تسجيل
البريد الإلكتروني
الرقم السري
بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ;   آخر المواضيع :   كتاب "عقيدة الإسلام "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري * * *  كتاب "عقيدة الإسلام "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري. * * *  كتاب "أصول الفقه وقواعده "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري * * *  كتاب "علم الحديث "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري. * * *  كتاب"معرفة إسم الله الأعظم "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري " * * *  كتاب"معرفة إسم الله الأعظم "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري * * *  وجوب اجتماع كلمة المسلمين على الصيام و الإفطار * * *  القول السديد في صلاة جمعتين في مسجد واحد * * *  مناظرة في علو الله تعالى و استوائه على عرشه * * *  مناظرة في علو الله تعالى و استوائه على عرشه * * *
الشريعة الإسلامية
العقائد و الفرق
الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
5
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 499
37 - علامات الساعة
التاريخ : 04/05/2013
الساعة : 20:19:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

10:45 -- 08/01/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
  • قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لسورة القمر

    [ ص: 470 ] تفسير سورة القمر وهي مكية .

    قد تقدم في حديث أبي واقد : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ بقاف ، واقتربت الساعة ، في الأضحى والفطر ، وكان يقرأ بهما في المحافل الكبار ، لاشتمالهما على ذكر الوعد والوعيد وبدء الخلق وإعادته ، والتوحيد وإثبات النبوات ، وغير ذلك من المقاصد العظيمة .

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ( اقتربت الساعة وانشق القمر ( 1 ) وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ( 2 ) وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر ( 3 ) ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر ( 4 ) حكمة بالغة فما تغن النذر ( 5 ) )

    يخبر تعالى عن اقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها . كما قال تعالى : ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه [ سبحانه ] ) [ النحل : 1 ] ، وقال : ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) [ الأنبياء : 1 ] وقد وردت الأحاديث بذلك ، قال الحافظ أبو بكر البزار :

    حدثنا محمد بن المثنى وعمرو بن علي قالا حدثنا خلف بن موسى ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب أصحابه ذات يوم ، وقد كادت الشمس أن تغرب فلم يبق منها إلا شف يسير ، فقال : " والذي نفسي بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه ، وما نرى من الشمس إلا يسيرا " .

    قلت : هذا حديث مداره على خلف بن موسى بن خلف العمي ، عن أبيه . وقد ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : ربما أخطأ .

    حديث آخر يعضد الذي قبله ويفسره ، قال الإمام أحمد : حدثنا الفضل بن دكين ، حدثنا شريك ، حدثنا سلمة بن كهيل ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال : كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - والشمس على قعيقعان بعد العصر ، فقال : " ما أعماركم في أعمار من مضى إلا كما بقي من النهار فيما مضى " .

    [ ص: 471 ] وقال الإمام أحمد : حدثنا حسين ، حدثنا محمد بن مطرف ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " بعثت والساعة هكذا " . وأشار بإصبعيه : السبابة والوسطى .

    أخرجاه من حديث أبي حازم سلمة بن دينار .

    وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا الأعمش ، عن أبي خالد ، عن وهب السوائي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بعثت أنا والساعة كهذه من هذه إن كادت لتسبقها " وجمع الأعمش بين السبابة والوسطى .

    وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا الأوزاعي ، حدثنا إسماعيل بن عبيد الله ، قال : قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك فسأله : ماذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر به الساعة ؟ فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " أنتم والساعة كهاتين " .

    تفرد به أحمد ، رحمه الله . وشاهد ذلك أيضا في الصحيح في أسماء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أنه الحاشر الذي يحشر الناس على قدميه .

    وقال الإمام أحمد : حدثنا بهز بن أسد ، حدثنا سليمان بن المغيرة ، حدثنا حميد بن هلال ، عن خالد بن عمير قال : خطب عتبة بن غزوان - قال بهز : وقال قبل هذه المرة - خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " أما بعد ، فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء ، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها ، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها ، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم ، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما ما يدرك لها قعرا ، والله لتملؤنه ، أفعجبتم ! والله لقد ذكر لنا أن ما بين مصراعي الجنة مسيرة أربعين عاما ، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام " وذكر تمام الحديث ، انفرد به مسلم .

    وقال أبو جعفر بن جرير : حدثني يعقوب ، حدثني ابن علية ، أخبرنا عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : نزلنا المدائن فكنا منها على فرسخ ، فجاءت الجمعة ، فحضر أبي وحضرت معه فخطبنا حذيفة فقال : ألا إن الله يقول : ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) ، ألا وإن الساعة قد اقتربت ، ألا وإن القمر قد انشق ، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإن اليوم المضمار ، وغدا السباق ، فقلت لأبي : أيستبق الناس غدا ؟ فقال : يا بني إنك لجاهل ، إنما هو السباق بالأعمال . [ ص: 472 ] ثم جاءت الجمعة الأخرى فحضرنا فخطب حذيفة ، فقال : ألا إن الله عز وجل يقول : ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) ، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق ، ألا وإن الغاية النار ، والسابق من سبق إلى الجنة .

    وقوله : ( وانشق القمر ) : قد كان هذا في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما ثبت ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة . وقد ثبت في الصحيح عن ابن مسعود أنه قال : " خمس قد مضين : الروم ، والدخان ، واللزام ، والبطشة ، والقمر " . وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أي انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات .

    ذكر الأحاديث الواردة في ذلك :

    رواية أنس بن مالك :

    قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك قال : سأل أهل مكة النبي - صلى الله عليه وسلم - آية ، فانشق القمر بمكة مرتين ، فقال : ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) .

    ورواه مسلم ، عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق .

    وقال البخاري : حدثني عبد الله بن عبد الوهاب ، حدثنا بشر بن المفضل ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ; أن أهل مكة سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يريهم آية ، فأراهم القمر شقين ، حتى رأوا حراء بينهما .

    وأخرجاه أيضا من حديث يونس بن محمد المؤدب ، عن شيبان ، عن قتادة . ورواه مسلم أيضا من حديث أبي داود الطيالسي ، ويحيى القطان ، وغيرهما ، عن شعبة ، عن قتادة ، به .

    رواية جبير بن مطعم رضي الله عنه :

    قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن كثير ، حدثنا سليمان بن كثير ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، قال : انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصار فرقتين : فرقة على هذا الجبل ، وفرقة على هذا الجبل ، فقالوا : سحرنا محمد . فقالوا : إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم .

    تفرد به الإمام أحمد من هذا الوجه ، وأسنده البيهقي في " الدلائل " من طريق محمد بن كثير ، [ ص: 473 ] عن أخيه سليمان بن كثير ، عن حصين بن عبد الرحمن ، [ به ] . وهكذا رواه ابن جرير من حديث محمد بن فضيل وغيره عن حصين ، به . ورواه البيهقي أيضا من طريق إبراهيم بن طهمان وهشيم ، كلاهما عن حصين عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، عن جده فذكره .

    رواية عبد الله بن عباس [ رضي الله عنهما ]

    قال البخاري : حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا بكر ، عن جعفر ، عن عراك بن مالك ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس قال : انشق القمر في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

    ورواه البخاري أيضا ومسلم ، من حديث بكر بن مضر ، عن جعفر بن ربيعة ، عن عراك [ بن مالك ] ، به مثله .

    وقال ابن جرير : حدثنا ابن مثنى ، حدثنا عبد الأعلى ، حدثنا داود بن أبي هند ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : ( اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ) قال : قد مضى ذلك ، كان قبل الهجرة ، انشق القمر حتى رأوا شقيه .

    وروى العوفي ، عن ابن عباس نحو هذا .

    وقال الطبراني : حدثنا أحمد بن عمرو البزار ، حدثنا محمد بن يحيى القطعي ، حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كسف القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : سحر القمر . فنزلت : ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) إلى قوله : ( مستمر ) .

    رواية عبد الله بن عمر :

    قال الحافظ أبو بكر البيهقي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا : حدثنا أبو العباس الأصم ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمر في قوله تعالى : ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) قال : وقد كان ذلك على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انشق فلقتين : فلقة من دون الجبل ، وفلقة من خلف الجبل ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اللهم اشهد " .

    [ ص: 474 ] وهكذا رواه مسلم ، والترمذي ، من طرق عن شعبة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، به . قال مسلم كرواية مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود . وقال الترمذي : حسن صحيح .

    رواية عبد الله بن مسعود :

    قال الإمام أحمد : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أبي معمر ، عن ابن مسعود قال : انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شقين حتى نظروا إليه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " اشهدوا " .

    وهكذا رواه البخاري ومسلم ، من حديث سفيان بن عيينة ، به . وأخرجاه من حديث الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة ، عن ابن مسعود ، به .

    وقال ابن جرير : حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي ، حدثنا عمي يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن رجل ، عن عبد الله ، قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى فانشق القمر ، فأخذت فرقة خلف الجبل ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اشهدوا ، اشهدوا " .

    قال البخاري : وقال أبو الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله : بمكة .

    وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا أبو عوانة ، عن المغيرة ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت قريش : هذا سحر ابن أبي كبشة . قال : فقالوا : انظروا ما يأتيكم به السفار ، فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم . قال : فجاء السفار فقالوا : ذلك .

    وقال البيهقي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا سعيد بن سليمان ، حدثنا هشيم ، حدثنا مغيرة ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله ، قال : انشق القمر بمكة حتى صار فرقتين ، فقال كفار قريش أهل مكة : هذا سحر سحركم به ابن أبي كبشة ، انظروا السفار ، فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق ، وإن كانوا لم يروا مثل ما رأيتم فهو سحر سحركم به . قال : فسئل السفار ، قال : وقدموا من كل وجهة ، فقالوا : رأيناه .

    رواه ابن جرير من حديث المغيرة ، به . وزاد : فأنزل الله عز وجل : ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) . ثم قال ابن جرير :

    [ ص: 475 ] حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية ، أخبرنا أيوب ، عن محمد - هو ابن سيرين - قال : نبئت أن ابن مسعود - رضي الله عنه - كان يقول : لقد انشق القمر .

    وقال ابن جرير أيضا : حدثني محمد بن عمارة ، حدثنا عمرو بن حماد ، حدثنا أسباط ، عن سماك ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله قال : لقد رأيت الجبل من فرج القمر حين انشق .

    ورواه الإمام أحمد عن مؤمل ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عبد الله ، قال : انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى رأيت الجبل من بين فرجتي القمر .

    وقال ليث عن مجاهد : انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصار فرقتين ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر : " اشهد يا أبا بكر " . فقال المشركون : سحر القمر حتى انشق .

    وقوله : ( وإن يروا آية ) أي : دليلا وحجة وبرهانا ) يعرضوا ) أي : لا ينقادون له ، بل يعرضون عنه ويتركونه وراء ظهورهم ، ( ويقولوا سحر مستمر ) أي : ويقولون : هذا الذي شاهدناه من الحجج سحر سحرنا به .

    ومعنى ) مستمر ) أي : ذاهب . قاله مجاهد ، وقتادة ، وغيرهما ، أي : باطل مضمحل ، لا دوام له .

    ( وكذبوا واتبعوا أهواءهم ) أي : كذبوا بالحق إذ جاءهم ، واتبعوا ما أمرتهم به آراؤهم وأهواؤهم من جهلهم وسخافة عقلهم .

    وقوله : ( وكل أمر مستقر ) قال قتادة : معناه : أن الخير واقع بأهل الخير ، والشر واقع بأهل الشر .

    وقال ابن جريج : مستقر بأهله . وقال مجاهد : ( وكل أمر مستقر ) أي : يوم القيامة .

    وقال السدي : ( مستقر ) أي : واقع .

    وقوله : ( ولقد جاءهم من الأنباء ) أي : من الأخبار عن قصص الأمم المكذبين بالرسل ، وما حل بهم من العقاب والنكال والعذاب ، مما يتلى عليهم في هذا القرآن ، ( ما فيه مزدجر ) أي : ما فيه واعظ لهم عن الشرك والتمادي على التكذيب .

    وقوله : ( حكمة بالغة ) أي : في هدايته تعالى لمن هداه وإضلاله لمن أضله ، ( فما تغن النذر ) يعني : أي شيء تغني النذر عمن كتب الله عليه الشقاوة ، وختم على قلبه ؟ فمن الذي يهديه من بعد الله ؟ وهذه الآية كقوله تعالى : ( قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين ) [ الأنعام : 149 ] ، وكذا قوله تعالى : ( وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ) [ يونس : 101 ] .

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
6
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 499
37 - علامات الساعة
التاريخ : 04/05/2013
الساعة : 20:19:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

10:45 -- 08/01/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
  • سؤال: ما هي علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى؟

    جواب الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله تعالى :

     الحمد لله علامات يوم القيامة وأشراطها هي التي تسبق وقوع القيامة وتدل على قرب حصولها، وقد اصطُلح على تقسيمها إلى صغرى وكبرى.

    والصغرى - في الغالب - تتقدم حصول القيامة بمدة طويلة، ومنها ما وقع وانقضى - وقد يتكرر وقوعه - ومنها ما ظهر ولا يزال يظهر ويتتابع، ومنها ما لم يقع إلى الآن، ولكنه سيقع كما أخبر الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -.

    وأما الكبرى: فهي أمور عظيمة يدل ظهورها على قرب القيامة وبقاء زمن قصير لوقوع ذلك اليوم العظيم.

    وعلامات الساعة الصغرى كثيرة، وقد جاءت في أحاديث صحيحة كثيرة، وسنذكرها في سياق واحد دون ذِكر أحاديثها؛ لأن المقام لا يتسع، ونحيل من أراد التوسع في هذا الموضوع مع معرفة أدلة هذه العلامات لكتب موثوقة متخصصة، ومنها "القيامة الصغرى" للشيخ عمر سليمان الأشقر، وكتاب "أشراط الساعة" للشيخ يوسف الوابل.

    فمن أشراط الساعة الصغرى:

    1- بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

    2- موته - صلى الله عليه وسلم -.

    3- فتح بيت المقدس.

    4- طاعون "عمواس" وهي بلدة في فلسطين.

    5- استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة.

    6- ظهور الفتن، ومن الفتن التي حدثت في أوائل عهد الإسلام: مقتل عثمان - رضي الله عنه -، وموقعة الجمل وصفين، وظهور الخوارج، وموقعة الحرة، وفتنة القول بخلق القرآن.

    7- ظهور مدَّعي النبوة، ومنهم "مسيلمة الكذاب" و "الأسود العنسي".

    8- ظهور نار الحجاز، وقد ظهرت هذه النار في منتصف القرن السابع الهجري في عام 654 هـ، وكانت ناراً عظيمة، وقد توسع العلماء الذين عاصروا ظهورها ومن بعدهم في وصفها، قال النووي: "خرجت في زماننا نار في المدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت ناراً عظيمة جداً من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، وتواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة".

    9- ضياع الأمانة، ومن مظاهر تضييع الأمانة إسناد أمور الناس إلى غير أهلها القادرين على تسييرها.

    10- قبض العلم وظهور الجهل، ويكون قبض العلم بقبض العلماء، كما جاء في الصحيحين.

    11- انتشار الزنا.

    12- انتشار الربا.

    13- ظهور المعازف.

    14- كثرة شرب الخمر.

    15- تطاول رعاء الشاة في البنيان.

    16- ولادة الأمة لربتها، كما ثبت ذلك في الصحيحين، وفي معنى هذا الحديث أقوال لأهل العلم، واختار ابن حجر: أنه يكثر العقوق في الأولاد فيعامِل الولدُ أمَّه معاملة السيد أمَته من الإهانة والسب.

    17- كثرة القتل.

    18- كثرة الزلازل.

    19- ظهور الخسف والمسخ والقذف.

    20- ظهور الكاسيات العاريات.

    21- صدق رؤيا المؤمن.

    22- كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق.

    23- كثرة النساء.

    24- رجوع أرض العرب مروجاً وأنهاراً.

    25- انكشاف الفرات عن جبل من ذهب.

    26- كلام السباع والجمادات الإنس.

    27- كثرة الروم وقتالهم للمسلمين.

    28- فتح القسطنطينية.

    وأما أشراط القيامة الكبرى:

    فهي التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث حذيفة بن أسيد وهي عشر علامات:

    الدجال، ونزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاث خسوفات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، والدخان، وطلوع الشمس من مغربها، والدابة، والنار التي تسوق الناس إلى محشرهم،

    وهذه العلامات يكون خروجها متتابعا، فإذا ظهرت أولى هذه العلامات فإن الأخرى على إثرها.

    روى مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ : اطَّلَعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ : مَا تَذَاكَرُونَ؟ قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قَالَ: إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ فَذَكَرَ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَثَلاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ.

    وليس هناك نص صحيح صريح في ترتيب هذه العلامات، وإنما يستفاد ترتيب بعضها من جملة نصوص.

    وقد سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين - رحمه الله -:

    هل أشراط الساعة الكبرى تأتي بالترتيب؟

    فأجاب: "أشراط الساعة الكبرى بعضها مرتب ومعلوم، وبعضها غير مرتب ولا يعلم ترتيبه، فمما جاء مرتباً نزول عيسى بن مريم وخروج يأجوج ومأجوج، والدجال فإن الدجال يبعث ثم ينزل عيسى بن مريم فيقتله ثم يخرج مأجوج ومأجوج.

    وقد رتب السفاريني - رحمه الله - في عقيدته هذه الأشراط، لكن بعض هذا الترتيب تطمئن إليه النفس، وبعضها ليس كذلك، والترتيب لا يهمنا، وإنما يهمنا أن للساعة علامات عظيمة إذا وقعت فإن الساعة تكون قد قربت، وقد جعل الله للساعة أشراطاً؛ لأنها حدث هام يحتاج الناس إلى تنبيههم لقرب حدوثه " انتهى" "مجموع الفتاوى" ( 2 / السؤال رقم 137 ). والله أعلم

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
7
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 499
37 - علامات الساعة
التاريخ : 04/05/2013
الساعة : 20:19:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

10:45 -- 08/01/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
  • أورد الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى طرق حديث بعثت أنا و الساعة كهاتين في كتاب البداية والنهاية » كتاب الفتن والملاحم وأشراط الساعة والأمور العظام يوم القيامة »

    ذكر طرق الحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم كل طرفة عين ، أنه قال : " بعثت أنا والساعة كهاتين " .

    رواية أنس بن مالك : قال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا الأوزاعي ، حدثنا إسماعيل بن عبيد الله - يعني ابن أبي المهاجر الدمشقي - قال : قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك ، فسأله : ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر به الساعة؟ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أنتم والساعة كتين " . تفرد به أحمد من هذا الوجه .

    طريق أخرى عنه : قال الإمام أحمد : حدثنا هاشم ، حدثنا شعبة ، عن أبي التياح ، وقتادة ، وحمزة ، وهو ابن عمرو الضبي ، أنهم سمعوا أنس بن مالك يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة هكذا " . وأشار بالسبابة والوسطى . وكان قتادة يقول : كفضل إحداهما على الأخرى . وأخرجه مسلم من حديث شعبة ، عن حمزة الضبي هذا ، وأبي التياح ، كلاهما عن أنس ، به .

    [ ص: 287 ] طريق أخرى عنه : قال الإمام أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بعثت أنا والساعة كهاتين " . وأشار بالسبابة والوسطى . وأخرجه البخاري ، ومسلم ، والترمذي من حديث شعبة به - وفي رواية لمسلم : عن شعبة ، عن قتادة ، وأبي التياح ، كلاهما عن أنس ، به - وقال الترمذي : حسن صحيح .

    طريق أخرى عنه : روى الإمام أحمد ، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن محمد بن إسحاق ، عن زياد بن أبي زياد المدني ، عن أنس بن مالك ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بعثت والساعة كهاتين " . ومد إصبعيه ، السبابة والوسطى . تفرد به أحمد ، وإسناده لا بأس به .

    طريق أخرى عنه : قال مسلم في " صحيحه " : حدثنا أبو غسان مالك بن عبد الواحد ، حدثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن معبد بن هلال العنزي ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بعثت أنا والساعة كهاتين " . تفرد به مسلم .

    طريق أخرى عنه : قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا [ ص: 288 ] شعبة ، عن أبي التياح ، سمعت أنس بن مالك يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بعثت أنا والساعة كهاتين " . وبسط إصبعيه ، السبابة والوسطى . وأخرجاه في " الصحيحين " من حديث شعبة ، عن أبي التياح يزيد بن حميد - وزاد مسلم : وحمزة الضبي - عن أنس ، به .

    رواية جابر بن عبد الله ، رضي الله عنهما : قال الإمام أحمد : حدثنا مصعب بن سلام ، حدثنا جعفر ، هو ابن محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : " أما بعد ، فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وإن أفضل الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة " . ثم يرفع صوته وتحمر وجنتاه ، ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة كأنه منذر جيش ، ثم يقول : " أتتكم الساعة ، بعثت أنا والساعة هكذا - وأشار بإصبعيه؟ السبابة والوسطى - صبحتكم الساعة ومستكم ، من ترك مالا فلأهله ، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي " . الضياع : ولده المساكين . وقد رواه مسلم والنسائي وابن ماجه ، من طرق عن جعفر بن محمد ، به ، وعند مسلم قال : " بعثت أنا والساعة كهاتين " .

    رواية سهل بن سعد : قال مسلم : حدثنا سعيد بن منصور ، قال : وحدثنا [ ص: 289 ] قتيبة بن سعيد ، واللفظ له ، حدثنا يعقوب ، هو ابن عبد الرحمن ، عن أبي حازم ، أنه سمع سهلا يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يشير بإصبعيه التي تلي الإبهام والوسطى ، وهو يقول : " بعثت أنا والساعة هكذا " . تفرد به مسلم .

    رواية أبي هريرة : قال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا أبو هشام ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا أبو حصين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين " . وضم إصبعيه .

    وقد رواه البخاري ، عن يحيى بن يوسف ، عن أبي بكر بن عياش ، عن أبي حصين عثمان بن عاصم ، عن أبي صالح ذكوان " عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بعثت أنا والساعة كهاتين " . ثم قال البخاري : وتابعه إسرائيل . ورواه ابن ماجه ، عن هناد بن السري ، وأبي هشام الرفاعي ، عن أبي بكر بن عياش به ، وقال : وجمع بين إصبعيه .

    وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس ، حدثنا سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن أبي جبيرة بن الضحاك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت في [ ص: 290 ] نسم الساعة " . يقول : حين بدت في أول وقتها . وهذا إسناد جيد ، وليس هو في شيء من الكتب ، ولا رواه أحمد بن حنبل ، وإنما روى لأبي جبيرة حديثا آخر في النهي عن التنابز بالألقاب .

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
8
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 499
37 - علامات الساعة
التاريخ : 04/05/2013
الساعة : 20:19:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

10:45 -- 08/01/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
  • قال الإمام الحافظ أبي الفرج ابن رجب الحنبلي في كتابه الحكم الجديرة بالإذاعة في تفسير حديث بعثت بين يدي الساعة  :

     أخرج أحمد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بعثت بين يدي الساعة ، حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم " .

     قوله صلى الله عليه وسلم : " بين يدي الساعة " :

    يعني أمامها ، ومراده أنه بعث قدام الساعة قريباً منها . ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم الحاشر ، والعاقب كما صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال : " أنا محمد وأحمد ، والماحي ، الذي يمحو الله بي الكفر ، والحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، والعاقب الذي ليس بعدي نبي " .

    وقد جعل الله انشقاق القمر من علامات اقتراب الساعة كما يقول تعالى : { اقتربت الساعة وانشق القمر } وكان انشقاقه بمكة قبل الهجرة .

    وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " بعثت أنا والساعة كهاتين " وأشار بإصبعيه ؛ السبابة والوسطى ، خرجاه في الصحيحين .

    وخرج الإمام أحمد من حديث بريدة : " بعثت أنا والساعة جميعاً إن كادت لتسبقني " . وللترمذي : " بعثت في نفس الساعة فسبقتها كما سبقت هذه لهذه - لإصبعيه السبابة والوسطى - ليس بينهما إصبع أخرى " والصحيح أنه يدل من ذلك على القرب من الساعة .

    وكان قتادة يشير إلى أن المراد بينه وبين الساعة كمقدار فضل السبابة على الوسطى ، وقد قيل : إن بينهما من الفضل مقدار نصف سبع ، وأخذ من هذا ان بقاء أمته ألف سنة ، وهو سبع الدنيا . وقد رجح ذلك ابن الجوزي والسهيلي وقال : إن لم يصح فيه الحديث المرفوع فقد صح عن ابن عباس وغيره ، وهو عند أهل الكتاب كذلك .

    ومما يدل على أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة أنه أخبر عن خروج الدجال في حديث الجساسة .

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
9
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 499
37 - علامات الساعة
التاريخ : 05/05/2013
الساعة : 20:19:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

10:45 -- 08/01/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
  • قال ابن حجر العسقلاني في شرحه لصحيح البخاري :

     
    5815 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ قَالَ وَيْلَكَ وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ قَالَ إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ فَقُلْنَا وَنَحْنُ كَذَلِكَ قَالَ نَعَمْ فَفَرِحْنَا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا فَمَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِي فَقَالَ إِنْ أُخِّرَ هَذَا فَلَنْ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ وَاخْتَصَرَهُ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ سَمِعْتُ أَنَسًا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 

     
    قوله : ( همام عن قتادة عن أنس ) صرح شعبة في روايته عن قتادة بسماعه له من أنس ، ويأتي بيانه عقب هذا .

    قوله : ( أن رجلا من أهل البادية ) في رواية الزهري عن أنس عند مسلم " أن رجلا من الأعراب " وفي رواية [ ص: 571 ] إسحاق بن أبي طلحة عن أنس عنده نحوه ; وفي رواية سالم بن أبي الجعد الآتية في كتاب الأحكام عن أنس " بينما أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - خارجين من المسجد فلقينا رجل عند سدة المسجد " وقد بينت في مناقب عمر أنه ذو الخويصرة اليماني الذي بال في المسجد ، وأن حديثه بذلك مخرج عند الدارقطني ، وأن من زعم أنه أبو موسى أو أبو ذر فقد وهم فإنهما وإن اشتركا في معنى الجواب وهو أن المرء مع من أحب ، فقد اختلف سؤالهما فإن كلا منأبي موسى وأبي ذر إنما سأل عن الرجل يحب القوم ولم يلحق بهم ، وهذا سأل متى الساعة ؟ .

    قوله : ( متى الساعة قائمة ) يجوز فيه الرفع والنصب . وفي رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عند مسلم " متى تقوم الساعة " ؟ وكذا في أكثر الروايات .

    قوله : ( ويلك وما أعددت لها ؟ قال : ما أعددت لها ) زاد معمر عن الزهري عن أنس عند مسلم " من كثير عمل أحمد عليه نفسي " وفي رواية سفيان عن الزهري عند مسلم " فلم يذكر كثيرا " وفي رواية سالم بن أبي الجعد المذكورة " فكأن الرجل استكان ثم قال : ما أعددت من كبير صلاة ولا صوم ولا صدقة " .

    قوله : ( إلا أني أحب الله ورسوله ) قال الكرماني : هذا الاستثناء يحتمل أن يكون متصلا وأن يكون منقطعا .

    قوله : ( إنك مع من أحببت ) أي ملحق بهم حتى تكون من زمرتهم ، وبهذا يندفع إيراد أن منازلهم متفاوتة فكيف تصح المعية ! فيقال إن المعية تحصل بمجرد الاجتماع في شيء ما ولا تلزم في جميع الأشياء ، فإذا اتفق أن الجميع دخلوا الجنة صدقت المعية ، وإن تفاوتت الدرجات ، ويأتي بقية شرحه في الباب الذي بعده .

    قوله : ( فقلنا : ونحن كذلك ؟ قال نعم ) هذا يؤيد ما بينت به المعية ; لأن درجات الصحابة متفاوتة .

    قوله : ( ففرحنا يومئذ فرحا شديدا ) في رواية أخرى عن أنس " فلم أر المسلمين فرحوا فرحا أشد منه " .

    قوله : ( فمر غلام للمغيرة ) في رواية مسلم " للمغيرة بن شعبة " أخرجه من رواية عفان عن همام قال " مر غلام " ولم يذكر ما قبله من هذه الطريق .

    قوله : ( وكان من أقراني ) أي مثلي في السن ، قال ابن التين : القرن المثل في السن وهو بفتح القاف وبكسرها المثل في الشجاعة قال : وفعل بفتح أوله وسكون ثانيه إذا كان صحيحا لا يجمع على أفعال ، إلا ألفاظ لم يعدوا هذا فيها . ووقع في رواية معبد بن هلال عند مسلم عن أنس " وذلك الغلام من أترابي يومئذ " والأتراب جمع ترب بكسر المثناة وسكون الراء بعدها موحدة وهم المتماثلون ، شبهوا بالترائب التي هي ضلوع للصدر . ووقع في رواية الحسن عن أنس في آخره " وأنا يومئذ بعد غلام " قال ابن بشكوال اسم هذا الغلام محمد ، واحتج بما أخرجه مسلم من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس " أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - : متى تقوم الساعة ؟ وغلام من الأنصار يقال له محمد " الحديث . قال : وقيل اسمه سعد . ثم أخرج من طريق الحسن عن أنس " أن رجلا سأل عن الساعة - فذكر حديثا - قال فنظر إلى غلام من دوس يقال له سعد " وهذا أخرجه البارودي في " الصحابة " وسنده حسن ، وأخرجه أيضا من طريق أبي قلابة عن أنس نحوه ، وأخرجه ابن منده من طريق قيس بن وهب عن أنس وقال فيه " مر سعد الدوسي " قال ورواه قرة بن خالد عن الحسن فقال فيه : " فقال لشاب من دوس يقال له ابن سعد " . قلت : وقد وقع عند مسلم في رواية معبد بن هلال عن أنس " ثم نظر إلى غلام من أزد شنوءة " [ ص: 572 ] فيحتمل التعدد ، أو كان اسم الغلام سعدا ويدعى محمدا أو بالعكس ، ودوس من أزد شنوءة فيحتمل أن يكون حالف الأنصار .

    قوله : ( فقال إن أخر هذا فلم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة ) في رواية الكشميهني فلن وكذا لمسلم وهي أولى . وفي رواية حماد بن سلمة إن يعش هذا الغلام فعسى أن لا يدركه الهرم وفي رواية معبد بن هلال لئن عمر هذا لم يدركه الهرم كذا في الطرق كلها بإسناد الإدراك للهرم ، ولو أسند للغلام لكان سائغا ، ولكن أشير بالأول إلى أن الأجل كالقاصد للشخص .

    قوله : ( حتى تقوم الساعة ) وقع في رواية البارودي التي أشرت إليها بدل قوله حتى تقوم الساعة لا يبقى منكم عين تطرف وبهذا يتضح المراد .

    وله في أخرى ما من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة وهذا نظير قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي تقدم بيانه في العلم أنه قال لأصحابه في آخر عمره أرأيتكم ليلتكم هذه ، فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممن هو اليوم عليها أحد وكان جماعة من أهل ذلك العصر يظنون أن المراد أن الدنيا تنقضي بعد مائة سنة ، فلذلك قال الصحابي " فوهل الناس فيما يتحدثون من مائة سنة " وإنما أراد - صلى الله عليه وسلم - بذلك انخرام قرنه ، أشار إلى ذلك عياض مختصرا . قلت : ووقع في الخارج كذلك " فلم يبق ممن كان موجودا عند مقالته تلك عند استكمال مائة سنة من سنة موته أحد " وكان آخر من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - موتا أبو الطفيل عامر بن وائلة كما ثبت في صحيح مسلم ، وقال الإسماعيلي بعد أن قرر أن المراد بالساعة ساعة الذين كانوا حاضرين عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن المراد موتهم وأنه أطلق على يوم موتهم اسم الساعة لإفضائه بهم إلى أمور الآخرة ، ويؤيد ذلك أن الله استأثر بعلم قيام الساعة العظمى كما دلت عليه الآيات والأحاديث الكثيرة ، قال : ويحتمل أن يكون المراد بقوله حتى تقوم الساعة المبالغة في تقريب قيام الساعة لا التحديد ، كما قال في الحديث الآخر بعثت أنا والساعة كهاتين ولم يرد أنها تقوم عند بلوغ المذكور الهرم . قال . وهذا عمل شائع للعرب يستعمل للمبالغة عند تفخيم الأمر وعند تحقيره وعند تقريب الشيء وعند تبعيده ، فيكون حاصل المعنى أن الساعة تقوم قريبا جدا ، وبهذا الاحتمال الثاني جزم بعض شراح " المصابيح " واستبعده بعض شراح " المشارق " وقال الداودي : المحفوظ أنه - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك للذين خاطبهم بقوله تأتيكم ساعتكم ، يعني بذلك موتهم ، لأنهم كانوا أعرابا فخشي أن يقول لهم لا أدري متى الساعة فيرتابوا فكلمهم بالمعاريض ، وكأنه أشار إلى حديث عائشة الذي أخرجه مسلم " كان الأعراب إذا قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - سألوه عن الساعة متى الساعة ؟ فينظر إلى أحدث إنسان منهم سنا فيقول إن يعش هذا حتى يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم " قال عياض وتبعه القرطبي : هذه رواية واضحة تفسر كل ما ورد من الألفاظ المشكلة في غيرها ، وأما قول النووي : يحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - أراد أن الغلام المذكور لا يؤخر ولا يعمر ولا يهرم ، أي فيكون الشرط لم يقع فكذلك لم يقع الجزاء ، فهو تأويل بعيد ، ويلزم منه استمرار الإشكال لأنه إن حمل الساعة على انقراض الدنيا وحلول أمر الآخرة كان مقتضى الخبر أن القدر الذي كان بين زمانه - صلى الله عليه وسلم - وبين ذلك بمقدار ما لو عمر ذلك الغلام إلى أن يبلغ الهرم ، والمشاهد خلاف ذلك ، وإن حمل الساعة على زمن مخصوص رجع إلى التأويل المتقدم ، وله أن ينفصل عن ذلك بأن سن الهرم لا حد لقدره . وقال الكرماني : يحتمل أن يكون الجزاء محذوفا ، كذا قال .

    [ ص: 573 ] قوله : ( واختصره شعبة عن قتادة سمعت أنسا ) وصله مسلم من رواية محمد بن جعفر عن شعبة ، ولم يسق لفظه بل أحال به على رواية سالم بن أبي الجعد عن أنس ، وساقها أحمد في مسنده عن محمد بن جعفر ولفظه " جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : متى الساعة ؟ قال : ما أعددت لها ؟ قال : حب الله ورسوله . قال : أنت مع من أحببت " وهو موافق لرواية همام ، فكأن مراد البخاري بالاختصار ما زاده همام في آخر الحديث من قوله " فقلنا : ونحن كذلك ؟ قال : نعم . ففرحنا يومئذ فرحا شديدا فمر غلام إلخ " .

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
10
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 499
37 - علامات الساعة
التاريخ : 05/05/2013
الساعة : 20:19:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

10:45 -- 08/01/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
  • جاء في كتاب تخريج أحاديث إحياء علوم الدين في الصفحة 2095 :

    3357 - (قال  صلّى الله عليه وسلم : من مات فقد قامت قيامته).
    قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في كتاب من حديث أنس بسند ضعيف انتهى.
    قلت: وعند ابن لال في مكارم الأخلاق والديلمي من حديث أنس إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته واعبدوا الله كأنكم ترونه واستغفروه كل ساعة

    وروى العسكري في الأمثال من حديث أنس أكثروا ذكر الموت فإنكم إن ذكرتموه في غنى كدره عليكم وإن ذكرتموه في ضيق وسعة عليكم ،الموت القيامة إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته يرى ماله من خير وشر وفيه داود بن المحبر كذاب عن عنبسة بن عبد الرحمن متروك متهم عن محمد بن زازات قال البخاري لا يكتب حديثه

    ورواه ابن لال في المكارم بلفظ أكثروا ذكر الموت فإن ذلك تمحيص للذنوب وتزهيد في الدنيا، الموت القيامة

    وعند ابن أبي الدنيا فإنه يمحص الذنوب ويزهد في الدنيا وسنده ضعيف جداً

    وروى الطبراني من طريق زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال

    يقولون القيامة القيامة وإنما قيامة الرجل موته

    ومن رواية سفيان عن أبي قيس قال شهدت جنازة فيها علقمة فلما دفن قال أما هذا فقد قامت قيامته.
    قال ابن السبكي: (6/ 359) لم أجد له إسناداً.

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

  لكتابة موضوع جديد في نفس القسم :
الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم الصفحة :

عدد الأعضاء المسجلين في منتدى المحجة البيضاء :389

عضو ، هؤلاء الأعضاء قاموا بتفعيل عملية التسجيل.


    عدد المواضيع :132 موضوع .

    عدد المشاركات :690 مشاركة .

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : مناظرة في علو الله تعالى و استوائه على عرشه

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : برنامج تعليم الأرقام من 1 الى 100

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : المخطط الكهربائي لمحرك السيارة

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : أين الله؟

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : سبعة يظلهم الله في ظله

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : الوباء و الطاعون

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : أخطاء تمنع من تحقيق حفظ القرآن الكريم

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : ألا بذكر الله تطمئن القلوب

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : الفعل المجرد

    يتصفح المنتدى حاليا : 1 متصفح .