__________
(1)
ذكر
الناظم والشارح أن من المبنيات ما يكون
بناؤه على السكون، ومنه ما يكون بناؤه
على حركة من الحركات الثلاث. واعلم
أنه ينوب عن السكون في البناء الحذف،
والحذف يقع في موضعين:
الاول
الامر المعتل الآخر، نحو:
اغز
وارم واسع، والثاني:
الامر
المسند إلى ألف اثنين أو واو جماعة أو ياء
مخاطبة، نحو اكتبا واكتبوا واكتبي، وأنه
ينوب عن الفتح في البناء شيآن:
أولهما
الكسر، وذلك في جمع المؤنث السالم إذا
وقع اسما للا النافية للجنس، نحو لا
مسلمات، وثانيهما الياء وذلك في جمع
المذكر السالم والمثنى إذا وقع أحدهما
اسما للا النافية للجنس أيضا، نحو:
لا
مسلمين، وأنه ينوب عن الضم في البناء
شيآن:
أحدهما
الالف وذلك في المثنى إذا وقع منادى نحو:
يا
زيدان، وثانيهما الواو، وذلك في جمع
المذكر السالم إذا وقع منادى أيضا، نحو:
يا
زيدون.
(2)
" والرفع
"
مفعول
به أول لاجعلن مقدم عليه "
والنصب
"
معطوف
عليه "
اجعلن
"
فعل
أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد
الخفيفة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره أنت "
إعرابا
"
مفعول
ثان لاجعلن "
لاسم
"
جار
ومجرور متعلق بإعرابا "
وفعل
"
معطوف
على اسم "
نحو
"
خبر
لمبتدأ محذوف، والتقدير: (3)
" والاسم
"
مبتدأ
"
قد
"
حرف
تحقيق "
خصص
"
فعل
ماض، مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الاسم،
والجملة في محل رفع
وذلك
نحو "
لن
"
حرف
نفي ونصب واستقبال "
أهابا
"
فعل
مضارع منصوب بلن، والالف للاطلاق، وفاعله
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، ونحو
مضاف وجملة الفعل والفاعل في قوة مفرد
مضاف إليه.
فارفع
بضم وانصبن فتحا وجر كسرا
كذكر الله عبده يسر (1)
__________
=
خبر
المبتدأ "
بالجر
"
جار
ومجرور متعلق بخصص "
كما
"
الكاف
حرف جر، وما: (1)
" فارفع
"
فعل
أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره
أنت "
بضم
"
جار
ومجرور متعلق بارفع "
وانصبن
"
الواو
عاطفة، انصب: لاتصاله
بنون التوكيد الخفيفة، وهو معطوف على
ارفع (2)
" واجزم
"
الواو
عاطفة، اجزم:
مصدرية
"
قد
"
حرف
تحقيق "
خصص
"
فعل
ماض مبني للمجهول "
الفعل
"
نائب
فاعله، وما مع مدخولها في تأويل مصدر
مجرور بالكاف:
أي
ككون الفعل مخصصا "
بأن
"
الباء
حرف جر، وأن حرف مصدري ونصب "
ينجز
ما "
فعل
مضارع منصوب بأن، والالف للاطلاق، والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى
الفعل، وأن ومدخولها في تأويل مصدر مجرور
بالباء:
أي
بالانجزام، والجار والمجرور متعلق بخصص.
فعل
أمر مبني على الفتح
فعل
أمر معطوف على ارفع، وفاعله ضمير مستتر
فيه وجوبا تقديره أنت "
كسرا
"
مثل
قوله فتحا منصوب على نزع الخافض "
كذكر
الله عبده يسر "
الكاف
حرف جر ومجروره محذوف، والجار والمجرور
خبر لمبتدأ محذوف والتقدير:
وذلك
كائن كقولك، وذكر:
مبتدأ،
وذكر مضاف ولفظ الجلالة مضاف إليه من
إضافة المصدر لفاعله، وعبد:
مفعول
به لذكر منصوب بالفتحة الظاهرة، وعبد
مضاف والضمير مضاف إليه، ويسر:
فعل
مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو يعود إلى ذكر، والجملة في محل
رفع خبر المبتدأ.
فعل
أمر معطوف على ارفع، وفاعله ضمير مستتر
فيه وجوبا تقديره أنت "
بتسكين
"
جار
ومجرور متعلق باجزم "
وغير
"
الواو
للاستئناف، غير:
مبتدأ،
وغير مضاف و"
ما
"
اسم
موصول مضاف إليه مبني على السكون في محل
جر "
ذكر
"
فعل
ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما
الموصولة، والجملة لا محل لها من الاعراب
صلة "
ينوب
"
فعل
مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو يعود إلى غير، والجملة في محل
رفع خبر المبتدأ "
نحو
"
خبر
لمبتدأ محذوف، أي:
وذلك
نحو "
جا
"
فعل
ماض قصر للضرورة "
أخو
"
فاعل
مرفوع بالواو لانه من الاسماء الستة،
وأخو مضاف و"
بني
"
مضاف
إليه =
أنواع
الإعراب أربعة:
الرفع
والنصب والجر والجزم.
فأما
الرفع والنصب فيشترك فيهما الأسماء
والأفعال نحو زيد يقوم وإن زيدا لن يقوم
وأما الجر فيختص بالأسماء نحو بزيد وأما
الجزم فيختص بالأفعال نحو لم يضرب والرفع
يكون بالضمة والنصب يكون بالفتحة والجر
يكون بالكسرة والجزم يكون بالسكون وما
عدا ذلك يكون نائبا عنه كما نابت الواو
عن الضمة في أخو والياء عن الكسرة في بني
من قوله جاء أخو بني نمر وسيذكر بعد هذا
مواضع النيابة .
وارفع
بواو وانصبن بالألف واجرر
بياء ما من الأسما أصف (1)
__________
=
مجرور
بالياء لانه جمع مذكر سالم، وبني مضاف و"
نمر
"
مضاف
إليه، مجرور بالكسرة الظاهرة، وسكن لاجل
الوقف، والجملة من الفعل وفاعله في قوة
مفرد مجرور بإضافة نحو إليه. (1)
" وارفع
"
الواو
للاستئناف، ارفع فعل أمر، وفاعله ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره أنت "
بواو
"
متعلق
بارفع "
وانصبن
"
الواو
عاطفة، انصب: __________ (1)
في
هذه المسألة أقوال كثيرة، وأشهر هذه
الاقوال ثلاثة، الاول: والثاني: الحال
؟ فكذا هنا. وكذا
الواو والالف والياء بعد هذه الحركات في
حال إضافة الاسماء الستة تجري مجرى الحركات
في كونها إعرابا، بدليل أنها تتغير في
حال الرفع
فعل
أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد
الثقيلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره أنت، وهو معطوف على ارفع "
بالالف
"
جار
ومجرور متعلق بانصب "
واجرر
"
الواو
عاطفة، اجرر:
فعل
أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر
فيه وجوبا تقديره أنت، وهو معطوف على ارفع
"
بياء
"
جار
ومجرور متعلق باجرر "
ما
"
اسم
موصول تنازعه الافعال الثلاثة "
من
الاسما "
جار
ومجرور متعلق بأصف الآتي، أو بمحذوف حال
من ما الموصولة "
أصف
"
فعل
مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره أنا، والجملة صلة الموصول لا محل
لها من الاعراب، والعائد ضمير محذوف منصوب
المحل بأصف، أي:
الذي
أصفه.
الأسماء
الستة وهي أب وأخ وحم وهن وفوه وذو مال
فهذه ترفع بالواو نحو جاء أبو زيد وتنصب
بالألف نحو رأيت أباه وتجر بالياء نحو
مررت بأبيه والمشهور أنها معربة بالحروف
فالواو نائبة عن الضمة والألف نائبة عن
الفتحة والياء نائبة عن الكسرة وهذا هو
الذي أشار إليه المصنف بقوله وارفع بواو
إلى آخر البيت والصحيح أنها معربة بحركات
مقدرة على الواو والألف والياء فالرفع
بضمة مقدرة على الواو والنصب بفتحة مقدرة
على الألف والجر بكسرة مقدرة على الياء
فعلى هذا المذهب الصحيح لم ينب شيء عن شيء
مما سبق ذكره:(1)
أنها
معربة من مكان واحد، والواو والالف والياء
هي حروف الاعراب، وهذا رأي جمهور البصريين
وإليه ذهب أبو الحسن الاخفش في أحد قوليه،
وهو الذي ذكره الناظم هنا ومال إليه.
أنها
معربة من مكان واحد أيضا، وإعرابها بحركات
مقدرة على الواو والالف والياء، فإذا قلت
فاعل
مرفوع بضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها
الثقل، وهذا مذهب سيبويه، وهو الذي ذكره
الشارح وزعم أنه الصحيح، ورجحه الناظم
في كتابه التسهيل، ونسبه جماعة من المتأخرين
إلى جمهور البصريين، والصحيح أن مذهب
هؤلاء هو الذي قدمنا ذكره، قال أتباع
سيبويه:
إن
الاصل في الاعراب أن يكون بحركات ظاهرة
أو مقدرة فمتى أمكن هذا الاصل لم يجز
العدول عنه إلى الفروع، وقد أمكن أن نجعل
الاعراب بحركات مقدرة، فيجب المصير إليه،
والقول الثالث:
قول
جمهور الكوفيين، وحاصله أنها معربة من
مكانين، قالوا:
إن
الحركات تكون إعرابا لهذه الاسماء في حال
إفرادها:
أي
قطعها عن الاضافة، فتقول:
هذا
أب لك وقد رأيت أخا لك، ومررت بحم، فإذا
قلت في حال الاضافة، "
هذا
أبوك "
فالضمة
باقية على ما كانت عليه في حال الافراد،
فوجب أن تكون علامة إعراب، لان الحركة
التي تكون علامة إعراب للمفرد في حالة
إفراده هي بعينها التي تكون علامة لاعرابه
في حال إضافته، ألا ترى أنك تقول "
هذا
غلام "
فإذا
قلت "
هذا
غلامك "
لم
يتغير
من
ذاك ذو إن صحبة أبانا والفم
حيث الميم منه بانا
4 - فإما كرام موسرون لقيتهم ... فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا
__________
=
والنصب
والجر، فدل ذلك على أن الضمة والواو جميعا
علامة للرفع، والفتحة والالف جميعا علامة
للنصب، والكسرة والياء جميعا علامة للجر،
وإنما ألجأ العرب إلى ذلك قلة حروف هذه
الاسماء، فرفدوها في حال الاضافة التي
هي من خصائص الاسم - بحروف
زائدة، تكثيرا لحروفها. (1)
" من
ذاك "
من
ذا: مبتدأ
4
- هذا
بيت من الطويل، وهو من كلام منظور بن سحيم
الفقعسي، وقد استشهد به ابن هشام في أوضح
المسالك (ش
7)
في
مبحث الاسماء الخمسة، وفي باب الموصول،
كما فعل الشارح هنا، واستشهد به الاشموني
(ش
155)
مرتين
أيضا. وقبل
البيت المستشهد به قوله: البيت
وإما كرام معسرون عذرتهم وإما لئام فادخرت
حيائيا وعرضي أبقى ما ادخرت ذخيرة وبطني
أطويه كطي ردائيا اللغة ذوو
عسرة وضيق لا يجدون ما يقدمونه مع كرم
نفوسهم وطيب عنصرهم. الاعراب الشاهد
فيه:
جار
ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، والكاف
حرف خطاب "
ذو
"
مبتدأ
مؤخر "
إن
"
حرف
شرط "
صحبة
"
مفعول
به مقدم لابان "
أبانا
"
أبان:
فعل
ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره
هو يعود إلى ذو، وألفه للاطلاق وهو فعل
شرط مبني على الفتح في محل جزم، والجواب
محذوف، والتقدير:
إن
أبان ذو صحبة فارفعه بالواو "
والفم
"
معطوف
على ذو "
حيث
"
ظرف
مكان "
الميم
"
ولست
بهاج في القرى أهل منزل على زادهم أبكي
وأبكي البواكيا فإما كرام موسرون لقيتهم
فحسبي من ذو عندهم.
هجاه
يهجوه هجوا وهجاء "
القرى
"
- بكسر
القاف مقصورا - إكرام
الضيف، و"
في
"
هنا
دالة على السببية والتعليل، مثلها في
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" دخلت
امرأة النار في هرة "
أي
بسبب هرة ومن أجل ما صنعته معها، يريد أنه
لن يهجو أحدا ولن يذمه ويقدح فيه بسبب
القرى على أية حال، وذلك لان الناس على
ثلاثة أنواع:
النوع
الاول كرام موسرون، والنوع الثاني كرام
معسرون غير واجدين ما يقدمونه لضيفانهم،
والنوع الثالث لئام بهم شح وبخل وضنانة،
وقد ذكر هؤلاء الانواع الثلاثة، وذكر مع
كل واحد حاله بالنسبة له "
كرام
"
جمع
كريم، وأراد الطيب العنصر الشريف الآباء،
وقابلهم باللئام "
موسرون
"
ذوو
ميسرة وغنى، وعندهم ما يقدمونه للضيفان
"
معسرون
"
إما
لقيني كرام، ونحو ذلك، مرفوع بذلك الفعل
المحذوف، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة "
موسرون
"
نعت
لكرام، ونعت المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه
الواو نيابة عن الضمة لانه جمع مذكر سالم،
والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد
"
لقيتهم
"
لقى:
فعل
ماض مبني على فتح مقدر لا محل له من الاعراب،
والتاء ضمير المتكلم فاعل لقى، مبني على
الضم في محل رفع، وضمير الغائبين العائد
إلى كرام، مفعول به مبني على السكون في
محل نصب، وجملة الفعل الماضي وفاعله
ومفعوله لا محل لها من الاعراب تفسيرية
"
فحسبي
"
الفاء
واقعة في جواب الشرط، حرف مبني على الفتح
لا محل له من الاعراب، حسب:
اسم
بمعنى كاف خبر مقدم، وهو مضاف وياء المتكلم
مضاف إليه، مبني على الفتح في محل جر "
من
"
حرف
جر مبني على السكون لا محل له "
ذو
"
اسم
موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل
جر بمن، وإن رويت "
ذي
"
فهو
مجرور بمن، وعلامة جره الياء نيابة عن
الكسرة، والجار والمجرور متعلق بحسب "
عندهم
"
عند:
ظرف
متعلق بمحذوف يقع صلة للموصول الذي هو ذو
بمعنى الذي، وعند مضاف وضمير الغائبين
مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر "
ما
"
اسم
موصول بمعنى الذي مبتدأ مؤخر مبني على
السكون في محل رفع "
كفانيا
"
كفى:
فعل
ماض مبني على فتح مقدر على الالف منع من
ظهوره التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره هو يعود إلى الاسم الموصول
الذي هو ما، والنون للوقاية، وياء المتكلم
مفعول به مبني على الفتح في محل نصب،
والالف للاطلاق، وجملة كفى وفاعله ومفعوله
لا محل صلة ما.
قوله
بمعنى
الذي، وقد رويت هذه الكلمة بروايتين، فمن
العلماء من روى "
فحسبي
من ذي عندهم "
بالياء،
واستدل بهذه الرواية على أن "
ذا
"
الموصولة
تعامل معامل "
ذي
"
التي
بمعنى صاحب والتي هي من الاسماء الخمسة،
فترفع بالواو، وتنصب بالالف، وتجر بالياء
كما في هذه العبارة على هذه الرواية،
ومعنى ذلك أنها معربة ويتغير آخرها بتغير
التراكيب. ومن
العلماء من روى
قال
ابن منظور في لسان العرب:
" وأما
قول الشاعر:
فإن
بيت تميم ذو سمعت به =
وكذلك
يشترط في إعراب الفم بهذه الأحرف زوال
الميم منه نحو هذا فوه ورأيت فاه ونظرت
إلى فيه وإليه أشار بقوله والفم حيث الميم
منه بانا أي انفصلت منه الميم أي زالت منه
فإن لم تزل منه أعرب بالحركات نحو هذا فم
ورأيت فما ونظرت إلى فم .
أب
أخ حم كذاك وهن والنقص
في هذا الأخير أحسن (1)
__________
=
فإن
"
ذو
"
هنا
بمعنى الذي، ولا يكون في الرفع والنصب
والجر إلا على لفظ واحد، وليست بالصفة
التي تعرب نحو قولك: وفي
البيت الذي أنشده في صدر كلامه شاهد كالذي
معنا على أن (2)
" وفي
أب "
جار
ومجرور متعلق بيندر الآتي "
وتالييه
"
معطوف
على أب "
يندر
"
فعل
مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو يعود إلى النقص "
وقصرها
"
الواو
عاطفة، قصر: __________ (1)
ومن
ذلك قوله عليه الصلاة والسلام:
" من
تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه،
ولا تكنوا "
وتعزى
بعزاء الجاهلية معناه دعا بدعائها فقال: ومعنى
__________ 5
- ينسب
هذا البيت لرؤبة بن العجاج، من كلمة يزعمون
أنه مدح فيها عدي بن حاتم الطائي، وقبله
قوله: الاعراب الشاهد
فيه: وهذا
يدل على أن قوما من العرب يعربون هذا الاسم
بالحركات الظاهرة على أواخره، ولا يجتلبون
لها حروف العلة لتكون علامة إعراب. __________ 6
- نسب
العيني والسيد المرتضى في شرح القاموس
هذا البيت لابي النجم العجلي، ونسبه
الجوهري لرؤبة بن العجاج، وذكر العيني
أن أبا زيد نسبه في نوادره لبعض أهل اليمن. وقد
بحثت النوادر فلم أجد فيها هذا البيت،
ولكني وجدت أبا زيد أنشد فيها عن أبي الغول
لبعض أهل اليمن: الاعراب مضاف
إليه، وهذا الضمير عائد على المجد، وإنما
جاء به مؤنثا ومن حقه التذكير لانه اعتبر
المجد صفة أو رتبة، والمراد بالغايتين
المبدأ والنهاية، أو نهاية مجد النسب
ونهاية مجد الحسب، وهذا الاخير أحسن. الشاهد
فيه:
مررت
برجل ذي مال، وهو ذو مال، ورأيت رجلا ذا
مال، وتقول:
رأيت
ذو جاءك، وذو جاءاك، وذو جاءوك، وذو جاءتك،
وذو جئنك، بلفظ واحد للمذكر والمؤنث، ومن
أمثال العرب:
أتى
عليه ذو أتى على الناس، أي الذي أتى عليهم،
قال أبو منصور:
وهي
لغة طيئ، وذو بمعنى الذي "
اهـ.
فإن
بيت تميم ذا سمعت به، فلما جاء بها بالواو
في حال النصب علمنا أنه يراها مبنية،
وبناؤها كما علمت على السكون (1)
" أب
"
مبتدأ
"
أخ
حم "
معطوفان
على أب مع حذف حرف العطف "
كذاك
"
جار
ومجرور متعلق بمحذوف خبر تنازعه كل من أب
وما عطف عليه "
وهن
"
الواو
عاطفة، هن:
مبتدأ،
وخبره محذوف، أي:
وهن
كذا ك "
والنقص
"
مبتدأ
"
في
هذا "
جار
ومجرور متعلق بالنقص، أو بأحسن "
الاخير
"
بدل
أو عطف بيان من اسم الاشارة أو هو نعت له
"
أحسن
"
خبر
المبتدأ.
مبتدأ،
وقصر مضاف والضمير مضاف إليه "
من
نقصهن "
من
نقص:
جار
ومجرور متعلق بأشهر، ونقص مضاف والضمير
مضاف إليه "
أشهر
"
خبر
المبتدأ.
فترفع
بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء نحو هذا
أبوه وأخوه وحموها ورأيت أباه وأخاه
وحماها ومررت بأبيه وأخيه وحميها وهذه
هي اللغة المشهورة في هذه الثلاثة وسيذكر
المصنف في هذه الثلاثة لغتين أخريين.
وأما
هن فالفصيح فيه أن يعرب بالحركات الظاهرة
على النون ولا يكون في آخره حرف علة نحو
هذا هن زيد ورأيت هن زيد ومررت بهن زيد
(1)
وإليه
أشار بقوله والنقص في هذا الأخير أحسن أي
النقص في هن أحسن من الإتمام والإتمام
جائز لكنه قليل جدا هذا هنوه ورأيت هناه
ونظرت إلى هنيه وأنكر الفراء جواز إتمامه
وهو محجوج بحكاية سيبويه الإتمام عن العرب
ومن حفظ حجة على من لم يحفظ وأشار المصنف
بقوله وفي أب وتالييه يندر إلى آخر البيت
إلى اللغتين الباقيتين في أب وتالييه
وهما أخ وحم فإحدى اللغتين النقص وهو حذف
الواو والألف والياء والإعراب بالحركات
الظاهرة على الباء والخاء والميم نحو هذا
أبه وأخه وحمها ورأيت أبه وأخه وحمها
ومررت بأبه وأخه وحمها وعليه قوله:
يا
لفلان، ويا لفلان، والغرض أنه يدعو إلى
العصبية القبلية التي جهد النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جهده في
محوها.
عض
أير أبيك، ومعنى "
ولا
تكنوا "
قولوا
له ذلك بلفظ صريح، مبالغة في التشنيع
عليه، ومحل الاستشهاد قوله صلوات الله
عليه:
" بهن
أبيه "
حيث
جر لفظ الهن بالكسرة الظاهرة، ومن ذلك
قولهم في المثل:
" من
يطل هن أبيه ينتطق به "
يريدون
من كثر إخوته اشتد بهم ظهره وقوى بهم عزه
(وانظره
في مجمع الامثال رقم 4015
في
2 /
300 بتحقيقنا)
(4 - شرح
ابن عقيل 1)
وهذه
اللغة نادرة في أب وتالييه ولهذا قال وفي
أب وتالييه يندر أي:
يندر
النقص.
واللغة
الأخرى في أب وتالييه أن يكون بالألف رفعا
ونصبا وجرا نحو هذا أباه وأخاه وحماها
ورأيت أباه وأخاه وحماها ومررت بأباه
وأخاه وحماها وعليه قول الشاعر:
أنت
الحليم والامير المنتقم تصدع بالحق وتنفي
من ظلم اللغة:
" عدي
"
أراد
به عدي بن حاتم الطائي الجواد المشهور "
اقتدى
"
يريد
أنه جعله لنفسه قدوة فسار على نهج سيرته
"
فما
ظلم "
يريد
أنه لم يظلم أمه، لانه جاء على مثال أبيه
الذي ينسب إليه، وذلك لانه لو جاء مخالفا
لما عليه أبوه من السمت أو الشبه أو من
الخلق والصفات لنسبه الناس إلى غيره،
فكان في ذلك ظلم لامه واتهام لها (انظر
مجمع الامثال رقم 4020
في
2 /
300 بتحقيقنا).
نافية
"
ظلم
"
فعل
ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره
هو، والجملة في محل جزم جواب الشرط، وجملة
الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ الذي
هو اسم الشرط، وهذا أحد ثلاثة أقوال، وهو
الذي نرجحه من بينها، وإن رجح كثير من
النحاة غيره.
قوله
إنّ
أباها وأبا أباها قد
بلغا في المجد غايتاها
أي
قلوص راكب تراها طاروا عليهن فشل علاها
واشدد بمثنى حقب حقواها ناجية وناجيا
أباها وفي هذه الابيات شاهد للمسألة التي
معنا، وقافيتها هي قافية بيت الشاهد، ومن
هنا وقع السهو للعيني، فأما الشاهد في
هذه الابيات ففي قوله
اسم
إن منصوب بفتحة مقدرة على الالف، ويحتمل
أن يكون منصوبا بالالف نيابة عن الفتحة
كما هو المشهور، وأبا مضاف والضمير مضاف
إليه "
وأبا
"
معطوف
على اسم إن، وأبا مضاف وأبا من "
أباها
"
مضاف
إليه، وهو مضاف والضمير مضاف إليه "
قد
"
حرف
تحقيق "
بلغا
"
فعل
ماض، وألف الاثنين فاعله، والجملة في محل
رفع خبر إن "
في
المجد "
جار
ومجرور متعلق بالفعل قبله وهو بلغ "
غايتاها
"
مفعول
به لبلغ على لغة من يلزم المثنى الالف،
أي منصوب بفتحة مقدرة على الالف منع من
ظهورها التعذر، وغايتا مضاف وضمير الغائبة
الذي
يتعين الاستشهاد به في هذا البيت لما ذكر
الشارح هو قوله
فعلامة
الرفع والنصب والجر حركة مقدرة على الألف
كما تقدر في المقصور وهذه اللغة أشهر من
النقص.
وحاصل
ما ذكره أن في أب وأخ وحم ثلاث لغات أشهرها
أن تكون بالواو والألف والياء والثانية
أن تكون بالألف مطلقا (1)
والثالثة
أن تحذف منها الأحرف الثلاثة وهذا نادر
وأن في هن لغتين إحداهما النقص وهو الأشهر
والثانية الإتمام وهو قليل .
وشرط
ذا الإعراب أن يضفن لا لليا
كجا أخو أبيك ذا اعتلا(2)
__________
=
ما
قبلها إليها، ومع ذلك جاء بها بالالف،
والارجح إجراء الاوليين كالثالثة، لانه
يبعد جدا أن يجئ الشاعر بكلمة واحدة في
بيت واحد على لغتين مختلفتين. (1)
هذه
لغة قوم بأعيانهم من العرب، واشتهرت
نسبتها إلى بني الحارث وخثعم وزبيد، وكلهم
ممن يلزمون المثنى الالف في أحواله كلها،
وقد تكلم بها في الموضعين النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلك في
قوله:
" ما
صنع أبا جهل ؟ "،
وقوله:
" لا
وتران في ليلة "
وعلى
هذه اللغة قال الامام أبو حنيفة رضي الله
عنه:
" لا
قود في مثقل ولو ضربه بأبا قبيس "
وأبو
قبيس:
جبل
معروف.

82905

33320

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 10/02/2014 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 10/02/2014