اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الخميس 18 رمضان 1445 هجرية
? ?? ?????? ?????? ???? ????? ???????? ??????????? ??? ????? ??? ??? ???? ????? ????????? ??? ???????? ???? ??? ???? ????????????????? ???????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

شعارات المحجة البيضاء

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء الثامن
خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
ثم دخلت سنة خمس وخمسين
ذكر من توفى من الأعيان فى هذه السنة أرقم بن أبى الأرقم
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أسلم قديما يقال سابع سبعة وكانت داره كهفا للمسليمن يأوى إليها رسول الله ومن أسلم من قريش وكانت عند الصفا وقد صارت فيما بعد ذلك للمهدى فوهبها لامرأته الخيزران أم موسى الهادى وهارون الرشيد فبنتها وجددتها فعرفت بها ثم صارت لغيرها وقد شهد الأرقم بدرا وما بعدها من المشاهد ومات بالمدينة فى هذه السنة وصلى عليه سعد بن أبى وقاص أوصى به رضى الله عنهما وله بضع وثمانون سنة

سحبان بن زفر بن إياس
ابن عبد شمس بن الأجب الباهلى الوائلى الذى يضرب بفصاحته المثل فيقال أفصح من سحبان وائل ووائل هو ابن معد بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر بن نزار وباهلة امرأة مالك بن أعصر ينسب إليها ولدها وهى باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة قال ابن عساكر سحبان المعروف بسحبان وائل بلغنى أنه وفد إلى معاوية فتكلم فقال معاوية أنت الشيخ فقال إى والله وغير ذلك ولم يزد ابن عساكر على هذا وقد نسبه ابن الجوزى فى كتابه المنتظم كما ذكرنا ثم قال وكان بليغا بليغا يضرب المثل بفصاحته دخل يوما على معاوية وعنده خطباء القبائل فلما رأوه خرجوا لعلمهم بقصورهم عنه فقال سحبان
لقد علم الحيى اليمانون اننى * إذا قلت أما بعد أنى خطيبها
فقال له معاوية اخطب فقال انظروا لى عصى تقيم من أودى فقالوا وماذا تصنع بها وأنت بحضرة أمير المؤمنين فقال ما كان يصنع بها موسى وهو يخاطب ربه فأخذها وتكلم من الظهر إلى ان قاربت العصر ما تنحنح ولا سعل ولا توقف ولا ابتدأ فى معنى فخرج عنه وقد بقيت عليه بقية فيه فقال معاوية الصلاة فقال الصلاة أمامك ألسنا فى تحميد وتمجيد وعظة وتنبيه وتذكير ووعد ووعيد فقال معاوية أنت أخطب العرب قال العرب وحدها بل أخطب الجن والأنس قال كذلك أنت

سعد بن أبى وقاص
واسمه مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب أبو إسحاق القرشى الزهرى أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفى رسول الله وهو عنهم راض أسلم قديما قالوا وكان يوم أسلم عمره سبع عشرة سنة وثبت عنه فى الصحيح أنه قال ما أسلم أحد فى اليوم الذى أسلمت فيه ولقد مكثت سبعة أيام وإنى لثلث الاسلام سابع سبعة وهو الذى كوف الكوفة ونفى عنها الأعاجم وكان مجاب الدعوة وهاجر وشهد بدرا وما بعدها وهو أول من رمى بسهم فى سبيل الله وكان فارسا شجاعا من أمراء رسول الله ص وكان فى أيام الصديق معظما جليل المقدار وكذلك فى أيام عمر وقد استنابه على الكوفة وهو الذى فتح المدائن وكانت بين يديه وقعة جلولاء وكان سيدا مطاعا وعزله عن الكوفة عن غير عجز ولا خيانة ولكن لمصلحة ظهرت لعمر فى ذلك وقد ذكره فى الستة أصحاب الشورى ثم ولاه عثمان بعدها ثم عزله عنها وقال الحميدى عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال شهد سعد بن أبى وقاص وابن عمر دومة الجندل يوم الحكمين وثبت فى صحيح مسلم أن ابنه عمر جاء إليه وهو معتزل فى إبله فقال الناس يتنازعون الامارة وانت ها هنا فقال يا بنى إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يحب العبد الغنى الخفى التقى قال ابن عساكر ذكر بعض أهل العلم أن ابن أخيه هاشم بن عتبة بن أبى وقاص جاءه فقال له يا عم هاهنا مائة ألف سيف يرونك أحق الناس بهذا الأمر فقال أريد من مائة الف سيفا واحدا إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئا وإذا ضربت به الكافر قطع وقال عبد الرزاق عن ابن جريج حدثنى زكريا بن عمرو أن سعد بن أبى وقاص وفد على معاوية فأقام عنده شهر رمضان يقصر الصلاة ويفطر وقال غيره فبايعه وما سأله سعد شيئا إلا أعطاه إياه قال أبو يعلى حدثنا زهير ثنا إسماعيل بن علية عن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم قال قال سعد إنى لأول رجل رمى بسهم فى المشركين وما جمع رسول الله أبويه لأحد قبلى ولقد سمعته يقول ارم فداك أبى وأمى وقال أحمد حدثنا يزيد بن هارون ثنا إسماعيل عن قيس سمعت سعد بن مالك يقول والله إنى لأول العرب رمى بسهم فى سبيل الله
ولقد كنا نغزو مع رسول الله وما لنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر حتى ان أحدنا ليضع كما تضع الشاة ماله خلط ثم أصبحت بنو أسد تعزرنى على الدين لقد خبت إذا وضل عملى وقد رواه شعبةة ووكيع وغير واحد عن إسماعيل بن أبى خالد به وقال أحمد حدثنا ابن سعيد عن يحيى ابن سعيد الآنصارى عن سعيد بن المسيب عن سعد قال جمع لى رسول الله ص أبويه يوم أحد ورواه أحمد أيضا عن غندر عن شعبة عن يحيى بن سعيد الأنصارى وقد رواه الليث وغير واحد عن يحيى الأنصارى ورواه غير واحد عن سعيد بن المسيب عن سعد ورواه الناس من حديث عامر بن سعد عن أبيه وفى بعض الروايات فداك أبى وأمى وفى رواية فقال ارم وأنت الغلام الحزور قال سعيد وكان سعد جيد الرمى وقال الأعمش عن أبى خالد عن جابر بن سمرة قال أول الناس رمى بسهم فى سبيل الله سعد رضى الله عنه وقال أحمد حدثنا وكيع ثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن شداد سمعت عليا يقول ما سمعت رسول الله يفدى أحدا بأبويه إلا سعد بن مالك وإنى سمعته يقول له يوم أحد ارم سعد فداك أمى وأبى ورواه البخارى عن أبى نعيم عن مسعر عن سعد بن أبراهيم به ورواه شعبة عن سعد بن إبراهيم ورواه سفيان بن عيينة وغير واحد عن يحيى بن سعيد الأنصارى عن سعيد بن المسيب عن على بن أبى طالب فذكره وقال عبد الرزاق انا معمر عن أيوب أنه سمع عائشة بنت سعد تقول أنا بنت المهاجر الذى فداه رسول الله ص بالأبوين وقال الواقدى حدثنى عبيدة بن نابل عن عائشة بنت سعد عن أبيها قال لقد رأيتنى أرمى بالسهم يوم أحد فيرده على رجل أبيض حسن الوجه لا أعرفه حتى كان بعد ذلك فظننت أنه ملك وقال أحمد حدثنا سليمان بن داود الهاشمى ثنا إبراهيم عن سعد عن أبيه عن سعد بن أبى وقاص قال لقد رايت عن يمين رسول الله ص وعن يساره يوم أحد رجلين عليهما ثياب بيض يقاتلان عنه كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد ورواه الواقدى حدثنى إسحاق بن أبى عبد الله عن عبد العزيز جد ابن أبى عون عن زياد مولى سعد عن سعد قال رأيت رجلين يوم بدر يقاتلان عن رسول الله أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره وإنى لأراه ينظر إلى ذا مرة وإلى ذا مرة مسرورا بما ظفره الله عز وجل وقال سفيان عن أبى إسحاق عن أبى عبيدة عن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال اشتركت أنا وسعد وعمار يوم بدر فيما أصبنا من الغنيمة فجاء سعد بأسيرين ولم أجىء أنا وعمار بشىء وقال الأعمش عن إبراهيم بن علقمة عن ابن مسعود قال لقد رأيت سعد بن أبى وقاص يوم بدر يقاتل قتال الفارس للراجل وقال مالك عن يحيى بن سعيد أنه سمع عبد الله بن عامر يقول قالت عائشة بات رسول الله أرقا ذات ليلة ثم قال ليت رجلا صالحا يحرسنى الليلة قالت إذ سمعنا صوت
السلاح فقال من هذا قال أنا سعد بن أبى وقاص أنا أحرسك يا رسول الله قالت فنام رسول الله ص حتى سمعت غطيطه أخرجاه من حديث يحيى بن سعيد وفى رواية فدعا له رسول الله ص ثم نام وقال أحمد حدثنا قتيبة ثنا رشدين بن سعد عن يحيى بن الحجاج بن شداد عن أبى صالح عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله قال أول من يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة فدخل سعد بن أبى وقاص وقال أبو يعلى حدثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الله بن قيس الرقاشى الخرار بصرى ثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال كنا جلوسا عند رسول الله ص فقال يدخل عليكم من ذا الباب رجل من أهل الجنة قال فليس منا أحد إلا وهو يتمنى أن يكون من أهل بيته فاذا سعد بن أبى وقاص قد طلع وقال حرملة عن ابن وهب أخبرنى حيوة أخبرنى عقيل عن ابن شهاب حدثنى من لاأتهم عن أنس بن مالك قال بينا نحن جلوس عند رسول الله ص فقال يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة فاطلع سعد بن أبى وقاص حتى إذا كان الغد قال رسول الله مثل ذلك قال فاطلع سعد بن أبى وقاص على ترتيبه الأول حتى إذا كان الغد قال رسول الله مثل ذلك قال فطلع على ترتيبه فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثار عبد الله بن عمرو بن العاص فقال إنى غاضبت أبى فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاث ليال فإن رأيت أن تؤوينى إليك حتى تنحل يمينى فعلت قال أنس فزعم عبد الله بن عمرو أنه بات معه ليلة حتى إذا كان الفجر فلم يقم تلك الليلة شيئا غير أنه كان إذا انقلب على فراشه ذكر الله وكبره حتى يقوم مع الفجر فاذا صلى المكتوبة أسبغ الوضوء وأتمه ثم يصبح مفطرا قال عبد الله بن عمرو فرمقته ثلاث ليال وأيامهن لا يزيد على ذلك غير أنى لا أسمعه يقول إلا خيرا فلما مضت الليالى الثلاث وكدت أحتقر عمله قلت إنه لم يكن بينى وبين أبى غضب ولا هجر ولكنى سمعت رسول الله قال ذلك فى ثلاث مرات فى ثلاث مجالس يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فاطلعت أنت أولئك المرات الثلاث فأردت أن آوى إليك حتى أنظر ما عملك فأقتدى بك لأنال ما نلت فلم أرك تعمل كثير عمل ما الذى بلغ بك ما قال رسول الله فقال ما هو إلا الذى رأيت قال فلما رأيت ذلك انصرفت فدعى بى حين وليت فقال ما هو إلا ما رأيت غير أنى لا أجد فى نفسى سوءا لأحد من المسلمين ولا أنوى له شرا ولا أقوله قال قلت هذه التى بلغت بك وهى التى لا أطيق
وهكذا رواه صالح المزى عن عمر بن دينار مولى الزبير عن سالم عن أبيه فذكر مثل رواية أنس ابن مالك وثبت فى صحيح مسلم من طريق سفيان الثورى عن المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد فى قوله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه نزلت فى سنة أنا وابن مسعود منهم وفى رواية أنزل الله فى وإن جاهداك لتشرك بى ما ليس لك به علم وذلك أنه لما أسلم
امتنعت أمه من الطعام والشراب أياما فقال لها تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت دينى هذا لشىء إن شئت فكلى وأن شئت فلا تأكلى فنزلت هذه الآية وأما حديث الشهادة للعشرة بالجنة فثبت فى الصحيح عن سعيد بن زيد وجاء من حديث سهيل عن أبيه عن أبى هريرة فى قصة حراء ذكر سعد بن أبى وقاص منهم وقال هشيم وغير واحد عن مجالد عن الشعبى عن جابر قال كنا مع رسول الله فأقبل سعد فقال رسول الله ص هذا خالى فليرنى امرؤ خاله وقال الطبرانى حدثنا الحسين بن إسحاق التسترى ثنا عبد الوهاب ابن الضحاك ثنت إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن ماعز التميمى عن جابر قال كنا مع رسول الله ص إذ أقبل سعد فقال هذا خالى وثبت فى الصحيح من حديث مالك وغيره عن الزهرى عن عامر بن سعد عن أبيه ان رسول الله جاءه يعوده عام حجة الوداع من وجع اشتد به فقلت يا رسول الله إنى ذو مال ولا يرثنى إلا ابنة أفأتصدق بثلثى مالى قال لا قلت فالشطر يا رسول الله قال لا قلت فالثلث قال الثلث والثلث كثير إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس وإنك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا أجرت بها حتى اللقمة تضعها فى فم امرأتك قلت يا رسول الله أخلف بعد أصحابى فقال إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغى به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون ثم قال اللهم أمض لأصحابى هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد ابن خولة يرثى له رسول الله إن مات بمكة ورواه أحمد عن يحيى بن سعيد عن الجعد بن أوس عن عائشة بنت سعد عن أبيها فذكر نحوه وفيه قال فوضع يده على جبهته فمسح وجهه وصدره وبطنه وقال اللهم اشف سعدا وأتم له هجرته قال سعد فما زلت يخيل إلى أنى أجد برده على كبدى حتى الساعة وقال ابن وهب حدثنى موسى بن على بن رباح عن أبيه أن رسول الله ص عاد سعدا فقال اللهم أذهب عنه الباس إله الناس ملك الناس أنت الشافى لا شافى له إلا أنت بسم الله أرقيك من كل شىء يؤذيك من حسد وعين اللهم أصح قلبه وجسمه واكشف سقمه وأجب دعوته
وقال ابن وهب أخبرنى عمر وعن بكر بن الأشج قال سألت عامر بن سعد عن قول رسول الله لسعد وعسى أن تبقى وينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون فقال أمر سعد على العراق فقتل قوما على الردة فضرهم واستناب قوما كانوا سجعوا سجع مسيلمة الكذاب فتابوا فانتفعوا به
وقال الامام أحمد حدثنا المغيرة ثنا معاذ بن رفاعة حدثنى على بن زيد عن القاسم أبى عبد الرحمن عن أبى أمامة قال جلسنا الى رسول الله فذكرنا ورققنا فبكى سعد بن أبى قاص فأكثر البكاء وقال يا ليتنى مت فقال رسول الله ص يا سعد إن كنت للجنة خلقت فما طال عمرك أو حسن

قال فوضع يده على وجهه فبكى حتى بل لحيته بجموعه وبكيت معه ثم استدعى بخمسمائة دينار
من عملك فهو خير لك وقال موسى بن عقبة وغيره عن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس عن سعد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم سدد رميته واجب دعوته ورواه سيار بن بشير عن قيس عن أبى بكر الصديق قال سمعت رسول الله يقول لسعد اللهم سدد سهمه واجب دعوته وحببه إلى عبادك وروى من حديث ابن عباس وفى رواية محمد بن عائد الدمشقى عن الهيثم بن حميد عن مطعم عن المقدام وغيره أن سعدا قال يا رسول الله ادع الله أن يجيب دعوتى فقال إنه لا يستجيب الله دعوة عبد حتى يطيب مطعمه فقال يا رسول الله ادع الله أن يطيب مطعمى فدعا له قالوا فكان سعد يتورع من السنبلة يجدها فى زرعه فيردها من حيث أخذت وقد كان كذلك مجاب الدعوة لا يكاد يدعو بدعاء إلا استجيب له فمن اشهر ذلك ما روى فى الصحيحين من طريق عبد الملك بن عمير عن جابر بن سلمة أن أهل الكوفة شكوا سعدا إلى عمر فى كل شىء حتى قالوا لا يحسن يصلى فقال سعد أما إنى لا آلو أن أصلى بهم صلاة رسول الله اطيل الأوليين وأحذف الأخرتين فقال الظن بك يا أبا إسحاق وكان قد بعث من يسأل عنه بمحال الكوفة فجعلوا لا يسألون أهل مسجد إلا أثنوا خيرا حتى مروا بمسجد لبنى عبس فقام رجل منهم يقال له أبو سعدة أسامة بن قتادة فقال إن سعدا كان لا يسير فى السرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل فى الرعية القضية فبلغ سعدا فقال اللهم إن كان عبدك هذا قام مقام رياء وسمعة فأطل عمره وادم فقره وأعم بصره وعرضه للفتن قال فأنا رأيته بعد ذلك شيخا كبيرا قد سقطت حاجباه على عينيه يقف فى الطريق فيغمز الجوارى فيقال له فيقول شيخ مفتون أصابته دعوة سعد وفى رواية غريبة أنه أدرك فتنة المختار بن أبى عبيد فقتل فيها وقال الطبرانى ثنا يوسف القاضى ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن سعيد بن المسيب قال خرجت جارية لسعد يقال لها زبراء وعليها قميص جديد فكشفتها الريح فشد عليها عمر بالدرة وجاء سعد ليمنعه فتناوله عمر بالدرة فذهب سعد يدعو على عمر فناوله الدرة وقال اقنص منى فعفى عن عمر وروى أيضا أنه كان بين سعد وابن مسعود كلام فهم سعد أن يدعو عليه فخاف ابن مسعود وجعل يشتد فى الهرب وقال سفيان بن عيينة لما كان يوم القادسية كان سعد على الناس وقد أصابته جراح فلم يشهد يوم الفتح فقال رجل من بجيلة
ألم تر أن الله اظهر دينه * وسعد بباب القادسية معصم
فأبنا وقد أيمت نساء كثيرة * ونسوة سعد ليس فيهن أيم
فقال سعد اللهم اكفنا يد ولسانه فجاءه سهم غرب فاصابه فخرس ويبست يداه جميعا وقد أسند زياد البكائى وسيف بن عمر عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر عن ابن عمر فذكر
مثله وفيه ثم خرج سعد فأرى الناس ما به من القروح فى ظهره ليعتذر إليهم وقال هشيم عن أبى بلح عن مصعب بن سعد ان رجلا نال من على فنهاه سعد فلم ينته فقال سعد ادعو عليك فلم ينته فدعا الله عليه حتى جاء بعير ناد فتخبطه وجاء من وجه آخر عن عامر بن سعد ان سعدا رأى جماعة عكوفا على رجل فأدخل رأسه من بين اثنين فاذا هو يسب عليا وطلحة والزبير فنهاه عن ذلك فلم ينته فقال أدعو عليك فقال الرجل تتهددنى كأنك نبى فانصرف سعد فدخل دار آل فلان فتوضأ وصلى ركعتين ثم رفع يديه فقال اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سب أقواما قد سبق لهم منك سابقة الحسنى وأنه قد أسخطك سبه إياهم فاجعله اليوم آية وعبرة قال فخرجت بختية نادة من دار آل فلان لا يردها شىء حتى دخلت بين أضعاف الناس فافترق الناس فأخذته بين قوائمها فلم يزل تتخبطه حتى مات قال فلقد رأيت الناس يشتدون وراء سعد يقولون استجاب الله دعاءك يا أبا إسحاق ورواه حماد بن سلمة عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب فذكر نحوه وقال أبو بكر بن أبى الدنيا حدثنى الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر القرشى ثنا عبد الرزاق عن أبيه عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف أن امرأة كانت تطلع على سعد فنهاها فلم تنته فاطلعت يوما وهو يتوضأ فقال شاه وجهك فعاد وجهها فى قفاها وقال كثير النورى عن عبد الله بن بديل قال دخل سعد على معاوية فقال له مالك لم تقاتل معنا فقال إنى مرت بى ريح مظلمة فقلت اخ اخ فأنخت راحلتى حتى انجلت عنى ثم عرفت الطريق فسرت فقال معاوية ليس فى كتاب الله اخ اخ ولكن قال الله تعالى وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فوالله ما كنت مع الباغية على العادلة ولا مع العادلة على الباغية فقال سعد ما كنت لأقاتل رجلا قال له رسول الله ص أنت منى بنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبى بعدى فقال معاوية من سمع هذا معك فقال فلان وفلان وام سلمة فقال معاوية أما إنى لو سمعته منه ص لما قاتلت عليا وفى رواية من وجه آخر أن هذا الكلام كان بينهما وهما بالمدينة فى حجة حجها معاوية وأنهما قاما إلى أم سلمة فسألاها فحدثتهما بما حدث به سعد فقال معاوية لو سمعت هذا قبل هذا اليوم لكنت خادما لعلى حتى يموت او أموت وفى إسناد هذا ضعف والله أعلم وقد روى عن سعد أنه سمع رجلا يتكلم فى على وفى خالد فقال إنه لم يبلغ ما بيننا إلى ديننا وقال محمد بن سيرين طاف سعد على تسع جوار فى ليلة فلما انتهى إلى العاشرة أخذه النوم فاستحيت أن توقظه
ومن كلامه الحسن أنه قال لابنه مصعب يا بنى إذا طلبت شيئا فاطلبه بالقناعة فانه من لا قناعة له لم يغنه المال وقال حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن مصعب بن سعد قال كان رأس أبى
فى حجرى وهو يقضى فبكيت فقال ما يبكيك يا بنى والله إن الله لا يعذبنى أبدا وإنى من أهل الجنة إن الله يدين للمؤمنين بحسناتهم فاعملوا لله وأما الكفار فيخفف عنهم بحسناتهم فاذا نفدت قال ليطلب كل عامل ثواب عمله ممن عمل له وقال الزهرى لما حضرت سعدا الوفاة دعا بخلق جبة فقال كفنونى فى هذه فانى لقيت فيها المشركين يوم بدر وإنما خبأتها لهذا اليوم
وكانت وفاة سعد بالعقيق خارج المدينة فحمل إلى المدينة على أعناق الرجال فصلى مروان وصلى بصلاته أمهات المؤمنين الباقيات الصالحات ودفن بالبقيع وكان ذلك فى هذه السنة سنة خمس وخمسين على المشهور الذى عليه الأكثرون وقد جاوز الثمانين على الصحيح قال على بن المدينى وهو آخر العشرة وفاة وقال غيره كان آخر المهاجرين وفاة رضى الله عنه وعنهم أجمعين وقال الهيثم بن عدى سنة خمسين وقال أبو معشر وأبو نعيم مغيث بن المحرر توفى سعد سنة ثمان وخمسين زاد مغيث وفيها توفى الحسن بن على وعائشة وأم سلمة والصحيح الأول خمس وخمسين قالوا وكان قصيرا غليظا شثن الكفين أفطس أشعر الجسد يخضب بالسواد وكان ميراثه مائتى ألف وخمسين ألفا

فضالة بن عبيد الأنصارى الأوسي
أول مشاهده أحد وشهد بيعة الرضوان ودخل الشام وتولى القضاء بدمشق فى أيام معاوية بعد أبى الدرداء قال أبو عبيد مات سنة ثلاث وخمسين وقال غيره سنة سبع وستين وقال ابن الجوزى فى المنتظم توفى فى هذه السنة والله أعلم

قثم بن العباس بن عبد المطلب
كان أشبه الناس برسول الله ص تولى نيابة المدينة فى أيام على وشهد فتح سمرقند فاستشهد بها

كعب بن عمرو أبو اليسر
الأنصارى السلمى شهد العقبة وبدرا وأسر يومئذ العباس بن عبد المطلب وشهد ما بعد ذلك من المشاهد كلها مع رسول الله ص قال أبو حاتم وغيره مات سنة خمس وخمسين زاد غيره وهو آخر من مات من أهل بدر

عدد المشاهدات *:
295660
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : ذكر من توفى من الأعيان فى هذه السنة أرقم بن أبى الأرقم
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  ذكر من توفى من الأعيان فى هذه السنة أرقم بن أبى الأرقم لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1