اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الجمعة 19 رمضان 1445 هجرية
?? ??? ????? ??? ??? ???? ????? ????????? ??? ???????? ???? ??? ???? ??????????????? ??????? ?? ?????? ? ??????????? ????????? ? ??? ?????? ?????? ? ? ??? ??????? ?? ????? ? ???????? ?????? ? ???????? ????? ?? ????? ????? ? ?? ???????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ??????? ???? ?????? . ????? ?????? ????? ?????? ???? ?????? ? ????? ?????? ????? ?????? ???? ????????? ?????????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

الأعمال

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء الثاني
ذكر جمل من الأحداث في الجاهلية
ذكر قس بن ساعدة الإيادي
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
قال الحافظ أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي في كتاب هواتف الجان حدثنا داود القنطري حدثنا عبدالله بن صالح حدثني أبو عبدالله المشرقي عن أبي الحارث الوراق عن ثور بن يزيد عن مورق العجلي عن عبادة بن الصامت قال لما قدم وفد اياد على النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معشر وفد اياد ما فعل قس بن ساعدة الإيادي قالوا هلك يا رسول الله قال لقد شهدته يوما بسوق عكاظ على جمل أحمر يتكلم بكلام معجب مونق لا أجدني أحفظه فقام إليه أعرابي من أقاصي القوم فقال أنا أحفظه يا رسول الله قال فسر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال فكان بسوق عكاظ على جمل أحمر وهو يقول يا معشر الناس اجتمعوا فكل من فات فات وكل شيء آت آت ليل داج وسماء ذات أبراج وبحر عجاج نجوم تزهر وجبال مرسية وأنهار مجرية إن في السماء لخبرا وإن في الأرض لعبرا ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون أرضوا بالإقامة فأقاموا أم تركوا فناموا أقسم قس بالله قسما لا ريب فيه إن لله دينا هو أرض من دينكم هذا ثم أنشأ يقول
في الذاهبين الأولين * من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا * للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها * يمضي الأصاغر والأكابر
لا من مضى يأتي إليك * ولا من الباقين غابر
أيقنت أنى لا محالة * حيث صار القوم صائر
وهذا إسناد غريب من هذا الوجه وقد رواه الطبراني من وجه آخر فقال في كتابه المعجم الكبير حدثنا محمد بن السري بن مهران بن الناقد البغدادي حدثنا محمد بن حسان السهمي حدثنا محمد بن الحجاج عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس قال قدم وفد عبد القيس على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيكم
يعرف القس بن ساعدة الأيادي قالوا كلنا يعرفه يا رسول الله قال فما فعل قالوا هلك قال فما أنساه بعكاظ في الشهر الحرام وهو على جمل أحمر وهو يخطب الناس وهو يقول يا أيها الناس اجتمعوا واستمعوا وعوا من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت إن في السماء لخبرا وإن في الأرض لعبرا مهاد موضوع وسقف مرفوع ونجوم تمور وبحار لا تغور وأقسم قس قسما حقا لئن كان في الأمر رضي ليكون بعده سخط إن لله لدينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا فناموا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفيكم من يروي شعره فأنشده بعضهم
في الذاهبين الأولين * من القرون لنا بصائر
ما رأيت مواردا * للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها * يسعى الأصاغر والأكابر
لا يرجع الماضي إلى * ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة * حيث صار القوم صائر
وهكذا أورده الحافظ البيهقي في كتابه دلائل النبوة من طريق محمد بن حسان السلمي به وهكذا رويناه في الجزء الذي جمعه الأستاذ أبو محمد عبدالله بن جعفر بن درستويه في أخبار قس قال حدثنا عبدالكريم بن الهيثم الدير عاقولي عن سعيد بن شبيب عن محمد بن الحجاج عن إبراهيم الواسطي نزيل بغداد ويعرف بصاحب الفريسة وقد كذبه يحيى بن معين وأبو حاتم الرازي والدارقطني واتهمه غير واحد منهم بن عدي بوضع الحديث وقد رواه البزار وأبو نعيم من حديث محمد بن الحجاج هذا ورواه ابن درستويه وأبو نعيم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وهذه الطريق أمثل من التي قبلها وفيه إن أبا بكر هو الذي أورد القصة بكمالها نظمها ونثرها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه الحافظ أبو نعيم من حديث أحمد بن موسى بن اسحاق الحطمي حدثنا علي بن الحسين بن محمد المخزومي حدثنا أبو حاتم السجستاني حدثنا وهب بن جرير عن محمد بن اسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال قدم وفد بكر بن وائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم ما فعل حليف لكم يقال له قس بن ساعدة الأيادي وذكر القصة مطولة وأخبرنا الشيخ المسند الرحلة أحمد بن أبي طالب الحجار إجازة إن لم يكن سماعا قال أجاز لنا جعفر بن علي الهمداني قال أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي سماعا وقرأت على شيخنا الحافظ أبي عبدالله الذهبي أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن أبي بكر الخلال سماعا قال أنا جعفر بن علي سماعا قال أنا السلفي سماعا أنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي أنا أبو الفضل محمد بن أحمد عيسى السعدي أنا أبو القاسم عبيدالله
ابن أحمد بن علي المقرىء حدثنا أبو محمد عبدالله بن جعفر بن درستويه النحوي قال حدثنا اسماعيل بن ابراهيم بن أحمد السعدي قاضي فارس حدثنا أبو داود سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الطائي من أهل حران حدثنا أبو عمرو سعيد بن يربع عن محمد بن اسحاق حدثني بعض أصحابنا من أهل العلم عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه قال كان الجارود بن المعلى بن حنش بن معلى العبدي نصرانيا حسن المعرفة بتفسير الكتب وتأويلها عالما بسير الفرس وأقاويلها بصيرا بالفلسفة والطب ظاهر الدهاء والأدب كامل الجمال ذا ثروة ومال وأنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وافدا في رجال من عبد القيس ذوي اراء وأسنان وفصاحة وبيان وحجج وبرهان فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وقف بين يديه وأشار إليه وأنشأ يقول
يا نبي الهدى أتتك رجال * قطعت فدفدا وآلا فآلا
وطوت نحوك الصحاصح تهوي * لا تعد الكلال فيك كلالا
كل بهماء قصر الطرف عنها * أرقلتها قلاصنا ارقالا
وطوتها العتاق يجمح فيها * بكماة كأنجم تتلالا
تبتغي دفع بأس يوم عظيم * هائل أوجع القلوب وهالا
ومزادا لمحشر الخلق طرا * وفراقا لمن تمادى ضلالا
نحو نور من الإله وبرهان * وبر ونعمة أن تنالا
خصك الله يا ابن آمنة الخير * إذ أتت سجالا سجالا
فاجعل الحظ منك يا حجة الله * جزيلا لا حظ خلف أحالا
قال فأدناه النبي صلى الله عليه وسلم وقرب مجلسه وقال له يا جارود لقد تأخر الموعود بك وبقومك فقال الجارود فداك أبي وأمي أما من تأخر عنك فقد فاته حظه وتلك أعظم حوبة واغلظ عقوبة وما كنت فيمن رآك أو سمع بك فعداك واتبع سواك وإني الآن على دين قد علمت به قد جئتك وها أنا تاركه لدينك أفذلك مما يمحص الذنوب والمآثم والحوب ويرضى الرب عن المربوب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ضامن لك ذلك واخلص الآن لله بالوحدانية ودع عنك دين النصرانية فقال الجارود فداك أبي وأمي مديدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنك محمد عبده ورسوله قال فأسلم وأسلم معه أناس من قومه فسر النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامهم وأظهر من إكرامهم ما سروا به وابتهجوا به ثم أقبل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أفيكم من يعرف قس بن ساعدة الإيادي فقال الجارود فداك أبي وأمي كلنا نعرفه وأني من بينهم لعالم بخبره واقف على أمره كان قس يا رسول الله سبطا من أسباط العرب عمر ستمائة سنة تقفر منها خمسة أعمار في البراري والقفار يضج بالتسبيح على مثال المسيح لا يقره قرار ولا تكنه دار ولا يستمتع به جار كان يلبس الامساح ويفوق السياح ولا يفتر من رهبانيته يتحسى في سياحته بيض النعام
ويأنس بالهوام ويستمتع بالظلام يبصر فيعتبر ويفكر فيختبر فصار لذلك واحدا تضرب بحكمته الأمثال وتكشف به الأهوال أدرك رأس الحواريين سمعان وهو أول رجل تأله من العرب ووحد وأقر وتعبد وأيقن بالبعث والحساب وحذر سوء المآب وأمر بالعمل قبل الفوت ووعظ بالموت وسلم بالقضا على السخط والرضا وزار القبور وذكر النشور وندب بالأشعار وفكر في الأقدار وأنبأ عن السماء والنماء وذكر النجوم وكشف الماء ووصف البحار وعرف الآثار وخطب راكبا ووعظ دائبا وحذر من الكرب ومن شدة الغضب ورسل الرسائل وذكر كل هائل وأرغم في خطبه وبين في كتبه وخوف الدهر وحذر الأزر وعظم الأمر وجنب الكفر وشوق إلى الحنيفية ودعا إلى اللاهوتية وهو القائل في يوم عكاظ شرق وغرب ويتم وحزب وسلم وحرب ويابس ورطب وأجاج وعذب وشموس وأقمار ورياح وأمطار وليل ونهار وأناث وذكور وبرار وبحور وحب ونبات وآباء وأمهات وجمع وأشتات وآيات في إثرها آيات ونور وظلام ويسر واعدام ورب وأصنام لقد ضل الأنام نشو مولود ووأد مفقود وتربية محصود وفقير وغني ومحسن ومسيء تبا لأرباب الغفلة ليصلحن العامل عمله وليفقدن الآمل أمله كلا بل هو إله واحد ليس بمولود ولا والد أعاد وأبدى وأمات وأحيا وخلق الذكر والأنثى رب الآخرة والأولى أما بعد فيا معشر إياد أين ثمود وعاد وأين الآباء والأجداد وأين العليل والعواد كل له معاد يقسم قس برب العباد وساطح المهاد لتحشرن على الانفراد في يوم التناد إذا نفخ في الصور ونقر في الناقور وأشرقت الأرض ووعظ الواعظ فانتبذ القانط وأبصر اللاحظ فويل لمن صدف عن الحق الأشهر والنور الأزهر والعرض الأكبر في يوم الفصل وميزان العدل إذا حكم القدير وشهد النذير وبعد النصير وظهر التقصير ففريق في الجنة وفريق في السعير وهو القائل
ذكر القلب من جواه ادكار * وليال خلالهن نهار
وسجال هواطل من غمام * ثرن ماء وفي جواهن نار
ضوءها يطمس العيون وأرعاد * شداد في الخافقين تطار
وقصور مشيدة حوت الخير * وأخرى خلت بهن قفار
وجبال شوامح راسيات * وبحار ميهاههن غزار
ونجوم تلوح في ظلم الليل * نراها في كل يوم تدار
ثم شمس يحثها قمر الليل * وكل متابع موار
وصغير وأشمط وكبير * كلهم في الصعيد يوما مزار
وكبير مما يقصر عنه * حدسه الخاطر الذي لا يحار
فالذي قد ذكرت دل على الله * نفوسا لها هدى واعتبار
قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما نسيت فلست أنساه بسوق عكاظ واقفا على جمل أحمر يخطب الناس اجتمعوا فأسمعوا وإذا سمعتم فعوا وإذا وعيتم فانتفعوا وقولوا وإذا قلتم فاصدقوا من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت مطر ونبات وأحياء وأموات ليل داج وسماء ذات أبراج ونجوم تزهر وبحار تزخر وضوء وظلام وليل وأيام وبر وآثام إن في السماء خبرا وإن في الأرض عبرا يحار فيهن البصرا مهاد موضوع وسقف مرفوع ونجوم تغور وبحار لا تفور ومنايا دوان ودهر خوان كحد النسطاس ووزن القسطاس أقسم قس قسما لا كاذبا فيه ولا آثما لئن كان في هذا الأمر رضي ليكونن سخط ثم قال أيها الناس إن لله دينا هو أحب إليه من دينكم هذا الذي أنتم عليه وهذا زمانه وأوانه ثم قال ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون ارضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا فناموا والتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعض أصحابه فقال أيكم يروي شعره لنا فقال أبو بكر الصديق فداك أبي وأمي أنا شاهد له في ذلك اليوم حيث يقول
في الذاهبين الأولين * من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا * للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها * يمضي الأصاغر والأكابر
لا يرجع الماضي إلي * ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة * حيث صار القوم صائر
قال فقام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخ من عبد القيس عظيم الهامة طويل القامة بعيد ما بين المنكبين فقال فداك أبي وأمي وأنا رأيت من قس عجبا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الذي رأيت يا أخا بني عبد القيس فقال خرجت في شبيبتي أربع بعيرا لي لدعني أقفو أثره في تنائف قفاف ذات ضغابيس وعرصات جثجاث بين صدور جذعان وغمير حوذان ومهمه ظلمان ورصيع ليهقان فبينا أنا في تلك الفلوات أجول بسبسبها وارنق فدفدها إذا أنا بهضبة في نشزاتها أراك كباث مخضوضلة وأغصانها متهدلة كأن بريرها حب الفلفل وبواسق اقحوان وإذا بعين خرارة وروضة مدهامة وشجرة عارمة وإذا أنا بقس بن ساعدة في أصل تلك الشجرة وبيده قضيب فدنوت منه وقلت له أنعم صباحا فقال وأنت فنعم صباحك وقد وردت العين سباع كثيرة فكان كلما ذهب سبع منها يشرب من العين قبل صاحبه ضربه قس بالفضيب الذي بيده وقال اصبر حتى يشرب الذي قبلك فذعرت من ذلك ذعرا شديدا ونظر إلي فقال لا تخف وإذا بقبرين بينهما مسجد فقلت ما هذا القبران قال قبرا أخوين كانا يعبدان الله عز وجل بهذا الموضع فأنا مقيم بين قبريهما عبدالله حتى الحق بهما فقلت له أفلا تلحق بقومك فتكون معهم في خيرهم وتباينهم على
شرهم فقال لي ثكلتك أمك أو ما علمت أن ولد اسماعيل تركوا دين أبيهم واتبعوا الأضداد وعظموا الأنداد ثم أقبل على القبرين وأنشأ يقول
خليلي هبا طالما قد رقدتما * أجدكما لا تقضيان كراكما
أرى النوم بين الجلد والعظم منكما * كأن الذي يسقي العقار سقاكما
أمن طول نوم لا تجيبان داعيا * كأن الذي يسقي العقار سقاكما
ألم تعلما أني بنجران مفردا * وما لي فيه من حبيب سواكما
مقيم على قبريكما لست بارحا * إياب الليالي أو يجيب صداكما
أأبكيكما طول الحياة وما الذي * يرد على ذي لوعة أن بكاكما
فلو جعلت نفس لنفس أمرىء فدى * لجدت بنفسي أن تكون فداكما
كأنكما والموت أقرب غاية * بروحي في قبريكما قد أتاكما
قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله قسا أما إنه سيبعث يوم القيامة أمة واحدة وهذا الحديث غريب جدا من هذا الوجه وهو مرسل إلا أن يكون الحسن سمعه من الجارود والله أعلم
وقد رواه البيهقي والحافظ أبو القاسم ابن عساكر من وجه آخر من حديث محمد بن عيسى بن محمد بن سعيد القرشي الأخباري ثنا أبي ثنا علي بن سليمان بن علي عن علي بن عبدالله عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال قدم الجارود بن عبدالله فذكر مثله أو نحوه مطولا بزيادات كثيرة في نظمه ونثره وفيه ما ذكره عن الذي ضل بعيره فذهب في طلبه قال فبت في واد لا آمن فيه جتفي ولا أركن إلى غير سبفي أرقب الكوكب وأرمق الغيهب حتى إذا الليل عسعس وكاد الصبح أن يتنفس هتف بي هاتف يقول
يا أيها الراقد في الليل الأجم * قد بعث الله نبيا في الحرم
من هاشم أهل الوفاء والكرم * يجلو دجيات الدياجي والبهم
قال فأدرت طرفي فما رأيت له شخصا ولا سمعت له فحصا قال فأنشأت أقول
يا أيها الهاتف في داجي الظلم * أهلا وسهلا بك من طيف ألم
بين هداك الله في لحن الكلم * ماذا الذي تدعو إليه يغتنم
قال فإذا أنا بنحنحة وقائلا يقول ظهر النور وبطل الزور وبعث الله محمدا بالحبور صاحب النجيب الأحمر والتاج والمغفر والوجه الأزهر والحاجب الأقمر والطرف الأحور صاحب قول شهادة أن لا إله إلا الله وذلك محمد المبعوث إلى الأسود والأبيض أهل المدر والوبر ثم أنشأ يقول
الحمد لله الذي * لم يخلق الخلق عبث
لم يخلنا يوما سدى * من بعد عيسى واكترث
أرسل فينا أحمدا * خير نبي قد بعث
صلى عليه الله ما * حج له ركب وحث
وفيه من إنشاء قس بن ساعدة * يا ناعي الموت والملحود في جدث
عليهم من بقايا قولهم خرق
دعهم فإن لهم يوما يصاح بهم * فهم إذا انتبهوا من نومهم أرقوا
حتى يعودوا بحال غير حالهم * خلقا جديدا كما من قبله خلقوا
منهم عراة ومنهم في ثيابهم * منها الجديد ومنها المنهج الخلق
ثم رواه البيهقي عن محمد بن عبدالله بن يوسف بن أحمد الأصبهاني حدثنا أبو بكر أحمد بن سعيد ابن فرضخ الاخميمي بمكة ثنا القاسم بن عبدالله بن مهدي ثنا أبو عبيد الله سعيد بن عبدالرحمن المخزومي ثنا سفيان بن عيينة عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكر القصة وذكر الانشاد قال فوجدوا عند رأسه صحيفة فيها
يا ناعي الموت والأموات في جدث * عليهم من بقايا نومهم خرق
دعهم فإن لهم يوما يصاح بهم * كما تنبه من نوماته الصعق
منهم عراة وموتى في ثيابهم * منها الجديد ومنها الازرق الخلق
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بعثني بالحق لقد آمن قس بالبعث وأصله مشهور وهذه الطرق على ضعفها كالمتعاضدة على اثبات أصل القصة وقد تكلم أبو محمد بن درستويه على غريب ما وقع في هذا الحديث وأكثره ظاهر إن شاء الله تعالى وما كان فيه غرابة شديدة نبهنا عليه في الحواشي
وقال البيهقي أنا أبو سعيد بن محمد بن أحمد الشعيثي ثنا أبو عمرو بن أبي طاهر المحمد آباذي لفظا ثنا أبو لبابة محمد بن المهدي الأموردي ثنا أبي ثنا سعيد بن هبيرة ثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس بن مالك قال قدم وفد إياد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل قس بن ساعدة قالوا هلك قال أما إني سمعت منه كلاما أرى أني أحفظه فقال بعض القوم نحن نحفظه يا رسول الله قال هاتوا فقال قائلهم إني واقف بسوق عكاظ فقال يا أيها الناس استمعوا واسمعوا وعوا كل من عاش مات وكل من مات فات وكل ما هو آت آت ليل داج وسماء ذات أبراج ونجوم تزهر وبحار تزخر وجبال مرسية وأنهار مجرية إن في السماء لخبرا وإن في الأرض لعبرا أرى الناس يموتون ولا يرجعون ارضوا بالإقامة فأقاموا أم تركوا فناموا أقسم
قس قسما بالله لا آثم فيه إن لله دينا هو أرضى مما أنتم عليه ثم أنشأ يقول
في الذاهبين الأولين * من القرون لنا بصائر
لما رأيت مصارعا * للقوم ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها * يمضي الأكابر والأصاغر
أيقنت إني لا محالة * حيث صار القوم صائر
ثم ساقه البيهقي من طرق أخر قد نبهنا عليها فيما تقدم ثم قال بعد ذلك كله وقد روى هذا الحديث عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس بزيادة ونقصان وروى من وجه آخر عن الحسن البصري منقطعا وروى مختصرا من حديث سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة قلت وعبادة بن الصامت كما تقدم وعبدالله بن مسعود كما رواه أبو نعيم في كتاب الدلائل عن عبدالله بن محمد بن عثمان الواسطي عن أبي الوليد طريف بن عبيدالله مولى علي بن أبي طالب بالموصل عن يحيى بن عبدالحميد الحماني عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود فذكره وروى أبو نعيم أيضا حديث عبادة المتقدم وسعد بن أبي وقاص ثم قال البيهقي وإذا روى الحديث من أوجه أخر وان كان بعضها ضعيفا دل على أن للحديث أصلا والله أعلم

عدد المشاهدات *:
296069
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : ذكر قس بن ساعدة الإيادي
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  ذكر قس بن ساعدة الإيادي لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1