اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الخميس 10 شوال 1445 هجرية
? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ????????? ??????????????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

طلاق

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء الثاني
كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
باب: الامر بابلاغ الرسالة
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
إلى الخاص والعام وأمره له بالصبر والاحتمال والاعراض عن الجاهلين المعاندين المكذبين بعد قيام الحجة عليهم وارسال الرسول الاعظم اليهم وذكر ما لقي من الاذية منهم هو وأصحابه رضي الله عنهم قال الله تعالى وأنذر عشيرتك الاقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فان عصوك فقل إني بريء مما تعملون وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم وقال تعالى وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون وقال تعالى إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد أي أن الذي فرض عليك وأوجب عليك بتبليغ القرآن لرادك الى دار الآخرة وهي المعاد فيسألك عن ذلك كما قال تعالى فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون والآيات والاحاديث في هذا كثيرة جدا وقد تقصينا الكلام على ذلك في كتابنا التفسير وبسطنا من القول في ذلك عند قوله تعالى في سورة الشعراء وأنذر عشيرتك الاقربين وأوردنا أحاديث جمة في ذلك فمن ذلك قال الامام احمد حدثنا عبد الله ابن نمير عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما أنزل الله وأنذر عشيرتك الأقربين أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى يا صباحاه فاجتمع الناس اليه بين رجل يجيء اليه وبين رجل يبعث رسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني عبد المطلب يا بني فهر يا بني كعب أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني قالوا نعم قال فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب لعنه الله تبا لك سائر اليوم أما دعوتنا إلا لهذا وأنزل الله عز وجل تبت يدا أبي لهب وتب وأخرجاه من حديث الاعمش به نحوه وقال احمد حدثنا معاوية بن عمرو وحدثنا زائدة حدثنا عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الاقربين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فعم وخص فقال يا معشر قريش انقذوا أنفسكم من النار يا معشر بني كعب أنقذوا أنفسكم من النار يا معشر بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا معشر بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فاني والله لا أملك لكم من الله شيئا إلا أن لكم رحما سأبلها ببلائها ورواه مسلم من حديث عبد الملك بن عمير وأخرجاه في الصحيحين من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة له طرق أخر عن أبي هريرة في مسند أحمد وغيره وقال احمد ايضا حدثنا وكيع بن هشام عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها قالت لما نزل وانذر عشيرتك الاقربين قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم ورواه مسلم ايضا وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في الدلائل أخبرنا محمد بن عبد الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا احمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن اسحاق قال فحدثني من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل واستكتمني اسمه عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنذر عشيرتك الاقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت اني إن بادأت بها قومي رأيت منهم ما أكره فصمت فجاءني جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن لم تفعل ما أمرك به ربك عذبك بالنار قال فدعاني فقال يا علي إن الله قد أمرني أن أنذر عشيرتي الاقربين فاصنع لنا يا علي شاة على صاع من طعام وأعد لنا عسل ولبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب ففعلت فاجتمعوا له يومئذ وهم أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب الكافر الخبيث فقدمت اليهم تلك الجفنة فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حذية فشقها باسنانه ثم رمى بها في نواحيها وقال كلوا بسم الله فاكل القوم حتى نهلوا عنه ما نرى إلا آثار أصابعهم والله إن كان الرجل ليأكل مثلها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسقهم يا علي فجئت بذلك القعب فشربوا منه حتى نهلوا منه جميعا وايم الله إن كان الرجل ليشرب مثله فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب لعنه الله فقال لهد ما سحركم صاحبكم فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عد لنا مثل الذي كنت صنعت لنا بالامس من الطعام والشراب فان هذا الرجل قد بدر الى ما سمعت قبل أن أكلم القوم ففعلت ثم جمعتهم له وصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صنع بالامس فاكلوا حتى نهلوا عنه وايم الله إن كان الرجل ليأكل مثلها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسقهم يا علي فجئت بذلك القعب فشربوا منه حتى نهلوا جميعا وايم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب لعنه الله الى الكلام فقال لهد ما سحركم صاحبكم فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي عد لنا بمثل الذي كنت صنعت بالامس من الطعام والشراب فان هذا الرجل قد بدرني إلى ما سمعت قبل أن أكلم القوم ففعلت ثم جمعتهم له فصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صنع بالامس فاكلوا حتى نهلوا عنه ثم سقيتهم من ذلك القعب حتى نهلوا وأيم الله إن كان الرجل ليأكل مثلها وليشرب مثلها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بافضل من ما جئتكم به إني قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة هكذا
رواه البيهقي من طريق يونس بن بكير عن ابن اسحاق عن شيخ أبهم اسمه عن عبد الله بن الحارث به وقد رواه أبو جعفر بن جرير عن محمد بن حميد الرازي عن سلمة بن الفضل الابرش عن محمد بن اسحاق عن عبد الغفار أبو مريم بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس عن علي فذكر مثله وزاد بعد قوله وإني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم اليه فايكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا قال فاحجم القوم عنها جميعا وقلت ولأني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأخمشهم ساقا أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فاخذ برقبتي فقال إن هذا أخي وكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا قال فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع تفرد به عبد الغفار ابن القاسم أبو مريم وهو كذاب شيعي اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث وضعفه الباقون ولكن روى ابن أبي حاتم في تفسيره عن أبيه عن الحسين بن عيسى بن ميسرة الحارثي عن عبد الله ابن عبد القدوس عن الاعمش عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث قال قال علي لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الأقربين قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام وإناء لبنا وادع لي بني هاشم فدعوتهم وإنهم يومئذ لاربعون غير رجل أو أربعون ورجل فذكر القصة نحو ما تقدم إلى أن قال وبدرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلام فقال أيكم يقضي عني ديني ويكون خليفتي في أهلي قال فسكتوا وسكت العباس خشية أن يحيط ذلك بماله قال وسكت أنا لسن العباس ثم قالها مرة أخرى فسكت العباس فلما رأيت ذلك قلت أنا يا رسول الله قال أنت قال وإني يومئذ لاسوأهم هيئة وإني لاعمش العينين ضخم البطن خمش الساقين وهذه الطريق فيها شاهد لما تقدم إلا أنه لم يذكر ابن عباس فيها فالله أعلم وقد روى الامام أحمد في مسنده من حديث عباد بن عبد الله الاسدي وربيعة بن ناجذ عن علي نحو ما تقدم أو كالشاهد له والله أعلم ومعنى قوله في هذا الحديث من يقضي عني ديني ويكون خليفتي في أهلي يعني إذا مت وكأنه صلى الله عليه وسلم خشي إذا قام بابلاغ الرسالة إلى مشركي العرب أن يقتلوه فاستوثق من يقوم بعده بما يصلح أهله ويقضي عنه وقد أمنه الله من ذلك في قوله تعالى يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس الآية والمقصود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استمر يدعو الى الله تعالى ليلا ونهارا وسرا وجهارا لا يصرفه عن ذلك صارف ولا يرده عن ذلك راد ولا يصده عنه ذلك صاد يتبع الناس في أنديتهم ومجامعهم ومحافلهم وفي المواسم ومواقف الحج يدعو من لقيه من حر وعبد وضعيف وقوي وغني وفقير
جميع الخلق في ذلك عنده شرع سواء وتسلط عليه وعلى من اتبعه من آحاد الناس من ضعفائهم الأشداء الاقوياء من مشركي قريش بالأذية القولية والفعلية وكان من أشد الناس عليه عمه أبو لهب واسمه عبد العزى بن عبد المطلب وامرأته أم جميل أروى بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان وخالفه في ذلك عمه أبو طالب بن عبد المطلب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب خلق الله اليه طبعا وكان يحنو عليه ويحسن اليه ويدافع عنه ويحامي ويخالف قومه في ذلك مع أنه على دينهم وعلى خلتهم إلا أن الله تعالى قد امتحن قلبه بحبه حبا طبعيا لا شرعيا وكان استمراره على دين قومه من حكمة الله تعالى ومما صنعه لرسوله من الحماية إذ لو كان أسلم أبو طالب لما كان له عند مشركي قريش وجاهة ولا كلمة ولا كانوا يهابونه ويحترمونه ولاجترؤا عليه ولمدوا أيديهم وألسنتهم بالسوء اليه وربك يخلق ما يشاء ويختار وقد قسم خلقه أنواعا وأجناسا فهذان العمان كافران أبو طالب وأبو لهب ولكن هذا يكون في القيامة في ضحضاح من نار وذلك في الدرك الأسفل من النار وأنزل الله فيه سورة في كتابه تتلى على المنابر وتقرأ في المواعظ والخطب تتضمن أنه سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب قال الامام أحمد حدثنا ابراهيم بن أبي العباس حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال أخبر رجل يقال له ربيعة بن عباد من بني الديل وكان جاهليا فاسلم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا والناس مجتمعون عليه ووراءه رجل وضيء الوجه أحول ذو غديرتين يقول إنه صابئ كاذب يتبعه حيث ذهب فسألت عنه فقالوا هذا عمه أبو لهب ثم رواه هو والبيهقي من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد بنحوه وقال البيهقي أيضا حدثنا أبو طاهر الفقيه حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن القطان حدثنا أبو الأزهر حدثنا محمد بن عبد الله الانصاري حدثنا محمد بن عمر عن محمد بن المنكدر عن ربيعة الديلي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله ووراءه رجل أحول تقد وجنتاه وهو يقول أيها الناس لا يغرنكم هذا عن دينكم ودين آبائكم قلت من هذا قيل هذا أبو لهب ثم رواه من طريق شعبة عن الاشعث بن سليم عن رجل من كنانة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز وهو يقول يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا واذا رجل خلفه يسفي عليه التراب واذا هو أبو جهل واذا هو يقول يا أيها الناس لا يغرنكم هذا عن دينكم فانما يريد أن تتركوا عبادة اللات والعزى كذا قال أبو جهل والظاهر أنه أبو لهب وسنذكر بقية ترجمته عند ذكر وفاته وذلك بعد وقعة بدر إن شاء الله تعالى
وأما أبو طالب فكان في غاية الشفقة والحنو الطبيعي كما سيظهر من صنائعه وسجاياه واعتماده
فيما يحامي به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم قال يونس بن بكير عن طلحة بن يحيى عن عبد الله بن موسى بن طلحة أخبرني عقيل بن أبي طالب قال جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا إن ابن أخيك هذا قد آذانا في نادينا ومسجدنا فانهه عنا فقال يا عقيل انطلق فأتني بمحمد فانطلقت اليه فاستخرجته من كنس أو قال خنس يقول بيت صغير فجاء به في الظهيرة في شدة الحر فلما أتاهم قال إن بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم فانته عن أذاهم فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره الى السماء فقال ترون هذه الشمس قالوا نعم قال فما أنا بأقدر أن أدع ذلك منكم على أن تشتعلوا منه بشعلة فقال أبو طالب والله ما كذب ابن أخي قط فارجعوا رواه البخاري في التاريخ عن محمد بن العلاء عن يونس بن بكير ورواه البيهقي عن الحاكم عن الأصم عن احمد بن عبد الجبار عنه به وهذا لفظه ثم روى البيهقي من طريق يونس عن ابن اسحاق حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حدث أن قريشا حين قالت لابي طالب هذه المقالة بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا ابن أخي إن قومك قد جاءوني وقالوا كذا وكذا فابق علي وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر مالا أطيق أنا ولا أنت فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قد بدا لعمه فيه وانه خاذله ومسلمه وضعف عن القيام معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عم لو وضعت الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك في طلبه ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى فلما ولى قال له حين رأى ما بلغ الأمر برسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن أخي فاقبل عليه فقال امض على أمرك وافعل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشيء أبدا قال ابن اسحاق ثم قال أبو طالب في ذلك
والله لن يصلوا اليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا
فامضي لأمرك ما عليك غضاضة * أبشر وقر بذاك منك عيونا
ودعوتني وعلمت أنك ناصحي * فلقد صدقت وكنت قدم أمينا
وعرضت دينا قد عرفت بأنه * من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذاري سبة * لوجدتني سمحا بذاك مبينا
ثم قال البيهقي وذكر ابن اسحاق لأبي طالب في ذلك أشعارا وفي ذلك دلالة على أن الله تعالى عصمه بعمه مع خلافه إياه في دينه وقد كان يعصمه حيث لا يكون عمه بما شاء لا معقب لحكمه وقال يونس بن بكير حدثني محمد بن اسحاق حدثني رجل من أهل مصر قديما منذ بضعا وأربعين سنة عن عكرمة عن ابن عباس في قصة طويلة جرت بين مشركي مكة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو جهل بن هشام يا معشر قريش إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا
وشتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وسب آلهتنا وإني أعاهد الله لأجلس له غدا بحجر فاذا سجد في صلاته فضخت به رأسه فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم فلما أصبح أبو جهل لعنه الله أخذ حجرا ثم جلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يغدو وكان قبلته الشام فكان إذا صلى صلى بين الركنين الأسود واليماني وجعل الكعبة بينه وبين الشام فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم ينتظرون فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم احتمل أبو جهل الحجر ثم أقبل نحوه حتى اذا دنا منه رجع منبهتا ممتقعا لونه مرعوبا قد يبست يداه على حجره حتى قذف الحجر من يده وقامت اليه رجال من قريش فقالوا له ما بك يا أبا الحكم فقال قمت اليه لافعل ما قلت لكم البارحة فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الابل والله ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيابه لفحل قط فهم أن يأكلني قال ابن اسحاق فذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك جبريل ولو دنا منه لأخذه وقال البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه حدثنا عثمان الدارمي حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا الليث بن سعد عن اسحاق بن عبد الله ابن أبي فروة عن أبان بن صالح عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن عباس بن عبد المطلب قال كنت يوما في المسجد فاقبل أبو جهل لعنه الله فقال إن لله على إن رأيت محمدا ساجدا أن أطأ على رقبته فخرجت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلت عليه فاخبرته بقول أبي جهل فخرج غضبانا حتى جاء المسجد فعجل أن يدخل من الباب فاقتحم الحائط فقلت هذا يوم شر فاتزرت ثم اتبعته فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق فلما بلغ شأن أبي جهل كلا إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى فقال إنسان لابي جهل يا أبا الحكم هذا محمد فقال أبو جهل ألا ترون ما أرى والله لقد سد أفق السماء علي فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر السورة سجد وقال الامام احمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عبد الكريم عن عكرمة قال قال ابن عباس قال أبو جهل لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لو فعل لأخذته الملائكة عيانا ورواه البخاري عن يحيى عن عبد الرزاق به قال داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال مر أبو جهل بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فقال ألم أنهك أن تصلي يا محمد لقد علمت ما بها أحد أكثر ناديا مني فانتهره النبي صلى الله عليه وسلم فقال جبريل فليدع ناديه سندع الزبانية والله لو دعا ناديه لأخذته زبانية العذاب رواه احمد والترمذي وصححه النسائي من طريق داود به وقال الامام احمد حدثنا اسماعيل بن يزيد أبو زيد حدثنا فرات عن عبد الكريم عن
عكرمة عن ابن عباس قال قال أبو جهل لئن رأيت محمدا عند الكعبة يصلي لاتيته حتى أطأ عنقه قال فقال لو فعل لاخذته الزبانية عيانا وقال أبو جعفر بن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا يحيى بن واضح حدثنا يونس بن أبي اسحاق عن الوليد بن العيزار عن ابن عباس قال قال أبو جهل لئن عاد محمد يصلي عند المقام لأقتلنه فانزل الله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ من الآية لنسفعا بالناصية ناصية كاذبة خاطئة فليدع ناديه سندع الزبانية فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فقيل ما يمنعك قال قد اسود ما بيني وبينه من الكتائب قال ابن عباس والله لو تحرك لاخذته الملائكة والناس ينظرون اليه وقال ابن جرير حدثنا ابن عبد الاعلى حدثنا المعتمر عن أبيه عن نعيم بن أبي هند عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم قالوا نعم قال فقال واللات والعزى لئن رأيته يصلي كذلك لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه بالتراب فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ليطأ على رقبته قال فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه قال فقيل له مالك قال ان بيني وبينه خندقا من نار وهولا وأجنحة قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا قال وأنزل الله تعالى لا أدري في حديث أبي هريرة أم لا كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى إلى آخر السورة وقد رواه احمد ومسلم والنسائي وابن أبي حاتم والبيهقي من حديث معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي به وقال الامام احمد حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن أبي اسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا على قريش غير يوم واحد فانه كان يصلي ورهط من قريش جلوس وسلا جزور قريب منه فقالوا من يأخذ هذا السلا فيلقيه على ظهره فقال عقبة ابن أبي معيط أنا فاخذه فالقاه على ظهره فلم يزل ساجدا حتى جاءت فاطمة فاخذته عن ظهره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم عليك بهذا الملأ من قريش اللهم عليك بعتبة بن ربيعة اللهم عليك بشيبة بن ربيعة اللهم عليك بأبي جهل بن هشام اللهم عليك بعقبة بن أبي معيط اللهم عليك بأبي بن خلف أو أمية بن خلف شعبة الشاك قال عبد الله فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر جميعا ثم سحبوا إلى القليب غير أبي أو أمية بن خلف فانه كان رجلا ضخما فتقطع وقد رواه البخاري في مواضع متعددة من صحيحه ومسلم من طرق عن ابن اسحاق به والصواب أمية بن خلف فانه الذي قتل يوم بدر وأخوه أبي إنما قتل يوم أحد كما سيأتي بيانه والسلا هو الذي يخرج مع ولد الناقة كالمشيمة لولد المرأة وفي بعض الفاظ الصحيح أنهم لما فعلوا ذلك استضحكوا حتى جعل بعضهم يميل على بعض أي يميل هذا على هذا من شدة الضحك لعنهم الله وفيه أن فاطمة لما القته عنه أقبلت عليهم فسبتهم وأنه صلى الله عليه وسلم لما فرغ من صلاته رفع يديه يدعو عليهم فلما
رأوا ذلك سكن عنهم الضحك وخافوا دعوته وأنه صلى الله عليه وسلم دعا على الملأ منهم جملة وعين في دعائه سبعة وقع في أكثر الروايات تسمية ستة منهم وهم عتبة وأخوه شيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة وأبو جهل بن هشام وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف قال ابن اسحاق ونسيت السابع قلت هو عمارة بن الوليد وقع تسميته في صحيح البخاري

عدد المشاهدات *:
303942
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : باب: الامر بابلاغ الرسالة
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  باب: الامر بابلاغ الرسالة لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1