|
|
الشريعة الإسلامية
العقائد و الفرق
|
إسم الموضوع : 8398 22 - الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى
التاريخ : 13/06/2012
الساعة : 21:09:00
|
أ.عبد العزيز
أخر تواجد :
17:07 -- 23/06/2024
تاريخ التسجيل :
01/01/1970
عدد النقاط :
6470
|
بسم الله الرحمن الرحيم
قال محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى:
يقول - تعالى ذكره - : من في السموات والأرض من ملك وجن وإنس عبيد وملك ( كل له قانتون ) يقول : كل له مطيعون ، فيقول قائل : وكيف قيل ( كل له قانتون ) وقد علم أن أكثر الإنس والجن له عاصون ؟ فنقول : اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فنذكر اختلافهم ، ثم نبين الصواب عندنا في ذلك من القول ، فقال بعضهم : ذلك كلام مخرجه مخرج العموم ، والمراد به الخصوص ، ومعناه : ( كل له قانتون ) في الحياة والبقاء والموت ، والفناء والبعث والنشور ، لا يمتنع عليه شيء من ذلك ، وإن عصاه بعضهم في غير ذلك .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ) إلى ( كل له قانتون ) يقول : مطيعون ، يعني الحياة والنشور والموت ، وهم عاصون له فيما سوى [ ص: 91 ] ذلك من العبادة .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : ( كل له قانتون ) بإقرارهم بأنه ربهم وخالقهم .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( كل له قانتون ) : أي مطيع مقر بأن الله ربه وخالقه .
وقال آخرون : هو على الخصوص ، والمعنى : ( وله من في السموات والأرض ) من ملك وعبد مؤمن لله مطيع دون غيرهم .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس . قال : أخبرنا ابن وهب . قال : قال ابن زيد في قوله : ( كل له قانتون ) قال : كل له مطيعون ، المطيع : القانت . قال : وليس شيء إلا وهو مطيع ، إلا ابن آدم ، وكان أحقهم أن يكون أطوعهم لله . وفي قوله : ( وقوموا لله قانتين ) .
قال : هذا في الصلاة . لا تتكلموا في الصلاة ، كما يتكلم أهل الكتاب في الصلاة . قال : وأهل الكتاب يمشي بعضهم إلى بعض في الصلاة . قال : ويتقابلون في الصلاة ، فإذا قيل لهم في ذلك ، قالوا : لكي تذهب الشحناء من قلوبنا ، تسلم قلوب بعضنا لبعض ، فقال الله : وقوموا لله قانتين لا تزولوا كما يزولون . قانتين : لا تتكلموا كما يتكلمون . قال : فأما ما سوى هذا كله في القرآن من القنوت فهو الطاعة ، إلا هذه الواحدة .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ، القول الذي ذكرناه عن ابن عباس ، وهو أن كل من في السماوات والأرض من خلق لله مطيع في تصرفه فيما أراد - تعالى ذكره - ، من حياة وموت ، وما أشبه ذلك ، وإن عصاه فيما يكسبه بقوله ، وفيما له السبيل إلى اختياره وإيثاره على خلافه .
وإنما قلت : ذلك أولى بالصواب في تأويل ذلك ؛ لأن العصاة من خلقه فيما لهم السبيل إلى اكتسابه كثير عددهم ، وقد أخبر - تعالى ذكره - عن جميعهم أنهم له قانتون ، فغير جائز أن يخبر عمن هو عاص أنه له قانت فيما هو له عاص . وإذا كان ذلك كذلك ، فالذي فيه عاص هو ما وصفت ، والذي هو له قانت ما بينت .
وقوله : ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده ) يقول - تعالى ذكره - : والذي له هذه الصفات تبارك وتعالى ، هو الذي يبدأ الخلق من غير أصل فينشئه ويوجده ، بعد أن لم [ ص: 92 ] يكن شيئا ، ثم يفنيه بعد ذلك ، ثم يعيده ، كما بدأه بعد فنائه ، وهو أهون عليه .
اختلف أهل التأويل في معنى قوله : ( وهو أهون عليه ) فقال بعضهم : معناه : وهو هين عليه .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن وكيع قال : ثنا يحيى بن سعيد العطار ، عن سفيان ، عمن ذكره ، عن منذر الثوري ، عن الربيع بن خثيم ( وهو أهون عليه ) قال : ما شيء عليه بعزيز .
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) يقول : كل شيء عليه هين .
وقال آخرون : معناه : وإعادة الخلق بعد فنائهم أهون عليه من ابتداء خلقهم .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( وهو أهون عليه ) قال : يقول : أيسر عليه .
حدثنا محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( وهو أهون عليه ) قال : الإعادة أهون عليه من البداءة ، والبداءة عليه هين .
حدثني ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة ، عن سماك ، عن عكرمة قرأ هذا الحرف ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) قال : تعجب الكفار من إحياء الله الموتى ، قال : فنزلت هذه الآية : ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) إعادة الخلق أهون عليه من إبداء الخلق .
حدثنا ابن وكيع قال : ثنا غندر ، عن شعبة ، عن سماك ، عن عكرمة ، بنحوه . إلا أنه قال : إعادة الخلق أهون عليه من ابتدائه .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( وهو أهون عليه ) : يقول : إعادته أهون عليه من بدئه ، وكل على الله هين . وفي بعض القراءة : ( وكل على الله هين ) .
وقد يحتمل هذا الكلام وجهين غير القولين اللذين ذكرت ، وهو أن يكون معناه : [ ص: 93 ] وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده ، وهو أهون على الخلق ؛ أي إعادة الشيء أهون على الخلق من ابتدائه . والذي ذكرنا عن ابن عباس في الخبر الذي حدثني به ابن سعد قول أيضا له وجه .
وقد وجه غير واحد من أهل العربية قول ذي الرمة :
أخي قفرات دبيت في عظامه شفافات أعجاز الكرى فهو أخضع
إلى أنه بمعنى خاضع . وقول الآخر :
لعمرك إن الزبرقان لباذل لمعروفه عند السنين وأفضل
كريم له عن كل ذم تأخر وفي كل أسباب المكارم أول
إلى أنه بمعنى : وفاضل . وقول معن :
لعمرك ما أدري وإني لأوجل على أينا تعدو المنية أول
إلى أنه بمعنى : وإني لوجل . وقول الآخر :
تمنى مريء القيس موتي وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد
[ ص: 94 ]
إلى أنه بمعنى : لست فيها بواحد . وقول الفرزدق :
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول
إلى أنه بمعنى : عزيزة طويلة .
قالوا : ومنه قولهم في الأذان : الله أكبر ؛ بمعنى : الله كبير ؛ وقالوا : إن قال قائل : إن الله لا يوصف بهذا ، وإنما يوصف به الخلق ، فزعم أنه وهو أهون على الخلق ، فإن الحجة عليه قول الله : ( وكان ذلك على الله يسيرا ) ، وقوله : ( ولا يئوده حفظهما ) أي : لا يثقله حفظهما .
وقوله : ( وله المثل الأعلى ) يقول : ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض ، وهو أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، ليس كمثله شيء ، فذلك المثل الأعلى ، تعالى ربنا وتقدس .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( وله المثل الأعلى في السموات ) يقول : ليس كمثله شيء .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( وله المثل الأعلى في السموات والأرض ) مثله أنه لا إله إلا هو ، ولا رب غيره . [ ص: 95 ]
وقوله : ( وهو العزيز الحكيم ) يقول - تعالى ذكره - : وهو العزيز في انتقامه من أعدائه ، الحكيم في تدبيره خلقه ، وتصريفهم فيما أراد من إحياء وإماتة ، وبعث ونشر ، وما شاء .
التوقيع :
خير الناس أنفعهم للناس
|
|
|
|
إسم الموضوع : 8398 22 - الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى
التاريخ : 06/07/2012
الساعة : 21:09:00
|
أ.عبد العزيز
أخر تواجد :
17:07 -- 23/06/2024
تاريخ التسجيل :
01/01/1970
عدد النقاط :
6470
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نكتفي بما أوردت من الأدلة الدامغة التي تثبت قدرة الله على الإحياء و الإماتة فالله وحده لا شريك له هو المحيي المميت ، فقد تبين لكل ذي لب عجز البشر في هذا الأمر بل إنهم أعجز عن التداوي أحيانا إذ الأمر كله لله تعالى يفعل ما يشاء و هو غير ظالم أبدا فما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن.
نستطيع ذكر القصص القرآني الذي نص على أمثلة تاريخية ذكرها الله تعالى في محكم كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و من ضمنها قو له تعالى :
....
لولا الإطالة في هذا الأمر لقمنا بتفصيل الكلام عن هذا الدليل الذي يجحده من لا عقل له .
التوقيع :
خير الناس أنفعهم للناس
|
|
|
|
إسم الموضوع : 8398 22 - الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى
التاريخ : 20/08/2012
الساعة : 21:09:00
|
أ.عبد العزيز
أخر تواجد :
17:07 -- 23/06/2024
تاريخ التسجيل :
01/01/1970
عدد النقاط :
6470
|
قال الله تعالى :
قال إبن كثير رحمه الله تعالى :
يقول تعالى : ( إن مثل عيسى عند الله ) في قدرة الله تعالى حيث خلقه من غير أب ( كمثل آدم ) فإن الله تعالى خلقه من غير أب ولا أم ، بل ( خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) والذي خلق آدم قادر على خلق عيسى بطريق الأولى والأحرى ، وإن جاز ادعاء البنوة في عيسى بكونه مخلوقا من غير أب ، فجواز ذلك في آدم بالطريق الأولى ، ومعلوم بالاتفاق أن ذلك باطل ، فدعواها في عيسى أشد بطلانا وأظهر فسادا . ولكن الرب ، عز وجل ، أراد أن يظهر قدرته لخلقه ، حين خلق آدم لا من ذكر ولا من أنثى ، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى ، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر كما خلق بقية البرية من ذكر وأنثى ، ولهذا قال تعالى في سورة مريم : ( ولنجعله آية للناس ) [ مريم : 21 ] .
التوقيع :
خير الناس أنفعهم للناس
|
|
|
|
رقم المشاركة : 18
مشاركة ل الزاهد الورع
إسم الموضوع : 8398 22 - الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى
التاريخ : 01/09/2012
الساعة : 21:09:00
|
الزاهد الورع
أخر تواجد :
13:43 -- 28/10/2013
تاريخ التسجيل :
01/01/1970
عدد النقاط :
6475
|
فائدة : شرح كلمة خلق ـ معجم لسان العرب لإبن منظور رحمه الله تعالى ـ
خلق : الله تعالى وتقدَّس الخالِقُ والخَلاَّقُ، وفي التنزيل: هو الله الخالِق البارئ المصوِّر؛ وفيه: بلى وهو الخَلاَّق العَليم؛ وإِنما قُدّم أَوَّل وَهْلة لأَنه من أَسماء الله جل وعز.
الأَزهري: ومن صفات الله تعالى الخالق والخلاَّق ولا تجوز هذه الصفة بالأَلف واللام لغير الله عز وجل، وهو الذي أَوجد الأَشياء جميعها بعد أَن لم تكن موجودة، وأَصل الخلق التقدير، فهو باعْتبار تقدير ما منه وجُودُها وبالاعتبار للإِيجادِ على وَفْقِ التقدير خالقٌ.
والخَلْقُ في كلام العرب: ابتِداع الشيء على مِثال لم يُسبق إِليه: وكل شيء خلَقه الله فهو مُبْتَدِئه على غير مثال سُبق إِليه: أَلا له الخَلق والأَمر تبارك الله أَحسن الخالقين.
قال أَبو بكر بن الأَنباري: الخلق في كلام العرب على وجهين: أَحدهما الإِنْشاء على مثال أَبْدعَه، والآخر التقدير؛ وقال في قوله تعالى: فتبارك الله أَحسنُ الخالقين، معناه أَحسن المُقدِّرين؛ وكذلك قوله تعالى: وتَخْلقُون إِفْكاً؛ أَي تُقدِّرون كذباً.
وقوله تعالى: أَنِّي أَخْلُق لكم من الطين خَلْقه؛ تقديره، ولم يرد أَنه يُحدِث معدوماً.
ابن سىده: خَلق الله الشيء يَخلُقه خلقاً أَحدثه بعد أَن لم يكن، والخَلْقُ يكون المصدر ويكون المَخْلُوقَ؛ وقوله عز وجل: يخلُقكم في بطون أُمهاتكم خَلْقاً من بعد خَلق في ظُلمات ثلاث؛ أَي يخلُقكم نُطَفاً ثم عَلَقاً ثم مُضَغاً ثم عِظاماً ثم يَكسُو العِظام لحماً ثم يُصوّر ويَنفُخ فيه الرُّوح، فذلك معنى خَلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث في البَطن والرَّحِم والمَشِيمةِ، وقد قيل في الأَصلاب والرحم والبطن؛ وقوله تعالى: الذي أَحسَنَ كلَّ شيء خَلْقَه؛ في قراءة من قرأَ به؛ قال ثعلب: فيه ثلاثة أَوجه: فقال خَلْقاً منه، وقال خَلْقَ كلِّ شيء، وقال عَلَّم كُلَّ شيء خَلْقَه؛ وقوله عز وجل: فلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله؛ قيل: معناه دِينَ الله لأَن الله فَطَر الخَلْقَ على الإِسلام وخلَقهم من ظهر آدم، عليه السلام، كالذّرِّ، وأَشْهَدَهم أَنه ربهم وآمنوا، فمن كفر فقد غيَّر خلق الله، وقيل: هو الخِصاء لأَنَّ من يَخْصِي الفحل فقد غيَّر خَلْقَ الله، وقال الحسن ومجاهد: فليغيرن خَلْقَ الله، أَي دِينَ الله؛ قال ابن عرفة: ذهب قوم إِلى أَن قولهما حجة لمن قال الإِيمان مخلوق ولا حجة له، لأَن قولهما دِين الله أَرادا حكم الله، والدِّينُ الحُكْم، أَي فليغيرن حكم الله والخَلْق الدّين.
وأَما قوله تعالى: لا تَبْدِيلَ لخَلْق الله؛ قال قتادة: لدِين الله، وقيل: معناه أَنَّ ما خلقه الله فهو الصحيح لا يَقدِر أَحد أَن يُبَدِّلَ معنى صحة الدين.
وقوله تعالى: ولقد جئتمُونا فُرادَى كما خَلَقْناكم أَوَّل مرة؛ أَي قُدرتُنا على حَشْركم كقدرتنا على خَلْقِكم.
وفي الحديث: من تَخلَّق للناس بما يَعلم اللهُ أَنه ليس من نَفسه شانَه الله؛ قال المبرد: قوله تخلَّق أَي أَظهر في خُلقِه خلاف نيّته.
ومُضْغةٌ مُخلَّقة أَي تامّة الخلق.
وسئل أَحمد بن يحيى عن قوله تعالى: مُخلَّقةٍ وغيرِ مخلَّقة، فقال: الناس خُلِقوا على ضربين: منهم تامّ الخَلق، ومنهم خَدِيجٌ ناقص غير تامّ، يدُلُّك على ذلك قوله تعالى: ونُقِرُّ في الأَرحام ما نشاء؛ وقال ابن الأَعرابي: مخلقة قد بدا خَلْقُها، وغير مخلقة لم تُصوَّر.
التوقيع :
من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
|
|
|
|
رقم المشاركة : 19
مشاركة ل عبد العزيز
إسم الموضوع : 8398 22 - الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى
التاريخ : 11/09/2012
الساعة : 21:09:00
|
أ.عبد العزيز
أخر تواجد :
19:25 -- 10/08/2014
تاريخ التسجيل :
01/01/1970
عدد النقاط :
6615
|
-
اننا نريدهم، ونحن نتحدى علماء الدنيا كلها، أن ياتي عالم فيقول لنا انه أوجد من العدم، أو أنه خلق ذكرا أو أنثى من أي شيء موجود في هذا الكون، وما أكثر الموجودات في كون الله، وهنا تأتي الحقيقة القرآنية تتحدى في قوله تعالى :
يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له، ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له، وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه، ضعف الطالب والمطلوب الحج 73
هذا هو التحدي الالهي الذي سيبقى قائما حتى يوم القيامة، فلن يستطيع علماء الدنيا ولو اجتمعوا أن يخلقوا ذبابة
ولقد وصل الانسان الى القمر، وقد يصل الى المريخ، وقد يتجاوز ذلك ولكنه سيظل عاجزا عن خلق ذباب مهما كشف الله له من العلم، فلن يعطيه القدرة على خلق ذبابة، وهذا من اعجاز الله، لأنه وحده الذي خلق كل شيء، والعلم كاشف لقدرات الله في الأرض، ولكنه ليس موجدا لشيء، ولذلك يقول القرآن الكريم
ذلكم الله ربكم لا اله الا هو خالق كل شيء فاعبدوه، وهو على كل شيء وكيل الأنعام 102
وبهذا نكون قد أثبتنا بالدليل العقلي أن الله خالق كل شيء في الدنيا، فاذا كان الله قد خلق من هم دون الانسان من نبات وجماد وحيوان فكيف بالانسان بما له من ادراكات وعقل وفكر وتمييز، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى
أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون الطور 35
واذا كان كل شيء في هذا الكون من خلق الله سبحانه وتعالى، فان قوانين اكون أيضا، تلك هي القوانين التي يسير عليها الكون هي من وضع الله سبحانه وتعالى، الا ما شاء الله أن يجعل للانسان فيه اختيار، فالقوانين التي يمضي عليها الكون هي من وضع الله، والأسباب التي تتم بها الأشياء هي من وضع الله، فالشمس والقمر والنجوم والأرض لا تتبع قوانين البشر، بل تتبع القانون اللهي، والذي خلقها وضع لها القانون الأمثل لتؤدي مهمتها في الكون
فالشمس لها حركة كونية، ولها تحرّك آخر في فلك خلقه الله لها، وكذلك القمر وكذلك الأرض، وكذلك الرياح، والنجوم، ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى
الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان الرحمن 1_7
اذن فالشمس والقمر والنجوم تتحرك بحساب دقيق فلا تتأخر الشمس عن موعد شروقها ثانية ولا تتقدم ثانية منذ ملايين السنين، وكذلك القمر في دورته الشهرية، وكذلك النجوم في حركتها، يقول الله تعالى
لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون يس 40
أي أن كل هذه الأجرام لها فلك أو مسار معين تمضي فيه باذن الله
ولا تستطيع البشرية كلها أن تؤخر شروق الشمس ثانية، أو أن تقدمها ثانية، أو أن توقف دوران الأرض أو تسرع بها أو تبطئ الى غير ذلك
اذن فثبات قوانين الكون دليل على دقة الخالق وابداعه وعظمته وقدرته، وهذا ما لا يستطيع أحد أن ينكره.
التوقيع :
خير الكلام ما قل و دل
|
|
|
|
إسم الموضوع : 8398 22 - الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى
التاريخ : 17/11/2012
الساعة : 21:09:00
|
أ.عبد العزيز
أخر تواجد :
17:07 -- 23/06/2024
تاريخ التسجيل :
01/01/1970
عدد النقاط :
6470
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن جميع ما في الكون يدل على وجود الله الخالق جل جلاله كما تبين من الكلمة البسيطة التي قررها ذاك الأعرابي
و لا بأس أن نقارن بين صنعة الله و صنعة المخلوق مع بعض الأيات البينات من كتاب الله تعالى.
قال الله تعالى :
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى :
وقوله : ( صنع الله الذي أتقن كل شيء ) أي : يفعل ذلك بقدرته العظيمة الذي قد أتقن كل ما خلق ، وأودع فيه من الحكمة ما أودع ، ( إنه خبير بما تفعلون ) أي : هو عليم بما يفعل عباده من خير وشر فيجازيهم عليه .إ.هـ
و حتى نؤكد هذا المعنى نستدل بقول الله تعالى في سورة الملك
قال الله تعالى :
قال الحافظ ابن كثير :
وقوله : ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) أي : بل هو مصطحب مستو ، ليس فيه اختلاف ، ولا تنافر ، ولا مخالفة ، ولا نقص ، ولا عيب ، ولا خلل ; ولهذا قال : ( فارجع البصر هل ترى من فطور ) أي : انظر إلى السماء فتأملها ، هل ترى فيها عيبا ، أو نقصا ، أو خللا ; أو فطورا ؟ .
قال ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، والثوري ، وغيرهم في قوله : ( فارجع البصر هل ترى من فطور ) أي : شقوق .
وقال السدي : ( هل ترى من فطور ) أي : من خروق . وقال ابن عباس في رواية : ( من فطور ) أي : من وهي ، وقال قتادة : ( هل ترى من فطور ) أي : هل ترى خللا يا ابن آدم ؟ .
وقوله : ( ثم ارجع البصر كرتين ) قال : مرتين . ( ينقلب إليك البصر خاسئا ) قال ابن عباس : ذليلا ؟ وقال مجاهد ، وقتادة : صاغرا .
( وهو حسير ) قال ابن عباس : يعني : وهو كليل . وقال مجاهد ، وقتادة ، والسدي : الحسير : المنقطع من الإعياء .
ومعنى الآية : إنك لو كررت البصر ، مهما كررت ، لانقلب إليك ، أي : لرجع إليك البصر ، ( خاسئا ) عن أن يرى عيبا أو خللا ( وهو حسير ) أي : كليل قد انقطع من الإعياء من كثرة التكرر ، ولا يرى نقصا .
إ.هـ ز إنتهى كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله
فلو قارنت بين أي صنعة أو أي عمل قام به الآدمي و بين خلق الله للسماوات و الأرض لتبين لديك عظمة الله سبحانه الذي ابدع فيما خلق و هو الخلاق العليم.
قد تقول إن البنايات الحديثة مبهرة لكن ذلك لا يدوم فما أن يمر عليها حين من الدهر حتى يعتريها العيب و النقصان فتبارك الله أحسن الخالقين.
التوقيع :
خير الناس أنفعهم للناس
|
|
|
|
|
لكتابة موضوع جديد في نفس القسم : |
|
|
|
عدد الأعضاء المسجلين في منتدى المحجة البيضاء :390 عضو ، هؤلاء الأعضاء قاموا بتفعيل عملية التسجيل. عدد المواضيع :136 موضوع . عدد المشاركات :690 مشاركة . الموضوع الأكثر تصفحا هو : مناظرة في علو الله تعالى و استوائه على عرشه الموضوع الأكثر تصفحا هو : الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى الموضوع الأكثر تصفحا هو : برنامج تعليم الأرقام من 1 الى 100 الموضوع الأكثر تصفحا هو : المخطط الكهربائي لمحرك السيارة الموضوع الأكثر تصفحا هو : أين الله؟ الموضوع الأكثر تصفحا هو : سبعة يظلهم الله في ظله الموضوع الأكثر تصفحا هو : الوباء و الطاعون الموضوع الأكثر تصفحا هو : أخطاء تمنع من تحقيق حفظ القرآن الكريم الموضوع الأكثر تصفحا هو : ألا بذكر الله تطمئن القلوب الموضوع الأكثر تصفحا هو : الفعل المجرد يتصفح المنتدى حاليا : 1 متصفح .
|