(2)
اختلف
العلماء في جملة التعجب:
أخبرية
هي أم إنشائية ؟ فذهب قوم إلى أنها جملة
إنشائية، وهؤلاء جميعا قالوا:
لا
يجوز أن يوصل بها الاسم الموصول، وذهب
فريق إلى أنها خبرية، وقد اختلف هذا الفريق
في جواز وصل الموصول بها، فقال ابن خروف:
يجوز،
وقال الجمهور:
لا
يجوز، لان التعجب، إنما يتكلم به عند =
قبلها
واحترز ب الخبرية من غيرها وهي الطلبية
والإنشائية فلا يجوز جاءني الذي اضربه
خلافا للكسائي ولا جاءني الذي ليته قائم
خلافا لهشام واحترز ب خالية من معنى التعجب
من جملة التعجب فلا يجوز جاءني الذي ما
أحسنه وإن قلنا إنها خبرية واحترز بغير
مفتقرة إلى كلام قبلها من نحو جاءني الذي
لكنه قائم فإن هذه الجملة تستدعي سبق جملة
أخرى نحو ما قعد زيد لكنه قائم.
ويشترط
في الظرف والجار والمجرور أن يكونا تامين
والمعنى بالتام أن يكون في الوصل به فائدة
نحو جاء الذي عندك والذي في الدار والعامل
فيهما فعل محذوف وجوبا والتقدير جاء الذي
استقر عندك أو الذي استقر في الدار فإن
لم يكونا تامين لم يجز الوصل بهما فلا
تقول جاء الذي بك ولا جاء الذي اليوم .
وصفة
صريحة صلة أل وكونها
بمعرب الأفعال قل (1)
__________
= خفاء سبب ما يتعجب منه، فإن ظهر السبب بطل العجب، ولاشك أن المقصود بالصلة إيضاح الموصول وبيانه، وكيف يمكن الايضاح والبيان بما هو غير ظاهر في نفسه ؟ فلما تنافيا لم يصح ربط أحدهما بالآخر، ويؤيد هذا التفصيل قول الشارح فيما بعد: " فلا
يجوز
جاءني الذي ما أحسنه وإن قلنا إنها خبرية
"
فإن
معنى هذه العبارة: (1)
" وصفة
"
الواو
للاستئناف، صفة: __________ =
حيث
النقصان، ومعرب مضاف، و"
الافعال
"
مضاف
إليه "
قل
"
فعل
ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره
هو يعود إلى كونه الواقع مبتدأ، والجملة
في محل رفع خبر المبتدأ. (1)
للعلماء
خلاف طويل في جواز وصل أل بالصفة المشبهة،
فجمهورهم على أن الصفة المشبهة لا تكون
صلة لال، فأل الداخلة على الصفة المشبهة
عند هؤلاء معرفة لا موصولة، والسر في ذلك
أن الاصل في الصلات للافعال، والصفة
المشبهة بعيدة الشبه بالفعل
من حيث المعنى، وذلك لان الفعل يدل على
الحدوث، والصفة المشبهة لا تدل عليه،
وإنما تدل على اللزوم، ويؤيد هذا أنهم
اشترطوا في اسم الفاعل واسم المفعول
وأمثلة المبالغة التي تقع صلة لال أن يكون
كل واحد منها دالا على الحدوث، ولو دل
أحدها على اللزوم لم يصح أن يكون صلة لال،
بل تكون أل الداخلة عليه معرفة، وذلك
كالمؤمن والفاسق والكافر والمنافق، وذهب
قوم إلى أنه يجوز أن تكون الصفة المشبهة
صلة لال، لانها أشبهت الفعل من حيث العمل
- وإن
خالفته في المعنى 30
- ما
أنت بالحكم الترضى حكومته ولا
الأصيل ولا ذي الرأي والجدل __________ 30
- هذا
البيت للفرزدق، من أبيات له يهجو بها رجلا
من بني عذرة، وكان هذا الرجل العذري قد
دخل على عبد الملك بن مروان يمدحه، وكان
جرير والفرزدق والاخطل عنده، والرجل لا
يعرفهم، فعرفه بهم عبد الملك، (فعاعتم)
؟
العذري أن قال: "
وجد
الفرزدق أتعس به "
دليل
على أنه يجوز أن يقع خبر المبتدأ جملة
إنشائية، وهو مذهب الجمهور، وخالف فيه
ابن الانباري، وسنذكر في ذلك بحثا في باب
المبتدأ والخبر فأجابه الفرزدق ببيتين
ثانيهما بيت الشاهد، والذي قبله قوله: المعنى: الاعراب 31
-
من
القوم الرسول الله منهم لهم
دانت رقاب بني معد __________ =
مثل
السابق "
ذي
"
معطوف
على الحكم أيضا، وذي مضاف و"
الرأي
"
مضاف إليه،
الشاهد
فيه: الاعراب
الشاهد
فيه: ومن
العلماء من يجيب عن هذا الشاهد ونحوه بأن
وهذا
رؤبة يقول: وبعض
العلماء يجعل الحروف التي تفتتح بها بعض
سور القرآن - نحو
ألم، حم، ص - من
هذا القبيل، فيقولون: قلت: 32
-
من
لا يزال شاكرا على المعه فهو
حر بعيشة ذات سعه __________ منها
وأنكى، فهو تخلص من ضرورة إلى ضرورة أصعب
منها مخلصا وأعسر نجاء، ولا يشك أحد أن
هذا الحذف بجميع أنواعه التي ذكروها من
الضرورات التي لا يسوغ القياس عليها،
ولذلك استبعد كثير تخريج الآية الكريمة
التي تلوناها أولا على هذا الوجه كما
32
- وهذا
البيت - أيضا
- من
الشواهد التي لم ينسبوها إلى قائل معين. اللغة المعنى: الاعراب الواقع
خبرا لهو الشاهد
فيه: ومثل
هذا البيت - في
وصل أل بالظرف شذوذا قول الآخر:
لا
يجوز أن تكون جملة التعجب صلة إن قلنا
إنها إنشائية وإن قلنا إنها خبرية، فلا
تلتفت لما قاله الكاتبون في هذا المقام
مما يخالف هذا التحقيق.
خبر
مقدم "
صريحة
"
نعت
لصفة "
صلة
"
مبتدأ
مؤخر، وصلة مضاف و"
أل
"
مضاف
إليه "
وكونها
"
كون:
مبتدأ،
وهو من جهة الابتداء يحتاج إلى خبر، ومن
جهة كونه مصدرا لكان الناقصة يحتاج إلى
اسم وخبر، فالضمير المتصل به اسمه، و"
بمعرب
"
جار
ومجرور متعلق بمحذوف خبره من =
الألف
واللام لا توصل إلا بالصفة الصريحة قال
المصنف في بعض كتبه وأعني بالصفة الصريحة
اسم الفاعل نحو الضارب واسم المفعول نحو
المضروب والصفة المشبهة نحو الحسن الوجه
فخرج نحو القرشي والأفضل (1)
وفي
كون الألف واللام الداخلتين على الصفة
المشبهة موصولة خلاف وقد اضطرب اختيار
الشيخ أبي الحسن بن عصفور في هذه المسألة
فمرة قال إنها موصولة ومرة منع ذلك (2)
.
فحيا
الاله أبا حزرة وأرغم أنفك يا أخطل وجد
الفرزدق أتعس به ودق خياشيمه الجندل و"
أبو
حزرة ":
كنية
جرير، و"
أرغم
أنفك ":
يدعو
عليه بالذل والمهانة حتى يلصق أنفه بالرغام
وهو التراب و"
الجد
"
الحظ
والبخت، وفي قوله
يا
أرغم الله أنفا أنت حامله يا ذا الخنى
ومقال الزور والخطل اللغة:
" الخنى
"
- بزنة
الفتى - هو
الفحش، و"
الخطل
"
- بفتح
الخاء المعجمة والطاء المهملة - هو
المنطق الفاسد المضطرب، والتفحش فيه "
الحكم
"
- بالتحريك
- الذي
يحكمه الخصمان كي يقضي بينهما، ويفصل في
خصومتهما "
الاصيل
"
ذو
الحسب، و"
الجدل
"
شدة
الخصومة.
يقول:
لست
أيها الرجل بالذي يرضاه الناس للفصل في
أقضيتهم، ولا أنت بذي حسب رفيع، ولا أنت
بصاحب عقل وتدبير سديد، ولا أنت بصاحب
جدل، فكيف نرضاك حكما ؟
خبر
ما النافية "
الترضى
"
أل:
موصول
اسمي نعت للحكم، مبني على السكون في محل
جر "
ترضى
"
فعل
مضارع مبني للمجهول "
حكومته
"
حكومة:
نائب
فاعل لترضى، وحكومة مضاف والضمير مضاف
إليه، والجملة لا محل لها صلة الموصول "
ولا
"
الواو
حرف عطف، لا:
زائدة
لتأكيد النفي "
الاصيل
"
معطوف
على الحكم "
ولا
"
=
قوله
يقول
الخنى، وأبغض العجم ناطقا إلى ربنا صوت
الحمار اليجدع فيستخرج اليربوع من نافقائه
ومن جحره بالشيخة اليتقصع 31
- هذا
البيت من الشواهد التي لا يعرف قائلها،
قال العيني:
" أنشده
ابن مالك للاحتجاج به، ولم يعزه إلى قائله
"
اه،
وروى البغدادي بيتا يشبه أن يكون هذا
البيت، ولم يعزه أيضا إلى قائل، وهو:
بل
القوم الرسول الله فيهم هم أهل الحكومة
من قصي اللغة:
" دانت
"
ذلت،
وخضعت، وانقادت "
معد
"
هو
ابن عدنان، وبنو قصي هم قريش، وبنو هاشم
قوم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ منهم.
هو
من القوم إلخ، والالف واللام في كلمة "
الرسول
"
موصول
بمعنى الذين صفة للقوم مبني على السكون
في محل جر، ورسول مبتدأ، ورسول مضاف ولفظ
الجلالة مضاف إليه "
منهم
"
جار
ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، وجملة
المبتدأ وخبره لا محل لها صلة أل الموصولة
"
لهم
"
جار
ومجرور متعلق بقوله دانت الآتي "
دانت
"
دان:
فعل
ماض، والتاء تاء التأنيث "
رقاب
"
فاعل
دان، ورقاب مضاف و"
بني
"
مضاف
إليه، وبني مضاف و"
معد
"
مضاف
إليه.
قوله
"
الرسول
الله منهم "
حيث
وصل أل بالجملة الاسمية، وهي جملة المبتدأ
والخبر، وذلك شاذ.
ليس
حذف بعض الكلمة وإبقاء بعضها بعجب في
العربية، وهذا لبيد بن ربيعة العامري
يقول:
درس
المنا بمتالع فأبان أراد "
المنازل
"
فحذف
حرفين لغير ترخيم.
أو
الفا مكة من ورق الحمى أراد
وإن
الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم
يا أم خالد أراد "
وإن
الذين "
بدليل
ضمير جماعة الذكور في قوله "
دماؤهم
"
وقوله
فيما بعد "
هم
القوم "
وعليه
خرجوا قول الله تعالى:
(وخضتم
كالذي خاضوا)
أي
كالذين خاضوا - وفي
الآية تخريجان آخران، أحدهما:
أن
الذي موصول حرفي كما، أي وخضتم كخوضهم،
وثانيهما:
أن
الذي موصول اسمي صفة لموصوف محذوف، والعائد
إليه من الصلة محذوف أي:
وخضتم
كالخوض الذي خاضوه قالوا:
وربما
حذف الشاعر الكلمة كلها، فلم يبق منها
إلا حرفا واحدا، ومن ذلك قول الشاعر:
نادوهم:
أن
ألجموا، ألاتا، قالوا جميعا كلهم:
ألافا
فإن هذا الراجز أراد في الشطر الاول "
ألا
تركبون "
فحذف
ولم يبق إلا التاء، وحذف من الثاني الذي
هو الجواب فلم يبق إلا حرف العطف، وأصله
"
ألا
فاركبوا .
ألم
أصله:
أنا
الله أعلم، أو ما أشبه ذلك، وانظر مع هذا
ما ذكرناه في شرح الشاهد رقم
وهذا
الذي ذهبوا إليه ليس إلا قياما من ورطة
للوقوع في ورطة أخرى أشد =
ومن
الثاني قوله:
من
كان دائم الشكر لله تعالى على ما هو فيه
من خير فإنه يستحق الزيادة ورغد العيش،
وهو مأخوذ من قوله تعالى
ظرف
متعلق بمحذوف واقع صلة لال، ومع مضاف
والضمير مضاف إليه "
فهو
حر "
الفاء
زائدة، و"
هو
"
ضمير
منفصل مبتدأ، و"
حر
"
خبره،
والجملة منهما في محل رفع خبر المبتدأ،
وهو "
من
"
في
أول البيت، ودخلت الفاء على جملة الخبر
لشبه المبتدأ بالشرط "
بعيشة
"
جار
ومجرور متعلق بقوله "
حر
"
قوله
أي
كما وأعربت ما لم تضف وصدر
وصلها ضمير انحذف
ثم إن أيا لها أربعة أحوال:
أحدها:
أن تضاف ويذكر صدر صلتها نحو:
يعجبني أيهم هو قائم.
الثاني:
أن لا تضاف ولا يذكر صدر صلتها نحو:
يعجبني أي قائم الثالث : أن لا تضاف ويذكر صدر صلتها نحو:
يعجبني أي هو قائم وفي هذه الأحوال الثلاثة تكون معربة بالحركات الثلاث نحو:
يعجبني أيهم هو قائم ورأيت أيهم وهو قائم ومررت بأيهم هو قائم وكذلك:
أي قائم وأيا قائم وأي قائم وكذا:
أي
__________
=
وغيرني
ما غال قيسا ومالكا وعمرا وحجرا بالمشقر
ألمعا يريد:
الذين
معه، فاستعمل أل موصولة بمعنى الذين، وهو
أمر لا شئ فيه، وأنى بصلتها ظرفا، وهو
شاذ، فإن أل بجميع ضروبها وأنواعها مختصة
بالاسماء، وقال الكسائي في هذا البيت:
إن
الشاعر يريد "
معا
"
فزاد
أل (1)
" أي
"
مبتدأ
"
كما
"
جار
ومجرور متعلق بمحذوف خبر "
وأعربت
"
الواو
عاطفة، أعرب:
فعل
ماض مبني للمجهول، والتاء تاء التأنيث،
ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره
هي يعود على "
أي
"
" ما
"
مصدرية
ظرفية "
لم
"
حرف
نفي
وجزم
"
تضف
"
فعل
مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم، ونائب
الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي
يعود على "
أي
"
" وصدر
"
الواو
واو الحال، صدر: (11
- شرح
ابن عقيل 1)
مبتدأ،
وصدر مضاف ووصل من "
وصلها
"
مضاف
إليه، ووصل مضاف والضمير مضاف إليه "
ضمير
"
خبر
المبتدأ والجملة من المبتدأ والخبر في
محل نصب حال صاحبه الضمير المستتر في تضف
العائد على أي "
انحذف
"
فعل
ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره
هو يعود على "
ضمير
"
والتقدير:
أي
مثل ما - في
كونها موصولا صالحا لكل واحد من المفرد
والمثنى والجمع مذكرا كان أو مؤنثا - وأعربت
هذه الكلمة مدة عدم إضافتها في حال كون
صدر صلتها ضميرا محذوفا.
الرابع:
أن
تضاف ويحذف صدر الصلة نحو يعجبني أيهم
قائم ففي هذه الحالة تبنى على الضم فتقول
يعجبني أيهم قائم ورأيت أيهم قائم ومررت
بأيهم قائم وعليه قوله تعالى:
{ثُمَّ
لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ
أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ
عِتِيّاً}
.
33
-
إذا
ما لقيت بني مالك فسلم
على أيهم أفضل
__________
33
- هذا
البيت ينسب لغسان بن وعلة أحد الشعراء
المخضرمين من بني مرة بن عباد، وأنشده
أبو عمرو الشيباني في كتاب الحروف، وابن
الانباري في كتاب الانصاف، وقال قبل
إنشاده:
" حكى
أبو عمرو الشيباني عن غسان وهو أحد من
تؤخذ عنهم اللغة من العرب - أنه
أنشد "
وذكر
البيت. الاعراب
للقى،
وبني مضاف و"
مالك
"
مضاف
إليه "
فسلم
"
الفاء
داخلة في جواب الشرط، وسلم: الشاهد
فيه:
فعل
أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره
أنت "
على
"
حرف
جر "
أيهم
"
يروى
بضم "
أي
"
وبجره،
وهو اسم موصول على الحالين، فعلى الضم هو
مبني، وهو الاكثر في مثل هذه الحالة، وعلى
الجر هو معرب بالكسرة الظاهرة، وعلى
الحالين هو مضاف والضمير مضاف إليه "
أفضل
"
خبر
لمبتدأ محذوف، والتقدير:
هو
أفضل، والجملة من المبتدأ وخبره لا محل
لها صلة الموصول الذي هو أي.
قوله
أن
يكون صدر صلتها محذوفا، فإذا لم تكن مضافة
أصلا، أو كانت مضافة لكن ذكر صدر صلتها،
فإنها تكون معربة، وذهب الخليل بن أحمد
ويونس بن حبيب - وهما
شيخان من شيوخ سيبويه - إلى
أن =
وهذا
مستفاد من قوله وأعربت ما لم تضف إلى آخر
البيت أي وأعربت أي إذا لم تضف في حالة
حذف صدر الصلة فدخل في هذه الأحوال الثلاثة
السابقة وهي ما إذا أضيفت وذكر صدر الصلة
أو لم تضف ولم يذكر صدر الصلة أو لم تضف
وذكر صدر الصلة وخرج الحالة الرابعة وهي
ما إذا أضيفت وحذف صدر الصلة فإنها لا
تعرب حينئذ .
وبعضهم
أعرب مطلقا وفي ذا
الحذف أيا غير أي يقتفي (1)
إن
يستطل وصل وإن لم يستطل فالحذف
نزر وأبوا أن يختزل (2)
__________
=
أيا
لا تجئ موصولة، بل هي إما شرطية وإما
استفهامية، لا تخرج عن هذين الوجهين،
وذهب جماعة من الكوفيين إلى أنها قد تأتى
موصولة، ولكنها معربة في جميع الاحوال،
أضيفت أو لم تضف، حذف صدر صلتها أو ذكر. (1)
" وبعضهم
"
الواو
للاستئناف، بعض: (2)
" إن
"
شرطية
"
يستطل
"
فعل
مضارع مبني للمجهول فعل الشرط "
وصل
"
نائب
فاعل ليستطل، وجواب الشرط محذوف يدل عليه
ما قبله، وتقديره: __________ =
وصل
فغير أي يقتفي أيا "
وإن
"
الواو
عاطفة، إن شرطية "
لم
"
حرف
نفي وجزم وقلب "
يستطل
"
فعل
مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم، وجملته
فعل الشرط، ونائب الفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى
(1)
" إن
"
شرطية
"
صلح
"
فعل
ماض فعل الشرط مبني على الفتح في محل جزم،
وجواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله،
والتقدير: (2)
" في
عائد "
جار
ومجرور متعلق بكثير أو بمنجل في البيت
السابق "
متصل
"
نعت
لعائد "
إن
"
شرطية
"
انتصب
"
فعل
ماض فعل الشرط مبني على الفتح في محل جزم،
وسكن للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو يرجع إلى عائد "
بفعل
"
جار
ومجرور متعلق بانتصب "
أو
وصف "
معطوف
على فعل "
كمن
"
الكاف
جارة، ومجرورها محذوف، ومن: __________ (1)
ذهب
الكوفيون إلى أنه يجوز حذف العائد المرفوع
بالابتداء مطلقا، أي سواء أكان الموصول
أيا أم غيره، وسواء أطالت الصلة أم لم
تطل، وذهب البصريون إلى جواز حذف هذا
العائد إذا كان الموصول أيا مطلقا، فإن
كان الموصول غير أي لم يجيزوا الحذف إلا
بشرط طول الصلة، فالخلاف بين الفريقين
منحصر فيما إذا لم تطل الصلة وكان الموصول
غير أي، فأما الكوفيون فاستدلوا بالسماع،
فمن ذلك قراءة يحيى بن يعمر:
(تماما
على الذي أحسن)
قالوا:
التقدير
على الذي هو أحسن، ومن ذلك قراءة مالك ابن
دينار وابن السماك
مبتدأ،
وبعض مضاف والضمير مضاف إليه "
أعرب
"
فعل
ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره
هو يعود إلى بعض، والجملة من أعرب وفاعله
في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو بعضهم "
مطلقا
"
حال
من مفعول به لاعرب محذوف، والتقدير:
وبعضهم
أعرب أيا مطلقا "
وفي
ذا "
جار
ومجرور متعلق بقوله "
يقتفي
"
الآتي
"
الحذف
"
بدل
من اسم الاشارة، أو عطف بيان عليه، أو نعت
له "
أيا
"
مفعول
به لقوله "
يقتفي
"
الآتي
"
غير
"
مبتدأ،
وغير مضاف و"
أي
"
مضاف
إليه "
يقتفي
"
فعل
مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو يعود على المبتدأ، والجملة في
محل رفع خبر المبتدأ، ومعنى الكلام:
وبعض
النحاة حكم بإعراب أي الموصولة في جميع
الاحوال، وغير أي يقتفي ويتبع أيا في جواز
حذف صدر الصلة، أذا كانت الصلة طويلة.
إن
يستطل
إن
صلح الباقي لوصل مكمل والحذف
عندهم كثير منجلي (1)
في
عائد متصل إن انتصب بفعل
أو وصف كمن نرجو يهب (2)
مبتدأ
"
نزر
"
خبره،
والجملة في محل جزم جواب الشرط "
وأبوا
"
فعل
وفاعل "
أن
"
مصدرية
"
يختزل
"
فعل
مضارع مبني للمجهول منصوب بأن، وسكن
للوقف، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو يعود إلى "
وصل
"
والمراد
أنهم امتنعوا عن تجويز الحذف، وأن وما
دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به لابوا.
إن
صلح الباقي بعد الحذف للوصل فقد أبوا
الحذف "
الباقي
"
فاعل
صلح "
لوصل
"
جار
ومجرور متعلق بصلح "
مكمل
"
نعت
لوصل "
والحذف
"
مبتدأ
"
عندهم
"
عند:
ظرف
متعلق بالحذف أو بكثير أو بمنجلي، وعند
مضاف والضمير العائد إلى العرب أو النحاة
مضاف إليه "
كثير
"
خبر
المبتدأ "
منجلي
"
خبر
ثان، أو نعت للخبر.
اسم
موصول مبتدأ "
نرجو
"
فعل
مضارع، مرفوع بضمة مقدرة على الواو،
وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن،
ومفعوله محذوف، وهو العائد، والتقدير
كمن نرجوه، والجملة لا محل لها صلة "
يهب
"
فعل
مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم،
وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وسكن للوقف،
وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو
يعود على "
من
"
والجملة
في محل رفع خبر المبتدأ.
صدر
وأشار
بقوله وفي ذا الحذف إلى آخره إلى المواضع
التي يحذف فيها العائد على الموصول وهو
إما أن يكون مرفوعا أو غيره فإن كان مرفوعا
لم يحذف إلا إذا كان مبتدأ وخبره مفرد نحو
وهو الذي في السماء إله وأيهم أشد فلا
تقول جاءني اللذان قام ولا اللذان ضرب
لرفع الأول بالفاعلية والثاني بالنيابة
بل يقال قاما وضربا وأما المبتدأ فيحذف
مع أي وإن لم تطل الصلة كما تقدم من قولك
يعجبني أيهم قائم ونحوه ولا يحذف صدر
الصلة مع غير أي إلا إذا طالت الصلة نحو
جاء الذي هو ضارب زيدا فيجوز حذف هو فتقول
جاء الذي ضارب زيدا ومنه قولهم ما أنا
بالذي قائل لك سوءا التقدير بالذي هو قائل
لك سوءا فإن لم تطل الصلة فالحذف قليل
وأجازه الكوفيون قياسا نحو جاء الذي قائم
التقدير جاء الذي هو قائم ومنه قوله تعالى
تماما على الذي أحسن في قراءة الرفع
والتقدير هو أحسن.
(1)
التقدير:
مثلا
الذي هو بعوضة فما فوقها، ومن ذلك قول
الشاعر:
=
__________
=
لا
تنو إلا الذي خير، فما شقيت إلا نفوس الالى
للشر ناوونا قالوا: وبعض
هذه الشواهد يحتمل وجوها من الاعراب غير
الذي ذكروه، فمن ذلك أن (1)
الاسم
الواقع بعد "
لا
سيما "
إما
معرفة، كأن يقال لك: ألا
رب يوم صالح لك منهما ولا سيما يوم بدارة
جلجل فإن كان الاسم الواقع بعد فأما
الجر فتخريجه على وجهين، أحدهما: وأما
الرفع فتخريجه على وجهين أيضا، أحدهما: وهذا
الوجه هو الذي أشار إليه الشارح. وأما
النصب فتخريجه على وجهين أيضا، أحدهما: تكون
وإن
كان الاسم الواقع بعدها معرفة كالمثال
الذي ذكرناه فقد أجمعوا على أنه يجوز فيه
الجر والرفع، واختلفوا في جواز النصب،
فمن جعله بإضمار فعل أجاز كما أجاز في
النكرة، ومن جعل النصب على التمييز وقال
إن التمييز لا يكون إلا نكرة منع النصب
في المعرفة، لانه لا يجوز عنده أن تكون
تمييزا، ومن جعل نصبه على التمييز وجوز
أن يكون التمييز معرفة كما هو مذهب جماعة
الكوفيين جوز نصب المعرفة بعد
التقدير
لا تنو إلا الذي هو خير، ومن ذلك قول الآخر:
من
يعن بالحمد لم ينطق بما سفه ولا يحد عن
سبيل المجد والكرم قالوا:
تقدير
هذا البيت:
من
يعن بالحمد لم ينطق بالذي هو سفه، ومن ذلك
قول عدي بن زيد العبادي:
لم
أر مثل الفتيان في غبن الايام يدرون ما
عواقبها قالوا:
ما
موصولة، والتقدير:
يدرون
الذي هو عواقبها.
أكرم
العلماء لا سيما الصالح منهم، وإما نكرة،
كما في قول امرئ القيس:
الجر،
وهو أعلاها، والرفع وهو أقل من الجر،
والنصب، وهو أقل الاوجه الثلاثة.
أن
تكون
ولا
مثل يوم بدارة جلجل موجود، والوجه الثاني
أن تكون "
لا
"
نافية
للجنس أيضا، و"
سي
"
اسمها
منصوب بالفتحة الظاهر، وهو مضاف و"
ما
"
نكرة
غير موصوفة مضاف إليه مبني على السكون في
محل جر، و"
يوم
"
بدل
من ما.
أن
تكون
هو
يوم، وخبر لا محذوف، وكأنك قلت:
ولا
مثل شئ عظيم هو يوم بدارة جلجل موجود،
والوجه الثاني، أن تكون "
لا
"
نافية
للجنس أيضا، و"
سي
"
اسمها،
و"
ما
"
موصول
اسمي بمعنى الذي مبني على السكون في محل
جر بإضافة "
سي
"
إليه،
و"
يوم
"
خبر
مبتدأ محذوف، والتقدير هو يوم، والجملة
من المبتدأ والخبر لا محل لها من الاعراب
صلة الموصول، وخبر "
لا
"
محذوف،
وكأنك قلت:
ولا
مثل الذي هو يوم بدارة جلجل موجود.
أن
تكون
ولا
مثل شئ أعني يوما بدارة جلجل، وثانيهما:
أن
127746
34394
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 10/02/2014 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 10/02/2014