هذه الأحاديث تتعلق بالباب الذي ذكره المؤلف ؛ من أنه ينبغي إكرام العلماء وتوقيرهم واحترامهم ومصاحبة أهل الخير والصلاح وزيارتهم ودعوتهم للزيارة وما أشبه ذلك.
ففي الحديث الأول عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أعرابياً قال : يا رسول الله ؛ متى الساعة ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( ماذا أعددت لها ؟ )) قال : حب الله ورسوله .
ففي هذا الحديث دليل على أنه ليس الشأن كل الشأن أن يسأل الإنسان متى يموت ؟ ولكن على أي حال يموت ؟ هل يموت على خاتمة ؟ أو على خاتمة سيئة ؟
ولهذا قال : (( ماذا أعددت لها ؟ )) يعني لا تسأل عنها فإنها ستأتي .
قال تعالى : ( يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ) [النازعـات:42] وقال تعالى : ( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً ) [الأحزاب:63] ، وقال تعالى : ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ) [الشورى: 17] .
لكن الشأن ماذا أعددت لها ؟ هل عملت ؟ هل أنبت إلى ربك؟ هل تبت من ذنبك ؟ هذا هو المهم .
وكذلك حديث ابن مسعود وما ذكره المؤلف بعد من فضل محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن الإنسان إذا أحب قوماً كان منهم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( المرء مع من أحب )) .
قال أنس : فما فرحنا بعد الإسلام بشيء فرحنا بهذا الحديث ، فأنا أحب الله ورسوله . أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحبا أبا بكر وعمر ، فالمرء مع من أحب ؛ لأنه إذا أحب قوماً فإنه يألفهم ، ويتقرب منهم ، ويتخلق بأخلاقهم ، ويقتدي بأفعالهم ، كما هي طبيعة البشر .
وأما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أراد أن يعتمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تنسنا من دعائك ـ أو ـ أشركنا في دعائك)) فهذا حديث ضعيف وإن صححه المؤلف ، فطريقة المؤلف رحمه الله له أنه يتساهل في الحكم على الحديث إذا كان في فضائل الأعمال .
وهذا وإن كان يصدر عن حسن نية ، لكن الواجب اتباع الحق ؛ فالصحيح صحيح ، والضعيف ضعيف ، وفضائل الأعمال تدرك بغير تصحيح الأحاديث الضعيفة .
نعم أمر النبي عليه الصلاة والسلام من رأى أويساً القرني أو القرني أن يطلب منه الدعاء . لكن هذا خاص به ؛ لأنه كان رجلاً باراً بأمه ، وأراد الله سبحانه وتعالى أن يرفع ذكره في هذه الدنيا قبل جزاء الآخرة .
ولهذا لم يأمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يطلب أحد من أحد أن يدعو له ، مع أن هناك من هو أفضل من أويس ؛ فأبو بكر أفضل من أويس بلا شك ، وغيره من الصحابة أفضل منه من حيث الصحبة ، وما أمر النبي عليه الصلاة والسلام أحداً أن يطلب الدعاء من أحد .
فالصواب أنه لا ينبغي أن يطلب أحد الدعاء من غيره ولو كان رجلاً صالحاً ، وذلك لأن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي خلفائه الراشدين ، أما إذا كان الدعاء عاماً ، يعني تريد أن تطلب من هذا الرجل الصالح أن يدعو بدعاء عام ، كأن تطلب منه أن يدعو الله تعالى بالغيث أو برفع الفتن عن الناس أو ما أشبه ذلك ، فلا بأس ؛ لأن هذا لمصلحة غيرك ، كما لو سألت المال للفقير ، فإنك لا تلام على هذا و لا تذم .
وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام فإن سؤال الصحابة له من خصوصياته ، يسألونه أن يدعو الله لهم ، كما قال الرجل حين حدث النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، فقام عكاشة ابن محصن قال : ادع الله أن يجعلني منهم. قال : (( أنت منهم )) ثم قال رجل آخر فقال صلى الله عليه وسلم : (( سبقك بها عكاشة )) (215) .
وكما قالت المرأة التي كانت تصرع ، حيث طلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها . فقال : ((إن شئت دعوت الله لك ، وإن شئت صبرت ولك الجنة )). فقالت: أصبر ولكن ادع الله ألا تنكشف عورتي(216) .
فالحاصل أن الرسول عليه الصلاة والسلام من خصوصياته أن يسأل الدعاء ، أما غيره فلا .
نعم لو أراد الإنسان أن يسأل من غيره الدعاء وقصده مصلحة الغير ، يعني يريد أن الله يثيب هذا الرجل على دعوته لأخيه ، أو أن الله تعالى يستجيب دعوته ؛ لأنه إذا دعا الإنسان لأخيه بظهر الغيب قال الملك : آمين ولك بمثله ، فالأعمال بالنيات . فهذا لم ينو ذلك لمصلحة نفسه خاصة ؛ بل لمصلحة نفسه ومصلحة أخيه الذي طلب منه الدعاء ، فالأعمال بالنيات .
أما المصلحة الخاصة فهذا كما قال الشافعي رحمه الله يدخل في المسألة المذمومة ، وقد بايع صلى الله عليه وسلم أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيئاً .
(204) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب ما جاء في قول الرجل : ويلك ، رقم ( 6167 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب المرء مع من أحب ، رقم ( 2639 ) .
(205) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب علامة حب الله ، رقم ( 6171 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب المرء مع أحب ، رقم ( 2639 ) [ 164 ] .
(206) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب من سمي بالأنبياء ، رقم ( 6169 ) ، ومسلم ، كتاب البر و الصلة ، رقم ( 2640 ) .
(207) رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب الأرواح جنود مجندة ، رقم ( 2638 ) .
(208) رواه البخاري ، كتاب أحاديث الأنبياء ، باب خلق آدم صلوات الله عليه ، رقم ( 3336 ) .
(209) رواه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أويس القرني ، رقم ( 2542 ) [ 225 ] .
(210) رواه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أويس القرني ، رقم ( 2542 ) [ 223 ] .
(211) رواه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أويس القرني ، رقم ( 2542 ) [ 224 ] .
(212) رواه أبو داود ، كتاب الصلاة ، باب الدعاء ، رقم ( 1498 ) ، والترمذي ، كتاب الدعوات ، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، رقم ( 3562 ) .
(213) رواه البخاري ، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة ، رقم ( 1194 ) ، ومسلم ، كتاب الحج ، باب فضل مسجد قباء . . ، رقم ( 1399 ) .
(214) رواه البخاري ، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة ، باب مسجد قباء ، رقـم (1191) ، ومسلم ، كتاب الحج ، بـاب فضل مسجد قباء ..، رقـم ( 1399) [ 521 ] .
(215) رواه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب . . . ، رقم ( 6541 ) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب الدليل دخول طوائف من المسلمين الجنة . . ، رقم ( 216 ) .
(216) رواه البخاري ، كتاب المرضى ، باب فضل من يصرع من الريح ، رقم ( 5652 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرضى . ، رقم ( 2576 ) .
ففي الحديث الأول عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أعرابياً قال : يا رسول الله ؛ متى الساعة ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( ماذا أعددت لها ؟ )) قال : حب الله ورسوله .
ففي هذا الحديث دليل على أنه ليس الشأن كل الشأن أن يسأل الإنسان متى يموت ؟ ولكن على أي حال يموت ؟ هل يموت على خاتمة ؟ أو على خاتمة سيئة ؟
ولهذا قال : (( ماذا أعددت لها ؟ )) يعني لا تسأل عنها فإنها ستأتي .
قال تعالى : ( يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ) [النازعـات:42] وقال تعالى : ( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً ) [الأحزاب:63] ، وقال تعالى : ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ) [الشورى: 17] .
لكن الشأن ماذا أعددت لها ؟ هل عملت ؟ هل أنبت إلى ربك؟ هل تبت من ذنبك ؟ هذا هو المهم .
وكذلك حديث ابن مسعود وما ذكره المؤلف بعد من فضل محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن الإنسان إذا أحب قوماً كان منهم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( المرء مع من أحب )) .
قال أنس : فما فرحنا بعد الإسلام بشيء فرحنا بهذا الحديث ، فأنا أحب الله ورسوله . أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحبا أبا بكر وعمر ، فالمرء مع من أحب ؛ لأنه إذا أحب قوماً فإنه يألفهم ، ويتقرب منهم ، ويتخلق بأخلاقهم ، ويقتدي بأفعالهم ، كما هي طبيعة البشر .
وأما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أراد أن يعتمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تنسنا من دعائك ـ أو ـ أشركنا في دعائك)) فهذا حديث ضعيف وإن صححه المؤلف ، فطريقة المؤلف رحمه الله له أنه يتساهل في الحكم على الحديث إذا كان في فضائل الأعمال .
وهذا وإن كان يصدر عن حسن نية ، لكن الواجب اتباع الحق ؛ فالصحيح صحيح ، والضعيف ضعيف ، وفضائل الأعمال تدرك بغير تصحيح الأحاديث الضعيفة .
نعم أمر النبي عليه الصلاة والسلام من رأى أويساً القرني أو القرني أن يطلب منه الدعاء . لكن هذا خاص به ؛ لأنه كان رجلاً باراً بأمه ، وأراد الله سبحانه وتعالى أن يرفع ذكره في هذه الدنيا قبل جزاء الآخرة .
ولهذا لم يأمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يطلب أحد من أحد أن يدعو له ، مع أن هناك من هو أفضل من أويس ؛ فأبو بكر أفضل من أويس بلا شك ، وغيره من الصحابة أفضل منه من حيث الصحبة ، وما أمر النبي عليه الصلاة والسلام أحداً أن يطلب الدعاء من أحد .
فالصواب أنه لا ينبغي أن يطلب أحد الدعاء من غيره ولو كان رجلاً صالحاً ، وذلك لأن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي خلفائه الراشدين ، أما إذا كان الدعاء عاماً ، يعني تريد أن تطلب من هذا الرجل الصالح أن يدعو بدعاء عام ، كأن تطلب منه أن يدعو الله تعالى بالغيث أو برفع الفتن عن الناس أو ما أشبه ذلك ، فلا بأس ؛ لأن هذا لمصلحة غيرك ، كما لو سألت المال للفقير ، فإنك لا تلام على هذا و لا تذم .
وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام فإن سؤال الصحابة له من خصوصياته ، يسألونه أن يدعو الله لهم ، كما قال الرجل حين حدث النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، فقام عكاشة ابن محصن قال : ادع الله أن يجعلني منهم. قال : (( أنت منهم )) ثم قال رجل آخر فقال صلى الله عليه وسلم : (( سبقك بها عكاشة )) (215) .
وكما قالت المرأة التي كانت تصرع ، حيث طلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها . فقال : ((إن شئت دعوت الله لك ، وإن شئت صبرت ولك الجنة )). فقالت: أصبر ولكن ادع الله ألا تنكشف عورتي(216) .
فالحاصل أن الرسول عليه الصلاة والسلام من خصوصياته أن يسأل الدعاء ، أما غيره فلا .
نعم لو أراد الإنسان أن يسأل من غيره الدعاء وقصده مصلحة الغير ، يعني يريد أن الله يثيب هذا الرجل على دعوته لأخيه ، أو أن الله تعالى يستجيب دعوته ؛ لأنه إذا دعا الإنسان لأخيه بظهر الغيب قال الملك : آمين ولك بمثله ، فالأعمال بالنيات . فهذا لم ينو ذلك لمصلحة نفسه خاصة ؛ بل لمصلحة نفسه ومصلحة أخيه الذي طلب منه الدعاء ، فالأعمال بالنيات .
أما المصلحة الخاصة فهذا كما قال الشافعي رحمه الله يدخل في المسألة المذمومة ، وقد بايع صلى الله عليه وسلم أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيئاً .
(204) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب ما جاء في قول الرجل : ويلك ، رقم ( 6167 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب المرء مع من أحب ، رقم ( 2639 ) .
(205) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب علامة حب الله ، رقم ( 6171 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب المرء مع أحب ، رقم ( 2639 ) [ 164 ] .
(206) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب من سمي بالأنبياء ، رقم ( 6169 ) ، ومسلم ، كتاب البر و الصلة ، رقم ( 2640 ) .
(207) رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب الأرواح جنود مجندة ، رقم ( 2638 ) .
(208) رواه البخاري ، كتاب أحاديث الأنبياء ، باب خلق آدم صلوات الله عليه ، رقم ( 3336 ) .
(209) رواه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أويس القرني ، رقم ( 2542 ) [ 225 ] .
(210) رواه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أويس القرني ، رقم ( 2542 ) [ 223 ] .
(211) رواه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أويس القرني ، رقم ( 2542 ) [ 224 ] .
(212) رواه أبو داود ، كتاب الصلاة ، باب الدعاء ، رقم ( 1498 ) ، والترمذي ، كتاب الدعوات ، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، رقم ( 3562 ) .
(213) رواه البخاري ، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة ، رقم ( 1194 ) ، ومسلم ، كتاب الحج ، باب فضل مسجد قباء . . ، رقم ( 1399 ) .
(214) رواه البخاري ، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة ، باب مسجد قباء ، رقـم (1191) ، ومسلم ، كتاب الحج ، بـاب فضل مسجد قباء ..، رقـم ( 1399) [ 521 ] .
(215) رواه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب . . . ، رقم ( 6541 ) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب الدليل دخول طوائف من المسلمين الجنة . . ، رقم ( 216 ) .
(216) رواه البخاري ، كتاب المرضى ، باب فضل من يصرع من الريح ، رقم ( 5652 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرضى . ، رقم ( 2576 ) .
عدد المشاهدات *:
420403
420403
عدد مرات التنزيل *:
177329
177329
حجم الخط :
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 21 ماي 2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 19/04/2015