هذه القصة قصة عجيبة عظيمة وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم وكل أبا هريرة رضي الله عنه على صدقة رمضان يعني الفطر يحفظها وكانوا يجمعونها قبل العيد بيوم أو يومين وكان أبو هريرة وكيلا عليها وفي ليلة من الليالي جاء رجل يحثو من الطعام فأمسكه أبو هريرة وقال لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخاف وقال إني
ذو عيال وذو حاجة فرحمه وأطلقه فلما أصبح وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك البارحة وهذه من آيات الله لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده ولكنه علم بذلك عن طريق الوحي قال ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله إنه قال إنه ذو حاجة وذو عيال فرحمته وأطلقته فقال النبي صلى الله عليه وسلم كذبك يعني كذب عليك وسيعود يقول فعلمت أنه سيعود لقول النبي صلى الله عليه وسلم إنه سيعود وكان الصحابة رضي الله عنهم يؤمنون بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم كما يؤمنون بما يشاهدونه بأعينهم أو أكثر يقول فرصدته فجاء فجعل يحثو من الطعام فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتكى شكايته الأولى أنه محتاج وذو عيال فرحمه رضي الله عنه وإنما رحمه مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال كذبك لأن أبا هريرة يعلم حلم النبي صلى الله عليه وسلم وسعة صدره وأنه لن يؤنبه وفعلا لم يؤنبه فلما أصبح وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره قال إنه كذبك وسيعود وفي المرة الثالثة جعل يترقبه وجاء يأكل من الطعام فقلت لأرفعن أمرك إلى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المرة لأنك قلت لن تعود ثلاث مرات وعدت فقال دعني وإني أعلمك كلمات ينفعك الله بهن قال وما هن قال آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي
القيوم إذا أويت إلى فراشك للنوم فاقرأها فإنه لا يزال عليك من الله حافظ فلا يقربك شيطان حتى تصبح كلمات يسيرة تحفظك لو جعلت مائة حارس ما استطاعوا أن يمنعوا الشياطين عنك ولكن هذه كلمات يسيرة يحفظك الله بها فلما أصبح غدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له الخبر فقال إنه صدقك وهو كذوب يعني هذه المرة ما قاله لك صادق فيه وهو كذوب أتدري من تخاطب منذ ثلاث ليال قلت يا رسول الله لا أعلم قال ذاك شيطان متلبس في صورة آدمي وفي هذا الحديث فوائد كثيرة
ولكننا نعود لشرح آية الكرسي حيث وقفنا عند قوله تعالى {لا تأخذه سنة ولا نوم} والسنة النعاس والنوم معروف {له ما في السماوات وما في الأرض} هذه جملة تفيد عموم ملك الله عز وجل وأنه منفرد بالملك سبحانه وتعالى {له ما في السماوات وما في والأرض} والدليل على عموم ملكه أن (ما) في قوله {ما في السماوات} اسم موصول - يعني له الذي - واسم الموصول يفيد العموم والدليل على انفراده بالملك أنه قدم فيها الخبر {له ما في السماوات} وتقديم الخبر يدل على الحصر فلا أحد يملك شيئا في السماوات ولا في الأرض إلا الله وما يملكه الإنسان من ثياب وعقارات ونحو ذلك ملك مقيد لا يستطيع أن يتصرف فيه كيف يشاء لو أراد إنسان أن يحرق ثوبه منع إذا فلمكي الذي هو ملكي لست حرا في تصرفي فيه إلا على حسب الشرع ولهذا لا يجوز لنا أن نرابي في أموالنا مع أنه ربما يكون الذي أعطى الربا موافقا راضيا لكن لا يجوز لأننا لسنا أحرارا في أملاكنا لا نملكها إلا ملكا مقيدا الملك التام المطلق الذي يفعل فيه المالك ما يشاء هو ملك الله عز وجل {له ما في السماوات وما في الأرض} .
{من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} (من) اسم استفهام بمعنى النفي يعني لا أحد يشفع عند الله إلا بإذن الله والشفاعة معروفة
وهي التوسط للغير لجلب منفعة أو لدفع مضرة من المعلوم أن ملوك الدنيا مهما عظم ملكهم يشفع الإنسان عندهم بدون أي استئذان حتى إن الملك الكبير الملك تشفع عنده زوجته ولا تستأذن منه لكن الله عز وجل لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه أكرم عباده عنده لا يشفع إلا بإذن الله وهذا دليل على كمال سلطانه عز وجل وأنه من كمال سلطانه لا أحد يستطيع أن يتكلم عنده ولا بالشفاعة التي هي خير إلا بإذنه من أكرم الخلق من بني آدم عند الله إنه محمد صلى الله عليه وسلم ويوم القيامة لا يمكن أن يشفع إلا بعد أن يستأذن من الله ثم يسجد سجودا طويلا يفتح الله عليه من المحامد ما لم يفتحه عليه من قبل ثم يشفع ومن دونه من باب أولى لا أحد يشفع إلا بإذن الله لماذا لكمال ملكه وسلطانه عز وجل {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} يعلم الله عز وجل {ما بين أيديهم} كل الأمور المستقبلة {وما خلفهم} كل الأمور الماضية وهذا دليل على كمال علمه عز وجل وأنه محيط بكل شيء ماضيا وحاضرا ومستقبلا فما بين يديك ما تستقبله ولو بلحظة وما خلفك ما خلفته ولو بلحظة فمثلا كلامنا اليوم بعد صلاة العصر من بين أيدينا أم من خلفنا من خلفنا كلماتي الآن
أنا أقول الآن وما بعد الآن مستقبل والآن حاضر فالله عز وجل يعلم كل ما يكون بين أيدينا الحاضر والمستقبل وما خلفنا وهذا يدل على كمال علمه جل وعلا لأن علم غيره ناقص.
أولا نجهل كثيرا من الأمور ثم يتجدد لنا العلم.
ثانيا إذا علمنا شيئا فهناك آفة لعلمنا وهي النسيان أما علم الله عز وجل فليس فيه نسيان ولا جهل سابق كما قال موسى صلى الله عليه وسلم لما قال له فرعون {قال فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى} .
لا يضل يعني لا يجهل ولا ينسى ما مضى فعلمنا نحن محفوف بآفتين آفة سابقة وهي الجهل وآفة لاحقة وهي النسيان وعلم الله عز وجل خال من ذلك كله.
ذو عيال وذو حاجة فرحمه وأطلقه فلما أصبح وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك البارحة وهذه من آيات الله لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده ولكنه علم بذلك عن طريق الوحي قال ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله إنه قال إنه ذو حاجة وذو عيال فرحمته وأطلقته فقال النبي صلى الله عليه وسلم كذبك يعني كذب عليك وسيعود يقول فعلمت أنه سيعود لقول النبي صلى الله عليه وسلم إنه سيعود وكان الصحابة رضي الله عنهم يؤمنون بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم كما يؤمنون بما يشاهدونه بأعينهم أو أكثر يقول فرصدته فجاء فجعل يحثو من الطعام فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتكى شكايته الأولى أنه محتاج وذو عيال فرحمه رضي الله عنه وإنما رحمه مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال كذبك لأن أبا هريرة يعلم حلم النبي صلى الله عليه وسلم وسعة صدره وأنه لن يؤنبه وفعلا لم يؤنبه فلما أصبح وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره قال إنه كذبك وسيعود وفي المرة الثالثة جعل يترقبه وجاء يأكل من الطعام فقلت لأرفعن أمرك إلى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المرة لأنك قلت لن تعود ثلاث مرات وعدت فقال دعني وإني أعلمك كلمات ينفعك الله بهن قال وما هن قال آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي
القيوم إذا أويت إلى فراشك للنوم فاقرأها فإنه لا يزال عليك من الله حافظ فلا يقربك شيطان حتى تصبح كلمات يسيرة تحفظك لو جعلت مائة حارس ما استطاعوا أن يمنعوا الشياطين عنك ولكن هذه كلمات يسيرة يحفظك الله بها فلما أصبح غدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له الخبر فقال إنه صدقك وهو كذوب يعني هذه المرة ما قاله لك صادق فيه وهو كذوب أتدري من تخاطب منذ ثلاث ليال قلت يا رسول الله لا أعلم قال ذاك شيطان متلبس في صورة آدمي وفي هذا الحديث فوائد كثيرة
ولكننا نعود لشرح آية الكرسي حيث وقفنا عند قوله تعالى {لا تأخذه سنة ولا نوم} والسنة النعاس والنوم معروف {له ما في السماوات وما في الأرض} هذه جملة تفيد عموم ملك الله عز وجل وأنه منفرد بالملك سبحانه وتعالى {له ما في السماوات وما في والأرض} والدليل على عموم ملكه أن (ما) في قوله {ما في السماوات} اسم موصول - يعني له الذي - واسم الموصول يفيد العموم والدليل على انفراده بالملك أنه قدم فيها الخبر {له ما في السماوات} وتقديم الخبر يدل على الحصر فلا أحد يملك شيئا في السماوات ولا في الأرض إلا الله وما يملكه الإنسان من ثياب وعقارات ونحو ذلك ملك مقيد لا يستطيع أن يتصرف فيه كيف يشاء لو أراد إنسان أن يحرق ثوبه منع إذا فلمكي الذي هو ملكي لست حرا في تصرفي فيه إلا على حسب الشرع ولهذا لا يجوز لنا أن نرابي في أموالنا مع أنه ربما يكون الذي أعطى الربا موافقا راضيا لكن لا يجوز لأننا لسنا أحرارا في أملاكنا لا نملكها إلا ملكا مقيدا الملك التام المطلق الذي يفعل فيه المالك ما يشاء هو ملك الله عز وجل {له ما في السماوات وما في الأرض} .
{من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} (من) اسم استفهام بمعنى النفي يعني لا أحد يشفع عند الله إلا بإذن الله والشفاعة معروفة
وهي التوسط للغير لجلب منفعة أو لدفع مضرة من المعلوم أن ملوك الدنيا مهما عظم ملكهم يشفع الإنسان عندهم بدون أي استئذان حتى إن الملك الكبير الملك تشفع عنده زوجته ولا تستأذن منه لكن الله عز وجل لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه أكرم عباده عنده لا يشفع إلا بإذن الله وهذا دليل على كمال سلطانه عز وجل وأنه من كمال سلطانه لا أحد يستطيع أن يتكلم عنده ولا بالشفاعة التي هي خير إلا بإذنه من أكرم الخلق من بني آدم عند الله إنه محمد صلى الله عليه وسلم ويوم القيامة لا يمكن أن يشفع إلا بعد أن يستأذن من الله ثم يسجد سجودا طويلا يفتح الله عليه من المحامد ما لم يفتحه عليه من قبل ثم يشفع ومن دونه من باب أولى لا أحد يشفع إلا بإذن الله لماذا لكمال ملكه وسلطانه عز وجل {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} يعلم الله عز وجل {ما بين أيديهم} كل الأمور المستقبلة {وما خلفهم} كل الأمور الماضية وهذا دليل على كمال علمه عز وجل وأنه محيط بكل شيء ماضيا وحاضرا ومستقبلا فما بين يديك ما تستقبله ولو بلحظة وما خلفك ما خلفته ولو بلحظة فمثلا كلامنا اليوم بعد صلاة العصر من بين أيدينا أم من خلفنا من خلفنا كلماتي الآن
أنا أقول الآن وما بعد الآن مستقبل والآن حاضر فالله عز وجل يعلم كل ما يكون بين أيدينا الحاضر والمستقبل وما خلفنا وهذا يدل على كمال علمه جل وعلا لأن علم غيره ناقص.
أولا نجهل كثيرا من الأمور ثم يتجدد لنا العلم.
ثانيا إذا علمنا شيئا فهناك آفة لعلمنا وهي النسيان أما علم الله عز وجل فليس فيه نسيان ولا جهل سابق كما قال موسى صلى الله عليه وسلم لما قال له فرعون {قال فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى} .
لا يضل يعني لا يجهل ولا ينسى ما مضى فعلمنا نحن محفوف بآفتين آفة سابقة وهي الجهل وآفة لاحقة وهي النسيان وعلم الله عز وجل خال من ذلك كله.
عدد المشاهدات *:
562626
562626
عدد مرات التنزيل *:
202970
202970
حجم الخط :
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 21 ماي 2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 29/04/2015