لما وصل ابو عبيدة في اتباعه الروم المنهزمين الى حمص نزل حولها يحاصرها ولحقه خالد بن الوليد فحاصروها حصارا شديدا وذلك في زمن البرد الشديد وصابر اهل البلد رجاء ان يصرفهم عنهم شدة البرد وصبر الصحابة صبرا عظيما بحيث انه ذكر غير واحد ان من الروم من كان يرجع وقد سقطت رجله وهي في الخف والصحابة ليس في ارجلهم شىء سوى النعال ومع هذا لم يصب منهم قدم ولا اصبع ايضا ولم يزالوا كذلك حتى انسلخ فصل الشتاء فاشتد الحصار واشار بعض كبار اهل حمص عليهم بالمصافحة فابوا عليه ذلك وقالوا انصالح والملك منا قريب فيقال إن الصحابة كبروا في بعض الايام تكبيرة ارتجت منها المدينة حتى تفطرت منها بعض الجدران ثم تكبيرة اخرى فسقطت بعض الدور فجاءت عامتهم الى خاصتهم فقالوا الا تنظرون الى ما نزل بنا وما نحن فيه الا تصالحون القوم عنا قال فصالحوهم على ما صالحوا عليه اهل دمشق على نصف المنازل وضرب الخراج على الاراضي واخذ الجزية على الرقاب بحسب الغني والفقر وبعث ابو عبيدة بالاخماس والبشارة الى عمر مع عبدالله بن مسعود وانزل ابو عبيدة بجمص جيشا كثيفا يكون بها مع جماعة من الامراء منهم بلال والمقداد وكتب ابو عبيدة الى عمر يخبره بان هرقل قد قطع الماء الى الجزيرة وانه يظهر تارة ويخفى اخرى فبعث اليه عمر يامره بالمقام ببلده
عدد المشاهدات *:
393116
393116
عدد مرات التنزيل *:
0
0
حجم الخط :
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013