ذكر المؤلف رحمه الله فيما نقله عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ في فضائل الوضوء الذي أمر الله به في كتابه ، في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) (المائدة:6) .
هذا الوضوء تطهر فيه الأعضاء الأربعة ؛ الوجه ، اليدان ، والرأس ، والرجلان ، وهذا التطهير يكون تطهيراً حسياً ، ويكون تطهيراً معنوياً . أما كونه تطهيراً حسياً فظاهر ؛ لأن الإنسان يغسل وجهه ، ويديه ، ورجليه ، ويمسح الرأس ، وكان الرأس بصدد أن يغسل كما تغسل بقية الأعضاء ، ولكن الله خفف في الرأس ؛ ولأن الرأس يكون فيه الشعر ، والرأس هو أعلى البدن ، فلو غسل الرأس ولا سيما إذا كان فيه الشعر ؛ لكان في هذه مشقة على الناس ، ولا سيما في أيام الشتاء ، ولكن من رحمة الله ـ عز وجل ـ أن جعل فرض الرأس المسح فقط ، فإذا توضأ الإنسان لا شك أنه يطهر أعضاء الوضوء تطهيراً حسياً ، وهو يدل على كمال الإسلام ؛ حيث فرض على معتنقيه أن يطهروا هذه الأعضاء التي هي غالباً ظاهرة بارزة .
أما الطهارة المعنوية ، وهي التي ينبغي أن يقصدها المسلم ، فهي تطهيره من الذنوب ، فإذا غسل وجهه ، خرجت كل خطايا نظر إليها بعينه ، وذكر العين ـ و الله أعلم ـ إنما هو على سبيل التمثيل ، وإلا فالأنف قد يخطئ ، والفم قد يخطئ ؛ فقد يتكلم الإنسان بكلام حرام ، وقد يشم أشياء ليس له حق يشمها ، ولكن ذكر العين ؛ لأن أكثر ما يكون الخطأ في النظر .
فلذلك إذا غسل الإنسان وجهه بالوضوء خرجت خطايا عينيه ، فإذا غسل يديه خرجت خطايا يديه ، فإذا غسل رجليه خرجت خطايا رجليه ، حتى يكون نقياً من الذنوب . ولهذا قال الله تعالى حين ذكر الوضوء والغسل والتيمم : ( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ ) ، يعني ظاهراً وباطناً ، حساً ومعنى ، ( وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة:6) ، فينبغي للإنسان إذا توضأ أن يستشعر هذا المعنى ، أي أن وضوءه يكون تكفيراً لخطيئاته ، حتى يكون بهذا الوضوء محتسباً الأجر على الله ـ عز وجل ـ والله الموفق .
(135) تقدم تخريجه .
هذا الوضوء تطهر فيه الأعضاء الأربعة ؛ الوجه ، اليدان ، والرأس ، والرجلان ، وهذا التطهير يكون تطهيراً حسياً ، ويكون تطهيراً معنوياً . أما كونه تطهيراً حسياً فظاهر ؛ لأن الإنسان يغسل وجهه ، ويديه ، ورجليه ، ويمسح الرأس ، وكان الرأس بصدد أن يغسل كما تغسل بقية الأعضاء ، ولكن الله خفف في الرأس ؛ ولأن الرأس يكون فيه الشعر ، والرأس هو أعلى البدن ، فلو غسل الرأس ولا سيما إذا كان فيه الشعر ؛ لكان في هذه مشقة على الناس ، ولا سيما في أيام الشتاء ، ولكن من رحمة الله ـ عز وجل ـ أن جعل فرض الرأس المسح فقط ، فإذا توضأ الإنسان لا شك أنه يطهر أعضاء الوضوء تطهيراً حسياً ، وهو يدل على كمال الإسلام ؛ حيث فرض على معتنقيه أن يطهروا هذه الأعضاء التي هي غالباً ظاهرة بارزة .
أما الطهارة المعنوية ، وهي التي ينبغي أن يقصدها المسلم ، فهي تطهيره من الذنوب ، فإذا غسل وجهه ، خرجت كل خطايا نظر إليها بعينه ، وذكر العين ـ و الله أعلم ـ إنما هو على سبيل التمثيل ، وإلا فالأنف قد يخطئ ، والفم قد يخطئ ؛ فقد يتكلم الإنسان بكلام حرام ، وقد يشم أشياء ليس له حق يشمها ، ولكن ذكر العين ؛ لأن أكثر ما يكون الخطأ في النظر .
فلذلك إذا غسل الإنسان وجهه بالوضوء خرجت خطايا عينيه ، فإذا غسل يديه خرجت خطايا يديه ، فإذا غسل رجليه خرجت خطايا رجليه ، حتى يكون نقياً من الذنوب . ولهذا قال الله تعالى حين ذكر الوضوء والغسل والتيمم : ( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ ) ، يعني ظاهراً وباطناً ، حساً ومعنى ، ( وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة:6) ، فينبغي للإنسان إذا توضأ أن يستشعر هذا المعنى ، أي أن وضوءه يكون تكفيراً لخطيئاته ، حتى يكون بهذا الوضوء محتسباً الأجر على الله ـ عز وجل ـ والله الموفق .
(135) تقدم تخريجه .
عدد المشاهدات *:
415768
415768
عدد مرات التنزيل *:
176678
176678
حجم الخط :
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 21 ماي 2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 14/04/2015