قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن أنس بين مالك ـ رضي الله عنه ـ عن عمه أنس بن النضر ـ رضي الله عنه ـ أن أنسأ لم يكن مع الرسول صلى الله عليه وسلم ـ يعني أنس بن النضر ـ في بدر ، وذلك لأن غزوة بدر خرج إليها النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يريد القتال ، وإنما يريد عير قريش وليس معه إلا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ، معهم سبعون بعيراً وفرسان يتعاقبون عليها ، وقد تخلف عنها كثير من الصحابة لأنها ليست غزوة ، ولم يدع إليها أحد ؛ وإنما خرج إليها الخفاف من الناس .
قال أنس بن النضر للنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ يبين له أنه لم يكن معه في أول قـتال قـاتل فيه المشركين ، وقال : لئن أدركت قتالاً ليرين الله ما أصنع .
فلما كانت أحد ، وهي بعد غزوة بدر بسنة وشهر ، خرج الناس وقاتلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وصارت الدائرة في أول النهار للمسلمين ، ولكن ، لما تخلف الرماة عن الموقع الذي جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم فيه ، ونزلوا من الجبل ؛ كر فرسان المشركين على المسلمين من خلفهم ، واختلطوا بهم ، وانكشف المسلمون ، وصارت الهزيمة . لما انكشف المسلمون تقدم أنس بن النضر ـ رضي الله عنه ـ وقال : ( اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ) يعني أصحابه ، ( وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء ) ، يعني أصحابه، ( وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء ) يعني المشركين .
ثم تقدم ـ رضي الله عنه ـ فاستقبله سعد بن معاذ ، فسأله إلي أين ؟ قال: يا سعد ، إني لأجد ريح الجنة دون أحد ، وهذا وجدان حقيقي ، ليس تخيلاً أو توهماً ، ولكن من كرامة الله لهذا الرجل شم رائحة الجنة قبل أن يستشهد ـ رضي الله عنه ـ من أجل أن يقدم ولا يحجم ، فتقدم فقاتل ، فقتل ـ رضي الله عنه ـ استشهد ، ووجد فيه بضع وثمانون ، ما بين ضربة بسيف ، أو برمح ، أو بسهم ، حتى إنه قد تمزق جلده ، فلم يعرفه أحد إلا أخته ، لم تعرفه إلا ببنانه ـ رضي الله عنه .
فكان المسلمون يرون أن الله قد أنزل فيه وفي أشباهه هذه الآية : ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23) ، ولا شك أن هذا وأمثاله ـ رضي الله عنهم ـ يدخلون دخولاً أولياً في هذه الآية ، فإنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، حيث قال أنس : والله ليرين الله ما أصنع ، ففعل ، فصنع صنعاً لا يصنعه أحد إلا من منْ الله عليه بمثله حتى استشهد .
ففي هذا الحديث دليل شاهد للباب ، وهو مجاهدة الإنسان نفسه على طاعة الله ، فإن أنس بن النضر جاهد نفسه هذا الجهاد العظيم ، حتى تقدم يقاتل أعداء الله بعد أن انكشف المسلمون وصارت الهزيمة حتى قتل شهيدً ـ رضي الله عنه ـ والله الموفق .
(81) أخرجه البخاري ، كتاب الجهاد والسير ، باب قوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ) ، رقم ( 2805)، ومسلم ، كتاب الإمارة ، باب ثبوت الجنة للشهيد ، رقم (1903) .
قال أنس بن النضر للنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ يبين له أنه لم يكن معه في أول قـتال قـاتل فيه المشركين ، وقال : لئن أدركت قتالاً ليرين الله ما أصنع .
فلما كانت أحد ، وهي بعد غزوة بدر بسنة وشهر ، خرج الناس وقاتلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وصارت الدائرة في أول النهار للمسلمين ، ولكن ، لما تخلف الرماة عن الموقع الذي جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم فيه ، ونزلوا من الجبل ؛ كر فرسان المشركين على المسلمين من خلفهم ، واختلطوا بهم ، وانكشف المسلمون ، وصارت الهزيمة . لما انكشف المسلمون تقدم أنس بن النضر ـ رضي الله عنه ـ وقال : ( اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء ) يعني أصحابه ، ( وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء ) ، يعني أصحابه، ( وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء ) يعني المشركين .
ثم تقدم ـ رضي الله عنه ـ فاستقبله سعد بن معاذ ، فسأله إلي أين ؟ قال: يا سعد ، إني لأجد ريح الجنة دون أحد ، وهذا وجدان حقيقي ، ليس تخيلاً أو توهماً ، ولكن من كرامة الله لهذا الرجل شم رائحة الجنة قبل أن يستشهد ـ رضي الله عنه ـ من أجل أن يقدم ولا يحجم ، فتقدم فقاتل ، فقتل ـ رضي الله عنه ـ استشهد ، ووجد فيه بضع وثمانون ، ما بين ضربة بسيف ، أو برمح ، أو بسهم ، حتى إنه قد تمزق جلده ، فلم يعرفه أحد إلا أخته ، لم تعرفه إلا ببنانه ـ رضي الله عنه .
فكان المسلمون يرون أن الله قد أنزل فيه وفي أشباهه هذه الآية : ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23) ، ولا شك أن هذا وأمثاله ـ رضي الله عنهم ـ يدخلون دخولاً أولياً في هذه الآية ، فإنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، حيث قال أنس : والله ليرين الله ما أصنع ، ففعل ، فصنع صنعاً لا يصنعه أحد إلا من منْ الله عليه بمثله حتى استشهد .
ففي هذا الحديث دليل شاهد للباب ، وهو مجاهدة الإنسان نفسه على طاعة الله ، فإن أنس بن النضر جاهد نفسه هذا الجهاد العظيم ، حتى تقدم يقاتل أعداء الله بعد أن انكشف المسلمون وصارت الهزيمة حتى قتل شهيدً ـ رضي الله عنه ـ والله الموفق .
(81) أخرجه البخاري ، كتاب الجهاد والسير ، باب قوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ) ، رقم ( 2805)، ومسلم ، كتاب الإمارة ، باب ثبوت الجنة للشهيد ، رقم (1903) .
عدد المشاهدات *:
419395
419395
عدد مرات التنزيل *:
177198
177198
حجم الخط :
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 21 ماي 2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 14/04/2015