اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الخميس 18 رمضان 1445 هجرية
? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????????? ??????????????????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ??????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? ? ????? ?????? ????? ?????? ???? ??????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

العلم

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
الكتب العلمية
سيرة الخلفاء
سيرَة عُثمَان بْنُ عَفان رضيَ اللهُ عَنه شخصيّته وعَصْره للشيخ علي محمد الصلابي
المبحث الرابع موقف الصحابة من مقتل عثمان رضي الله عنهم
الكتب العلمية
الفصل السابع مقتل عثمان بن عفان

المبحث الرابع موقف الصحابة من مقتل عثمان رضي الله عنهم

شوهت بعض كتب التاريخ مواقف الصحابة من فتنة مقتل عثمان، وذلك بسبب الروايات الرافضية التي ذكرها كثير من المؤرخين، فالمتتبع لأحداث الفتنة في تاريخ الإمام الطبري، وكتب التاريخ الأخرى من خلال روايات أبي مخنف، والواقدي وابن أعثم، وغيرهم من الإخباريين يشعر أن الصحابة هم الذين كانوا يحركون المؤامرة ويثيرون الفتنة، فأبو مخنف ذو الميول الشيعية لا يتورع في اتهام عثمان بأنه الخليفة الذي كثرت سقطاته فاستحق ما استحقه، ويظهر طلحة في مروياته كواحد من الثائرين على عثمان والمؤلبين ضده. ولا تختلف روايات الواقدي عن روايات أبي مخنف؛ فعمرو بن العاص يقدم المدينة ويأخذ في الطعن على عثمان، وقد كثرت الروايات الرافضية التي تتهم الصحابة بالتآمر ضد عثمان , وأنهم هم الذين حركوا الفتنة وأثاروا الناس، وهذا كله كذب وزور.([1]) وخلافا للروايات الرافضية والموضوعة والضعيفة، فقد حفظت لنا كتب المحدثين -بحمد الله- الروايات الصحيحة التي يظهر فيها الصحابة من المؤازرين لعثمان والمنافحين عنه، المتبرئين من قتله، والمطالبين بدمه بعد مقتله، وبذلك يستبعد أي اشتراك لهم في تحريك الفتنة أو إثارتها([2]).

إن الصحابة جميعا -رضي الله عنهم- أبرياء من دم عثمان ، ومن قال خلاف ذلك فكلامه باطل لا يستطيع أن يقيم عليه أي دليل ينهض إلى مرتبة الصحة، ولذلك أخرج خليفة في تاريخه عن عبد الأعلى بن الهيثم، عن أبيه قال: قلت للحسن: أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين والأنصار؟ قال: لا، كانوا أعلاجا([3]) من أهل مصر. وقال الإمام النووي: ولم يشارك في قتله أحد من الصحابة، وإنما قتله همج ورعاع من غوغاء القبائل سفلة الأطراف والأراذل، تحزبوا وقصدوه من مصر، فعجز الصحابة الحاضرون عن دفعهم فحصروه حتى قتلوه t([4]).

وقد وصفهم الزبير بأنهم غوغاء من الأمصار، ووصفتهم السيدة عائشة بأنهم نُزَّاع القبائل.([5]) ووصفهم ابن سعد بأنهم حثالة الناس متفقون على الشر.([6]) ووصفهم ابن تيمية بأنهم خوارج مفسدون وضالون باغون معتدون.([7]) ووصفهم الذهبي بأنهم رؤوس شر وجفاء([8]). ووصفهم ابن العماد الحنبلي في الشذرات بأنهم أراذل من أوباش القبائل([9]).

ويشهد على هذا الوصف تصرف هؤلاء الرعاع منذ الحصار إلى قتل الخليفة ظلما وعدوانا، فكيف يمنع الماء عنه والطعام وهو الذي طالما دفع من ماله الخاص ما يروي ظمأ المسلمين بالمجان([10])، وهو الذي ساهم بأموال كثيرة عندما يلم بالناس مجاعة أو مكروه، وهو الدائم العطاء عندما يصيب الناس ضائقة أو شدة من الشدائد؟([11])حتى إن عليا يصف هذا الحال وهو يؤنب المحاصرين بقوله: يا أيها الناس، إن الذي تفعلونه لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين، فلا تمنعوا عن هذا الرجل الماء ولا المادة (الطعام)؛ فإن الروم وفارس لتأسر وتطعم وتسقي([12]). لقد صحت الأخبار وأكدت حوادث التاريخ على براءة الصحابة من التحريض على عثمان أو المشاركة في الفتنة ضده([13]). وإليك أقوال الصحابة في البراءة من دم عثمان:

أولاً: ثناء أهل البيت على عثمان وبراءتهم من دمه:

1- موقف السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:

أ- عن فاطمة بنت عبد الرحمن اليشكرية عن أمها، أنها سألت عائشة: وأرسلها عمها فقال: إن أحد بنيك يقرئك السلام ويسألك عن عثمان بن عفان، فإن الناس قد أكثروا فيه، فقالت: لعن الله من لعنه، فوالله لقد كان قاعدا عند نبي الله، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسند ظهره إليَّ، وإن جبريل -عليه السلام- ليوحي إليه القرآن وإنه ليقول: «اكتب عثمان»، فما كان الله لينزل تلك المنزلة إلا كريما على الله ورسوله([14]).

ب- وعن مسروق، عن عائشة قالت حين قتل عثمان: تركتموه كالثوب النقي من الدنس، ثم قربتموه تذبحونه كما يذبح الكبش، فقال لها مسروق: هذا عملك، أنت كتبت إلى الناس تأمرينهم بالخروج إليه، قالت عائشة: لا والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون، ما كتبت إليهم بسوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا.([15]) وقد مر معنا كذب السبئيين، وأنهم كتبوا رسائل لأهل الأمصار ونسبوها كذبا وزورا للسيدة عائشة رضي الله عنها.

ج- ولما سمعت بموت عثمان في طريق عودتها من مكة إلى المدينة رجعت إلى مكة ودخلت المسجد الحرام، وقصدت الْحِجْر فتسترت فيه، واجتمع الناس إليها فقالت: أيها الناس، إن الغوغاء من أهل الأمصار، وأهل المياه وعبيد أهل المدينة اجتمعوا أن عاب الغوغاء على هذا المقتول بالأمس الإرب([16])، واستعمال من حدثت سنه، وقد استعمل أسنانهم قبله، ومواضع من الحمى حماها لهم، وهي أمور قد سبق بها لا يصلح غيرها، فتابعهم ونزع لهم عنها استصلاحا لهم، فلما لم يجدوا حجة ولا غدرا خلجوا([17]), وبادروا بالعدوان، ونبا فعلهم عن قولهم، فسفكوا الدم الحرام، واستحلوا البلد الحرام، وأخذوا المال الحرام، واستحلوا الشهر الحرام، والله لإصبع عثمان خير من طباق الأرض أمثالهم، فنجاة([18]) من اجتماعكم عليه حتى يَنْكل([19]) بهم غيرهم، ويشرد([20]) من بعدهم، ووالله لو أن الذي اعتدوا به عليه كان ذنبا لخلص منه كما يخلص الذهب من خبثه، أو الثوب من دَرَنه إذ ماصوه كما يماص الثوب بالماء([21]).

وعلى العكس من الصورة الطيبة التي نفهمها من الروايات السابقة الموثوقة للعلاقة بين أم المؤمنين عائشة وعثمان، فإنه تبقى عند الطبري وغيره روايات أخرى صورت العلاقة بين عائشة وعثمان على صورة متناقضة تماما لما انتهينا إليه، وشوهت الدور الرائع الناصع الواعي الذي قامت به رضي الله عنها، دفاعا عن حرمات الله عز وجل، ودفعا عن عثمان t، وفهما لألاعيب السبئية([22]).

إن الروايات التي جاءت في العقد الفريد, وفي الأغاني, وتاريخ اليعقوبي, وتاريخ المسعودي، وأنساب الأشراف، وما انتهت إليه من استدلالات في شأن الدور السياسي للسيدة عائشة -رضي الله عنها- في حياة عثمان بن عفان t، إن جميع ما تؤدي إليه استدلالات تدين الموقف السياسي للسيدة عائشة -رضي الله عنها- لا يعتد بها لمخالفتها للروايات الصحيحة، وقيامها على روايات واهية([23])؛ فأغلبها روايات غير مسندة، والمسند مجروح الإسناد لا يحتج بروايته، هذا إلى فساد متونها إذا ما قورنت بالروايات الأخرى الأكثر صحة وقربا بالحقيقة([24]). وقد قامت السيدة أسماء محمد أحمد زيادة بدراسة الأسانيد والمتون للروايات التي تحدثت عن الدور السياسي للسيدة عائشة في أحداث الفتنة، ونقدت الروايات القائلة بالخلاف السياسي بين عائشة وعثمان عند الطبري وغيره وبينت زيفها وكذبها، ثم قالت: وكان الأحرى بنا أن نعرض عن ذكرها جميعا -كما ذكرت آنفا- لعدم وصولها إلينا عن طريق معتمد، بل الطرق التي وصلت منها رُمى أصحابها بالتشيع والكذب والرفض لكننا عرضنا لها لشيوعها في أغلب الدراسات الحديثة، وللتدليل على سقوطها، فهي روايات -كما اتضح لنا- حاولت خلق تاريخ لا وجود له أصلا من الخلاف، والتنكر بين عثمان وعائشة وبين عثمان والصحابة جميعا.([25]) ولو صح أن عائشة اتفقت مع المتمردين على التحريض على عثمان لكان من المتوقع أن يكون عندها نوع من التماس العذر لهؤلاء المتمردين، لكن لم يصح عنها -رضي الله عنها- شيء من هذا، وإنه لو صح شيء من هذه الروايات في وصف موقف السيدة عائشة -رضي الله عنها- من مقتل عثمان فهي روايات كفيلة بإسقاط العدالة عن عائشة رضي الله عنها، وعن الصحابة الذين اشتركوا معها، وهو ما لا نقبل به للخبر الصادق عن الله ورسوله في تقرير عدالتهم التي كانت كافية لدحض هذه الروايات، لكننا توقفنا أمام الروايات تأكيدا منا على سقوط هذه الرواية ومن بعدها الاستدلالات القائمة عليها، حتى تجتمع الأدلة الدينية والعلمية والتاريخية في صعيد واحد يؤكد بعضها بعضا([26]).

2- علي بن أبي طالب :

كان علي وآل البيت يجلونه ويعترفون بحقه فكان:

أ- أول من بايعه بعد عبد الرحمن بن عوف علي بن أبي طالب([27]). وعن قيس بن عباد قال: سمعت عليا وذكر عثمان فقال: هو رجل قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة» ([28]).

ب- وقد شهد له بالجنة، فعن النزال بن سبرة قال: سألت عليا عن عثمان فقال: ذاك امرؤ يدعى في الملأ الأعلى ذا النورين، كان ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنتيه, ضُمن له بيت في الجنة([29]).

ج- وكان طائعا معترفا بإمامته وخلافته، لا يعصي له أمرا؛ فقد روى ابن أبي شيبة بإسناده عن ابن الحنفية عن علي: قال لو سيرني عثمان إلى صرار لسمعت وأطعت.([30]) والصرار: هو الخيط الذي تشد به التوادي على أطراف الناقة لئلا يرضعها ولدها([31])، وفيه دليل على مدى اتباعه وطاعته لعثمان رضي الله عنهما([32]).

د- ولما جمع عثمان الناس على قراءة واحدة بعد استشارة الصحابة رضوان الله عليهم وإجماعهم على ذلك، قال علي t: لو وليت الذي ولى، لصنعت مثل الذي صنع([33]).

هـ- ولقد أنكر علي قتل عثمان وتبرأ من دمه، وكان يقسم على ذلك في خطبه وغيرها أنه لم يقتله، ولا أمر بقتله، ولا مالأ ولا رضي، وقد ثبت ذلك عنه بطرق تفيد القطع([34]), خلافا لما تزعمه الرافضة من أنه كان راضيا بقتل عثمان رضي الله عنهما.([35]) وقال الحاكم بعد ذكر بعض الأخبار الواردة في مقتله t: فأما الذي ادعته المبتدعة من معونة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فإنه كذب وزور، فقد تواترت الأخبار بخلافه.([36]) وقال ابن تيمية: وهذا كله كذب على عليٍّ وافتراء عليه، فعلي لم يشارك في دم عثمان، ولا أمر ولا رضي، وقد روى عنه ذلك وهو الصادق البار.([37]) وقد قال علي t: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان.([38]) وروى الحاكم بإسناده عن قيس بن عباد قال: سمعت عليا يوم الجمل يقول: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان، ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان، وأنكرت نفسي وجاءوني للبيعة، فقلت: والله إني لأستحي من الله أن أبايع قوما قتلوا رجلا قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة»، وإني لأستحي من الله أن أبايع وعثمان قتيل على الأرض لم يدفن بعد، فانصرفوا, فلما دفن رجع الناس، فسألوني البيعة، فقلت: اللهم إني مشفق مما أقدم عليه، ثم جاءت عزيمة فبايعت فلقد قالوا: يا أمير المؤمنين، فكأنما صدع قلبي، وقلت: اللهم خذ مني لعثمان حتى ترضى.([39]) وروى الإمام أحمد بسنده عن محمد بن الحنفية قال: بلغ عليا أن عائشة تلعن قتلة عثمان في المربد([40]) قال: فرفع يده حتى بلغ بهما وجهه، فقال: وأنا ألعن قتلة عثمان، لعنهم الله في السهل والجبل، قال مرتين أو ثلاثا.([41]) وروى ابن سعد بسنده عن ابن عباس أن عليا قال: والله ما قتلت عثمان ولا أمرت بقتله، ولكني نهيت، والله ما قتلت عثمان ولا أمرت ولكني غلبت، قالها ثلاثا.([42]) وجاء عنه أيضا أنه قال t: من تبرأ من دين عثمان فقد تبرأ من الإيمان، والله ما أعنت على قتله ولا أمرت ولا رضيت([43]).

و- وقال علي عن عثمان : «... كان أوصلنا للرحم، وأتقانا للرب تعالى»([44]).

ز- وعن أبي عون قال: سمعت محمد بن حاطب قال: سألت عليا عن عثمان فقال: هو من الذين آمنوا ثم اتقوا ثم آمنوا ثم اتقوا. ولم يختم الآية([45]).

ح- عن عميرة بن سعد قال: كنا مع عليٍّ على شاطئ الفرات، فمرت سفينة مرفوع شراعها فقال علي: يقول الله عز وجل: "وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَئَاتُ فِي الْبَحْرِ كَالأعْلاَمِ" [الرحمن: 24] والذي أنشأها في بحر من بحاره ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله([46]).

ط- وروى الإمام أحمد في مسنده، عن محمد بن حاطب قال: سمعت عليا يقول: "إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ" [الأنبياء: 101] منهم عثمان([47])، وقال علي t: إنما وهنت يوم قتل عثمان([48]). وقد اعتنى الحافظ ابن عساكر بجمع الطرق الواردة عن علي أنه تبرأ من دم عثمان، وكان يقسم على ذلك في خطبه وغيرها، أنه لم يقتله ولا رضي بذلك، ثبت ذلك عنه من طرق تفيد القطع عند كثير من أئمة الحديث([49]).

3- عبد الله بن عباس :

روى الإمام أحمد بإسناده عن ابن عباس أنه قال: لو اجتمع الناس على قتل عثمان لرموا بالحجارة كما رمى قوم لوط.([50]) وقال في مدح عثمان وذم من ينتقصه: رحم الله أبا عمرو، كان والله أكرم الحفدة وأفضل البررة، هجَّادا بالأسحار، كثير الدموع عند ذكر النار، نهَّاضا عند كل مكرمة، سبَّاقا إلى كل محنة، حبيبًا أبيًّا وفيًّا، صاحب جيش العسرة، ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعقب الله على من يلعنه لعنة اللاعنين إلى يوم الدين([51]).

4- زيد بن علي رحمه الله:

روى ابن عساكر بإسناده إلى السدي قال: أتيته -أي زيد- وهو في بارق حي من أحياء الكوفة، فقلت له: أنتم سادتنا وأنتم ولاة أمورنا، فما تقول في أبي بكر وعمر؟ فقال: تولهما، وكان يقول البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان البراءة من علي، والبراءة من علي البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان([52]).

5- علي بن الحسين رحمه الله:

وقد ثبت عن علي بن الحسين البراءة من قول الرافضة في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فقد روى أبو نعيم بسنده عن محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين أنه قال: جلس قوم من أهل العراق فذكروا أبا بكر وعمر، فنالوا منهما، ثم ابتدأوا في عثمان فقال لهم: أخبروني أأنتم من المهاجرين الأولين "الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ"؟ [الحشر: 8] قالوا: لا، قال: فأنتم من الذين "تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ"؟ [الحشر: 9] قالوا: لا، فقال لهم: أما أنتم فقد أقررتم وشهدتهم على أنفسكم أنكم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء، وأنا أشهد أنكم لستم من الفرقة الثالثة الذين قال الله -عز وجل- فيهم: "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا" [الحشر: 10], فقوموا عني، لا بارك الله فيكم، ولا قرب دوركم، أنتم مستهزئون بالإسلام، ولستم من أهله([53]).

ثانيًا: موقف عمار بن ياسر :

جاء في الروايات التاريخية التي تحمل في طياتها غثا وسمينا أن هناك خلافا بين عمار وعثمان رضي الله عنهما، وقد خطم بعضها بأسانيد، وأخرى لا خطام لها ولا زمام، ولم أجد من أغنى فيه بحثا وتحليلا إلا لَمَاما، والتعرض لمثل هذا الموضوع الذي يمس كرامة أطهر خلق الله وأحبهم إليه وإلى نبيه، لا يمكن معه الاعتماد على روايات تسرح فيه أعراض الصحابة كما تشاء وتمرح من غير زمام أو خطام.([54]) ومن التهم الساقطة التي ساقتها الروايات الضعيفة:

1- ضرب عمار بن ياسر:

تعتبر الروايات التي تحدثت عن ضرب عثمان لعمار من أشهر الروايات في هذا الموضوع وأكثرها، ولقد تفنن واضعوها في ذكر الأساليب التي استخدمها عثمان بالضرب، وفي ذكر ما نتج عنه، وهي مع فساد أسانيدها تحمل نكارة شديدة في متونها.([55]) يقول القاضي أبو بكر بن العربي في عواصمه ضمن تفنيده لما نسب إلى عثمان من افتراءات: وأما ضربه لابن مسعود ومنعه عطاءه فزور، وضربه لعمار إفك مثله، ولو فتق أمعاءه ما عاش أبدا، وقد اعتذر عن ذلك العلماء بوجوه لا ينبغي أن يشتغل بها؛ لأنها مبنية على باطل، ولا يبنى حق على باطل، ولا نذهب الزمان في مماشاة الجهال، فإن ذلك لا آخر له.([56]) إن أخلاق عثمان في سنه وإيمانه وحيائه ولين عريكته ورقة طبعه وسابقته وجليل مكانته في الإسلام أجَلّ من أن تنزل به إلى هذا الدرك من التصرف مع رجل من أجلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, يعرف له عثمان سابقته وفضله مهما كان بينهما من اختلاف في الرأي، أفيرضى عثمان لنفسه وهو الذي أبى على الناس أن يقاتلوا دونه، ورضي بالموت صابرا محتسبا حقنا لدماء المسلمين واتقاء للفتنة العامة، أفيرضى أن يصنع بعمار -وهو أعلم بسابقته وفضله في الإسلام- ما ذكرت الروايات المزعومة بأنه أمر غلمانه بأن يضربوه حتى أغمى عليه، ثم يقوم عثمان في هذه الحال فيطأه في بطنه؟ ثم هل ترضى أخلاق عثمان وحياؤه بأن يدعو بدعوة الجاهلية فيعير عمارا بأمه سمية وهي من أهل السابقة والفضل، وعثمان يعرف شرف انتساب عمار إلى أمه سمية رضي الله عنها، أول شهيدة في الإسلام؟

كلا إن الأخبار الصحيحة والموثوقة لا يوجد فيها ما يدني عثمان من هذا الأسلوب المنحط في الزجر والتأديب، علاوة على أن أخلاقه وطبيعته وسيرته تستبعد ذلك تماما، ومما لا شك فيه أن عرض أمثال تلك الروايات الموضوعة على ما عرف من مواقف وأخلاق أولئك الأئمة الأعلام، والأخذ بالاعتبار مقاييس ذلك العصر ومعاييره لهو أصدق ميزان في النقد لكشف دخائل الوضاعين والمفترين([57]).

2- اتهام عمار بالمساهمة في الفتنة وإثارة الشغب ضد عثمان:

اعتمد المؤرخون في نسبة هذه الافتراءات إلى عمار على روايات لم تسلم إحداها من الطعن في صحة أسانيدها أو في استقامة متونها، وتتنوع التهم المنسوبة إلى عمار في تحريكه لأمر الفتنة، وتحريضه على عثمان، وسعيه بين العامة للتمرد عليه، فمنها ما يذكر من إرسال عثمان له إلى مصر لاستجلاء ما يحدث فيها مما نقل إليه عن تمرد العامة هناك، وأن السبئيين استطاعوا استقطاب عمار والتأثير عليه. وهذا الخبر الذي يرويه الطبري([58]) فيه شعيب بن إبراهيم التميمي الكوفي راوية كتب سيف، فيه جهالة، وقال عنه الراوي: ليس بالمعروف وله أحاديث وأخبار، فيها بعض النكارة، وفيها ما فيها من تحامل على السلف.([59]) ورواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة وفيه شيخ عمر: علي بن عاصم، قال عنه ابن المديني: كان على بن عاصم كثير الغلط، وإذا رد عليه لم يرجع، وكان معروفا في الحديث، ويروي أحاديث منكرة([60])، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء([61])، وقال مرة: كذاب ليس بشيء([62]), وقال النسائي: متروك الحديث([63])، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم، يتكلمون فيه.([64]) وهناك من تلطف بالكلام عليه وقال عنه ابن حجر: صدوق يخطئ ويصر، ورمي بالتشيع([65]). وخبرٌ هذا حال إسناده لا يمكن الاطمئنان إليه لاسيما ما عرف عن عمار من الورع الذي يربأ به عن الانغماس في مثل تلك الأوحال, التي ما عهدنا مرتادا لها إلا سبئيا يهوديا حاقدا، ومعاذ الله أن يصل الحال بصحابي من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المستوى، يقول خالد الغيث: وهذا الخبر يعارضه ما ثبت من عدالة الصحابة رضوان الله عليهم، هذا فضلا عن عدم وروده من طريق صحيح([66]).

ومن الروايات الباطلة في هذا الباب ما نسب إلى سعيد بن المسيب، وفيها أن الصحابة بمجملهم نقموا على عثمان مع من نقم، وحنقوا عليه، وخاصة أبا ذر وابن مسعود وعمار بن ياسر([67]) رضي الله عنهم. وآفة هذه الرواية أن فيها تدليسًا ليس من النوع الممكن إقراره والتجاوز عنه، فقد أسقط منها راوٍ متهم بالوضع والكذب وهو إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله، ولذلك جاء تضعيف علماء الحديث لهذه الرواية، وبيان زيفها عند ترجمتهم لمحمد بن عيسى بن سميع راوي الخبر عن ابن أبي ذئب، يقول الإمام البخاري عن ابن سميع: يقال إنه لم يسمع من ابن أبي ذئب هذا الحديث، يعني حديثه عن الزهري في مقتل عثمان. ويقول ابن حبان: إن ابن سميع لم يسمع حديثه من ابن أبي ذئب، وإنما سمعه من إسماعيل ابن يحيى، فدلس عنه. وقال الحاكم: أبو محمد -يعني ابن سميع- روى عن ابن أبي ذئب حديثا منكرا وهو حديث مقتل عثمان، ويقال: كان في كتابه عن إسماعيل بن يحيى عن ابن أبي ذئب فأسقطه، وإسماعيل ذاهب الحديث.([68]) ويقول الدكتور يوسف العش: والرواية المنسوبة إلى سعيد بن المسيب يجب استبعادها، فهي بعد التحري تظهر موضوعة، فقد نص الحاكم النيسابوري أن أحد رجال سندها قد أسقط من السند رجلا واهيا، وأنها منكرة، والواقع أنها لا تنبئ عن الاحترام الذي يكنه سعيد بن المسيب للصحابة في أقواله الأخرى الصحيحة([69]).

3- براءة عمار من دم عثمان رضي الله عنهما:

وما يروى في ذلك اتهام مسروق وأبي موسى لعمار بذلك عند قدومه مع الحسن لاستنفار أهل الكوفة، وهذه الرواية قد وهي إسنادها بشعيب المجهول، وسيف المعلول، كما أن الرواية التي في صحيح البخاري لا تذكر شيئا من ذلك، فزيادتها لا تحتمل القبول، لا سيما مع طعنها في صحابي مثل عمار بن ياسر المجار - على لسان النبي صلى الله عليه وسلم - من الشيطان([70])، والملئ إلى المُشاش من الإيمان([71]).

وقد بيَّن العلماء بطلان مثل هذا الاتهام الذي لم يختص بعمار فحسب، بل تعداه إلى مجموعة أخرى من أجِلَّة الصحابة، يقول ابن كثير: أما ما يذكره بعض الناس من أن بعض الصحابة أسْلَمَه ورضي بقتله، فهذا لا يصح عن أحد من الصحابة، بل كلهم كرهه ومقته وسب من فعله.([72]) ويقول القاضي أبو بكر بن العربي: فهذا أشبه ما روي في الباب، وبه يتبين -وأصل المسألة سلوك سبيل أهل الحق- أن أحدا من الصحابة لم يسعَ عليه، ولا قعد عنه، ولو استنصر ما غلب ألف أو أربعة آلاف غرباء عشرين ألفا بلديين أو أكثر من ذلك، ولكنه ألقى بيده إلى المصيبة.([73]) ويقول: وقد انتدبت المردة والجهلة إلى أن يقولوا: إن كان فاضل من الصحابة كان عليه مشاغبا مؤلبا، وبما جرى عليه راضيا واخترعوا كتابا فيه فصاحة, وأمثال كتب عثمان به مستصرخا إلى علي, وذلك كل مصنوع، ليوغروا قلوب المسلمين على السلف الماضيين والخلفاء الراشدين، فالذي يُنْخل من ذلك أن عثمان مظلوم محجوج بغير حجة، وأن الصحابة براء من دمه بأجمعهم، لأنهم أتوا إرادته، وسلموا له رأيه في إسلام نفسه([74]).

ثالثـًا: براءة عمرو من دم عثمان:

لما أحيط بعثمان خرج عمرو بن العاص من المدينة متوجها إلى الشام وقال: والله يا أهل المدينة ما يقيم بها أحد فيدركه قتل هذا الرجل إلا ضربه الله عز وجل بذل، ومن لم يستطع نصره فليهرب، فسار وسار معه ابناه عبد الله ومحمد، وخرج بعده حسان بن ثابت، وتتابع على ذلك ما شاء الله.([75]) وعندما جاءه الخبر عن مقتل عثمان وبأن الناس بايعوا علي بن أبي طالب قال عمرو: أنا أبو عبد الله تكون حرب من حك فيه قرحة نكأها، رحم الله عثمان ورضي الله عنه وغفر له، فقال سلامة بن زنباغ الجذامي: يا معشر العرب، إنه قد كان بينكم وبين العرب باب فاتخذوا بابا إذا كسر الباب، فقال عمرو: وذاك الذي نريد ولا يصلح الباب إلا أشاف([76]) تخرج الحق من حافرة البأس ويكون الناس في العدل سواء، ثم تمثل عمرو بن العاص بهذه الأبيات:

فيا لهف نفسي على مالك     وهل يصرف مالك حفظ القدر؟
 أنزع من الحرِّ ([77]) أودى بهم فأعذرهم أم بقومي سكر
ثم ارتحل راجلا يبكي ويقول: يا عثماناه، أنعي الحياء والدين حتى قدم دمشق([78]).


هذه هي الصورة الصادقة عن عمرو والمتتالية مع شخصيته، وخط حياته وقربه من عثمان، أما الصورة التي تمسخه إلى رجل مصالح وصاحب مطامع وراغب دنيا، فهي الرواية المتروكة الضعيفة، رواية الواقدي عن موسى بن يعقوب([79]). وقد تأثر بالروايات الضعيفة والسقيمة مجموعة من الكتاب والمؤرخين فأهووا بعمرو إلى الحضيض، كالذي كتبه محمود شيت خطاب([80])، وعبد الخالق سيد أبو رابية([81])، وعباس محمود العقاد الذي يتعالى عن النظر في الإسناد ويستخف بقارئه، ويظهر له صورة معاوية وعمرو -رضي الله عنهما- بأنهما: انتهازيان صاحبا مصالح، ولو أجمع الناقدون التاريخيون على بطلان الروايات التي استند إليها في تحليله، فهذا لا يعني للعقاد شيئا، فقد قال بعد أن ذكر روايات ضعيفة واهية لا تقوم بها حجة: «... وليقل الناقدون التاريخيون ما بدا لهم أن يقولوا في صدق هذا الحوار، وصحة هذه الكلمات، وما ثبت نقله ولم يثبت منه سنده ولا نصه، فالذي لا ريب فيه ولو أجمعت التواريخ قاطبة على نقضه أن الاتفاق بين الرجلين كان اتفاق مساومة ومعاونة على الملك والولاية، وأن المساومة بينهما كانت على النصيب الذي آل على كل منهما، ولولاه لما كان بينهما اتفاق([82]).

إن شخصية عمرو بن العاص الحقيقية، أنه رجل مبادئ غادر المدينة حين عجز عن نصرة عثمان، وبكى عليه بكاء مرًّا حين قُتل، فقد كان من أقرب أصحابه وخلانه ومستشاريه، وكان يدخل في الشورى - في عهد عثمان- من غير ولاية، ومضى إلى معاوية -رضي الله عنهما- ليتعاونا معا على حرب قتلة عثمان والثأر للخليفة الشهيد.([83]) لقد كان مقتل عثمان كافيا لأن يحرك كل غضبه على أولئك المجرمين السفاكين، وكان لا بد من اختيار مكان غير المدينة للثأر من هؤلاء الذين تجرأوا على حرم رسول الله وقتلوا خليفته على أعين الناس، وأي غرابة أن يغضب عمرو لعثمان؟ وإن كان هناك من يشك في هذا الموضوع فمداره على الروايات المكذوبة التي تصور عمرًا كل همه السلطة والحكم([84]).

رابعًا: من أقوال الصحابة في الفتنة:

1- أنس بن مالك :

قيل لأنس بن مالك: إن حبَّ علي وعثمان لا يجتمعان في قلب، فقال أنس: كذبوا، لقد اجتمع حبهما في قلوبنا([85]).

2- حذيفة بن اليمان :

عن خالد بن الربيع قال: سمعنا بوجع حذيفة، فركب إليه أبو مسعود الأنصاري في نفر فيهم إلى المدائن، قال: ثم ذكر قتل عثمان، فقال: اللهم إني لم أشهد، ولم أقتل, ولم أَرْضَ([86]). وأخرج أحمد بن حنبل عن ابن سيرين عن حذيفة قال: لما بلغه قتل عثمان قال: اللهم إنك تعلم براءتي من دم عثمان، فإن كان الذين قتلوه أصابوا، فإني برئ منهم، وإن كانوا أخطأوا فقد تعلم براءتي من دمه، وستعلم العرب لئن كانت أصابت بقتله لحلبنا بذلك لبَنًا، وإن كانت أخطأت بقتله لتحتلبن بذلك دمًا، فاحتلبوا بذلك دمًا، ما رفعت عنهم السيوف ولا القتل.([87]) وروى ابن عساكر عن جندب بن عبد الله -له صحبة- أنه لقى حذيفة فذكر له أمير المؤمنين عثمان فقال: أما إنهم سيقتلونه، قال: قلت: فأين هو؟ قال: في الجنة، قلت: فأين قاتلوه؟ قال: في النار([88]).

3- أم سليم الأنصارية رضي الله عنها:

قالت أم سليم الأنصارية - رضي الله عنها- لما سمعت بقتل عثمان: رحمه الله، أما إنه لم يحلبوا بعده إلا دما([89]).

4- أبو هريرة :

وعن أبي مريم قال: رأيت أبا هريرة يوم قتل عثمان وله ضفيرتان، وهو ممسك بهما وهو يقول: قتل والله عثمان على غير وجه الحق([90]).

5- أبو بكرة :

روى ابن كثير في البداية والنهاية عن أبي بكرة قال: لأن أخِرَّ من السماء إلى الأرض أحبّ إليَّ من أن أُشرك في قتل عثمان([91]).

6- أبو موسى الأشعري :

عن أبي عثمان النهدي قال أبو موسى الأشعري : إن قتل عثمان لو كان هدي احتلبت به الأمانة لبنًا، ولكنه كان ضلالا فاحتلبت به دما([92]).

7- سمرة بن جندب :

روى ابن عساكر بإسناده إلى سمرة بن جندب قال: إن الإسلام كان في حصن حصين، وإنهم ثلموا في الإسلام ثلمة بقتلهم عثمان، وإنهم شرطوا أشرطة, وإنهم لم يسدوا ثلمتهم أو لا يسدونها إلى يوم القيامة، وإن أهل المدينة كانت فيهم الخلافة فأخرجوها ولم تعد فيهم([93]).

8- عبد الله بن عمرو بن العاص :

وأخرج أبو نعيم في (معرفة الصحابة) بسنده إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: عثمان بن عفان ذو النورين قتل مظلوما، أوتي كفلين من الأجر([94]).

9- عبد الله بن سلام :

قال t: لا تقتلوا عثمان، فإنكم إن فعلتم لم تصلُّوا جميعا([95]) أبدا. وفي رواية: والله لا تهرقون محجما من دم -أي: من دم عثمان- إلا ازددتم به من الله بُعدا([96]).

10- الحسن بن علي :

عن طلق بن خشاف قال: انطلقنا إلى المدينة ومعنا قُرط بن خيثمة، فلقينا الحسن بن علي فقال له قرط: فيم قُتل أمير المؤمنين عثمان؟ فقال: قتل مظلوما([97]).

11- سلمة بن الأكوع :

وعن يزيد بن أبي عبيدة قال: لما قتل عثمان خرج سلمة بن الأكوع -وهو بدري- من المدينة قبل الربذة، فلم يزل بها حتى كان قبيل أن يموت([98]).

12- عبد الله بن عمر :

فعن أبي حازم قال: كنت عند عبد الله بن عمر بن الخطاب فذكر عثمان، فذكر فضله ومناقبه وقرابته حتى تركه أنقى من الزجاجة، ثم ذكر علي بن أبي طالب فذكر فضله وسابقته وقرابته حتى تركه أنقى من الزجاجة، ثم قال: من أراد أن يذكر هذين فليذكرهما هكذا أو فليدع.([99]) وقال ابن عمر -رضي الله عنهما- أيضا: لا تسبوا عثمان؛ فإنا كنا نعده من خيارنا([100]).

خامسًا: أثر مقتل عثمان في حدوث فتن أخرى:

لقد كانت فتنة قتل عثمان سببا في حدوث كثير من الفتن الأخرى، وألقت بظلالها على أحداث الفتن التي تلتها، فتغيرت قلوب الناس وظهر الكذب، وبدأ الخط البياني للانحراف عن الإسلام في عقيدته وشريعته([101]). وكان مقتل عثمان من أعظم الأسباب التي أوجبت الفتن بين الناس، وبسببه تفرقت الأمة إلى اليوم([102])؛ فتفرقت القلوب، وعظمت الكروب، وظهرت الأشرار وذل الأخيار، وسعى في الفتنة من كان عاجزا عنها، وعجز عن الخير والصلاح من كان يحب إقامته، فبايعوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو أحق الناس بالخلافة حينئذ، وأفضل من بقي, لكن القلوب متفرقة ونار الفتنة متوقدة، فلم تتفق الكلمة ولم تنتظم الجماعة، ولم يتمكن الخليفة وخيار الأمة من كل ما يريدون من الخير، ودخل في الفرقة والفتنة أقوام([103]).

وبدأ ضعف الفتوحات تدريجيا خلال السنين الأخيرة من خلافة عثمان، عندما بدأت الفتن تضرب بلاد الإسلام ومركز الخلافة، ثم توقفت عندما قتل عثمان، واستمرت متوقفة بل تراجعت في بعض الأماكن إلى بداية عهد معاوية؛ حيث استقرت أحوال المسلمين فانطلقت الفتوحات شرقا وغربا وشمالا([104]).

سادسًا: الظلم والاعتداء على الآخرين من أسباب الهلاك في الدنيا والآخرة:

إن الظلم والاعتداء على الآخرين بغير حق من أسباب الهلاك في الدنيا والآخرة، كما قال الله -عز وجل-: "وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا" وإن المتتبع لأحوال أولئك الخارجين على عثمان المعتدين عليه يجد أن الله تعالى لم يمهلهم, بل أذلهم وأخزاهم وانتقم منهم فلم ينجُ منهم أحدا([105]).

روى خليفة بن خياط في تاريخه بإسناد صحيح إلى عمران بن الحدير قال: إن لم يكن عبد الله بن شقيق حدثني أن أول قطرة قطرت من دمه -يعني عثمان- على "فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ" [البقرة: 137] فإن أبا حُريت ذكر أنه ذهب وسهيل النميري، فأخرجوا إليه المصحف, فإذا القطرة على "فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ"، فإنها في المصحف ما حكت. وفي تاريخ ابن عساكر عن محمد بن سيرين قال: كنت أطوف بالكعبة، فإذا رجل يقول: اللهم اغفر لي، وما أظن أن تغفر لي، قلت: يا عبد الله، ما سمعت أحدا يقول ما تقول، قال: كنت أعطيت الله عهدا إن قدرت أن ألطم وجه عثمان إلا لطمته، فلما قُتل وضع على سريره في البيت، والناس يجيئون فيصلون عليه، فدخلت كأني أصلي عليه، فوجدت خلوة، فرفعت الثوب عن وجهه فلطمت وجهه، وسجيته, وقد يبست يميني، قال محمد بن سيرين: رأيتها يابسة كأنها عود.([106]) ولو لم يكن من آثار ظلم هؤلاء الحاقدين إلا سل المسلمين السيف عليهم إلى يوم القيامة لكفى بذلك رادعا لهم ولكل من سار في فلكهم، قال القاسم بن محمد: مر عليٌّ على رجلين بالمدينة بعدما قتل عثمان، وقبل بيعته وهما يقولان: قتل ابن بيضاء، ومكانه من الإسلام والعرب، ثم والله ما انتطح فيه عنزان، فقال علي: ما قلتما؟ فأعادا عليه فقال: بلى والله، ورجال بعد رجال، وكتائب بعد كتائب، أو يخرج ابن مريم([107]).

سابعًا: تأثر المسلمين لمقتل عثمان وما قيل من أشعار:

كان وقع المصيبة على نفوس المؤمنين عظيما، فجللهم الحزن وفاضت مآقيهم بالدموع، ولهجت ألسنتهم بالثناء على عثمان، والترحم عليه، وقام حسان بن ثابت يرثي أمير المؤمنين ويكثر التفجع لمقتله، ويهجو قاتليه، ويقرعهم بما كسبت أيديهم([108]) فيقول:

أتركتم غزو الدروب وراءكم      وغزوتمونا عند قبر محمد
فلبئس هدى المسلمين هديتم      ولبئس أمر الفاجر المتعمد
إن تُقْدموا نجعل قِرى سرواتكم      حول المدينة كل لين مذود([109])
أو تدبروا فلبئس ما سافرتم      ولَمِثلُ أمر أميركم لم يرشد
وكأن أصحاب النبي عشية      بُدن تُذَبَّحُ عند باب المسجد
أبكي أبا عمرو لحسن بلائه      أمسى مقيما في بقيع الغرقد([110])

وقال حسان أيضا:

ماذا أردتم من أخي الدين باركت      يدُ الله في ذاك الأديم المقدَّدِ([111])
قتلتم ولي الله في جوف داره      وجئتم بأمر جائر غير مهتد
فهلا رعيتم ذمة الله بينكم      وأوفيتم بالعهد عهد محمد
ألم يك فيكم ذا بلاء ومصدق      وأوفاكم عهدا لدى كل مشهد
فلا ظفرت أيمان قوم تبايعوا      على قتل عثمان الرشيد المسدد([112])

وقال حسان أيضا:

من سره الموت صرفا لا مزاج له      فليأت مأسدة في دار عثمانا
مستشعري حلق الماذىِّ([113]) قد شُفعت     قبل المغاطم([114]) بيض زان أبدانا
صبرا فِدًى لكم أمي وما ولدت      قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا
فقد رضينا بأهل الشام نافرة     وبالأمير وبالإخوان إخوانا
إني لمنهم وإن غابوا وإن شهدوا      ما دمت حيًّا وما سُمِّيت حسانا
لتسمعن وشيكا في ديارهم     الله أكبر يا ثارات عثمانا

وقال أيضا:

إن تُمسِ دار ابن أروى منه خاوية      باب صريع وباب محرق خرب
فقد يصادق باغي الخير حاجته      فيها ويهوى إليها الذكر والحسب
يا أيها الناس أبدوا ذات أنفسكم      لا يستوي الصدق عند الله والكذب
قوموا بحق مليك الناس تعترفوا      بغرة عُصَب من خلفها عُصب
فيهم حبيب شها بالوت يَقْدُمُهم     مستلئما قد بدا في وجهه الغضب([115])

وقال كعب بن مالك :

ويحٌ لأمر قد أتاني رائع      هدَّ الجبال فأنغضت برجوف
قتل الإمام له النجوم خواضع     والشمس بازغة له بكسوف
يا لهف نفسي إذا تولوا غدوة      بالنعش فوق عواتق وكتوف
ولَّوا ودلَّوا في الضريح أخاهم     ماذا أجنَّ ضريحه المسقوف([116])
من نائل أو سؤدد وحمالة     سبقت له في الناس أو معروف
كم من يتيم كان يجبر عظمه      أمسى بمنزلة الضياع يطوف
فرجتها عنه برحمك بعد ما     كادت وأيقن بعدها بحتوف
ما زال يقبلهم ويرأب ظلمهم     حتى سمعت برنة التلهيف
أمسي مقيما بالبقيع وأصبحوا     متفرقين قد أجمعوا بحفوف([117])
النار موعدهم بقتل إمامهم      عثمان صهر في البلاد عفيف
جمع الحمالة([118]) بعد حلم راجح     والخير فيه مبين معروف
يا كعب لا تنفك تبكي هالكا     ما دمت حيا في البلاد تطوف

وقال كعب أيضا:

فكفَّ يديه ثم أغلق بابه     وأيقن أن الله ليس بغافل
وقال لأهل الدار لا تقتلوهم     عفا الله عن كل امرئ لم يقاتل
فكيف رأيت الله صبَّ عليهم     العداوة والبغضاء بعد التواصل؟
وكيف رأيت الخير أدبر بعده     عن الناس إدبار النعام الجوافل؟ ([119])

وقال راعي الإبل النميري في ذلك:

عشية يدخلون بغير إذن     على متوكل أوفى وطابا
خليل محمد وزير صدق     ورابع خير من وطئ الترابا([120])
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



([1]) تحقيق مواقف الصحابة (2/14-18).

([2]) المصدر نفسه (2/18).

([3]) العلج: كل جاف شديد من الرجال.

([4]) شهيد الدار.. عثمان بن عفان، أحمد الخروف، ص148.

([5]) شرح النووي على صحيح مسلم (5/148)، كتاب فضائل الصحابة.

([6]) تحقيق مواقف الصحابة (1/481)، طبقات ابن سعد (3/71).

([7]) منهاج السنة (3/189-206).

([8]) دول الإسلام للذهبي (1/12).

([9]) تحقيق مواقف الصحابة (1/482)، شذرات الذهب (1/40).

([10]) تحقيق مواقف الصحابة (1/482), البخاري، كتاب مناقب عثمان (4/202).

([11]) التمهيد والبيان، ص242.

([12]) تاريخ الطبري (5/400).

([13]) تحقيق مواقف الصحابة (2/18).

([14]) تحقيق مواقف الصحابة (1/378)، المسند (6/205-261)، البداية والنهاية (7/219).

([15]) فتنة مقتل عثمان (1/391), تاريخ خليفة، ص176، إسناده صحيح إلى عائشة.

([16]) الأرب: الحاجة والدهاء والفطنة والعقل.

([17]) خلجوا: تحركوا واضطربوا.

([18]) نجاة: اطلبوا النجاة باجتماعكم عليهم.

([19]) ينكل بهم غيرهم: حتى يردعهم ويروع بهم غيرهم.

([20]) يشرد: يفرق، ويبدد جمعهم.

([21]) تاريخ الطبري (5/473، 474).

([22]) دور المرأة السياسي في عهد النبي والخلفاء الراشدين، ص352.

([23]) انظر أيضا في هذه الاستدلالات الباطلة: العقاد، الصديقة بنت الصديق، ص116-124.

([24]) دور المرأة السياسي، ص370.

([25]) المصدر السابق، ص370.

([26]) دور المرأة السياسي، ص371.

([27]) البخاري، كتاب فضائل الصحابة، رقم (3700).

([28]) مسلم، كتاب فضائل الصحابة، رقم (2401).

([29]) العقيدة في أهل البيت بين الإفراط والتفريط، ص227، المختصر من كتاب الموافقة بين أهل البيت والصحابة للزمخشري، مخطوط بمكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية، وقد طبع هذا الكتاب عن طريق دار الحديث.

([30]) السنة للخلال (1/325)، رقم (416) إسناده صحيح.

([31]) لسان العرب (4/451).

([32]) العقيدة في أهل البيت بين الإفراط والتفريط، ص227.

([33]) السنن للبيهقي (2/42).

([34]) البداية والنهاية (7/202).

([35]) العقيدة في أهل البيت بين الإفراط والتفريط، ص229، حق اليقين لعبد الله شبر، ص189.

([36]) المستدرك (3/103). (4) منهاج السنة (4/406).

([38]) العقيدة في أهل البيت، ص230، إسناده حسن.

([39]) المستدرك (3/95) حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

([40]) موضع قرب البصرة بينهما نحو ثلاثة أميال.

([41]) فضائل الصحابة (1/555)، رقم (733) إسناده صحيح.

([42]) الطبقات (3/82)، البداية والنهاية (7/202).

([43]) الرياض النضرة، ص543.

([44]) صفة الصفوة (1/306).

([45]) فضائل الصحابة (1/580)، إسناده صحيح.

([46]) المصدر نفسه (1/559، 560) إسناده لغيره، رقم: (379).

([47]) المصدر نفسه (1/580)، رقم 771 إسناده صحيح.

([48]) المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (5/61).

([49]) البداية والنهاية (7/193).

([50]) فضائل الصحابة (1/563)، رقم (746).

([51]) العقيدة في أهل البيت، ص234, مروج الذهب للمسعودي (3/64).

([52]) العقيدة في أهل البيت، ص335، تهذيب تاريخ دمشق (6/21).

([53]) العقيدة في أهل البيت، ص236, البداية والنهاية (9/112)، الجامع لأحكام القرآن (18/31، 32).

([54]) عمار بن ياسر، أسامة أحمد سلطان، ص122.

([55]) عمار بن ياسر، أسامة أحمد سلطان، ص122.

([56]) العواصم من القواصم، ص82-84.

([57]) الخليفة المفترى عليه عثمان بن عفان، ص14-41، عمار بن ياسر، ص137.

([58]) تاريخ الطبري (5/348). (2) استشهاد عثمان ووقعة الجمل، ص30.

([60]) سير أعلام النبلاء (9/253). (4) المصدر نفسه (9/255).

([62]) المصدر نفسه (9/257). (6) المصدر نفسه (9/255).

([64]) المصدر نفسه (9/255). (8) تقريب التهذيب، ص403.

([66]) استشهاد عثمان ووقعة الجمل، ص86.

([67]) تاريخ دمشق (39/415)، عمار بن ياسر، ص144.

([68]) تحقيق مواقف الصحابة (2/16-18)، التاريخ الكبير للبخاري (1/203)، التهذيب (9/391)، تهذيب التهذيب (9/392).

([69]) الدولة الأموية (39). (3) البخاري، رقم (3743).

([71]) عمار بن ياسر، ص147. (5) البداية والنهاية (7/207).

([73]) العواصم من القواصم، ص129.

([74]) المصدر نفسه، ص132.

([75]) تاريخ الطبري، نقلا عن عمرو بن العاص، للغضبان، ص464.

([76]) أشاف: جمع أشفى وهو المثقب.

([77]) الحر: جمع حرة وهي الظلمة الشديدة.

([78]) تاريخ الطبري، نقلا عن عمرو بن العاص, للغضبان، ص481.

([79]) عمرو بن العاص، للغضبان، ص481.

([80]) سفراء النبي × ، محمود شيت خطاب، ص508.

([81]) عمرو بن العاص، عبد الخالق سيد أبو رابية، ص316.

([82]) عمرو بن العاص للعقاد، ص231، 232.

([83]) عمرو بن العاص للغضبان، ص489، 490.

([84]) المصدر نفسه، ص492.

([85]) تحقيق مواقف الصحابة (2/25)، التهذيب لابن حجر (7/141).

([86]) المصدر نفسه (2/27).

([87]، 4) تحقيق مواقف الصحابة (2/28)، تاريخ دمشق، ص388.

([88])تحقيق مواقف الصحابة (2/28)، تاريخ دمشق، ص388.

([89]) البداية والنهاية (7/195).

([90]) تحقيق مواقف الصحابة (2/31)، تاريخ دمشق، ص493.

([91]) تحقيق مواقف الصحابة (2/31)، تاريخ دمشق، ص493.

([92]) تاريخ المدينة (4/1245).

([93]) تحقيق مواقف الصحابة (2/31)، تاريخ دمشق، ص493.

([94]) معرفة الصحابة (1/245), المعجم الكبير (1/46).

([95]) تحقيق مواقف الصحابة (2/34) فضائل الصحابة، إسناده صحيح.

([96]) الطبقات (3/81).

([97]) تاريخ المدينة (4/145). (2) المصدر نفسه (4/142).

([99]) تحقيق مواقف الصحابة (1/379).

([100]) تحقيق مواقف الصحابة (1/379) فضائل الصحابة، إسناده صحيح.

([101]) المصدر نفسه، ص590. (6) مجموع الفتاوي (25/162).

([103]) المصدر نفسه (25/163).

([104]) أحداث وأحاديث فتنة الهرج، ص591.

([105]) تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة (1/483).

([106]) سير الشهداء.. دروس وعبر للسحيباني، ص67, تاريخ دمشق، ص458، تحقيق مواقف الصحابة (1/485)

([107]) تحقيق مواقف الصحابة (1/485)، التمهيد والبيان، ص223.

([108]) سير الشهداء للسحيباني، ص62.

([109]) مذود: آلة الذود.

([110]) تاريخ الطبري (5/445).

([111]) الأديم المقدد: الجلد اليابس.

([112]) البداية والنهاية (7/205).

([113]) الماذي: خالص الحديد.

([114]) المغاطم: الأنوف.

([115]) حبيب بن مسلمة الفهري، تاريخ الطبري (5/446).

([116]) التمهيد والبيان، ص210.

([117]) التمهيد والبيان، ص211.

([118]) المصدر نفسه، ص211.

([119]) البداية والنهاية (7/205).

([120]) أي: خير من وطئ التراب في أمة محمد × بعد رسول الله × ثم أبي بكر ثم عمر ثم عثمان، البداية والنهاية (7/206).

 

سيرَة عُثمَان بْنُ عَفان رضيَ اللهُ عَنه شخصيّته وعَصْره للشيخ علي محمد الصلابي


عدد المشاهدات *:
453470
عدد مرات التنزيل *:
93326
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 13/05/2011 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 13/05/2011

الكتب العلمية

روابط تنزيل : المبحث الرابع موقف الصحابة من مقتل عثمان رضي الله عنهم
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  المبحث الرابع موقف الصحابة من مقتل عثمان رضي الله عنهم لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
الكتب العلمية


@designer
1