اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الجمعة 11 شوال 1445 هجرية
??? ?????????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ???????? ??????? ?? ?????? ? ??????????? ????????? ? ??? ?????? ?????? ? ? ??? ??????? ?? ????? ? ???????? ?????? ? ???????? ????? ?? ????? ????? ? ?? ???????? ??????? ??? ???????? ???? ??? ???? ????????????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

غريب

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء الخامس
كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
باب ذكر عبيده عليه الصلاة والسلام وإمائه وخدمه وكتابه وأمنائه
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

ولنذكر ما أورده مع الزيادة والنقصان وبالله المستعان
فمنهم أسامة بن زيد بن حارثة ابو زيد الكلبي ويقال أبو يزيد ويقال أبو محمد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن مولاه وحبه وابن حبه وأمه أم أيمن واسمها بركة كانت حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في صغره وممن آمن به قديما بعد بعثته وقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر أيام حياته وكان عمره إذ ذاك ثماني عشرة أو تسع عشرة وتوفي وهو أمير على جيش كثيف منهم عمر بن الخطاب ويقال وأبو بكر الصديق وهو ضعيف لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصبه للامامة فلما توفي عليه السلام وجيش أسامة مخيم بالجرف كما قدمناه استطلق أبو بكر من اسامه عمر بن الخطاب في الاقامة عنده ليستضيء برأيه فاطلقه له وأنفذ أبو بكر جيش أسامة بعد مراجعة كثيرة من الصحابة له في ذلك وكل ذلك يأبى عليهم ويقول والله لا أحل راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فساروا حتى بلغوا تخوم البلقاء من أرض الشام حيث قتل أبوه زيد وجعفر بن أبي طالب
وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم فأغار على تلك البلاد وغنم وسبى وكر راجعا سالما مؤيدا كما سيأتي فلهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يلقى أسامة إلا قال له السلام عليك أيها الأمير ولما عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم راية الامرة طعن بعض الناس في إمارته فخطب رسول الله فقال فيها إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل وايم الله إن كان لخليقا للامارة وإن كان لمن أحب الخلق إلي بعده وهو في الصحيح من حديث موسى بن عقبة عن سالم عن أبيه وثبت في صحيح البخاري عن اسامة رضي الله عنه أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني والحسن وفيقول اللهم إني أحبهما فأحبهما وروى عن الشعبي عن عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب الله ورسوله فليحب أسامة بن زيد ولهذا لما فرض عمر بن الخطاب للناس في الديوان فرض لأسامة في خمسة آلاف وأعطى ابنه عبد الله بن عمر في أربعة آلاف فقيل له في ذلك فقال إنه كان أحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك وأبوه كان أحب الى رسول الله من أبيك وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن أسامة أن رسول الله أردفه خلفه على حمار عليه قطيفة حين ذهب يعود سعد بن عبادة قبل وقعة بدر
قلت وهكذا أردفه وراءه على ناقته حين دفع من عرفات الى المزدلفة كما قدمنا في حجة الوداع وقد ذكر غير واحد أنه رضي الله عنه لم يشهد مع علي شيئا من مشاهده واعتذر اليه بما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قتل ذلك الرجل وقد قال لا إله إلا الله فقال من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة الحديث وذكر فضائله كثيرة رضي الله عنه وقد كان أسود كالليل أفطس حلوا حسنا كبيرا فصيحا عالما ربانيا رضي الله عنه وكان أبوه كذلك إلا أنه كان أبيض شديد البياض ولهذا طعن بعض من لا يعلم في نسبه منه ولما مر مجزز المدلجي عليهما وهما نائمان في قطيفة وقد بدت أقدامهما اسامة بسواده وأبوه زيد ببياضه قال سبحان الله إن بعض هذه الأقدام لمن بعض أعجب بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل على عائشة مسرورا تبرق أسارير وجهه فقال ألم تر أن مجززا نظر آنفا الى زيد بن حارثة واسامة بن زيد فقال إن بعض هذه الاقدام لمن بعض ولهذا أخذ فقهاء الحديث كالشافعي واحمد من هذا الحديث من حيث التقرير عليه والاستبشار به العمل بقول القافة في اختلاط الانساب واشتباهها كما هو مقرر في موضعه والمقصود أنه رضي الله عنه توفي سنة أربع وخمسين مما صححه أبو عمر وقال غيره سنة ثمان أو تسع وخمسين وقيل مات بعد مقتل عثمان فالله أعلم وروى له جماعة في كتبهم الستة
ومنهم أسلم وقيل ابراهيم وقيل ثابت وقيل هرمز أبو رافع القبطي أسلم قبل بدر ولم يشهدها لأنه
كان بمكة مع سادته آل العباس وكان ينحت القداح وقصته مع الخبيث أبي لهب حين جاء خبر وقعة بدر تقدمت ولله الحمد ثم هاجر وشهد أحدا وما بعدها وكان كاتبا وقد كتب بين يدي علي ابن أبي طالب بالكوفة قاله المفضل بن غسان الغلابي وشهد فتح مصر في ايام عمر وقد كان أولا للعباس بن عبد المطلب فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم وعتقه وزوجه مولاته سلمى فولدت له أولادا وكان يكون على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم وقال الامام احمد ثنا محمد بن جعفر وبهز قالا ثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبي رافع عن أبي رافع أن رسول الله بعث رجلا من بني مخزوم على الصدقة فقال لأبي رافع أصحبني كيما تصيب منها فقال لا حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله فأتى رسول الله فسأله فقال الصدقة لا تحل لنا وإن ملى القوم منهم وقد رواه الثوري عن محمد بن عبد الرحن بن أبي ليلى عن الحكم به وروى أبو يعلى في مسنده عنه أنه أصابهم برد شديد وهم بخيبر فقال رسول الله من كان له لحاف فليلحف من لا لحاف له قال أبو رافع فلم أحد من يلحفني معه فأتيت رسول الله فألقى علي لحافه فنمنا حتى أصبحنا فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رجليه حية فقال يا ابا رافع أقتلها أقتلها وروى له الجماعة في كتبهم ومات في أيام علي رضي الله عنه
ومنهم أنسة بن زيادة بن مشرح ويقال أبو مسرح من مولدي السراة مهاجري شهد بدرا فيما ذكره عروة والزهري وموسى بن عقبة ومحمد بن اسحاق والبخاري وغير واحد قالوا وكان ممن يأذن على النبي صلى الله عليه وسلم اذا جلس وذكر خليفة بن خياط في كتابه قال قال علي بن محمد عن عبد العزيز بن ابي ثابت عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال استشهد يوم بدر أنسة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الواقدي وليس هذا بثبت عندنا ورأيت أهل العلم يثبتون أنه شهد أحدا أيضا وبقي زمانا وأنه توفي في حياة أبي بكر رضي الله عنه ايام خلافته
ومنهم أيمن بن عبيد بن زيد الحبشي ونسبه ابن منده الى عوف بن الخزرج وفيه نظر وهو ابن أم أيمن بركة أخو اسامة لأمه قال ابن اسحاق وكان على مطهرة النبي صلى الله عليه وسلم وكان ممن ثبت يوم حنين ويقال إن فيه وفي أصحابه نزل قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا قال الشافعي قتل أيمن مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين قال فرواية مجاهد عنه منقطعة يعني بذلك ما رواه الثوري عن منصور عن مجاهد عن عطاء عن أيمن الحبشي قال لم يقطع النبي صلى الله عليه وسلم السارق إلا في المجن وكان ثمن المجن يومئذ دينار وقد رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة عن هارون بن عبد الله عن أسود بن عامر عن الحسن بن صالح عن منصور عن الحكم عن مجاهد وعطاء عن أيمن عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وهذا يقتضي تأخر موته عن النبي صلى الله عليه وسلم إن لم يكن الحديث مدلسا عنه ويحتمل أن يكون أريد غيره والجمهور كابن
اسحاق وغيره ذكروه فيمن قتل من الصحابة يوم حنين فالله أعلم ولابنه الحجاج بن أيمن مع عبد الله بن عمر قصة
ومنهم باذام وسيأتي ذكره في ترجمة طهمان
ومنهم ثوبان بن بحدد ويقال ابن جحدر أبو عبد الله ويقال أبو عبد الكريم ويقال أبو عبد الرحمن أصله من أهل السراة مكان بين مكة واليمن وقيل من حمير من أهل اليمن وقيل من الهان وقيل من حكم بن سعد العشيرة من مذحج أصابه سبي في الجاهلية فاشتراه رسول الله فأعتقه وخيره إن شاء أن يرجع الى قومه وإن شاء يثبت فانه منهم أهل البيت فأقام على ولاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه حضرا ولا سفرا حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر أيام عمر ونزل حمص بعد ذلك وابتنى بها دارا وأقام بها الى أن مات سنة أربع وخمسين وقيل سنة أربع وأربعين وهو خطأ وقيل إنه مات بمصر والصحيح بحمص كما قدمنا والله أعلم روى له البخاري في كتاب الأدب ومسلم في صحيحه وأهل السنن الأربعة
ومنهم حنين مولى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جد ابراهيم بن عبد الله بن حنين وروينا أنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ويوضئه فاذا فرغ النبي صلى الله عليه وسلم خرج بفضله الوضوء الى أصحابه فمنهم من يشرب منه ومنهم من يتمسح به فاحتبسه حنين فخبأه عنده في جرة حتى شكوه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ما تصنع به فقال أدخره عندي أشربه يا رسول الله فقال عليه السلام هل رأيتم غلاما أحصى ما أحصى هذا ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم وهبه لعمه العباس فاعتقه رضي الله عنهما
ومنهم ذكوان يأتي ذكره في ترجمة طهمان
ومنهم رافع أو أبو رافع ويقال له أبو البهي قال أبو بكر بن ابي خيثمة كان لأبي أحيحة سعيد ابن العاص الأكبر فورثه بنوه وأعتق ثلاثة منهم أنصباءهم وشهد معهم يوم بدر فقتلوا ثلاثتهم ثم اشترى أبو رافع بقية انصباء بني سعيد مولاه الانصيب خالد بن سعيد فوهب خالد نصيبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله وأعتقه فكان يقول أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك كان بنوه يقولون من بعده ومنهم رباح الاسود وكان يأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي أخذ الاذن لعمر بن الخطاب حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك المشربة يوم آلى من نسائه واعتزلهن في تلك المشربة وحده عليه السلام هكذا جاء مصرحا باسمه في حديث عكرمة بن عمار عن سماك بن الوليد عن ابن عباس عن عمر وقال الامام احمد ثنا وكيع ثنا عكرمة بن عمار عن أياس بن سلمة بن الاكوع عن أبيه قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم غلام يسمى رباح
ومنهم رويفع مولاه عليه الصلاة والسلام هكذا عده في الموالي مصعب بن عبد الله الزبيري وأبو بكر بن أبي خيثمة قالا وقد وفد ابنه على عمر بن عبد العزيز في أيام خلافته ففرض له قالا ولا عقب له
قلت وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله شديد الاعتناء بموالي رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يعرفهم ويحسن اليهم وقد كتب في أيام خلافته الى أبي بكر بن حزم عالم أهل المدينة في زمانه أن يفحص له عن موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال والنساء وخدامه رواه الواقدي وقد ذكره أبو عمر مختصرا وقال لا أعلم له رواية حكاه ابن الأثير في الغابة
ومنهم زيد بن حارثة الكلبي وقد قدمنا طرفا من ذكره عند ذكر مقتله بغزوة مؤتة رضي الله عنه وذلك في جمادى من سنة ثمان قبل الفتح بأشهر وقد كان هو الأمير المقدم ثم بعده جعفر ثم بعدهما عبد الله بن رواحة وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في سرية إلا أمره عليهم ولو بقي بعده لاستخلفه رواه احمد
ومنهم زيد أبو يسار قال أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة سكن المدينة روى حديثا واحدا لا أعلم له غيره حدثنا محمد بن علي الجوزجاني ثنا أبو سلمة هو التبوذكي ثنا حفص بن عمر الطائي ثنا أبو عمر بن مرة سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم سمعت أبي حدثني عن جدي أنه سمع رسول الله يقول من قال استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب اليه غفر له وإن كان فر من الزحف وهكذا رواه أبو داود عن أبي سلمة وأخرجه الترمذي عن محمد ابن اسماعيل البخاري عن أبي سلمة موسى بن اسماعيل به وقال الترمذي غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
ومنهم سفينة أبو عبد الرحمن ويقال أبو البختري كان اسمه مهران وقيل عبس وقيل احمر وقيل رومان فلقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبب سنذكره فغلب عليه وكان مولى لام سلمة فاعتقته واشترطت عليه أن يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يموت فقبل ذلك وقال لو لم تشترطي علي ما فارقته وهذا الحديث في السنن وهو من مولدي العرب وأصله من أبناء فارس وهو سفينة بن مافنة وقال الامام احمد ثنا أبو النضر ثنا حشرج بن نباتة العبسي كوفي حدثنا سعيد بن جمهان حدثني سفينة قال قال رسول الله الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملكا بعد ذلك ثم قال لي سفينة أمسك خلافة أبي بكر وخلافة عمر وخلافة عثمان وأمسك خلافة علي ثم قال فوجدناها ثلاثين سنة ثم نظرت بعد ذلك في الخلفاء فلم أجده يتفق لهم ثلاثون قلت لسعيد أين لقيت سفينة قال ببطن نخلة في زمن الحجاج فاقمت عنده ثلاث ليال أسأله عن أحاديث رسول الله قلت له ما اسمك قال
ما أنا بمخبرك سماني رسول الله سفينة قلت ولم سماك سفينة قال خرج رسول الله ومعه اصحابه فثقل عليهم متاعهم فقال لي ابسط كساك فبسطته فجعلوا فيه متاعهم ثم حملوه علي فقال لي رسول الله احمل فانما أنت سفينة فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل علي إلا أن يحفوا وهذا الحديث عن أبي داود والترمذي والنسائي ولفظه عندهم خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم تكون ملكا وقال الامام احمد حدثنا بهز ثنا حماد بن سلمة عن سعيد بن جمهان عن سفينة قال كنا في سفر فكان كلما أعيا رجل ألقى علي ثيابه ترسا أو سيفا حتى حملت من ذلك شيئا كثيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنت سفينة هذا هو المشهور في تسميته سفينة وقد قال أبو القاسم البغوي ثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني ومحمد بن جعفر الوركاني قالا ثنا شريك بن عبد الله النخعي عن عمران البجلي عن مولى لام سلمة قال كنا مع رسول الله فمررنا بواد أو نهر فكنت أعبر الناس فقال لي رسول الله ما كنت منذ اليوم إلا سفينة وهكذا رواه الامام احمد عن أسود بن عامر عن شريك وقال أبو عبد الله بن منده ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمر ثنا أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن سفينة قال ركبت البحر في سفينة فكسرت بنا فركبت لوحا منها فطرحني في جزيرة فيها أسد فلم يرعني الا به فقلت يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يغمزني بمنكبه حتى أقامني على الطريق ثم همهم فظننت أنه السلام وقد رواه أبو القاسم البغوي عن ابراهيم بن هانئ عن عبيد الله بن موسى عن رجل عن محمد بن المنكر عنه ورواه أيضا عن محمد بن عبد الله المخرمي عن حسين بن محمد قال قال عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر عن سفينة فذكره ورواه أيضا حدثنا هارون بن عبد الله ثنا علي بن عاصم حدثني أبو ريحانة عن سفينة مولى رسول الله قال لقيني الأسد فقلت أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فضرب بذنبه الأرض وقعد وروى له مسلم وأهل السنن وقد تقدم في الحديث الذي رواه الامام احمد أنه كان يسكن بطن نخلة وأنه تأخر إلى أيام الحجاج
ومنهم سلمان الفارسي أبو عبد الله مولى الاسلام أصله من فارس وتنقلت به الاحوال إلى أن صار لرجل من يهود المدينة فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة أسلم سلمان وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فكاتب سيده اليهودي وأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أداء ما عليه فنسب اليه وقال سلمان منا أهل البيت وقد قدمنا صفة هجرته من بلده وصحبته لاولئك الرهبان واحدا بعد واحد حتى آل به الحال الى المدينة النبويه وذكر صفة إسلامه رضي الله عنه في أوائل الهجرة
النبوية الى المدينة وكانت وفاته في سنة خمس وثلاثين في آخر ايام عثمان أو في أول سنة ست وثلاثين وقيل إنه توفي في ايام عمر بن الخطاب والاول اكثر قال العباس بن يزيد البحراني وكان اهل العلم لا يشكون انه عاش مائتين وخمسين سنة واختلفوا فيما زاد على ذلك إلى ثلاثمائة وخمسين وقد ادعى بعض الحفاظ المتأخرين أنه لم يجاوز المائة فالله أعلم بالصواب
ومنهم شقران الحبشي واسمه صالح بن عدي ورثه عليه السلام من أبيه وقال مصعب الزبيري ومحمد بن سعد كان لعبد الرحمن بن عوف فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم وقد روى احمد بن حنبل عن اسحاق بن عيسى عن أبي معشر أنه ذكره فيمن شهد بدرا قال ولم يقسم له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا ذكره محمد بن سعد فيمن شهد بدرا وهو مملوك فلهذا لم يسهم له بل استعمله على الأسرى فحذاه كل رجل له أسير شيئا فحصل له أكثر من نصيب كامل قال وقد كان ببدر ثلاثة غلمان غيره غلام لعبد الرحمن بن عوف وغلام لحاطب بن أبي بلتعة وغلام لسعيد بن معاذ فرضخ لهم ولم يقسم قال أبو القاسم البغوي وليس له ذكر فيمن شهد بدرا في كتاب الزهري ولا في كتاب ابن اسحاق وذكر الواقدي عن أبي بكر بن عبد الله بن ابي سبرة عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال استعمل رسول الله شقران مولاه على جميع ما وجد في رحال المريسيع من رثة المتاع والسلاح والنعم والشاء وجمع الذرية ناحية وقال الامام احمد ثنا أسود بن عامر ثنا مسلم بن خالد عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيته يعني النبي صلى الله عليه وسلم متوجها الى خيبر على حمار يصلي عليه يومئ إيماء وفي هذه الاحاديث شواهد أنه رضي الله عنه شهد هذه المشاهد وروى الترمذي عن زيد بن أخزم عن عثمان بن فرقد عن جعفر بن محمد أخبرني ابن أبي رافع قال سمعت شقران يقول أنا والله طرحت القطيفة تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال الذي اتخذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم أبو طلحة والذي ألقى القطيفة شقران ثم قال الترمذي حسن غريب وقد تقدم أنه شهد غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل في قبره وأنه وضع تحته القطيفة التي كان يصلي عليها وقال والله لا يلبسها أحد بعدك وذكر الحافظ أبو الحسن بن الاثير في الغابة أنه انقرض نسله فكان آخرهم موتا بالمدينة في أيام الرشيد
ومنهم ضميرة بن ابي ضميرة الحميري أصابه سبي في الجاهلية فاشتراه النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه ذكره مصعب الزبيري قال وكانت له دار بالبقيع وولد قال عبد الله بن وهب عن ابن
أبي ذئب عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده ضميرة أن رسول الله مر بأم ضميرة وهي تبكي فقال لها ما يبكيك أجائعة أنت أعارية أنت قالت يا رسول الله فرق بيني وبين ابني فقال رسول الله لا يفرق بين الوالدة وولدها ثم أرسل الى الذي عنده ضميرة فدعاه فابتاعه منه ببكر قال ابن أبي ذئب ثم أقرأني كتابا عنده بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لابي ضميرة وأهل بيته أن رسول الله أعتقهم وأنهم أهل بيت من العرب إن أحبوا اقاموا عند رسول الله وإن أحبوا رجعوا الى قومهم فلا يعرض لهم إلا بحق ومن لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيرا وكتب أبي بن كعب
ومنهم طهمان ويقال ذكوان ويقال مهران ويقال ميمون وقيل كيسان وقيل باذام روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي وإن مولى القوم من أنفسهم رواه البغوي عن منجاب بن الحارث وغيره عن شريك عن عطاء بن السائب عن إحدى بنات علي بن أبي طالب وهي أم كلثوم بنت علي قالت حدثني مولى للنبي صلى الله عليه وسلم يقال له طهمان أو ذكوان قال قال رسول الله فذكره
ومنهم عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو داود الطيالسي عن شعبة عن سليمان التيمي عن شيخ عن عبيد مولى للنبي صلى الله عليه وسلم قال قلت هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بصلاة سوى المكتوبة قال صلاة بين المغرب والعشاء قال أبو القاسم البغوي لا أعلم روى غيره قال ابن عساكر وليس كما قال ثم ساق من طريق أبي يعلى الموصلي حدثنا عبد الاعلى بن حماد ثنا حماد بن سلمة عن سليمان التيمي عن عبيد مولى رسول الله أن امرأتين كانتا صائمتين وكانتا تغتابان الناس فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فقال لهما قيئا فقاءا قيحا ودما ولحما عبيطا ثم قال إن هاتين الصائمتا عن الحلال وأفطرتا على الحرام وقد رواه الأمام احمد عن يزيد بن هارون وابن أبي عدي عن سليمان التيمي عن رجل حدثهم في مجلس أبي عثمان عن عبيد مولى رسول الله فذكره ورواه احمد أيضا عن غندر عن عثمان بن غياث قال كنت مع أبي عثمان فقال رجل حدثني سعيد أو عبيد عثمان يشك مولى النبي صلى الله عليه وسلم فذكره
ومنهم فضالة مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال محمد بن سعيد أنبأنا الواقدي حدثني عتبة بن خيرة الاشهلي قال كتب عمر بن عبد العزيز الى أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم أن افحص لي عن خدم رسول الله من الرجال والنساء ومواليه فكتب اليه قال وكان فضالة مولى له يماني نزل الشام
بعده وكان أبو مويهبة مولدا من مولدي مزينة فاعتقه قال ابن عساكر لم أجد لفضالة ذكرا في الموالي إلا من هذا الوجه
ومنهم قفيز أوله قاف وآخره زاي قال أبو عبد الله بن منده أنبأنا سهل بن السري ثنا احمد ابن محمد بن المنكدر ثنا محمد بن يحيى عن محمد بن سليمان الحراني عن زهير بن محمد عن أبي بكر ابن عبد الله بن أنيس قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما يقال له قفيز تفرد به محمد بن سليمان
فطلقها فتزوجها بعده هشام بن المغيرة فولدت له سلمة وكانت امرأة ضخمة جميلة لها شعر غزير يجلل جسمها فخطبها رسول الله من ابنها سلمة فقال حتى استأمرها فاستأذنها فقالت يا بني أفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تستأذن فرجع ابنها فسكت ولم يرد جوابا وكأنه رأى أنها قد طعنت في السن وسكت النبي صلى الله عليه وسلم عنها وبه عن ابن عباس قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت بشامة بن نضلة العنبري وكان أصابها سبي فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئت أنا وإن شئت زوجك فقالت بل زوجي فأرسلها فلعنتها بنو تميم وقال محمد بن سعد أنبأنا الواقدي ثنا موسى بن محمد ابن ابراهيم التيمي عن أبيه قال كانت أم شريك امرأة من بني عامر بن لؤي قد وهبت نفسها من رسول الله فلم يقبلها فلم تتزوج حتى ماتت قال محمد بن سعد وأنبأنا وكيع عن شريك عن جابر عن الحكم عن علي بن الحسين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أم شريك الدوسية قال الواقدي الثبت عندنا أنها من دوس من الأزد قال محمد بن سعد واسمها غزية بنت جابر بن حكيم وقال الليث بن سعد عن هشام بن محمد عن أبيه قال متحدث أن أم شريك كانت وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وكانت امرأة صالحة وممن خطبها ولم يعقد عليها حمزة بنت الحارث بن عون بن أبي حارثة المري فقال أبوها إن بها سوءا ولم يكن بها فرجع اليها وقد تبرصت وهي أم شبيب بن البرصاء الشاعر هكذا ذكره سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال وخطب حبيبة بنت العباس بن عبد المطلب فوجد أباها أخوه من الرضاعة أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب فهؤلاء نساؤه وهن ثلاثة اصناف صنف دخل بهن ومات عنهن وهن التسع المبدأ بذكرهن وهن حرام على الناس بعد موته عليه السلام بالاجماع المحقق المعلوم من الدين ضرورة وعدتهن بانقضاء أعمارهن قال الله تعالى وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما وصنف دخل بهن وطلقهن في حياته فهل يحل لأحد أن يتزوجهن بعد انقضاء عدتهن منه عليه السلام فيه قولان للعلماء أحدهما لا لعموم الآية التي ذكرناها والثاني نعم بدليل آية التخيير وهي قوله يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله رسوله والدار الآخرة فان الله أعد للمحصنات منكن أجرا عظيما قالوا فلولا أنها تحل لغيره أن يتزوجها بعد فراقه إياها لم يكن في تخييرها بين الدنيا والآخرة فائدة إذ لو كان فراقه لها لا يبحها لغيره لم يكن فيه فائدة لها وهذا قوي والله تعالى أعلم وأما الصنف الثالث وهي من تزوجها وطلقها قبل أن يدخل بها فهذه تحل لغيره أن يتزوجها ولا أعلم في هذا القسم نزاعا وأما من خطبها ولم يعقد عليها فأولى لها أن تتزوج وأولى وسيجيء فصل في كتاب الخصائص يتعلق بهذا المقام والله أعلم
ومنهم كركرة كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته وقد ذكره أبو بكر بن حزم فيما كتب به الى عمر بن عبد العزيز قال الامام احمد حدثنا سفيان عن عمرو عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة فمات فقال هو في النار فنظروا فاذا عليه عباءة قد غلها أو كساء قد غله رواه البخاري عن علي بن المديني عن سفيان قلت وقصته شبيهة بقصة مدعم الذي أهداه رفاعة من بني النصيب كما سيأتي
ومنهم كيسان قال البغوي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا ابن فضيل عن عطاء بن ا السائب قال أتيت أم كلثوم بنت علي فقالت حدثني مولى للنبي صلى الله عليه وسلم يقال له كيسان قال له النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من أمر الصدقة إنا أهل بيت نهينا أن نأكل الصدقة وإن مولانا من أنفسنا فلا تأكل الصدقة
ومنهم مابور القبطي الخصي أهداه له صاحب اسكندرية مع مارية وشيرين والبغلة وقد قدمنا من خبره في ترجمة مارية رضي الله عنهما ما فيه كفاية
ومنهم مدعم وكان أسود من مولدي حسمي أهداه رفاعة بن زيد الجذامي قتل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك مرجعهم من خيبر فلما وصلوا الى وادي القرى فبينما مدعم يحط عن ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم رحلها إذ جاءه سهم عائر فقلته فقال الناس هنيئا له الشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا فلما سمعوا ذلك جاء رجل بشراك أو شراكين فقال النبي صلى الله عليه وسلم شراك من نار أو شراكان من نار أخرجاه من حديث مالك عن ثور بن يزيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة
ومنهم مهران ويقال طهمان وهو الذي روت عنه أم كلثوم بنت علي في تحريم الصدقة على بني هاشم ومواليهم كما تقدم
ومنهم ميمون وهو الذي قبله
ومنهم نافع مولاه قال الحافظ ابن عساكر أنبأنا أبو الفتح الماهاني أنبأنا شجاع الصوفي أنبأنا محمد بن اسحاق أنبأنا احمد بن محمد بن زياد حدثنا محمد بن عبد الملك بن مروان ثنا يزيد بن هارون أنبأنا أبو مالك الاشجعي عن يوسف بن ميمون عن نافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة شيخ زان ولا مسكين متكبر ولا منان بعمله على الله عز وجل
ومنهم نفيع ويقال مسروح ويقال نافع بن مسروح والصحيح نافع بن الحارث بن كلدة ابن عمرو بن علاج بن سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن عوف بن قيس وهو ثقيف أبو بكرة الثقفي وأمه سمية أم زياد تدلى هو وجماعة من العبيد من سور الطائف فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان نزوله في بكرة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكرة قال أبو نعيم وكان رجلا صالحا آخى رسول الله بينه وبين أبي برزة الاسلمي
قلت وهو الذي صلى عليه بوصيته اليه ولم يشهد أبو بكرة وقعة الجمل ولا أيام صفين وكانت وفاته في سنة إحدى وخمسين وقيل سنة اثنتين وخمسين
ومنهم واقد أو أبو واقد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحافظ أبو نعيم الاصبهاني حدثنا أبو عمرو ابن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم حدثنا الحسين بن محمد ثنا الهيثم ابن حماد عن الحارث بن غسان عن رجل من قريش من أهل المدينة عن زاذان ع واقد مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن ومن عصى الله فلم يذكره وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن
ومنهم هرمز أبو كيسان ويقال هرمز أو كيسان هو الذي يقال فيه طهمان كما تقدم وقد قال ابن وهب ثنا علي بن عباس عن عطاء بن السائب عن فاطمة بنت علي أو أم كلثوم بنت علي قالت سمعت مولى لنا يقال له هرمز يكنى أبا كيسان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة وإن مواينا من أنفسنا فلا تأكلوا الصدقة وقد رواه الربيع بن سليمان عن أسد بن موسى عن ورقاء عن عطاء بن السائب قال دخلت على أم كلثوم فقالت إن هرمز أو كيسان حدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنا لا نأكل الصدقة وقال أبو القاسم البغوي ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا أبو حفص الأبار عن ابن أبي زياد عن معاوية قال شهد بدرا عشرون
مملوكا منهم مملوك للنبي صلى الله عليه وسلم يقال له هرمز فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن الله قد أعتقك وإن مولى القوم من أنفسهم وإنا أهل بيت لا نأكل الصدقة فلا تأكلها
ومنهم هشام مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال محمد بن سعد أنبأنا سليمان بن عبيد الله الرقي أنبأنا محمد بن أيوب الرقي عن سفيان عن عبد الكريم عن أبي الزبير عن هشام مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاء رجل فقال يا رسول الله إن امرأتي لا تدفع يد لامس قال طلقها قال إنها تعجبني قال فتمتع بها قال ابن منده وقد رواه جماعة عن سفيان الثوري عن أبي الزبير عن مولى بني هاشم عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمه ورواه عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن أبي الزبير عن جابر
ومنهم يسار ويقال إنه الذي قتله العرنيون وقد مثلوا به وقد ذكر الواقدي بسنده عن يعقوب بن عتبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذه يوم قرقرة الكدر مع نعم بني غطفان وسليم فوهبه الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله منهم لأنه رآه يحسن الصلاة فأعتقه ثم قسم في الناس النعم فاصاب كل انسان منهم سبعة أبعره وكانوا مائتين
ومنهم أبو الحمراء مولى النبي صلى الله عليه وسلم وخادمه وهو الذي يقال إن اسمه هلال بن الحارث وقيل ابن مظفر وقيل هلال بن الحارث بن ظفر السلمي أصابه سبي في الجاهلية وقال أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأنا عبد الله بن موسى والفضل بن دكين عن يونس بن أبي اسحاق عن أبي داود القاص عن أبي الحمراء قال رابطت المدينة سبعة أشهر كيوم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي باب علي وفاطمة كل غداة فيقول الصلاة الصلاة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال احمد بن حازم وأنبأنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين واللفظ له عن يونس بن أبي اسحاق عن أبي داود عن أبي الحمراء قال مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل عنده طعام في وعاء فادخله يده فقال غششته من غشنا فليس منا وقد رواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي نعيم به وليس عنده سواه وأبو داود هذا هو نفيع بن الحارث الاعمى أحد المتروكين الضعفاء قال عباس الدوري عن ابن معين أبو الحمراء صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه هلال بن الحارث كان يكون بحمص وقد رأيت بها غلاما من ولده وقال غيره كان منزله خارج باب حمص وقال أبو الوازع عن سمرة كان أبو الحمراء في الموالي
ومنهم أبو سلمي راعي النبي صلى الله عليه وسلم ويقال أبو سلام واسمه حريث قال أبو القاسم البغوي ثنا كامل بن طلحة ثنا عباد بن عبد الصمد حدثني أبو سلمة راعي النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لقي الله يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وآمن بالبعث والحساب
دخل الجنة قلنا أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فادخل أصبعيه في أذنيه ثم قال أنا سمعت هذا منه غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث ولا أربع لم يورد له ابن عساكر سوى هذا الحديث وقد روى له النسائي في اليوم والليلة آخر وأخرج له ابن ماجه ثالثا
ومنهم أبو صفية مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو القاسم البغوي ثنا احمد بن المقدام ثنا معتمر ثنا أبو كعب عن جده بقية عن أبي صفية مولى النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يوضع له نطع ويجاء بزبيل فيه حصى فيسبح به إلى نصف النهار ثم يرفع فاذا صلى الاولى سبح حتى يمسي
ومنهم أبو ضميرة مولى النبي صلى الله عليه وسلم والد ضميرة المتقدم وزوج أم ضميرة وقد تقدم في ترجمة ابنه طرف من ذكرهم وخبرهم في كتابهم وقال محمد بن سعد في الطبقات أنبأنا اسماعيل بن عبد الله بن أويس المدني حدثني حسين بن عبد الله بن أبي ضميرة أن الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ضميرة بسم الله الرحمن الرحيم كتاب من محمد رسول الله لأبي ضميرة وأهل بيته إنهم كانوا أهل بيت من العرب وكانوا ممن أفاء الله على رسوله فأعتقهم ثم خير أبا ضميرة إن أحب أن يلحق بقومه فقد أذن له وإن أحب أن يمكث مع رسول الله فيكونوا من أهل بيته فاختار الله ورسوله ودخل في الأسلام فلا يعرض لهم أحد إلا بخير ومن لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيرا وكتب أبي بن كعب قال اسماعيل بن ابي أويس فهو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد حمير وخرج قوم منهم في سفر ومعهم هذا الكتاب فعرض لهم اللصوص فاخذوا ما معهم فاخرجوا هذا الكتاب اليهم فاعلموهم بما فيه فقرؤه فردوا عليهم ما أخذوا منهم ولم يعرضوا لهم قال ووفد حسين بن عبد الله بن أبي ضميرة إلى المهدي أمير المؤمنين وجاء معه بكتابهم هذا فاخذه المهدي فوضعه على بصره وأعطى حسينا ثلاثمائة دينار
ومنهم أبو عبيد مولاه عليه الصلاة والسلام قال الإمام احمد حدثنا عفان ثنا أبان العطار ثنا قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي عبيد أنه طبخ لرسول الله صلى الله عليه وسلم قدرا فيها لحم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناولني ذراعها فناولته فقال ناولني ذراعها فناولته فقال ناولني ذراعها فقلت يا نبي الله كم للشاة من ذراع قال والذي نفسي بيده لو سكت لأعطيتني ذراعها ما دعوت به ورواه الترمذي في الشمائل عن بندار عن مسلم بن ابراهيم عن ابان بن يزيد العطار به
ومنهم أبو عشيب ومنهم من يقول أبو عسيب والصحيح الاول ومن الناس من فرق بينهما وقد تقدم أنه شهد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وحضر دفنه وروى قصة المغيرة بن شعبة وقال الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون ثنا مسلم بن عبيد أبو نصيرة قال سمعت أبا عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتاني جبريل بالحمى والطاعون فامسكت
الحمى بالمدينة وأرسلت الطاعون الى الشام فالطاعون شهادة لامتي ورحمة لهم ورجس على الكافر وكذا رواه الامام احمد عن يزيد بن هارون وقال أبو عبد الله بن منده أنبأنا محمد بن يعقوب ثنا محمد بن اسحاق الصاغاني ثنا يونس بن محمد ثنا حشرج بن نباتة حدثني أبو نصيرة البصري عن أبي عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا فمر بي فدعاني ثم مر بأبي بكر فدعاه فخرج اليه ثم مر بعمر فدعاه فخرج اليه ثم انطلق يمشي حتى دخل حائطا لبعض الأنصار فقال رسول الله لصاحب الحائط أطعمنا بسرا فجاء به فوضعه فأكل رسول الله وأكلوا جميعا ثم دعا بماء فشرب منه ثم قال إن هذا النعيم لتسألن يوم القيامة عن هذا فاخذ عمر العذق فضرب به الارض حتى تناثر البسر ثم قال يا نبي الله إنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة قال نعم إلا من ثلاثة خرقة يستر بها الرجل عورته أو كسرة يسد بها جوعته أو حجر يدخل فيه يعني من الحر والقر ورواه الامام احمد عن شريح عن حشرج وروى محمد بن سعد في الطبقات عن موسى بن اسماعيل حدثتنا سلمة بنت أبان الفريعية قالت سمعت ميمونة بنت أبي عسيب قالت كان أبو عسيب يواصل بين ثلاث في الصيام وكان يصلي الضحى قائما وعجز وكان يصوم أيام البيض قالت وكان في سريره جلجل فيعجز صوته حين يناديها به فاذا حركه جاءت
ومنهم أبو كبشة الانماري من أنمار مذحج على المشهور مولى النبي صلى الله عليه وسلم في اسمه أقوال أشهرها أن اسمه سليم وقيل عمرو بن سعد وقيل عسكه وأصله من مولدي أرض دوس وكان ممن شهد بدرا قاله موسى بن عقبة عن الزهري وذكره ابن اسحاق والبخاري والواقدي ومصعب الزبيري وأبو بكر بن ابي خيثمة زاد الواقدي وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد وتوفي يوم استخلف عمر بن الخطاب وذلك في يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة وقال خليفة بن خياط وفي سنة ثلاث وعشرين توفي أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تقدم عن أبي كبشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مر في ذهابه الى تبوك بالحجر جعل الناس يدخلون بيوتهم فنودي أن الصلاة جامعة فاجتمع الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدخلكم على هؤلاء القوم الذين غضب الله عليهم فقال رجل نعجب منهم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأعجب من ذلك رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وما هو كائن بعدكم الحديث وقال الامام احمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد الحرازي سمعت أبا كبشة الانماري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في أصحابه فدخل ثم خرج وقد اغتسل فقلنا يا رسول الله قد كان شيء قال أجل مرت بي فلانة فوقع في نفسي شهوة النساء فأتيت بعض أزواجي فأصبتها فكذلك فافعلوا فانه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال
وقال احمد حدثنا وكيع ثنا الاعمش عن سالم بن أبي الجعد عن أبي كبشة الانماري قال قال رسول الله مثل هذه الأمة مثل أربعة نفر رجل اتاه الله مالا وعلما فهو يعمل به في ماله وينفقه في حقه ورجل أتاه الله علما ولم يؤته مالا فهو يقول لو كان لي مثل مال هذا عملت فيه مثل الذي يعمل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما في الأجر سواء ورجل أتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يحبط فيه ينفقه في غير حقه ورجل لم يؤته الله مالا ولا علما فهو يقول لو كان لي مثل مال هذا عملت فيه مثل الذي يعمل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما في الوزر سواء وهكذا رواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد كلاهما عن وكيع ورواه ابن ماجه أيضا من وجه آخر من حديث منصور عن سالم بن أبي الجعد عن ابن أبي كبشة عن أبيه وسماه بعضهم عبد الله بن أبي كبشة وقال احمد حدثنا يزيد بن عبد ربه ثنا محمد بن حرب ثنا الزبيدي عن راشد بن سعد عن أبي عامر الهورني عن أبي كبشة الانماري أنه أتاه فقال أطرقني من فرسك فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أطرق مسلما فعقب له الفرس كان كأجر سبعين حمل عليه في سبيل الله عز وجل وقد روى الترمذي عن محمد بن اسماعيل عن أبي نعيم عن عبادة بن مسلم عن يونس بن خباب عن سعيد أبي البختري الطائي حدثني أبو كبشة أنه قال ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه ما نقص مال عبد صدقة وما ظلم عبد بمظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزا ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر الحديث وقال حسن صحيح وقد رواه احمد عن غندر عن شعبة عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عنه وروى أبو داود وابن ماجه من حديث الوليد بن مسلم عن ابن ثوبان عن أبيه عن أبي كبشة الانماري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتجم على هامته وبين كتفيه وروى الترمذي حدثنا حميد بن مسعدة ثنا محمد بن حمران عن أبي سعيد وهو عبد الله بن بسر قال سمعت أبا كبشة الانماري يقول كانت كمام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بطحا
ومنهم أبو مويهبة مولاه عليه السلام وكان من مولدي مزينة اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه ولا يعرف اسمه رضي الله عنه وقال أبو مصعب الزبيري شهد أبو مويهبة المريسيع وهو الذي كان يقود لعائشة رضي الله عنها بعيرها وقد تقدم ما رواه الامام احمد وبسنده عنه في ذهابه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل الى البقيع فوقف عليه السلام فدعا لهم واستغفر لهم ثم قال ليهنكم ما أنتم فيه مما
فيه بعض الناس أتت الفتن كقطع الليل المظلم يركب بعضها بعضا الآخرة أشد من الأولى فليهنكم أنتم فيه ثم رجع فقال يا أبا مويهبة إني خيرت مفاتيح ما يفتح على أمتي من بعدي والجنة أو لقاء ربي فاخترت لقاء ربي قال فما لبث بعد ذلك إلا سبعا أو ثمانيا حتى قبض فهؤلاء عبيده عليه السلام

عدد المشاهدات *:
304305
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : باب ذكر عبيده عليه الصلاة والسلام وإمائه وخدمه وكتابه وأمنائه
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  باب ذكر عبيده عليه الصلاة والسلام وإمائه وخدمه وكتابه وأمنائه لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1