اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم السبت 12 شوال 1445 هجرية
??????????? ??????? ?? ?????? ? ??????????? ????????? ? ??? ?????? ?????? ? ? ??? ??????? ?? ????? ? ???????? ?????? ? ???????? ????? ?? ????? ????? ? ?? ?????? ??? ????? ??? ??? ???? ????? ????????? ??? ???????? ???? ??? ???? ??????? ?????????????? ???????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

لا اله الا الله

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء الثامن
خلافة عبد الملك بن مروان
وهذه ترجمة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن اسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب أبو بكر ويقال له أبو خبيب القرشى الأسدى أول مولود ولد بعد الهجرة بالمدينة من المهاجرين وأمه أسماء بنت أبى بكر الصديق ذات النطاقين هاجرت وهى حامل به ثم فولدته بقبا أول مقدمهم المدينة وقيل إنما ولدته ؟ فى شوال سنة ثنتين من الهجرة قال الواقدى ومصعب الزبيري وغيرهما والأول أصح لما رواه أحمد عن أسامة عن هشام عن أبيه عن أسماء أنها حملت بعبد الله بمكة قالت فخرجت به وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت بقبا فولدته ثم أتيت رسول الله ص فوضعه على حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل فى فيه فكان أول ما دخل فى جوفه ريق رسول الله ص قالت ثم حنكه ثم دعا له وتبرك عليه فكان أول مولود ولد فى الاسلام وهو صحابى جليل روى عن النبى ص أحاديث وروى عن أبيه وعمر وعثمان وغيرهم وعنه جماعة من التابعين وشهيد الجمل مع أبيه وهو صغير وحضر خطبة عمر بالجابية ورواها عنه بطولها ثبت ذلك من غير وجه وقدم
دمشق لغزو القسطنطينية ثم قدمها مرة أخرى وبويع بالخلافة أيام يزيد بن معاوية لما مات معاوية ابن يزيد فكان على الحجاز واليمن والعراقيين ومصر وخراسان وسائر بلاد الشام إلا دمشق وتمت البيعة له سنة أربع وستين وكان الناس بخير فى زمانه وثبت من غير وجه عن هشام عن أبيه عن أسماء أنها خرجت بعبد الله من مكة مهاجرة وهى حبلى به فولدته بفبا أول مقدمهم المدينة فأتت به رسول الله ص فحنكه وسماه عبد الله ودعا له وفرح المسلمون به لأنه كانت اليهود قد زعموا أنهم قد سحروا المهاجرين فلا يولد لهم فى المدينة فلما ولد ابن الزبير كبر المسلمون وقد سمع عبد الله بن عمر جيش الشام حين كبروا عند قتله فقال أما والله للذين كبروا عند مولده خير من هؤلاء الذين كبروا عند قتله وأذن الصديق فى اذنه حين ولد رضى الله عنهما ومن قال إن الصديق طاف به حول الكعبة وهو فى خرقة فهو واهم والله أعلم وإنما طاف الصديق به فى المدينة ليشتهر امر ميلاده على خلاف ما زعمت اليهود وقال مصعب الزبيرى كان عارضا عبد الله خفيفين وما اتصلت لحيته حتى بلغ ستين سنة وقال الزبير بن بكار حدثنى على بن صالح عن عامر بن صالح عن سالم بن عبد الله بن عروة عن أبيه أن رسول الله ص كلم فى غلمة ترعرعوا منهم عبد الله ابن جعفر وعبد الله بن الزبير وعمر بن أبى سلمة فقيل يا رسول الله لو بايعتهم فتصيبهم بركتك ويكون لهم ذكر فأتى بهم إليه فكأنهم تكعكعوا واقتحم عبد الله بن الزبير فتبسم رسول الله ص وقال إنه ابن أبيه وبايعه وقد روى من غير وجه أن عبد الله بن الزبير شرب من دم النبى ص كان النبى ص قد احتجم فى طست فأعطاه عبد الله بن الزبير ليريقه فشربه فقال له لا تمسك النار إلا تحلة القسم وويل لك من الناس وويل للناس منك وفى رواية أنه قال له يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهريقه حيث لا يراك أحد فلما بعد عمد إلى ذلك الدم فشربه فلما رجع قال ما صنعت بالدم قال إنى شربته لأزداد به علما وإيمانا وليكون شىء من جسد رسول الله ص فى جسدى وجسدى أولى به من الأرض فقال ابشر لا تمسك النار أبدا وويل لك من الناس وويل للناس منك
وقال محمد بن سعد أنبأ مسلم بن إبراهيم ثنا الحارث بن عبيد ثنا أبو عمران الجونى أن نوفا كان يقول إنى لأجد فى كتاب الله المنزل أن ابن الزبير فارس الخلفاء وقال حماد بن زيد عن ثابت البنانى قال كنت أمر بعبد الله بن الزبير وهو يصلى خلف المقام كأنه خشبة منصوبة لا يتحرك وقال الأعمش عن يحيى بن وثاب كان ابن الزبير إذا سجد وقعت العصافير على ظهره تصعد وتنزل لا تراه الا جذم حائط وقال غيره كان ابن الزبير يقوم ليله حتى يصبح ويركع ليله حتى
يصبح ويسجد ليله حتى يصبح وقال بعضهم ركع ابن الزبير يوما فقرأت البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وما رفع رأسه وقال عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء كنت إذا رأيت ابن الزبير يصلى كأنه كعب راسب وفى رواية ثابت وقال احمد تعلم عبد الرزاق الصلاة من ابن جريج وابن جريج من عطاء وعطاء من ابن الزبير وابن الزبير من الصديق والصديق من رسول الله ص وقال الحميدى عن سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن ابن المنكدر قال لو رأيت ابن الزبير يصلى كأنه غصن شجرة يصفقها الريح والمنجنيق يقع هاهنا وهاهنا قال سفيان كأنه لا يبالى به ولا يعده شيئا وحكى بعضهم لعمر بن عبد العزيز أن حجرا من المنجنيق وقع على شرفة المسجد فطارت فلقة منه فرمت بين لحية ابن الزبير وحلقه فما زال عن مقامه ولا عرف ذلك فى صورته فقال عمر بن عبد العزيز لا إله إلا الله جاء ما وصفت وقال عمر بن عبد العزيز يوما لابن أبى ملكية صف لنا عبد الله بن الزبير فقال والله ما رأيت جلدا قط ركب على لحم ولا لحما على عصب ولا عصبا على عظم مثله ولا رأيت نفسا ركبت بين جنبين مثل نفسه ولقد مرت آجرة من رمى المنجنيق بين لحيته وصدره فوالله ما خشع ولا قطع لها قراءته ولا ركع دون ما كان يركع وكان اذا دخل في الصلاة خرج من كل شيء اليها ولقد كان يركع فيكاد الرخم ان يقع على ظهره ويسجد فكأنه ثوب مطروح
وقال ابو القاسم البغوي عن علي بن الجعد عن شعبة عن منصور بن زاذان قال اخبرني من رأى ابن الزبير يسرب في صلاته وكان ابن الزبير من المصلين وسئل ابن عباس عن ابن الزبير فقال كان قارئا لكتاب الله متبعا لسنة رسول الله قانتا لله صائما في الهواجر من مخافة الله ابن حواري رسول الله وأمه بنت الصديق وخالته عائشة حبيبة حبيب الله زوجة رسول الله فلا يجهل حقه الا من اعماه الله وروي ان ابن الزبير كان يوما يصلي فسقطت حية من السقف فطوقت على بطن ابنه هاشم فصرخ النسوة وانزعج اهل المنزل واجتمعوا على قتل تلك الحية فقتلوها وسلم الولد فعلوا هذا كله وابن الزبير في الصلاة لم يلتفت ولا درى بما جرى حتى سلم وقال الزبير بن بكار حدثني محمد بن الضحاك الخزامي وعبد الملك بن عبد العزيز ومن لا احصى كثرة من اصحابنا ان ابن الزبير كان يواصل الصوم سبعا يصوم ليلة الجمعة ولا يفطر الا ليلة الجمعة الاخرى ويصوم بالمدينة ولا يفطر الا في مكة ويصوم بمكة وفلا يفطر الا في المدينة وكان اذا افطر اول ما يفطر على لبن لقحة وسمن وصبر وفي رواية اخرى فاما اللبن فيعصمه واما السمن فيقطع عنه العطش واما الصبر فيفتق الامعاء وقال ابن معين عن روح عن حبيب بن الشهيد عن ابن ابي مليكة قال كان ابن
الزبير يواصل سبعة ايام ويصبح في الثامن وهو أليثنا وروى مثله من غير وجه وقال بعضهم لم يكن يأكل في شهر رمضان سوى مرة واحدة في وسطه وقال خالد بن أبي عمران كان ابن الزبير لا يفطر من الشهر الا ثلاثة ايام ومكث اربعين سنة لم ينزع ثوبه عن ظهره وقال ليث عن مجاهد لم يكن احد يطيق ما يطيقه ابن الزبير من العبادة رضى الله عنه ولقد جاء سيل مرة فطبق البيت فجعل ابن الزبير يطوف سباحة وقال بعضهم كان ابن الزبير لا ينازع في ثلاث في العبادة والشجاعة والفصاحة وقد ثبت ان عثمان جعله في النفر الذين نسخوا المصاحف مع زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وذكره سعيد بن المسيب في خطباء الاسلام مع معاوية وابنه وسعيد بن العاص وابنه وقال عبد الواحد بن ايمن رأيت على ابن الزبير رداءا يمانيا عدنيا يصلي فيه وكان صيتا اذا خطب تجاوبه الجبلان ابو قبيس وزروراء وكان آدم نحيفا ليس بالطويل وكان بين عينيه اثر السجود كثير العبادة مجتهدا شهما فصيحا صواما قواما شديد البأس ذا أنفة له نفس شريفة وهمة عالية وكان خفيف اللحية ليس في وجهه من الشعر الا قليلا وكانت له جمة وكان له لحية صفراء وقد ذكرنا انه شهد مع ابن ابي سرح قتال البربر وكانوا في عشرين ومائة الف والمسلمون عشرون ألفا فأحاطوا بهم من كل جانب فما زال عبدالله بن الزبير يحتال حتى ركب في ثلاثين فارسا وسار نحو ملك البربر وهو منفرد وراء الجيش وجواريه يظللنه بريش النعام فساق حتى انتهى اليه والناس يظنون انه ذاهب برسالة الى الملك فلما فهمه الملك ولى مدبرا فلحقه عبدالله فقتله واحتز رأسه وجعله في رأس رمح وكبر وكبر المسلمون وحملوا على البربر فهزموهم بين ايديهم فقتلوا منهم خلقا كثيرا وغنموا اموالا وغنائم كثيرة جدا وبعث ابن ابي سرح بالبشارة مع ابن الزبير فقص على عثمان الخبر وكيف جرى فقال له عثمان ان استطعت ان تؤدى هذا للناس فوق المنبر قال نعم فصعد ابن الزبير فوق المنبر فخطب الناس وذكر لهم كيفية ما جرى قال عبدالله فالتفت فاذا ابي الزبير في جملة من حضر فلما تبينت وجهه كاد ان يرتج على في الكلام من هيبته في قلبي فرمزني بعينه واشار إلى ليحصنى فمضيت في الخطبة كما كنت فلما نزلت قال والله لكأني اسمع خطبة ابي بكر الصديق حين سمعت خطبتك يا بني وقال احمد بن ابي الحواري سمعت ابا سليمان الداراني يقول خرج ابن الزبير في ليلة مقمرة على راحلة له فنزل في تبوك فالتفت فاذا على الراحلة شيخ ابيض الرأس واللحية فشد عليه ابن الزبير فتنحى عنها فركب ابن الزبير راحلته ومضى قال فناداه والله يا ابن الزبير لو دخل قلبك الليلة مني شعرة لخبلتك قال ومنك انت يا لعين يدخل قلبي شيء وقد روى لهذه الحكاية شواهد من وجوه اخرى جيدة وروى عبدالله بن المبارك عن اسحاق بن يحيى عن عامر بن عبدالله بن الزبير
قال اقبل عبدالله بن الزبير من العمرة في ركب من قريش فلما كانوا عند اليناصب أبصروا رجلا عند شجرة فتقدمهم ابن الزبير فلما انتهى اليه سلم عليه فلم يعبأ به ورد ردا ضعيفا ونزل ابن الزبير فلم يتحرك له الرجل فقال له ابن الزبير تنح عن الظل فانحاز متكارها قال ابن الزبير فجلست واخذت بيده وقلت من انت فقال رجل من الجن فما عدا ان قالها حتى قامت كل شعرة مني فاجتذبته وقلت انت رجل من الجن وتبدو الى هكذا واذا له سفلة وانكسر ونهرته وقلت الى تتبد وانت من اهل الارض فذهب هاربا وجاء اصحابي فقالوا اين الرجل الذي كان عندك فقلت انه كان من الجن فهرب قال فما منهم رجل الا سقط الى الارض عن راحلته فأخذت كل رجل منهم فشددته على راحلته حتى اتيت بهم الحج وما يعقلون وقال سفيان بن عيينه قال ابن الزبير دخلت المسجد ذات ليلة فاذا نسوة يطفن في بالبيت فأعجبنني فلما قضين طوافهن خرجن فخرجت في اثرهن لأعلم اين منزلهن فخرجن من مكة حتى اتين العقبة ثم انحدرن حتى اتين فجا فدخلن خربة فدخلت في اثرهن فاذا مشيخة جلوس فقالوا ما جاء بك يا ابن الزبير فقلت اشتهي رطبا وما بمكة يومئذ من رطبة فأتوني برطب فأكلت ثم قالوا احمل ما بقي معك فجئت به المنزل فوضعته في سفط وجعلت السفط في صندوق ثم وضعت رأسي لأنام فينما انا بين النائم واليقظان اذ سمعت جلبة في البيت فقال بعضهم لبعض اين وضعه قالوا في الصندوق ففتحوه فاذا هو في السفط داخله فهموا بفتحه فقال بعضهم انه ذكر اسم الله عليه فأخذوا السفط بما فيه فذهبوا به قال فلم آسف على شيء أسفي كيف لم أثب عليهم وهم في البيت وقد كان عبدالله بن الزبير ممن حاجف عن عثمان يوم الدار وجرح يومئذ بضع عشرة جراحة وكان على الراجلة وكان على الراجلة يوم الجمل وجرح يومئذ تسع عشرة جراحة ايضا وقد تبارز يومئذ هو ومالك بن الحارث بن الاشتر فاتحدا فصرع الاشتر ابن الزبير فلم يتمكن من القيام عنه بل احتضنه ابن الزبير وجعل ينادي اقتلوني ومالكا واقتلوا مالكا معي فأرسلها مثلا ثم تفرقا ولم يقدر عليه الاشتر وقد قيل انه جرح يومئذ بضع واربعون جراحة ولم يوجد الا بين القتلى وبه رمق وقد اعطت عائشة لمن بشرها انه لم يقتل عشرة الآف درهم وسجدت لله شكرا وكانت تحبه حبا شديدا لانه ابن اختها وكان عزيزا عليها وقد روي عن عروة ان عائشة لم تكن تحب احدا بعد رسول الله
ص
وابي بكر مثل حبها ابن الزبير قال وما رأيت ابي وعائشة يدعوان لاحد من الخلق مثل دعائهما لابن الزبير
وقال الزبير بن بكار حدثني أخي هارون بن أبي بكر عن يحيى بن ابراهيم عن سليمان بن محمد عن يحيى بن عروة عن عمه عن عبد الله بن عروة قال أفحمت ألسنة نابغة بني جعدة فدخل على عبدالله بن الزبير المسجد الحرام فأنشد هذه الابيات
حكيت لنا الصديق لما وليتها * وعثمان وفاروق فارتاح معدم
وسويت بين الناس فى الحق فاستووا * فعاد صباحا حالك اللون مظلم
أتاك أبو ليلى يجوب به الدجا * دحبى الليل جواب الفلاة غشمشم
لتجير منه جائيا غدرت به * صروف الليالى والزمان المصمم
فقال له ابن الزبير هون عليك أبا ليلى فإن الشعر أهون رسائلك عندنا أما صفوه فما لنا فلال الزبير وأما عفوه فان بنى أسد يشغلها عنك وتيما ولكن لك فى مال الله حقان حق لرؤيتك لرسول الله ص وحق لشركتك أهل الاسلام فى فيئهم ثم أخذ بيده فأدخله دار النعم فأعطاه قلائص سبعا وجملا وخيلا وأوقر له الركاب برا وتمرا وثيابا فجعل النابغة يستعجل ويأكل الحب صرفا فقال له ابن الزبير ويح أبى ليلى لقد بلغ الجهد فقال النابغة أشهد لسمعت رسول الله ص يقول ما وليت قريش وعدلت واسترحمت فرحمت وحدثت فصدقت ووعدت خيرا فأنجزت فأنا والنبيون فرط العاصفين
وقال محمد بن مروان صاحب كتاب المجالسة أخبرنى خبيب بن نصير الأزدى ثنا محمد بن دينار الضبى ثنا هشام بن سليمان المخزومى عن أبيه قال أذن معاوية للناس فدخلوا عليه فاحتفل المجلس وهو على سريره فأجال بصره فيهم فقال أنشدونى لقدماء العرب ثلاثة أبيات جامعة من أجمع ما قالتها العرب ثم قال يا أبا خبيب فقال مهيم قال أنشد ذلك فقال نعم يا أمير المؤمنين بثلاثمائة ألف كل بيت بمائة ألف قال نعم إن ساوت قال أنت بالخيار وأنت واف كاف فأنشده للأفوه الأزدى
بلوت الناس قرنا بعد قرن * فلم أر غير ختال وقال
فقال معاوية صدق * ولم أر فى الخطوب أشد وقعا
وكيادا من معادات الرجال * فقال معاوية صدق
وذقت مرارة الأشياء وطرا * فماشىء ؟ امر من السؤال
فقال صدق ثم قال معاوية هيه يا خبيب قال إلى ههنا انتهى قال فدعا معاوية بثلاثين عبدا على عنق كل واحد منهم بدرة وهى عشرة آلاف درهم فمروا بين يدى ابن الزبير حتى انتهوا إلى داره
وروى ابن ابى الدنيا عن أبى يزيد النميرى عن أبى عاصم النبيل عن جويرية بن أسماء أن معاوية لما حج تلقته الناس وتخلف ابن الزبير ثم جاءه وقد حلق رأسه فقال يا امير المؤمنين ما أكبر حجرة رأسك فقال له اتق أن لا يخرج عليك منها حية فتقتلك فلما أفاض معاوية طاف معه ابن الزبير وهو آخذ بيده ثم استدعاه إلى داره ومنازله بقعيقعان فذهب معه إليها فلما خرجا قال يا أمير المؤمنين إن الناس يقولون جاء معه أمير المؤمنين إلى دوره ومنازله ففعل معه ماذا لا والله
لا أدعك حتى تعطينى مائة ألف فأعطاه ؟ فجاء مروان فقال والله يا أمير المؤمنين ما رأيت مثلك جاءك رجل قد سمى بيت مال الديوان وبيت الخلافة وبيت كذا وبيت كذا فأعطيته مائة ألف فقال له ويلك كيف أصنع بابن الزبير وقال ابن أبى الدنيا أخبرنى عمر بن بكير عن على بن مجاهد بن عروة قال سأل ابن الزبير معاوية شيئا فمنعه فقال والله ما أجهل أن ألزم هذه البنية فلا أشتم لك عرضا ولا أقصم لك حسبا ولكنى أسدل عمامتى من بين يدى ذراعا ومن خلفى ذراعا فى طريق أهل الشام وأذكر سيرة أبى بكر الصديق وعمر فيقول الناس من هذا فيقولون ابن حوارى رسول الله ص وابن بنت الصديق فقال معاوية حسبك بهذا شرفا ثم قال هات حوائجك وقال الأصمعى ثنا غسان بن نصر عن سعيد بن يزيد قال دخل ابن الزبير على معاوية فأمر ابنا له صغيرا فلطمه لطمة دوخ منها رأسه فلما أفاق ابن الزبير قال للصبى ادن منى فدنا منه فقال له الطم معاوية قال لا أفعل قال ولم قال لأنه أبى فرفع ابن الزبير يده فلطم الصبى لطمة جعل يدور منها كما تدور الدوامة فقال معاوية تفعل هذا بغلام لم تجز عليه الأحكام قال إنه والله قد عرف ما يضره مما ينفعه فأحببت أن أحسن أدبه وقال أبو الحسن على بن محمد المدائنى عن عبد الله بن أبى بكر قال لحق ابن الزبير معاوية وهو سائر إلى الشام فوجده وهو ينعس على راحتله فقال له أتنعس وأنا معك أما تخاف منى أقتلك فقال إنك لست من قتال الملوك إنما يصيد كل طائر قدره قال لقد سرت تحت لواء أبى إلى على بن أبى طالب وهو من تعلمه فقال لاجرم قتلكم والله بشماله قال أما إن ذلك كان فى نصرة عثمان ثم لم يجز بها فقال إنما كان لبغض على لا لنصرة عثمان فقال له ابن الزبير إنا قد أعطيناك عهدا فنحن وافون لك به ما عشت فسيعلم من بعدك فقال أما والله ما أخافك إلا على نفسك وكأنى بك قد خبطت فى الحبالة واستحكمت عليك الانشوطة فذكرتنى وأنت فيها فقلت ليت أبا عبد الرحمن لها ليتنى والله لها أما والله لها أما والله لأحللتك رويدا ولأطلقتك سريعا ولبئس الولى أنت تلك الساعة وحكى أبو عبد الله نحو هذا وقد تقدم أن معاوية لما مات وجاءت بيعة يزيد بن معاوية إلى المدينة انشمر منها ابن الزبير والحسين بن علي فقصدا مكة فأقاما بها ثم خرج الحسين إلى العراق وكان من أمره ما تقدم وتفرد بالرياسة والسؤدد بمكة ابن الزبير ولهذا كان ابن عباس ينشد
يالك من قنبرة بمعمرى * خلالك الجو فبيضى واصفرى
ونقرى ما شئت أن تنقرى
يعرض بابن الزبير وقيل إن يزيد بن معاوية كتب إلى ابن الزبير يقول إنى قد بعثت اليك بسلسلة من فضة وقيد من ذهب وجامعة من فضة وحلفت لتأتينى فى ذلك فأبر قسمى ولا تشق
العصا فلما قرأ كتابه من يده وقال
ولا ألين لغير الحق أسأله * حتى تلين لضرس الماضع الحجر
فلما مات يزيد بن معاوية وابنه معاوية بن يزيد من بعده قريبا استفحل أمر عبد الله بن الزبير جدا وبويع له بالخلافة فى جميع البلاد الأسلامية وبايع له الضحاك بن قيس بدمشق وأعمالها ولكن عارضه مروان بن الحكم فى ذلك وأخذ الشام ومصر من نواب ابن الزبير ثم جر ؟ السرايا الى العراق ومات وتولى بعده عبد الملك بن مروان فقتل مصعب بن الزبير بالعراق وأخذها ثم بعث الى الحجاج فحاصر ابن الزبير بمكة قريبا من سبعة أشهر حتى ظفر به فى يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين
وكانت ولاية ابن الزبير فى سنة أربع وستين وحج بالناس فيها كلها وبنى الكعبة فى ايام ولايته كما تقدم وكساها الحرير وكانت كسوتها قبل ذلك الانطاع والمسوح وكان ابن الزبير عالما عابدا مهيبا وقورا كثير الصيام والصلاة شديد الخشوع جيد السياسة قال أبو نعيم الأصبهانى حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفى ثنا أحمد بن سعيد الدارمى ثنا أبو عاصم عن عمر بن قيس قال كان لابن الزبير مائة غلام يتكلم كل غلام منهم بلغة غير لغة الآخر وكان ابن الزبير يكلم كل واحد منهم بلغته وكنت إذا نظرت إليه فى أمر دنياه قلت هذا رجل لم يرد الله والدار الآخرة طرفة عين وإذا نظرت إليه فى أمر آخرته قلت هذا رجل لم يرد الدنيا طرفة عين وقال الثورى عن الأعمش عن أبى الضحى قال رأيت على رأس ابن الزبير من المسك ما لو كان لى كان رأس مال وكان يطيب الكعبة حتى كان يوجد ريحها من مسافة بعيدة وقال ابن المبارك عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال دخل ابن الزبير على امرأته بنت الحسن فرأى ثلاثة مثل يعنى أفرشة فقال هذا لى وهذا لابنة الحسن وهذا للشيطان فأخرجوه وقال الثورى عن عبد الله بن أبى بشير عن عبد الله بن مساور قال سمعت ابن عباس يعاتب ابن الزبير على البخل ويقول قال رسول الله ص ليس بالمؤمن من يبيت شبعان وجاره إلى جنبه جائع وقال الامام أحمد حدثنا إسماعيل بن أبان الوراق ثنا يعقوب عن جعفر بن أبى المغيرة عن ابن أبزى عن عثمان بن عفان قال قال له عبد الله بن الزبير حين حصر إن عندى نجائب قد أعددتها لك فهل لك أن تتحول إلى مكة فيأتيك من أراد أن يأتيك قال لا إنى سمعت رسول الله ص يقول يلحد كبش من قريش اسمه عبد الله عليه مثل أوزار الناس وهذا الحديث منكر جدا وفى إسناده ضعف ويعقوب هذا هو القمى وفيه تشيع ومثل هذا لا يقبل تفرده به وبتقدير صحته فليس هو بعبد الله ابن الزبير فانه كان على صفات حميدة وقيامه فى الامارة إنما كان لله عز وجل ثم هو كان الامام
بعد موت معاوية بن يزيد لا محالة وهو أرشد من مروان بن الحكم حيث نازعه بعد اجتمعت الكلمة عليه وقامت البيعة له فى الآفاق وانتظم له الأمر والله أعلم
وقال الامام احمد حدثنا ابو النضر هاشم بن القاسم ثنا إسحاق بن سعيد ثنا سعيد بن عمرو قال أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير وهو في الحجر جالس فقال يا ابن الزبير إياك والإلحاد فى حرم الله فانى أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحلها وتحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها فانظر أن لا تكونه فقال له ياابن عمر فانك قرأت الكتب وصحبت النبى ص ق قال فانى أشهد أن هذا وجهى إلى الشام مجاهدا وهذا قد يكون رفعه غلطا وإنما هو من كلام عبد الله بن عمر وما أصابه من الزاملتين يوم اليرموك من كلام أهل الكتاب والله أعلم وقال وكيع عن الثورى عن سلمة بن كهيل عن أبى صادق عن حبشى الكنانى عن عليم الكندى عن سلمان الفارسى قال ليحرقن هذا البيت على يدى رجل من آل الزبير وقال أبو بكر بن أبى خيثمة عن يحيى بن معين عن أبى فضيل ثنا بن أبى حفصة عن منذر الثورى قال قال ابن الحنفية اللهم إنك تعلم أنى كنت أعلم مما علمتنى أن ابن الزبير لا يخرج منها إلا قتيلا يطاف برأسه فى الأسواق وقد روى الزبير بن بكار عن هشام بن عروة قال إن أول ما فصح به عبد الله بن الزبير وهو صغير السيف السيف فكان لا يضعه من فيه وكان الزبير إذا سمع ذلك منه يقول له أما والله ليكونن لك منه يوم ويوم وأيام وقد تقدم كيفية مقتله وأن الحجاج صلبه على جذع فوق الثنية وأن أمه جاءت حتى وقفت عليه فدعت له طويلا ولا يقطر من عينها دمعة ثم انصرفت وكذلك وقف عليه ابن عمر فدعا له وأثنى عليه ثناء كثيرا جدا وقال الواقدى حدثنى نافع بن ثابت عن عبد الله مولى أسماء قال لما قتل عبد الله خرجت إليه أمه حتى وقفت عليه وهى على دابة فأقبل الحجاج فى اصحابه فسأل عنها فأخبر بها فأقبل حتى وقف عليها فقال كيف رأيت نصر الله الحق واظهره فقالت ربما أديل الباطل على الحق وأهله وإنك بين فرثها والجنة فقال إن ابنك ألحد فى هذا البيت وقد قال الله تعالى ومن يرد فيه بالحاد بظلم ندقه من عذاب أليم وقد أذاقه الله ذلك العذاب الأليم قالت كذبت كان أول مولود فى الاسلام بالمدينة وسر به رسول الله ص وحنكه بيده وكبر المسلمون يومئذ حتى ارتجت المدينة فرحا به وقد فرحت أنت وأصحابك بمقتله فمن كان فرح يومئذ بمولده خير منك ومن أصحابك وكان مع ذلك برا بالوالدين صواما قواما بكتاب الله معظما لحرم الله يبغض من يعصى الله عز وجل أشهد على رسول الله ص لسمعته يقول يخرج من ثقيف كذاب ومبير وفى رواية سيخرج من ثقيف كذابان الآخر منهما شر من الأول وهو مبير فانكسر الحجاج
وانصرف فبلغ ذلك عبد الملك فكتب إليه يلومه فى مخاطبته أسماء وقال مالك ولابنة الرجل الصالح وقال مسلم بن الحجاج فى صحيحه ثنا عقبة بن مكرم حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمى أنبأ الأسود بن شيبان عن أبى نوفل قال رأيت عبد الله بن الزبير على ثنية الحجون مصلوبا فجعلت قريش تمر عليه والناس حتى مر عليه عبد الله بن عمر فوقف عليه فقال السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله إن كنت ما علمت صواما قواما وصولا للرحم أما والله لامة أنت شرها لأمة خير ثم بعد عبد الله بن عمر فبلغ الحجاج وقوف ابن عمر عليه وقوله ما قال فأرسل إليه فأنزله عن جذعه وألقى فى قبور اليهود ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت أبى بكر فأبت أن تأتيه فأعاد عليها الرسول لتأتينى أولا لأبعثن إليك من يسحبك من قرونك فأبت وقالت والله لا آتيه حتى يبعث إلى من يسحبنى بقرونى فقال الحجاج أرونى سبتيتى فأخذ نعليه ثم انطلق يتوذف ؟ حتى دخل عليها فقال كيف رأيتينى صنعت بعد والله قالت رأيتك فسدت عليه دنياه وأفسدت عليك آخرتك بلغنى أنك تقول يا ابن ذات النطاقين أنا والله ذات النطاقين أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله ص وطعام أبى بكر واما الآخر فنطاق المرأة التى لا تستغنى عنه أما إن رسول الله حدثنا أن فى ثقيف كذابا ومبيرا فأما الكذاب فرأيناه وأما المبير فلا أخالك إلا إياه قال فقام عنها ولم يراجعها انفرد به مسلم وروى الواقدى أن الحجاج لما صلب ابن الزبير على ثنية الحجون بعثت إليه أسماء تدعو عليهى وطلبت منه أن يدفن فأبي عليها حتى كتب إلى عبد الملك في ذلك فكتب إليه ان يدفن فدفن بالحجون وذكروا أنه كان يشتم من عند قبره ريح المسك
وكان الحجاج قد قدم من الشام فى ألفى فارس وانضاف إليه طارق بن عمرو فى خمسة آلاف وروى محمد بن سعد وغيره بسنده أن الحجاج حاصر ابن الزبير وأنه اجتمع معه أربعون ألفا وأنه نصب المنجيق على أبى قبيس ليرمى به المسجد الحرام وأنه امن من خرج إليه من أهل مكة ونادى فيهم بذلك وقال إنا لم نأت لقتال أحد سوى ابن الزبير وأنه خير ابن الزبير بين ثلاث إما أن يذهب فى الأرض حيث شاء او يبعثه إلى الشام مقيدا بالحديد أو يقاتل حتى يقتل فشاور أمه فأشارت عليه بالثالث فقط ويروى أنها استدعت بكفن له وبخرته وشجعته على القتل فخرج بهذه النية فقاتل يوم الثلاثاء السابع عشر من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين قتالا شديدا فجاءته آجرة ففلقت رأسه فسقط على وجهه إلى الأرض ثم أراد أن ينهض فلم يقدر فاتكأ على مرفقه الأيسر وجعل يحدم بالسيف من جاءه فأقبل إليه رجل من أهل الشام فضربه فقطع رجله ثم
تكاثروا عليه حتى قتلوه واحتزوا راسه وكان مقتله قريبا من الحجون ويقال بل قتل وهو متعلق بأستار الكعبة فالله أعلم ثم صلبه الحجاج متكسا على ثنية كدا عند الحجون ثم لما أنزله دفنه فى مقابر اليهود كما رواه مسلم وقيل دفن بالحجون بالمكان الذى صلب فيه فالله أعلم وقال عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال قال عبد الله بن الزبير لما جىء برأس المختار ما كان يحدثنا كعب الأحبار شيئا إلا وجدناه إلا قوله إن فتى ثقيف يقتلنى وهذا رأسه بين يدى قال ابن سيرين ولم يشعر أنه قد خبىء له الحجاج وروى هذا من وجه آخر قلت والمشهور أن مقتل الزبير كان فى سنة ثلاث وسبعين يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الأولى وقيل الآخرة منها وعن مالك وغيره أن مقتله كان على رأس اثنين وسبعين والمشهور الصحيح هو الأول وكانت بيعته فى سابع رجب سنة أربع وستين وكان مولده فى أول سنة إحدى من الهجرة وقيل من شوال سنة ثنتين من الهجرة فمات وقد جاوز السبعين قطعا والله أعلم
وأما امه فانها لم تعش بعده إلا مائة يوم وقيل عشرة أيام وقيل خمسة والأول هو المشهور وستأتى ترجمتها قريبا رضى الله عنها وعن أبيها وابنها وقد رثى ابن الزبير واخوه مصعب بمراثى كثيرة حسنة بليغة من ذلك قول معمر بن أبى معمر الذهلى يرثيهما بأبيات
لعمرك ما أبقيت فى الناس حاجة * ولا كنت ملبوس الهدى متذبذبا
غداة دعانى مصعب فأجبته * وقلت له أهلا وسهلا ومرحبا
أبوك حوارى الرسول وسيفه * فأنت بحمد الله من خيرنا أبا
وذاك أخوك المهتدى بضيائة
بمكة يدعونا دعاء مثوبا
ولم أك ذا وجهين وجه لمصعب * مريض ووجه لابن مروان إذ صبا
وكنت امرأ ناصحته غير مؤثر * عليه ابن مروان ولا متقربا
إليه بما تقذى به عين مصعب * ولكننى ناصحت فى الله مصعبا
إلى أن رمته الحادثات بسهمها * فيا لله سهما ما أسد وأصوبا
فإن يك هذا الدهر أردى بمصعب * وأصبح عبد الله شلوا ملحبا
فكل امرىء حاس من الموت جرعة * وإن حاد عنها جهده وتهيبا
وقيل إن عبد الله بن الزبير غسلته أمه أسماء بعد أن قطعت مفاصله وحنطته وطيبته وكفنته وصلت عليه وحملته إلى المدينة فدفنته بدار صفية بنت حييى ثم إن هذه الدار زيدت فى مسجد النبى ص فهو مدفون فى المسجد مع النبى ص وابى بكر وعمر وقد ذكر ذلك غير واحد فالله أعلم
وقد روى الطبرانى عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن أباه حدثه أن النبى ص أعطاه دم
محاجمه يهريقه فحساه فلما رجع إلى النبى ص قال ما صنعت يا عبد الله بالدم قلت جعلته فى مكان ظننت أنه خاف على الناس قال فلعلك شربته قلت نعم قال ومن أمرك أن تشرب الدم ويل لك من الناس وويل للناس منك ودخل سلمان الفارسى مرة على النبى ص فاذا عبد الله بن الزبير قائم فى الدهليز ومعه طست يشرب منه فدخل سلمان ودخل عبد الله على رسول الله ص قال له فرغت قال نعم قال سلمان وما ذاك يا رسول الله قال أعطيته غسالة محاجمى يهريق ما فيها قال سلمان شربها والذى بعثك بالحق قال شربته قال نعم قال لم قال أحببت أن يكون دم رسول الله ص فى جوفى فقال بيده على راس ابن الزبير وقال ويل لك من الناس وويل للناس منك لا تمسك النار إلا تحلة القسم ولما بعث يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير ذلك القيد من ذهب وسلسة من فضة وجامعة من فضة وأقسم لتأتينى فيها فقالوا له بر قسم أمير المؤمنين فقال
ولا ألين لغير الحق أسأله * حتى تلين لضرس الماضغ الحجر
ثم قال والله لضربة بسيف بعز أحب إلى من ضربة بسوط فى ذل ثم دعا إلى نفسه وأظهر الخلاف ليزيد بن معاوية وروى الطبرانى ان ابن الزبير دخل على أمه فقال إن فى الموت لراحة وكانت أمه قد أتت عليها مائة سنة لم تسقط لها سن ولم يفسد لها بصر فقالت ما أحب أن أموت حتى آتى على أحد طرفيك إما أن تملك فتقر عينى وغما أن تقتل فأحتسبك ثم خرج عنها وهو يقول
ولست بمبتاع الحياة بسبة * ولا بمريق من خشية الموت سلما
ثم أقبل على آل الزبير يعظهم ويقول ليكن أحدكم سيفه كما وجهه فيدفع عن نفسه بيده كأنه أمراه والله ما بقيت زحفا قط إلا فى الرعيل الأول وما ألمت جرحا إلا ألم الدواء ثم حمل عليهم ومعه سفيان فأول من لقيه الأسود فضربه بسيفه حتى أطن رجله فقال له الأسود أخ يا ابن الزانية فقال له ابن الزبير أخسأ يا ابن حام أسماء زانية ثم أخرجهم من المسجد وكان على ظهر المسجد جماعة من أعوانه يرمون أعداءه بالآجر فأصابته آجرة من أعوانه من غير قصد من مفرق رأسه ففلقت رأسه فوقف قائما وهو يقول لو كان قرنى واحدا كفيته ويقول
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا * ولكن على أقدامنا يقطر الدم
ثم وقع فأكب عليه موليان له وهما يقولان العبد يحمى ربه ويحتمى ثم أرسلوا إليه فخروا رأسه وروى الطبرانى أيضا عن إسحاق بن أبى إسحاق قال أنا حاضر مقتل عبد الله بن الزبير فى المسجد الحرام يوم قتل جعلت الجيوش تدخل من أبواب المسجد وكلما دخل قوم من باب حمل
عليهم حتى يخرجهم فبينما هو على تلك الحال إذ جاءت شرفة من شرفات المسجد فوقعت على رأسه فصرعته وهو يتمثل بهذه الأبيات
أسماء أسماء لا تبكينى * لم يبقى إلا حسبى ودينى
وصارم لانت به يمينى
وقد روى أن أمه قالت للحجاج أما آن لهذا الراكب أن ينزل فقال الحجاج ابنك المنافق فقالت والله ما كان منافقا إن كان لصواما قواما وصولا للرحم فقال انصرفى يا عجوز فانك قد خرفت فقالت والله ما خرفت منذ سمعت رسول الله ص يقول يخرج من ثقيف كذاب ومبير فأما الكذاب فقد رأيناه واما المبير فأنت وقال مجاهد كنت مع ابن عمر فمر على ابن الزبير فوقف فترحم عليه ثم التفت إلى وقال أخبرنى أبو بكر الصديق أن رسول الله ص قال من يعمل سوءا يجز به وروى سفيان عن ابن جريج عن أبى مليكة قال ذكرت ابن الزبير عند ابن عباس قال كان عفيفا فى الاسلام قارئا للقرآن صواما قواما أبوه الزبير وأمه أسماء وجده أبو بكر وعمته خديجة وجدته صفية وخالته عائشة والله لأحاسبن له بنفسى محاسبة لم أحاسبها لأبى بكر ولا لعمر وقال الطبرانى حدثنا زكريا الناجى ثنا حوثرة بن محمد ثنا أبو أسامة ثنا سعيد ابن المرزبان أبو سعيد العبسى ثنا محمد بن عبدالله الثقفى قال شهدت خطبة ابن الزبير بالموسم خرج علينا قبل التروية بيوم وهو محرم فلبى بأحسن تلبية سمعتها قط ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد فأنكم جئتم من أفاق شتى وفودا إلى الله عز وجل فحق على الله أن يكرم وفده فمن كان منكم يطلب ما عند الله فإن طالب ما عند الله لا يخيب فصدقوا قولكم بفعل فان ملاك القول الفعل والنية النية والقلوب القلوب الله الله فى أيامكم هذه فإنها أيام تغفر فيها الذنوب جئتم من آفاق شتى فى غير تجارة ولا طلب مال ولا دنيا ترجونها هاهنا ثم لبى ولبى الناس فما رأيت باكيا أكثر من يومئذ وروى الحسن بن سفيان قال ثنا حيان بن موسى ثنا عبد الله بن المبارك ثنا مالك بن أنس عن وهب بن كيسان قال كتب إلى عبد الله بن الزبير بموعظة أما بعد فان لأهل التقوى علامات يعرفون بها ويعرفونها من أنفسهم صدق الحديث واداء الأمانة وكظم الغيظ وصبر على البلاء ورضى بالقضاء وشكر للنعماء وذل لحكم القرآن وإنما الايام كالسوق ما نفق فيها حمل إليها إن نفق الحق عنده حمل إليه وجاءه أهله وإن نفق الباطل عنده حمل إليه وجاءه أهله
وقال أبو معاوية ثنا هشام بن عروة عن وهب بن كيسان قال ما رأيت ابن الزبير يعطى سلمة قط لرغبة ولا لرهبة سلطان ولا غيره وبهذه الاسنادات أهل الشام كانوا يعيرون ابن الزبير ويقولون له يا ابن ذات النطاقين فقالت له أسماء يا بنى إنهم يعيرونك بالنطاقين وإنما كان لى
نطاق واحد شققته نصفين فجعلت فى سفرة رسول الله ص أحدهما واوكيت قربته بالآخر لما خرج هو وابو بكر يريدان الهجرة إلى المدينة فكان ابن الزبير بعد ذلك إذا عيروه بالنطاقين يقول إنها والله تلك شكاة ظاهر عنك عارها والله سبحانه وتعالى أعلم
وممن قتل مع ابن الزبير فى سنة ثلاث وسبعين بمكة من الأعيان

عدد المشاهدات *:
304629
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : وهذه ترجمة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  وهذه ترجمة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1