هذه الأحاديث في بيان صلة الرحم وبر الوالدين .
منها حديث خالد بن زيد الأنصاري ، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار ، فقال له : (( تعبد الله لا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصل الرحم )) . والشاهد هنا حيث قال : (( تصل الرحم )) ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلة الرحم من الأسباب التي تدخل الإنسان الجنة وتباعده عن النار .
ولا شك أن كل إنسان يسعى إلى هذا الكسب العظيم ؛ أن ينجو من النار ويدخل الجنة ، فإن من زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ، وكل مسلم يسعى إلى ذلك ، وهذا يحصل بهذه الأمور الأربعة :
الأول : تعبد الله لا تشرك به شيئاً ؛ لا شركاً أصغر ولا شركاً أكبر .
الثاني : تقيم الصلاة ، وتأتي بها كاملة في أوقاتها مع الجماعة إن كنت رجلا، ودون الجماعة أن كانت امرأة.
والثالث : تؤتي الزكاة ، بأن تؤدي ما أوجب الله عليك من الزكاة في مالك إلى مستحقه .
والرابع : تصل الرحم ؛ بأن تؤتيهم حقهم بالصلة حسب ما يتعارف الناس ، فما أعده الناس صلة فهو صلة ، وما لم يعدوه صلة فليس بصلة ، إلا إذا كان الإنسان في مجتمع لا يبالون بالقرابات ، ولا يهتمون بها ، فالعبرة بالصلة نفسها المعتبرة شرعاً .
ثم ذكر حديث سلمان بن عامر الضبي في الإفطار على التمر ، فإن لم يجد فعلى ماء ، وأن الصدقة على الفقير صدقة ، وعلى ذي القرابة ثنتان : صدقة وصلة .
ولهذا قال العلماء : إذا اجتمع فقيران أحدهما من قرابتك والثاني من غير قرابتك ، فالذي من قرابتك أولى ؛ لأنه أحق بالصلة .
ثم ذكر حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان له امرأة يحبها ، فأمره أبوه أن يطلقها ، لكنه أبى ذلك ؛ لأنه يحبها ، فذكر عمر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فأمر ابن عمر بطلاقها .
وكذلك الحديث الآخر في امرأة كانت تأمر ابنها بطلاق زوجته فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن صلة الرحم أو بر الوالدين سبب لدخول الجنة ، وهو إشارة إلى أنه إذا بر والدته بطلاق زوجته كان ذلك سبباً لدخول الجنة .
ولكن ليس كل والد يأمر ابنه بطلاق زوجته تجب طاعته ؛ فإن رجلاً سأل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ، قال إن أبي يقول : طلق امرأتك ، وأنا أحبها ، قال : لا تطلقها ، قال : أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر ابن عمر أن يطلق زوجته لما أمره عمر ، فقال له الإمام أحمد : وهل أبوك عمر ؟ لأن عمر نعلم علم اليقين أنه لن يأمر عبد الله بطلاق زوجته إلا لسبب شرعي ، وقد يكون ابن عمر لم يعلمه ؛ لأنه من المستحيل أن عمر بأمر ابنه بطلاق زوجته ليفرق بينه وبين زوجته بدون سبب شرعي . فهذا بعيد .
وعلى هذا فإذا أمرك أبوك أو أمك بأن تطلق امرأتك ، وأنت تحبها ولم تجد عليها مأخذاً شرعياًَ ، فلا تطلقها ؛ لأن هذه من الحاجات الخاصة التي لا يتدخل أحد فيها بين الإنسان وبين زوجته .
(154) رواه البخاري ، كتاب الزكاة ، باب وجوب الزكاة ، رقم ( 1396) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة . . . ، رقم ( 13 ) .
(155) رواه الترمذي ، كتاب الزكاة ، باب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة ، رقم ( 658 ) ، وأبو داود، كتاب الصوم ، باب ما يفطر عليه ، رقم ( 2355 ) ، وابن ماجه ، باب ما جاء على يستحب الفطر ، رقم ( 1699) .
(156) رواه الترمذي ، كتاب الطلاق ، باب ما جاء في الرجل يسأله أبوه أن يطلق زوجته ، رقم ( 1189 ) ، وأبو داود ، كتاب الأدب ، باب في بر الوالدين ، رقم ( 5138 ) .
(157) رواه الترمذي ، كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في عقوق الوالدين ، رقم ( 1901 ) .
(158) رواه الترمذي ، كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في دعوة الوالدين ، رقم ( 1905 ) .
(159) رواه مسلم ، كتاب صلاة المسافرين ، باب إسلام عمرو بن عبسة ، رقم ( 832 ) .
منها حديث خالد بن زيد الأنصاري ، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار ، فقال له : (( تعبد الله لا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصل الرحم )) . والشاهد هنا حيث قال : (( تصل الرحم )) ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلة الرحم من الأسباب التي تدخل الإنسان الجنة وتباعده عن النار .
ولا شك أن كل إنسان يسعى إلى هذا الكسب العظيم ؛ أن ينجو من النار ويدخل الجنة ، فإن من زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ، وكل مسلم يسعى إلى ذلك ، وهذا يحصل بهذه الأمور الأربعة :
الأول : تعبد الله لا تشرك به شيئاً ؛ لا شركاً أصغر ولا شركاً أكبر .
الثاني : تقيم الصلاة ، وتأتي بها كاملة في أوقاتها مع الجماعة إن كنت رجلا، ودون الجماعة أن كانت امرأة.
والثالث : تؤتي الزكاة ، بأن تؤدي ما أوجب الله عليك من الزكاة في مالك إلى مستحقه .
والرابع : تصل الرحم ؛ بأن تؤتيهم حقهم بالصلة حسب ما يتعارف الناس ، فما أعده الناس صلة فهو صلة ، وما لم يعدوه صلة فليس بصلة ، إلا إذا كان الإنسان في مجتمع لا يبالون بالقرابات ، ولا يهتمون بها ، فالعبرة بالصلة نفسها المعتبرة شرعاً .
ثم ذكر حديث سلمان بن عامر الضبي في الإفطار على التمر ، فإن لم يجد فعلى ماء ، وأن الصدقة على الفقير صدقة ، وعلى ذي القرابة ثنتان : صدقة وصلة .
ولهذا قال العلماء : إذا اجتمع فقيران أحدهما من قرابتك والثاني من غير قرابتك ، فالذي من قرابتك أولى ؛ لأنه أحق بالصلة .
ثم ذكر حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان له امرأة يحبها ، فأمره أبوه أن يطلقها ، لكنه أبى ذلك ؛ لأنه يحبها ، فذكر عمر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فأمر ابن عمر بطلاقها .
وكذلك الحديث الآخر في امرأة كانت تأمر ابنها بطلاق زوجته فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن صلة الرحم أو بر الوالدين سبب لدخول الجنة ، وهو إشارة إلى أنه إذا بر والدته بطلاق زوجته كان ذلك سبباً لدخول الجنة .
ولكن ليس كل والد يأمر ابنه بطلاق زوجته تجب طاعته ؛ فإن رجلاً سأل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ، قال إن أبي يقول : طلق امرأتك ، وأنا أحبها ، قال : لا تطلقها ، قال : أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر ابن عمر أن يطلق زوجته لما أمره عمر ، فقال له الإمام أحمد : وهل أبوك عمر ؟ لأن عمر نعلم علم اليقين أنه لن يأمر عبد الله بطلاق زوجته إلا لسبب شرعي ، وقد يكون ابن عمر لم يعلمه ؛ لأنه من المستحيل أن عمر بأمر ابنه بطلاق زوجته ليفرق بينه وبين زوجته بدون سبب شرعي . فهذا بعيد .
وعلى هذا فإذا أمرك أبوك أو أمك بأن تطلق امرأتك ، وأنت تحبها ولم تجد عليها مأخذاً شرعياًَ ، فلا تطلقها ؛ لأن هذه من الحاجات الخاصة التي لا يتدخل أحد فيها بين الإنسان وبين زوجته .
(154) رواه البخاري ، كتاب الزكاة ، باب وجوب الزكاة ، رقم ( 1396) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة . . . ، رقم ( 13 ) .
(155) رواه الترمذي ، كتاب الزكاة ، باب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة ، رقم ( 658 ) ، وأبو داود، كتاب الصوم ، باب ما يفطر عليه ، رقم ( 2355 ) ، وابن ماجه ، باب ما جاء على يستحب الفطر ، رقم ( 1699) .
(156) رواه الترمذي ، كتاب الطلاق ، باب ما جاء في الرجل يسأله أبوه أن يطلق زوجته ، رقم ( 1189 ) ، وأبو داود ، كتاب الأدب ، باب في بر الوالدين ، رقم ( 5138 ) .
(157) رواه الترمذي ، كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في عقوق الوالدين ، رقم ( 1901 ) .
(158) رواه الترمذي ، كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في دعوة الوالدين ، رقم ( 1905 ) .
(159) رواه مسلم ، كتاب صلاة المسافرين ، باب إسلام عمرو بن عبسة ، رقم ( 832 ) .
عدد المشاهدات *:
404531
404531
عدد مرات التنزيل *:
175471
175471
حجم الخط :
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 21 ماي 2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 19/04/2015