بسم الله الرحمن الرحيم
ثمامة بن أثال
أما الرجل الرابع ، فهو : ثمامة بن أثال ؛ سيد بني حنفية ، وبنو حنيفة منهم : مسيلمة الكذاب ، ومنهم : ثمامة بن أثالثمامة بن أثا كان يسكن في حصن له في ارض بني حنيفة في نجد ، وفي ليلة من الليالي سمع الرسول صلى الله عليه وسلم أن ثمامة هذا يريد أن يغزو المدينة
فقال صلى الله عليه وسلم ، فيما يروى عنه : ـ بل أنا اغزوه إن شاء الله
أي : قبل أن يتحرك من هناك نرسل له من يغزوه
فأرسل له صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في كوكبه وفي سرية
فأخذ خالد سيفه وخيله ، ومشى بالأبطال إلى وادي بني حنيفة في نجد
وفي إحدى الليالي قال ثمامة لزوجته : أنا لا اخرج هذه الليلة للصيد أبدا ؛ لأنه شعر بشيء
لكن الله إذا أراد شيئا اتمه وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ـ لأنفال: من الآية 17 ـ
قال زوجته : لم ؟
قال : أتوجس ، أي : أتاني خوفا لا ادري ما سببه
فمكث في حصنه وقصره ، والأبواب مغلقة عليه ، لكن أراد الله أن يخرجه لخالد ليأسره ويذهب به إلى المدينة ، فأرسل الله له الغزلان والظباء تلك الليلة حتى كانت تنطح باب الحصن
فقالت زوجته وهو في ضوء القمر : عجيب أمرك كل ليلة تطارد الغزلان ، ولا تجدها ، واليوم أتت تناطح أبوابنا ، انه لمن العجز أن تتركا
فأخذ القوس والأسهم ، وأتى وراء الغزلان، ففتح الباب ففرت الغزلان قليلا ، ففر وراءها ، فدخلت حديقة ، فدخل وراءها ، فخرج ، فخرج من الحديقة
فلما أصبح في الصحراء ، وإذا بخالد يطوقه
قال : من أنت ؟ قال : خالد بن الوليد ، إن كنت لا تعرفني تعرفني الليلة
قال : ماذا جاء بك ؟ قال : سمعنا انك تريد أن تغزو يثرب ، وقد أرسلني صلى الله عليه وسلم إليك
قال : من اكلم ؟ قال كلم رسول الله في المدينة ، فركب معه واتى به أسيرا مشدودا
والحديث في
الصحيحين ، وقال البخاري ـ باب ـ ربط الأسير في المسجد من حديث أبي هريرة
فدخل خالد بهذا الأسير وربطه في سارية المسجد لثلاث مسائل : أولها : أن هذا إهانة للأسير المشرك
الثاني : لعله أن يرى صولة الصحابة وجولتهم، فيراهم وقد تجمعوا في المجد ، وقد اهتدوا فيهتدي
الثالث : لعله أن يسمع الوحي والقرآن والصلاة إذا صلى صلى الله عليه وسلم فيتأثر
فربطه في سارية المسجد
فأتى صلى الله عليه وسلم للصلاة ، فقال :
أسلم يا ثمامة
قال ثمامة : يا محمد ، إن تقتلني تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر
يقول : إن قتلتني فإن دمي لا يضيع فأنا سيد قبيلة ، فورائي أبطال يأخذون بدمي ، وإن عفوت عني وأطلقتني فسوف تجد الجميل عندي محفوظا
فتركه صلى الله عليه وسلم
فكان صلى الله عليه وسلم خلال ثلاثة أيام كلما أتى إلى الصلاة قال:
يا ثمامة أسلم فيعيد قوله
فقال صلى الله عليه وسلم :
أطلقوه
فأطلقوه ، فذهب إلى نخلة من نخل المدينة ، فأخذ ماء فاغتسل ثم دخل المسجد ، وقال : اشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله
فقال له صلى الله عليه وسلم:
ولماذا لم تسلم وأنت في القيد ؟ قال : أخشى أن تتحدث العرب إني أسلمت ذلا ؛ لأنه سيد من السادات
قال : يا رسول الله ، إن شئت أن امنع حنطة اليمامة عن قريش فعلت
قال : امنعها عنهم
فذهب يعتمر ، فقال له كفار قريش : هيه ، يا ثمامة صبأت مع محمد
قال : والله ، لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة
فقيدوه ، فخرج من القيد ، وفر إلى اليمامة ، فضرب حظرا اقتصاديا عليهم فما وصلتهم حبة ـ 14 ـ
وفي قصته دروس :
أولا : جواز إدخال الكافر المجد للحاجة
الثاني : التمهل بالكافر ثلاثة أيام لعله أن يهتدي
الثالث : التضييق على الكافر لعله أن يهتدي أو يخاف
الرابع : استخدام أهل الوجاهات وإنزالهم منازلهم
الخامس : الغسل للكافر
1- عمير بن وهب المفاجأة الكبرى
2- الطفيل بن عمرو الدوسي الداعية العملاق
5- ضمام بن ثعلبة صاحب المسائل العقدية
6- عبد الله بن سلام شاهد من بني إسرائيل
7- عكرمة بن أبي جهل الراكب المهاجر
سيماهم في وجوهم للدكتورعائض بن عبد الله القرني
466276
94299
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 17/05/2007 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 17/05/2007