اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الخميس 18 رمضان 1445 هجرية
??? ?????????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ??? ???????? ???? ??? ???? ????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ???????? ??????? ?? ?????? ? ??????????? ????????? ? ??? ?????? ?????? ? ? ??? ??????? ?? ????? ? ???????? ?????? ? ???????? ????? ?? ????? ????? ? ?? ????????? ??????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

بسم

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :

7 : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَوْفٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ قَالَ: "كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّا أَسْرَيْنَا حَتَّى كُنَّا فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَقَعْنَا وَقْعَةً وَلاَ وَقْعَةَ أَحْلَى عِنْدَ الْمُسَافِرِ مِنْهَا فَمَا أَيْقَظَنَا إِلاَّ حَرُّ الشَّمْسِ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ اسْتَيْقَظَ فُلاَنٌ ثُمَّ فُلاَنٌ ثُمَّ فُلاَنٌ يُسَمِّيهِمْ أَبُو رَجَاءٍ فَنَسِيَ عَوْفٌ ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الرَّابِعُ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ لَمْ يُوقَظْ حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَسْتَيْقِظُ لِأَنَّا لاَ نَدْرِي مَا يَحْدُثُ لَهُ فِي نَوْمِهِ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ عُمَرُ وَرَأَى مَا أَصَابَ النَّاسَ وَكَانَ رَجُلًا جَلِيدًا فَكَبَّرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ بِصَوْتِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ شَكَوْا إِلَيْهِ الَّذِي أَصَابَهُمْ قَالَ "لاَ ضَيْرَ" أَوْ لاَ يَضِيرُ ارْتَحِلُوا فَارْتَحَلَ فَسَارَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ نَزَلَ فَدَعَا بِالْوَضُوءِ فَتَوَضَّأَ وَنُودِيَ بِالصَّلاَةِ فَصَلَّى بِالنَّاس فَلَمَّا انْفَتَلَ مِنْ صَلاَتِهِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مُعْتَزِلٍ لَمْ يُصَلِّ مَعَ الْقَوْمِ قَالَ "مَا مَنَعَكَ يَا فُلاَنُ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ الْقَوْمِ" قَالَ أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ وَلاَ مَاءَ قَالَ "عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ فَإِنَّهُ يَكْفِيكَ" ثُمَّ سَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَكَى إِلَيْهِ النَّاسُ مِنْ الْعَطَشِ فَنَزَلَ فَدَعَا فُلاَنًا كَانَ يُسَمِّيهِ أَبُو رَجَاءٍ نَسِيَهُ عَوْفٌ وَدَعَا عَلِيًّا فَقَالَ: اذْهَبَا فَابْتَغِيَا الْمَاءَ فَانْطَلَقَا فَتَلَقَّيَا امْرَأَةً بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ أَوْ سَطِيحَتَيْنِ مِنْ مَاءٍ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا فَقَالاَ لَهَا أَيْنَ الْمَاءُ قَالَتْ عَهْدِي بِالْمَاءِ أَمْسِ هَذِهِ السَّاعَةَ وَنَفَرُنَا خُلُوفًا قَالاَ لَهَا انْطَلِقِي إِذًا قَالَتْ إِلَى أَيْنَ قَالاَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الصَّابِئُ قَالاَ هُوَ الَّذِي تَعْنِينَ فَانْطَلِقِي فَجَاءَا بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثَاهُ الْحَدِيثَ قَالَ فَاسْتَنْزَلُوهَا عَنْ بَعِيرِهَا وَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنَاءٍ فَفَرَّغَ فِيهِ مِنْ أَفْوَاهِ الْمَزَادَتَيْنِ أَوْ سَطِيحَتَيْنِ وَأَوْكَأَ أَفْوَاهَهُمَا وَأَطْلَقَ الْعَزَالِيَ وَنُودِيَ فِي النَّاسِ اسْقُوا وَاسْتَقُوا فَسَقَى مَنْ شَاءَ وَاسْتَقَى مَنْ شَاءَ وَكَانَ آخِرُ ذَاكَ أَنْ أَعْطَى الَّذِي أَصَابَتْهُ الْجَنَابَةُ إِنَاءً مِنْ مَاءٍ قَالَ اذْهَبْ فَأَفْرِغْهُ عَلَيْكَ وَهِيَ قَائِمَةٌ تَنْظُرُ إِلَى مَا يُفْعَلُ بِمَائِهَا وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ أُقْلِعَ عَنْهَا وَإِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْنَا أَنَّهَا أَشَدُّ مِلْأَةً مِنْهَا حِينَ ابْتَدَأَ فِيهَا فَقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اجْمَعُوا لَهَا" فَجَمَعُوا لَهَا مِنْ بَيْنِ عَجْوَةٍ وَدَقِيقَةٍ وَسَوِيقَةٍ حَتَّى جَمَعُوا لَهَا طَعَامًا فَجَعَلُوهَا فِي ثَوْبٍ وَحَمَلُوهَا عَلَى بَعِيرِهَا وَوَضَعُوا الثَّوْبَ بَيْنَ يَدَيْهَا قَالَ لَهَا تَعْلَمِينَ مَا رَزِئْنَا مِنْ مَائِكِ شَيْئًا وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي أَسْقَانَا فَأَتَتْ أَهْلَهَا وَقَدْ احْتَبَسَتْ عَنْهُمْ قَالُوا مَا حَبَسَكِ يَا فُلاَنَةُ قَالَتْ الْعَجَبُ لَقِيَنِي رَجُلاَنِ فَذَهَبَا بِي إِلَى هَذَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ الصَّابِئُ فَفَعَلَ كَذَا وَكَذَا فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لاَسْحَرُ النَّاسِ مِنْ بَيْنِ هَذِهِ وَهَذِهِ وَقَالَتْ بِإِصْبَعَيْهَا الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةِ فَرَفَعَتْهُمَا إِلَى السَّمَاءِ تَعْنِي السَّمَاءَ وَالأَرْضَ أَوْ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ حَقًّا فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ ذَلِكَ يُغِيرُونَ عَلَى مَنْ حَوْلَهَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَلاَ يُصِيبُونَ الصِّرْمَ الَّذِي هِيَ مِنْهُ فَقَالَتْ يَوْمًا لِقَوْمِهَا مَا أُرَى أَنَّ هَؤُلاَءِ الْقَوْمَ يَدْعُونَكُمْ عَمْدًا فَهَلْ لَكُمْ فِي الإِسْلاَمِ فَأَطَاعُوهَا فَدَخَلُوا فِي الإِسْلاَمِ". قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: صَبَأَ خَرَجَ مِنْ دِينٍ إِلَى غَيْرِهِ وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: "الصَّابِئِينَ- وفي نسخة الصابئون- فِرْقَةٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ يَقْرَءُونَ الزَّبُورَ".

Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمهم الله تعالى
المجلد الأول
الإخلاص وإحضار النية
بابُ المراقَبة
أركان الإيمان : الإيمان بالله تعالى
شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمهم الله تعالى

و قوله: ((أخبرني عن الإيمان)) الإيمان محله القلب، الإسلام محله الجوارح و لهذا نقول: الإسلام عمل ظاهري و الإيمان أمر باطني، فهو في القلب. فالإيمان: هو اعتقاد الإنسان للشيء اعتقادا جازما به لا يتطرق إليه الشك و لا الاحتمال، بل يؤمن به كما يؤمن بالشمس في رابعة النهار لا يُمترى فيه ، فهو إقرار جازم لا يلحقه شك موجب لقبول ما جاء في شرع الله، و الإذعان له إذعانا تاما. فقال له: ((الإيمان أن تؤمن بالله، و ملائكته، و كتبه، و رسله، و اليوم الآخر، و تؤمن بالقدر خيره و شره)) هذه ستة أركان هي أركان الإيمان: قوله: ((أن تؤمن بالله)) : أي : تؤمن بأن الله سبحانه موجود ، حي، عليم، قادر، وأنه سبحانه وتعالى رب العالمين، لا رب سواه، و أن له الملك المطلق، و له الحمد المطلق، و إليه يرجع الأمر كله، و أنه سبحانه هو المستحق للعبادة لا يستحقها أحد سواه، سبحانه و تعالى ، و أنه هو الذي عليه التُّكلان، و منه النصر و التوفيق، و أنه متصف بكل صفات الكمال على وجه لا يماثل صفات المخلوقين، لأنه سبحانه و تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] . إذاً تؤمن بوجود الله، و بربوبيته وألوهيته، و أسمائه و صفاته، لا بد من هذا، فمن أنكر وجود الله فهو كافر، - العياذ بالله- مخلد في النار، و من تردد في ذلك أو شك فهو كافر، لأنه لا بد في الإيمان من الجزم بأن الله حي، عليم، قادر، موجود. و من شك في ربو بيته فإنه كافر. و من أشرك معه أحد في ربو بيته فهو كافر، فمن قال إن الأولياء يدبِّرون الكون و لهم تصرف في الكون فدعاهم و استغاث بهم و استنصر بهم فإنه كافر و العياذ بالله، لأنه لم يؤمن بالله. و من صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله فهو كافر، لأنه لم يؤمن بانفراده بالألوهية . فمن سجد للشمس أو القمر، أو للشجر، أو للنهر، أو للبحر، أو للجبال، أو للملك، أو لنبي من الأنبياء، أو لولي من الأولياء، فهو كافر كفرا مخرجا عن الملة ، لأنه أشرك بالله معه غيره. و كذلك من أنكر على وجه التكذيب شيئا مما وصف الله به نفسه فإنه كافر، لأنه مكذب لله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم . فإذا أنكر صفة من صفات الله على وجه التكذيب فهو كافر، لتكذيبه لما جاء في الكتاب و السنة. فإذا قال مثلا: إن الله لم يستوِ على العرش و لا ينزل إلى السماء الدنيا فهو كافر. و إذا أنكرها على وجه التأويل فإنه يُنظر: هل تأويله سائغ يمكن أن يكون محل للاجتهاد أو لا ، فإن كان سائغا فإنه لا يكفر، لكنه يفسق ، لخروجه عن منهج أهل السنة و الجماعة. و أما إذا كان ليس له مسوِّغ، فإن إنكار التأويل الذي لا مسوغ له كإنكار التكذيب ، فيكون أيضا كافرا- و العياذ بالله-. و إذا آمنت بالله على الوجه الصحيح، فإنك سوف تقوم بطاعته ممتثلا أمره مجتنبا نهيه، لأن الذي يؤمن بالله على الوجه الصحيح، لابد أن يقع في قلبه تعظيم الله على الإطلاق، ولابد أن يقع في قلبه محبة الله على الإطلاق، فإذا أحبَّ الله حبا مطلقا لا يساويه أي حب، وإذا عظَّم تعظيما مطلقا لا يساويه أي تعظيم، فإنه بذلك يقوم بأوامر الله وينتهي عما نهى الله عنه. كذلك يجب عليك- من جملة الإيمان بالله- أن تؤمن بأن الله فوق كل شئ، على عرشه استوى، والعرش فوق المخلوقات كلها، وهو أعظم المخلوقات التي نعلمها، لأنه جاء في الأثر: ((إن السماوات السبع والأرضين السبع بالنسبة للكرسي كحلقة أُلقيت في فلاة من الأرض)) (263) . السموات السبع على سعتها والأرضين السبع بالنسبة للكرسي كحلقة بالنسبة للأرض. ألقِ حلقة من حلق المغفر في فلاة من الأرض وانظر نسبة هذه الحلقة بالنسبة للفلاة ماذا تكون؟ لا شئ! ما هذه الحلقة بالنسبة للفلاة؟ ليست بشيء. وفي بقية الأثر: ((وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة)). إذاً الكرسي بالنسبة للعرش كحلقة أُلقيت في فلاة من الأرض. فانظر إلى عظم هذا العرش، ولهذا وصفه الله بالعظيم، كما قال: ﴿رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ [التوبة:129]، وقال:﴿ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ﴾ [البروج:15]، فوصفه الله بالمجد والعظمة، وكذلك بالكرم. فهذا العرش استوى الله تعالى فوقه، فالله فوق العرش، والعرش فوق جميع المخلوقات، والكرسي- وهو صغير بالنسبة للعرش- وسع السماوات والأرض، كما قال تعالى:﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ﴾[البقرة:255]، فيجب عليك أن تؤمن بأن الله تعالى فوق كل شئ، وأن جميع الأشياء ليست بالنسبة إلى الله شيئا، فالله تعالى أعظمُ وأجلُّ من أن يحيط به العقل أو الفكر، بل حتى البصر إذا رأى الله- والله سبحانه وتعالى يراه المؤمنون في الجنة- لا يمكن أن يدركوه أو يحيطوا به، كما قال الله: ﴿لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ﴾ [الأنعام:103] ، فشأن الله أعظمُ شأنٍ وأجلُّ شأن، فلا بد أن تؤمن بالله- سبحانه وتعالى- على هذا الوجه العظيم حتى يوجب لك أن تعبده حق عبادته. ومن الإيمان بالله: أن تؤمن بأن الله تعالى قد أحاط بكل شي علما، وأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ويعلم ما في السماوات وما في الأرض من قليل وكثير، وجليل ودقيق ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ﴾ [آل عمران:5]. وكذلك تؤمن بأن الله تعالى على كل شئ قدير، وأنه إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، مهما كان هذا الأمر. وانظر إلى بعث الناس وخَلْقِ الناس، الناس ملايين لا يحصيهم إلا الله- عز وجل- وقد قال تعالى: ﴿مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ [لقمان:28] ،كل الخلائق خلقهم وبعثهم كنفس واحدة. وقال الله عز وجل في البعث: ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ﴾[النازعـات:14،13]، وترى شيئا من آيات الله في حياتك اليومية، فأن الإنسان إذا نام فقد توفاه الله، كما قال الله تعالى:﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ﴾ [الأنعام:60]، لكنها ليست وفاة تامة تفارق فيه الروح الجسد مفارقة تامة، لكن مفارقة لها نوع اتصالٍ بالبدن، ثم يبعث الله النائم من نومه فيحس بأنه قد حيي حياة جديدة، وكان أثر هذا يظهر قبل أن توجد هذه الأنوار الكهربائية، لما كان الناس إذا غشيهم الليل أحسُّوا بالظلمة وأحسوا بالوحشة وأحسوا بالسكون، فإذا انبلج الصبح أحسوا بالأسفار، والنور والانشراح، فيجدون لذة لإدبار الليل وإقبال النهار. أما اليوم فقد أصبحت الليالي كأنها النهار، فلا نجد اللذة التي كنا نجدها من قبل، ولكن مع ذلك يحس الإنسان بأنه إذا استيقظ من نومه فكأنما استيقظ إلى حياة جديدة، وهذه من رحمة الله وحكمته. وكذلك نؤمن بأن الله سميع بصير، يسمع كل ما نقول وإن كان خفيا، قال الله تبارك وتعالى: ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾ [الزخرف:80]، وقال الله عز وجل: ﴿يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾[طـه:7]، أي: أخفى من السر، وهو ما يُكِنُّه الإنسان في نفسه، كما قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ﴾[ق:16]، أي: ما تُحَدِّثُ به نفسه يعلمه الله وإن كان لم يظهر للعباد. وهو- عز وجل- بصير،يبصر دبيب النمل الأسود على الصخرة السوداء في ظلمة الليل، لا يخفى عليه. فإذا آمنت بعلم الله، وقُدرته، وسمعه، وبصره، أوجب لك ذلك أن تراعي ربك- عز وجل- وأن لا تُسمعه إلا ما يرضى به، وأن لا تفعل إلا ما يرضى به، لأنك إن تكلَّمت سمعك، وإن فعلت رآك الله، فأنت تخشى ربك، وتخاف من ربك أن يراك حيث نهاك، أو يفقدك حيث أمرك، وكذلك تخشى من ربك أن تسمعه ما لا يرضاه، وأن تسكت عما أمرك به، كذلك إذا آمنت بتمام قدرة الله فإنك تسأله كلَّ ما تريده مما لا يكون فيه اعتداء في الدعاء. ولا تقل إن هذا بعيد، وان هذا شي لا يمكن! كل شي ممكن على قدرة الله. فها هو موسى- عليه الصلاة والسلام- لما وصل إلى البحر الأحمر هاربا من فرعون وقومه، أمره الله أن يضرب البحر بعصاه، فَضَرَبَهُ، فانفلق اثني عشر طريقا، كان الماء بين هذه الطرق كالجبال. وفي لحظة يبسَ البحر وصاروا يمشون عليه كأنما يمشون على صحراء لم يصبْها الماء أبدا بقدرة الله سبحانه وتعالى. ويذكر أن سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه- لما كان يفتح بلاد فارس ووصل إلى دجلة- النهر المعروف في العراق- عَبَرَ الفرس النهر مشرقين وكسروا الجسور وأغرقوا السفن لئلا يعبر إليهم المسلمون، فاستشار- رضي الله عنه- الصحابة، وفي النهاية قرَّروا أن يعبروا النهر، فعبروا النهر يمشون على سطح الماء بخيلهم وإبلهم ورجلهم لم يمسهم سوء! فمن الذي أمسك هذا النهر حتى صار كالصفاء، كالحجر يسير عليه الجند من غير أن يغرقوا؟ إنه هو الله- عز وجل- الذي على كل شئ قدير. وكذلك جرى للعلاء بن الحضرمي - رضي الله عنه- حينما غزا البحرين واعترض لهم البحر، دعا الله- سبحانه وتعالى- فعبروا على سطح الماء من غير أن يَمَسَّهم سوء. وآيات الله كثيرة، فكل ما أخبر الله به في كتابه أو أخبر به رسوله- عليه الصلاة والسلام- أو شاهده الناس من خوارق العادات فإن الإيمان به من الإيمان بالله، لأنه إيمان بقدرة الله سبحانه وتعالى. ومن الإيمان بالله- سبحانه وتعالى- أن تعلم أنه يراك، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. وهذه مسألة يغفل عنها كثير من الناس، تجده يتعبد لله وكأن العبادة أمر عادي يفعله على سبيل العادة، لا يفعلها كأنه يُشاهدُ ربه عز وجل، وهذا نقص في الإيمان ونقص في العمل. ومن الإيمان بالله:أن تؤمن بأن الحكم لله العلي الكبير! الحكم الكوني والشرعي كله لله لا حاكم إلا الله- سبحانه وتعالى- وبيده كل شئ، كما قال الله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران:26]. فكم من مَلِكٍ سُلبَ ملكه بين عشيَّةٍ وضحاها، وكم من إنسان عادي صار ملكا بين عشية وضحاها، لأن الأمر بيد الله. وكم من إنسان عزيز يرى أنه غالب لكل أحد، فيكون أذل عباد الله بين عشية وضحاها! وكم من إنسان ذليل يكون عزيزا بين عشية وضحاها، لأن الملْكَ والحكم لله سبحانه وتعالى. وكذلك الحكم الشرعي لله، ليس لأحد، فالله تعالى هو الذي يحلل ويحرم ويوجب، وليس أحد من الخلق له الفصل في ذلك. فالإيجاب والتحليل والتحريم لله، ولهذا نهى الله عباده أن يصفوا شيئا بالحلال والحرام بدون إذن، فقال الله تبارك وتعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النحل:117،116] . فالحاصل أن الإيمان بالله بابه واسع جدا، ولو ذهب الإنسان يتكلم عليه لبقي أياما كثيرة، ولكن الإشارة تُغني عن طويل العبارة.


(263) تقدم تخريجه ص (330) .

عدد المشاهدات *:
404366
عدد مرات التنزيل *:
175458
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 21 ماي 2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 12/04/2015

شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمهم الله تعالى

روابط تنزيل : أركان الإيمان : الإيمان بالله تعالى
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا لتنزيل البرنامج / المادةاضغط هنا لتنزيل  أركان الإيمان : الإيمان بالله  تعالى
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  أركان الإيمان : الإيمان بالله  تعالى لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمهم الله تعالى


@designer
1