اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الخميس 17 شوال 1445 هجرية
? ?????? ??????????? ??????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ????????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ??????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? ? ????? ?????? ????? ?????? ???? ??????????????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

لا اله الا الله

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :

7 : 1020 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني محتاج وعلي عيال وبي حاجة شديدة فخليت عنه فأصبحت فقال سول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته فخليت سبيله فقال أما إنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فرصدته. فجاء يحثو من الطعام فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته وخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته وخليت سبيله فقال إنه قد كذبك وسيعود. فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود فقال دعني فإني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هن قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك البارحة فقلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال ما هي قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وقال لي لا يزال عليك من الله حافظ ولن يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة قلت لا قال ذاك شيطان رواه البخاري.

Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
الكتب العلمية
علوم القرآن الكريم
الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي
النوع الثاني والأربعون في قواعد مهمة يحتاج المفسر إلى معرفتها
الكتب العلمية
قاعدة في الضمائر ألف ابن الأنباري في بيان الضمائر الواقعة في القرآن مجلدين وأصل وضع الضمير للاختصار ولهذا قام قوله‏:‏ ‏{‏أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا‏}‏ مقام خمسة وعشرين كلمة لوأتى بها مظهرة‏.‏
وكذا قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن‏}‏ قال مكي‏:‏ ليس في كتاب الله آية اشتملت على ضمائر أكثر منها فإن فيها خمسة وعشرين ضميرًا ومن ثم لا يعدل إلى المنفصل إلا بعد تعذر المتصل بأن يقع في الابتداء نحو ‏{‏إياك نعبد‏}‏ أو بعد إلا نحو ‏{‏أمر ألا تعبدوا إلا إياه‏}‏ مرجع الضمير لا بد له من مرجع يعود إليه ويكون ملفوظًا به سابقًا مطابقًا نحو ‏{‏ونادى نوح ابنه‏}‏ ‏{‏وعصى آدم ربه‏}‏ ‏{‏إذا أخرج يده لم يكد يراها‏}‏ أومتضمنًا له نحو ‏{‏اعدلوا هو أقرب‏}‏ فإنه عائد على العدل المتضمن له اعدلوا ‏{‏وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه‏}‏ أي المقسوم لدلالة القسمة عليه أودالًا عليه بالاتزان نحو ‏{‏إنا أنزلناه‏}‏ أي القرآن لأن الإنزال يدل عليه التزامًا في عفى له من أخيه شيء فإتباع بالمعروف وأداء إليه فعفى يستلزم عافيًا أعيد عليه الهاء من إليه أومتأخرًا لفظًا لا رتبة مطابقًا نحو فأوجس في نفسه خيفة موسى ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان أورتبة أيضًا في ضمير الشأن والقصة ونعم وبئس والتنازع أومتأخرًا دالًا بالالتزام نحو فلولا إذا بلغت الحلقوم كلا إذا بلغت التراقي أضمر الروح أوالنفس لدلالة الحلقوم والتراقي عليها حتى تواترت بالحجاب أي الشمس لدلالة الحجاب عليها وقد يدل عليه السياق فيضمر ثقة بفهم السامع نحو كل من عليها فان ما ترك على ظهرها‏:‏ أي الأرض والدنيا ولأبويه‏:‏ أي الميت ولم يتقدم له ذكر وقد يعود على لفظ المذكور دون معناه نحو وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره أي عمر معمر آخر وقد يعود على بعض ما تقدم نحو يوصيكم الله في أولادكم إلى قوله ‏{‏فإن كن نساء‏}‏ ‏{‏وبعولتهن أحق بردهن‏}‏ بعد قوله والمطلقات فإنه خاص بالرجعيات والعائد عليه عام فيهن وفي غيرهن وقد يعود على المعنى وكقوله في آية الكلالة ‏{‏فإن كانتا اثنتين‏}‏ ولم يتقدم لفظ مثنى يعود عليه‏.‏
قال الأخفش‏:‏ لأن الكلالة تقع على الواحد والاثنين والجمع فثنى الضمير الراجع إليها حملًا على المعنى كما يعود الضمير جمعًا على من حملا على معناها وقد يعود على لفظ شيء والمراد به الجنس من ذلك الشيء‏.‏
قال الزمخشري‏:‏ كقوله ‏{‏إن يكن غنيًا أو فقيرًا فالله أولى بهما‏}‏ أي بجنسي الفقير والغني لدلالة غنيًا أوفقيرًا على الجنسين ولورجع إلى المتكلم به لوحده وقد يذكر شيئان ويعاد الضمير إلى أحدهما والغالب كونه الثاني نحو واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة فأعيد الضمير للصلاة وقيل للاستعانة المفهومة من استعينوا جعل الشمس ضياء والقمر نورًا وقدره منازل أي القمر لأنه الذي يعلم به الشهور والله ورسوله أحق أن يرضوه أراد يرضوهما فأفرد لأن الرسول هوداعي العباد والمخاطب لهم شفاهًا ويلزم من رضاه رضى ربه تعالى وقد يثني الضمير ويعود على أحد المذكورين نحو يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان وإنما يخرج من أحدهما وقد يجيء الضمير متصلًا بشيء وهولغيره نحو ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين يعني آدم‏:‏ ثم قال‏:‏ ثم جعلناه نطفة فهذه لولده لأن آدم لم يخلق من نطفة‏.‏
قلت‏:‏ هذا هوباب الاستخدام ومنه لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ثم قال قد سألها أي أشياء أخر مفهومة من لفظ أشياء السابقة وقد يعود الضمير على ملابس ما هوله نحو إلا عشية أوضحاها أي ضحى يومها أمرًا فإنما يقول له كن فيكون فضمير له عائد على الأمر وهوإذ ذاك غير موجود لأنه لما كان سابقًا في علم الله كونه كان بمنزلة المشاهد الموجود‏.‏
قاعدة الأصل عوده على أقرب مذكور ومن ثم أخر المفعول الأول في قوله ‏{‏وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض‏}‏ ليعود الضمير عليه بقربه إلا أن يكون مضاف ومضاف إليه فالأصل عوده للمضاف لأنه المحدث عنه نحو وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها وقد يعود على المضاف إليه نحو إلى إله موسى وإلي لأظنه كاذبًا واختلف في ولحم خنزير فإنه رجس فمنهم من أعاده إلى المضاف ومنهم من أعاده إلى المضاف إليه‏.‏
قاعدة الأصل توافق الضمائر في المرجع حذرًا من التشتيت ولهذا لما جوز بعضهم في أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم أن الضمير في الثاني للتابوت وفي الأول لموسى عابه الزمخشري وجعله تنافرًا مجرجًا للقرآن عن إعجازه فقال‏:‏ والضمائر كلها راجعة إلى موسى ورجوع بعضها إليه وبعضها إلى التابوت فيه هجنة لما يؤدي إليه من تنافر النظم الذي هوأم إعجاز القرآن‏.‏
ومراءاته أهم ما يجب على المفسر‏.‏
وقال في ليؤمنوا بالله ورسوله ويعزروه ويوقروه ويسبحوه الضمائر لله تعالى والمراد بتعزيره‏:‏ تعزير دينه ورسوله‏.‏
ومن فرق الضمائر فقد أبعد وقد يخرج عن هذا الأصل كما في قوله ‏{‏ولا تستفت فيهم منهم‏}‏ أحد فإن ضمير فيهم لأصحاب الكهف ومنهم اليهود قاله ثعلب والمبرد ومثله ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعًا قال ابن عباس‏:‏ ساء ظنه بقومه وضاق ذرعًا بأضيافه‏.‏
وقوله إلا تنصروه الآية فيها اثنا عشر ضميرًا كلها للنبي صلى الله عليه وسلم إلا ضمير عليه فلصاحبه كما نقله السهيلي عن الأكثرين لأنه صلى الله عليه وسلم لم تزل عليه السكينة وضمير جعل له تعالى وقد يخالف بين الضمائر حذرًا من التنافر نحو ومنها أربعة حرم الضمير لاثني عشر‏.‏
ثم قال فلا تظلموا فيهن أتى بصيغة الجمع مخالفًا لعوده على الأربعة‏.‏
ضمير الفصل ضمير بصيغة المرفوع مطابق لما قبله تكلمًا وخطابًا وغيبة إقرادًا وغير هوإنما يقع بعد مبتدأ أوما أصله المبتدأ وقبل خبر كذلك اسمًا نحو وأولئك هم المفلحون وإنا لنحن الصافون كنت أنت الرقيب عليهم تجدوه عند الله هوخير إن ترن أنا أقل منك مالًا هؤلاء بناتي هن أطهر لكم وجوز الأخفش وقوعه بين الحال وصاحبها وخرج عليه قراءة هن أطهر بالنصب وجوز الجرجاني وقوعه قبل مضارع وجعل منه إنه هويبدي ويعيد وجعل منه أبو البقاء ومكر أولئك هويبور ولا محل لضمير الفصل من الإعراب‏.‏
وله ثلاثة فوائد‏:‏ الإعلام بأن ما بعده خبر لا تابع‏.‏
والتأكيد ولهذا سماه الكوفيون دعامة لأنه يدعم به الكلام‏:‏ أي يقوي ويؤكد وبنى عليه بعضهم أنه لا يجمع بينه وبينه فلا يقال زيد نفسه هو الفاضل‏.‏
والاختصاص‏.‏
وذكر الزمخشري الثلاثة في وأولئك هم المفلحون فقال‏:‏ فائدته الدلالة على أن ما بعده خبر لا صفة‏.‏
والتوكيد وإيجاب أن فائدة المسند ثابتة للمسند إليه دون غيره‏.‏
ضمير الشأن والقصة ويسمى ضمير المجهول‏.‏
قال في المغني‏:‏ خالف القياس من خمسة أوجه‏.‏
أحدها‏:‏ عوده على ما بعده لزومًا إذ لا يجوز للجملة المفسرة أن تتقدم عليه ولا شيء منها‏.‏
والثاني‏:‏ أن مفسرة لا يكون إلا جملة‏.‏
والثالث‏:‏ أنه لا يتبع بتابع فلا يؤكد ولا يعطف عليه ولا يبدل منه‏.‏
والرابع‏:‏ أنه لا يعمل فيه إلا الابتداء أوناسخه‏.‏
والخامس‏:‏ أنه ملازم للإفراد ومن أمثلته قل هو الله أحد‏.‏
فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا فإنها لا تعمي الأبصار وفائدة الدلالة على تعظيم المخبر عنه وتفخيمه بأن يذكر أولًا مبهمًا ثم يفسر‏.‏
تنبيه قال ابن هشام‏:‏ متى أمكن الحمل على غير ضمير الشأن فلا ينبغي أن يحمل عليه ومن ثم ضعف قول الزمخشري في إنه يراكم إن اسم إن ضمير الشأن والأولى كونه ضمير الشيطان ويؤيده قراءة وقبيله بالنصب وضمير الشأن لا يعطف عليه‏.‏
قاعدة جمع العلاقات لا يعود عليه الضمير غالبًا إلا بصيغة الجمع سواء كان للقلة أولكثرة نحو والوالدات يرضعن والمطلقات يتربصن وورد الإفراد في قوله تعالى وأزواج مطهرة ولم يقل مطهرات‏.‏
وأما غير العاقل فالغالب في جمع الكثرة الإفراد وفي القلة الجمع وقد اجتمعا في قوله ‏{‏إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا‏}‏ إلى أن قال‏:‏ منها أربعة حرم فأعاد منها بصيغة الإفراد على الشهور وهي للكثرة‏.‏
ثم قال فلا تظلموا فيهن فأعاده جمعًا على أربعة حرم وهي القلة‏.‏
وذكر الفراء بهذه القاعدة سرًا لطيفًا وهوأن المميز مع جمع الكثرة وهوما زاد على عشرة فما دونها لما كان واحدًا وحد الضمير ومع القلة وهوالعشرة فما دونها لما كان جمعًا جمع الضمير‏.‏
قاعدة إذا اجتمع في الضمائر مراعاة اللفظ والمعنى بدئ باللفظ ثم بالمعنى هذا هو الجادة في القرآن قال تعالى ومن الناس من يقول ثم قال وما هم بمؤمنين أفراد أولًا باعتبار اللفظ ثم جمع باعتبار المعنى وكذا ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم ومنهم من يقول إئذ لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقط قال الشيخ علم الدين العراقي‏:‏ ولم يبح في القرآن البداءة بالحمل على المعنى إلا في موضع واحد وهوقوله ‏{‏وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا‏}‏ فأتت خالصة حملًا على معنى ما ثم راعى اللفظ فذكر فقال ومحرم انتهى‏.‏
قال ابن الحاجب في أماليه‏:‏ إذا حمل على اللفظ جاز الحمل بعده على المعنى وإذا حمل على المعنى ضعف الحمل بعده على اللفظ لأن المعنى أقوى فلا يبعد الرجوع إليه بعد اعتبار اللفظ ويضعف بعد اعتبار المعنى القوي الرجوع إلى الأضعف‏.‏
وقال ابن جني في المحتسب‏:‏ لا يجوز مراجعة اللفظ بعد انصرافه عنه إلى المعنى وأورد عليه قوله تعالى ومن يغش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا فهوله قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون ثم قال حتى إذا جاءنا فقد رجع اللفظ بعد الانصراف عنه إلى المعنى‏.‏
وقال محمود بن حمزة في كتاب العجائب‏:‏ ذهب بعض النحويين إلى أنه لا يجوز الحمل على اللفظ بعد الحمل على المعنى وقد جاء في القرآن بخلاف ذلك وهوقوله ‏{‏خالدين فيها أبدًا قد أحسن الله له رزقًا‏}‏ قال ابن خالويه في كتابه‏:‏ ليس للقاعدة في من نحوه رجوع من اللفظ إلى المعنى ومن الواحد إلى الجمع ومن المذكر إلى المؤنث نحو ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحًا من أسلم وجهه لله إلى قوله ‏{‏ولا خوف عليه‏}‏ أجمع على هذا النحويون‏.‏
قال‏:‏ وليس في كلام العرب ولا شيء من العربية الرجوع من المعنى إلى اللفظ إلا في حرف واحد استخرجه ابن مجاهد وهوقوله تعالى ‏{‏ومن يؤمن بالله ويعمل صالحًا يدخله جنات‏}‏ الآية وحد في يؤمن ويعمل ويدخله ثم جمع في قوله خالدين ثم وحد في قوله ‏{‏أحسن الله له رزقًا‏}‏ فرجع بعد الجمع إلى التوحيد‏.‏
قاعدة في التذكير والتأنيث التأنيث ضربان‏:‏ حقيقي وغيره‏.‏
فالحقيقي لا تحذف تاء التأنيث من فعله غالبًا إلا إن وقع فصل وكلما كثر الفصل حسن الحذف والإثبات مع الحقيقي أولى ما لم يكن جمعًا‏.‏وأما غير الحقيقي فالحذف فيه مع الفصل أحسن نحو فمن جاءه موعظة من ربه قد كان لكم آية فإن كثر الفصل ازداد حسنًا نحو وأخذ اللذين ظلموا الصيحة والإثبات أيضًا حسن النحو وأخذت الذين ظلموا الصيحة فجمع بينهما في سورة هود وأشار بعضهم إلى ترجيح الحذف واستدل عليه بأن الله قدمه على الإثبات حيث جمع بينهما ويجوز الحذف أيضًا مع عدم الفصل حيث الإسناد إلى ظاهره فإن كان إلى ضميره امتنع وحيث وقع ضميرًا وإشارة بيم مبتدأ وخبر أحدهما مذكر والآخر مؤنث جاز في الضمير والإشارة التذكير والتأنيث كقوله تعالى قال هذا رحمة من ربي فذكر والخبر مؤنث لتقدم المبتدأ وهومذكر وقوله تعالى فذانك برهانان من ربك ذكر والمشار إليه اليد والعصا وهما مؤنثان لتذكير الخبر وهوبرهانان‏.‏
وكل أسماء الأجناس يجوز فيها التذكير حملًا على الجنس والتأنيث حملًا على الجماعة كقوله ‏{‏أعجاز نخل خاوية‏}‏ ‏{‏أعجاز نخل منقعر‏}‏ ‏{‏إن البقر تشابه علينا‏}‏ وقرئ تشابهت السماء منفطر به إذا السماء انفطرت وجعل منه بعضهم جاءتها ريح عاصف ولسليمان الريح عاصفة وقد سأل ما الفرق بين قوله تعالى منهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة وقوله ‏{‏فريقًا هدى وفريقًا حق عليهم الضلالة‏}‏ وأجيب بأن ذلك لوجهين‏:‏ لفظي وهوكثرة حروف الفاصل في الثاني والحذف مع كثرة الحواجز أكثر‏.‏
ومعنوي وهوأن من في قوله من حقت راجعة إلى الجماعة وهي مؤنثة لفظًا بدليل ولقد بعثنا في كل أمة رسولًا ثم قال ومنهم من حقت عليهم الضلالة أي من تلك الأمم ولوقال ضلت لتعينت التاء والكلامان واحد‏.‏
وإذا كان معناهما واحدًا كان إثبات التاء أحسن من تركها لأنها ثابتة فيما هومن معناه‏.‏
وأما ‏{‏فريقًا هدى‏}‏ الآية فالفريق يذكر ولوقال فريق ضلوا لكان بغير تاء وقوله ‏{‏حق عليهم الضلالة‏}‏ في معناه فجاء بغير تاء وهذا أسلوب لطيف من أساليب العرب أن يدعوا حكم اللفظ الواجب في قياس لغتهم إذا كان في مرتبة كلمة لا يجب لها قاعدة في التعريف والتنكير اعلم أن لكل منهما مقامًا لا يليق بالآخر‏.‏
أما التنكير فله أسباب‏.‏
أحدها‏:‏ إرادة الوحدة نحو ‏{‏وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى‏}‏ أي رجل واحد ‏{‏ضرب الله مثلًا رجلًا فيه شركاء متشاكسون ورجلًا سلمًا لرجل‏}‏ الثاني‏:‏ إرادة النوع نحو هذا ذكر أي نوع من الذكر ‏{‏وعلى أبصارهم غشاوة‏}‏ أي نوع غريب من الغشاوة ولا يتعارفه الناس بحيث غطى ما لا يغطيه شيء من الغشاوات ولتجدنهم أحرص الناس على حياة أي نوع منها وهوالازدياد في المستقبل لأن الحرص لا يكون على الماضي ولا على الحاضر ويحتمل الواحدة والنوعية معًا قوله ‏{‏والله خلق كل دابة من ماء‏}‏ أي كل نوع من أنواع الدواب من أنواع الماء وكل فرد من أفراد الدواب من فرد من أفراد النطف‏.‏
الثالث‏:‏ التعظيم بمعنى أنه أعظم من أن يعين ويعرف نحو فائذنوا بحرب أي بحرب‏:‏ أي حرب ولهم عذاب أليم ‏{‏وسلام عليه يوم ولد‏}‏ ‏{‏سلام على إبراهيم‏}‏ إن لهم جنات الرابع‏:‏ التكثير نحو أئن لنا لأجرًا أي وافرًا ويحتمل التعظيم والتكثير معًا ‏{‏وإن يكذبوك فقد كذبت رسل‏}‏ أي رسل عظام ذوعدد كثير‏.‏
الخامس‏:‏ التحقير بمعنى انحطاط شأنه إلى حد لا يمكن أن يعرف نحو إن نظن إلا ظنًا أي حقيرًا لا يعبأ به وإلا لا تبعوه لأن ذلك ديدنهم بدليل ‏{‏إن يتبعون إلا الظن‏}‏ من أي شيء خقه أي من أي شيء حقير مهين ثم بينه ‏{‏من نطفة خلقه‏}‏‏.‏
السادس‏:‏ التقليل نحوم قليل منك يكفيني ولكن قليلك لا يقال له قليل وجعل منه الزمخشري سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا أي ليلًا قليلًا‏:‏ أي بعض ليل وأورد عليه أن التقليل رد الجنس إلى فرد من أفراده لا تنقيص فرد إلى جزء من أجزائه‏.‏
وأجاب في عروس الأفراح بأنا لا نسلم أن الليل حقيقة في جميع الليلة بل كل جزء من أجزائها يسمى ليلًا وعد السكاكي من الأسباب أن لا يعرف من حقيقته إلا ذلك وجعل منه أن تقصد التجاهل وأنك لا تعرف شخصه كقولك‏:‏ هل لكم في حيوان على صورة إنسان يقول كذا وعليه من تجاهل الكفار هل ندلكم على رجل ينبئكم كأنهم لا يعرفونه وعد غيره منها قصد العموم بأن كانت في سياق النفي نحو لا ريب فيه فلا رفث الآية أوالشرط نحو ‏{‏وإن أحد من المشركين استجارك‏}‏ أوالامتنان نحو ‏{‏وأنزلنا من السماء ماء طهورًا‏}‏‏.‏
وأما التعريف فله أسباب‏:‏ فبالإضمار لأن المقام مقام المتكلم أوالخطاب أوالغيبة وبالعلمية لإحضاره بعينه وفي ذهن السامع ابتداء باسم يختص به نحو ‏{‏قل هو الله أحد‏}‏ محمد رسول الله أولتعظيم أوإهانة حيث علمه يقتضي ذلك‏.‏
فمن التعظيم ذكر يعقوب بلقبه إسرائيل لما فيه من المدح والتعظيم بكونه صفوة الله أوسري الله على ما سيأتي في معناه في الألقاب‏.‏
ومن الإهانة قوله ‏{‏تبت يدا أبي لهب‏}‏ وفيه أيضًا نكتة أخرى وهي الكناية به عن كونه جهنميًا وبالإشارة لتمييزه أكمل تميز بإحضاره في ذهن السامع حسًا نحو ‏{‏هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه‏}‏ والتعريض بغباوة السامع حتى أنه لا يتميز له الشيء إلا بإشارة الحس وهذه الآية تصلح لذلك ولبيان حاله في القرب والبعد فيؤتي في الأول بنحوهذا وفي الثاني بنحوذلك وأولئك‏.‏
ولقصد تحقيره بالقرب كقول الكفاء ‏{‏أهذا الذي يذكر آلهتكم‏}‏ ‏{‏أهذا الذي بعث الله رسولًا‏}‏ ماذا أراد الله بهذا مثلًا وكقوله تعالى وما هذه الحياة الدنيا إلا لهوولعب ولقصد تعظيمه بالبعد نحو ‏{‏ذلك الكتاب لا ريب فيه‏}‏ ذهابًا إلى بعد درجته وللتنبيه بعد ذكر المشار إليه بأوصاف قبله على أنه جدير بما يرد بعده من اجلها نحو ‏{‏أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون‏}‏ وبالموصولية لكراهة ذكره بخالص اسمه إما سترًا عليه أوإهانة له أولغير ذلك فيؤتي بالذي ونحوها موصولة بما صدر منه من فعل أوقول نحو ‏{‏والذي قال لوالديه أف لكما‏}‏ ‏{‏وراودته التي هو في بيتها‏}‏ وقد يكون لإرادة العموم نحو ‏{‏إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا‏}‏ الآية ‏{‏والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا‏}‏ ‏{‏إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم‏}‏ والاختصار نحو ‏{‏لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا‏}‏ أي قولهم إنه آدر إذ لوعد أسماء القائلين لطال وليس للعموم لأن بني إسرائيل كلهم لم يقولوا في حقه ذلك‏.‏
وبالألف واللام للإشارة إلى معهود خارجي أوذهني أوحضوري‏.‏
وللاستغراق حقيقة أومجازًا أولتعريف الماهية وقد مرت أمثلتها في نوع الأدوات‏.‏
وبالإضافة لكونها أخصر طريق‏.‏
ولتعظيم المضاف نحو ‏{‏إن عبادي ليس لك عليهم سلطان‏}‏ ‏{‏ولا يرضى لعباده الكفر‏}‏ أي الأصفياء في الآيتين كما قاله ابن عباس وغيره‏.‏
ولقصد العموم نحو ‏{‏فليحذر الذين يخالفون عن أمره‏}‏ أي كل أمر الله تعالى‏.‏
فائدة سئل عن الحكمة في تنكير أحد وتعريف الصمت من قوله تعالى قل هو الله أحد الله الصمد وألفت في جوابه تأليفًا مودعا في الفتاوة وحاصله أن في ذلك أجوبة‏.‏
أحدها أنه نكر للتعظيم والإشارة إلى أنه مدلوله وهوالذات المقدسة غير ممكن تعريفها والإحاطة بها‏.‏
الثاني‏:‏ أنه لا يجوز إدخال أل عليه كغير وكل وبعض وهوفاسد فقد قرئ شاذًا قل هو الله أحد الله الصمد حكى هذه القراءة أبوحاتم في كتاب الزينة عن جعفر بن محمد‏.‏
الثالث‏:‏ وهومما خطر لي أن هومبتدأ والله الخبر وكلاهما معرفة فاقتضى الحصر فعرف الجزآن في الله الصمد لإفادة الحصر ليطابق الجملة الأولى واستغنى عن تعريف أحد فيها لإفادة الحصر بدونه فأتى به على أصله من التنكير على أنه خبر ثان‏.‏
وإن جعل الاسم الكريم مبتدأ وأحد خبره ففيه من ضمير الشأن ما فيه من التفخيم والتعظيم فأي بالجملة الثانية على نحوالأولى بتعريف الجزءين للحصر تفخيمًا وتعظيمًا‏.‏
قاعدة أخرى تتعلق بالتعريف والتنكير إذا ذكر الاسم مرتين فله أربعة أحوال لأنه إما أن يكونا معرفتين أونكرتين أوالأول نكرة والثاني معرفة أوبالعكس‏.‏
فإن كانا معرفتين فالثاني هو الأول غالبًا دلالة على المعهود الذي هو الأصل في اللام أوالإضافة نحو ‏{‏إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم‏}‏ ‏{‏فاعبد الله مخلصًا له الدين‏}‏ ‏{‏ألا لله الدين الخالص‏}‏ ‏{‏وجعلوا بينه وبين الجنة نسبًا ولقد علمت الجنة‏}‏ ‏{‏وقهم السيئات ومن تق السيئات‏}‏ ‏{‏لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات‏}‏ وإن كانا نكرتين فالثاني غير الأول غالبًا وإلا لكان المناسب هو التعريف بناء على كونه معهودًا سابقًا نحو ‏{‏الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعف وشيبه‏}‏ فإن المراد بالضعف الأول النطفة وبالثاني الطفولية وبالثالث الشيخوخة‏.‏
قال ابن الحاجب في قوله تعالى ‏{‏غدوها شهر ورواحها شهر‏}‏ الفائدة في إعادة لفظ الشهر الإعلان بمقدار زمن الغدووزمن الرواح والألفاظ التي تأتي مبينة للمقادير لا يحصل فيها الإضمار ولوأضمر في الضمير إنما يكون لما تقدم باعتبار خصوصيته فإذا لم يكن له وجب العدول عن الضمير إلى الظاهر وقد اجتمع القسمان في قوله تعالى فإن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا فالعسر الثاني هو الأول واليسر الثاني غير الأول ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الآية لم يغلب عسر يسرين وإن كان الأول نكرة والثاني معرفة فالثاني هو الأول حملًا على العهد نحو أرسلنا إلى فرعون رسولًا فعصى فرعون الرسول فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة إلى صراط مستقيم صراط الله ‏{‏ما عليهم من سبيل إنما السبيل‏}‏ وإن كان الأول معرفة والثاني نكرة فلا يطلق القول بل يتوقف على القرائن فتارة تقوم قرينة على التغاير نحو ‏{‏ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة‏}‏ ‏{‏يسئلك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابًا‏}‏ ‏{‏ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب هدى‏}‏ قال الزمخشري‏:‏ المراد جميع ما آتاه من الدين والمعجزات والشرائع وهدى الإرشاد‏.‏
وتارة تقوم قرينة على الاتحاد نحو ‏{‏ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون قرآنًا عربيًا‏}‏ تنبيه قال الشيخ بهاء الدين في عروس الأفراح وغيره‏:‏ إن الظاهر أن هذه القاعدة غير محررة فإنها منتقضة بآيات كثيرة‏:‏ منها في القسم الأول ‏{‏هل جزاء الإحسان إلا الإحسان‏}‏ فإنهما معرفتان‏.‏
والثاني غير الأول فإن الأول العمل والثاني الثواب ‏{‏إن النفس بالنفس‏}‏ أي القاتلة بالمقتولة وكذا سائر الآية ‏{‏الحر بالحر‏}‏ الآية ‏{‏هل أتى على الإنسان حين من الدهر‏}‏ ثم قال ‏{‏إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه‏}‏ فإن الأول آدم والثاني ولده ‏{‏وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به‏}‏ فإن الأول القرآن والثاني التوراة والإنجيل‏.‏
ومنها في القسم الثاني ‏{‏وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله‏}‏ ‏{‏يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير‏}‏ فإن الثاني فيهما هو الأول وهما نكرتان
ومنها في القسم الثالث ‏{‏أن يصلحا بينهما صلحًا والصلح خير‏}‏ ‏{‏ويؤت كل ذي فضل فضله‏}‏ ‏{‏ويزدكم قوة إلى قوتكم‏}‏ ‏{‏ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم‏}‏ ‏{‏زدناهم عذابًا فوق العذاب‏}‏ ‏{‏وما يتبع أكثرهم إلا ظنًا إن الظن‏}‏ فإن الثاني فيها غير الأول‏.‏
وأقول‏:‏ لا انتقاض بشيء من ذلك عند القائل فإن اللام في الإحسان للجنس فيما يظهر وحينئذ يكون في المعنى كالنكرة وكذا آية النفس والحر بخلاف آية العسر فإن أل فيها إما للعهد أوللاستغراق كما يفيده الحديث وكذا آية الظن لا نسلم أن الثاني فيها غير الأول بل هوعينه قطعًا إذ ليس كل ظن مذمومًا كيف وأحكام الشريعة ظنية وكذا آية الصلح لا مانع من أن يكون المراد منها الصلح المذكور وهوالذي بين الزوجين واستحباب الصلح في سائر الأمور مأخوذًا من السنة ومن الآية بطريق القياس بل هولا يجوز القول بعموم الآية وأن كل صلح خير لأن ما أحل حرامًا من الصلح أوحرم حلالًا فهوممنوع‏.‏
وكذا آية القتال ليس الثاني فيها عين الأول بلا شك لأن المراد بالأول المسؤول عنه القتال الذي وقع في سرية ابن الحضرمي سنة اثنين من الهجرة لأن سبب نزول الآية‏.‏
والمراد بالثاني جنس القتال لا ذاك بعينه‏.‏
وأما آية ‏{‏وهو الذي في السماء إله‏}‏ فقد أجاب عنها الطيبي بأنها من باب التكرير لإفادة أمر زائد بدليل تكرير ذكر الرب في ما قبله من قوله ‏{‏سبحان رب السموات والأرض رب العرش‏}‏ ووجهه الإطناب في تنزيهه تعالى من نسبة الولد إليه وشرط القاعدة أن لا يقصد التكرير‏.‏وقد ذكر الشيخ بهاء الدين في آخر كلامه أن المراد بذكر الاسم مرتين كونه مذكورًا في كلام واحد أوكلامين بينهما تواصل بأن يكون أحدهما معطوفًا على الآخر وله به تعلق ظاهر وتناسب واضح وأن يكون من متكلم واحد ودفع بذلك إيراد آية القتال لأن الأول فيها محكي عن قول السائل والثاني محكي من كلام النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏قاعدة في الإفراد والجمع من ذلك السماء والأرض حيث وقع في القرآن ذكر الأرض فإنها مفردة ولم تجمع بخلاف السموات لثقل جمعها وهوأرضون ولهذا لما أريد ذكر جميع الأرضين قال ومن الأرض مثلهن وأما السماء فذكرت تارة بصيغة الجمع وتارة بصيغة الإفراد لنكت تليق بذلك المحل كما أوضحته في أسرار التنزيل‏.‏
والحاصل أنه حيث أريد العدد أتى بصيغة الجمع الدالة على سعة العظمة والكثرة نحو ‏{‏سبح لله ما في السموات‏}‏ أي جميع سكانها على كثرتهم تسبح له السموات‏:‏ أي كل واحدة على اختلاف عددها قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله إذ المراد نفي علم الغيب عن كل من هوفي واحدة من السموات وحيث أريد الجهة أتى بصيغة الإفراد نحو ‏{‏وفي السماء رزقكم‏}‏ ‏{‏أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض‏}‏ أي من فوقكم‏.‏
ومن ذلك الريح ذكرت مجموعة ومفردة فحيث ذكرت في سياق الرحمة جمعت أوفي سياق العذاب أفردت‏.‏
أخرج ابن أبي حاتم وغيره عن أبي بن كعب قال‏:‏ كل شيء في القرآن من الرياح فهي رحمة وكل شيء فيه من الريح فهوعذاب ولهذا ورد في الحديث اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا‏.‏
وذكر في حكمة ذلك أن رياح الرحمة مختلفة الصفات والهيئات والمنافع وإذا هاجت منها ريح أثير لها من مقابلها ما يكسر سورتها فينشأ ريح من بينهما ريح لطيفة تنفع الحيوان والنبات فكانت في الرحمة رياحًا‏.‏
وأما في العذاب فإنها تأتي من وجه واحد ولا معارض لها ولا دافع وقد خرج عن هذه القاعدة قوله تعالى في سورة يونس وجرين بهم بريح طيبة وذلك لوجهين‏:‏ لفظي وهوالمقابلة في قوله ‏{‏جاءتها ريح عاصف‏}‏ ورب شيء يجوز في المقابلة ولا يجوز استقلالًا نحو ‏{‏ومكروا ومكر الله‏}‏‏.‏
ومعنوي وهوأن إتمام الرحمة هناك إنما تحصل بوحدة الريح لا باختلافها فإن السفينة ال تسير بريح واحدة من وجه واحد فإن اختلفت عليها الرياح كان سبب الهلاك والمطلوب هنا ريح واحدة ولهذا أكد هذا المعنى بوصفها بالطيب وعلى ذلك أيضًا جرى قوله ‏{‏إن يشأ يسكن الريح فيظلن رواكد‏}‏ وقال ابن المنير‏:‏ إنه على القاعدة لأن سكون الريح عذاب وشدة على أصحاب السفن‏.‏ومن ذلك إفراد النور وجمع الظلمات وإفراد سبيل الحق وجمع سبل الباطل في قوله تعالى ‏{‏ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله‏}‏ لأن طريق الحق واحد وطريق الباطل متشعبة متعددة والظلمات بمنزلة طرق الباطل والنور بمنزلة طريق الحق بل هما هما ولهذا وحد ولي المؤمنين وجمع أولياء الكفار لتعددهم في قوله تعالى الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ومن ذلك إفراد النار حيث وقعت والجنة وقعت مجموعة ومفردة لأن الجنان مختلفة الأنواع فحسن جمعها والنار مادة واحدة ولأن الجنة رحمة والنار عذاب فناسب جمع الأولى وإفراد الثانية على حد الرياح والريح‏.‏
ومن ذلك إفراد السمع وجمع البصر لأن السمع غلب عليه المصدرية فأفرد بخلاف البصر فإنه اشتهر في الجارحة ولأن متعلق السمع الأصوات وهي حقيقة واحدة ومتعلق البصر الألوان والأكوان وهي حقائق مختلفة فأشار في كل منهما إلى متعلقه‏.‏
ومن ذلك إفراد الصديق وجمع الشافعين في قوله تعالى ‏{‏فما لنا من شافعين ولا صديق حميم‏}‏ وحكمته كثرة الشفعاء في العادة وقلة الصديق‏.‏
قال الزمخشري‏:‏ ألا ترى أن الرجل إذا امتحن بإرهاق ظالم نهضت جماعة وافرة من أهل بلده لشفاعته رحمة وإن لم يسبق له بأكثرهم معرفة وأما الصديق فأعز من بيض الأنوق‏.‏
ومن ذلك الألباب لم يقع إلا مجموعًا لأن مفرده ثقيل لفظًا‏.‏
ومن ذلك مجيء المشرق والمغرب بالإفراد والتثنية والجمع فحيث أفردا فاعتبارًا للجهة وحيث ثنيا فاعتبارًا لمشرق الصيف والشتاء ومغربهما وحيث جمعا فاعتبارًا لتعدد المطالع في كل فصل من فصلي السنة‏.‏
وأما وجه اختصاص كل موضع بما وقع فيه ففي سورة الرحمن وقع بالتثنية لأن سياق السورة سياق المزدوجين فإنه سبحانه وتعالى ذكر أولًا نوعي الإيجاد وهما الخلق والتعليم ثم ذكر سراجي الشمس والقمر ثم نوعي النبات ما كان على ساق وما لا ساق له وهما النجم والشجر ثم نوعي السماء والأرض ثم نوعي العدل والظلم ثم نوعي الخارج من الأرض وهما الحبوب والرياحين ثم نوعي المكلفين وهما الإنس والجان ثم نوعي المشرق والمغرب ثم نوعي البحر الملح والعذب فلهذا سن تثنية المشرق والمغرب في هذه السورة وجمعًا في قوله ‏{‏فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون‏}‏ في سورة الصافات للدلالة على سعة القدرة والعظمة‏.‏
فائدة حيث ورد البار مجموعًا في صفة الآدميين قيل أبرار وفي صفة الملائكة قيل بررة ذكره الراغب‏.‏
ووجهه بأن الثاني أبلغ لأنه جمع بار وهوأبلغ من بر مفرد الأول وحيث ورد الأخ مجموعًا في النسب قيل إخوة وفي الصداقة قيل إخوان قاله ابن فارس وغيره‏.‏
وأورد عليه في الصداقة ‏{‏إنما المؤمنون أخوة‏}‏ وفي النسب ‏{‏أو إخوانهن أو بني إخوانهن‏}‏ ‏{‏أو بيوت إخوانكم‏}‏‏.‏
فائدة ألف أبو الحسن الأخفش كتابًا في الإفراد والجمع ذكر فيه جميع ما وقع في القرآن مفردًا ومفرد ما وقع جمعًا وأكثره من الواضحات وهذه أمثلة من خفي ذلك‏:‏ المنّ لا واحد له‏.‏
السلوى لم يسمع له بواحد‏.‏
النصارى قيل جمع نصراني وقيل جمع نصير كنديم‏.‏
وقيل العوان جمعه عون‏.‏
الهدى لا واحد له‏.‏
الأعصار جمعه أعاصير‏.‏
الأنصار واحده نصير كشريف وأشراف‏.‏
الأزلام أحدها زلم ويقال زلم بالضم‏.‏
مدرارًا جمعه مدارير‏.‏
أساطير واحده أسطورة وقيل أسطار جمع سطر‏.‏
الصور جمع صورة وقيل واحد الأصوار‏.‏
فرادى جمع فرد‏.‏
قنوان جمع قنو وصنوان جمع صنو‏.‏
وليس في اللغة جمع ومثنى بصيغة واحدة إلا هذان ولفظ ثالث لم يقع في القرآن قاله ابن خالويه في كتاب ليس الحوايا جمع حاوية وقيل حاويًا‏.‏
نشرًا جمع نشور‏.‏
عضين وعزين جمع عض وعز‏.‏المثاني جمع مثنى‏.‏
تارة جمعها تارات وتيرًا‏.‏
يقاظا جمع يقظ‏.‏
الأرائك جمع أريكة سرى جمعه سريان كخصى وخصيان‏.‏
أناء الليل جمع أنا بالقصر كمعًا وقيل أني كقرد وقيل أنوة كفرقة‏.‏
الصياصي جمع صيصية‏.‏
منسأة جمع مناسي‏.‏
الحرور جمعه حرور بالضم‏.‏
غرابيب جمع غربيب‏.‏
أتراب جمع ترب‏.‏الألى جمع إلى كمعًا وقيل إلى كقفى وقيل إلي كقرد وقيل ألو‏.‏
التراقي جمع ترقوة بفتح أوله‏.‏
الأمشاج جمع مشيج‏.‏
ألفاف جمع لف بالكسر‏.‏
العشار جمع عشر‏.‏
الخنس جمع خانسة وكذا الكنس‏.‏
الزبانية جمع زبنية وقيل زابن وقيل زبان‏.‏
أشتاتًا جمع شت وشتيت‏.‏
أبابيل لا واحد له وقيل واحده أبول مثل عجول وقيل أبيل مثل أكليل‏.‏
فائدة ليس في القرآن من الألفاظ المعدولة إلا ألفاظ العدد مثنى وثلاث ورباع ومن غيرها طوى فيما ذكره الأخفش في الكتاب المذكور‏.‏
ومن الصفات آخر في قوله تعالى وآخر متشابهات قال الراغب وغيره‏:‏ وهي معدولة عن تقدير ما فيه الألف واللام ولس له نظير في كلامه فإن أفعل إما أن يذكر معه من لفظًا أوتقديرًا فلا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث وتحذف منه من فتدخل عليه الألف واللام ويثنى ويجمع وهذه اللفظة من بين أخواتها جوز فيها ذلك من غير الألف واللام‏.‏
وقال الكرماني في الآية المذكورة‏:‏ لا يمتنع كونها معدولة عن الألف واللام مع كونها وصفًا لنكرة لأن ذلك مقدر من وجه غير مقدر من وجه‏.‏قاعدة مقابلة الجمع بالجمع تارة تقتضي مقابلة كل فرد من هذا بكل فرد من هذا كقوله ‏{‏واستغشوا ثيابهم‏}‏ أي استغشى كل منهم ثوبه ‏{‏حرمت عليكم أمهاتكم‏}‏ أي على كل من المخاطبين أمه ‏{‏يوصيكم الله في أولادكم‏}‏ أي كلا في أولاده ‏{‏والوالدات يرضعن أولادهن‏}‏ أي كل واحدة ترضع ولدها وتارة يقتضي ثبوت الجمع لكل فرد من أفراد المحكوم عليه نحو ‏{‏فاجلدوهم ثمانين جلدة‏}‏ وجعل منه الشيخ عز الدين ‏{‏وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات‏}‏ وتارة يحتمل الأمرين فيحتاج إلى دليل يعين أحدهما وأما مقابلة الجمع بالمفرد فالغالب أ لا يقتضي تعميم المفرد وقد يقتضيه كما في قوله تعالى ‏{‏وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين‏}‏ المعنى‏:‏ على كل واحد لكل يوم طعام مسكين ‏{‏والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة‏}‏ لأن على كل واحد منهم ذلك‏:‏ قاعدة في الألفاظ التي يظن بها الترادف وليست منه من ذلك والخشية لا يكاد اللغوي يفرق بينهما ولا شك أن الخشية أعلى منه وهي أشد الخوف فإنها مأخوذة من قولهم شجرة خشية‏:‏ أي يابسة وهوفوات بالكلية والخوف من ناقة خوفًا‏:‏ أي داء وهونقص وليس بفوات ولذلك خصت الخشية بالله في قوله تعالى يخشون ربهم ويخافون سوء الحساب وفرق بينهما أيضًا بأن الخشية تكون من عظم المختشي وإن كان الخاشي قويًا والخوف يكون من ضعف الخائف وإن كان المخوف أمرًا يسيرًا ويدل لذلك أن الخاء والشين والباء في تقاليبها تدل على العظمة نحوشيخ للسيد الكبير وخيش لما غلظ من اللباس ولذا وردت الخشية غالبًا في حق الله تعالى نحو ‏{‏من خشية الله‏}‏ ‏{‏إنما يخشى الله من عباده العلماء‏}‏ وأما ‏{‏يخافون ربهم من فوقهم‏}‏ ففيه لطيفة فإنه في وصف الملائكة ولما ذكرتهم وشدة خلقهم عبر عنهم بالخوف لبيان أنهم وإن كانوا غلاظًا شدادًا فهم بين يديه تعالى ضعفاء ثم أردعه بالفوقية الدالة على العظمة فجمع بين الأمرين ولما كان ضعف البشر معلومًا لم يحتج إلى التنبيه عليه‏.‏
ومن ذلك الشح والبخل والشح هوأشد البخل‏.‏
قال الراغب‏:‏ الشح بخل مع حرص‏.‏
وفرق العسكري بين البخل والضن بأن الضن أصله أن يكون بالعواري والبخل بالهبات ولهذا يقال هوضنين بعلمه ز لا يقال بخيل لأن العلم بالعارية أشبه منه بالهبة لأن الواهب إذا وهب شيئًا خرج عن ملكه بخلاف العارية ولهذا قال تعالى وما هوعلى الغيب بضنين ولم يقل ببخيل‏.‏
ومن ذلك السبيل والطريق والأول أغلب وقوعًا في الخير ولا يكاد اسم الطريق يراد به الخير إلا مقترنًا بوصف أوإضافة تخلصه لذلك كقوله ‏{‏يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم‏}‏‏.‏
وقال الراغب‏:‏ السبيل‏:‏ الطريق التي فيها سهولة فهوأخص‏.‏
ومن ذلك جاء وأتى‏.‏
فالأول يقال في الجواهر والأعيان والثاني في المعاني والأزمان ولهذا ورد جاء في قوله ‏{‏ولمن جاء به حمل بعير‏}‏ ‏{‏وجاءوا على قميصه بدم كذب‏}‏ وجيء يومئذ بجهنم وأتى في أتى أمر الله أتاها أمرنا وأما وجاء ربك أي أمره فإن المراد به أهوال القيامة المشاهدة وكذا جاء أجلهم لأن الأجل كالمشاهد ولهذا عبر عنه بالحضور في قولهم حضرة الموت ولهذا فرق بينهما في قوله ‏{‏جئناك بما كانوا فيه يمترون وأتيناك بالحق} لأن الأول العذاب وهومشاهد مرئي بخلاف الحق‏.‏وقال الراغب‏:‏ الإتيان مجيء بسهولة فهوأخص من مطلق المجيء‏.‏
قال‏:‏ ومنه قيل للسائل المار على وجهه أتى وأتاوي‏.‏ومن ذلك مد وأمد‏.‏
قال الراغب‏:‏ أكثر ما جاء الإمداد في المحبوب نحو وأمددناهم بفاكهة والمد في المكروه نحو ونمد له من العذاب مدًا ومن ذلك سقى وأسقي فالأول لما لا كلفة فيه ولهذا ذكر في شراب الجنة نحو وسقاهم ربهم شرابًا والثاني لما فيه كلفة ولهذا ذكر في ماء الدنيا نحو لأسقيناهم ماء غدقًا‏.‏
وقال الراغب‏:‏ الإسقاء أبلغ من السقي لأن الإسقاء أ تجعل له ما يسقي منه ويشرب والسقي أن تعطيه ما يشرب‏.‏
ومن ذلك عمل وفعل فالأول لما كان مع امتداد زمان نحو يعملون له ما يشاء مما عملت أيدينا لأن خلق الأنعام والثمار والزروع بامتداد‏.‏
والثاني بخلافه نحو كيف فعل ربك بأصحاب الفيل كيف فعل ربك بعاد كيف فعلنا بهم لأنها إهلاكات وقعت ن غير بطء ويفعلون ما يؤمرون أي في طرفة عين ولهذا عبر بالأول في قوله ‏{‏وعملوا الصالحات‏}‏ حيث كان المقصود المثابرة عليها لا الإتيان بها مرة أوبسرعة‏.‏وبالثاني في قوله ‏{‏وافعلوا الخير‏}‏ حيث كان بمعنى سارعوا كما قال فاستبقوا الخيرات وقوله ‏{‏والذين هم للزكاة فاعلون‏}‏ حيث كان القصد يأتون بها على شرعة من غير توان‏.‏
ومن ذلك القعود والجلوس فالأول لما فيه لبث بخلاف الثاني ولهذا يقال قواعد البيت ولا يقال جوالسه للزومها ولبثها‏.‏
ويقال جليس الملك ولا يقال قعيده لأن مجالس الملوك يستحب فيها التخفيف ولهذا استعمل الأول في قوله ‏{‏مقعد صدق‏}‏ للإشارة إلى أنه لا زوال له بخلاف تفسحوا في المجلس لأنه يجلس فيه زمانًا يسيرًا‏.‏
ومن ذلك التمام والكمال وقد اجتمعا في قوله ‏{‏أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي‏}‏ فقيل الإتمام لإزالة نقصان الأصل والإكمال لإزالة نقصان العوارض بعد تمام الأصل ولهذا كان قوله ‏{‏تلك عشرة كاملة‏}‏ أحسن من تامة فإن التمام من العدد قد علم وإنما نفي احتمال نقص في صفاتها‏.‏
وقيل تم بحصول نقص قبله وكمل لا يشعر بذلك‏.‏
وقال العسكري‏:‏ الكمال اسم لاجتماع أبعاض الموصوف به والتمام اسم للجزء الذي يتم به الموصوف ولهذا يقال‏:‏ القافية تمام البيت ولا يقال كماله ويقولون البيت بكماله‏:‏ أي باجتماعه‏.‏
ومن ذلك الإعطاء والإيتاء‏.‏
قال الجويني‏:‏ لا يكاد اللغويون يفرقون بينهما فظهر لي بينهما فرق ينبئ عن بلاغة كتاب الله تعالى وهوأن الإيتاء أقوى من الإعطاء في إثبات مفعوله لأن الإعطاء له مطاوع تقول أعطاني فعطوت ولا يقال في الإيتاء أتاني فأتيت وإنما يقال فأخذت فالفعل الذي له مطاوع أضعف في إثبات مفعوله من الفعل الذي لا مطاوع له لأنك تقول قطعته فانقطع فيدل على أن فعل الفاعل كان موقوفًا على قبول في المحل لولاه ما ثبت المفعول ولهذا يصح قطعته فما انقطع ولا يصح فيما لا مطاوع له ذلك فلا يجوز ضربته فانضرب أوفما انضرب ولا قتلته فانقتل ولا فما انقتل لأن هذه أفعال إذا صدرت من الفاعل ثبت لها المفعول في المحل والفاعل مستقل بالأفعال التي لا مطاوع لها فالإيتاء أقوى من الإعطاء‏.‏
قال‏:‏ وقد تفكرت في مواضع من القرآن فوجدت ذلك مراعي قال تعالى تؤتى الملك من تشاء لان الملك شيء عظيم لا يعطاه إلا من له قوة وكذا يؤتي الحكمة من يشاء آتيناك سبعًا من المثاني لعظم القرآن وشأنه‏.‏
وقال إنا أعطيناك الكوثر لأنه مورود في الموقف مرتحل عنه قريب إلى منازل العز في الجنة فعبر فيه بالإعطاء لأنه يترك عن قرب وينتقل إلى ما هوأعظم منه وكذا يعطيك ربك فترضى لما فيه من تكرير الإعطاء والزيادة إلى أن يرضى كل الرضا وهومفسر أيضًا بالشفاعة وهي نظير الكوثر في الانتقال بعد قضاء الحاجة منه وكذا أعطى كل شيء خلقه لتكرر حدوث ذلك باعتبار الموجودات حتى يعطوا الجزية لأنها موقوفة على قبول منا وإنما يعطونها عن كره‏.‏
فائدة قال الراغب‏:‏ خص دفع الصدقة في القرآن بالإيتاء نحو أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقام الصلاة وآتى الزكاة قال‏:‏ وكل موضع ذكر في وصف الكتاب أتينا فهوأبلغ من كل موضع ذكر فيه أتوا لأن أتوا قد يقال إذا أوتي من لم يكن منه قبول وأتيناهم يقال فيمن كان منه قبول‏.‏
ومن ذلك السنة والعام قال الراغب‏:‏ الغالب استعمال السنة في الحول الذي فيه الشدة والجدب ولهذا يعبر عن الجدب بالستة والعام ما فيه الرخاء والخصب وبهذا تظهر النكتة في قوله ‏{‏ألف سنة إلا خمسين عامًا‏}‏ حيث عبر عن المستثنى بالعام وعن المستثنى منه بالسنة‏.‏قاعدة في السؤال والجواب الأصل في الجواب أن يكون مطابقًا لسؤال إذا كان السؤال متوجهًا وقد يعدل في الجواب عما يقتضيه السؤال تنبيهًا على أنه كان من حق السؤال أن يكون كذلك يسميه السكاكي الأسلوب الحكيم‏.‏
وقد يجيء الجواب أعم من السؤال للحاجة إليه في السؤال وقد يجيء أنقص لاقتضاء الحال ذلك‏.‏
مثال ما عدل عنه قوله تعالى يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج سألوا عن الهلال لم يبدودقيقا مثل الخيط ثم يتزايد قليلًا قليلًا حتى يمتلئ ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدا فأجيبوا ببيان حكمة ذلك تنبهًا على أن الأهم السؤال عن ذلك لا ما سألوا عنه كذا قال السكاكي ومتابعوه‏.‏
واسترسل التفتازاني في الكلام إلى أن قال‏:‏ لأنهم ليسوا من يطلع على دقائق الهيئة بسهولة‏.‏
وأقول‏:‏ ليت شعري من أين لهم أ السؤال وقع عن غير ما حصل الجواب به وما المانع من أن يكون إنما وقع عن حكمة ذلك ليعلموها فإن نظم الآية محتمل لذلك كما أنه يحتمل لما قالوه‏.‏
والجواب ببيان الحكمة دليل على ترجيح الاحتمال الذي قلناه وقرينة ترشد إلى ذلك إذ الأصل في الجواب المطابقة للسؤال والخروج عن الأصل يحتاج إلى دليل ولم يرد بإسناد لا صحيح ولا غيره أن السؤال وقع على ما ذكروه بل ورد ما يؤيد ما قلناه‏.‏
فأخرج ابن جرير عن أبي العالية قال بلغنا انهم قالوا‏:‏ يا رسول الله لم خلقت الأهلة فأنزل الله يسألونك عن الأهلة‏.‏
فهذا صريح في أنهم سألوا عن حكمة ذلك لا عن كيفيته من جهة الهيئة ولا يظن ذودين بالصحابة الذين هم أدق فهمًا وأغزر علمًا أنهم ليسوا ممن يطلع على دقائق الهيئة بسهولة وقد اطلع عليها آحاد العجم الذين أطبق الناس على أنهم أذهانًا من العرب بكثير هذا لوكان للهيئة أصل يعتبر فكيف وأكثرها فاسد لا دليل علي وقد صنفت كتابًا في نقض أكثر مسائلها بالأدلة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي صعد إلى السماء ورآها عيانًا وعلم ما حوته من عجائب الملكوت بالمشاهدة وأتاه الوحي من خالقها ولوكان السؤال وقع عما ذكروه لم يمتنع أن يجابوا عنه بلفظ يصل إلى إفهامهم كما وقع ذلك لما سألوا عن المجرة وغيرها من الملكوتيات‏.‏
نعم المثال الصحيح لهذا القسم جواب موسى لفرعون حيث قال وما رب العالمين قال رب السموات والأرض وما بينهما لأن ما سؤال عن الماهية والجنس ولما كان هذا السؤال في حق الباري سبحانه وتعالى خطأ لأنه لا جنس له فيذكر ولا تدرك ذاته عدل إلى الجواب بالصواب ببيان الوصف المرشد إلى معرفته ولهذا تعجب فرعون من عدم مطابقته للسؤال فقال لمن حوله ألا تستمعون أي جوابه الذي لم يطابق السؤال فأجاب موسى بقوله ‏{‏ربكم ورب آبائكم الأولين‏}‏ المتضمن إبطال ما يعتقدونه من ربوبية فرعون نصًا وإن كان دخل في الأول ضمنًا إغلاظًا فزاد فرعون في الاستهزاء فلما رآهم موسى لم يتفطنوا أغلظ في الثالث بقوله ‏{‏إن كنتم تعلقون‏}‏‏.‏
ومثال الزيادة في الجواب قوله تعالى الله ينجيكم منها ومن كل كرب في جواب من ينجيكم من زلمات البر والبحر وقول موسى هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي في جواب وما تلك بيمينك يا موسى زاد في الجواب استلذاذًا بخطاب الله تعالى وقول قوم إبراهيم نعبد أصنامًا فنظل لها عاكفين في جواب ما يعبدون زادوا في الجواب إظهارًا للابتهاج بعبادتها والاستمرار على مواظبتها ليزداد غيظ السائل‏.‏
ومثال النقص منه قوله تعالى قل ما يكون لي أن أبدله في جواب أئت بقرآن غير هذا أوبدله‏.‏
أجاب عن التبديل دون الاختراع‏.‏
قال الزمخشري‏:‏ لأن التبديل في إمكان البشر دون الاختراع فطوى ذكره للتنبيه علة أنه سؤال محال‏.‏
وقال غيره‏:‏ التبديل أسهل من الاختراع وقد نفى إمكانه فالاختراع أولى‏.‏
تنبيه قد يعدل عن الجواب أصلًا إذا كان السائل قصده التعنت نحو ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي قال صاحب الإفصاح‏:‏ إنما سأل اليهود تعجيزًا وتغليظًا إذ كان الروح يقال بالاشتراك على روح الإنسان والقرآن وعيسى وجبريل وملك آخر وصنف من الملائكة فقصد اليهود أن يسألوه فأي مسمى أجابهم قالوا هو فجاءهم الجواب مجملًا وكان هذا الإجمال كيدًا به كيدهم‏.‏
قاعدة قيل أصل الجواب أن يعاد فيه نفس السؤال ليكون وفقه نحو أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف فأنا في جوابه هوأنت في سؤالهم وكذا أأقرتم وأخذتم على ذلكم إصرى قالوا أقررنا فهذا أصله ثم إنهم أتوا عوض ذلك بحروف الجواب اختصارًا وتركا للتكرار وقد يحذف السؤال يقة بفهم السامع بتقدير نحو هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدؤ الخلق ثم يعيده فإنه لا يستقيم أن يكون السؤال والجواب من واحد فتعين أن يكون قل الله جواب قاعدة الأصل في الجواب أن يكون مشاكلًا للسؤال فإن كل جملة اسمية فينبغي أن يكون الجواب كذلك ويجيء كذلك في الجواب المقدر إلا أن ابن مالك قال في قولك زيد في جواب من قرأ أنه من باب حذف الفعل على جعل الجواب جملة فعلية‏:‏ قال‏:‏ وإنما قدرته كذلك لا مبتدأ مع احتماله جريًا على عادتهم في الأجوبة إذا قصدوا تمامها قال تعالى من يحي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز ماذا أحل قل أحل لكم الطيبات فلما أتى بالفعلية مع فوات مشاكلة السؤال علم أن تقدير الفعل أولًا أولى أه‏.‏
وقال ابن الزملكاني في البرهان‏:‏ أطلق النحويون القول بأن زيد في جواب من قام فاعل على تقدير قام زيد والذي توجبه صناعة علم البيان أنه مبتدأ لوجهين‏.‏
أحدهما أنه يطابق الجملة المسئول بها في الاسمية كما وقع التطابق في قوله ‏{‏وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا خيرًا‏}‏ في الفعلية وإنما لم يقع التطابق في قوله ‏{‏ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين‏}‏ لأنهم لوطابقوا لكانوا مقربين بالإنزال وهم من الإذعان به على مفاوز‏.‏
الثاني‏:‏ أن اللبس لم يقع عند السائل إلا فيمن فعل الفعل فوجب أن يتقدم الفاعل في المعنى لأنه متعلق غرض السائل‏.‏
وأما الفعل فمعلوم عنده ولا حاجة به إلى السؤال عنه فجرى أن يقع في الأواخر التي هي محل التكملات والفضلات‏.‏
وأشكل على هذا بل فعله كبيرهم في جواب أأنت فعلت هذا فإن السؤال وقع عن الفاعل لا عن الفعل فإنهم لا يستفهموه عن الكسر بل عن الكاسر ومع ذلك صدر الجواب بالفعل‏.‏
وأجيب بأن الجواب مقدر دل عليه السياق إذ بل لا تصلح أن يصدر بها الكلام والتقدير‏:‏ ما فعلته بل فعله‏.‏
قال الشيخ عبد القاهر‏:‏ حيث كان السؤال ملفوظًا به فالأكثر ترك الفعل في الجواب والاقتصار على الاسم وحده وحيث كان مضمرًا فالأكثر التصريح به لضعف الدلالة عليه ومن غير الأكثر يسبح له فيها بالغدووالآصال رجال في قراءة البناء للمفعول‏.‏
ائدة أخرج البزار عن ابن عباس قال‏:‏ ما رأيت قومًا خيرًا من أصحاب محمد ما سألوه إلا عن اثنتي عشرة مسئلة كلها في القرآن‏.‏
وأورده الغمام الرازي بلفظ أربعة عشر حرفًا وقال‏:‏ منها ثمانية في البقرة وإذا سالك عبادي عني فإني قريب يسألونك عن الأهلة يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم يسألونك عن الشهر الحرام يسألونك عن الخمر والميسر ويسألونك عن اليتامى ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو ويسألونك عن المحيض قال‏:‏ والتاسع يسألونك ماذا أحل لهم في المائدة‏.‏
والعاشر يسالونك عن الأنفال والحادي عشر يسألونك عن الساعة والثاني عشر ويسألونك عن الجبال والثالث عشر ويسألونك عن الروح والرابع عشر ويسألونك عن ذي القرنين قلت‏:‏ السائل عن الروح وعن ذي القرنين مشركومكة واليهود كما في أسباب النزول لا الصحابة فالخالص اثنا عشر كما صحت به الرواية‏.‏
فائدة قال الراغب‏:‏ السؤال إذا كان للتعريف تعدي إلى المفعول الثاني تارة بنفسه وتارة بعن وهوأكثر نحو ويسألونك عن الروح وإذا كان الاستدعاء مال فإنه يعدي بنفسه أوبمن وبنفسه أكثر نحو وإذا سألتموهم متاعًا فاسألوهن من وراء الحجاب واسألوا ما أنفقتم واسألوا الله من فضله‏.‏
قاعدة في الخطاب بالاسم والخطاب بالفعل الاسم يدل على الثبوت والاستمرار والفعل يدل على التجدد والحدوث ولا يحسن وضع أحدهما موضع الآخر فمن ذلك قوله تعالى وكلبهم باسط ذراعيه لوقيل يبسط لم يفد الغرض لأنه يؤذن بمزاولة الكلب بالبسط وأنه يتجدد له شيئًا بعد شيء فباسط أشعر بثبوت الصفة‏.‏
وقوله ‏{‏هل من خالق غير الله يرزقكم‏}‏ لوقيل رازقكم لفات ما أفاده الفعل من تجدد الرزق شيئًا بعد شيء ولهذا جاءت الحال في صورة المضارع مع أن العامل الذي يفيده ماض نحو ‏{‏وجاءوا أباهم عشاء يبكون‏}‏ إذ المراد أن يفيد الصورة ما هم عليه وقت المجيء وأنهم آخذون في البكاء يجددونه شيئًا بعد شيء وهوالمسمى حكاية الحال الماضية وهذا هوسر الإعراض عن اسم الفاعل والمفعول ولهذا أيضًا عبر بالذين ينفقون ولم يقل المنفقون كما قيل المؤمنون والمتقون لأن النفقة أمر فعلي شأنه الانقطاع والتجدد بخلاف الإيمان فإن له حقيقة تقوم بالقلب يدوم مقتضاها وكذلك التقوي والإسلام والصبر والشكر والهدى والعمى والضلالة والبصر كلها لها مسميات حقيقية ومجازية تستمر وآثار تتجدد وتنقطع فجاءت بالاستعمالين‏.‏
وقال تعالى في سورة الأنعام ‏{‏يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي‏}‏ قال الإمام فخر الدين‏:‏ لما كان الاعتناء بشأن إخراج الحي من الميت أشد أتى فيه بالمضارع ليدل على التجدد كما في قوله ‏{‏الله يستهزئ بهم‏}‏‏.‏
تنبيهات‏:‏ الأول المراد بالتجدد في الماضي الحصول وفي المضارع أن من شأنه أن يتكرر ويقع مرة بعد أخرى وصرح بذلك جماعة منهم الزمخشري في قوله ‏{‏الله يستهزئ بهم‏}‏ قال الشيخ بهاء الدين السبكي‏:‏ وبهذا يتضح الجواب عما أورد من نحو علم الله كذا فإن علم الله لا يتجدد وكذا سائر الصفات الدائمة التي يستعمل فيها الفعل وجوابه أن معنى علم الله كذا وقد علمه في الزمن الماضي ولا يلزم أنه لم يكن قبل ذلك فإن العلم في زمن ماض أعم من المستمر على الدوام قبل ذلك الزمن وبعده وغيره ولهذا قال تعالى حكاية عن إبراهيم الذي خلقني فهويهدين الآيات فأتى في بالماضي في الخلق لأنه مفروغ منه وبالمضارع في الهداية والإطعام والإسقاء والشفاء لأنها متكررة متجددة تقع مرة بعد أخرى‏.‏
الثاني مضمر الفعل فيما ذكر كمظهره ولهذا قالوا إن سلام الخليل أبلغ من سلام الملائكة حيث قالوا سلامًا قال سلام فإن نصب سلامًا إنما يكون على إرادة الفعل‏:‏ أي سلمنا سلامًا وهذه العبارة مؤذنة بحدوث التسليم منهم إذ الفعل متأخرة عن وجود الفاعل بخلاف سلام إبراهيم فإنه مرتفع بالابتداء فاقتضى الثبوت على الإطلاق وهوأولى مما يعرض له الثبوت فكأنه قصد أن يحييهم بأحسن ما حيوه به‏.‏
الثالث ما ذكرناه من دلالة الاسم على الثبوت والفعل على التجدد والحدوث هو المشهور عن أهل البيان وقد أنكره أبو المطرف بن عميرة في كتاب التمويهات على التبيان لابن الزملكاني وقال‏:‏ إنه غريب لا مستند له فإن الاسم إنما يدل على معناه فقط وأما كونه يثبت المعنى للشيء فلا ثم أورد قوله تعالى ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون وقولهم إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون وقال ابن المنير‏:‏ طريق العربية تلوين الكلام ومجيء الفعلية تارة والاسمية أخرى من غير تكلف لما ذكره وقد رأينا الجملة الفعلية تصدر من الأقوياء الخلص اعتمادًا على أن المقصود حاصل بدون التأكيد نحو ربنا آمنا ولا شيء بعد آمن الرسول وقد جاء التأكيد في كلام المنافقين فقالوا إنما نحن مصلحون‏.‏
قاعدة في المصدر قال ابن عطية‏:‏ سبيل الواجبات الإتيان بالمصدر مرفوعًا كقوله تعالى فإمساك بمعروف أوتسريح بإحسان فإتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان وسبيل المندربات الإتيان به منصوبًا كقوله تعالى فضرب الرقاب ولهذا اختلفوا هل كانت الوصية للزوجات واجبة لاختلاف القراءة في قوله ‏{‏وصية لأزواجهم‏}‏ بالرفع والنصب‏.‏
قال أبوحيان‏:‏ والأصل في هذه التفرقة قوله تعالى قالوا سلامًا قال سلام فإن الأول مندوب والثاني واجب‏.‏
والنكتة في ذلك أن الجملة الاسمية أثبت وآكد من ال

عدد المشاهدات *:
470232
عدد مرات التنزيل *:
94697
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 25/06/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 25/06/2013

الكتب العلمية

روابط تنزيل : النوع الثاني والأربعون في قواعد مهمة يحتاج المفسر إلى معرفتها
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  النوع الثاني والأربعون في قواعد مهمة يحتاج المفسر إلى معرفتها لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
الكتب العلمية


@designer
1