اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الجمعة 19 رمضان 1445 هجرية
? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????????????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ????????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ??????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? ? ????? ?????? ????? ?????? ???? ??????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ??? ???????? ???? ??? ???? ????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

زواج

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء الرابع عشر
خلافة الحاكم بأمر الله العباسي
ثم دخلت سنة تسع وتسعين وستمائة
وقعة قازان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
لما وصل السلطان الى وادي الخزندار عند وادي سلمية فالتقى التتر هناك يوم الأربعاء السابع والعشرين من ربيع الأول فالتقوا معهم فكسروا المسلمين وولى السلطان هاربا فانا لله وانا اليه راجعون وقتل جماعة من الأمراء وغيرهم ومن العوام خلق كثير وفقد في المعركة قاضي قضاة
الحنفية وقد صبروا وبالوا بلاء حسنا ولكن كان امر الله قدرا مقدورا فولى المسلمون لا يلوى احد على احد ثم كانت العاقبة بعد ذلك للمتقين غير انه رجعت العساكر على اعقابها للديار المصرية واجتاز كثير منهم على دمشق وأهل دمشق في خوف شديد على انفسهم وأهليهم وأموالهم ثم انهم استكانوا واستسلموا للقضاء والقدر وماذا يجدي الحذر اذا نزل القدر ورجع السلطان في طائفة من الجيش على ناحية بعلبك والبقاع وأبواب دمشق مغلقة والقلعة محصنة والغلاء شديد والحال ضيق وفرج الله قريب وقد هرب جماعة من اعيان البلد وغيرهم الى مصر كالقاضي امام الدين الشافعي وقاضي المالكية الزواوي وتاج الدين الشيرازي وعلم الدين الصوابي والى البر وجمال الدين بن النحاس والى المدينة والمحتسب وغيرهم من التجار والعوام وبقي البلد شاغرا ليس فيهم حاكم سوى نائب القلعة
وفي ليلة الأحد ثاني ربيع الأول كسر المحبوسون بحبس باب الصغير الحبس وخرجوا منه على حمية وتفرقوا في البلد وكانوا قريبا من مائتي رجل فنهبوا ما قدروا عليه وجاؤا الى باب الجابية فكسروا اقفال الباب البراني وخرجوا منه الى بر البلد فتفرقوا حيث شاؤا لا يقدر احد على ردهم وعاثت الحرافشة في ظاهر البلد فكسروا ابواب البساتين وقلعوا من الأبواب والشبابيك شيئا كثيرا وباعوا ذلك بأرخص الأثمان هذا وسلطان التتار قد قصد دمشق بعد الوقعة فاجتمع اعيان البلد والشيخ تقي الدين بن تيمية في مشهد على واتفقوا على المسير الى قازان لتلقيه وأخذ الأمان منه لأهل دمشق فتوجهوا يوم الاثنين ثالث ربيع الآخر فاجتمعوا به عند النبك وكلمه الشيخ تقي الدين كلاما قويا شديدا فيه مصلحة عظيمة عاد نفعها على المسلمين ولله الحمد ودخل المسلمون ليلتئذ من جهة قازان فنزلوا بالبدرانية وغلقت ابواب البلد سوى باب توما وخطب الخطيب بالجامع يوم الجمعة ولم يذكر سلطانا في خطبته وبعد الصلاة قدم الامير اسماعيل ومعه جماعة من الرسل فنزلوا ببستان الظاهر عند الطرن وحضر الفرمان بالامان وطيف به في البلد وقرئ يوم السبت ثامن الشهر بمقصورة الخطابة ونثر شيء من الذهب والفضة وفي ثاني يوم من المناداة بالامان طلبت الخيول والسلاح والاموال المخبأة عند الناس من جهة الدولة وجلس ديوان الاستخلاص إذ ذاك بالمدرسة القيمرية وفي يوم الاثنين عاشر الشهر قدم سيف الدين قبجق المنصوري فنزل في الميدان واقترب جيش التتر وكثر العيث في ظاهر البلد وقتل جماعة وغلت الاسعار بالبلد جدا وارسل قبجق الى نائب القلعة ليسلمها الى التتر فامتنع ارجواش من ذلك اشد الامتناع فجمع له قبجق اعيان البلد فكلموه ايضا فلم يجبهم الى ذلك وصمم على ترك تسليمها اليهم وبها عين تطرف فان الشيخ تقي الدين بن تيمية ارسل الى نائب القلعة يقول له ذلك لو لم يبق فيها
الا حجر واحد فلا تسلمهم ذلك ان استطعت وكان في ذلك مصلحة عظيمة لهل الشام فان الله حفظ لهم هذا الحصن والمعقل الذي جعله الله حرزا لاهل الشام التي لا تزال دار ايمان وسنة حتى ينزل بها عيسى ابن مريم وفي يوم دخول قبجق الى دمشق دخل السلطان ونائبه سلار الى مصر كما جاءت البطاقة بذلك الى القعلة ودقت البشائر بها فقوى جأش الناس بعض قوة ولكن الامر كما يقال
كيف السبيل الى سعاد ودونها * قلل الجبال ودونهن حتوف
الرجل حافية ومالي مركب * والكف صفر والطريق مخوف
وفي يوم الجمعة رابع عشر ربيع الآخر خطب لقازان على منبر دمشق بحضور المغول بالمقصورة ودعى له على السدة بعد الصلاة وقرئ عليها مرسوم بنيابة قبجق على الشام وذهب اليه الأعيان فهنؤه بذلك فأظهر الكرامة وأنه في تعب عظيم مع التتر ونزل شيخ المشايخ محمود بن علي الشيباني بالمدرسة العادلية الكبيرة وفي يوم السبت النصف من ربيع الآخر شرعت التتار وصاحب سيس في نهب الصالحية ومسجد الاسدية ومسجد خاتون ودار الحديث الاشرفية بها واحترق جاع التوبة بالعقيبية وكان هذا من جهة الكرج والارمن من النصارى الذين هم مع التتار قبحهم الله وسبوا من اهلها خلقا كثيرا وجما غفيرا وجاء أكثر الناس الى رباط الحنابلة فاحتاطت به التتار فحماه منهم شيخ الشيوخ المذكور وأعطى في الساكن مال له صورة ثم اقحموا عليه فسبوا منه خلقا كثيرا من بنات المشايخ وأولادهم فإنا لله وإنا اليه راجعون
ولما نكب دير الحنابلة في ثاني جمادي الاولى قتلوا خلقا من الرجال وأسروا من النساء كثيرا ونال قاضي القضاة تقي الدين اذى كثير ويقال إنهم قتلوا من أهل الصالحية قريبا من اربعمائة وأسروا نحوا من اربعة آلاف اسير ونهبت كتب كثيرة من الرباط الناصري والضيائية وخزانة ابن البزوري وكانت تباع وهي مكتوب عليها الوقفية وفعلوا بالمزة مثل ما فعلوا بالصالحية وكذلك بداريا وبغيرها وتحصن الناس منهم في الجامع بداريا ففتحوه قسرا وقتلوا منهم خلقا وسبوا نساءهم وأولادهم فإنا لله وإنا اليه راجعون
وخرج الشيخ ابن تيمية في جماعة من أصحابه يوم الخميس العشرين من ربيع الآخر الى ملك التتر وعاد بعد يومين ولم يتفق اجتماعه به حجبه عنه الوزير سعد الدين والرشيد مشير الدولة المسلماني ابن يهودي والتزما له بقضاء الشغل وذكرا له ان التتر لم يحصل لكثير منهم شيء الى الآن ولا بد لهم من شيء واشتهر بالبلد ان التتر يريدون دخول دمشق فانزعج الناس لذلك وخافوا خوفا شديدا وأرادوا الخروج منها والهرب على وجوهم وأين الفرار ولات حين مناص وقد اخذ من البلد فوق العشرة آلاف فرس ثم فرضت اموال كثيرة على البلد موزعة على اهل الاسواق
كل سوق بحسبه من المال فلا قوة إلا بالله وشرع التتر في عمل مجانيق بالجامع ليرموا بها القلعة من صحن الجامع وغلقت ابوابه ونزل التتار في مشاهده يحرسون اخشاب المجانيق وينهبون ما حوله من الأسواق وأحرق ارجوان ما حول القلعة من الابنية كدار الحديث الأشرفية وغير ذلك الى حد العادلية الكبيرة واحرق دار السعادة لئلا يتمكنوا من محاصرة القلعة من اعاليها ولزم الناس منازلهم لئلا يسخروا في طم الخندق وكانت الطرقات لا يرى بها احد الا القليل والجامع لا يصلي فيه احد الا اليسير ويوم الجمعة لا يتكامل فيه الصف الأول وما بعده إلا بجهد جهيد ومن خرج من منزله في ضرورة يخرج بثياب زيهم ثم يعود سريعا ويظن انه لا يعود الى اهله وأهل البلد قد اذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون فإنا لله وإنا اليه راجعون
والمصادرات والتراسيم والعقوبات عمالة في أكابر اهل البلد ليلا ونهارا حتى اخذ منهم شيء كثير من الأموال والأوقاف كالجامع وغيره ثم جاء مرسوم بصيانة الجامع وتوفير اوقافه وصرف ما كان يؤخذ بخزائن السلاح والى الحجاز وقرئ ذلك المرسوم بعد صلاة الجمعة بالجامع في تاسع عشر جمادي الأولى وفي ذلك اليوم توجه السلطان قازان وترك نوابه بالشام في ستين الف مقاتل نحو بلاد العراق وجاء كتابه انا قد تركنا نوابنا بالشام في ستين الف مقاتل وفي عزمنا العود اليها في زمن الخريف والدخول الى الديار المصرية وفتحها وقد اعجزتهم القلعة ان يصلوا الى حجر منها وخرج سيف الدين قبجق لتوديع قطلوشاه نائب قازان وسار وراءه وضربت البشائر بالقلعة فرحا لرحيلهم ولم تفتح القلعة وأرسل أرجواش ثاني يوم من خروج قبجق القعلية الى الجامع فكسروا اخشاب المنجنيقات المنصوبة به وعادوا الى القلعة سريع سالمين واستصحبوا معهم جماعة ممن كانوا يلوذون بالتتر قهرا الى القلعة منهم الشريف القمي وهو شمس الدين محمد ابن محمد بن احمد بن ابي القاسم المرتضي العلوي وجاءت الرسل من قبجق الى دمشق فنادوا بها طيبوا أنفوسكم وافتحوا دكاكينكم وتهيئوا غدا لتلقي سلطان الشام سيف الدين قبجق فخرج الناس الى اماكنهم فأشرفوا عليها فرأوا ما بها من الفساد والدمار وانفك رؤساء البلد من التراسيم بعدما ذاقوا شيئا كثيرا
قال الشيخ علم الدين البرزالي ذكر لي الشيخ وجيه الدين بن النجا انه حمل الى خزانة قازان ثلاثة آلاف الف وستمائة الف درهم سوى ما تمحق من التراسيم والبراطيل وما اخذ غيره من الأمراء والوزراء وأن شيخ المشايخ حصل له نحو ستمائة الف درهم والأصيل بن النصير الطوسي مائة الف والصفي السخاوي ثمانون الفا وعاد سيف الدين قبجق الى دمشق يوم الخميس بعد الظهر خامس عشرين جمادي الاولى ومعه الاليكي وجماعة وبين يديه السيوف مسللة وعلى
رأسه عصابة فنزل بالقصر ونودي بالبلد نائبكم قبجق قد جاء فافتحوا دكاكينكم واعملوا معاشكم ولا يغرر احد بنفسه هذا الزمان والاسعار في غاية الغلاء والقلة قد بلغت الغرارة الى اربعمائة واللحم الرطل بنحو العشرة والخبز كل رطل بدرهمين ونصف والعشرة الدقيق بنحو الأربعين والجبن الأوقية بدرهم والبيض كل خمسة بدرهم ثم فرج عنهم في اواخر الشهر ولما كان في أواخر الشهر نادى قبجق بالبلد ان يخرج الناس الى قراهم وأمر جماعة وانضاف اليه خلق من الأجناد وكثرت الأراجيف على بابه وعظم شأنه ودقت البشائر بالقلعة وعلى باب قبجق يوم الجمعة رابع جمادي الآخرة وركب قبجق بالعصائب في البلد والشاويشية بين يديه وجهز نحوا من الف فارس نحو خربة اللصوص ومشى مشى الملوك في الولايات وتأمير الأمراء والمراسيم العالية النافذة وصار كما قال الشاعر
يا لك من قنبرة بمعمري * خلالك الجو فبيضي واصفري
ونقري ماشئت ان تنقري
ثم انه ضمن الخمارات ومواضع الزنا من الحانات وغيرها وجعلت دارا ابن جرادة خارج من باب توما خمارة وحانة أيضا وصار له على ذلك في كل يوم الف درهم وهي التي دمرته ومحقت آثاره وأخذ اموالا آخر من اوقاف المدارس وغيرها ورجع بولاي من جهة الأغوار وقد عاث في الارض فسادا ونهب البلاد وخرب ومعه طائفة من التتر كثيرة وقد خربوا قرى كثيرة وقتلوا من أهلها وسبوا خلقا من أطفالها وجبي لبولاي من دمشق أيضا جباية اخرى وخرج طائفة من القلعة فقتلوا طائفة من التتر ونهبوهم وقتل جماعة من المسلمين في غبون ذلك وأخذوا طائفة ممن كان يلوذ بالتتر ورسم قبجق لخطيب البلد وجماعة من الأعيان ان يدخلوا القلعة فيتكلموا مع نائبها في المصالحة فدخلوا عليه يوم الاثنين ثاني عشر جمادي الآخرة فكلموه وبالغوا معه فلم يجب الى ذلك وقد اجاد وأحسن وأرجل في ذلك بيض الله وجهه
وفي ثامن رجب طلب قبجق القضاة والأعيان فحلفهم على المناصحة للدولة المحمودية يعني قازان فخلفوا له وفي هذا اليوم خرج الشيخ تقي الدين بن تيمية الى مخيم بولاي فاجتمع به في فكاك من كان معه من اسارى المسلمين فاستنقذ كثيرا منهم من ايديهم وأقام عنده ثلاثة ايام ثم عاد ثم راح اليه جماعة من اعيان دمشق ثم عادوا من عنده فشلحوا عند باب شرقي وأخذ ثيابهم وعمائمهم ورجعوا في شر حالة ثم بعث في طلبهم فاختفى اكثرهم وتغيبوا عنه ونودي بالجامع بعد الصلاة ثالث رجب من جهة نائب القلعة بأن العساكر المصرية قادمة الى الشام وفي عشية يوم السبت رحل بولاي وأصحابه من التتر وانشمروا عن دمشق وقد أراح الله منهم وساروا من على عقبة دمر فعاثوا في تلك النواحي فسادا ولم يأت سابع الشهر وفي حواشي البلد منهم احد وقد أزاح الله عز وجل
شرهم عن العباد والبلاد ونادى قبجق في الناس قد أمنت الطرقات ولم يبق بالشام من التتر أحد وصلى قبجق يوم الجمعة عاشر رجب بالمقصورة ومعه جماعة عليهم لأمة الحرب من السيوف والقسى والتراكيش فيها النشاب وأمنت البلاد وخرج الناس للفرجة في غيض السفرجل على عادتهم فعاثت عليهم طائفةمن التتر فلما رأوهم رجعوا الى البلد هاربين مسرعين ونهب بعض الناس بعضا ومنهم من القى نفسه في النهر وإنما كانت هذه الطائفة مجتازين ليس لهم قرار وتقلق قبجق من البلد ثم انه خرج منها في جماعة من رؤسائها واعيانها منهم عز الدين ابن القلانسي ليتلقوا الجيش المصري وذلك ان جيش مصر خرج الى الشام في تاسع رجب وجاءت البريدية بذلك وبقي البلدليس به احد ونادى ارجواش في البلد احفظوا الاسوار وأخرجوا ما كان عندكم من الاسلحة ولا تهملوا الاسوار والابواب ولا يبيتن احد الا على السور ومن بات في داره شنق فاجتمع الناس على الأسوار لحفظ البلاد وكان الشيخ تقي الدين بن تيمية يدور كل ليلة على الأسوار يحرض الناس على الصبر والقتال ويتلو عليهم آيات الجهاد والرباط
وفي يوم الجمعة سابع عشر رجب اعيدت الخطبة بدمشق لصاحب مصر ففرح الناس بذلك وكان يخطب لقازان بدمشق وغيرها من بلاد الشام مائة يوم سواء وفي بكرة يوم الجمعة المذكور دار الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمه الله وأصحابه على الخمارات والحانات فكسروا آنية الخمور وشققوا الظروف وأراقوا الخمور وعزروا جماعة من اهل الحانات المتخذة لهذه الفواحش ففرح الناس بذلك ونودي يوم السبت ثامن عشر رجب بأن تزين البلد لقدوم العساكر المصرية وفتح باب الفرج مضافا الى باب النصر يوم الأحد تاسع عشر رجب ففرح الناس بذلك وانفرجوا لأنهم لم يكونوا يدخلون إلا من باب النصر وقدم الجيش الشامي صحبة نائب دمشق جمال الدين آقوش الأفرم يوم السبت عاشر شعبان وثاني يوم دخل بقية العساكر وفيهم الأميران شمس الدين قراسنقر المنصوري وسيف الدين قطلبك في تجمل وفي هذا اليوم فتح باب العريش وفيه درس القاضي جلال الدين القزويني بالأمينية عوضا عن اخيه قاضي القضاة امام الدين توفي بمصر وفي يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء تكامل دخول العساكر صحبة نائب مصر سيف الدين سلار وفي خدمته الملك العادل كتبغا وسيف الدين الطراخي في تجمل باهر ونزلوا في المرج وكان السلطان قد خرج عازما على المجيء فوصل الى الصالحية ثم عاد الى مصر
وفي يوم الخميس النصف من شعبان اعيدالقاضي بدر الدين بن جماعة الى قضاة القضاة بدمشق مع الخطابة بعد إمام الدين ولبس معه في هذا اليوم امين الدين العجمي خلعة الحسبة وفي يوم سابع عشرة لبس خلعة نظر الدواوين تاج الدين الشيرازي عوضا عن فخر الدين بن الشيرجي
ولبس أقبجاشد الدواوين في باب الوزير شمس الدين سنقر الأعسر وباشر الأمير عز الدين ايبك الدويدار النجيبي ولاية البر بعد ما جعل من أمراء الطبلخانة ودرس الشيخ كمال الدين بن الزملكاني بأم الصالح عوضا عن جلال الدين القزويني يوم الأحد الحادي والعشرين من شعبان وفي هذا اليوم ولي قضاء الحنفية شمس الدين بن الصفي الحريري عوضا عن حسام الدين الرومي فقد يوم المعركة في ثاني رمضان ورفعت الستائر عن القعلة في ثالث رمضان وفي مستهل رمضان جلس الأمير سيف الدين سلار بدار العدل في الميدان الأخضر وعنده القضاة والأمراء يوم السبت وفي السبت الآخر خلع على عز الدين القلانسي خلعة سنية وجعل ولده عماد الدين شاهدا في الخزانة وفي هذا اليوم رجع سلار بالعساكر الى مصر وانصرفت العساكر الشامية الى مواضعها وبلدانها وفي يوم الاثنين عاشر رمضان درس على بن الصفي بن ابي القاسم البصراوي الحنفي بالمدينة المقدمية وفي شوال فيها عرفت جماعة ممن كان يلوذ بالتتر ويؤذي المسلمين وشنق منهم طائفة وسمر آخرون وكحل بعضه وقطعت ألسن وجرت امور كثيرة وفي منتصف شوال درس بالدولعية قاضي القضاة جمال الدين الزرعي نائب الحكم عوضا عن جمال الدين بن الباجريقي وفي يوم الجمعة العشرين منه ركب نائب السلطنة جمال الدين آقوش الأفرم في جيش دمشق الى جبال الجرد وكسروان وخرج الشيخ تقي الدين بن تيمية ومعه خلق كثير من المتطوعة والحوارنة لقتال أهل تلك الناحية بسب فسادنيتهم وعقائدهم وكفرهم وضلالهم وما كانوا عاملوا به العساكر لما كسرهم التتر وهربوا حين اجتازوا ببلادهم وثبوا عليهم ونهبوهم واخذوا اسلحتهم وخيولهم وقتلوا كثيرا منهم فلما وصلوا الى بلادهم جاء رؤساؤهم الى الشيخ تقي الدين بن تيمية فاستتابهم وبين للكثير منهم الصواب وحصل بذلك خير كثير وانتصار كبير على اولئك المفسدين والتزموا برد ما كانوا اخذوه من أموال الجيش وقرر عليهم أموالا كثيرة يحملونها الى بيت المال وأقطعت اراضيهم وضياعهم ولم يكونوا قبل ذلك يدخلون في طاعة الجند ولا يلتزمون احكام الملة ولا يدينون دين الحق ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله وعاد نائب السلطنة يوم الأحد ثالث عشر ذي القعدة وتلقاه الناس بالشموع الى طريق بعلبك وسط النهار وفي يوم الأربعاء سادس عشره نودي في البلد ان يعلق الناس الأسلحة بالدكاكين وأن يتعلم الناس الرمي فعملت الأماجات في أماكن كثيرة من البلد وعلقت الأسلحة بالأسواق ورسم قاضي القضاة بعمل الأماجات في المدارس وأن يتعلم الفقهاء الرمي ويستعدوا لقتال العدو ان حضر وبالله المستعان
وفي الحادي والعشرين من ذي القعدة استعرض نائب السلطنة اهل الأسواق بين يديه وجعل على كل سوق مقدما وحوله اهل سوقه وفي الخميس رابع عشرينه عرضت الأشراف مع نقيبهم نظام
الملك الحسيني بالعدد والتجمل الحسن وكان يوما مشهودا ومما كان من الحوادث في هذه السنة أن جدد إمام راتب عند رأس قبر زكريا وهو الفقيه شرف الدين أبو بكر الحموي وحضر عنده يوم عاشوراء القاضي إمام الدين الشافعي وحسام الدين الحنفي وجماعة ولم تطل مدته إلا شهورا ثم عاد الحموي إلى بلده وبطلت هذه الوظيفة الى الان ولله الحمد وممن توفي فيها من الأعيان

عدد المشاهدات *:
296152
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : وقعة قازان
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  وقعة قازان لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1