اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الخميس 18 رمضان 1445 هجرية
???? ?????? ????? ?????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ??????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? ? ????? ?????? ????? ?????? ???? ????????? ??????? ?? ?????? ? ??????????? ????????? ? ??? ?????? ?????? ? ? ??? ??????? ?? ????? ? ???????? ?????? ? ???????? ????? ?? ????? ????? ? ?? ????? ?????? ????????? ??? ????? ??? ??? ???? ????? ????????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????????????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

حكمة

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
الكتب العلمية
المرأة المسلمة
الزي الإسلامي الصحيح للمرأة أسئلة واقعية و إجابات عملية لطه أبو على
هل هناك خطوات عملية أقوم بها لأسير فى هذا الطريق؟
الكتب العلمية

وجواب هذا يمكن إن شاء الله إيجاد أفضل الطرق العملية للالتزام بمنهج الله فى كل الحالات والفرائض وعلى رأسها الالتزام بالزى الإسلامي: أولاً: هناك فتاة تتميز بقوة الشخصية والذكاء الاجتماعي والقدرة العقلية والمنطقية لمواجهة البيئة الخارجية والظروف المحيطة بها فهذه يجب عليها دراسة وتعلم الفقه الذى تريد إتباعه كأن تحيط بالحجج المؤيدة للالتزام بالزى الإسلامي من كلام الله سبحانه وتعالى وأوامره الصريحة بهذا الأمر وكذلك أوامر النبي صلى الله عليه وسلم وسير الصالحات ودراسة الشبهات الموجهة لهذا الأمر الإلهي والرد عليها ثم بعد ذلك تأخذ القرار بالالتزام بالزى الإسلامي الصحيح على أتم وجه وسيعينها الله فى ذلك ثم قوة شخصيتها وقوة منطقها وما حصلته من معرفة الحجج الظاهرة لهذا الأمر فيمكنها هذا من الدوران 180 درجة , مهما كانت على باطل ومهما كان مظهرها الخارجي بعيداً عن الفطرة والإسلام ومهما كانت هى أصلاً بعيدةً عن منهج الله فهذه الشخصية يسهل عليها مواجهة البيئة الخارجية والظروف المحيطة بها دون أى ضرر فهي كانت قبل الالتزام إذا طلبت أى أمر حصلته ولو كان باطلاً ولها القدرة على الدفاع عن رأيها بأساليبها الخاصة حتى تقنع الجميع بوجهة نظرها ولها القدرة على احتواء الجميع وقد يصل الأمر بها أن تقنع من حولها برأيها وهذا الصنف من النساء و الفتيات من فصيلة عمر بن الخطاب رضى الله عنه فلما أراد الهجرة من مكة إلى المدينة أتباعاً لأمر الله ورسوله وكان المهاجرون يهاجرون سراً خوفاً من بطش رجالات قريش فماذا فعل عمر؟ لقد ذهب إليهم فى وضح النهار ونادى فيهم إني مهاجر إلى المدينة فمن كان يريد أن ييتم أطفاله ويثكل نسائه فليقابلني خلف الجبل فلم يقدر أن يعترضه أحد وهذا لقوته وجراءته , فكذلك أنت يمكنك أن تضعي الجراءة والإقدام والشجاعة موضعها فهذه الصفات ليست حكراً على الرجال وإنما للأسف أنت استخدمت الجراءة على الله بسهوله فلا يثقل عليك استخدامها للوصول إلى الله فهذا هو وقتها فأتى بها.

ثانياً: إذا كنت من اللاتي ينقصهن قوة الشخصية أو القوة الكافية لمواجهة الظروف أو أن الظروف أقوى من اللازم , كأن تكوني ابتليت بأهل يعارضون هذا الأمر بشكل مبالغ فيه ، فمثلاً الأم تري أن التزامك بالزي الإسلامي يمنعك عن الزواج كحال اكثر الأمهات زد إلي ذلك أن تكون الأم والأهل غير ملتزمين بأوامر الله ، فهنا تكون المواجهة صعبة فما العمل ؟ هل تعلنين مخالفة الأهل بشكل جاف وبأسلوب غير مهذب حتى تنفذي أوامر الله أم ترضي والديك بالاستمرار في معصية الله ؟ وحتى نفرق بين هذه الحالة والحالة السابقة ، فإننا ذكرنا في الفرض االسابق أنها لا تواجه ضغوط كبيرة وأنها عندما تغير نفسها تماما إلى طاعة الله سوف لا تقابل بمواجهات شديدة ، بل يستقر الوضع سريعاً من غير مضايقة من الأهل أو أن الأهل متفهمين ومؤمنين بأوامر الله ووجوب تنفيذها فيستقبلون التغير علي الرحب والسعة ، أما الفرض الثاني والذي نحن بصدده وهو الضغط الشديد من قبل المحيطين سواء ألوالدين أو الزوج أو ما إلى ذلك وصعوبة التغير والإصلاح من غير إغضابهم ففي هذا الوضع يجب إثبات أمرين يجب تحقيقهما معاً : بر الوالدين وطاعة الله ورسوله .

فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سألت النبي صلي الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله تعالي ؟ قال : -

الصلاة علي وقتها -

قلت ثم أي ؟قال:-

بر لوالدين -

، قلت : ثم أي ؟قال -

الجهاد في سبيل الله -

- متفق عليه - .

ويقول صلي الله عليه وسلم :

size=5>لا طاعة لأحد في معصية الله تعالي إنما الطاعة في المعروف

- صحيح الجامع - ، فأنت الآن بصدد إشكال وهو كيف تنفذين هذين الأمرين والواقع العملي يخبرك بتعارضهما ؟ فإن أطعت الله والتزمت المظهر والزي الإسلامي الصحيح غضب الأهل ومنعوك وان اتبعت أمرهم كنت عاصية لأمر الله فما هو المخرج ؟ والجواب أن الشرع الحكيم المنزل من رب العالمين لا أشكال فيه أبدا ، وإنما نحن نفتقد إلى النظرة الشاملة لإسقاط منهج الله وشرعه علي ارض الواقع ويتضح هذا الأمر علي الوجه التالي فما بدا لك انه أشكال لتعارض أمرين هو فى الحقيقة اختبار من الله لك - أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون - - العنكبوت

:2- ، فبعدما علمت أن الالتزام بالمظهر الإسلامي فرض من فروض الله عليك والتفريط فيه معصية عظيمة تصل إلى حد الكبيرة ، ثم أردت التنفيذ فلا بد أن يكون هناك اختبار من الله هل أنت حقاً راغبة وعازمة علي المضي في هذا الطريق أم لا ؟ هل تصبري علي هذا الأمر أم تنتكسي من أول شوكة ؟ - ومن الناس من يعبد الله علي حرف فإن أصابه خير اطمأن به وان أصابته فتنة انقلب علي وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين - - الحج :11 - ويقول تعالي : - ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله - - العنكبوت :1 - .

هل أي ضغط مهما كان أو بلاء هل كعذاب الله ؟ كلا والله ، فيا من تعانين من مواجهة الأهل والظروف فبداية اعلمي وتيقني انه اختبار وامتحان لك من الله ، فإن صبرت كافأك الله عليه في الدنيا قبل الآخرة ، وبأكثر بكثير من التي نشأت في بيئة صالحة أو لم تواجه ما تواجهينه فالله شكور ولن يبخس عملك - هل جزاء الإحسان إلا الإحسان - - الرحمن : 60 -

ثم بعد ذلك يقول صلي الله عليه وسلم -

ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وأن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة -

- صحيح الجامع -.

ويقول الله تعالي : - واخفض جناحك للمؤمنين - - الحجر:88 - ، ويقول تعالي : - ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك - - آل عمران :159 - ، فهذا هو الحل بين يديك المتمثل في أمر الله ورسوله بحسن الخلق , وللتطبيق العملي نقول هناك ثلاث خطوات للتوفيق بين بر الوالدين وطاعة الله .

أولاً : يجب أن تعلمي يقينا أن الالتزام بالمظهر الإسلامي وهو فرض كما تبين والتفريط فيه يستوجب غضب الله وعقابه ،وأنك حتما ولا بد ستقومين به وإن أغضبت الناس جميعاً ، وهذا في قرارة نفسك من غير أن تصرحي به .

ثانياً : بذل كل طاقتك في الحصول علي رضا الوالدين عن طريق حسن العرض والأدب واللين ، وهذه خطوة غاية في الأهمية .فكما ذكرنا أن النبي صلي الله عليه وسلم بين أن حسن الخلق يعطي صاحبه ثواب الصوم وصاحب الصلاة ، وهل هناك ثواب أعظم من هذا ؟ - وطبعا المقصود أنه يأخذ الثواب ولا يسقط الفرائض - فإذا كان هذا أجر ومنزلة صاحب حسن الخلق فبالتأكيد ليس الأمر سهلاً هيناً ، ولكن العلم بمنهج الله يهون الكثير ، فمثلاً يستكبر كثير من الأبناء أن يصل التعامل مع الوالدين إلى مرحلة قهر أو ذل من الوالدين إلى الأبناء ، ويري الأبناء أن هذا ظلماً يجب دفعه ، فلا يقبل الصبر علي هذا الأمر وتحمله ، ويأتي قول الله تعالي : - واخفض لهما جناحا من الذل والرحمة - - الإسراء :24 - ليضع أصلاً من أهم الأصول ، إن الذل هو أدني مراتب التعامل بين البشر ، فالله عز وجل لم يمنح هذا الحق ولا حتى الرسل والأنبياء في تعاملنا معهم ، إنما أمرنا أن نصل إلى مرحلة الذل في التعامل مع الوالدين ، فلماذا لا تتعبدي لله بالتذلل لوالديك والصبر عليهما ، وإن كان الحق معك والخطأ في صفهمٍ؟ فوالديك ليسوا من أقرانك فلا تخطئيهم صراحة ، بل تبسمي إليهم ولا تحدقي النظر إليهم ، أنصتي لحديثهم ولا ترفعي صوتك عليهم ، قدمي لهم المساعدة والهدايا ، بالغي في شكرهما وإن أعطوا القليل ، وبالغي في عذرهما ولو منعوا الكثير ، اشرحي لهما أمر الله وفرضه ، اعرضي أمر رسوله ونهيه بلباقة ولين وحب وهدوء ، استخدمي كل الوسائل المحببة إليهم ، ادفعي إليهم من يحبونهم ويثقون بهم ليشرحوا موقفك ، أكثري من الصلاة والدعاء لهم أن يألف الله قلوبهم ويهديهم ، ألحي عليهم بأدب وتذلل من غير ضجر ولا ملل ، واعلمي انك في كل هذا تنالين من الأجر ما هو افضل من الجهاد في سبيل الله كما ذكر نبينا صلي الله عليه وسلم وبأجر الصلاة والصيام ، عند ذلك حتماً ستحصلين علي رضا والديك وكل من عارضك ، بل سيباركون عملك إن شاء الله ، إذ كما قالوا : - من أدمن الطرق ولج - ، فبهذا الأسلوب تستطيعين أن تحصلي علي رضا الله بتنفيذ أمره ورضا والديك بإقناعهم باللين والتذلل والتواضع ، وقبل أن أنهي هذه النقطة أوضح أن منهج الله السليم بريء تماماً من كل من يهمل هذه القضية - حسن الخلق - ويدفع بأمر الله في مواجهة الوالدين من غير أدب وتقدير لحقوقهما .

ثالثاً : إذا كان من الولدين إصرار علي رفض التزامك بالمظهر الإسلامي الصحيح بعدما بذلت ما ذكرناه في الخطوة السابقة - وهي نسبة ضئيلة جداً من الأهل إن وجدت - ففي هذه الحالة يسقط عنك تماماً طاعتها في هذه النقطة التي سبق من الله ورسوله فيها أمر أو نهي - ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما - - العنكبوت:8 - ويقول تعالي : - وإن جاهداك علي أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في لدنيا معروفا - - لقمان : 15 - وطبعاً لا تغفلي عن الشق الأخر من الأية فليس معني أنك لم تطيعي والديك في مخالفة أمر الله أن تعلني الحرب عليهما ، كلا بلا يجب أن تستمري في كل ما ذكرناه سابقاً من تذلل وطاعة وتواضع ومشاورة ولين واحترام.

والخلاصة : أن أمر الله بالتزام المظهر الخارجي والزي الإسلامي أمر واجب التنفيذ أيضاً ، فإذا طلب منك والدك مخالفة أمر الله يجب أن تقدمي أمر الله ورسله علي أمر والديك بشرط ، أن تقدمي الحجة والبيان بكل أدب ولين وذل وتواضع .

، وتذكرى أنه عند إسلام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول - كنت باراً بأمي فلما أسلمت قالت يا سعد: ما هذا الدين الذي أحدثت؟. لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي، فيقال يا قاتل أمه. قلت لا تفعلي يا أمي إني لا أدع ديني هذا لشيء، فمكثت يوماً وليلة لا تأكل ولا تشرب وأصبحت وقد جهدت فلما رأيت ذلك قلت: يا أمة تعلمين والله لو كان لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً، ما تركت ديني، إن شئت كلي أولا تأكلي فلما رأت ذلك أكلت, فلما لم تجد منه تراجع تراجعت هى , وهكذا تكون العقيدة الناتجة عن العلم , ولكن مع ذلك عليك بالرفق فى كلا الحالتين واعلمي أنك تستحملي شعار الإسلام فيجب أن تكوني قدوة وذلك بحسن أخلاقك والرفق فى الأمور كلها يقول صلى الله عليه وسلم إن الله رفيق يحب الرفق فى الأمر كله متفق عليه, ولكن لا يكون هذا على حساب مضيك فى هذا الطريق , وبهذا نكون أوضحنا لك طريقين يمكنك الاختيار أيها أنسب لك ولظروفك ولشخصيتك.

إلى كل مؤمن و مؤمنة يخشى من التقهقر بعد التزام طاعة أو ترك معصية

عوامل الثبات على طريق الالتزام بأي عبادة وعدم التقهقر مرة أخرى :

أولا : اخلص نيتك لله :

يقول الله تعالى عن الشيطان: - إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون - النحل:100, أى أن الشيطان لا ولاية له ولا قهر إلا على الذين يتخذونه وليا مطاعا يخضعون لوسوسته والذين هم بالله مشركون فلا يكن الهدف من الالتزام بالعبادة - الأوامر والنواهى - أى شئ إلا طلب مرضاة الله طاعة لله فإن كان غير ذلك فصحح نيتك وإلا سرى فيك وتحقق ما يوسوس به الشيطان إليك فهو لا سلطان له على من قصد وجه الله أما إن كان القصد غير وجه الله سلط عليه , وقد روى أنه كانت شجرة تعبد من دون الله فلما هم رجل بقطعها غضبا لله تمثل له الشيطان فى صوره رجل فدعاه الشيطان للرجوع عن ذلك وسيجد كل يوم تحت وسادته دينارين فرجع الرجل ، فلما أخلف الشيطان وعده عاد الرجل مرة أخرى ليقطع الشجرة فأمسك به الشيطان وخنقه وضرب به الأرض ، فسأله الرجل من أنت ؟ فقال له : أنا الشيطان ولماَ خرجتَ فى المرة الأولى لله لم أُسلط عليك أما فى الثانية فخرجتَ للدنانير فسُلط عليك .

ثانيا:ادخل الالتزام و توكل على الله :

يقول الله تعالى قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون و على الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين المائدة:23,نعم ليكن يقينك فى الله أنك إذا دخلت طريق الالتزام أن الله سيثبتك و يمنع عنك التقهقر و يمنع عنك وساوس الشيطان و مكائده , - وعلى الله فتوكلوا - أيضا يجب الإيمان بأنه لا حول و لا قوة لك تعينك على الثبات على هذا الطريق إلا الله عز و جل فتوكل عليه و ادعوه أن يثبتك, و اعلم أن فائدة التوكل على الله هى سد باب الخوف الذى يقذفك به الشيطان ليثنى عزيمتك .

ثالثا:خذ الالتزام بقوة :

يقول الله تعالى خذوا ماء أتينكم بقوة البقرة:63 ,و يقول الله تعالى ييحي خذ الكتب بقوة مريم:12,و معنى القوة فى هذه الآيات كما قال أهل العلم هو الجد و الاجتهاد, أى أن الله عز و جل يأمر المؤمنين و الأنبياء بأن يأخذوا أوامره و نواهيه بجد و اجتهاد من غير تراخى , و يقول تعالى يأيها الذين ءامنوا ادخلوا فى السلم كافة البقرة:208,والسلم هنا بمعنى الإسلام , فالله يأمرنا بالتزام شرائع الإسلام كلها , و حتى لا يختلط الأمر نفرق بين أمرين هما : أخذ الدين بشرائعه بقوة و بين الغلو فى الدين :

فأخذ الدين بقوة : أى التزام ما شرعه الله و رسوله صلى الله عليه و سلم و ذلك بجد واجتهاد من غير تراخى و لا تفريط .

أما الغلو فى الدين : فهو التزام ما لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه و سلم .

رابعا: إياك و الفرح بالعبادة : يقول الله تعالى إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين القصص:76, وقال صلى الله عليه و سلم ثلاث مهلكات شح مطاع و هوى متبع و إعجاب المرء بنفسه صحيح: السلسلة الصحيحة , و قال مطرف رحمه الله : لأن أبيت نائما و أصبح نادما أحب إلى من أن أبيت قائما - يصلى و أصبح معجبا . و أعلم أن الشيطان لم يهزم أحد أسهل من المعجب بعبادته و التزامه , فاتهم نفسك و أعمالك الصالحة دوما ودائما و متى رءايت أنك فى مأمن و أنك حققت ما يحميك من الرجوع و التقهقر فتيقن أنك منذ هذه اللحظة و قد بدأت العد التنازلي للانتكاس و التقهقر.

خامسا : استمسك بالاستغفار:

ليس الاستغفار مقصورا على من يقوم بمعصية فيستغفر فحسب بل إن الله سبحانه وتعالى يأمرنا أن نستغفره عقب القيام بالأعمال الصالحة لما فى ذلك من مصلحة و فائدة عظيمة فى مسألة الثبات , فما أعظم الصلاة و قد أمرنا الرسول صلى الله عليه و سلم بالاستغفار ثلاث مرات عقبها مباشرة و كذلك بعد أداء فريضة الحج مباشرة , يقول الله تعال ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس و استغفروا الله إن الله غفور رحيم البقرة:199,و كذلك بعد ما أتم النبي صلى الله عليه و سلم الرسالة على أفضل وجه أمره الله سبحانه و تعالى بالاستغفار , يقول الله تعال فسبح بحمد ربك و استغفره إنه كان توابا النصر:3, و على هذا فإن التزامك يجب أن يعقبه و يتخلله دائما الاستغفار, و إياك أن تغرك حلاوة الإيمان الناتجة عن الالتزام أن تقف عن الاستغفار أو تستهين به أو تظن أنه ليس لك حاجة به و اذكر أحب خلق الله إليه صلى الله عليه و سلم المعصوم إذ يقول و الله إني لأستغفر الله و أتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة صحيح البخاري

سادسا: التزم مقام الذل لله :

أى يكون الإنسان منكسرا لله فهو لا ينسى ذنوبه بل يستحضرها ويستحضر تقصيره فى حق الله و كيف أن الله حلم عليه و ستره و صبر عليه و كيف أنه أسبغ عليك نعمه ظاهرة و باطنة , قيل لسعيد بن جبير من أعبد الناس ؟ قال: رجل اجترح من الذنوب , فكلما ذكر ذنوبه احتقر عمله , واعلم أن ذنبا تذِل به لله خير من طاعة تدل بها على الله , ومن علامات تحقيق الإنسان لمقام الذل لله التعامل مع المؤمنين بتواضع و رحمة , يقول الله تعالى محمد رسول الله والذين ءامنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم.. الفتح:29.

سابعا: التزم مقام الخوف :

الخوف من عدم قبول الأعمال الصالحة :

يقول الله تعالى و الذين يؤتون ما أتوا و قلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون المؤمنون:60,قالت السيدة عائشة رضى الله عنها: يا رسول الله - الذين يؤتون ما أتوا و قلوبهم وجلة - هو الذى يسرق و يزنى و يشرب الخمر و هو يخاف الله عز و جل ؟ قال: لا يا بنت أبى بكر يا بنت الصديق, ولكنه الذى يصلى و يصوم و يتصدق و هو يخاف الله عز و جل ألا يتقبل منهم .رواه أحمد والترمذى

الخوف من الانتكاس مرة أخرى :

يقول الله تعالى و إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد ءامنا و اجنبنى و بنى أن نعبد الأصنام إبراهيم:35, سبحان الله هذا إبراهيم عليه السلام الذى ألقي فى النار من أجل أنه حطم الأصنام , فما من أحد على الأرض يبغض الأصنام و يكفر بها مثله و لو قال:أجنب بنى أن يعبدوا الأصنام لكان أمرا عاديا أن يخشى على من يأتي من بعده عبادة الأصنام ولكنه قال و اجنبنى و بنى أن نعبد الأصنام فهو يخاف على نفسه ولا يأمن من الانتكاس , و كذلك نبينا صلى الله عليه و سلم كان أكثر دعائه : اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك , فهذا نبينا صلى الله عليه و سلم أيضا يخاف على دينه ويسأل الله الثبات , وكذلك الملائكة الذين لم يعصوا الله قط , يقول الله تعالى فى وصفهم يخافون ربهم من فوقهم و يفعلون ما يؤمرون النحل:50, ونخلص من هذا أن الخوف ليس بكثرة الذنوب و لكن بصفاء القلوب , فاعلم أن درجة ثباتك على طريق الالتزام يبينها درجة خوفك من الله و عظمته و من عدم القبول و من الانتكاس فإن استمسكت بالخوف فلك من الله الأمان, يقول صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل: و عزتى و جلالى لا أجمع على عبدى خوفين ولا أجمع على عبدى أمنين , إن أمننى فى الدنيا أخفته يوم القيامة و إن خافنى فى الدنيا أمنته يوم القيامة حسن:أخرجه بن حبان فى صحيحه .

ثامنا: التزم مقام الرجاء :

فحاشا لله أن يرد من قصده أو يهمل من اعتمد عليه , يقول صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل: أنا عند ظن عبدى بي و أنا معه حين يذكرني , والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة , و من تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أقبل إلى يمشى أقبلت إليه أهرول متفق عليه , و معنى الحديث : أن الله يفرح بتوبة عبده أكثر من فرح من يجد دابته التي فرت منه و هو فى الصحراء , ومن تقرب إلى بطاعتي تقربت إليه برحمتي و إن زاد زدت فإن أتاني يمشى و أسرع فى طاعتي أتيته هرولة أى صببت عليه الرحمة وسبقته بها و لم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود , فلا يحملنك الخوف من الله على اليأس من رحمته و لا يحملنك الرجاء على الأمن من غضبه و عقابه .

تاسعا: عظم حرمات الله :

يقول الله تعالى ذلك و من يعظم حرمت الله فهو خير له عند ربه الحج:30, و كما قال أهل العلم أن تعظيم حرمات الله لا تعنى عدم شرب الخمر فحسب بل عدم السير فى طريق فيه خمر أى أن المقصود من تعظيم حرمات الله المبالغة فى البعد عنها , فأيما شئ تبت عنه و تركته لله فلا تتركه فحسب بل بالغ فى تركه و البعد عنه , بالغ فى البعد عن الطرق المؤدية إليه , بالغ فى البعد عن الموسوسين و المعينين لك عليه , فإن كانت لك علاقة حب و ألفة بين ما ترغب فى تركه طاعة لله فلا تكتفي بان تضعه فى مرتبه عدم الحب وعدم الطلب بل يجب عليك أن تضعه فى مرتبة البغض لله و إعلانك لهذا البغض لله هو من المبالغة المطلوبة لترك هذا الأمر و عدم العودة إليه مرة أخرى .

عاشرا: اصبر على هذا الطريق : يقول الله تعالى أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا و هم لا يفتنون0 و لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا و ليعلمن الكاذبين العنكبوت:2,3 , فالفتنة و الاختبار أمر لازم لمن هو على طريق الالتزام حتى يتبين من طلب هذا الطريق بصدق و من هو غير ذلك , و هذه الاختبارات من الله هى بحكمة قد تكون ظاهرة أو غير ظاهرة , يقول صلى الله عليه و سلم يبتلى الرجل على حسب دينه, فإن كان فى دينه صلابة زيد فى بلائه و إن كان فى دينه رقه خفف عنه و ما يزال البلاء بالعبد حتى يمشى على الأرض و ليس عليه خطيئة صحيح: الترمذي و يهون أمر البلاء إستحضارالعاقبة الدائمة فى جنات الله و نعيمه , يقول صلى الله عليه و سلم يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت تقرض فى الدنيا بالمقاريض صحيح الجامع , وأيضا يهون أمر الصبر كرامة و فضل الأمر الذى تصبر عليه و هو الالتزام بالدين ففي مسند الإمام أحمد قال صلى الله عليه و سلم إن الله يعطى الدنيا من يحب و من لا يحب ولا يعطى الدين إلا لمن أحب فالتزامك بمنهج الله هو دليل و علامة أن الله يحبك و فهل يضرك بعد هذا شئ ؟

بين الشاب والفتاه بين المرأة والرجل هل توجد علاقة بريئة وأخرى غير بريئة؟

أولاً: العلاقة الغير بريئة : وهى العلاقة التي تتصف بعدم وجود موانع وعوائق لرغبات كلا الطرفين , وقد تكون بدايتها بريئة كالصداقة والزمالة وتنتهي بهما إلى الفاحشة أو فى أفضل الحالات الزواج العرفي , فهذه العلاقة ليست محل نقاشنا لان أهل العقل فضلاً عن أهل الدين يجمعون على حرمة هذه العلاقة ودناءة أهلها ونسأل الله الهداية للجميع.

ثانياً: العلاقة البريئة: وهى محل النقاش , وتكون بين رجل وامرأة أو فتى وفتاة ولكنها يحدها حدود ويفترض أنها لا تتطور ويشملها الأدب العام والعرف ويصل الأمر إلى المصارحات والصدق والألفة والثقة بين الطرفين ولا بأس بمعرفة الأهل بهذه العلاقة إلى حد ما وقد تتعدى الصداقة إلى الأخوية وكلا الطرفين يحرص على مصلحة الأخر وذلك دون الوصول إلى ما حرمه الله , وقد يكون أحد الطرفين متزوج ولكن لا بأس فإنها علاقة بريئة ويكون الحديث فيها فى الأمور الحياتية العادية أو المشاكل الشخصية العادية ومناقشتها , ومن أكبر مميزات هذه العلاقة أن المجتمع يرعاها ويعترف بها والخلاصة أن أصحاب هذه العلاقة على قناعة بصحتها وبراءتها من الفحش وأنها علاقة طبيعية مادامت لا تصل إلى ما حرمه الله ومادامت هذه العلاقة فى العلن!!!

ولحل هذا الإشكال نوضح لب وأساس هذه العلاقة بكل صراحة من زاويتين:

أولاً: الواقعية.

ثانياً: الشرعية.

أولاً: من الناحية الواقعية والعملية:

1.إن المصارحة والصدق والثقة فى هذه العلاقة كالسم فى العسل , إذ أن هذا الصدق ما هو إلا قناع لعملية تمثيلية يصور كل واحد نفسه فى أحسن صورة ويزين مظهره ويتزين فى كلامه ولا يقبل أن يتعرف الطرف الأخر على عيوبه , فهلاً ذكر عيباً من نفسه حتى يكون صريحاً ولو حدث فإنه يمدح نفسه فى صورة الذم كأن تقول أو يقول أكبر عيب عندي أنى صريح ، وإني أعيب على نفسي قول الحق بدون مجاملة فأين الصدق والصراحة؟ بل على العكس أوضح ما فى هذه العلاقة الكذب والمخادعة سواء على نفسه أو على الآخر ،، ومن أوضح ما يبين مسألة التظاهر الكاذب طرح كلا الطرفين في بعض الأحيان موضوعات تبدو هامة ، كأن تكون قضية سياسية أو نفسية أو دينية ويتنافس كلا الطرفين بإبداء رأيه في هذه القضية ووجهة نظره لا لشيء إلا ليظهر أنه على دراية وإلمام بشتى لعلوم والثقافات ، وهذا أمر واضح جداً.

2.هذه العلاقة يفترض أنها لا تتعدى الصداقة والزمالة البريئة , ولكن ما يدرى كلا الطرفين أن الآخر طور أو يطور هذه العلاقة ولو من طرف واحد؟

3.يجد الرجل فى هذه العلاقة الراحة والتسلية , إذ أنه ينشرح صدره وينسى همومه ويأنس بهذه المحادثات والمناقشات , هو لا يبحث عن حل أو يريد أن يحقق غرض وإنما يريد أن يفرغ همه وهذا حاصل فى هذه العلاقة , فليس مهماً أن تكون الفتاة جميلة المنظر وإنما هى كفتاة تحمل مراده وتحقق غايته من تسلية النفس وانشراح الصدر أثناء المجالسة سواء عياناً أو هاتفياً وهذا الأنس مركب فى طبع الرجل تجاه المرأة لا ينكره عاقل , ويقابل ذلك عند المرأة زيادة على هذا تحقيق الشعور بالذات والأهمية وزيادة الثقة بالنفس نتيجة لطلب الفتى أو الرجل إياها والتظاهر باحترامها , وكما ذكرنا أنه لا يتورع عن مخادعة وتمثيل فهي تحكمه بدلالها وهو يحكمها بدهائه.

4.وإذا كانت هذه العلاقة لا تدعو إلى الفاحشة فهذا ليس دليلاً على صحتها وشرعيتها فقد كان أهل الجاهلية قبل الإسلام يقولون - الحب يطيب بالنظر ويفسد بالغمز - وكانوا لا يرون بالمحادثة والنظر للأجنبيات بأساً مادام فى حدود العفاف وهذا كان من دين الجاهلية وهو مخالف للشرع والعقل فإن فيه تعريضاً للطبع لما هو مجبول على الميل إليه ، والطبع يسرق ويغلب. والمقصود أن أصحاب هذه العلاقة رأوا عدم العفاف يفسد هذه العلاقة فغاروا عليها مما يفسدها فهم لم يبتعدوا عن الفاحشة تديناً! - 1-

5.ومنذ متى واعتراف المجتمع يعد معياراً فهل اعترافه بعلانية بيع الخمور يبيح الخمر؟ إن معيار المجتمع معيار ناقص وكذلك معيار كثرة المترددين على الأمر لا يعد دليلاً على صحته. فيقول الله تعالى - قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفلحون - المائدة100

6.ومن أوضح ما يلاحظ في هذه العلاقة أن كلا الطرفين يرى الآخر في أحسن صورة حتى لو كان عكس ذلك بمعنى أنه قد يكون الشاب أو الرجل تافه وسمج وغير متزن والفتاة التي معه قد لا تقبله زوجاً ولكن مع ذلك فهي تراه في صورة محببة إلى نفسه بدليل استمرار هذه العلاقة بينهما وكذلك الفتاة أو المرأة قد تكون لها من التفاهة نصيب كبير و أفكارها ساذجة وليس لها همة في عمل شئ مفيد ومواضيعها المطروحة تنم عن فراغ في العقل ، بل زد على ذلك أنها قد تكون غير جميلة وأيضاً لا يقبلها الشاب زوجة ، ومع كل هذا يشعر تجاهها بارتياح وقبول وقد يتفقدها ويسأل عنها إذا غابت بل قد يغار عليها .. إذاً ما سر هذا الترابط واستمرار هذه العلاقة على الرغم من علم كلا الطرفين بنقائص الآخر ؟؟؟

وجواب هذا :أنه من تزيين الشيطان إذ يزين كل طرف للآخر ، فإذا رأى أحدهما من الآخر عيباً أو نقصاً يستحسنه ويقبله ، والدليل على ذلك أن صاحب هذه العلاقة لا يقيمها مع أخته أو زوجته إن كان متزوجاً ، بل قد تكون أخته أكثر اتزاناً وعقلاً من التي يبني معها هذه العلاقة ، بل إنه لا يقبل من أخته ما يقبله منها ، وكذلك الفتاة صاحبة هذه العلاقة قد يكون لها أخٌ شقيق هو أفضل من هذا الذي تبني معه هذه العلاقة ، ولكن مع هذا فهو لا يغنيها عن هذا الشاب أو الرجل ، فهكذا يتضح جلياً مدى تزيين الشيطان ، ويكثر في القرآن الكريم قوله تعالى - وزَيَّن لهم الشيطان أعمالهم -

... والمقصود أن الشيطان لا يدعو إلى الشيء ويسميه باسمه أو بصفته بل يبسط الصعب ويهون العظيم ، حتى إذا دعا إلى الفاحشة يقول هذا أمر طبيعي وعادي ، إن فلان وفلان يفعلونه ، إن كثيراً من الناس يقومون به ، إنه ليس بالأمر الكبير ، قد يكون خطأ ولكنه ليس جريمة.......وهكذا ولا ينتبه إلى هذا إلا من أنار الله قلبه بالإيمان به ، والوقوف على أوامره ونواهيه.

7.هذه العلاقة تقوم على الاستغلال , وذلك من قبل الرجل أكثر منه من قبل المرأة , فالمرأة عاطفية أكثر من الرجل بكثير لذا فهي ترى أن أهم مكسب لها من هذه العلاقة هو الإشباع العاطفي المتمثل في وجود شخص يهتم بها ويحترمها , والمكسب الأخر الذى لا يقل أهمية عنه هو المشاركة الوجدانية وذلك متمثل فى وجود شخص ينصت إلى مشاكلها وآلامها ويبادلها الرأي باهتمام , هذه هى المرأة وهذه هى تركيبتها عموما ولا محل هنا للبيئة أو التربية أو الالتزام , فأي امرأة يكفيها أن تجد من يهتم بها وفى نفس الوقت ينصت إليها ويشاركها مشاكلها , ولا يشترط أن يجد لها حل , ثم يأتي دور الرجل أو الصديق فالرجل لا ينظر للأمور بنظرة عاطفية كالمرأة مما يؤهله أن يكون هو الطرف المستغل لهذه العلاقة فيأتي هنا دوره التمثيلي , فيتفنن فى إظهار الاحترام والتقدير لهذه الفتاة ويعطيها الثقة فى نفسها ثم ينفذ المرحلة الثانية باقتدار أيضا , فينصت إلى ما تطرحه من مشاكل أو أفكار ثم يشعرها بأنه كالطبيب المعالج وكالفقيه الحكيم , فإذا كان غرض الفتاة من هذه العلاقة كما ذكرنا هو الإشباع العاطفي والمشاركة الوجدانية فهل يمنحها هذا الشاب كل هذا من غير مقابل , لوجه الله مثلا ! أبدا , فكما ذكرت سابقا أن الرجل يكفيه من المرأة ولو حتى سماع صوتها أو رؤيتها والأنس بها والتسلي , هذا فى إطار العلاقة البريئة ! وغالبا ما ينفلت الزمام من أيديهما , هذه هى العلاقة بين الرجل والمرأة أو الفتى والفتاة وهذا هو وبكل صراحة ما يقوم به الرجل أو الشاب من استغلال واستغفال للفتاة أو المرأة فى هذه العلاقة ألمسماه بالبريئة .

ثانياً : من ناحية الشرع والدين:

1.إنه من المعلوم يقيناً أن أصحاب هذه العلاقة يتبادلان النظر ولو بعفوية أو حسن نية أليس كذلك؟ يقول الله تعالى - قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم إن الله خبير بما يصنعون - 30 - وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن - وهذا أمر من الله يقتضي الوجوب للمؤمنين والمؤمنات بغض البصر وهنا ليس لحسن النية أو سوء النية محل , وإنما استثنى نظرة الفجأة فقط فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلى - يا على لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة - ثم إن الأمر من الله بغض البصر ليس مقتصرا على الرجال فقط ,تقول أم سلمة: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم و عنده ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم و ذلك بعد أن أُمرنا بالحجاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم : احتجبا منه , فقلنا : أليس هم أعمى لا يبصرنا و لا يعرفنا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :

أفعمياوان أنتما ؟! ألستما تبصرانه ؟! رواه أبو داود و الترمذي و قال حديث حسن صحيح .

2.يقول صلى الله عليه وسلم - خير صفوف الرجال أولها وشرها اخرها وخير الصفوف النساء أخرها وشرها أولها - هذا بشأن الصلاة فى المسجد فوصف المتأخرات بالخير لبعدهن عن رؤية الرجال وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم. يا الله 000 هذا بشأن المسجد الذى هو مكان العبادة وبحضرة النبي فما بال من تتجرأ وتقول هذا زميلي في الجامعة أو العمل أو تقول أنها علاقة بريئة أو أن نيتها سليمة هل أنت نيتك سليمة ومن أمرهن النبي بتجنب مخالطة الرجال نيتهن سوء ؟! أم أنه أمر واجب التنفيذ على الفور.

3.قوله صلى الله عليه وسلم - ما تركت بعدى فتنة هى أضر على الرجال من النساء - رواه البخاري ومسلم , فقد وصف النبي النساء بأنهن فتنة على الرجال فكيف يجلس الفاتن مع المفتون؟ أم كيف تكون هناك صداقة بين الفاتن والمفتون.

4.قوله صلى الله عليه وسلم - لأن يطعن فى رأس أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له -- . فأين الذين يتجرأون على المصافحة -وما شابه- من أمر النبي؟ ومن هذا كله يتضح أنه لا توجد علاقة بريئة أو صداقة بين الرجل والمرأة أو الفتى والفتاة سواء فى الجامعة أو العمل أو أى مكان , أما كلمة علاقة بريئة فقد أطلقها كل مخادع لنفسه وغيره على علاقة لا ترضى الله ورسوله , وبعيداً عن هذا كله نهمس فى أذن من كان مقتنع بهذه العلاقة ونسأله ونسألها إن الوقت والأعمال تسجل إما فى ديوان الحسنات أو ديوان السيئات ففي أي الديوانين يسجل الوقت الذى قضيته أو قضيتيه تحت عنوان العلاقة البريئة أفي الحسنات أم السيئات؟؟؟؟

إذاً البدار البدار إلى التوبة والرجوع وعدم الإصرار والمكابرة و التجرؤ على ما نهى الله عنه , فإنه من أعظم العقوبات في الدنيا على المعاصي ألا يشعر العاصي بها بل يصر عليها. - وأخيراً لا تنخدعي بمن يدعى أن بناء علاقة بين الرجل والمرأة أو الفتى والفتاة خاصة فى الجامعات وغيرها هى الحضارة والمدنية. كذبوا والله بل إنه الشر كل الشر ولا ينهانا ربنا الا عن الشر وما يوصل إليه. وما لنا وللغرب ليذهب الغرب بنسائه إلى الجحيم إنها ممتهنة فى عقر دارها تربح المال من لديها جمال فإن ذهب جمالها رموها كما ترمى ليمونة امتص ماؤها , لكننا قلدناهم تركنا الحسن وأخذنا القبيح , أما كفانا تفكيراً برؤوس غيرنا أما كفانا نظراً بعيون عدونا أما كفانا تقليداً كتقليد القردة , ليصنع بنات الغرب ما شئن وما شاء لهن رجالهن فما لنا ولهم وتكوني أنت كما يريد لك الله ربك فليس فى الدنيا أكرم منك وأطهر ما تمسكت بدينك وحافظت على حجابك وتخلقت بأخلاقك الحسنة - . - 2 -

وهذا ما قاله المستشرق شاتليه: - إذا أردتم أن تغزو الإسلام وتخضدوا شوكته وتقضوا على هذه العقيدة التي قضت على كل العقائد السابقة واللاحقة لها ، والتي كانت السبب الأول والرئيسي لاعتزاز المسلمين بشموخهم وسبب سيادتهم وغزوهم للعالم ، عليكم أن توجهوا جهود هدمكم إلى نفوس الشباب المسلم بإماتة روح الاعتزاز بماضيهم وكتابهم القرآن ، وتحويلهم عن كل ذلك بواسطة نشر ثقافاتكم وتاريخكم ونشر روح الإباحية وتوفير عوامل الهدم المعنوي ، وحتى لو لم نجد إلا المغفلين منهم والسذج والبسطاء لكفانا ذلك لأن الشجرة يجب أن يتسبب لها في القطع أحد أغصانها - . - 3 -

1 -روضه المحبين ونزهة المشتاقين للعلامة ابن القيم

2 - حكم الاختلاط للشيخ محمد إبراهيم آل الشيخ

3 - هويتنا أو الهاوية للشيخ محمد إسماعيل المقدم

أسأل الله العلى القدير أن يوفقك و يهديني و إياك إلى ما يحب و يرضى , و اعلمي بأن النجاة النجاة فى أن تزنى الأمور كلها صغيرها وكبيرها على ميزان الشرع , والشرع هو أمر أو نهى من الله أو رسوله أو إجماع العلماء.

كتبت بحول الله وحده .. القاهرة / ليلة الأحد / غرة ربيع الثانى1424/ الموافق 1 يونيه 2003

طه أبو على

tahaabuali@hotmail.com

 

الزي الإسلامي الصحيح للمرأة أسئلة واقعية و إجابات عملية لطه أبو على


عدد المشاهدات *:
453611
عدد مرات التنزيل *:
93331
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 12/06/2007 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 12/06/2007

الكتب العلمية

روابط تنزيل : هل هناك خطوات عملية أقوم بها لأسير فى هذا الطريق؟
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  هل هناك خطوات عملية أقوم بها لأسير فى هذا الطريق؟ لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
الكتب العلمية


@designer
1