الحَمْدُ للهِ القديمِ الواحِدِ مَنْ | بَعَثَ الرُّسْلَ لِفَضْحِ الجاحِدِ |
صَلَّى وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينْ | وَآلِهِمْ وصَحْبِهِمْ والتَّابِعينْ |
وَبَعْدُ فَالمَقْصودُ نَظْمُ مَا جَمَعْ | مِنَ العَقيدَةِ الطَّحاوِيْ وَاتَّبَعْ |
اللهُ واحِدٌ وَقادِرٌ وَلا | رَبَّ سِواهُ لاَ شَريكَ مُسْجَلاَ |
لاَ مِثلَ أَوَّلٌ وَآخِرٌ بلاَ | بَدْءٍ وَلاَ نِهايَةٍ جَلَّ عَلاَ |
وَكُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ العَلِيّْ | والعَجْزُ عَنْ إِدْراكِهِ أَمْرٌ جَلِيّْ |
حَيٌّ وَلاَ يَمُوتُ خَالِقٌ بِلاَ | حَوْجَا وَقَيُّومٌ وَرازِقُ الإِلَى |
مُمِيتُ بَاعِثٌ صِفاتُهُ اتَّصَفْ | فِي أَزَلٍ وَأَبَدٍ ِبهَا عُرٍفْ |
وَهْوَ السَّمِيعُ وَالبَصِيرُ وَالخَبيرْ | يَحْتاجُهُ الخَلْقُ ِبأَمْرِهِ يَسِيرْ |
وَيعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى قَدَّرَا | أَقْدارَ أَرْزاقَ وَآَجالَ الوَرَى |
أَمَرَ ِبالخَيْرِ وَعَنْ شَرٍّ زَجَرْ | وَهْوَ يَضُرُّ فَاعِلاً لاَ مَنْ حَظَرْ |
ِبعَدْلِهِ خَذَلَ عَذَّبَ ابْتلَى | ِبفَضْلِهِ نَصَرَ أَسْعَدَ المَلاَ |
لِحِكْمَةٍ جَليلَةٍ هَدَى أَضَلْ | لِلَّهِ لاَ نِدَّ وَلاَ ضِدَّ أَجَلْ |
وَلاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمٍ إِذْ يَشَا | وَلاَ يُرَدُّ مَا قَضَى وَيُخْتشَى |
يَرْضَى وَيغْضَبُ ولَـيْسَ كَالْبَشَرْ | وَواصِفٌ ِبذَلِكَ المَعْنَى كَفَرْ |
قَدْ عَلِمَ المَصِيرَ كُلاًّ يَسَّرَا | لِمَا لَهُ خَلَقَهُ وَقَدَّرَا |
وَحِكْمَةُ القَدَرِ لاَ َنبيَّ لاَ | مَلَكَ قَدْ عَلِمَ ذا مُفَصَّلاَ |
وَالمُصْطَفَى النَّبيُّ خَاتَمُ الرُّسُلْ | وَهَدْيـُهُ لِلإِنْسِ وَالجِنِّ شَمَلْ |
إِمَامُ الانــِْبياءِ صَفْوَةُ البَشَرْ | مِنْهُ كَمَا اليَاقُوتُ مِنْ جِنْسِ الحَجَرْ |
مَنِ ادَّعَى مِنْ بَعْدِهِ وَحْياً كَفَرْ | كَقَوْلِهِ القُرْآنُ مِنْ قَوْلِ البَشَرْ |
قُلْتُ وَبِالْخَلْقِ يَقولُ المُعْتَزِلْ | وَهْوَ لِتَاْويلٍ عَنْ الكُفْرِ عُزِلْ |
وَهُوَ مُعْجِزٌ كَلاَمُ الخالِقِ | مِنْهُ بَدَا مِنْ دُونِ كَيْفٍ حَقِّقِ |
أَنْزَلَهُ عَلَى َنبِيِّ الرَّحْمَةِ | لِهَدْيِ إِصْلاَحِ عُمُومِ الأُمَّةِ |
وَرُؤْيَةُ اللهِ ِلأَهْلِ الجَنَّةِ | حَقٌّ ِبلاَ كَيْفٍ بِدونِ مِرْيَةِ |
بِلاَ تَأَوُّلٍ وَلاَ تَوَهُّمِ | وِفْقَ الحَديثِ وَالكِتابِ المُحْكَمِ |
وَلاَ تَرُمْ فَهْمَ الَّذِي العَقْلُ قَصُرْ | عَنْ فَهْمِهِ فَذَاكَ لِلشَّكِ يَجُرّْ |
ونَـزِّهِ الحَقَّ عَنِ الأَغْراضِ جَلْ | عَنْ ِجهَةٍ عَنِ الحُدودِ وَالمَثــَلْ |
وَهْوَ بِأَحْمَدَ سَرَى بِلاَ امْتِرَا | وَأَمَّ الانـْـِبـياءَ كُلاًّ إِذْ سَرَى |
يَقَظَةً بِشَخْصِهِ ثُمَّ عَرَجْ | إِلى السَّمَا كَمَا يَشَا ثُمَّ خَرَجْ |
مِنْ بَعْدِ أَنْ أَوْحَى ِإلَيْهِ اللهُ جَلْ | وَبَلَغَ المَقامَ الأَعْلَى وَوَصَلْ |
وَحَوْضُهُ عَنْهُ يُذادُ الفاسِقونْ | مَنْ ذاقَهُ لاَ يَظْمَأُ الدَّهْرَ يَصونْ |
وَبالشَّفاعَةِ ِلأَهْلِ المَحْشَرِ | قَدْ خَصَّهُ اللهُ كَما في الخَبَرِ |
وَافْتتحَ الجَنَّةَ إِذْ أَرْضَى العَلِيّْ | وَبَعْدَهُ كُلُّ نَبِيٍّ وَوَلِيّْ |
وَاللهُ قَدْ أَخَذَ كُلَّ البَشَرِ | فِي عالَمِ الذَّرِّ بِعَهْدِهِ السَّرِيْ |
وَهْوَ عَلَى الدِّينِ الصَّحِيحِ فَطَرا | كُلاًّ وَقَبْلَ المُرْسَلينَ أَعْذَرَا |
كَرامَةُ الوَلِيِّ حَقٌّ وَكَفَرْ | نافي الوُجودِ مُدَّعي الغَيْبِ القَدَرْ |
وَمُعْجِزاتُ الرُّسْلِ بَعْدَ البَعْثةَِ | تُوجِبُ الاذْعانَ لِكُلِّ المِلَّةِ |
فِي اللَّوْحِ بِالقَلَمِ خُطَّ مَا قَضَى | فَلاَ يَكونُ غَيْرُ مَا شَا ومَضى |
وَلَنْ يُصيبَ العَبْدَ غَيْرُ مَا كُتِبْ | مِنْ قَدَرٍ وَلَنْ يُرَدَّ مَا وَهَبْ |
وَعَرْشُهُ تَرْفَعُهُ َثـمانِيَةْ | كُرْسِيُّهُ فَوْقَ السَّماءِ العَالِيَةْ |
وَهْوَ غَنِيْ عَنْهُ وَعَنْ خَلْقٍ عَلا | عَنْ ضُرٍّ اوْ نَفْعٍ يُطيقُهُ المَلاَ |
وَاتَّخَذَ الخَليلَ خِلاًّ كَلَّمَا | مُوسَى لَهُ الهَادِي رَأَى تَكَلَّمَا |
مِنْ نُورِهِ قَدْ خَلَقَ المَلائِكَةْ | لِـأَمْرِهِ هَيَّأَهُمْ لِذَلِكَهْ |
بِوَحْيِهِ قَدْ نَزَلَ الرُّوحُ الأَمينْ | فِي كُتُبٍ إِلَى كِبَارِ المُرْسَلِينْ |
وَالـمُؤْمِنُ المُسْلِمُ مَنْ قَدْ صَدَّقَا | مُحَمَّداً وَالْتــَزَمَ الوَحْيَ تُقَى |
وَهُوَّ تَصْدِيقٌ وَإِقْرارٌ عَمَلْ | بِمَا مِنَ الحَقِّ عَلَى الهَادِي نَزَلْ |
كَالجَزْمِ بِاللهِ وبالمَلائِكَهْ | وَكُـتُبٍ وَرُسُلٍ كَذَلِكَهْ |
وَاليَوْمِ الاخِرِ وَمَا فِي حَشْرِهِ | وَقَدَرٍ وَخَيْرِهِ وَشَرِّهِ |
الاِيمانُ قَدْ تَضُرُّ مَعْهُ المَعْصِيَهْ | وَبالذُّنوبِ لاَ تُكَفِّرْ طَاغِيَهْ |
إِنْ يَجْحَدِ الدِّينَ الذِّي تَوَاتَرَا | أَوْ يَسْتهِنْ أَوْ يَسْتبِحْ قَدْ كَفَرَا |
بِالخَوْضِ فِي ذاتِ العَلِيّْ وَدِينِهِ | يَشْقَى الذِّي خَاضَ كَذَا قُرْآنِهِ |
بَيْنَ الرَّجَا وَالخَوْفِ كُلُّ مُؤْمِنِ | وَالأَمْنُ وَاليَأْسُ سَبيلُ الفِتــَنِ |
وِلايـَةُ اللهِ لِكُلِّ المُؤْمِنينْ | أَمَّا التَّفاوُتُ فَبالتَّقْوَى اليَقينْ |
وَفِي المَشيئــَةِ العُصَاةُ المُسْلِمُونْ | لَكِنَّهُمْ فِي النَّارِ لاَ يُخَلَّدُونْ |
وَالفَاسِقُ العَاصِي وَأَحْرَى الكَافِرُ | فِي قَبْرِهِ نـَارُ العَذابِ الصَّاهِرُ |
وَرَوْضَةٌ قَبْرُ المُطيعِ مِنْ ِجنَانْ | وَمُنْكَرٌ نــَّكِيرُ جُلاًّ يَسْأَلاَنْ |
وَالكَاتِبُونَ الحَافِظُونَ شُهَدَا | وَمَلَكُ المَوْتِ إِذَا حَانَ الرَّدَى |
وَالبَعْثُ وَالجَزَاءُ وَالعَرْضُ الكِتابْ | كَذَا الصِّرَاطُ وَالمَوازينُ الحِسابْ |
مَوَاقِفُ الحَشْرِ الرَّهِيبِ الأَعْظَمِ | تُفْضِي إِلَى الجَنَّةِ أَوْ جَهَنَّمِ |
مَخْلوقَتانِ لاَ فَنَاءَ لَهُمَا | بِفَضْلِهِ وَعَدْلِهِ مِلْؤُهُمَا |
خُلِقَتــَا قَبْلَ الخَلائِقِ وَكُلْ | إِلَى الذِّي كُتِبَ يَمْضِي ِلأَجَلْ |
أَشْراطُ ذِي السَّاعَةِ يَخْرُجُ المَسيحْ | الأَعْوَرُ الدَّجَّالُ ثُمَّتَ المَسيحْ |
عِيسَى وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَدابـــ | ــةٌ عَلَى كُلٍّ فَتــَرْسِمُ الصَّوابْ |
وَالشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبهَا إِذْ تَظْهَرُ | تُغْلَقُ تَوْبَةٌ وَلاَ تُقَدَّرُ |
وِوِفْقَ طَاقَةٍ يُكَلَّفُ البَشَرْ | كَصِحَّةٍ وُسْعٍ تَمَكُّنٍ ظَهَرْ |
مِنْ قَبْلِ فِعْلٍ وَهْوَ لاَ يَكُونُ دُونْ | تَوْفِيقِ ذِي الجَلاَلِ فِي الذِّي يَكُونْ |
وَالفِعْلُ خَلْقٌ مِنْ إِلَهٍ قَادِرِ | يَكْسِبُهُ العَبْدُ بِفِعْلٍ ظَاهِرِ |
دَفْنٌ صَلاَةٌ حَقُّ مَوتَى المُسْلِمِينْ | وَلاَ تَقُلْ فِي أَحَدٍ غَيْرَ المُبِينْ |
وَطَاعَةُ الإِمَامِ وَالوُلاَةِ حَقْ | إِلاَّ إِذَا الأَمْرُ بِذَنـْبٍ لاَ تَحِقّْ |
وَبُغْضُ ذِي الفِسْقِ وَذِي الكُفْرِ أَمَرْ | بِهِ وَبِالحُبِّ لِصَالِحِي البَشَرْ |
وَالصَّحْبُ بُغْضُهُمْ فُسُوقٌ وَنـِفاقْ | وَحُبُّهُمْ يُرْجَى بِهِ حُسْنُ الفِرَاقْ |
وَعُصْمَةٌ جَمَاعَةٌ وَسُنَّةُ | وَكَذَّبَ العَرَّافُ وَالكَهَنَةُ |
وَالاَنْبِيَا أَفْضَلُ مِنْ مَلاَئِكَةْ | قَدْ قُرِّبُوا أَوْ حَوْلَ عَرْشٍ سَالِكَةْ |
وَالصَّالِحُونَ بَعْدَهُمْ كَالسَّلْسَلِ | صِدِّيقُ فَارُوقُ وَعُثْمَانُ عَلِيْ |
تَتِمَّةُ العَشْرَةِ ثُمَّ البَدْرِيُّونْ | وَأُحُدٌ وَبَيْعَةٌ وَالصَّادِقُونْ |
أَمَّا النِّسَا فَمَرْيـَمٌ آَسِيَةُ | خَدِيجَةٌ فَاطِمَةٌ عَائِشَةُ |
وَأُمَّهَاتُ المُؤْمِنِينْ الطَّاهِرَاتْ | وَصَفْوَةُ البَنِينَ مِنْهُ وَالبَنَاتْ |
وَالتَّابِعُونَ وَهُدَاةُ الأُمَّةِ | مَنْ سَبَّهُمْ حَازَ طَرِيقَ الخَيْبَةِ |
وَالدِّينُ الاِسْلاَمُ وَلاَ دِينَ سِوَاهْ | يُقْبَلُ وَالفَضْلَ جَمِيعاً قَدْ حَوَاهْ |
رُتَبُهُ الإِسْلاَمُ الاِيمَانُ وَرَاهْ | أَوْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنــَّكَ تَرَاهْ |
وَكُلُّ مَا يُرْضِي العَلِيّْ عِبَادَةُ | قَصْداً وَفِعْلاً أَوْ دُعَاءٌ يَثْـبُتُ |
فَالحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى الإِيمانِ بِهْ | صَلَّى وَسَلَّمَ عَلَى الهَادِي النَّبِهْ |
وَآَلِهِ وَصَحْبِهِ وَالصَّالِحينْ | وَالتَّابِعِينَ العَامِلينَ المُفْلِحِينْ |
تم بحمد الله وتوفيقه
المحجة البيضاء
موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع
عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
Alhibr1.com copyright
1427/1430-2005/2009
|