اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الجمعة 19 رمضان 1445 هجرية
? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????????? ???????? ??? ???????? ???? ??? ???? ????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ???????? ???????????? ??????? ?? ?????? ? ??????????? ????????? ? ??? ?????? ?????? ? ? ??? ??????? ?? ????? ? ???????? ?????? ? ???????? ????? ?? ????? ????? ? ?? ????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

يفقهه

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء الثامن
خلافة يزيد بن معاوية
ثم دخلت سنة ثلاث وستين
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
ففيها كانت وقعة الحرة وكان سببها أن أهل المدينة لما خلعوا يزيد بن معاوية وولوا على قريش عبد الله بن مطيع وعلى الأنصار عبد الله بن حنظلة بن أبى عامر فلما كان فى أول هذه السنة أظهروا ذلك واجتمعوا عند المنبر فجعل الرجل منهم يقول قد خلعت يزيد كما خلعت عمامتى هذه ويلقيها عن رأسه ويقول الآخر قد خلعته كما خلعت نعلى هذه حتى اجتمع شىء كثير من العمائم والنعال هناك ثم اجتمعوا على إخراج عامل يزيد من بين أظهرهم وهو عثمان بن محمد بن أبى سفيان بن عم يزيد وعلى إجلاء بنى أمية من المدينة فاجتمعت بنو أمية فى دار مروان بن الحكم وأحاط بهم أهل المدينة يحاصرونهم واعتزل الناس على بن الحسين زين العابدين وكذلك عبد الله بن عمر ابن الخطاب لم يخلعا يزيد ولا أحد من بيت ابن عمر وقد قال ابن عمر لأهله لا يخلعن أحد منكم يزيد فتكون الفيصل ويورى الصيلم بينى وبينه وسيأتى هذا الحديث بلفظه وإسناده فى ترجمة يزيد وأنكر على أهل المدينة فى مبايعتهم لابن مطيع وابن حنظلة على الموت وقال إنما كنا نبايع رسول الله ص على أن لا نفر وكذلك لم يخلع يزيد أحد من بنى عبد المطلب وقد سئل محمد بن الحنفية فى ذلك فامتنع من ذلك أشد الإمتناع وناظرهم وجادلهم فى يزيد ورد عليهم ما اتهموا يزيد به من شرب الخمر وتركه بعض الصلوات كما سيأتى مبسوطا فى ترجمة يزيد قريبا إن شاء الله وكتب بنو أمية إلى يزيد بما هم فيه من الحصر والاهانة والجوع والعطش وإنه لم يبعث إليهم من ينقذهم مما هم فيه وإلا استؤصلوا عن آخرهم وبعثوا ذلك مع البريد فلما قدم بذلك على يزيد وجده جالسا على سريره ورجلاه في ماء يتبرد به مما به من النقرس في رجليه فلما قرأ الكتاب انزعج لذلك وقال وقال ويلك ما فيهم ألف رجل قال بلى قال فهل لا قاتلوا ساعة من نهار ثم بعث إلى عمرو بن سعيد ابن العاص فقرأ عليه الكتاب واستشاره فيمن يبعثه إليهم وعرض عليه أن يبعثه إليهم فأبى عليه ذلك وقال إن أمير المؤمنين عزلنى عنهاا وهى مضبوطة وأمورها محكمة فأما الآن فإنما دماء قريش تراق بالصعيد فلا أحب أن أتولى ذلك منهم ليتول ذلك من هو أبعد منهم منى قال فبعث البريد إلى مسلم بن عقبة المزنى وهو شيخ كبير ضعيف فانتدب لذلك وأرسل معه يزيد عشرة آلاف فارس وقيل اثنا عشر ألفا وخمسة عشر ألف رجل وأعطى كل واحد منهم مائة دينار وقيل أربعة دنانير ثم استعرضهم وهو على فرس له قال المدائنى وجعل على أهل دمشق عبد الله بن مسعدة الفزارى وعلى أهل حمص حصين بن نمير السكونى وعلى أهل الأردن حبيش بن دلجة القينى وعلى أهل فلسطين روح بن زنباع الجذامى وشريك الكنانى وعلى أهل قنسرين طريف بن الحسحاس الهلالى وعليهم مسلم بن عقبة المزنى من غطفان وإنما يسميه السلف مسرف بن عقبة فقال النعمان بن بشير يا أمير المؤمنين ولنى عليهم أكفك وكان العمان أخا عبد الله بن حنظلة لأمه عمرة بنت رواحة فقال يزيد لا ليس لهم إلا هذا الغشمة والله لأقتلنهم بعد إحسانى إليهم وعفوى عنهم مرة بعد مرة فقال النعمان يا أمير المؤمنين أنشدك الله فى عشيرتك وأنصار رسول الله ص وقال عبد الله بن جعفر أرأيت
إن رجعوا إلى طاعتك أيقبل منهم قال إن فعلوا فلا سبيل عليهم وقال يزيد لمسلم بن عقبة ادع القوم ثلاثا فان رجعوا إلى الطاعة فاقبل منهم وكف عنهم وإلا فاستعن بالله وقاتلهم وإذا ظهرت عليهم فأبح المدينة ثلاثا ثم أكفف عن الناس وانظر إلى على بن الحسين فاكفف عنه واستوص به خيرا وأدن مجلسه فانه لم يدخل فى شىء مما دخلوا فيه وأمر مسلم إذا فرغ من المدينة أن يذهب إلى مكة لحصار ابن نمير وقال له إن حدث بك أمر فعلى الناس حصين بن نمير السكونى وقد كان يزيد كتب إلى عبد الله بن زياد أن يسير إلى الزبير فيحاصره بمكة فأبى عليه وقال والله لا أجمعهما للفاسق أبدا أقتل ابن بنت رسول الله ص وأغزو البيت الحرام وقد كانت أمه مرجانة قالت له حين قتل الحسين ويحك ماذا صنعت وماذا ركبت وعنفته تعنيفا شديدا قالوا وقد بلغ يزيد أن ابن الزبير يقول فى خطبته يزيد القرود شارب الخمور تارك الصلوات منعكف على القينات فلما جهز مسلم بن عقبة واستعرض الجيش بدمشق جعل يقول
أبلغ أبا بكر إذا الجيش سرى * وأشرف الجيش على وادى القرى
أجمع سكران من القوم ترى * يا عجبا من ملحد فى أم القرى
مخادع للدين يقضى بالفرى * وفى رواية
أبلغ أبا بكر إذا الأمر انبرى * ونزل الجيش على وادى القرى
عشرون ألفا بين كهل وفتى * أجمع سكران من القوم ترى
قالوا وسار مسلم بمن معه من الجيوش إلى المدينة فلما اقترب منها اجتهد أهل المدينة فى حصار بنى أمية وقالوا لهم والله لنقتلنكم عن آخركم أو تعطونا موثقا أن لا تدلوا علينا أحدا من هؤلاء الشاميين ولا تمالئوهم علينا فأعطوهم العهود بذلك فلما وصل الجيش تلقاهم بنو أمية فجعل مسلم يسألهم عن الأخبار فلا يخبره أحد فانحصر لذلك وجاءه عبد الملك بن مروان فقال له إن كنت تريد النصر فانزل شرقى المدينة فى الحرة فاذا خرجوا إليك كانت الشمس فى أقفيتكم وفى وجوههم فادعهم إلى الطاعة فان أجابوك وإلا فاستعن بالله وقاتلهم فان الله ناصرك عليهم إذ خالفوا الامام وخرجوا عن الطاعة فشكره مسلم بن عقبة على ذلك وامتثل ما أشار به فنزل شرقى المدينة فى الحرة ودعا أهلها ثلاثة أيام كل ذلك يأبون إلا المحاربة والمقاتلة فلما مضت الثلاثة قال لهم فى اليوم الرابع وهو يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذى الحجة سنة ثلاث وستين قال لهم يا أهل المدينة مضت الثلاث وإن أمير المؤمنين قال لى إنكم أصله وعشيرته وإنه يكره إراقة دمائكم وإنه أمرنى أن أؤجلكم ثلاثا فقد مضت فماذا أنتم صانعون أتسالمون أم تحاربون فقالوا بل نحارب فقال لا تفعلوا بل سالموا ونجعل جدنا وقوتنا على هذا الملحد يعنى ابن الزبير
فقالوا يا عدو الله لو أردت ذلك لما مكناك منه أنحن نذركم تذهبون فتلحدون فى بيت الله الحرام ثم تهيأوا للقتال وقد كانوا اتخذوا خندقا بينهم وبين ابن عقبة وجعلوا جيشهم أربعة أرباع على كل ربع أمير وجعلوا أجمل الأرباع الربع الذى فيه عبد الله بن حنظلة الغسيل ثم اقتتلوا قتالا شديدا ثم انهزم أهل المدينة إليها وقد قتل من الفريقين خلق من السادات والاعيان منهم عبد الله بن مطيع وبنون له سبعة بين يديه وعبد الله بن حنظلة الغسيل وأخوه لأمه محمد بن ثابت بن شماس ومحمد بن عمرو بن حزم وقد مر به مروان وهو مجندل فقال رحمك الله فكم من سارية قد رأيتك تطيل عندها القيام والسجود
ثم أباح مسلم بن عقبة الذى يقول فيه السلف مسرف بن عقبة قبحه الله من شيخ سوء ما أجهله المدينة ثلاثة أيام كما أمره يزيد لا جزاه الله خيرا وقتل خيرا خلقا من أشرافها وقرائها وانتهب أموالا كثيرة منها ووقع شر وفساد عريض على ما ذكره غير واحد فكان ممن قتل بين يديه صبرا معقل بن سنان وقد كان صديقه قبل ذلك ولكن أسمعه فى يزيد كلاما غليظا فنقم عليه بسببه واستدعى بعلى بن الحسين فجاء يمشى بين مروان بن الحكم وابنه عبد الملك ليأخذ له بهما عنده أمانا ولم يشعر أن يزيد أوصاه به فلما جلس بين يديه استدعى مروان بشراب وقد كان مسلم بن عقبة حمل معه من الشام ثلجا إلى المدينة فكان يشاب له بشرابه فلما جىء بالشراب شرب مروان قليلا ثم أعطى الباقى لعلى بن الحسين ليأخذ له بذلك أمانا وكان مروان موادا لعلى ابن الحسين فلما نظر إليه مسلم بن عقبة قد أخذ الاناء فى يده قال له لا تشرب من شرابنا ثم قال له إنما جئت مع هذين لتأمن بهما فارتعدت يد على بن الحسين وجعل لا يضع الاناء من يده ولا يشربه ثم قال له لولا أن أمير المؤمنين أوصاني بك لضربت عنقك ثم قال له إن شئت أن تشرب فاشرب وإن شئت دعونا لك بغيرها فقال هذه الذى فى كفى أريد فشرب ثم قال له مسلم بن عقبة قم إلى ههنا فاجلس فأجلسه معه على السرير وقال له إن أمير المؤمنين أوصانى بك وإن هؤلاء شغلونى عنك ثم قال لعلى بن الحسين لعل أهلك فزعوا فقال إى والله فأمر بدابته فأسرجت ثم حمله عليها حتى رده إلى منزله مكرما ثم استدعى بعمرو بن عثمان بن عفان ولم يكن خرج مع بنى أمية فقال له إنك إن ظهر أهل المدينة قلت أنا معكم وإن ظهر أهل الشام قلت أنا ابن أمير المؤمنين ثم أمر به فنتفت لحيته بين يديه وكان ذا لحية كبيرة
قال المدائنى وأباح مسلم بن عقبة المدينة ثلاثة أيام يقتلون من وجدوا من الناس ويأخذون الأموال فأرسلت سعدى بنت عوف المرية إلى مسلم بن عقبة تقول له أنا بنت عمك فمر أصحابك أن لا يتعرضوا لابلنا بمكان كذا وكذا فقال لأصحابه لا تبدؤوا إلا بأخذ إبلها أولا وجاءته امرأة فقالت
أنا مولاتك وابنى فى الأسارى فقال عجلوه لها فضربت عنقه وقال اعطوه رأسه اما ترضين ان لا يقتل حتى تتكلمى فى ابنك ووقعوا على النساء حتى قيل إنه حبلت ألف امرأة فى تلك الأيام من غير زوج والله أعلم قال المدائنى عن أبى قرة قال قال هشام بن حسان ولدت ألف امرأة من أهل المدينة بعد وقعة الحرة من غير زوج وقد اختفى جماعة من سادات الصحابة منهم جابر بن عبد الله وخرج أبو سعيد الخدرى فلجأ إلى غار فى جبل فلحقه رجل من أهل الشام قال فلما رأيته انتضيت سيفى فقصدنى فلما رآنى صمم على قتلى فشممت سيفى ثم قلت إنى أريد أن تبوء باثمى وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين فلما رأى ذلك قال من أنت قلت أنا أبو سعيد الخدرى قال صاحب رسول الله ص قلت نعم فمضى وتركنى
قال المدائنى وجىء إلى مسلم بسعيد بن المسيب فقال له بايع فقال أبايع على سيرة أبى بكر وعمر فأمر بضرب عنقه فشهد رجل إنه مجنون فخلى سبيله وقال المدائنى عن عبد الله القرشى وأبى إسحاق التميمى قالا لما انهزم أهل المدينة يوم الحرة صاح النساء والصبيان فقال ابن عمر بعثمان ورب الكعبة قال المدائنى عن شيخ من أهل المدينة قال سألت الزهرى كم كان القتلى يوم الحرة قال سبعمائة من وجوه الناس من المهاجرين والأنصار ووجوه الموالى وممن لا أعرف من حر وعبد وغيرهم عشرة آلاف قال وكانت الوقعة لثلاث بقين من ذى الحجة سنة ثلاث وستين وانتهبوا المدينة ثلاثة أيام قال الواقدى وأبو معشر كانت وقعة الحرة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذى الحجة سنة ثلاث وستين
قال الواقدى عن عبد الله بن جعفر عن ابن عوف قال وحج بالناس فى هذه السنة عبد الله بن الزبير وكانوا يسمونه العائذ يعنى العائذ بالبيت ويرون الأمر شورى وجاء خبر الحرة إلى أهل مكة ليلة مستهل المحرم مع سعيد مولى المسور بن مخرمة فحزنوا حزنا شديدا وتأهبوا لقتال أهل الشام قال ابن جرير وقد رويت قصة الحرة على غير ما رواه أبو مخنف فحدثنى أحمد بن زهير ثنا أبى سمعت وهب بن جرير ثنا جويرية بن أسماء قال سمعت أشياخ أهل المدينة يحدثون أن معاوية لما حضرته الوفاة دعا ابنه يزيد فقال له إن لك من أهل المدينة يوما فان فعلوا فارمهم بمسلم ابن عقبة فانه رجل قد عرفت نصيحته لنا فلما هلك معاوية وفد إلى يزيد وفد من أهل المدينة وكان ممن وفد إليه عبد الله بن حنظلة بن أبى عامر وكان شريفا فاضلا سيدا عابدا ومعه ثمانية بنين له فأعطاه يزيد مائة ألف درهم وأعطى بنيه كل واحد منهم عشرة آلاف سوى كسوتهم وحملاتهم ثم رجعوا إلى المدينة فلما قدمها أتاه الناس فقالوا له ما وراءك فقال جئتكم من عند رجل والله لو لم أجد إلا بنى هؤلاء لجاهدته بهم قالوا قد بلغنا أنه أعطاك وأخدمك وأجزاك
وأكرمك قال قد فعل وما قبلت منه إلا لأتقوى له على قتاله ثم فحض الناس فبايعوه فبلغ ذلك يزيد فبعث إليهم مسلم بن عقبة وقد بعث أهل المدينة إلى كل ماء بينهم وبين الشام فصبوا فيه زقا من قطران وغوروه فأرسل الله على جيش الشام السماء مدرارا بالمطر فلم يستقوا بدلو حتى وردوا المدينة فخرج أهل المدينة بجموع كثيرة وهيئة لم ير مثلها فلما رآهم أهل الشام هابوهم وكرهوا قتالهم وكان أميرهم مسلم شديد الوجع فبينما الناس فى قتالهم إذ سمعوا التكبير من خلفهم فى جوف المدينة قد أقحم عليهم بنو حارثة من أهل الشام وهم على الجدر فانهزم الناس فكان من أصيب فى الخندق أعظم ممن قتل فدخلوا المدينة وعبد الله بن حنظلة مستند إلى الجدار يغط نوما فنبهه ابنه فلما فتح عينيه ورأى ما صنع الناس أمر أكبر بنيه فتقدم فقاتل حتى قتل فدخل مسلم بن عقبة المدينة فدعا الناس للبيعة على أنهم خول ليزيد بن معاوية ويحكم فى دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء
وقد روى ابن عساكر فى ترجمة أحمد بن عبد الصمد من تاريخه من كتاب المجالسة لأحمد بن مروان المالكى ثنا الحسين بن الحسن اليشكرى ثنا الزيادى عن الأصمعى ح وحدثنى محمد ابن لحارث عن المدائنى قال لما قتل أهل الحرة هتف هاتف بمكة على أبى قبيس مساء تلك الليلة وابن الزبير جالس يسمع
والصائمون القانتون * أولوا العبادة والصلاح
المهتدون المحسنون * السابقون إلى الفلاح
ماذا بواقم والبقيع * من الجحاجحة الصباح
وبقاع يثرب ويحهنن * من النوادب والصياح
قتل الخيار بنوا الخيار ذوى المهابة والسماح
فقال ابن الزبير يا هؤلاء قتل أصحابكم فانا لله وإنا إليه راجعون
وقد أخطأ يزيد خطأ فاحشا فى قوله لمسلم بن عقبة أن يبيح المدينة ثلاثة أيام وهذا خطأ كبير فاحش مع ما انضم إلى ذلك من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم وقد تقدم أنه قتل الحسين وأصحابه على يدى عبيد الله بن زياد وقد وقع فى هذه الثلاثة أيام من المفاسد العظيمة فى المدينة النبوية مالا يحد ولا يوصف مما لا يعلمه إلا الله عز وجل وقد أراد بارسال مسلم بن عقبة توطيد سلطانه وملكه ودوام أيامه من غير منازع فعاقبه الله بنقيض قصده وحال بينه وبين ما يشتهيه فقصمه الله قاصم الجبابرة وأخذه أخذ عزيز مقتدر وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهى ظالمة إن أخذه أليم شديد
قال البخارى فى صحيحه حدثنا الحسين بن الحارث ثنا الفضل بن موسى ثنا الجعد عن عائشة بنت سعد بن أبى وقاص عن أبيها قال سمعت رسول الله ص يقول لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح فى الماء وقد رواه مسلم من حديث أبى عبد الله القراظ المدينى واسمه دينار عن سعد بن أبى وقاص أن رسول الله ص قال لا يريد أحد المدينة بسوء إلا أذابه الله فى النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح فى الماء وفى رواية لمسلم من طريق أبى عبد الله القراظ عن سعد وأبى هريرة أن رسول الله ص قال من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح فى الماء وقال الامام أحمد حدثنا أنس بن عياض ثنا يزيد بن خصيفة عن عطاء بن يسار عن السائب بن خلاد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا ورواه النسائى من غير وجه عن على ابن حجر عن إسماعيل بن جعفر عن يزيد بن خصيفة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى صعصعة عن عطاء بن يسار عن خلادبن منجوف بن الخزرج أخبره فذكره وكذلك رواه الحميدى عن عبد العزيز بن أبى حازم عن يزيد بن حصيفة ورواه النسائى أيضا عن يحيى بن حبيب بن عربى عن حماد عن يحيى بن سعيد عن مسلم بن أبى مريم عن عطاء بن يسار عن ابن خلاد وكان من أصحاب النبى ص فذكره
وقال ابن وهب أخبرنى حيوة بن شريح عن ابن الهاد عن أبى بكر عن عطاء بن يسار عن السائب بن خلاد قال سمعت رسول الله ص يقول من أخاف أهل المدينة أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
وقال الدارقطنى ثنا على بن أحمد بن القاسم ثنا أبى ثنا سعيد بن عبد الحميد بن جعفر ثنا أبو زكريا يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس الأنصارى عن محمد وعبد الرحمن ابنى جابر بن عبد الله قالا خرجنا مع أبينا يوم الحرة وقد كف بصره فقال تعس من أخاف رسول الله ص ان فقلنا يا أبة وهل أحد يخيف رسول الله ص فقال سمعت رسول الله ص يقول من أخاف أهل هذا الحى من الأنصار فقد اخاف ما بين هذين ووضع يده على جبينه قال الدارقطنى تفرد به سعد بن عبد العزيز لفظا وإسناده وقد استدل بهذا الحديث وأمثاله من ذهب إلى الترخيص فى لعنة يزيد بن معاوية وهو رواية عن أحمد بن حنبل اختارها الخلال وأبو بكر عبد العزيز والقاضى أبو يعلى وابنه القاضى أبو الحسين وانتصر لذلك أبو الفرج بن الجوزى فى مصنف مفرد وجوز لعنته ومنع من ذلك آخرون وصنفوا فيه أيضا لئلا يجعل لعنة وسيلة إلى أبيه أو أحد من الصحابة وحملوا ما صدر عنه من سوء التصرفات على أنه تأول واخطأ وقالوا إنه كان مع ذلك إماما فاسقا والامام إذا فسق لا يعزل بمجرد فسقه على أصح قولى العلماء بل يجوز الخروج عليه لما فى ذلك من
إثارة الفتنة ووقوع الهرج وسفك الدماء الحرام ونهب الأموال وفعل الفواحش مع النساء وغيرهن وغير ذلك مما كل واحدة فيها من الفساد أضعاف فسقه كما جرى مما تقدم إلى يومنا هذا
وأما ما يذكره بعض الناس من أن يزيد لما بلغه خبر أهل المدينة وما جرى عليهم عند الحرة من مسلم بن عقبة وجيشه فرح بذلك فرحا شديدا فانه كان يرى أنه الامام وقد خرجوا عن طاعته وأمروا عليهم غيره فله قتالهم حتى يرجعوا ألى الطاعة ولزوم الجماعة كما أنذرهم بذلك على لسان النعمان بن بشير ومسلم بن عقبة كما تقدم وقد جاء فى الصحيح من جاءكم وأمركم جميع يريد أن يفرق بينكم فاقتلوه كائنا من كان وأما ما يوردونه عنه من الشعر فى ذلك واستشهاده بشعر ابن الزبعرى فى وقعة أحد التى يقول فيها
ليت أشياخى ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل
حين حلت بفنائهم بركها * واستمر القتل فى عبد الأشل
قد قتلنا الضعف من أشرافهم * وعدنا ميل بدر فاعتدل
وقد زاد بعض الروافض فيها فقال * ليت هاشم بالملك فلا
ملك جاءه ولا وحى نزل
فهذا إن قاله يزيد بن معاوية فلعنه الله عليه ولعنه اللاعنين وإن لم يكن قاله فلعنه الله على من وضعه عليه ليشنع به عليه وسيذكر فى ترجمة يزيد بن معاوية قريبا وما ذكر عنه وما قيل فيه وما كان يعانيه من الأفعال والقبائح والأقوال فى السنة الآتية فانه لم يمهل بعد وقعة الحرة وقتل الحسين إلا يسيرا حتى قصمه الله الذى قصم الجبابرة قبله وبعده إنه كان عليما قديرا
وقد توفى فى هذه السنة خلق من المشاهير والأعيان من الصحابة وغيرهم فى وقعة الحرة مما يطول ذكرهم فمن مشاهيرهم من الصحابة عبد الله بن حنظلة أمير المدينة فى وقعة الحرة ومعقل بن سنان وعبيد الله بن زيد بن عاصم رضى الله عنه ومسروق بن الأجدع

عدد المشاهدات *:
295964
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : ثم دخلت سنة ثلاث وستين
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  ثم دخلت سنة ثلاث وستين لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1