فالمعرب:
ما لم يشبه الحرف وينقسم إلى صحيح وهو ما ليس آخره حرف علة كأرض وإلى معتل وهو ما آخره حرف علة كسما وسما لغة في الاسم وفيه ست لغات اسم بضم الهمزة وكسرها وسم بضم السين وكسرها وسما بضم السين وكسرها أيضا وينقسم المعرب أيضا إلى متمكن أمكن وهو المنصرف كزيد وعمرو وإلى متمكن غير أمكن وهو غير المنصرف نحو أحمد ومساجد ومصابيح،
__________
(1)
" ومعرب
"
مبتدأ،
ومعرب مضاف و"
الاسماء
"
مضاف
إليه "
ما
"
اسم
موصول في محل رفع خبر المبتدأ "
قد
سلما "
قد:
حرف
تحقيق، وسلم:
فعل
ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره
هو يعود إلى ما، والجملة لا محل لها من
الاعراب صلة الموصول، والالف في "
سلما
"
للاطلاق
"
من
شبه "
جار
ومجرور متعلق بقوله سلم، وشبه مضاف و"
الحرف
"
مضاف
إليه "
كأرض
"
جار
ومجرور متعلق بمحذوف
خبر
لمبتدأ محذوف، والتقدير: وههنا
سؤال، وهو - أن
الناظم في ترجمة هذا الباب بدأ بالمعرب
وثنى بالمبني فقال وبدأ
في التعريف بالمبني لكونه منحصرا، والمعرب
غير منحصر، ألا ترى أن خلاصة الكلام في
أسباب البناء قد أنتجت أن المبني من
الاسماء ستة أبواب ليس غير ؟
وذلك
كائن كأرض "
وسما
"
الواو
حرف عطف، سما:
معطوف
على أرض، مجرور بكسرة مقدرة على آخره منع
من ظهورها التعذر، وهو - بضم
السين مقصورا - إحدى
اللغات في اسم كما سيذكره الشارح، ونظيره
في الوزن هدى وعلا وتقى وضحا.
__________
(1)
والمتمكن
الامكن هو الذي يدخله التنوين، إذا خلا
من أل ومن الاضافة، ويجر بالكسرة، ويسمى
المنصرف، والمتمكن غير الامكن هو الذي
لا ينون، ولا يجر بالكسرة إلا إذا اقترن
بأل أو أضيف، ويسمى الاسم الذي لا ينصرف. (2)
" وفعل
"
مبتدأ،
وفعل مضاف و"
أمر
"
مضاف
إليه "
ومضى
"
يقرأ بالجر
على أنه معطوف على أمر، ويقرأ بالرفع على
أنه معطوف على فعل __________ =
حروف
زيد مثلا "
فتن
"
فعل
ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من،
والجملة لا محل لها من الاعراب صلة الموصول. (1)
لما
كان الاصل عند البصريين في الاسماء الاعراب
فإن ما كان منها معربا لا يسأل عن علة
إعرابه، لان ما جاء على أصله لا يسأل عن
علته، وما جاء منها مبنيا يسأل عن علة
بنائه، وقد تقدم للناظم والشارح بيان علة
بناء الاسم، وأنها مشابهته للحرف، ولما
كان الاصل في الافعال عندهم أيضا البناء
فإن ما جاء منها مبنيا لا يسأل عن علة
بنائه، وإنما يسأل عن علة إعراب ما أعرب
منه وهو المضارع، وعلة إعراب الفعل المضارع
عند البصريين أنه أشبه الاسم في أن كل
واحد منهما يتوارد عليه معان تركيبية لا
يتضح التمييز بينها إلا بالاعراب، فأما
المعاني التي تنوارد على الاسم فمثل
الفاعلية والمفعولية والاضافة في نحو
قولك:
إن
عرى الفعل المضارع من النون أعرب، وعرى
من باب رضى بمعنى خلا، وبأتى من باب قعد
بمعنى آخر، تقول:
عراه
يعروه عروا - مثل
سما يسمو سموا - إذا
نزل به، ومنه قول أبي صخر الهذلي:
وإني
لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور
بلله القطر (3)
" من
نون "
جار
ومجرور متعلق بعرى، ونون مضاف و"
توكيد
"
مضاف
إليه، "
مباشر
"
صفة
لنون "
ومن
نون "
جار
ومجرور معطوف بالواو على الجار والمجرور
السابق، ونون مضاف و"
إناث
"
مضاف
إليه "
كيرعن
"
جار
ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف،
وتقديره:
وذلك
كائن كيرعن "
من
"
اسم
موصول مفعول به ليرعن، باعتباره فعلا قبل
أن يقصد لفظه مع سائر التركيب، مبني على
السكون في محل نصب، فأما بعد أن قصد لفظ
الجملة فكل كلمة منها كحرف من =
لما
فرغ من بيان المعرب والمبني من الأسماء
شرع في بيان المعرب والمبني من الأفعال
ومذهب البصريين أن الإعراب أصل في الأسماء
فرع في الأفعال (1)
فالأصل
في الفعل البناء عندهم وذهب الكوفيون إلى
أن الإعراب أصل في الأسماء وفي الأفعال
والأول هو الصحيح ونقل ضياء الدين بن
العلج في البسيط أن بعض النحويين ذهب إلى
أن الإعراب أصل في الأفعال فرع في الأسماء.
والمبني
من الأفعال ضربان:
ما
أحسن زيد، فإنك لو رفعت زيدا لكان فاعلا
وصار المراد نفى إحسانه، ولو نصبته لكان
مفعولا به وصار المراد التعجب من حسنه،
ولو جررته لكان مضافا إليه، وصار المراد
الاستفهام عن أحسن أجزائه، وأما المعاني
التي تتوارد على الفعل فمثل النهي عن
الفعلين جميعا أو عن الاول منهما وحده أو
عن فعلهما متصاحبين في نحو قولك:
لا
تعن بالجفاء وتمدح عمرا، فإنك لو جزمت "
تمدح
"
لكنت
منهيا عنه استقلالا، وصار المراد أنه لا
يجوز لك أن تعن بالجفاء ولا أن تمدح عمرا،
ولو رفعت "
تمدح
"
لكان
مستأنفا غير داخل في حكم النهي، وصار
المراد أنك منهى عن الجفاء مأذون لك في
مدح عمرو، ولو نصبته لكان معمولا لان
المصدرية وصار المراد أنك منهى عن الجمع
بين الجفاء ومدح عمرو، وأنك لو فعلت أيهما
منفردا جاز.
أحدهما:
ما
اتفق على بنائه وهو الماضي وهو مبني على
الفتح (1)
نحو
ضرب وانطلق ما لم يتصل به واو جمع فيضم أو
ضمير رفع متحرك فيسكن.
والثاني:
ما
اختلف في بنائه والراجح أنه مبني وهو فعل
الأمر نحو اضرب وهو مبني عند البصريين
ومعرب عند الكوفيين (2)
.
__________
(1)
بنى
الفعل الماضي لان البناء هو الاصل، وإنما
كان بناؤه على حركة - مع
أن الاصل في البناء السكون - لانه
أشبه الفعل المضارع المعرب في وقوعه خبرا
وصفة وصلة وحالا، والاصل في الاعراب أن
يكون بالحركات، وإنما كانت الحركة في
الفعل الماضي خصوص الفتحة لانها أخف
الحركات، فقصدوا أن تتعادل خفتها مع ثقل
الفعل بسبب كون معناه مركبا، لئلا يجتمع
ثقيلان في شئ واحد، وتركيب معناه هو دلالته
على الحدث والزمان. (2)
عندهم
أن نحو "
اضرب
"
مجزوم
بلام الامر مقدرة، وأصله لتضرب، فحذفت
اللام تخفيفا، فصار "
تضرب
"
ثم
حذف حرف المضارعة قصدا للفرق بين هذا وبين
المضارع غير المجزوم عند الوقف عليه،
فاحتيج بعد حذف حرف المضارعة إلى همزة
الوصل توصلا للنطق بالساكن - وهو
الضاد - فصار
"
اضرب
"
وفي
هذا من التكلف ما ليس تخفى. (3)
لا
فرق في اتصال نون التوكيد بالفعل المضارع
ومباشرتها له بين أن تكون ملفوظا بها كما
مثل الشارح، وأن تكون مقدرة كما في قول
الشاعر، وهو الاضبط بن قريع لا تهين الفقير
علك أن تركع يوما والدهر قد رفعه فإن أصل
قوله لا تهين لا تهينن بنونين أولاهما
لام الكلمة والثانية نون التوكيد الخفيفة،
فحذفت نون التوكيد الخفيفة، وبقى الفعل
بعد حذفها مبنيا على الفتح في محل جزم
بلام النهي،
ولو لم تكن نون التوكيد مقدرة في هذا الفعل
لوجب عليه أن يقول لا تهن،
وهذا هو المراد بقوله وأعربوا مضارعا إن عريا من نون توكيد مباشر فشرط في إعرابه أن يعرى من ذلك ومفهومه أنه إذا لم يعر منه يكون مبنيا فعلم أن مذهبه أن الفعل المضارع لا يبنى إلا إذا باشرته نون التوكيد نحو هل تضربن يا زيد فإن لم تباشره أعرب وهذا هو مذهب الجمهور.
وذهب الأخفش إلى أنه مبني مع نون التوكيد سواء اتصلت به نون التوكيد أو لم تتصل ونقل عن بعضهم أنه معرب وإن اتصلت به نون التوكيد ومثال ما اتصلت به نون الإناث الهندات يضربن والفعل معها مبني على السكون ونقل المصنف رحمه الله تعالى في بعض كتبه أنه لا خلاف في
__________
=
بحذف
الياء التي هي عين الفعل تخلصا من التقاء
الساكنين - وهما
الياء وآخر الفعل - ثم
يكسر آخر الفعل تخلصا من التقاء ساكنين
آخرين هما آخر الفعل ولام التعريف التي
في أول "
الفقير
"
لان
ألف الوصل لا يعتد بها، إذ هي غير منطوق
بها، فلما وجدناه لم يحذف الياء علمنا
أنه قد حذف نون التوكيد وهو ينوبها. (1)
أي:
بعد
أن حرك نون التوكيد بالكسر بعد أن كانت
مفتوحة، فرقا بينها وبين نون التوكيد
التي تتصل بالفعل المسند لواحد، في اللفظ،
فإن ألف الاثنين تظهر في النطق كحركة
مشبعة، فلو لم تكسر النون في المثنى التبس
المسند للاثنين في اللفظ بالمسند إلى
المفرد.
بناء
الفعل المضارع مع نون الإناث وليس كذلك
بل الخلاف موجود وممن نقله الأستاذ أبو
الحسن بن عصفور في شرح الإيضاح (1)
.
"كم
واضرب وأجل. __________ (1)
ممن
قال بإعرابه السهيلي وابن درستويه وابن
طلحة، ورأيهم أنه معرب بإعراب مقدر منع
من ظهوره شبهه بالماضي في صيرورة النون
جزءا منه، فتقول في نحو (والوالدات
يرضعن):
يرضعن
فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع
ظهورها شبه يرضعن بأرضعن في أن النون قد
صارت فيه جزء ا منه. (2)
" كل
"
مبتدأ،
وكل مضاف و"
حرف
"
مضاف
إليه "
مستحق
"
خبر
المبتدأ "
للبنا
"
جار
ومجرور متعلق بمستحق "
والاصل
"
مبتدأ
"
في
المبني "
جار
ومجرور متعلق بالاصل "
أن
"
مصدرية
"
يسكنا
"
فعل
مضارع مبني للمجهول منصوب بأن، والالف للاطلاق،
ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره
هو يعود إلى المبني، وأن وما دخلت عليه
في تأويل مصدر خبر المبتدأ، والتقدير: (3)
" ومنه
"
جار
ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم "
ذو
"
مبتدأ
مؤخر، مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لانه
من الاسماء الستة، وذو مضاف و"
فتح
"
مضاف
إليه "
وذو
"
معطوف
على ذو السابق "
كسر
"
مضاف
إليه "
وضم
"
معطوف
على كسر بتقدير مضاف:
والاصل
في المبنى تسكينه، والمراد كونه ساكنا.
أي
وذو ضم "
كأين
"
متعلق
بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف "
أمس،
حيث "
معطوفان
على أين بحرف عطف محذوف "
والساكن
الواو عاطفة أو للاستئناف، الساكن:
مبتدأ
"
كم
"
خبره،
ويجوز العكس.
وعلم
مما مثلنا به أن البناء على الكسر والضم
لا يكون في الفعل بل في الاسم والحرف وأن
البناء على الفتح أو السكون يكون في الاسم
والفعل والحرف (1)

112239

33885

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 10/02/2014 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 10/02/2014