قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ ما نقله عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : أراد بنو سلمة أن يقربوا من المسجد ، ينتقلوا من ديارهم وأحيائهم حتى يكونوا قرب مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، من أجل أن يدركوا الصلوات معه ويتلقوا من عمله ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم ، قال : ( إنه قد بلغني أنكم تريدون أن تنقلوا قرب المسجد ) قالوا : نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (دياركم تكتب آثاركم ) قالها مرتين ، وبين لهم أن لهم بكل خطوة حسنة أو درجة .
ففي هذا الحديث دليل على أنه إذا مشى الإنسان إلى المسجد ، فإنه لا يخطو خطوة إلا رفع له بها درجة ، وقد جاء ذلك مفسراً في حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من توضأ فأسبغ الوضوء ، ثم خرج من بيته إلى المسجد ، لا يخرجه إلا الصلاة ، لم يخط خطوة إلا كتب الله له بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة )(155) فسيكتب شيئين الأول : أنه يرفع له بها درجة .والثاني : أنه يحط بها عنه خطيئة . هذا إذا توضأ في بيته وأسبغ الوضوء سواء كان ذلك قليلاً ـ يعني سواء كانت الخطوات قليلة ـ أم كثيرة ، فإنه يكتب له بكل خطوة شيئان : يرفع بها درجة ، ويحط عنه بها خطيئة .
وفي هذا الحديث دليل على أنه نقل للإنسان شيء عن أحد ، فإنه يثبت قبل أن يحكم بالشيء ، ولهذا سأل النبي صلى الله عليه وسلم بني سلمة قبل أن يقول لهم شيئاً ، قال : بلغني أنكم تريدون كذا وكذا . قالوا : نعم . فيؤخذ منه أنه ينبغي للإنسان إذا نقل له شيء عن أحدٍ أن يثبت قبل أن يحكم بمقتضى الشيء الذي نقل له ، حتى يكون إنساناً رزيناً ثقيلاً معتبراً ، أما كونه يصدق بكل ما نقل ، فإنه يفوته بذلك الشيء الكثير ، ويحصل له ضرر ، بل الإنسان ينبغي عليه أن يثبت .
وفي هذا الحديث أيضاً دليل على كثرة طرق الخيرات ، وأن منها المشي إلى المساجد ، وهو كما سبق مما يرفع الله به الدرجات ، ويحط به الخطايا ، فإن كثرة الخطايا إلى المساجد سبب لمغفرة الذنوب ، وتكفير السيئات ، ورفعه الدرجات . والله الموفق .
(152) أخرجه مسلم ، كتاب المساجد ، باب ، فضل كثرة الخطا إلى المساجد، رقم (664) .
(153) أخرجه مسلم ، كتاب المساجد ، باب ، فضل كثرة الخطا إلى المساجد ،رقم (665) .
(154) أخرجه البخاري ، كتاب الأذان رقم (655، 656) .
(155) أخرجه البخاري ، كتاب الصلاة باب الصلاة في مسجد السوق ، رقم (478) .
ففي هذا الحديث دليل على أنه إذا مشى الإنسان إلى المسجد ، فإنه لا يخطو خطوة إلا رفع له بها درجة ، وقد جاء ذلك مفسراً في حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من توضأ فأسبغ الوضوء ، ثم خرج من بيته إلى المسجد ، لا يخرجه إلا الصلاة ، لم يخط خطوة إلا كتب الله له بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة )(155) فسيكتب شيئين الأول : أنه يرفع له بها درجة .والثاني : أنه يحط بها عنه خطيئة . هذا إذا توضأ في بيته وأسبغ الوضوء سواء كان ذلك قليلاً ـ يعني سواء كانت الخطوات قليلة ـ أم كثيرة ، فإنه يكتب له بكل خطوة شيئان : يرفع بها درجة ، ويحط عنه بها خطيئة .
وفي هذا الحديث دليل على أنه نقل للإنسان شيء عن أحد ، فإنه يثبت قبل أن يحكم بالشيء ، ولهذا سأل النبي صلى الله عليه وسلم بني سلمة قبل أن يقول لهم شيئاً ، قال : بلغني أنكم تريدون كذا وكذا . قالوا : نعم . فيؤخذ منه أنه ينبغي للإنسان إذا نقل له شيء عن أحدٍ أن يثبت قبل أن يحكم بمقتضى الشيء الذي نقل له ، حتى يكون إنساناً رزيناً ثقيلاً معتبراً ، أما كونه يصدق بكل ما نقل ، فإنه يفوته بذلك الشيء الكثير ، ويحصل له ضرر ، بل الإنسان ينبغي عليه أن يثبت .
وفي هذا الحديث أيضاً دليل على كثرة طرق الخيرات ، وأن منها المشي إلى المساجد ، وهو كما سبق مما يرفع الله به الدرجات ، ويحط به الخطايا ، فإن كثرة الخطايا إلى المساجد سبب لمغفرة الذنوب ، وتكفير السيئات ، ورفعه الدرجات . والله الموفق .
(152) أخرجه مسلم ، كتاب المساجد ، باب ، فضل كثرة الخطا إلى المساجد، رقم (664) .
(153) أخرجه مسلم ، كتاب المساجد ، باب ، فضل كثرة الخطا إلى المساجد ،رقم (665) .
(154) أخرجه البخاري ، كتاب الأذان رقم (655، 656) .
(155) أخرجه البخاري ، كتاب الصلاة باب الصلاة في مسجد السوق ، رقم (478) .
عدد المشاهدات *:
419987
419987
عدد مرات التنزيل *:
177277
177277
حجم الخط :
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 21 ماي 2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 14/04/2015