تسجيل
البريد الإلكتروني
الرقم السري
بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ;   آخر المواضيع :   الأدلة العقلية و النقلية على أن الأرض مسطحة 2 * * *  الأدلة العقلية و النقلية على أن الأرض مسطحة * * *  كتاب اشهر المحدثين الذين ضاعت اعمالهم لفضيلة الشيخ حذيفة القحطاني * * *  من فوائد طلب العلم لفضيلة الشيخ حذيفة القحطاني * * *  الحكم النبوية في أحاديث الأربعين النووية * * *  كتاب اهم ما ترشد اليه الاية الكريمة لفضيلة الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني * * *  كتاب اهم ما يرشد اليه الحديث لفضيلة الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني * * *  كتاب البيان في كيفية حفظ القران لفضيلة الشيخ حذيفة القحطاني * * *  كتاب "عقيدة الإسلام "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري * * *  كتاب "عقيدة الإسلام "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري. * * *
الشريعة الإسلامية
العقائد و الفرق
الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
1
مشاركة ل الزاهد الورع
إسم الموضوع : 8725
22 - الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى
التاريخ : 25/05/2012
الساعة : 21:09:00
الزاهد الورع

الزاهد الورع الزاهد الورع

أخر تواجد :

13:43 -- 28/10/2013


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

89

المشاركات

429

عدد النقاط :

6525

المستوى :
  • بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الور ى و بعد:

    إن كل ما في الوجود يدل على وجود الخالق سبحانه و تعالى ، إلا أن صنفا من البشر يلحدون في ذات الله تعالى ، و هذه بعض الأدلة العقلية و النقلية التي تبطل ما زعموا و تثبت وجود ما جحدوا .

    الدليل رقم 1:

    كل شيء في الوجود يستلزم وجود من أوجده .

    بمعنى أن كل مخلوق له خالق خلقه و هو الله سبحانه كما أن لكل منتوج من المنتوجات صانع صنعه.

    و لهذا يقول الله تعالى :

      الأية 35 أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ

     الأية 36 أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ

    قال العماد إبن كثير رحمه الله في تفسير هذه الأية :

    هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية ، فقال تعالى : ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ) أي : أوجدوا من غير موجد ؟ أم هم أوجدوا أنفسهم ؟ أي : لا هذا ولا هذا ، بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا .

    قال البخاري : حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان قال : حدثوني عن الزهري ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالطور ، فلما بلغ هذه الآية : ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون ) كاد قلبي أن يطير .

    وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من طرق ، عن الزهري ، به . وجبير بن مطعم كان قد قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد وقعة بدر في فداء الأسارى ، وكان إذ ذاك مشركا ، وكان سماعه هذه الآية من هذه السورة من جملة ما حمله على الدخول في الإسلام بعد ذلك .

    ثم قال تعالى : ( أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ) أي : أهم خلقوا السماوات والأرض ؟ وهذا إنكار عليهم في شركهم بالله ، وهم يعلمون أنه الخالق وحده لا شريك له . ولكن عدم إيقانهم هو الذي يحملهم على ذلك ، ( أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون ) أي : أهم يتصرفون في الملك وبيدهم مفاتيح الخزائن ، ( أم هم المسيطرون ) أي : المحاسبون للخلائق ، ليس الأمر كذلك ، بل الله عز وجل ، هو المالك المتصرف الفعال لما يريد.ـ إنتهى كلام العلامة إبن كثير رحمه الله ـ

    يؤكد العقل البشري هذه القاعدة في كل شيء ، فعندما تنظر إلى ناطحات السحاب تقول بأن عبقرية الإنسان هي التي مكنت بني آدم من التطاول في البنيان و عندما تنظر في الصناعات الحديثة تقول بأن الشركة الفلانية هي التي صنعت الطائرة و الأخرى الباخرة و هلم جرا.

    فالإنسان يطبق هذه القاعدة في جميع الأمور إلا أن هناك فئة من الناس لا تريد تطبيق هذه القاعدة على الإنسان فتجحد الدليل و تنكر الرب سبحانه و تعالى.

التوقيع :

من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
2
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 8725
22 - الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى
التاريخ : 01/01/1970
الساعة : 21:09:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

03:20 -- 27/10/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

89

المشاركات

429

عدد النقاط :

6520

المستوى :
  • فصل في الرد على القائلين بنظرية التطور:

     تعتمد نظرية التطور التي يؤمن بها داروين و أتباعه على نفي وجود الخالق و يزعمون أن الكون انما خلق عبثا ، يقولون ان الكون وجد صدفة ، و تكون صدفة ، و أن الإنسان تطور من أصل القرد الى الإنسان العاقل .

    انه من غير الممكن عقلا أن يكون هذا الكون الواسع بدون خالق فنحن البشر نؤمن بالأسباب و المسببات فكل شيء له سبب يبدو منه و ينشعب ، و تحليل الأمور ينطلق من هذه النظرية ، فيتسأل الواحد منا : كيف و لما ؟ ليجد جوابا لا غموض فيه لحل ما اشتبه عليه من المسائل:

    فاذا سألنا أنفسنا كيف وجد الكون ؟

    هذا سؤال اذا اجيب عنه بأن الكون صدفة لا يمكن أن يقبله عقل سليم فما من شيء صغير كان أو كبير الا و يحتاج الى من أوجده فكيف بالسماء و الأرض و ما فيهما ، فالصدفة لا تصنع الأشياء بل ان ما نعتبره صدفة له سبب نجهله و ربنا يعلمه ، فقد يقول القائل مثلا أنه التقى بصديق له صدفة و هو يعتبر الأمر كذلك لكنه في الواقع ليس كما يرى اذ أن الله تعالى قدر في سابق علمه أن يلتقي الرجلان في تلك البقعة و في ذاك الزمن

    ثم اننا اذا أردنا ان نحاور هؤلاء الذين يزعمون أن ألصدفة هي التي خلقت ، فاننا نطلب منهم أن يضعوا لهذه الكلمة تعريفا ، هل ما يعرف بالصدفة مجرد كلمة أم أنها كائن مدبر ؟

    فان أجابوا بأنها مجرد كلمة فقد تبين الرشد من الغي و بان زيف ما يدعون

    و ان هم أجابوا بأنها كائن مدبر قلنا لهم : هذا الكائن المدبر ، أخالق أم مخلوق؟

    فان قالوا أنه مخلوق فقد أقروا بوجود الخالق

    و ان قالوا : خالق فقد أقروا بوجود الخالق و بان أنهم انما يريدون تضليل الناس عن عبادة الله الخالق

    لكنهم في واقع الأمر يحاولون ابعاد الناس عن الإيمان بالله الخالق فيقولون ، حسب العبارات المتعددة التي صنعوها ، تارة أن الكون خلق صدفة و دون تدبير في هرج و مرج ، تكونت ذرة من هنا و غبار من هناك و طار هواء و امتزج هذا بذاك و اختلط فكون انفجارا دونما سبب أفرز قردا ولد انسانا تطور عبر العصور حتى وصل الى ما هو عليه اليوم

    و تارة يضعون لهذه التسمية اسم الطبيعة لنفي وجود الله تعالى و الطبيعة التي نعرفها انما هي من خلق الله تعالى و بها و بكل ما في الكون يستدل على وجود الله تعالى ، و لذا قال اعرابي :

    ان البعرة تدل على البعير, والاثر يدل على المسير , اسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج الا يدل ذلك على العليم الخبير!

    و ربنا في محكم تنزيله يبين لنا و يعلمنا كيف خلق الكون و يأتي العلم الحديث ليثبت ما أثبت الله في كتابه و سنة نبيه محمد عليه الصلاة و السلام في قوله تعالى :

    أو لم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماءِ كل شيء حي أفلا يؤمنون

    ففي هذه الأية و غيرها نجد اعجاز القرأن الكريم ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، يوضح لنا أن الكون انما خلق بارادة الله و مشيئته بعد انفجار هائل أدى الى فصل الأرض عن السماء

    ثم في أية أخرى يقول تعالى مخاطبا الجاحدين :

    أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات و الأرض

    هذا الإنسان الضعيف لا يتعظ من نفسه كيف خلقه الله من نطفة فاذا هو خصيم مبين لا يستطيع أن يقول أنه خلق صدفة و يزعم أن الكون كله خلق صدفة فلو قلنا لمن يناصر هذه العقيدة الباطلة أنه خلق صدفة لأنكر علينا ذلك فكيف به ينكر وجود الله خالق البشر

    ثم لا يمكن للإنسان أن يكون خالقا بحيث يستطيع أن يكون صانع دراجة ، صانع سيارة و صانع طائرة و كفى ، و لا يمكن لأحد أن يتبجح بصنعته لأن الصانع الحقيقي هو الله اذ أن الله تعالى هو الذي أوجد للإنسان في هذا الكون المواد الأصلي التي تعيينه في الحياة و هذا ما أراده الله من الإنسان ، و الذين يقومون بتحليل الحيوانات المنوية انما يعملون عمل الفلاح يزرعون البذرة و ينتظرون مشيئة الله تعالى

    فاذا عجز الإنسان على خلق ذرة فهو أعجز من أن يخلق كونا يحيط به من كل ناحية

    هذا ثم ان قولهم أن الإنسان كان مجرد قرد تطور من حياة الكهوف الى حياة البيوت فهذه دعوى لا يقوم عليها دليل لأن الله تعالى جعل في الكون سننا و من سنته تعالى في خلقه أن التجربة اذا نجحت مرة فيمكن اعادتها مرة اخرى الا اذا كانت معجزة خص بها الله تعالى نبيا من أنبياءه ، و حجتنا في ذلك قوله تعالى :

    وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

    يخبرنا الحي سبحانه أنه خلق الخلق بداية ثم هو يكرر عملية الخلق و يبين تعالى أن ذلك عليه هين سهل و لا شيء يعجزه في الأرض و السماء ، و بناءا عليه فان الإنسان اذا ما قام بعملية حسابية مثلا ثم وجد لها الحل مرة فان في اعادة تطبيقها سهولة و رسوخا في الذهن و المثل الأعلى لله و انما أمره لشيء أراده أن يقول له كن فيكون و ربنا لا يشبهه أحد من خلقه في صفاته و أفعاله : ليس كمثله شيء و هو السميع البصير

    و قد أردنا أن نوضح زيف ما ادعو بقولهم أن أباهم كان قردا على أن القرد لو ولد انسانا عاقلا مرة لأمكن له أن يلده ثانية ، ثم ان حول هذه النظرة كثيرا من الغموض حيث لو سلمنا جدلا أن ذلك القرد و لد صبيا فكيف انجب الولد بعدها هل زنى بأمه القردة أم ماذا ؟ و تسأولات كثيرة كهاته تحتاج لجدال عميق مع هؤلاء

    أما نحن فربنا بين لنا أن ادم عليه السلام لم يكن جاهلا متوحشا بل كان عليه السلام نبيا عالما يفقه كثيرا مما يجهلون أنعم الله عليه بنعم لن يصلوها أبدا فجنة الخلد موطنه و فضله على الملائكة بالعلم جعل ابليس يحسده.

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
3
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 8725
22 - الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى
التاريخ : 26/05/2012
الساعة : 21:09:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

03:20 -- 27/10/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

89

المشاركات

429

عدد النقاط :

6520

المستوى :
  • هذه بعض الأقوال التي ورد في إثبات وجود الخالق سبحانه و تعالى اعتمادا على الدليل الأول :

     كل ما في الكون يستلزم وجود من أوجده.

    سئل أعرابي عن إثبات وجود الله تعالى فقال:

    البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، ألا تدل على العليم الخبير.

     

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
4
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 8725
22 - الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى
التاريخ : 26/05/2012
الساعة : 21:09:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

03:20 -- 27/10/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

89

المشاركات

429

عدد النقاط :

6520

المستوى :
التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
5
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 8725
22 - الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى
التاريخ : 01/06/2012
الساعة : 21:09:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

03:20 -- 27/10/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

89

المشاركات

429

عدد النقاط :

6520

المستوى :
  • الدليل رقم 2 : الله وحده لاشريك له هو الذي يحيي و يميت.

    بسم الله الرحمن الرحيم :

     الأية 1 تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

     الأية 2 الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ

     الأية 3 الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ

     الأية 4 ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ

     الأية 5 وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ

    قال الحافظ بن كثير رحمه الله تعالى :

     يمجد تعالى نفسه الكريمة، ويخبر أنه بيده الملك، أي:هو المتصرف في جميع المخلوقات بما يشاء لا معقب لحكمه، ولا يسأل عما يفعل لقهره وحكمته وعدله. ولهذا قال: ( وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )

    ثم قال: ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ) واستدل بهذه الآية من قال:إن الموت أمر وجودي لأنه مخلوق. ومعنى الآية:أنه أوجد الخلائق من العدم، ليبلوهم ويختبرهم أيهم أحسن عملا؟ كما قال: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ [ البقرة:28 ] فسمى الحال الأول - وهو العدم- موتًا، وسمى هذه النشأة حياة. ولهذا قال: ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ [ البقرة:28 ] .

    وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبو زُرْعَة، حدثنا صفوان، حدثنا الوليد، حدثنا خُلَيْد، عن قتادة في قوله: ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ) قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إن الله أذل بني آدم بالموت، وجعل الدنيا دار حياة ثم دار موت، وجعل الآخرة دار جزاء ثم دار بقاء » .

    ورواه مَعْمَر، عن قتادة .

    وقوله: ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ) أي:خير عملا كما قال محمد بن عَجْلان:ولم يقل أكثر عملا.

    ثم قال: ( وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) أي:هو العزيز العظيم المنيع الجناب، وهو مع ذلك غفور لمن تاب إليه وأناب، بعدما عصاه وخالف أمره، وإن كان تعالى عزيزا، هو مع ذلك يغفر ويرحم ويصفح ويتجاوز.

    ثم قال: ( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ) أي:طبقة بعد طبقة، وهل هن متواصلات بمعنى أنهن علويات بعضهم على بعض، أو متفاصلات بينهن خلاء؟ فيه قولان، أصحهما الثاني، كما دل على ذلك حديث الإسراء وغيره.

    وقوله: ( مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ ) أي:بل هو مصطحب مستو، ليس فيه اختلاف ولا تنافر ولا مخالفة، ولا نقص ولا عيب ولا خلل؛ ولهذا قال: ( فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ) أي:انظر إلى السماء فتأملها، هل ترى فيها عيبًا أو نقصًا أو خللا؛ أو فطورًا؟.

    قال ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، والثوري، وغيرهم في قوله: ( فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ) أي:شقوق.

    وقال السدي: ( هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ) أي:من خُروق. وقال ابن عباس في رواية: ( مِنْ فُطُورٍ ) أي:من وُهِيّ وقال قتادة: ( هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ) أي:هل ترى خَلَلا يا ابن آدم؟.

    وقوله: ( ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ ) قال:مرتين. ( يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا ) قال ابن عباس:ذليلا؟ وقال مجاهد، وقتادة:صاغرًا.

    ( وَهُوَ حَسِيرٌ ) قال ابن عباس:يعني:وهو كليل. وقال مجاهد، وقتادة، والسدي:الحسير:المنقطع من الإعياء.

    ومعنى الآية:إنك لو كررت البصر، مهما كررت، لانقلب إليك، أي:لرجع إليك البصر، ( خَاسِئًا ) عن أن يرى عيبًا أو خللا ( وَهُوَ حَسِيرٌ ) أي:كليل قد انقطع من الإعياء من كثرة التكرر، ولا يرى نقصًا.

    ولما نفى عنها في خلقها النقص بين كمالها وزينتها فقال: ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ) وهي الكواكب التي وضعت فيها من السيارات والثوابت.

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
6
مشاركة ل الزاهد الورع
إسم الموضوع : 8725
22 - الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى
التاريخ : 03/06/2012
الساعة : 21:09:00
الزاهد الورع

الزاهد الورع الزاهد الورع

أخر تواجد :

13:43 -- 28/10/2013


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

89

المشاركات

429

عدد النقاط :

6525

المستوى :
  • فصل في الموت الصغرى :

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

    قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى :

    يقول - تعالى ذكره - : ومن الدلالة على أن الألوهة لله الواحد القهار خالصة - دون كل ما سواه - أنه يميت ويحيي ، ويفعل ما يشاء ، ولا يقدر على ذلك شيء سواه ، فجعل ذلك خبرا نبههم به على عظيم قدرته ، فقال : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) فيقبضها عند فناء أجلها ، وانقضاء مدة حياتها ، ويتوفى - أيضا - التي لم تمت في منامها ، كما التي ماتت عند مماتها ( فيمسك التي قضى عليها الموت )

    ذكر أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام ، فيتعارف ما شاء الله منها ، فإذا أراد جميعها الرجوع إلى أجسادها أمسك الله أرواح الأموات عنده وحبسها ، وأرسل أرواح الأحياء حتى ترجع إلى أجسادها إلى أجل مسمى وذلك إلى انقضاء مدة حياتها .

    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

    ذكر من قال ذلك :

    حدثنا ابن حميد قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر عن سعيد بن جبير في قوله : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) . . . الآية . قال : يجمع بين أرواح الأحياء وأرواح الأموات ، فيتعارف منها ما شاء الله أن يتعارف ، فيمسك التي قضى عليها الموت ، ويرسل الأخرى إلى أجسادها .

    حدثنا محمد بن الحسين قال : ثنا أحمد بن المفضل قال : ثنا أسباط [ ص: 299 ] عن السدي في قوله : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) قال : تقبض الأرواح عند نيام النائم ، فتقبض روحه في منامه ، فتلقى الأرواح بعضها بعضا : أرواح الموتى وأرواح النيام ، فتلتقي فتساءل . قال : فيخلى عن أرواح الأحياء ، فترجع إلى أجسادها ، وتريد الأخرى أن ترجع ، فيحبس التي قضى عليها الموت ، ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى قال : إلى بقية آجالها .

    حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ) قال : فالنوم وفاة ( فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى ) التي لم يقبضها ( إلى أجل مسمى ) .

    وقوله : ( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) يقول - تعالى ذكره - : إن في قبض الله نفس النائم والميت وإرساله بعد نفس هذا ترجع إلى جسمها ، وحبسه لغيرها عن جسمها لعبرة وعظة لمن تفكر وتدبر ، وبيانا له أن الله يحيي من يشاء من خلقه إذا شاء ، ويميت من شاء إذا شاء .

التوقيع :

من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين

  لكتابة موضوع جديد في نفس القسم :
الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم الصفحة :

عدد الأعضاء المسجلين في منتدى المحجة البيضاء :390

عضو ، هؤلاء الأعضاء قاموا بتفعيل عملية التسجيل.


    عدد المواضيع :140 موضوع .

    عدد المشاركات :690 مشاركة .

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : مناظرة في علو الله تعالى و استوائه على عرشه

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : برنامج تعليم الأرقام من 1 الى 100

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : المخطط الكهربائي لمحرك السيارة

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : أين الله؟

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : سبعة يظلهم الله في ظله

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : الوباء و الطاعون

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : أخطاء تمنع من تحقيق حفظ القرآن الكريم

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : ألا بذكر الله تطمئن القلوب

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : الفعل المجرد

    يتصفح المنتدى حاليا : 1 متصفح .