هُوَ ابْنُ عَمِّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المُغِيْرَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ الهَاشِمِيُّ.أَخُو نَوْفَل وَرَبِيْعَةَ.تَلَقَّى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الطَّرِيْقِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ مُسْلِماً، فَانْزَعَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَعْرَضَ عَنْهُ؛ لأَنَّهُ بَدَتْ مِنْهُ أُمُوْرٌ فِي أَذِيَّةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَذَلَّلَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى رَقَّ لَهُ.ثُمَّ حَسُنَ إِسْلاَمُهُ، وَلَزِمَ هُوَ وَالعَبَّاسُ رَسُوْلَ اللهِ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ فَرَّ النَّاسُ، وَأَخَذَ بِلِجَامِ البَغْلَةِ، وَثَبَتَ مَعَهُ.وَقَدْ رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ عَبْدُ المَلِكِ:أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (يَا بَنِي هَاشِمٍ! إِيَّاكُمْ وَالصَّدَقَةَ).وَكَانَ أَخَا النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْهُمَا حَلِيْمَةُ.سَمَّاهُ هِشَامُ بنُ الكَلْبِيِّ، وَالزُّبَيْرُ: مُغِيْرَةَ.وَقَالَ طَائِفَةٌ: اسْمُهُ كُنْيَتُهُ، وَإِنَّمَا المُغِيْرَةُ أَخُوْهُم.وَقِيْلَ: كَانَ الَّذِيْنَ يُشَبَّهُوْنَ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: جَعْفَرٌ، وَالحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ، وَقُثَمُ بنُ العَبَّاسِ، وَأَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ.وَكَانَ أَبُو سُفْيَانَ مِنَ الشُّعَرَاءِ، وَفِيْهِ يَقُوْلُ حَسَّان:(1/171)أَلاَ أَبْلِغْ أَبَا سُفْيَانَ عَنِّي * مُغَلْغَلَةً، فَقَدْ بَرِحَ الخَفَاءُهَجَوْتَ مُحَمَّداً فَأَجَبْتُ عَنْهُ * وَعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الجَزَاءُابْنُ إِسْحَاقَ: عَنْ عَاصِمِ بنِ عُمَرَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، قَالَ:تَرَاجَعَ النَّاسُ يَوْمَ حُنَيْنٍ.ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَبَّ أَبَا سُفْيَانَ هَذَا، وَشَهِدَ لَهُ بِالجَنَّةِ، وَقَالَ: (أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ خَلَفاً مِنْ حَمْزَةَ). (1/204)قِيْلَ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ حَجَّ، فَحَلَقَهُ الحَلاَّقُ، فَقَطَعَ ثُؤْلُوْلاً فِي رَأْسِهِ، فَمَرِضَ مِنْهُ، وَمَاتَ بَعْدَ قُدُوْمِهِ بِالمَدِيْنَةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ.وَيُقَالُ: مَاتَ بَعْدَ أَخِيْهِ نَوْفَلِ بنِ الحَارِثِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ.قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ: لَمَّا احْتُضِرَ أَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ قَالَ:لاَ تَبْكُوا عَلَيَّ، فَإِنِّي لَمْ أَتَنَطَّفْ بِخَطِيْئَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ.قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَلأَبِي سُفْيَانَ يَرْثِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:أَرِقْتُ فَبَاتَ لَيْلِي لاَ يَزُوْلُ * وَلَيْلُ أَخِي المُصِيْبَةِ فِيْهِ طُوْلُوَأَسْعَدَنِي البُكَاءُ وَذَاكَ فِيْمَا * أُصِيْبَ المُسْلِمُوْنَ بِهِ قَلِيْلُفَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيْبَتُنَا وَجَلَّتْ * عَشِيَّةَ قِيْلَ: قَدْ قُبِضَ الرَّسُوْلُفَقَدْنَا الوَحْيَ وَالتَّنْزِيْلَ فِيْنَا * يَرُوْحُ بِهِ وَيَغْدُو جِبْرَئِيْلُوَذَاكَ أَحَقُّ مَا سَالَتْ عَلَيْهِ * نُفُوْسُ الخَلْقِ أَوْ كَادَتْ تَسِيْلُنَبِيٌّ كَانَ يَجْلُو الشَّكَّ عَنَّا * بِمَا يُوْحَى إِلَيْهِ وَمَا يَقُوْلُوَيَهْدِيْنَا فَلاَ نَخْشَى ضَلاَلاً * عَلَيْنَا وَالرَّسُوْلُ لَنَا دَلِيْلُ(1/172)فَلَمْ نَرَ مِثْلَهُ فِي النَّاسِ حَيّاً * وَلَيْسَ لَهُ مِنَ المَوْتَى عَدِيْلُأَفَاطِمُ إِنْ جَزِعْتِ فَذَاكَ عُذْرٌ * وَإِنْ لَمْ تَجْزَعِي فَهُوَ السَّبِيْلُفَعُوْدِي بِالعَزَاءِ فَإِنَّ فِيْهِ * ثَوَابَ اللهِ وَالفَضْلُ الجَزِيْلُوَقُوْلِي فِي أَبِيْكِ وَلاَ تَمَلِّي * وَهَلْ يَجْزِي بِفَضْلِ أَبِيْكِ قِيْلُفَقَبْرُ أَبِيْكِ سَيِّدُ كُلِّ قَبْرٍ * وَفِيْهِ سَيِّدُ النَّاسِ الرَّسُوْلُوَقَدِ انْقَرَضَ نَسْلُ أَبِي سُفْيَانَ.قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ. (1/205)حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ:أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بنَ الحَارِثِ كَانَ يُصَلِّي فِي الصَّيْفِ نِصْفَ النَّهَارِ، حَتَّى تُكْرَهُ الصَّلاَةُ، ثُمَّ يُصَلِّي مِنَ الظُّهْرِ إِلَى العَصْرِ.حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ:قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ سَيِّدُ فِتْيَانِ أَهْلِ الجَنَّةِ).فَحَجَّ، فَحَلَقَهُ الحَلاَّقُ، وَفِي رَأْسِهِ ثُؤْلُوْلٌ، فَقَطَعَهُ، فَمَاتَ، فَيَرَوْنَهُ شَهِيْداً.وَيُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ عِشْرِيْنَ بِالمَدِيْنَةِ.(1/173) عدد المشاهدات *: 520170 عدد مرات التنزيل *: 0 حجم الخط : 10 12 14 16 18 20 22 24 26 28 30 32 * : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 25/11/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة - تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 25/11/2013 سير أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي