اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الخميس 17 شوال 1445 هجرية
? ?????? ???????? ??? ???????? ???? ??? ???? ????????? ??????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ????????? ????????? ??????? ?? ?????? ? ??????????? ????????? ? ??? ?????? ?????? ? ? ??? ??????? ?? ????? ? ???????? ?????? ? ???????? ????? ?? ????? ????? ? ?? ????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

سم الله

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء السابع
خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ثم دخلت سنة ست وثلاثين من الهجرة
مسير علي بن أبي طالب من المدينة إلى البصرة بدلا من الشام
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
بعد أن كان قد تجهز قاصدا الشام كما ذكرنا فلما بلغه قصد طلحة والزبير البصرة خطب الناس وحثهم على المسير إلى البصرة ليمنع اولئك من دخولها إن أمكن أو يطردهم عنها إن كانوا قد دخلوها فتثاقل عنه أكثر أهل المدينة واستجاب له بعضهم قال الشعبي مما نهض معه في هذا الأمر غير ستة نفر من البدريين ليس لهم سابع وقال غيره أربعة وذكر ابن جرير وغيره قال كان ممن استجاب له من كبار الصحابة أبو الهيثم بن التيهان وأبو قتادة الأنصاري وزياد بن حنظلة وخزيمة بن ثابت قالوا وليس بذي الشهادتين ذاك مات في زمن عثمان رضي الله عنه وسار على من المدينة نحو البصرة على تعبئته المتقدم ذكرها غير أنه استخلف علىالمدينة تمام بن عباس وعلى مكة قثم بن عباس وذلك في آخر شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وخرج علي من المدينة في نحو من تسعمائة مقاتل وقد لقي عبد الله بن سلام رضي الله عنه علياذ وهو بالربذة فأخذ بعنان فرسه وقال يا أمير المؤمنين لا تخرج منها فوالله لئن خرجت منها لا يعود إليها سلطان المسلمين أبدا فسبه بعض الناس فقال علي دعوه فنعم الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجاء الحسن بن علي إلى أبيه في الطريق فقال لقد نهيتك فعصيتنى تقتل غدا بمضيعة لا ناصر لك فقال له علي إنك لا تزال
تحن على حنين الجارية وما الذي نهيتني عنه فعصيتك فقال ألم آمرك قبل مقتل عثمان أن تخرج منها لئلا يقتل وأنت بها فيقول قائل أو يتحدث متحدث ألم آمرك أن لا تبايع الناس بعد قتل عثمان حتى يبعث إليك أهل كل مصر ببيعتهم وأمرتك حين خرجت هذه المرأة وهذان الرجلان أن تجلس في بيتك حتى يصطلحوا فعصيتني في ذلك كله فقال له علي أما قولك أن أخرج قبل مقتل عثمان فلقد أحيط بنا كما أحيط به وأما مبايعتي قبل مجيء بيعة الأمصار فكرهت أن يضيع هذا الأمر وأما أن أجلس وقد ذهب هؤلاء إلى ما ذهبوا إليه فتريد مني أن أكون كالضبع التي يحاط بها ويقال ليست هاهنا حتى يشق عرقوبها فتخرج فإذا لم أنظر فيما يلزمني في هذا الأمر ويعنيني فمن ينظر فيه فكف عني يا بني ولما انتهى إليه خبر ما صنع القوم بالبصرة من الأمر الذي قدمنا كتب إلى أهل الكوفة مع محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر إني قد اخترتكم على ألأمصار فرغبت إليكم وفرغت لما حدث فكونوا لدين الله أعوانا وانصارا وانهضوا إلينا فالإصلاح نريد لتعود هذه الأمة إخوانا فمضيا وأرسل إلى المدينة فأخذ ما أراد من سلاح ودواب وقام في الناس خطيبا فقال إن الله أعزنا بالإسلام ورفعنا به وجعلنا به إخوانا بعد ذلة وقلة وتباغض وتباعد فجرى الناس على ذلك ما شاء الله الاسلام دينهم والحق قائم بينهم والكتاب إمامهم حتى أصيب هذا الرجل بأيدي هؤلاء القوم الذين نزغهم الشيطان لينزغ بين هذه الأمة ألا وإن هذه الأمة لا بد مفترقة كما افترقت الأمم قبلها فنعوذ بالله من شر ما هو كائن ثم عاد ثانية فقال إنه لا بد مما هو كائن أن يكون ألا وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة شرها فرقة تحبني ولا تعمل بعملي وقد أدركتم ورأيتم فالزموا دينكم واهتدوا بهدني فإنه هدى نبيكم واتبعوا سنته وأعرضوا عما أشكل عليكم حتى تعرضوه الكتاب فما عرفه القرآن فالزموه وما أنكره فردوه وأرضوا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن حكما وإماما قال فلما عزم على المسير من الربذة قام إليه ابن أبي رفاعة بن رافع فقال يا أمير المؤمنين أي شيء تريد وأين تذهب بنا فقال أما الذي نريد وننوي فالإصلاح إن قبلوا منا وأجابوا إليه قال فان لم يجيبوا إليه قال ندعهم بغدرهم ونعطيهم الحق ونصبر قال فإن لم يرضوا قال ندعهم ما تركونا قال فإن لم يتركونا قال امتنعنا منهم قال فنعم إذا فقام إليه الحجاج بن غزية الأنصاري فقال لأرضينك بالفعل كما أرضيتني بالقول والله لينصرني الله كما سمانا أنصارا قال وأتت جماعة من طىء وعلى الربذة فقيل له هؤلاء جماعة جاؤا من طىء منهم من يريد الخروج معك ومنهم من يريد السلام عليك فقال جزى الله كلا خيرا وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما قالوا فسار علي من الربذة على تعبئته وهو راكب ناقة حمراء يقود فرسا كميتا فلما كان بفيد جاءه جماعة من أسد
وطىء فعرضوا أنفسهم عليه فقال فيمن معي كفاية وجاء رجل من أهل الكوفة يقال له عامر بن مطر الشيباني فقال له علي ما وراءك فأخبره الخبر فسأله عن ابي موسى فقال إن أردت الصلح فأبو سوسى صاحبه وإن أردت القتال فليس بصاحبه فقال علي والله ما أريد إلا الصلح ممن تمرد علينا وسار فلما اقترب من الكوفة وجاءه الخبر بما وقع من الأمر على جليته من قتل ومن إخراج عثمان بن حنيف من البصره وأخذهم أموال بيت المال جعل يقول اللهم عافني مما ابتليت به طلحة والزبير فلما انتهى إلى ذي قار أتاه عثمان بن حنيف مهشما وليس في وجهه شعرة فقال يا أمير المؤمنين بعثتني إلى البصرة وأنا ذو لحية وقد جئتك أمردا فقال أصبت خيرا وأجرا وقال عن طلحة والزبير اللهم احلل ما عقدا ولا تبرم ما أحكما في أنفسهما وأرهما المساءة فيما قد عملا يعني في هذا الأمر وأقام علي بذي قار ينتظر جواب ما كتب به مع محمد بن أبي بكر وصاحبه محمد بن جعفر وكانا قد قدما بكتابه على أبي موسى وقاما في الناس بأمره فلم يجابا في شيء فلما أمسوا دخل أناس من ذوي الحجي على أبي موسى يعرضون عليه الطاعة لعلي فقال كان هذا بالأمس فغضب محمد ومحمد فقالا له قولا غليظا فقال لهما والله إن بيعة عثمان لفي عنقي وعنق صاحبكما فإن لم يكن بد من قتال فلا نقاتل أحدا حتى نفرغ من قتلة عثمان حيث كانوا ومن كانوا فانطلقا إلى علي فأخبراه الخبر وهو بذي قال فقال للأشتر أنت صاحب أبي موسى والمعرض في كل شيء فاذهب أنت وابن عباس فأصلح ما أفسدت فخرجا فقدما الكوفة وكلما أبا موسى واستعانا عليه بنفر من الكوفة فقام في الناس فقال أيها الناس إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين صحبوه أعلم بالله ورسوله ممن لم يصحبه وإن لكم علينا حقا وأنا مؤد إليكم نصيحة كان الرأي أن لا تستخفا بسلطان الله وإن لا تجترئوا على أمره وهذه فتنة النائم فيها خير من اليقظان واليقظان خير من القاعد والقاعد خير من القائم والقائم خير من الراكب والراكب خير من الساعي فاغمدوا السيوف وانصلوا الأسنة واقطعوا الأوتار وأووا المضطهد والمظلوم حتى يلتئم هذا الأمر وتنجلى هذه الفتنة فرجع ابن عباس والأشتر إلى علي فأخبراه الخبر فأرسل الحسن وعمار بن ياسر وقال لعمار انطلق فأصلح ما أفسدت فانطلقا حتى دخلا المسجد فكان أول من سلم عليهما مسروق بن الأجدع فقال لعمار علام قتلتم عثمان فقال على شتم أعراضنا وضرب أبشارنا فقال والله ما عاقبتم بمثل ما عوقبتم به ولو صبرتم لكان خيرا للصابرين قال وخرج أبو موسى فلقي الحسن بن علي فضمه إليه وقال لعمار يا ابا اليقظان أعدوت على أمير المؤمنين عثمان قتلته فقال لم أفعل ولم يسؤني ذلك فقطع عليهما الحسن بن علي فقال لأبي موسى لم تثبط الناس عنا فوالله ما أردنا إلا الإصلاح ولا مثل أمير المؤمنين يخاف على شيء فقال صدقت
بأبي وأمي ولكن المستشار مؤتمن سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الراكب وقد جعلنا الله إخوانا وحرم علينا دماءنا وأموالنا فغضب عمار وسبه وقال يا أيها الناس إنما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده أنت فيها قاعدا خير منك قائما فغضب رجل من بني تميم لأبي موسى ونال من عمار وثار آخرون وجعل أبو موسى يكفكف الناس وكثر اللغط وارتفعت الأصوات وقال أبو موسى أيها الناس أطيعوني وكونوا خير قوم من خير أمم العرب يأوي إليهم المظلوم ويأمن فيهم الخائف وإن الفتنة إذا أقبلت شبهت وإذ أدبرت تبينت ثم أمر الناس بكف أيديهم ولزوم بيوتهم فقام زيد بن صوحان فقال أيها الناس سيروا إلى أمير المؤمنين وسيد المسلمين سيروا إليه أجمعون فقام القعقاع بن عمرو فقال إن الحق ما قاله الأمير ولكن لا بد للناس من أمير يردع الظالم ويعدي المظلوم وينتظم به شمل الناس وأمير المؤمنين على ملى بما ولى وقد أنصف بالدعاء وإنما يريد الأصلاح فانفروا إليه وقام عبد خير فقال الناس أربع فرق علي بمن معه في ظاهر الكوفة وطلحة والزبير بالبصرة ومعاوية بالشام وفرقه بالحجاز لا نقاتل ولا عناء بها فقال أبو موسى اولئك خير الفرق وهذه فتنة ثم تراسل الناس في الكلام ثم قام عمار والحسن بن علي في الناس علي المنبر يدعوان الناس إلى النفير إلى أمير المؤمنين فأنه إنما يريد الإصلاح بين الناس وسمع عمار رجلا يسب عائشة فقال اسكت مقبوحا منبوحا والله إنها لزوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها ليعلم أتطيعوه أو إياها رواه البخاري وقام حجر بن عدي فقال أيها الناس سيروا إلى أمير المؤمنين انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون وجعل الناس كلما قام رجل فحرض الناس على النفير يثبطهم أبو موسى من فوق المنبر وعمار والحسن معه على المنبر حتى قال له الحسن بن علي ويحك أعتزلنا لا أم لك ودع منبرنا ويقال إن عليا بعث الأشتر فعزل أبا موسى عن الكوفة وأخرجه من قصر الامارة من تلك الليلة واستجاب الناس للنفير فخرج مع الحسن تسعة آلاف في البر وفي دحلة ويقال سار معه اثنى عشر ألف رجل ورجل واحد وقدموا على أمير المؤمنين فتلقاهم بذي قار إلى أثناء الطريق في جماعة منهم ابن عباس فرحب بهم وقال يا أهل الكوفة أنتم لقيتم ملوك العجم ففضضتم جموعهم وقد دعوتكم لتشهدوا معنا إخواننا من أهل البصرة فإن يرجعوا فذاك الذي نريده وإن ابوا داويناهم بالرفق حتى يبدؤنا بالظلم ولم ندع أمرا فيه صلاح إلا آثرناه على ما فيه الفساد إن شاء الله تعالى فاجتمعوا عنده بذي قار وكان من المشهورين من رؤساء من الضاف إلى علي القعقاع بن عمرو وسعد بن مالك وهند بن عمرو والهيثم بن شهاب وزيد بن صوحان
والأشتر وعدي بن حاتم والمسيب بن نجية ويزيد بن قيس وحجر بن عدي وأمثالهم وكانت عبد القيس بكمالها بين على وبين البصرة ينتظرونه وهم ألوف فبعث على القعقاع رسولا إلى طلحة والزبير بالبصرة يدعوهما إلى الألفة والجماعة ويعظم عليهما الفرقة والاختلاف فذهب القعقاع إلى البصرة فبدأ بعائشة أم المؤمنين فقال أي أماه ما أقدمك هذا البلد فقالت أي بني الاصلاح بين الناس فسألها أن تبعث إلى طلحة والزبير ليحضرا عندها فحضرا فقال القعقاع إني سألت أم المؤمنين ما أقدمها فقالت إنما جئت للاصلاح بين الناس فقالا ونحن كذلك قال فأخبراني ما وجه هذا الأصلاح وعلى أي شيء يكون فوالله لئن عرفناه لنصطلحن ولئن أنكرناه لا نصطلحن قالا قتلة عثمان فإن هذا إن ترك كان تركا للقرآن فقال قتلتما قتلته من أهل البصرة وأنتما قبل قتلهم أقرب منكم إلى الاستقامة منكم اليوم قتلتم ستمائة رجل فغضب لهم ستة آلاف فاعتزلوكم وخرجوا من بين أظهركم وطلبتم حرقوص بن زهير فمنعه ستة آلاف فان تركتموهم وقعتم فيما تقولون وإن قاتلتموهم فأديلوا عليكم كان الذي حذرتم وفرقتم من هذا الأمر أعظم مما أراكم تدفعون وتجمعون منه يعني أن الذي تريدونه من قتل قتلة عثمان مصلحة ولكنه يترتب عليه مفسدة هي أربى منها وكما أنكم عجزتم عن الأخذ بثأر عثمان من حرقوص بن زهير لقيام ستة آلاف في منعه ممن يريد قتله فعلى أعذر في تركه الآن قتل قتلة عثمان وإنما أخر قتل قتلة عثمان إلى أن يتمكن منهم فان الكلمة في جميع الأمصار مختلفة ثم أعلمهم أن خلقا من ربيعة ومضر قد اجتمعوا لحربهم بسبب هذا الأمر الذي وقع فقالت له عائشة أم المؤمنين فماذا تقول أنت قال أقول إن هذا الأمر الذي وقع دواؤه التسكين فإذا سكن اختلجوا فإن انتم بايعتمونا فعلامة خير وتباشير رحمة وإدراك الثأر وإن أنتم أبيتم إلا مكابرة هذا الأمر وائتنافه كانت علامة شر وذهاب هذا الملك فآثروا العافية ترزقوها وكونوا مفاتيح خير كما كنتم أولا ولا تعرضونا للبلاء فتتعرضوا له فيصرعنا الله وإياكم وإيم الله إني لأقول قولي هذا وأدعوكم إليه وإني لخائف أن لا يتم حتى يأخذ الله حاجته من هذه الأمة التي قل متاعها ونزل بها ما نزل فإن هذا الأمر الذي قد حدث أمر عظيم وليس كقتل الرجل الرجل ولا النفر الرجل ولا القبيلة القبيلة فقالوا قد أصبت وأحسنت فارجع فإن قدم على وهو على مثل رأيك صلح الأمر قال فرجع إلى علي فأخبره فأعجبه ذلك وأشرف القوم على الصلح كره ذلك من كرهه رضيه من رضيه وأرسلت عائشة إلى علي تعلمه أنها إنما جاءت للصلح ففرح هؤلاء وهؤلاء وقام علي في الناس خطيبا فذكر الجاهلية وشقاءها وأعمالها وذكر الإسلام وسعادة أهله بالألفة والجماعة وأن الله جمعهم بعد نبيه صلى الله عليه وسلم على الخليفة أبي بكر الصديق ثم بعده على عمر بن الخطاب ثم علي عثمان ثم حدث هذا
الحدث الذي جرى على الأمة أقوام طلبوا الدنيا وحسدوا من أنعم الله عليه بها وعلى الفضيلة التي من الله بها وأرادوا رد الإسلام والأشياء على أدبارها والله بالغ أمره ثم قال ألا إني مرتحل غدا فارتحلوا ولا يرتحل معي أحد أعان على قتل عثمان بشيء من أمور الناس فلما قال هذا اجتمع من رؤسهم جماعة كالأشتر النخعي وشريح بن أوفى وعبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء وسالم بن ثعلبة وغلاب بن الهيثم وغيرهم في ألفين وخمسمائة وليس فيهم صحابي ولله الحمد فقالوا ما هذا الرأي وعلى والله أعلم بكتاب الله ممن يطلب قتلة عثمان وأقرب إلى العمل بذلك وقد قال ما سمعتم غدا يجمع عليكم الناس وإنما يريد القوم كلهم أنتم فكيف بكم وعددكم قليل في كثرتهم فقال الأشتر قد عرفنا رأي طلحة والزبير فينا وأما رأي علي فلم نعرفه إلى اليوم فإن كان قد اصطلح معهم فإنما اصطلحوا على دمائنا فإن كان الأمر هكذا ألحقنا عليا بعثمان فرضى القوم منا بالسكوت فقال ابن السوداء بئس ما رايت لو قتلناه قتلنا فأنا يا معشر قتلة عثمان في ألفين وخمسمائة وطلحة والزبير وأصحابهما في خمسة آلاف لا طاقة لكم بهم وهم إنما يريدونكم فقال غلاب بن الهيثم دعوهم وارجعوا بنا حتى نتعلق ببعض البلاد فنمتنع بها فقال ابن السوداء بئس ما قلت إذا والله كان يتخطفكم الناس ثم قال ابن السوداء قبحه الله يا قوم إن عيركم في خلطة الناس فإذا التقى الناس فانشبوا الحرب والقتال بين الناس ولا تدعوهم يجتمعون فمن أنتم معه لا يجد بدا من أي يمتنع ويشغل الله طلحة والزبير ومن معهما عما يحبون ويأتيهم ما يكرهون فأبصروا الرأي وتفرقوا عليه وأصبح علي مرتحلا ومر بعبد القيس فساروا من معه حتى نزلوا بالزاوية وسار منها يريد البصرة وسار طلحة والزبير ومن معهما للقائه فاجتمعوا عند قصر عبيد الله بن زياد ونزل الناس كل في ناحية وقد سبق علي جيشه وهم يتلاحقون به فمكثوا ثلاثة أيام والرسل بينهم فكان ذلك للنصف من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين فأشار بعض الناس علي طلحة والزبير بانتهاز الفرصة من قتلة عثمان فقالا إن عليا أشار بتسكين هذا الأمر وقد بعثنا إليه بالمصالحة على ذلك وقام علي في الناس خطيبا فقام إليه الأعور بن نيار المنقري فسأله عن إقدامه على أهل البصرة فقال الأصلاح وإطفاء الثائرة ليجتمع الناس على الخير ويلتئم شمل هذه الأمة قال فأن لم يجيبونا قال تركناهم ما تركونا قال فان لم يتركونا قال دفعناهم عن أنفسنا قال فهل لهم في هذا الأمر مثل الذي لنا قال نعم وقام إليه أبو سلام الدالاني فقال هل لهؤلاء القوم حجة فيما طلبوا من هذا الدم إن كانوا أرادوا الله في ذلك قال نعم قال فهل لك من حجة في تأخيرك ذلك قال نعم قال فما حالنا وحالهم إن ابتلينا غدا قال إني لأرجو أن لا يقتل منا ومنهم أحد نقى قلبه لله إلا أدخله الله الجنة وقال في خطبته أيها الناس أمسكوا عن هؤلاء القوم أيديكم
وألسنتكم وإياكم أن يسبقونا غدا فإن المخصوم غدا مخصوم اليوم وجاء في غبون ذلك الأحنف بن قيس في جماعة فانضاف إلى علي وكان قد منع حرقوص بن زهير من طلحة والزبير وكان قد بايع عليا بالمدينة وذلك أنه قدم المدينة وعثمان محصور فسأل عائشة وطلحة والزبير إن قتل عثمان من أبايع فقالوا بايع عليا فلما قتل عثمان بايع عليا قال ثم رجعت إلى قومي فجاءني بعد ذلك ما هو أفظع حتى قال الناس هذه عائشة جاءت لتأخذ بدم عثمان فحرت في امري لمن اتبع فمنعني الله بحديث سمعته من أبي بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بلغه أن الفرس قد ملكوا عليهم ابنة كسرى فقال لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة وأصل هذا الحديث في صحيح البخاري والمقصود أن الأحنف لما انحاز إلى علي ومعه ستة آلاف قوس فقال لعلي إن شئت قاتلت معك وإن شئت كففت عنك عشرة آلاف سيف فقال اكفف عنا عشرة آلاف سيف ثم بعث علي إلى طلحة والزبير يقول إن كنتم على ما فارقتم عليه القعقاع بن عمرو فكفوا حتى ننزل فننظر في هذا الأمر فأرسلا إليه في جواب رسالته إنا على ما فارقنا القعقاع بن عمرو من الصلح بين الناس فأطمأنت النفوس وسكنت واجتمع كل فريق باصحابه من الجيشين فلما أمسوا بعث علي عبد الله بن عباس إليهم وبعثوا إليه محمد بن طليحةالسجاد وبات الناس بخير ليلة وبات قتلة عثمان بشر ليلة وباتوا يتشاورون وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس فنهضوا من قبل طلوع الفجر وهم قريب من ألفي رجل فانصرف كل فريق إلى قراباتهم فهجموا عليهم بالسيوف فثارت كل طائفة إلى قومهم ليمنعوهم وقام الناس من منامهم إلى السلاح فقالوا طرقتنا أهل الكوفة ليلا وبيتونا وغدروا بنا وظنوا أن هذا عن ملأ من أصحاب علي فبلغ الأمر عليا فقال ما للناس فقالوا بيتنا أهل البصرة فثار كل فريق إلى سلاحه ولبسوا اللأمة وركبوا الخيول ولا يشعر أحد منهم بما وقع الأمر عليه في نفس الأمر وكان أمر الله قدرا مقدورا وقامت الحرب على ساق وقدم وتبارز الفرسان وجالت الشجعان فنشبت الحرب وتوافق الفريقان وقد اجتمع مع علي عشرون ألفا وألتف على عائشة ومن معها نحوا من ثلاثين ألفا فانا لله وإنا إليه راجعون والسابئة أصحاب ابن السوداء قبحه الله لا يفترون عن القتل ومنادى علي ينادي ألا كفوا إلا كفوا فلا يسمع أحد وجاء كعب بن سوار قاضي البصرة فقال يا أم المؤمنين أدركي الناس لعل الله أن يصلح بك بين الناس فجلست في هودجها فوق بعيرها وستروا الهودج بالدروع وجاءت فوقفت بحيث تنظر إلى الناس عند حركاتهم فتصاولوا وتجاولوا وكان في جملة من تبارز الزبير وعمار فجعل عمار ينخره بالرمح والزبير كاف عنه ويقول له أتقتلني يا ابا اليقظان فيقول لا يا ابا عبد الله وإنما تركه الزبير لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتلك الفئة الباغية وإلا فالزبير أقدر عليه منه عليه فلهذا كف عنه وقد كان من سنتهم في هذا اليوم أنه لا يذفف على
جريح ولا يتبع مدبر وقد قتل مع هذا خلق كثير جدا حتى جعل على يقول لابنه الحسن يا بني ليت أباك مات قبل هذا اليوم بعشرين عاما فقال له يا ابت قد كنت أنهاك عن هذا قال سعيد بن أبي عجرة عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عبادة قال قال علي يوم الجمل يا حسن ليت أباك مات منذ عشرين سنة فقال له يا أبه قد كنت أنهاك عن هذا قال يا بني إني لم أر أن الأمر يبلغ هذا وقال مبارك بن فضالة عن الحسن بن أبي بكرة لما اشتد القتال يوم الجمل ورأى على الرؤس تندر أخذ علي ابنه الحسن فضمه إلى صدره ثم قال إنا لله يا حسن أي خير يرجى بعد هذا فلما ركب الجيشان وترآى الجمعان وطلب على طلحة والزبير ليكلمهما فاجتمعوا حتى التفت أعناق خيولهم فيقال إنه قال لهما إني أراكما قد جمعتما خيلا ورجالا وعددا فهل أعددتما عذرا يوم القيامة فاتقيا الله ولا وأحرم دمكما فهل من حديث أحل لكما دمي فقال طلحة ألبت علي عثمان فقال علي تكونا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ألم أكن حاكما في دمكما تحرمان دمى يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ثم قال لعن الله قتله عثمان ثم قال يا طلحة أجئت بعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم تقاتل بها وخبأت عرسك في البيت أما بايعتني قال بايعتك والسيف على عنقي وقال للزبير ما أخرجك قال أنت ولا أراك بهذا الأمر أولى به مني فقال له علي أما تذكر يوم مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني غنم فنظر إلى وضحك وضحكت إليه فقلت لا يدع ابن أبي طالب زهوه فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليس بمتمرد لتقاتلنه وأنت ظالم له فقال الزبير اللهم نعم ولو ذكرت ما سرت مسيري هذا ووالله لا أقاتلك وفي هذا السياق كله نظر والمحفوظ منه الحديث فقد رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي فقال حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الدوري حدثنا أبو عاصم عن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي عن جده عبد الملك عن أبي حزم المازني قال شهدت عليا والزبير حين تواقفا فقال له علي يا زبير أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنك تقاتلني وأنت ظالم قال نعم لم أذكره إلا في موقفي هذا ثم انصرف وقد رواه البيهقي عن الحاكم عن أبي الوليد الفقيه عن الحسن بن سفيان عن قطن بن بشير عن جعفر بن سليمان عن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي عن جده عن أبي حزم المازني عن علي والزبير به وقال عبد الرزاق أنا معمر رعن قتادة قال لما ولي الزبير يوم الجمل بلغ عليا فقال لو كان ابن صفية يعلم أنه على حق ما ولي وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيهما في سقيفة بني ساعدة فقال أتحبه يا زبير فقال وما يمنعني قال فكيف بك إذا قاتلته وأنت ظالم له قال فيرون أنه إنما ولى لذلك قال البيهقي وهذا مرسل وقدروى موصولا من وجه آخر أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن القاضي أنا أبو عامر بن مطر أنا ابو العباس عبد الله بن
محمد بن سوار الهاشمي الكوفي أنا منجاب بن الحارث ثنا عبد الله بن الأجلح ثنا أبي عن مرثد الفقيه عن أبيه قال وسمعت فضل بن فضالة يحدث عن حرب بن أبي الأسود الدؤلي دخل حديث أحدهما في حديث صاحبه قال لما دنا علي وأصحابه من طلحة والزبير ودنت الصفوف بعضها من بعض خرج علي وهو على بغله رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى ادعوا لي الزبير بن العوام فأني علي فدعى له الزبير فأقبل حتى اختلفت أعناق دوابهما فقال علي يا زبير نشدتك الله أتذكر يوم مر بك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مكان كذا وكذا فقال يا زبير ألا تحب عليا فقلت ألا أحب أبن خالي وابن عمي وعلي ديني فقال يا زبير أما والله لتقاتلنه وأنت ظالم له فقال الزبير بلى والله لقد نسيته منذ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكرته الآن والله لا أقاتلك فرجع الزبير على دابته يشق الصفوف فعرض له ابنه عبد الله بن الزبير فقال مالك فقال ذكرني علي حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول لتقاتلنه وأنت ظالم له فقال أو للقتال جئت إنما جئت لتصلح بين الناس ويصلح الله بك هذا الأمر قال قد حلفت أن لا أقاتله قال اعتق غلامك سرجس وقف حتى تصلح بين الناس فأعتق غلامه ووقف فلما اختلف أمر الناس ذهب على فرسه قالوا فرجع الزبير إلى عائشة فذكر أنه قد آلى أن لا يقاتل عليا فقال له ابنه عبد الله إنك جمعت الناس فلمال ترآى بعضهم لبعض خرجت من بينهم كفر عن يمينك واحضر فأعتق غلاما وقيل غلامه سرجس وقد قيل إنه إنما رجع عن القتال لما رأى عمارا مع علي وقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار تقتلك الفئة الباغية فخشى أن يقتل عمار في هذا اليوم
وعندي أن الحديث الذي أوردناه إن كان صحيحا عنه فما رجعه سواه ويبعد أن يكفر عن يمينه ثم يحضر بعد ذلك لقتال علي والله أعلم
والمقصود أن الزبير لما رجع يوم الجمل سار فنزل واديا يقال له وادي السباع فاتبعه رجل يقال له عمرو بن جرموز فجاءه وهو نائم فقتله غيلة كما سنذكر تفضيله وأما طلحة فجاءه في المعركة سهم غرب يقال رماه به مروان بن الحكم فالله أعلم فانتظم رجله مع فرسه فجمحت به الفرس فجعل يقول إلى عباد الله إلى عباد الله فاتبعه مولى له فأمسكها فقال له ويحك أعدل بي إلى البيوت وامتلأ خفه دما فقال لغلامه اردفني وذلك أنه نزفه الدم وضعف فركب وراءه وجاء به إلى بيت في البصرة فمات فيه رضي الله عنه
وتقدمت عائشة رضي الله عنها في هودجها وناولت كعب بن سوار قاضي البصرة مصحفا وقالت دعهم إليه وذلك أنه حين اشتد الحرب وحمى القتال ورجع الزبير وقتل طلحة رضي الله عنهما

عدد المشاهدات *:
307577
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : مسير علي بن أبي طالب من المدينة إلى البصرة بدلا من الشام
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  مسير علي بن أبي طالب من المدينة إلى البصرة بدلا من الشام لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1