اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الأربعاء 16 شوال 1445 هجرية
????? ??????????? ?????????????????? ?????????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ????????? ??????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

طلاق

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
الكتب العلمية
سيرة الخلفاء
سيرَة عُثمَان بْنُ عَفان رضيَ اللهُ عَنه شخصيّته وعَصْره للشيخ علي محمد الصلابي
المبحث الثالث فتوحات الجبهة المصــــــــــرية ـ تتمة ـ
الكتب العلمية


المبحث الثالث فتوحات الجبهة المصــــــــــرية

سادسًا: أهم الدروس والعبر والفوائد في فتوحات عثمان t:

1- تحقيق وعد الله للمؤمنين:

قال ابن كثير في حديثه عن عثمان بن عفان t:... ففتح الله على يديه كثيرا من الأقاليم والأمصار، وتوسعت المملكة الإسلامية، وامتدت الدولة المحمدية، وبلغت الرسالة المصطفوية في مشارق الأرض ومغاربها، وظهر للناس مصداق قوله تعالى: "وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" [النور: 55]، وقوله تعالى: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" [التوبة: 33]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله».([53]) وهذا كله تحقق وقوعه وتأكد وتوطد في زمان عثمان t([54]).

2- التطور في فنون الحرب والسياسة:

كانت الحروب تنشأ بين الشعوب من أجل قطعة من الأرض يراد تملكها، أو بسبب اعتداء يقع على بلد أو قبيلة، ولكنها في عهد النبوة والعهد الراشدي أصبحت بسبب المبادئ؛ فالمسلمون يريدون أن تكون عقيدتهم هي السائدة والمهيمنة في الأرض، فاصطدمت بعقائد فاسدة ومنحرفة كعقائد المشركين والمجوس، على أن هذا لم يكن كل شيء في التطور الحربي، بل نجد لونا جديدا آخر وهو ما كان يعرضه المجاهدون المسلمون على أعدائهم من: الإسلام أو الجزية أو المناجزة، ونتج عن تلك الفتوح سياسة فذة أرضت جميع الشعوب إلا من كان في قلبه حقد على العدل والمساواة ممن كانت تحدثهم نفوسهم بالفتن والعصيان، وهؤلاء اضطروا المسلمين أحيانا إلى الشدة معهم والتنكيل بهم([55]).

3- بدء التجنيد الإلزامي في عهد عمر واستمراره في عهد عثمان:

كانت معركة القادسية من أسباب اتخاذ الفاروق لقرار التجنيد الإلزامي، فقد أمر عماله على الأقاليم بإحضار كل فارس ذي نجدة أو رأى أو فرس أو سلاح، فإن جاء طائعا وإلا حشروه حشرا وقادوه مقادا، واستعجلهم في ذلك بحزمه المشهور قائلا: لا تدعوا أحدا إلا وجهتموه إليَّ، والعَجَلَ العجل.([56]) وكان عمر يفكر في التجنيد الإلزامي الموقوف للجهاد، فلما دوَّن الديوان ورتب للمسلمين أرزاقهم السنوية، خرجت فكرته إلى حيز الوجود، واقترنت نشأة الديوان بنشأة التجنيد النظامي الرسمي، وحددت للجنود النظاميين عطاياهم ورواتبهم من بيت مال المسلمين، وعندما أذن عثمان لمعاوية بالغزو بحرا أمره أن يخير الناس ولا يكرههم؛ حتى لا يذهب أحد إلى هذا الضرب من الغزو إلا طائعا مختارا، أما التجنيد برا لإتمام حركة الفتوح، فقد ظل في عهده إلزاميا على أصحاب الرواتب والأرزاق من الجنود النظاميين([57]).

4- اهتمام عثمان بحدود الدولة الإسلامية:

ترتب على توسع الدولة الإسلامية في عهد عثمان الاستمرار في سياسة تحصين الثغور للحفاظ على حدود الدولة الإسلامية من مهاجمة الأعداء، سواء كان ذلك بشحنها بالجند المرابطين أو بناء الحاميات الدفاعية المختلفة بها، فكان أول كتاب كتبه عثمان بن عفان في خلافته لأمر الأجناد في الثغور لحماية حدود الدولة الإسلامية قوله: أما بعد، فإنكم حماة المسلمين وذادتهم، وقد وضع لكم عمر ما لم يغب عنا بل كان على ملإ منا، ولا يبلغني عن أحد منكم تغيير ولا تبديل، فيغير الله ما بكم ويستبدل بكم غيركم، فانظروا كيف تكونون فإني أنظر فيما أكرمني الله النظر فيه والقيام عليه ([58]).

وتسهيلا وتيسيرا للعملية الإدارية جمع الخليفة عثمان لمعاوية بن أبي سفيان الشام والجزيرة وولاية ثغورهما في إدارة موحدة، وكلفه بغزو ثغر شمشاط بنفسه، أو أن يولي ذلك من يرتضيه من كبار قواده من أصحاب الخبرة والشجاعة الراغبين في الجهاد والحرب مع الروم.([59]) كما كتب أيضا لمعاوية بن أبي سفيان أن يلزم ثغر أنطاكية قوما، وأن يقطعهم القطائع به ففعل ذلك.([60]) وكان يهتم بأمر الثغور ويبعث من يستعلم له عن بعضها([61])، وعندما غزا معاوية بن أبي سفيان عمورية وجد الحصون التي فيها بين ثغر أنطاكية وثغر طرسوس خالية من مقاتلة الروم، فجعل به جماعة من جند الشام والجزيرة وقنسرين وأمرهم بالوقوف عندها لتحمي ظهره أثناء انسحابه وانصرافه من غزواته، ثم أغزى بعد ذلك بسنة أو سنتين يزيد بن الحر العبسي([62]) الصائفة وأمره بفعل الشيء نفسه، وكانت ولاة الصوائف والشواتي إذا دخلوا بلاد الروم فعلوا ذلك؛ حيث يخلفون بها جندا كثيفا إلى خروجهم من أرض العدو([63])، وقد أبلى معاوية بن أبي سفيان في أثناء إدارته للسواحل الشامية وفي تحصينها بلاء حسنا([64]).

وكتب عثمان لعبد الله بن سعد بن أبي السرح يأمره بالحفاظ على ثغر الإسكندرية بإلزام الجند المرابطة به وأن يجري عليهم أرزاقهم، وأن يعقب بين المرابطين من أجل أنه لا يضر بهم التجمير، فقال له: قد علمت كيف كان هم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بالإسكندرية، وقد نقضت الروم مرتين، فألزم الإسكندرية مرابطيها، ثم أجرِ عليهم أرزاقهم وأعقب بينهم في كل ستة أشهر.([65]) وكان من عادة قادة الخليفة عثمان بن عفان إذا تقدموا في الفتوح واستولوا على حصون العدو قاموا بترميمها كمن سبقهم من القادة، ثم إسكانها جند المسلمين من المرابطين، بالإضافة إلى استحداثهم لتحصينات دفاعية جديدة، فمن تلك الحصون التي قام بترميمها معاوية بن أبي سفيان: حصون الفرات وهي سميساط([66])، وملطية([67]), وسمشاط وكمخ([68]), وقاليقلا([69])، وهي حصون استولى عليها المسلمون عند فتحهم لأرمينية في عهد عثمان t، وقاموا بترميمها وإسكانها الجند([70]).

ففي قاليقلا قام القائد حبيب بن مسلمة الفهري بإسكان ألفي رجل وأقطعهم بها القطائع، وجعلهم مرابطين بها.([71]) وقد كلف الخليفة عثمان القائد حبيب بن مسلمة بأن يقيم بثغور الشام والجزيرة لإدارتها وحمايتها.([72]) وعندما فتح البراء بن عازب ثغر قزوين رتب فيهم خمسمائة رجل من جند المسلمين وعين عليهم قائدا وأقطعهم أرضا وضياعا لا حق فيها لأحد، فعمروا وأجروا أنهارها وحفروا آبارها.([73]) وحين فتح سعيد بن العاص طميسة([74]) جعل بها مرابطة من ألفي رجل وعين عليهم قائدا.([75]) إلى غير ذلك من التحصينات التي أنشئت بالثغور في إدارة الخليفة عثمان بن عفان t، والتي كانت تشحن بالجند لحماية حدود الدولة الإسلامية.([76])

وعني الخليفة عثمان في إدارته بأمر الصوائف والشواتي؛ حيث عمل على تسييرها وتسهيل أمرها في كل عام، وكان يتولاها كبار قادته وولاته أمثال معاوية بن أبي سفيان الذي بنى جسرا بمنبج([77]) لمرور الصوائف عليه فلم يكن قبل إذ، وقد فوض الخليفة عثمان إلى واليه معاوية في غزو الروم وتولى قيادة الصائفة من يختاره، فولي معاوية سفيان بن عوف الذي لم يزل على الصوائف في عهد عثمان t، ولم تقتصر حملات الصوائف والشواتي على الحدود البرية بل شملت كذلك البحر في عهد عثمان t([78]).

5- قسمة الغنائم بين أهل الشام والعراق:

استطاع حبيب بن مسلمة أن يهزم الروم في أرمينية قبل وصول مدد الوليد بن عقبة من الكوفة، وغنم أهل الشام غنائم كثيرة، وبعد وصول مدد أهل الكوفة اختلفوا في أمر الغنائم، مما جعل حبيبا يكتب بذلك إلى معاوية فكتب معاوية, إلى الخليفة عثمان يخبره بذلك، فحكم عثمان بن عفان على أهل الشام أن يقاسموا أهل العراق ما غنموا من تلك الغنائم، فلما ورد كتاب الخليفة عثمان بن عفان حبيب بن مسلمة قرأه على جند أهل الشام، فقالوا: السمع والطاعة لأمير المؤمنين، ثم قاسموا أهل العراق وغنموا.([79])

6- الحرص على وحدة الكلمة في مواجهة العدو:

في عهد عثمان استخلف عبد الله بن عامر على خراسان قيس بن الهيثم السلمي، حيث خرج منها فجمع قارن جمعا كثيرا من ناحية الطبسين وأهل بادغيس وهراة وقستهان، فأقبل في أربعين ألفا، فاستشار قيس بن الهيثم عبد الله بن خازم قائلا له: ما ترى؟ قال: أرى أن تخلي البلاد فإني أميرها ومعي عهد من ابن عامر، إذا كانت حرب بخراسان فأنا أميرها، وأخرج كتابا قد افتعله عمدا، فكره قيس مشاغبته وخلاه والبلاد.([80]) أحب قيس بن الهيثم بفعله هذا أن يجمع الكلمة بدلا من تفريقها حتى لا يحدث الفشل والوهن للجنود، فتكون الهزيمة، وقد تم النصر للمسلمين على الأعداء بحمد الله([81]).

7- شرط ما يحتاج إليه الجنود في بنود الصلح:

في عهد عثمان زادت الفتوحات الإسلامية اتساعا مما جعل قادته يشترطون في بعض عهودهم للصلح بأن تكون من المواشي والطعام والشراب لإعداد ما يحتاج إليه الجيش؛ من زاد وتموين وميرة حتى تساعدهم في فتوحاتهم، فلا يتكلفون عناء حمل الميرة من القيادة المركزية ويستغنون عن طلبها؛ ليكونوا على الحرب أوفر وعلى منازلة العدو أقدر.([82])

8- جمع المعلومات عن الأعداء:

استمرت الفتوحات الإسلامية في عهد الخليفة عثمان بن عفان t, وكان يهتم بالأخبار ويتقصاها بنفسه([83])، وسار قادته على منوال من سبقهم من القادة بالاعتناء بأمر العيون وتقصي أخبار العدو.([84]) كما أنهم جعلوها شرطا من شروط المعاهدات بينهم وبين المعاهدين حيث طلبوا منهم بأن ينصحوا وينذروا المسلمين بسير عدوهم إليهم, ومعاونتهم بأن يكونوا عليهم جواسيس وإبلاغ المسلمين بتحركاتهم([85]).

9- عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي من قادة الفتوح في عهد عثمان:

كان عبد الرحمن قائدا عَقَديًّا من الطراز الرفيع، وكان لتمسكه الشديد بعقيدته موضع ثقة رؤسائه ومرؤوسيه على حد سواء، بالإضافة إلى شجاعته وإقدامه وعلمه بأمور الدين، لذلك بقي قائدا لمنطقة (باب الأبواب) وواليا عليها منذ وفاة سراقة بن عمرو حتى استشهد، لم يعزل من منصبه على الرغم من تبدل الخلفاء وتغير الولاة والقادة في الكوفة مرجع عبد الرحمن المباشر، وكان عبد الرحمن يؤمن بوسائل حرب الفروسية الشريفة، فلا يخون ولا يغدر ولا يضرب من الخلف.([86]) وكان لسيرته الحسنة في منطقة (باب الأبواب) وجنوب بحر الخزر وغربه أثر أي أثر في استقرار الأمور واستتباب الأمن والنظام في تلك الربوع، فأصبحت تلك المناطق قاعدة أمامية لنشر الإسلام والفتح شمالا، فثبت الإسلام في تلك الأصقاع النائية في وجه مختلف المحن والتيارات منذ أربعة عشر قرنا حتى اليوم([87]).

ومن مواقفه الخالدة التي سطرها على صفحات التاريخ عندما خرج بالناس حتى قطع (الباب) فقال له الملك شهريار: ماذا تريد أن تصنع؟ قال: أريد (بَلَنْجَر) والترك، قال: إنا لنرضى منهم أن يدعونا من دون (الباب). قال عبد الرحمن: لكنا لا نرضى منهم ذلك حتى نأتيهم في ديارهم، وتالله إن معنا لأقواما لو يأذن أميرنا في الإمعان لبلغت فيهم (الرَدْم). ([88]) قال الملك: وما هو؟ فأجابه عبد الرحمن: أقوام صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلوا في هذا الأمر بنية، كانوا أصحاب حياء وتكرم في الجاهلية، فازداد حياؤهم وتكرمهم, فلا يزال هذا الأمر دائما لهم، ولا يزال النصر معهم حتى يغيرهم من يغلبهم، وحتى يلفتوا عن حالهم.([89]) وقد غزا عبد الرحمن (بلنجر) غزاة في زمن عمر بن الخطاب، فقال الترك: ما اجترأ علينا إلا ومعه الملائكة تمنعهم من الموت، فهرب منه الترك وتحصنوا فرجع بالغنيمة والظفر بعد أن بلغه خيله (البيضاء) على رأس مائتي فرسخ من (بلنجر)، وعادوا ولم يقتل منهم أحد.([90]) ومن الواضح أن معنويات المسلمين كانت عالية جدا لتتابع انتصاراتهم، ولتمسكهم بدينهم، كما أن معنويات الأمم التي حاربوها كانت منهارة؛ لأن المسلمين غلبوا الأمم التي قاتلوها، لذلك هرب الأتراك من المسلمين وتحصنوا، فلم يحدث قتال فعلي في هذه الغزوة، فلم يسقط من المسلمين شهيد.([91]) لقد كان عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي على جانب عظيم من التقوى والخلق الكريم، وكان تصرفه مع المغلوبين له الأثر في استتباب الأمن واستقرار النظام وانتشار الإسلام، فقد كان وفيًّا غاية الوفاء، أمينا غاية الأمانة؛ فقد أرسل ملك الباب رسولا إلى ملك (الصين) مع هدايا -وذلك قبل أن يفتح المسلمون بلاده- فعاد رسوله من رحلته بعد فتح المسلمين لتلك البلاد، وكان مع الرسول العائد هدايا من ملك الصين بينها ياقوتة حمراء ثمينة، وكان ملك (الباب) حين عودة رسوله في مجلس عبد الرحمن، فتناول الملك من رسوله تلك الياقوتة ثم ناولها عبد الرحمن، ولكن عبد الرحمن ردها فورا إلى الملك بعد أن نظر إليها، فهتف الملك متأثرا وقال: لهذه -يعني الياقوتة- خير من هذا البلد (أي باب الأبواب)، وأيم الله لأنتم أحب إليَّ حكاما من آل كسرى، فلو كنت في سلطانهم ثم بلغهم خبرها لانتزعوها مني، وأيم الله لا يقوم لكم شيء ما وفيتم ووفى ملككم الأكبر.([92])

كان من حق ملك المدينة (الباب) وما حولها أن يعجب أشد العجب ويدهش أشد الدهشة بأمانة القائد المسلم ووفائه، فقد عاش هذا الملك عمره كله في دوامة عنيفة من الخيانة وفي جو مشحون بالغدر، فلما رأى أمانة المسلمين المثالية ووفائهم المطلق لم يتمالك نفسه أن نسى ملكه المضاع وملوكه الغابرين, فعبر عن شعوره بكلمات خارجة من أعماق قلبه إعجابا بما يرى ويسمع من أمانة ووفاء([93]).

كان عبد الرحمن يعلم أن الاستيلاء على الياقوتة التي لا تقدر بثمن ليس من حقه شخصيا, ولا من حق بيت مال المسلمين، فكانت تلك الياقوتة والتراب عنده سيان، فقد كان عبد الرحمن كريما مضيافا شهما غيورا، ورعا تقيا، متفقها في الدين تقيا، لا يملك شيئا من حطام الدنيا على الرغم من أنه قضى أكثر عمره غازيا وواليا، وقد استشهد في عام اثنتين وثلاثين للهجرة في منطقة (بلنجر). ([94]) ويعتبر عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي من قادة الفتح في عهد عثمان t، وقد كانت له صحبة وقد أسلم متأخرا.

10- سلمان بن ربيعة الباهلي من قادة الفتوح في عهد عثمان:

كان هذا الصحابي أول من قضى بالكوفة، فقد بعثه عمر بن الخطاب قاضيا بالكوفة قبل شريح، فلما ولي سعد بن أبي وقاص الولاية الثانية في أيام عثمان بن عفان استقضى سلمان أيضا، وقد شهد القادسية فقضى بها، ثم قضى بـ(المدائن)، وليس كل إنسان يصلح للقضاء، خاصة في أيام عمر بن الخطاب t, أو يصلح لأهل الكوفة التي كانت حينذاك تعج برجالات العرب وكبار الصحابة من جهة، وبأخلاط شتى من أمم وأقوام وقبائل مختلفة من جهة أخرى، وهذا دليل على غزارة علم سلمان بالدين الحنيف واستقامته وعدله وتدينه، وتمتعه بعقلية راجحة متزنة، وشخصية قوية نافذة، مما جعله موضع ثقة الناس جميعا، كما أنه تولى المقاسم في فتح (المدائن) وفي غزوة (الباب) أيضا، مما يدل على تمتعه بالنزاهة المطلقة. كان رجلا صالحا يحج كل سنة، روى عنه بعض كبار التابعين، وكان مثالا نادرا للخلق القويم، كريما مضيافا شهما غيورا وفيا صادقا محبا للخير، يحب للناس ما يحبه لنفسه، ولم يترك حين استشهاده دينارا ولا دارا، بعد أن عاش كل حياته مجاهدا وقاضيا وأميرا.

وقد كان متفوقا على زملائه في الصفات القيادية، فعندما بعث عثمان بن عفان كتابا إلى الوليد بن عقبة -عامله على الكوفة- يأمره به أن يرسل نجدة من أهل الكوفة إلى أهل الشام بقيادة رجل ممن ترضى نجدته وبأسه وشجاعته وإسلامه، لم يتردد الوليد لحظة في اختيار سلمان لهذا الواجب البالغ الخطورة، فاختاره من بين عدد كبير من القادة أصحاب الفتوح والأيام الذين كانوا معه أو كانوا في الكوفة؛ ذلك لأن سلمان كان حقا مثالا رائعا من أمثلة النجدة والبأس والشجاعة بالإضافة إلى ورعه وتقواه، لقد كان شجاعا مقداما سريعا إلى النجدة، خبيرا بفنون الحرب لممارسته الطويلة لها, وله تجارب طويلة في قيادة الرجال، وكان أبصر بالمضارب من الجازر بمفاصل الجزور([95])، مما يدل على أنه كان من الرماة الماهرين، وكان ماهرا في الفروسية خبيرا بالخيل، وكان يلي الخيل لعمر بن الخطاب t، قد أعد في كل مصر من أمصار المسلمين خيلا كثيرة معدة للجهاد، وكان في الكوفة أربعة آلاف فرس، فإذا داهم العدو الثغور الإسلامية ركبها المسلمون المجاهدون وساروا مجدين لقتاله([96])، وكان سلمان يتولى الخيل بالكوفة([97]).

وكان شجاعا في الفروسية، قال سلمان: (قتلت بسيفي هذا مائة مستلئم([98]) كلهم يعبد غير الله، ما قتلت منهم رجلا منهم صبرا). إنه لا يقتل حتى عدوه الكافر بالله الذي يعبد غير الله، لا يقتله في ساحة القتال صبرا بل ينذره ثم يصاوله مصاولة الأنداد، ويقتله عندما يجد فرصة لقتله، فلا يكون هذا القتل غدرا، ولا يكون صبرا.([99])

لقد كان مثالا للمجاهد الصادق المحتسب، الذي يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا لا يبالي على أي جنب كان في الله مصرعه، وأخيرا سقط مضرجا بدمائه ولم يسقط السيف من يده، إنه قدوة حسنة لكل جندي ولكل قائد في ماضيه المشرف المجيد، وفي أعماله الفذة الخالدة.([100]) هذا وقد استشهد سنة اثنتين وثلاثين هجرية أو سنة ثلاث وثلاثين هجرية([101]), رضي الله عنه, الفقيه المحدث، القاضي العادل، الأمين النزيه، الإداري الحازم، الفارس المغوار، البطل الشهيد، القائد الفاتح سلمان بن ربيعة الباهلي([102]).

11- حبيب بن مسلمة الفهري من قادة الفتوح في عهد عثمان:

كان حبيب على صغر سنه يتنقل من ساحة عمليات إلى ساحة عمليات أخرى، فاتحا مرة، ومددا مرة أخرى، وكان النصر حليفه في كل معركة خاضها، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة غازيا، وكان يومئذ صغيرا، وشهد غزوة تبوك تحت لواء الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وبهذه الغزوة بدأ جهاده وهو يناهز العشرين من عمره القصير([103])، وحين رآه عمر بن الخطاب صلب العود وقوي البدن، جربه تجربة عملية ليرى أي نوع من الرجال هو، فعرض عليه خزائن المال وخزائن السلاح، فاختار السلاح وعف عن المال، وتفضيل السلاح على المال من مزايا القائد الذي يتغلغل حب الجندية في أعماق نفسه. وقد تولى قيادة كردوس في معركة (اليرموك) الحاسمة وهو ابن أربع وعشرين سنة، مما يدل على ظهور سماته القيادية مبكرا وهو في ريعان الشباب، وولاه عمر بن الخطاب عجم (الجزيرة) إداريا وقائدا، وليس من السهل أن يولي عمر كل إنسان مثل هذا المنصب الرفيع؛ لأن عمر كان يلتزم بصفات معينة في القائد قل أن تتوافر في الرجال، أخيرا ولاه عمر بن الخطاب (أرمينية) و(أذربيجان) وهي مناطق شاسعة وقيادة مهمة للغاية، نظرا لشدة شكيمة أهلها ولبعدها عن قواعد المسلمين الرئيسية والمتقدمة.([104])

ومارس القيادة والإدارة في عهد عثمان t، ولقد كان شجاعا غاية الشجاعة، مقداما غاية الإقدام؛ لما توجه لقتال (الموريان) كان في ستة آلاف، وكان (الموريان) في سبعين ألفا، فقال حبيب لمن معه: إن يصبروا وتصبروا فأنتم أولى بالله منهم، وإن يصبروا وتجزعوا فإن الله مع الصابرين، ولقيهم ليلا، فقال: اللهم أجل لنا قمرها، واحبس عنا مطرها، واحقن دماء أصحابي، واكتبهم شهداء، ففتح الله له.([105]) فكان من أسباب انتصاره على عدوه -بالإضافة إلى عامل الإيمان- هو الهجوم الليلي الذي باغت به العدو، وجعل معنوياته تنهار ثم يولي الأدبار.([106]) وكان مثالا شخصيا حيا لرجاله من الشجاعة والإقدام، فقد كان يقود رجاله من الأمام، يقول لهم: اتبعوني، ولا يبقى في الخطوط الخليفة مؤثرا السلامة والعافية، وحين عزم أن يبيِّت (الموريان) سمعته امرأته يذكر ذلك، فقالت له: وأين الموعد؟ فقال: سرادق موريان أو الجنة. وبيَّت حبيب عدوه وقتل من صادفه في طريقه، فلما أتى السرادق وجد امرأته قد سبقته إليه.([107]) فلم يكن وحده بطلا يضرب لرجاله بأعماله البطولية أروع الأمثال، بل كانت امرأته بطلة يقتفى الأبطال آثارها في التضحية والفداء.([108]) وكان يستشير رجاله ويتقبل مشورتهم، وكان لا يستأثر بالرأي دونهم، بل كان يتصنت ليتلقف آراء رجاله، ويطبق ما رآه حسنا، وينفذ ما يجده صوابا، بالإضافة إلى عقد مؤتمرات الشورى قبل المعارك وفي أثنائها وبعدها؛ فقد سمع يوما أحد رجاله يقول: لو كنت ممن يسمع حبيب مشورته، لأشرت عليه بأمر يجعل الله فيه لنا نصرا وفرجا إن شاء الله، واستمع حبيب لقوله، فقال أصحابه: وما مشورتك؟ فقال: أشير عليه أن ينادي بالخيول فيقدمها، ثم يرتحل بعسكره فيتبع خيله، وتوافيه الخيل في جوف الليل، وينشب القتال، ويأتيهم حبيب بسواد عسكره مع الفجر، فيظنون أن المدد قد جاءهم فيرعبهم الله، فيهزمهم بالرعب.([109]) ونادى حبيب بالخيول، فوجهها بليلة مقمرة مطيرة، ثم ارتحل وراء خيوله، ولكنه عاد إلى عدوه في السحر، فحمل وحمل أصحابه فانهزم العدو وأصابوا غنائم كثيرة([110]).

كان حبيب صاحب كيد، يفكر ويقدر، ثم يستشير رجاله ويستطلع ساحة القتال، ويحصل على المعلومات المستفيضة عن العدو، ثم يبني بعد ذلك خطته العسكرية على هدى وبصيرة.

إن أعمال حبيب الجهادية خطط مدبرة ولم تكن خططا ارتجالية، لذلك رافق النصر أعلامه في أخطر ساحات القتال في الفتح، وبالإضافة إلى تلك المزايا أو قبلها كان حبيب مؤمنا حقا صادق الإيمان، وكان إذا لقى عدوا أو ناهض حصنا يحب أن يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم([111]).

لقد كان حبيب قائدا فذًّا، جمع مزايا القائد الفذ: الطبع الموهوب، والعلم المكتسب، والتجربة العلمية([112])، والثقة بالله القوي العزيز.

إن حبيب بن مسلمة أسدى للفتح الإسلامي خدمات لا تنسى، فهو بدون شك من ألمع قادة الفتوح في عهد عثمان t، وقد توفى هذا القائد الفذ سنة اثنتين وأربعين هجرية, فكان عمره يوم توفى أربعًا وخمسين سنة قمرية، وكانت حياته قليلة في تعداد السنوات، كثيرة في تعداد جلائل الأعمال، قصيرة في عمر الزمن، باقية آثارها على مر الدهور وتوالي السنين والقرون. رضي الله عن الصحابي الجليل، الإداري الحازم، السياسي المحنك، القائد الفاتح، حبيب بن مسلمة الفهري([113]).



([1]) الكامل لابن الأثير.

([2]، 3، 4) جولة تاريخية، ص335.

([5]) جولة تاريخية ص336، عثمان بن عفان، لهيكل، ص67.

([6]) المصدر نفسه، ص336. (3) المصدر نفسه، ص338.

([8]) البلاذري، ص69. (5) جولة تاريخية، ص338.

([10]،2) جولة تاريخية، ص338.

([12]، 4) المصدر نفسه، ص340.

([14]) المصدر نفسه، ص341.

([15]) الخلافة والخلفاء الراشدون، ص229.

([16]) قادة الفتح لبلاد المغرب، (1/61- 63).

([17]) الخلافة والخلفاء الراشدون، ص229.

([18]) قادة الفتح لبلاد المغرب، (1/61- 63).

([19]) الشرف والتسامي بحركة الفتح الإسلامي، للصلابي، ص189.

([20]) ليبيا من الفتح العربي حتى انتقال الخلافة الفاطمية إلى مصر، صالح مصطفى مفتاح المزيني، ص49.

([21]) أنطابلس: معناها برقة.

([22]) ليبيا من الفتح العربي حتى انتقال الخلافة الفاطمية إلى مصر، ص39.

([23]) الشرف والتسامي بحركة الفتح الإسلامي، ص191.

([24]) المصدر نفسه ص193، البداية والنهاية (7/158).

([25]) الكامل لابن الأثير (3/45، 46).

([26]) البداية والنهاية (7/158).

([27]) التاريخ الإسلامي (12/390).

([28]، 2) التاريخ الإسلامي، (12/392).

([30]) تاريخ الإسلام للذهبي، عهد الخلفاء الراشدين، ص359.

([31]) ذات الصواري، شوقي أبو خليل، ص60، 61.

([32]) المصدر نفسه، ص61. (3) تاريخ الطبري (5/290).

([34]) الكامل في التاريخ (3/58) طبعة البابي الحلبي - القاهرة.

([35]) البداية والنهاية (7/163). (2) الشيخ الخضري (2/29).

([37]) ذات الصواري، ص62. (4) النجوم الزاهرة (1/80).

([39]) تاريخ ابن خلدون (2/468). (6) ذات الصواري، شوقي أبو خليل، ص64.

([41]) تاريخ الطبري (5/292). (2) ذات الصواري، ص66.

([43]) المصدر نفسه، ص67.

([44]) ذات الصواري، ص67. (2) تاريخ الطبري (5/293).

([46]) ذات الصواري، ص68. (4) تاريخ ابن خلدون (2/468).

([48]) المصدر نفسه (2/468). (6) ذات الصواري، ص68.

([50]) ذات الصواري، ص71، 72. (2) المصدر نفسه، ص76.

([52]) التاريخ الإسلامي (12/407). (2) مسلم، كتاب الفتن، رقم (2918، 2919)

([54]) البداية والنهاية (7/216).

([55]) عصر الخلفاء الراشدين، د. عبد الحميد بخيت، ص216.

([56]) إتمام الوفاء، ص70.

([57]) النظم الإسلامية، صبحي الصالح، ص489.

([58]) تاريخ الطبري (5/244).

([59]) الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية (2/466).

([60]) فتوح البلدان، البلاذري (1/175).

([61]) الخراج وصناعة الكتابة، لابن قدامة، ص413.

([62]) الإدارة العسكرية في الدولة الإسلامية (2/467).

([63]) المصدر نفسه (2/467). (5) المصدر نفسه (2/467).

([65]) فتوح مصر، ص192.

([66]) سميساط: مدينة على شاطئ الفرات في طرف بلاد الروم على غربي الفرات.

([67]) ملطية: من بلاد الروم مشهورة مذكورة، تتاخم الشام، وهي للمسلمين.

([68]) كمخ: مدينة بالروم بينها وبين أرزنجان يوم واحد، معجم البلدان (4/479).

([69]) قالقيلا: بأرمينية العظمى من نواحي خلاط، ثم من نواحي منازجرد.

([70]) من تاريخ التحصينات، محمد عبد الهادي، ص434.

([71]) فتوح البلدان (1/234). (2) المصدر نفسه (1/241).

([73]) الإدارة العسكرية (2/469). (4) طميسة: بلدة من سهول طبرستان.

([75]) الإدارة العسكرية (2/469). (6) المصدر نفسه، (2/470)

([77]) منبج: بلد قديم. (8) الإدارة العسكرية (2/470).

([79]) الفتوح، ابن أعثم (1/341، 342).

([80]) الإدارة العسكرية (1/189)، نقلا عن تاريخ الطبري.

([81]) المصدر نفسه (1/189). (3) تاريخ اليعقوبي (2/166، 167).
([83]) الطبقات (3/59). (5) الإدارة العسكرية (1/403).
([85]) المصدر نفسه (1/403).
([86]) قادة الفتح الإسلامي في أرمينية، ص155.

([87]) المصدر نفسه، ص156. (3) الردم: قيل سد الصين.

([89]) الكامل لابن الأثير (3/29، 30)، تاريخ الطبري (5/146).

([90]) تاريخ الطبري (54/146).

([91]) قادة الفتح الإسلامي في أرمينية، ص150.

([92]) تاريخ الطبري (5/148).

([93]) قادة الفتح الإسلامي في أرمينية، ص154.

([94]) المصدر نفسه، ص154.

([95]) تهذيب ابن عساكر (6/210)، تاريخ الطبري (5/309).

([96]) قادة الفتح الإسلامي في أرمينية، ص169.

([97]) أسد الغابة في معرفة الصحابة، (2/327).

([98]) المستلئم: الجندي الذي لبس عدته وأصبح جاهزا للقتال.

([99]) الاستيعاب في معرفة الأصحاب (2/633).

([100]) قادة الفتح الإسلامي في أرمينية، ص170.

([101]) المصدر نفسه، ص171.

([102]) المصدر نفسه، ص172.

([103]) كان عمره يوم تولى منصب قيادة منطقة الجزيرة وإدارتها 28 سنة.

([104]) تولى (أرمينية) و(أذربيجان) وعمره ثلاث وثلاثون سنة.

([105]) تهذيب ابن عساكر (4/37).

([106]) قادة الفتح الإسلامي في أرمينية، ص189.

([107]) المصدر نفسه، ص189.

([108]) المصدر نفسه، ص189.

([109]) تهذيب ابن عساكر (4/37)

([110]) قادة الفتح الإسلامي في أرمينية، ص190.

([111]) تهذيب ابن عساكر (4/3).

([112]) قادة الفتح الإسلامي في أرمينية، ص192.

([113]) المصدر نفسه، ص187.


 

سيرَة عُثمَان بْنُ عَفان رضيَ اللهُ عَنه شخصيّته وعَصْره للشيخ علي محمد الصلابي


عدد المشاهدات *:
469608
عدد مرات التنزيل *:
94658
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 01/05/2011 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 01/05/2011

الكتب العلمية

روابط تنزيل : المبحث الثالث فتوحات الجبهة المصــــــــــرية ـ تتمة ـ
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  المبحث الثالث فتوحات الجبهة المصــــــــــرية ـ تتمة ـ لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
الكتب العلمية


@designer
1