قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما رواه عن أبي جحيفة وهب بن عبد الله ، أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين سلمان وأبي الدرداء رضي الله عنهما جميعاً ، آخى بينهما : أي عقد بينهما عقد أخوة ، وذلك أن المهاجرين حين قدموا المدينة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم وبين الأنصار ، الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم ، فكان المهاجرون في هذا العقد للأنصار بمنزلة الأخوة ، حتى إنهم كانوا يتوارثون بهذا العقد ، حتى أنزل الله عز وجل : ( وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ) (الأنفال:75) .
فجاء سلمان ذات يوم ودخل على دار أخيه أبي الدرداء رضي الله عنه ، فوجد امرأته أن الدرداء متبذلة ، يعني ليست عليها ثياب المرأة ذات الزوج ، بل عليها ثياب ليست جميلة ، فقال لها : ما شأنك ؟ قالت : إن أخاك أبا الدرداء ليس له شيء من الدنيا ، يعني أنه معرض عن الدنيا ، وعن الأهل ، وعن الأكل ، وعن كل شيء .
ثم إن أبا الدرداء لما جاء صنع لسلمان طعاماً ، فقدمه إليه وقال : كل فإني صائم ، فقال له : كل وأفطر ولا تصم ، لأنه علم من حاله بواسطة كلام زوجته أنه يصوم دائماً ، وأنه معرض عن الدنيا وعن الأكل وغيره ، فأكل ثم نام ، فقام ليصلي ، فقال له سلمان : نم ، فنام ، ثم قام ليصلي ، فقال : نم ولما كان آخر الليل قام سلمان ـ رضي الله عنه ـ وصليا جميعاً .
وقوله صليا جميعاً : ظاهره أنهما صليا جماعة ، ويحتمل أنهما صليا جميعاً في الزمن وكل يصلي وحده . وهذه المسألة ـ أعني الصلاة جماعة في صلاة الليل ـ جائزة، لكن لا تفعل دائماً ، وإنما تفعل أحياناً ، فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل جماعة مع ابن عباس رضي الله عنهما ، ومع حذيفة بن اليمان ، ومع عبد الله بن مسعود ، ولكن العلماء يقولون : إن هذا يفعل أحياناً لا دائماً .
ثم قال له سلمان : ( إن لنفسك عليك حقاً، وأن لأهلك عليك حقاً ، وإن لربك عليك حقاً ، فأعط كل ذي حق حقه ) وهذا القول الذي قاله سلمان هو القول الذي قاله النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ لعمر بن العاص رضي الله عنهما .
ففي هذا دليل على أن الإنسان لا ينبغي له أن يكلف نفسه بالصيام والقيام ، وإنما يصلي ويقوم على وجه يحصل به الخير ، ويزول به التعب والمشقة والعناء . والله الموفق .
(187) أخرجه البخاري ، كتاب الصوم ، باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع ...، رقم (1968) .
فجاء سلمان ذات يوم ودخل على دار أخيه أبي الدرداء رضي الله عنه ، فوجد امرأته أن الدرداء متبذلة ، يعني ليست عليها ثياب المرأة ذات الزوج ، بل عليها ثياب ليست جميلة ، فقال لها : ما شأنك ؟ قالت : إن أخاك أبا الدرداء ليس له شيء من الدنيا ، يعني أنه معرض عن الدنيا ، وعن الأهل ، وعن الأكل ، وعن كل شيء .
ثم إن أبا الدرداء لما جاء صنع لسلمان طعاماً ، فقدمه إليه وقال : كل فإني صائم ، فقال له : كل وأفطر ولا تصم ، لأنه علم من حاله بواسطة كلام زوجته أنه يصوم دائماً ، وأنه معرض عن الدنيا وعن الأكل وغيره ، فأكل ثم نام ، فقام ليصلي ، فقال له سلمان : نم ، فنام ، ثم قام ليصلي ، فقال : نم ولما كان آخر الليل قام سلمان ـ رضي الله عنه ـ وصليا جميعاً .
وقوله صليا جميعاً : ظاهره أنهما صليا جماعة ، ويحتمل أنهما صليا جميعاً في الزمن وكل يصلي وحده . وهذه المسألة ـ أعني الصلاة جماعة في صلاة الليل ـ جائزة، لكن لا تفعل دائماً ، وإنما تفعل أحياناً ، فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل جماعة مع ابن عباس رضي الله عنهما ، ومع حذيفة بن اليمان ، ومع عبد الله بن مسعود ، ولكن العلماء يقولون : إن هذا يفعل أحياناً لا دائماً .
ثم قال له سلمان : ( إن لنفسك عليك حقاً، وأن لأهلك عليك حقاً ، وإن لربك عليك حقاً ، فأعط كل ذي حق حقه ) وهذا القول الذي قاله سلمان هو القول الذي قاله النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ لعمر بن العاص رضي الله عنهما .
ففي هذا دليل على أن الإنسان لا ينبغي له أن يكلف نفسه بالصيام والقيام ، وإنما يصلي ويقوم على وجه يحصل به الخير ، ويزول به التعب والمشقة والعناء . والله الموفق .
(187) أخرجه البخاري ، كتاب الصوم ، باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع ...، رقم (1968) .

305747

160536

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 21 ماي 2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 15/04/2015