قوله: ((قوموا إلى سيدكم)) هذا فعل أمر، ولما دخل كعب ابن مالك المسجد قام إليه طلحة بن عبيد الله والنبي صلى الله عليه وسلم يشاهد ولم ينكر عليه.
ولما قدم وفد ثقيف إلى الرسول- عليه الصلاة والسلام- بالجعرانةِ بعد الغزوة قام لهم- أو قام إليهم - عليه الصلاة والسلام، فالقيام إلى الرجل لا بأس به.
الثاني: القيام للرجل: وهذا أيضا لا بأس به، لاسيما إذا اعتاد الناس ذلك وصار الداخل إذا لم تقم له يعد ذلك امتهاناً له، فإن ذلك لا بأس به، وإن كان الأولى تركه كما في السنة، لكن إذا عتاده الناس فلا حرج فيه.
الثالث: القيام عليه: كأن يكون جالساً، ويقوم واحد على رأسه تعظيما له، فهذا منهي عنه.
قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يُعظِّم بعضهم بعضا))(92).
حتى إنه في الصلاة إذا صار الإمام لا يستطيع القيام وصلى جالسا فإن المأموين يصلُّون جلوسا، ولو كانوا يقدرون على القيام، لئلا يشبهوا الأعاجم الذين يقومون على ملوكهم))(93).
فالقيام على الرجل منهي عنه، اللهم إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، كأن يخاف على الرجل أن يعتدي عليه أحد فلا بأس أن يقوم عليه القائم، وكذلك إذا قام عليه الرجل إكراماً له في حال يقصد إكرامه وإهانة العدو، مثل ما حصل من المغيرة بن شعبة- رضي الله عنه- في صلح الحديبية حينما كانت قريش تراسل النبي صلى الله عليه وسلم للمفاوضة فيما بينهم، كان المغيرة بن شعبة- رضي الله عنه- واقفا على رأس رسول الله وبيده السيف تعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإهانة لرسل الكفار الذين يأتون للمفاوضة.
وفي هذا دليل على أنه ينبغي لنا- نحن المسلمين- أن نغيظ الكفار بالقول وبالفعل؛ لأنّا هكذا أمرنا، قال الله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة:73] ، وقال الله تعالى: ﴿وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ﴾ [التوبة:20] ، ومن المؤسف أن منّا من يُدخل عليهم السرور والفرح، وربما يشاركهم في أعيادهم الكفرية التي لا يرضاها الله بل يسخط عليها، والتي يخشى أن ينزل العذاب عليهم وهم يلعبون بهذه الأعياد. يوجد من الناس - والعياذ بالله من لا قَدْر للدين عنده، كما قال ابن القيم-رحمه الله- في كتابه ((أحكام أهل الذمة)): ((من ليس عنده قدر للدين يشاركهم في الأعياد ويهنئهم)). وكيف يدخل السرور على أعداء الله وأعدائك؟! أدخل عليهم ما يحزنهم ويغيظهم ويدخل عليهم أشد ما يكون من الضيق، هكذا أمرنا؛ لأنهم أعداء لنا وأعداء لله ولدينه وللملائكة والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
المهم أن المغيرة بن شعبة وقف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده السيف تعظيماً له حتى إنه في أثناء تلك المراسلة فعل الصحابة شيئا لا يفعلونه في العادة، كان عليه الصلاة والسلام إذا تنخّم تلقَّوا نُخامته بأيديهم بالراحة، ثم يمسحون بها وجوههم وصدوره مع إنهم ما كانوا يفعلون هذا، لكن لأجل إذا ذهب رسول الكفار بيَّن لهم حال الصحابة- رضي الله عنهم- مع نبيهم عليه الصلاة والسلام.
ولذلك لما رجع رسول قريش إلى قريش قال:والله لقد دخلت على الملوك وكسرى وقيصر والنجاشي فلم أرَ أحداً يعظمه أصحابه مثلما يعظم أصحاب محمد محمداً، رضي الله عنهم وأرضاهم، وجزاهم الله عنا خيراً.
المهم أن القيام على الرجل إذا كان المقصود به حفظ الرجل، أو كان المقصود به إغاظة العدو، فإن هذا لا بأس به ولا حرج فيه وإلا فهو منهي عنه.
ثالثاً: أن من أنعم الله عليه بنعمة فإن من السنة أن يتصَّدق بشيء من ماله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقرَّ كعب بن مالك على أن يتصدق بشيء من ماله توبة إلى الله عز وجل لما حصل له من الأمر العظيم الذي كان فخراً له إلى يوم القيامة.
ثم ذكر كعب بن مالك أن من توبته أن لا يحدث بحديث كذب بعد إذ نجاه الله تعالى بالصدق، ومازال كذلك ما حدَّث بحديث كذب أبداً بعد أن تاب الله عليه، فكان - رضي الله عنه- مَضرَبَ المثل في الصدق، حتى إن الله أنزل فيه وفي صاحبيه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة:119] ، أنزل الله تعالى الآيات في بيان منَّتِه عليهم بالتوبة من قوله تعالي: ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ﴾ [التوبة:117] ، ففي هذه الآية أكَّدَ الله سبحانه وتعالى توبته على النبي والمهاجرين والأنصار ، أكدها بقوله: ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّه﴾.
فأما النبي فهو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأما المهاجرون فهم الذين هاجروا من بلادهم من مكة إلى المدينة، هاجروا إلى الله، فجمعوا في ذلك بين الهجرة ومفارقة الوطن ومفارقة الديار وبين نُصرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم إنما هاجروا إلى الله ورسوله، فالمهاجرون جمعوا بين الهجرة والنصرة.
أما الأنصار فهم الذين تبوَّأوا الدار والإيمان من قبلهم، أهل المدينة- رضي الله عنهم- الذين آوَوا النبي صلى الله عليه وسلم ونصروه ومنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم. وقدَّم الله المهاجرين لأنهم أفضل من الأنصار، لجمعهم بين الهجرة والنصرة.
وقوله ﴿الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ﴾وذلك في الخروج معه إلى غزوة تبوك، إلى بلاد بعيدة، والناس في أشد ما يكونون من الحر، والناس في أطيب ما يكونون لو بقوا في ديارهم، لأن الوقت وقت قيظ، والوقت وقت طيب الثمار وحسن الظلال، ولكنهم - رضي الله عنهم- خرجوا في هذه الساعة الحَرِجَة في ساعة العسرة﴿مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ﴾ فإن بعضهم كاد أن يتخلف بدون عذر فيزيغ قلبه، ولكن الله عز وجل مَنَّ عليهم بالاستقامة حتى خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم .
وقوله: ﴿ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ﴾ أكد ذلك مرَّة أخرى ﴿إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ شملهم بالرأفة والرحمة، والرأفة أرق من الرحمة؛ لأنها رحمة ألطف وأعظم من الرحمة العامة.
ثم قال: ﴿وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا﴾.
والثلاثة: هم كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، هؤلاء هم الثلاثة الذين خلفوا رضي الله عنهم، وخُلِّفوا : أي خُلِّفَ البتُّ في أمرهم، وليس المراد تخلَّفوا عن الغزوة، بل خلفهم الرسول- عليه الصلاة والسلام- لكي ينظر في أمرهم ماذا يكون حكم الله تعالى فيهم.
وقوله: ﴿حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ﴾ ضاقت عليهم الأرض مع سعتها، والرَّحْبُ هو السَّعة، والمعنى أن الأرض على سعتها ضاقت بهم. حتى قال كعب بن مالك: ((لقد تنكرت لي الأرض حتى قلت: لا أدري ، هل أنا في المدينة أو غيرها)) من شدة الضيق عليهم، رضي الله عنهم.
﴿وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُم﴾ نفس الإنسان ضاقت عليه فهي لا تتحمَّل أن تبقى ولكنهم صبروا- رضي الله عنهم- حتى فرَّجَ الله عليهم.
وقوله ﴿وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْه﴾ [التوبة: 118]، الظن هنا بمعنى اليقين،أي أيقنوا أنه لا ملجأ من الله، أي: أنه لا أحد ينفعهم، ولا ملجأ من الله إلا إلى الله، فالله بيده كل شي عز وجل.
وقوله: ﴿ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ تاب عليهم لينالوا مراتب التوبة التي لا ينالها إلا من وُفِّق، لا ينالها إلا أحباب الله، كما قال الله تعالى:﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222] .
أما أولئك الذين اعتذروا من المنافقين إلى الرسول- عليه الصلاة والسلام- واستغفر لهم ووَكَّلَ سرائرهم إلى الله، فإن الله أنزل فيهم شرَّ ما أنزل في بشر فقال: ﴿سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ﴾ فلا تلومونهم ﴿فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْس﴾ نعوذ بالله رجس، الخمر رجس، القذر الذي يخرج من دبر الإنسان رجس، روث الحمير رجس، هؤلاء مثلهم. ﴿وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [التوبة: 95] ، بئس المأوى والعياذ بالله، إنهم ينتقلون من الدنيا إلى جهنم، نسأل الله العافية، نار حامية تطَّلع على الأفئدة، مؤصدة عليهم في عَمَدٍ ممدَّدة.
﴿يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ﴾لأنكم لا تعلمون سرائرهم ولا يبدو لكم إلا الظواهر ﴿فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾ لو رضي الناس عنك كلهم والله لم يرض عنك فإنه لا ينفعك إلا رضا الله عز وجل؛ لأن الله إذا رضي عنك أرضى عنك الناس وأمَالَ قلوبهم إليك، كما جاء في الحديث : ((إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال: إني أحب فلاناً فأحبه)) يُعيَّن الله الرجل له فيحبه جبريل، ((ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض))(94) فيكون مقبولاً لدى أهل الأرض.
كما قال الله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً﴾ [مريم:96] .
لكن إذا التمس الإنسان رضا الناس بسخط الله فالأمر بالعكس، يسخط الله عليه ويسخط عليه الناس.
ولهذا لما تولَّى معاوية- رضي الله عنه- الخلافة كتبت له عائشة - رضي الله عنها- قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكَلَهُ الله إلى الناس))(95) وما أكثر الذين يطلبون رضا الناس بسخط الخالق عز وجل- والعياذ بالله_.
هؤلاء هم في سَخَطِ الله ولو رضي عنهم الناس، فلا ينفعهم رضا الناس قال الله تعالى هنا: ﴿ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾ [التوبة:96]، حتى لو رضي عنهم النبي صلى الله عليه وسلم - أشرف الخلق - ما نفعهم؛ لأن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين.
وفي هذه الآية تحذير من الفسق، وهو ارتكاب المعاصي التي أعظمها الكفر، وكل فسق فإنه ينقص من رضا الله عن الإنسان بحسبه،لأن الحكم المعلق بالوصف يزداد بزيادته وينقص بنقصانه، ويقوي بقوَّته ويضعف بضعفه. والفسق سبب من أسباب عدم رضا الله ﴿فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾ والفسق أنواع كثيرة ومراتب عظيمة. فعقوق الوالدين من الفسوق ، وقطيعة الرحم من الفسوق ، وغشُّ الناس من الفسوق ، والغدر بالعهد من الفسوق، والكذب من الفسوق، فكل معصية من الفسوق.
لكن صغائر الذنوب تكفرها حسنات الأعمال إذا أصلح الإنسان الحسنات، كما قال الله
تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً﴾ [الإسراء:78] .
وقال عز وجل:﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾[هود: 114]، فإذا فعل الإنسان حسنة أذهبت السيئة إذا كانت صغيرة، أما الكبائر فلا ينفع فيها إلا التوبة.
على كل حال: الفسق من أسباب انتفاء رضا الله عن العبد، والطاعة من أسباب الرضا، فالتزم طاعة الله إن كنت تريد رضاه، وإن كنت تريد رضا الناس فأرضِ الله، إذا رضيَ الله عنك كفاك مؤنة الناس وأرضى الناس عنك، وإن أسخطت الله برضا الناس فأبشر بسخط الناس مع سخط الله، والعياذ بالله.
وذكر- رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة في يوم الخميس، وكان يحب أن يخرج في يوم الخميس، ولكن ذلك ليس بدائم، أحياناً يخرج يوم السبت، كما خرج في آخر سفرةٍ سافرها في حجة الوداع، وربما يخرج في أيام أُخر، لكن غالب ما يخرج فيه هو يوم الخميس.
وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد إلى المدينة ضُحَىً، وأنه دخل المسجد فصلَّى فيه ركعتين، وكان هذا من سنته صلى الله عليه وسلم أنه إذا قدم بلده لم يبدأ بشيء قبل المسجد.
وهاتان الركعتان تشمل كل الوقت، حتى أوقات النهي؛ لأنها صلاة سببيَّة، فليس عنها نهي، في أي وقت وجد سببها حل فعلها.
فينبغي إذا قدم الإنسان إلى بلده أن يبدأ قبل كل شي بالمسجد. وقد تقدم ذكرُ ذلك.



(82) أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر، رقم (1370)، وكتاب المغازى، باب قتل أبي جهل، رقم (3976،3979،3980،3981) ، ومسلم كتاب الجنة، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه ، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه، رقم (3873،2874،2875).
(83) أخرجه البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الفتح، رقم ( 4274)، ومسلم كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب ابن أبي بلتعة، رقم (2494).
(84) أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، باب زيارة القبور ، رقم (1283) ، ومسلم، كتاب الجنائز، باب في الصبر على المصيبة عند أول الصدمة، رقم (926).
(85) أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول...، رقم (438).
(86) أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب الصدقة من كسب طيب، رقم (1410) ، ومسلم، كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب وتربيتها، رقم (1014).
(87) أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب طيب الكلام، رقم ( 6023)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة، رقم (1016).
(88) أخرجه البخاري، كتاب البيوع، باب شراء الدواب والحمير، رقم ( 2097) ، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب الركعتين في المسجد لمن قدم من سفر أول قدومه، رقم (715).
(89) تقدم تخريجه ص (16) .
(90) أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب في قيام الرجل للرجل، رقم (5229)، والترمذي، كتاب الأدب، باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل، رقم (2755)، وقال: حديث حسن. وأحمد في المسند (4/93، 100) . وصححه الألباني وهو في صحيح الأدب المفرد للإمام البخاري رقم (748).
(91) أخرجه البخاري، كتاب المغازي، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة، رقم (4121)، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب جواز قتال من نقض العهد، رقم (1768).
(92) أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب في قيام الرجل للرجل ، رقم (5230)، وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم (3836)، والإمام أحمد في المسند(5/253). وهذا الحديث حسنه الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب (3/431).
(93) إشارة إلى حديث جابر رضي الله عنه قال: اشتكى رسول الله فصلينا وراءه وهو قاعد، وأبو بكر يُسمع الناس تكبيره، فالتفت إلينا فرآنا قياماً، فأشار إلينا فقعدنا فصلينا قعوداً، فلما سلَّم قال: ((إن كدتم آنفاً لتفعلون فعل فارس والروم ، يقومون على ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا..)) أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب ائتمام المأموم بالإمام ، رقم (413).
(94) أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة صلوات الله عليهم، رقم (3209)، ومسلم، كتاب البر والصلة ، باب إذا أحب الله عبدا حببه لعباده، رقم (2637).
(95) أخرجه الترمذي ، كتاب الزهد، باب منه، رقم ( 2414)، وصححه الألباني في السلسة الصحيحة رقم ( 2311).

عدد المشاهدات *:
419335
عدد مرات التنزيل *:
177190
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 21 ماي 2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 11/04/2015

شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمهم الله تعالى

روابط تنزيل : شرح حديث الثلاثة الذين خلفوا ـ 2 ـ
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا لتنزيل البرنامج / المادةاضغط هنا لتنزيل  شرح حديث الثلاثة الذين خلفوا ـ 2 ـ
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  شرح حديث الثلاثة الذين خلفوا ـ 2 ـ لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
برنامج تلاوة القرآن الكريم
شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمهم الله تعالى


@designer
1