بسم الله الرحمن الرحيم
نعم هو كذلك لا ينبغي أن يتعصب المرء لأحد الا لله و رسوله صلى الله عليه وسلم
عندما وقع الخلاف بين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما و علي بن أبي طالب رضي الله عنه و كان لكل منهما أنصاره ، كان طلحة بن عبيد الله و الزبير بن العوام رضي الله عنهما مع معاوية رضي الله عنه ، فجاء أحد القوم الى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يستفهم قائلا : أترى طلحة و الزبير على باطل ؟ـ
فيجيبه الإمام علي كرم الله وجهه : الحق لا يعرف بالرجال ، اعرف الحق تعرف أهله
و من هذا المنطلق ينبغي على المسلمين كافة أن يجعلوا هذا منهج تعاملهم مع الناس ، أن لا يقدموا قول أحد على قول الله و قول رسوله المبين صلى الله عليه و سلم ، غير أننا نرى الفرق و الجماعات التي ظهرت في الإسلام رغم مزاعم المنتسبين اليها أنهم لا يقدمون قول أحد على قول الله و رسوله الا أنهم يتعصبون تعصبا أعمى لمؤسسي تلك الحركات و الجماعات ، فتراهم أحيانا عند حديثهم يستدلون بقول المؤسس و الزعيم أكثر مما يستدلون بكتاب الله و سنة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم ، بل انهم أحيانا يرون في جماعتهم جماعة المسلمين و في من خالفهم الرأي البدعة
و نحن هنا لا نريد أن ننتقص من فضل بعض الشخصيات الصالحة و التي كرست حياتها لدين الله و انما نريد أن نبين ان النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن الإطراء فقال صلى الله عليه و سلم : ـ
لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم ،إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله
و قد نبه السلف الكرام الى هذا من ذي قبل ، و قد كان الإمام مالك رحمه الله في المسجد النبوي يشير بأصبعه الى قبر النبي صلى الله عليه و سلم و يقول : ـ
كل أحد يؤخذ منه و يترك الا صاحب هذا القبر صلى الله عليه و سلم
و في رواية أخرى :ـ
ما منا الا راد و مردود عليه الا صاحب هذا القبر صلى الله عليه و سلم
بمعنى أن كل أحد لنا أن نناقش أفعاله و أقواله فنقبل منه ما وافق الكتاب و السنة و نرفض ما خالفهما ، والشافعي كان يقول: إذا صح الحديث فاضربوا بقولي عرض الحائط
و هذا ليس تواضعا منهم انما لأنهم أدركوا حقيقة قول المعصوم صلى الله عليه و سلم : ـ
كل ابن آدم خطاء.. وخير الخطائين التوابون
و قوله عليه الصلاة و السلام في احتمال وقوع الخطاء من العالم عند قوله :ـ
إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ
فالمنهج السليم اذا هو أن يعلم الإنسان أن لكل أحد حدوده التي لا ينبغي أن يتعداها و لكل درجات مما عملوا و أن الإعتراف بالخطأ اذا طرأ مكرمة و فضيلة ، أما الإستمرار و التمادي في الخطأ هلكة و لذا كان الحبر الترجمان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول : يوشك أن ينزل الله عليكم عقابا من السماء ، أقول قال الله و رسوله و تقولون : قال أبو بكر و عمر
و قول عبد الله بن عباس رضي الله عنه قول سليم ليس فيه شيء على الشيخين رضوان الله عليهما بل يبين النهج الذي عليه ساروا و قد كان أبو بكر رضي الله عنه يقول :ـ
أي سماء تظلني؟ وأي أرض تقلني؟ إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟ـ
و هذا عمر بن الخطاب يقف في المسجد النبوي شاهرا السيف يقول : من قال ان محمدا قد مات قتلته بسيفي هذا وإنما رفع إلى السماء كما رفع عيسى عليه السلام
فأتاه الصديق رضي الله عنه بالميزان يذكره بقوله تعالى :ـ
و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل ، أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم
فالتعصب اذا لا ينبغي ان يكون لأشخاص انما لابد أن يكون لله و رسوله صلى الله عليه و سلم و لذا روي أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ما كانوا يغضبون لأنفسهم انما كانوا يغضبون لله اذا ما انتهكت محارمه ـ
الزاهد الورع
27070
370
* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 17/07/2007 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 17/07/2007